وضع داكن
25-04-2024
Logo
حياة المسلم 3 - إذاعة حياة إف إم : الحلقة 22 - آثام اللسان
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الدكتور محمد راتب :
  بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
المذيع :
 السلام عليكم ، ومرحباً بكم مستمعينا الأكارم ، على الهواء مباشرةً عبر أثير إذاعتكم حياة FM ، في مجلس علمٍ وإيمانٍ جديد نلتقي فيه ، نتتلمذ على يدي فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، مرحباً بكم شيخنا الكريم .
الدكتور محمد راتب :
 بارك الله بكم ، ونفع بكم ، وأعلى قدركم .
المذيع:
 أكرمكم الله دكتور محمد .
 شيخنا الكريم ، موضوعنا لهذا اليوم عن آثام اللسان ، فالبعض منا قد يظن أن الكلمات لا وزن ، ولا حساب عليها ، نبدأ حلقتنا بقول الخالق سبحانه وتعالى :

﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾

[ سورة الزخرف: 80]

 وقوله سبحانه وتعالى :

﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾

[ سورة ق: 18]

 شيخنا الكريم بدايةً السؤال الكبير : هل يؤاخذ ويحاسب الإنسان على ما يقول أم أن الكلام هينٌ ويحاسب على الأفعال وحدها ؟

مفتاح الجنة في فمنا ودخول النار على كلمة :

الدكتور محمد راتب :
 أخي الكريم ، سؤالٌ دقيق ، بارك الله بكم ، ونفع بكم ، أول كلمة :

(( مَنْ عَدَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ فقد نجا ))

[الدرامي عن عمر بن عبد العزيز]

(( من عدّ ))

[الدرامي عن عمر بن عبد العزيز]

 أي اعتبر .

(( كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ فقد نجا ))

[الدرامي عن عمر بن عبد العزيز]

 الشيء الآخر .

(( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً ))

[الترمذي عن أبي هريرة ]

 فالكلمة خطيرة جداً ، مفتاح الجنة في فمنا ، ودخول النار على كلمة ، وقضاء الله هو كلمة ، هي زادٌ مزخور ، مخبأ لصاحبه ، والكلمةُ نورٌ وحبور ، وبعض الكلمات قبور ، وبعض الكلمات قلاعٌ وجسور ، الكلمةُ همم شامخة ، يعتصم بها النبل البشري ، الكلمة فرقانٌ ما بين نبيٍ وبغي ، بالكلمة تنكشف الغمة ، وبالكلمة يكون النور والدليل ، وتتبعه الأمة ، الكلمةُ وحي السماء .
 وسيدنا عيسى ما كان سوى كلمة ، أضاء الدنيا في كلمة ، وعلمها للحواريين ، الكلمةُ زلزلت الظالم ، الكلمةُ حصن الصادق ، الكلمةُ هي المسؤولية ، هي شرف الرجل وحصنه، وقدر الله في كلمته ، الحق هو الله ، وكلامه حق ، ووعده حق ، ووعيده حق ، بل الحق هو الشيء الهادف والثابت ، والباطل الشيء العابث والزائل ، إن الكلمة تقال لظالمٍ ، أو ظلّامٍ ، أو ظلوم ، في اتباع الحق تسلم وتسعد ، وباتباع الباطل تشقى وتخسر .
المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور.

الكلمة أخطر شيء في حياة الإنسان :

الدكتور محمد راتب :
 الكلمة لها شأنٌ كبيرٌ كبير .

(( يا عائشة قلتِ كلمةً ))

 قالت عن أختها قصيرة ، قال لها :

(( قلتِ كلمةً لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ))

 أخطر شيء بحياتنا الكلمة ، بها نرقى ، وبها نسقط .
المذيع:
 إذاً هي ليست فقط التي يحاسب عليها الإنسان ، بل قد تكون بوابةً للجنة ، أو والعياذ بالله للنار .
الدكتور محمد راتب :
 يحاسب عليها أشد الحساب .
المذيع:
 أصلح اله أحوالنا وحالنا .
الدكتور محمد راتب :

(( وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً ))

[الترمذي عن أبي هريرة ]

 مثلاً للتوضيح ؛ لو شخص قال : أنت أخلاقيٌ لأنك ضعيف ، وأنت ضعيف لأنك أخلاقي ، هذه الكلمة ألغت الدين كله ، ألغت القيم كلها ، المبادئ كلها ، فالحياة كلمة ، بكلمة ترقى ، بكلمة تخسر .
المذيع:
 شيخنا أبقى معك في هذا الحديث :

(( وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سَخَط الله لا يُلْقِي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ))

 أو في رواية :

(( سبعين خريفاً ))

[البُخَارِيُّ وأحمد عن أبي هريرة ]

 ما المقصود شيخنا أنه يتكلم بالكلمة من سخط الله ؟ هل الإنسان ارتكب إثماً بهذا الكلام أم أنه غضب الله ؟

الإنسان تحكمه الكلمة :

الدكتور محمد راتب :
 أكبر إثم ، الغيبة كلمة ، والكذب كلمة ، والإيهام كلمة ، واحتقار الآخرين كلمة ، كل حياتنا كلمات ، حياتنا كلها كلمات ، لكن الكلمات ترقى بنا ، وهناك كلمات تهوي بنا ، ولأن الإنسان مخير، كل نشاطاته حيادية ، يرقى بها ، أو يهوي بها .
 مثلاً : صفيحة بنزين ، سائل متفجر ، غالي الثمن ، إذا وضع في المستودع المحكم، وسار في الأنابيب المحكمة ، ولّد حركةً نافعة ، تقلك في الأردن إلى العقبة بالعيد ، الصفيحة نفسها لو صُبت على المركبة ، وأصابتها شرارة ، أحرقت المركبة ومن فيها ، شيء خطير جداً .
 مثلاً : تركب مركبتك ، وجدت لوحةً في أول الطريق : الطريق ليست سالكة ، لِمَ ترجع ؟ أربع كلمات ، أنت عندك بهذه المدينة مبلغ ضخم موعود لأخذه ، لكن الطريق غير سالك، يوجد ثلوج بالطريق ، رجعت إلى بيتك ، وألغيت المطالبة ، بثلاث كلمات : الطريق إلى هذه المدينة غير سالك بسبب تراكم الثلوج .
 فالإنسان تحكمه الكلمة ، لو أن دابةً تمشي في هذا الطريق ، أين تقف ؟ عند الثلج ، ماذا حكم الدابة ؟ الواقع ، فرقٌ كبير بين أن يحكمك نص من عند الله ، من عند خالق الأكوان ، من عند سيد الكائنات رسول الله ، وبين أن تحكمك الشهوة الطارئة .
المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور ، شيخنا في الحديث :

(( لا يُلْقِي لها بالاً ))

[البُخَارِيُّ وأحمد عن أبي هريرة ]

 حتى الكلمات غير المقصودة أو التي لا نتمعن كثيراً بنيتها نؤاخذ عليها ؟

النوايا لا تلغي العقاب :

الدكتور محمد راتب :
 النوايا لا تلغي العقاب ، لو إنسان تكلم كلمةً لا ترضي الله ، وقال : نيتي طيبة ، هذا كلام مردود ، في النوايا العقاب لا يُلغى .
المذيع:
 وبالتالي يحاسب الإنسان على ما خرج من فمه ، بغض النظر عن منطلقه .
الدكتور محمد راتب :
 عفواً ، قالت لرسول الله : إنها قصيرة ، لمن ؟ لضرتها ، قال لها :

(( يا عائشة لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ))

 صح أم لا ؟
المذيع:
 سيأتي شيخنا الكريم من يسألك ، يقول لك عن الطرف الثالث ألا وهي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ، التي قيل عنها إنها قصيرة لم تسمع ، وبالتالي لم يتحقق الأذى ، فلماذا لهذه الدرجة كانت هذه الكلمة .

(( لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ))

الحياة ترابط وتعاطف ومودة :

الدكتور محمد راتب :
 تفسد العلاقات ، الحياة ترابط ، الحياة تعاطف ، الحياة تبادل ، الحياة مودة ، كل القيم الرائعة الأخلاقية الاجتماعية فيما بين المؤمنين وبين بعضهم بعضاً تلغيها الكلمة الباطلة ، كم من عداءٍ دام سنواتٍ طويلة لكلمة قالها أحدهم ؟!
المذيع:
 شيخنا لو عدنا إلى القرآن .
الدكتور محمد راتب :

(( مَنْ عَدَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ فقد نجا ))

[الدرامي عن عمر بن عبد العزيز]

 ومن ظن أن كلامه لا يحاسب عليه هلك .
المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور ، شيخنا لو عدنا إلى القرآن الكريم في قوله عز وجل :

﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾

[ سورة ق: 18]

 هل لنا بدايةً في التفسير أن نوضح ماذا تعني رقيبٌ عتيد ؟

من أدرك أن علم الله وقدرته تطوله لا يمكن أن يعصيه :

الدكتور محمد راتب :
 رقيب أي علمه يصل إليك ، وعتيد ؛ قدرته تصل إليك ، لو أن القدرة لا تصل لا يعلم أما علمه فيصل إليك ، أو علمه يطولك ، وقدرته تطولك ، هذه نقطة دقيقة جداً .
 عفواً ؛ أنت تركب مركبتك ، وأنت إنسان ناجح بالحياة ، ودخلك كبير جداً ، سيارتك فارهة ، الإشارة حمراء ، لماذا تقف ؟ لأنك تعلم علم اليقين أن واضع قانون السير علمه يطولك وقدرته تطولك ، إذاً لا يمكن أن تعصيه ، بالقرآن :

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا ﴾

[ سورة الطلاق: 12]

 نقطتان :

﴿ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾

[ سورة الطلاق: 12]

 قدرته تطولك ، وعلمه يطولك ، لا يمكن أن تعصيه .
المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور ، شيخنا في الحديث الذي حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام من النفاق :

(( آيةُ المنافق ثلاث ))

[البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة ]

 منهم :

(( إِذا حَدّث كذب . وإِذا وَعَدَ أخلف))

[البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة ]

 وكلاهما مرتبط بآثام اللسان ، أن يعطي وعداً فيخلفه ، وأن يتحدث كذباً ، هل لهذه الدرجة يمكن أن تصل بالإنسان آثام اللسان إلى النفاق ؟

أثر الكلمة أثر خطير في حياة الإنسان :

الدكتور محمد راتب :
 أريد شيئاً واحداً ، أريد أن أنهي إلى إخوتنا المستمعين والمشاهدين أن الكلمة عمل ، وأن الإنسان بالكلمة يسقط من عين الله ، هناك آثار خطيرة جداً ، فالإنسان بالكلمة يصل إلى الله، وبكلمة يكفر أحياناً ، فالكلمة خطيرة جداً ، لذلك أنت حينما تؤمن أن علم الله يطولك وأن قدرته تطولك لا يمكن أن تعصيه .

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا ﴾

[ سورة الطلاق: 12]

 الآن القرآن بأكمله سيدرج في كلمتين :

﴿ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾

[ سورة الطلاق: 12]

 إذا آمن الإنسان إيماناً يقينياً أن علم الله يطوله ، وأن قدرته تطوله ، من خلال هذه الآية لا يمكن أن يعصيه .
المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور ، شيخنا الحبيب في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :

(( وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرا أَو لِيَسْكُتْ ))

[البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة]

 ربط الكلام بالإيمان بالله واليوم الآخر .

قانون الالتفاف والانفضاض :

الدكتور محمد راتب :
 لأن الكلام له آثار إيجابية وسلبية خطيرة جداً ، بالكلمة تؤلف القلوب ، بالكلمة يقترب الناس منك ، بالكلمة يصدقونك ، بالكلمة يحبونك ، أنت في دنيا ، أنت في وقت العمل الصالح كل شيء ، وكلما كنت صادقاً ، وكنت مهذباً ، وكنت أديباً ، التف الناس حولك ، الله عز وجل ماذا يقول ؟ يخاطب نبي الأمة ، يخاطب سيد الخلق ، وحبيب الحق :

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾

[ سورة آل عمران: 159]

 يا محمد ! بسبب رحمةٍ استقرت في قلبك ، من خلال اتصالك بنا ، كنت ليناً لهم ، فلما كنت ليناً لهم التفوا حولك ، وأحبوك ، ولو أنت أنت بالذات ، ولو كنت افتراضاً .

﴿ غَلِيظَ الْقَلْبِ ﴾

[ سورة آل عمران: 159]

 منقطعاً عن الله ، عندئذٍ ينفض الناس من حولك ، هذا قانون الالتفاف والانفضاض ، كلمة طيبة ، محبة ، التفاف ، كلمة قاسية ، بغض ، انفضاض ، أنا أسمي هذه الآية فيها قانون الالتفاف والانفضاض ، يحتاجه الأب ، والأم ، والمعلم ، والمدرس ويحتاجه جميع البشر ، من الخفير إلى الأمير .
المذيع:
 إذاً رحمة النبي صلى الله عليه وسلم أدت إلى أن يكون ليناً ، فاجتمع الناس حوله ، وهذه الرحمة ما جاءت إلا من الصلة بالله عز وجل .
 الله يفتح عليكم ، شيخنا سنسأل فضيلتكم سؤالاً ، ونستمع للإجابة بعد الفاصل بحول الله تعالى ، من الحديث :

(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً ))

[البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة]

 ماذا تعني كلمة خيراً ؟ لأنه أحياناً قد يُسأل الإنسان عن شخصٍ مثلاً في الزواج ويعرف سلباً عنه ، نستأذنكم شيخنا لنستمع إلى إجابة كاملة من فضيلتكم ، بعد هذا الفاصل مستمعينا نعود عبر أثير إذاعتكم حياة FM .
 نتواصل نحن وإياكم في هذه الحلقة مع فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، وحديثنا عن آثام اللسان .
 شيخنا الكريم ، قبل الفاصل كان لفضيلتكم كلام مهم ، وذكرتم بأن الإنسان إن عدَّ كلامه من عمله نجا ، وإن استهان به هلك ، وبالتالي فالإنسان لديه رقيبٌ عتيد يحاسب على كل قولٍ وكل كلمةٍ على اختلاف نواياه ، فالنية لا تشفع له إن كان كلامه سيئاً ، وذكرتم تفصيلاً وأمثلة على ذلك ، سؤالنا قبل الفاصل شيخنا كان من حديث النبي عليه الصلاة والسلام :

(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ))

[البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة]

 هل الخير هنا معناه المدح ، الكلام الطيب ، أم الخير هو الحقيقة ؟ فلو سئلت مثلاً عن إنسان يريد أن يتزوج من فتاة ، فسألني أهلها عنه ، وأنا أعرف جوانب سلبية في حياته ، هل الخير هنا يقتضي أن أكون منصفاً وصادقاً أم الخير يعني أن تمدحه ؟ ما المقصود بهذه الكلمة شرعاً دكتور ؟

أمور كثيرة على الإنسان ألا يمتنع عن قول الحقيقة عنها :

الدكتور محمد راتب :
 الحقيقة أن هناك حالات ، لابد من أن تقول الحقيقة ، في موضوع الزواج مثلاً تعلم عن هذا الشاب انحرافاً خطيراً ، سُئلت عنه من أجل الزواج ، هنا لا بد من أن تتكلم الحقيقة وإلا تعد آثماً ، هذه الحالات ؛ عدّ العلماء عدة حالات يجب أن تقول الحقيقة مهما تكن مُرة ، لأن الحقيقة المرة في حالاتٍ كثيرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ، والتمنع عن وصف الخاطبين في الزواج يسبب متاعب كبيرة جداً ، هنا يوجد حالات العلماء عدوها بموضوع الزواج ، موضوع التجارة ، إذا كان هناك صمت مهلك للآخر ، الصمت حرام ، أما ما من داع الإنسان أحياناً لا يُسأل ، أنا لا أتكلم بالمباح به إلا عند السؤال ، إذا لم أسأل لا يوجد داع لأن أتكلم .
المذيع:
 سيدنا ممكن أن توضح لنا ؟
الدكتور محمد راتب :
 هناك موضوع شراكة ، موضوع زواج ، البنت مؤمنة ، كاملة ، مصلية ، صائمة ، محجبة ، معقول يأخذها إنسان متفلت ؟! لا يصح ذلك .
المذيع:
 إذاً من أجل أن توضح الفكرة شيخنا ، إذا الإنسان لم يُسأل ، فالأصل ألا يذكر عيوب الآخرين ، لكن إذا سُئل مثلاً يوجد شراكة تجارية ، وفلان ذمته المالية مثلاً غير نظيفة ويعمل بالحرام وما شابه ، أو بالزواج .
الدكتور محمد راتب :
 لابد من أن تذكر الحقيقة المرة .
المذيع:
 وإذا سكتُ عنها ؟
الدكتور محمد راتب :
 إثم كبير .
المذيع:
 هنا السكوت إثم .

التربية والتعليم من آداب النبي الكريم :

الدكتور محمد راتب :
 لكن التربية والتعليم من آداب النبي الكريم يقول :

(( ما بَالُ أقوامٍ ))

[البخاري ومسلم والنسائي عن أنس بن مالك]

 لم يحدد ، عمل جمعاً ، وما ذكر من هم ، أنت بحاجة كداعية أن تبين للناس بعض الأخطاء ، ليس لك مصلحة أن تسمي أحداً .

(( ما بَالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا ))

[البخاري ومسلم والنسائي عن أنس بن مالك]

المذيع:
 الله يفتح عليكم ، شيخنا أنتقل معكم إلى قول الله سبحانه وتعالى :

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾

[ سورة إبراهيم: 24]

 ما المقصود بهذه الكلمات من القرآن الكريم : الكلمة الطيبة ، والشجرة الطيبة ، دكتور ؟

العمل الصالح علة وجودنا في الدنيا :

الدكتور محمد راتب :
 الإنسان عندما يكون قوياً ، ويتكلم كلمة مع إنسان وضعه المادي صعب ، طيب خاطره ، جعله يثق بنفسه ، أعانه على دنياه ، نحن علة وجودنا في الدنيا الوحيدة العمل الصالح، والدليل :

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنون: 99 ـ 100]

 وسمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، علة وجودك الوحيدة ، الدليل الأقوى ، الإنسان يقول حينما يواجه الموت :

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنون: 99 ـ 100]

 معنى هذا أن علة وجودنا الوحيدة بعد الإيمان بالله واليوم الآخر العمل الصالح ، وسمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، أما حينما يكون الصمت خطيراً ، موضوع زواج ، موضوع شراكة ، موضوع مستمر ، لا بد من أن تقول الحقيقة ، وإلا فأنت آثم .
المذيع:
 شيخنا ؛ نتحدث عن بعض آثام أو بعض آفات اللسان المنتشرة ، قد تكون القضية الأولى منها دكتور خوض الإنسان في الباطل ، وحديثه في الباطل ، هذه نقطة من قول الله سبحانه وتعالى :

﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾

[ سورة المدثر: 45]

 ما التوجيه في هذا الجانب ؟

الحكمة عطاء إلهي لا تؤخذ بل تؤتى :

الدكتور محمد راتب :
 عندما تكون بجلسة ، مثلاً : يأتي اسم شخص ، تتحدث عنه حديثاً مؤلماً جداً ، عن سلبياته ، لم يسألك أحد ، الصامت في سلام ، والمتكلم إما له أو عليه ، الكلمة فيها محاسبة ، إذا كان هناك زواج ، شراكة ، عمل مصيري مستمر ، لا بد من أن تقول الحقيقة المرة ، وهي أفضل ألف مرة من الوهم المريح ، الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ، الحكمة أكبر عطاء إلهي ، والحكمة لا تؤخذ ، بل تؤتى .

﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾

[ سورة البقرة: 269]

 أحياناً الصمت إعلان ، الصمت كلام ، كما يقول بعضهم ، الصمت مع التحسر أحياناً هذا إعلام ، يوجد وسائل كثيرة أن تُعلم الآخر بالحقيقة المرة ، وإلا كان هناك غش .

(( ليس منا من غَشّ))

[مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ]

 أدق من ذلك :

(( من غشنا فليس منا ))

[مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ]

 أما الأدق من ذلك :

(( من غش فليس منا ))

[مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة]

المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور ، شيخنا في حديث النبي عليه الصلاة والسلام :

(( ليس المؤمن بالطعان ، ولا اللعان ، ولا بالفاحش البذيء ))

[الترمذي عن عبد الله بن مسعود]

 من الصفات المنتشرة ، وقد تكون بحسن نية لدى البعض كثرة اللعن ، أي يلعن جماداً ، يلعن نباتاً ، إذا مثلاً أراد أن يشغل جهازاً كهربائياً لم يعمل يلعنه ، ما رأي فضيلتكم بمن يكثر اللعنة ؟

اللعن أكبر عقاب إلهي :

الدكتور محمد راتب :
 والله هذه الكلمات أنا لا أصدق أن يفعلها المؤمن ، لا أصدق ! أنت بحاجة إلى كل شيء ، لا يوجد شيء خلقه الله إلا لك حاجة به ، حينما تلعن ، اللعن في الحقيقة أكبر عقاب إلهي .

﴿ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ﴾

[ سورة البقرة: 88]

 أبعدهم ، ممكن يكون هناك مأساة ، مصيبة خفيفة ، أما اللعن فأكبر عقاب ، واللعن لم يحبه النبي أبداً .
المذيع:
 صلى الله عيه وسلم ، الجانب الآخر من الحديث دكتور ، صاحب اللسان الفاحش الذي يستخدم كلماتً كلها سوءٌ وفحش ، أيضاً ما توجيه فضيلتكم خاصةً إذا ما غضب ؟

الابتعاد عن الفحش والبذاءة :

الدكتور محمد راتب :
 والله أنا لا أصدق أن يقول المؤمن كلمة فيها بذاءة ، القرآن الكريم :

﴿ حَمَلَتْ ﴾

[ سورة الأعراف: 189]

 منه ، فقط ، لا يوجد كلمة لا تليق ، هناك آيات كثيرة تتعلق بالعلاقة بين الرجل وزوجته ، لو تمعنت في الآيات ، لا يوجد كلمة تحرج أبداً ، أو تحمر وجوه ، النبي قال ببعض الأحاديث :

(( لا تحمروا الوجوه ))

 لا تُخجل إنسان .
المذيع:
 صلى الله عليه وسلم ، الله يفتح عليكم دكتور على هذا الكلام الطيب ، أيضاً من بعض آفات اللسان التي قد لا يلتفت لها البعض قضية الاستهزاء ، أحدهم يسيء لأحد منا سواءً في حضوره أو في غيابه ، وحينما يراجع يقول : أنا كنت أمزح فهل يؤاخذ على هذا المزاح ؟

محاسبة الإنسان على الغيبة أشدّ الحساب :

الدكتور محمد راتب :
 يؤاخذ أشد المؤاخذة عن الغيبة ، يقول شخص : لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت أبي وأمي هم أحق بحسناتي منك ، شيء خطير جداً ، الذي يغتاب يأخذ من الذي اغتابه كل سيئاته .
المذيع:
 شيخنا الحبيب ؛ في المقابل هنالك بعض الكنوز النبوية والقرآنية المرتبطة بالكلام ، منها مثلاً قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ))

[البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة]

 هي سهلٌ نطقها دكتور ، لكن لها هذا الأجر الكبير عند الله سبحانه وتعالى ؟

بطولة الإنسان أن يعرف الله ورحمته :

الدكتور محمد راتب :
 لأنه الله عز وجل خلقك ، فالبطولة أن تعرفه ، أن تعرف رحمته ، أن تعرف حجمه، أن تعرف قدرته ، أن تعرف مودته ، أن تعرف لطفه .

﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾

[ سورة الأعراف: 180]

 أنت إذا حدثت عن الله أخفتهم منه ، وهذا أعظم عمل ، والدليل :

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾

[ سورة فصلت: 33]

 الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم .

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾

[ سورة يوسف:108]

 الذي لا يدعون الله على بصيرة ، ما معنى بصيرة ؟ بالدليل والتعليل ، ليس متبعاً لرسول الله ، الدعوة فرض عين على كل مسلم ، قد يكون ليس عالماً ، حضر درساً فيه شرح لآية رائعة ، تكلم عنه لزوجته ، الدعوة إلى الله في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، أما الدعوة الاحترافية فتحتاج إلى تعمق ، وتبحر ، وتثبت ، وتفرغ ، أربع كلمات ، تثبت ، تبحر ، تعمق ، تفرغ ، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، والآية تقول :

﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ﴾

[ سورة آل عمران:104]

 والآية معروفة ، عندنا دعوة هي فرض عين على كل مسلم ، في حدود ما يعلم ومع من يعرف ، ودعوة هي فرض كفاية ، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل .
المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور ؛ شيخنا الكريم في المقابل هنالك من الناس من يسعى بلسانه لأن يكون جباراً للخواطر ، مثلاً يجد محتاجاً لكنه لا يملك مالاً لمساعدته ، فيرق عليه بالكلمات، هل يؤجر بجبر الخواطر باللسان ؟

جبّار الخواطر أقرب إنسان إلى الله عز وجل :

الدكتور محمد راتب :
 والله ما من عبادةٍ يحبها الله كأن تكون جباراً للخواطر ، الذي يجبر الخواطر أقرب إنسان إلى الله عز وجل ، يتواضع لفقير ، يتواضع لإنسان دخله محدود ، لا يتباهى عليه ، لا يعرض نعمه أمامه .
المذيع:
 هل هذا الكلام شيخنا ينطبق على المدير مثلاً مع موظفيه ؟
الدكتور محمد راتب :
 دقيقة ، الحديث :

(( ما عُبد الله بشيء أفضل من جبر الخواطر ))

المذيع:
 الله يفتح عليكم شيخنا ؛ هل هذا الكلام شيخنا يمكن أن ينطبق على المدير في تعامله مع موظفيه ، والمدرس مع طلابه ، وما شابه ؟

الكلام الراقي يسعد الإنسان ويرتقي به :

الدكتور محمد راتب :
 سيدي ! المدير العام عندما يسأل موظفاً عنده فقيراً ، كيف حالك يا بني إن شاء الله أنت مرتاح ؟ هل يلزمك شيء ؟ يجعله أسعد إنسان مدة شهر ، هذا القوي كلما كانت أخلاقه عالية ، قوته مع أخلاقه العالية يشيع العمل الصالح ، والإخلاص في العمل ، أحياناً الإدارة ، إدارة المشاريع تحتاج إلى أخلاق ، الآن اختصاص إدارة الأعمال ، أن تعرف عن كل إنسان مستوى فهمه ، إمكاناته ، النبي عندما كان يبحث عن شخص لمهمة ، يعطونه اسماً ماذا يقول ؟ يقول : ليس هناك ، ما قال : لا يصلح لا يوجد عنده إمكانيات ، ليس هناك ، الكلام الراقي يسعد الإنسان .
المذيع :
 الله يفتح عليكم ، إذاً شيخنا الإنسان كلما كان كلامه أقل كلما كان أسلم ، وإذا ما تكلم لا بد أن يتكلم بالخير ، شيخنا ما هي الحالات التي يؤاخذ الإنسان عند الصمت بها ؟ هل مثلاً إذا كان شاهداً على أمرٍ ما فسُئل فكتم الشهادة يعتبر كتم ؟

الشهادة فرض عين :

الدكتور محمد راتب :
 آثمٌ قلبه ، الشهادة فرض عين ، حتى بالأنظمة ، ممكن أن تأخذ إجازة يوم لتسافر للعاصمة تشهد شهادة ، والإجازة محسوبة الأجر .
المذيع :
 فإذا كان الإنسان شاهد عيان على موقف معين ، هو ملزم شرعاً بأن ينطق بما شاهد .
الدكتور محمد راتب :
 فرض حتمي ، إحقاق الحق فرض ، أحياناً حادث سير ، مات طفل ، شخص شاهد السائق أنه لم يكن مخطئاً إطلاقاً ، يمشي على اليمين بسرعة بطيئة ، شهادته أنقذته من عقاب شديد .

﴿ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ﴾

[ سورة البقرة:282]

 آية قرآنية .
المذيع :
 أنا هذا سؤالي شيخنا : هل أنا ملزم بأن أتطوع للشهادة أم إذا ما تمت دعوتي للشهادة فيجب عليّ هنا ألا أذهب ؟
الدكتور محمد راتب :
 لا سيدي ؛ القاضي يجب أن يدعوك دعوة رسمية ، أما البطولة إن لم تدعَ يطلب أحد المتخاصمين اسمك كشاهد ، فالقاضي يستدعيك لتقول كلمة .
المذيع :
 أي إذا كنت أنا الشاهد الوحيد لابد هنا من أن أدعى ، لكن إذا كان هنالك البدائل من الشهود لو أنا لم أحضر لا إثم عليّ ؟
الدكتور محمد راتب :

 إذا قام بها البعض سقط عن الكل .
المذيع:
 جميل ! الله يفتح عليكم دكتور لهذا التفصيل المهم .
 شيخنا الحبيب ، أيضاً في جانب الكلمات والحديث عنها ، ما هو الأقل من الكلمة ؟ في قوله عز وجل في تعامل الابن مع والديه :

﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ﴾

[ سورة الإسراء:23]

 أف يحاسب عليها الإنسان رغم أنها نفسٌ أو تنهيدة ، وهي أقل من الكلام ، لماذا ؟

محاسبة الإنسان عن كل نفس وتنهيدة :

الدكتور محمد راتب :
 العلماء قالوا : لو أن في اللغة كلمةً أقل من أف لقالها الله ، العلماء حملوا عليها خبط الباب ، أو الاستدارة أي يعطي ظهره لأبيه ، يوجد حوالي ثلاثين حالة حملت على كلمة أف، مثل أف ، يوجد ثلاثون حالة تشبه أف ، خبط الباب ، أن ينظر لأبيه بحدة بالغة ، هذا حرام.
المذيع :
 الله أكبر ! ولا يلتفت الإنسان كثيراً لمثل هذه التفاصيل ، الله يفتح عليكم دكتور على هذا الكلام الطيب والمهم .
 شيخنا الكريم ؛ كجزء من طبيعة حياتنا وتعاملنا مع الناس يخرج من الإنسان أحياناً بعض الكلمات التي لا يقصدها ، قد يحلف يميناً وهو لا يقصد ، قد يذكر كلمة غير لبقة ، ماذا تنصح الإنسان ليسيطر على كلماته ؟

انتباه الإنسان لكلماته والسيطرة عليها :

الدكتور محمد راتب :
 باب الاعتذار ، يأتيه باليوم التالي سامحني تكلمت بكلمة ما كنت أقصدها والله ومعك هدية أيضاً ، إذا كان هناك كلمة فيها إساءة لأخ ، في اليوم الثاني اذهب إليه وخذ معك هديةً له كي تسعده وتجبر بخاطره .
المذيع:
 سؤالنا الأخير دكتور : هل من رابط بين ما يجده الإنسان من كلمات على لسانه وبين ما هو في القلب ، والإيمان ، واليقين على الله ، أي إذا كان كلامه حسناً أو فاحشاً هل يؤثر على إيمانه ؟ على عقيدته وقلبه ؟

ضرورة تطابق الأفعال والأقوال :

الدكتور محمد راتب :
 والله أنا لا أصدق أن يكون هناك مسافة بين نفسية الإنسان وبين أقواله ، لا بد من تطابق ، أنا أُحبك أي أُحبك ، أنا أعاتبك أي أعاتبك ، أما الازدواجية فالازدواجية تعمل حالة صعبة جداً مثل النفاق ، أي بحضوره تعبر له عن محبتك له القصوى ، فإذا غاب عنك تحدثت عنه الشيء الكثير ، هذا غلط كبير .
المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور .
الدكتور محمد راتب :
 ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيهاً ، هذا له وجهان .
المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور ، نختم حلقتنا بالدعاء ، ونسأل الله القبول .

الدعاء :

الدكتور محمد راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر مولانا رب العالمين ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارضَ عنا .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور