- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (024)سورة النور
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون، مع الدرس السادس عشر من سورة النور، وصلنا في الدرس الماضي إلى قوله تعالى:
﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ(36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ(37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ(38)﴾
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ
أيها الإخوة الأكارم، في الدرس الماضي توضّح لكم من قول الله عز وجل:
﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ(32) ﴾
من معاني: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ
المعنى الأول: البناء والتعظيم:
يضيف المفسرون إلى هذه الكلمة معنىً ثالثاً: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ﴾ أن تُبنى، وأذن الله أن تُرفع: أن تعظم.
المعنى الثاني: رفع الحاجات إلى الله:
وأذن الله أن ترفع أي أن تُرفع فيها الحاجات إلى رب الأرض والسماوات، فما من إنسان على وجه الأرض إلا وله حوائج كثيرة، قد يطرق باب زيد، أو عبيد، أو فلان، أو علان، الإنسان من طبعه الشُّح، والعلاقات بين الناس قائمة على المشاححة، لكن الإنسان إذا توجه إلى الله سبحانه وتعالى، توجه إليه في المسجد، وطلب منه حوائجه، هناك حوائج تعينه على أمر الآخرة، فلو طلب المؤمن من ربه وهو في المسجد أن يرزقه رزقاً حلالاً طيباً، فهذا طلب معقول، والله سبحانه وتعالى يقول:
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ ))
وعَنْ عبد الله بن مسعود قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( كَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا ، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا ))
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى يَسْأَلَ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ ))
فالإنسان المؤمن له باب لا يُغلق، وهو باب الله عز وجل، المؤمن شرفه قيامه بالليل، وعزَّه استغناؤه عن الناس، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( اُطْلُبُوا الْحَوَائِجَ بِعِزَّةِ الأَنْفُسِ فَإِنَّ الأُمُورَ تَجْرِي بِالْمَقَادِيرِ ))
(( إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ. ))
إذاً ارفع إلى الله حاجاتك، لكن الله سبحانه وتعالى لا يسمع دعاء الداعي إلا بشروط، فالله سبحانه وتعالى يقول:
﴿
في أكثر من عشر آيات في القرآن الكريم تأتي الصيغة على الشكل التالي:
﴿
﴿
في أكثر من عشرة مواضع يأتي قوله تعالى على شكل "يسألونك"، فتأتي كلمة "قل" بين السؤال والجواب، إلا في آية واحدة في كتاب الله ليس لها مثيل:
آمن بالله أولاً، واستجب لأمره ثانياً، ثم ادعه ثالثاً، وسوف ترى كيف أن الدعاء يتحقق، وأن الله سبحانه وتعالى ما خلق لك هذه الحاجة إلا من أجل أن تدعوه، فإذا دعوته، واستجاب لك عرفت أن لك رباً لا ينساك، وأنه سميع الدعاء، وأنه قريب مجيب.
لذلك المعنى الثالث من معاني:
لذلك
(( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. ))
وهذا لا يعني مَن عدّها، ولكن من تحقق بها، لا يكفي أن تؤمن بالله عز وجل خالقاً، فإبليس قال:
﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) ﴾
إن إبليس يعتقد أن له رباً، لكنك لن تستكمل الإيمان حتى تؤمن بالله خالقاً، وبالله مربياً، وبالله مسيراً، وأن تؤمن بأسمائه الحسنى، وبصفاته الفضلى، فاسأل نفسك هذا السؤال: ماذا أعرف عن اسم الله الرحيم؟ كيف تواجه خبراً أن هذا البلد مات من العطش، وهذا البلد مات من الجوع، وهذا الزلزال ضرب البلاد الفلانية، وهذا البركان دمر هذه المنطقة الفلانية؟ هل عندك جواب؟ وهل عندك يقين برحمة الله عز وجل على الرغم من هذه الأخبار؟ كيف توفق بين رحمة الله عز وجل، وما يجري بالحياة من مصائب؟ يجب أن تقف موقفاً واضحاً، ويجب أن تتحقق من اسم الله الرحيم، ويجب أن تتحقق منه.
معنى: وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
إذاً:
المعنى الأول: معرفة الله تعالى:
ليس بيت الله من أجل أن تصلي فقط، من أجل أن تصلي، ومن أجل أن تعرف الله عز وجل، فكأن هذه الآية تشير إلى أن الوظيفة الأولى لبيوت الله؛ أن تعلّم الناس كل شيء عن الله عز وجل، وأن تعلّم الناس شيئاً كثيراً عن أسماء الله الحسنى، وصفاته الفضلى، فالقصد الأول التعليم، والقصد الأول التعريف، القصد الأول أن تذكر الله بأسمائه كلها، وأسماء الله كلها حسنى، وصفاته كلها فضلى، لذلك هناك إلحاد في الذات، وإلحاد في الأسماء، فمن أيقن بوجود الله، وشك في رحمته فهو ملحد بشكل أو بآخر، ملحد في بعض أسمائه، ولن تستكمل الإيمان إلا إذا عرفت الله بأسمائه الحسنى كلها.
لذلك:
المعنى الثاني: الصلاة:
يذكر فيها اسمه، وبعضهم قال: الصلاة، لقول الله عز وجل:
﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي
ولقول الله عز وجل:
﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ
أي ذكر الله أكبر ما في الصلاة، فربنا سبحانه وتعالى أشار إلى أن جوهر الصلاة، وسر الصلاة في ذكر الله عز وجل:
﴿ كَلَّا لَا تُطِعْهُ
الصلاة قرب، ولو يعلم المصلي من يناجي ما التفت، والصلاة مناجاة.
﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)﴾
الصلاة خشوع، الصلاة ذكر، الصلاة قرب، الصلاة عروج إلى الله عز وجل، الصلاة معراج المؤمن، الصلاة نور، فعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأَنِ، أَوْ تَمْلأ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ ))
الصلاة راحة وسعادة، فعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ، قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهُ مِنْ خُزَاعَةَ: لَيْتَنِي صَلَّيْتُ فَاسْتَرَحْتُ فَكَأَنَّهُمْ عَابُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ:
(( يَا بِلالُ أَقِمِ الصّلاةَ، أَرِحْنَا بِهَا. ))
الصلاة وعي، قال تعالى:
﴿
الصلاة عقل: ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها.
لذلك يقول بعض المفسرين:
والأَولى أن نجمع بين المعنيين، فإنما أنشئت بيوت الله عز وجل ليُصلى فيها، أي ليتصل العباد بربهم، وليتعلموا شيئاً عن ربهم، وأحكام دينهم، فهو اتصال وتعلم.
معنى: يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا
وبعضهم يقول: كل تسبيح في القرآن صلاة، لأنك إذا سبحت الله بمعنى مجدته، ونزهته، فإذا وقفت في الصلاة قلت:
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5)﴾
ثم تركع، فتقول: سبحان ربي العظيم، ثم تسجد، فتقول: سبحان ربي الأعلى، وهذا الذي ناجى ربه فقال: يا رب، حينما قال الله عز وجل:
﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى(44)﴾
قيل: يا رب، إذا كانت هذه رحمتك بمن قال: أنا ربكم الأعلى، فكيف رحمتك بمن قال: سبحان ربي الأعلى؟ وإذا كانت هذه رحمتك بمن قال: ما أعلم لكم من إله غيري، فكيف رحمتك بمن قال: لا إله إلا الله؟ لو يعلم المعرضون حبي لهم، وانتظاري إليهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم من حبي، ولماتوا شوقا إلي، يا داود هذه إرادتي بالمعرضين، فكيف إرادتي بالمقبلين.
فلذلك بعضهم قال: كل تسبيح ورد في القرآن الكريم يعني الصلاة.
إذاً:
(( يا ابن آدم، لا تعجزني من أربع ركعات في أول نهارك، أكفك آخره ))
أنت في هذا النهار في حفظ الله، وفي توفيق الله، وفي رعاية الله، والله يدافع عنك، ويتولى شأنك كله، هم في مساجدهم، والله في حوائجهم، هم في صلاتهم، والله من ورائهم، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد، ولا تعلمني بما يصلحك، أنا أعلم، وأعرف ما يصلحك، أنت تريد، وأنا أريد، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد، فعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ))
معنى كلمة رجال إذا وردت في القرآن:
وأما فاعل يسبح فهو رجال.
إذاً: رجال أيْ أبطال، يؤكد هذا ما في سورة الأحزاب:
﴿ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا(23)﴾
مقياس القرآن للرجولة:
يجب أن يكون الإنسان رجلاً كما أراد الله عز وجل، ويجب أن ترقى في المقاييس التي وضعها الله في القرآن، لا أن ترقى في المقاييس التي تواضع الناس عليها، فإن الناس يعظمون أصحاب الأموال، ويعظمون الأقوياء، ويعظمون أصحاب الدرجات العليا في العلم، ولو كانوا كفاراً، هذه مقاييس تواضع الناس عليها، ولكنك إذا كنت بطلاً ترتفع في المقياس الذي وضعه الله في القرآن الكريم، قال:
﴿
المقياس الوحيد الذي ورد في القرآن الكريم، والذي أشار إلى مرجح وحيد يمكن أن يكون مقياساً بين الناس هو العلم، العلم بالله لقول الله عز وجل:
﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ(9)﴾
وقد قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: "حيثما وردت كلمة العلم في الكتاب والسنة فإنما تعني العلم بالله؛ لأنك إذا عرفت الله عرفت كل شيء، وإذا فاتك فاتكَ كل شيء"
﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً(103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً(104)﴾
خطأ كبير عندما تنطلق في علاقاتك في حركتك اليومية من أفكار ليست صحيحة، والعلماء قالوا: "العلاقات العلمية تعني أن تقوم علاقة بين شيئين مقطوع بصحتها، يؤكدها الواقع، عليها دليل"، فإذا أردت أن تنطلق في كل حركة من حركاتك اليومية من هذه المقولة، أو من هذه القاعدة، فإنك لابد أن تصل إلى السعادة في الدنيا والآخرة لو لم يكن هذه المقولة، أو هذه الفكرة، أو هذه القاعدة، لو لم تكن مطابقة للواقع، فهذا الجهل بعينه، لو لم يكن عليها دليل، فهذا التقليد بعينه، لو لم يكن مقطوعاً بصحتها فهو الشك، أو هو الظن، أو هو غلبة الظن، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿رِجَالٌ﴾ وربنا عز وجل إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك، فيجب أن تعلم، أو يجب أن تسعى لإرضاء الله عز وجل، إن كلمة رضي الله عنهم، ورضوا عنه لهي أعلى مرتبة ينالها مخلوق في الكون، رضي الله عنك، فرضي الله عن أصحاب رسول الله، هذه صيغة فعل ماض، يعني لقد رضي الله عنهم، وانتهى، لكن إذا قيل لإنسان رضي الله عنك هذه صيغة دعائية، أيْ أرجو الله أن يرضى عنك، أرجو الله أن تعمل عملاً يرضيه، لذلك هؤلاء الصوفيون الذين لهم أوراد في الصباح يقولون: إلهي، أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي، أنت ترضي من؟ هناك من يرضي زوجته، فقد خاب وخسر إن أرضاها بمعصية الله، وهناك من يرضي من هو فوقه في العمل، خاب وخسر إن أرضاه في معصية الله، هذا الذي يرضي الناس في معصية الله قولاً واحداً، لا يعرف الله، ولا يعرف ما عنده من ثواب، ولا يعرف ما عنده من عقاب، ولا يعرف أن المصير إليه، ولا يعرف أنه راجع إليه، وما قال: الله أكبر حقيقة، ولو قالها بلسانه ألف مرة، قل: الله أكبر مليون مرة، فإذا أطعت إنساناً، وعصيت الخالق معنى ذلك أنك رأيت أن هذا الإنسان أكبر من الله عز وجل، وقد آثرت أن ترضيه، وأن تسخط الله عز وجل، فالتعامل مع هذه الكلمات التي يقولها المسلمون كل يوم التعامل معها الآن أصبح تعاملا شكليًّا، نسمع الأذان كل يوم؛ الله أكبر، تصلي، وتقول: الله أكبر، فهل أنت في مستوى هذه الكلمة؟ هل تعلم أنك إن قلتها مرة واحدة بشكل صحيح سعدت في الدنيا والآخرة، هل تعلم أنك إن قلتها مرة واحدة بشكل صحيح لا ينبغي لك أن تعصي الله أبداً، ولا ينبغي لك أن تطيع مخلوقاً، وتعصي خالقاً.
هذا المقياس الإلهي:
رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ
التجارة عمل، والإنسان مكلف أن يعمل، ومكلف أن يكسب رزقه، وربما تقرب إلى الله بالعمل، وربما أنفق المال الذي حصله بالعمل في وجوه ترضي الله عز وجل، بل إن بعض الناس يقول: إن العمل عبادة، وفي هذا القول جانب كبير من الصحة، ولكن أن يكون العمل على حساب دينك، أو على حساب طاعة ربك، أو على حساب صلواتك، أو على حساب عباداتك، فهذا العمل خرج عن الحد المألوف، خرج عن دائرة القبول، خرج عن الوضع الصحيح، لذلك هؤلاء الرجال لا تلهيهم تجارة، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( إِنَّ أَطْيَبَ الْكَسْبِ كَسْبُ التُّجَّارِ الَّذِينَ إِذَا حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا، وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا، وَإِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا، وَإِذَا اشْتَرَوْا لَمْ يَذُمُّوا، وَإِذَا بَاعُوا لَمْ يُطْرُوا، وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَمْطُلُوا، وَإِذَا كَانَ لَهُمْ لَمْ يُعْسِرُوا ))
فالعمل مطلوب.
﴿
وكسب الرزق الحلال فرض بعد الفريضة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ ))
هناك حديث شريف آخر:
(( طَلَبُ الْحَلاَلِ فَرِيضَةٌ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ. ))
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)﴾
وهذا يؤكده قول الله عز وجل:
﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ(23) ﴾
كيف دائمون؟ وهو في محله، وهو وراء مكتبه، وهو يركب مركبته يذكر الله عز وجل، ودائماً ذكر الله عز وجل ملء نفسه، ملء تفكيره، ملء مشاعره، ملء ساحة نفسه، فذكر الله عز وجل يجب أن يكون مستمراً، وكلما طالت فترة الذكر، وقلت فترة الغفلة ارتقى الإنسان في مراتب الدرجات العلى.
لذلك الأنبياء صلوات الله عليهم تنام أعينهم، ولا تنام قلوبهم، لأن مرتبة النبوة اتصال دائم بالله، ومرتبة الصديقية أدنى من ذلك، أما أنتم يا أخي ساعة فساعة، المؤمن ساعة، فساعة، لكن كلما طالت فترات الذكر، وقلت فترات الغفلة ارتقى الإنسان في معارج القرب عند الله عز وجل، فهؤلاء الرجال لا تلهيهم تجارة، ويروى أن أحد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا وزن شيئاً، وسمع النداء ترك الشيء في الميزان، وذهب إلى المسجد، وكان صانع للسيوف على عهد النبي عليه الصلاة والسلام، فإذا أنزل المطرقة على السيف، وأذن المؤذن ترك المطرقة على حالها، بل رماها خلف ظهره، وتوجه إلى المسجد، فقال بعضهم: هؤلاء ممن تعنيهم هذه الآية، لكن ثمة حالات أخرى، هذا الذي يفتح بطن إنسان، ويجري عملية، فإذا أذن المؤذن لا ينبغي له أن يدع العملية، وهذا البطن مفتوح، ربنا عز وجل جعل الإسلام دين يسر، هناك حالات إنسانية قاهرة، فعلى الإنسان أن يصلي ضمن الوقت المسموح به.
﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ
ولقول الله عز وجل: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ أيْ أكبر ما فيها.
معنى إقامة الصلاة:
فهؤلاء
معنى: يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ
﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾
(( عن عائشة رضي الله عنها أنَّها ذكَرَتِ النَّارَ، فبَكَتْ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما يُبكيكِ؟ قالت: ذكَرتُ النَّارَ، فبَكَيتُ، فهل تَذكُرونَ أهْليكم يومَ القيامةِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمَّا في ثلاثةِ مَواطِنَ فلا يذكُرُ أحدٌ أحدًا: عندَ الميزانِ حتى يعلَمَ أيخِفُّ ميزانُه أو يَثقُلُ، وعندَ الكتابِ حينَ يُقالُ:
هذا اليوم تتقلب فيه القلوب بين الخوف والرجاء.
المعنى الأول:
قال بعضهم: تتقلب القلوب من الصدور إلى الحناجر.
﴿ إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ
هذا تقلب.
المعنى الثاني:
وبعضهم قال: تتقلب فيه الأبصار من البصر إلى العمى.
المعنى الثالث:
وبعضهم قال: تتقلب فيه القلوب من الطمع إلى الخوف، ومن الخوف إلى الطمع، لا يدري أفائز أم خاسر؟
المعنى الرابع:
وبعضهم قال: تتقلب فيه الأبصار بمعنى أنها تنتظر دورها، أتساق إلى الجنة، أم إلى النار؟
المعنى الخامس:
وبعضهم قال: في هذا اليوم تتقلب فيه القلوب والأبصار، أيْ أن الحقائق تبدو كما هي،
﴿ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا
كل ما كان يقال في الدنيا من باطل يزول، ويبقى الحق الصريح الذي جاء به الأنبياء يراه كل إنسان، ويوقن به كل مخلوق، فلذلك لابد أن تعرف الحقيقة، إن عرفتها قبل فوات الأوان فأنت بطل، أما بعد فوات الأوان فلابد أن نعرفها جميعاً، ولكن يتفاوت الناس في وقت معرفتها، إذا عرفت إجابة السؤال قبل الامتحان فقد نجحت، أما إذا عرفت الإجابة بعد الامتحان فهذه المعرفة لا تنفعك.
معنى: لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ
الله سبحانه وتعالى يختار من أعمالك أفضلها فيجازيك عليها، فلو أن الطالب أجرى عشر مذاكرات، وأخذ في مذاكرة نقطتين من عشر، وفي أخرى خمسًا من عشر، وفي الثالثة سبعًا من عشر، وأخذ في إحدى هذه المذاكرات عشر نقاط من عشر تُثبَّت هذه العلامة، ويُعطى عليها مكافأة، هذا معنى قول الله سبحانه وتعالى:
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ(39) ﴾
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ
هذا الكافر له عمل ظاهره حسن، وله عمل سيئ، لو أنه أخذ شيئاً ليس له فهذا عمل سيئ، لو أنه ظلم الناس فهذا عمل سيئ، لو أنه قهرهم، لو أنه بنى مجده على أنقاضهم، لو أنه بنى غناه على فقرهم، لو أنه بنى حياته على موتهم، هذا عمل سيئ، أما لو عمل عملاً فيما يبدو صالحاً، وهو لا يبتغي به وجه الله عز وجل، بل يبتغي به الشهرة والسمعة، ويبتغي أن ينتزع إعجاب الناس، ويبتغي أن يثنوا عليه، ويبتغي الوجاهة بين الناس، ويبتغي الربح الوفير، صادق في البيع والشراء حباً بالربح الوفير، يقول لك: هذا استثمار للمال بشكل صحيح، أنا أريد نجاحاً مستمراً لا نجاحاً مؤقتاً، لم ينطلق في صدقه، وفي استقامته، وفي عمله الطيب من حب بالربح الوفير، أو الجاه العريض من دون أن يعلق أهمية على إرضاء الله عز وجل، أو على طاعته، أو على عبادته، فهذا العمل فيما يبدو عمل طيب، وقد يتعامل المسلمون مع كفار أحياناً في دول بعيدة، فيجدون أطيب معاملة؛ الصدق والأمانة، والاستقامة، وهم يعتقدون أن لا إله، أو يعتقدون بإله غير الله عز وجل، فكيف نفسر ذلك؟ فالله سبحانه وتعالى فسر أعمال الكفار الصالحة، وفسر أعمالهم السيئة.
أما أعمالهم الصالحة:
(( إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ: جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ، وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ. ))
هذه النقطة دقيقة جداً، هناك أعمال عظيمة، هناك أعمال تجارية عظيمة تدر أرباحاً مذهلة، يقول لك: هذا مشروع عمره مئة سنة، وخبرات متراكمة، وإنجاز كبير، هناك أعمال صناعية رائعة، هناك أعمال عسكرية رائعة، يكتبها التاريخ، هذه الأعمال الكبيرة ذات الصدى الكبير لو لم يكن صاحبها قد ابتغى بها وجه الله عز وجل فهذا حاله يوم القيامة، عمل الإنسان شيئًا أثنى عليه الناس جميعاً، وكان سعيداً بهذا الثناء، بل كان يبتغي هذا الثناء، بل كان يكفيه هذا الثناء، ولا يبتغي شيئاً آخر، هناك أعمال خيرية، وقد ذكر النبي الكريم لنا أن إنساناً يأتي يوم القيامة، وقد مات في ساحة الحرب في سبيل الله، يقول: أين الشهداء في سبيلي؟ يقوم الشهداء، يقول الله له: أنت كذبت، قاتلت ليقال عنك مقاتل أو شجاع، وقد قيل خذوه إلى النار، أين العلماء في سبيلي، يقوم العلماء، يقول: تعلمت العلم ليقال عنك عالم، وقد قيل، خذوه إلى النار، من تعلم العلم ليماري به السفهاء، أو ليجادل به العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه فليتجهز إلى النار، وأندم الناس عالم دخل الناس بعلمه الجنة، ودخل هو بعلمه النار، وأندم الناس غني دخل هو بماله النار، ودخل ورثته بماله الجنة، ترك ذرية مؤمنين، فأنفقوا هذا المال في طاعته، وهو لم ينفقه في طاعة الله عز وجل، فلذلك هؤلاء الذين كفروا إذا عملوا أعمالاً فيما يبدو أنها جيدة، ولكن لا يبتغون بها وجه الله، أرادوا السمعة، والجاه، والثناء المديح، أرادوا الشأن.
أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ
حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ(40) ﴾
أهمية الإخلاص وخطورة الرياء:
فلابد من الإخلاص.
لذلك ربنا عز وجل يقول:
﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
اعبده، وكن في هذه العبادة مخلصاً، وقد قيل: درهم أنفق في إخلاص خير من ألف درهم أنفق في رياء.
والدعاء النبوي الشريف:
﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ
فلو تألم المؤمن في الدنيا لكان يرجو من الله الجنة، لكن الذي كفر يتألم في الدنيا، وسوف يصلى في الآخرة عذاباً أليماً.
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين.