وضع داكن
19-04-2024
Logo
حياة المسلم 3 - إذاعة حياة إف إم : الحلقة 20 - استبدال المعاصي بالطاعات
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الدكتور محمد راتب :
  بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
المذيع:
اللهم آمين .
 شيخنا الكريم ؛ استبدال المعاصي بالطاعات هو عنواننا لهذا اليوم ، ونبدأ حلقتنا بقول الله سبحانه وتعالى :

﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾

[ سورة هود : 114]

 وأيضاً ننتقل شيخنا إلى السنة النبوية المطهرة إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( اتَّقِ الله حيثما كنتَ ، وأتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحسَنَةَ تَمْحُهَا . وخالِقِ الناسَ بخلُق حسن ))

[أخرجه الترمذي عن أبي ذر الغفاري]

 نريد شيخنا الكريم أن نؤصل المفاهيم بداية ، ماذا تعني كلمة المعاصي ؟ وماذا تعني كلمة الطاعات ؟

الإنسان كائن متميز لأنه قَبِل حمل الأمانة :

الدكتور محمد راتب :
 أخي الكريم ؛ بارك الله بك ، ونفع بك .
 الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى مقدمة مهمة جداً : ذلك أن الإنسان هو المخلوق الأول عند الله ، لأنه في عالم الأزل حينما عرض الله الأمانة :

﴿ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

 فلما قبل الإنسان حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول ، الأول رتبة ، والمكلف ، والمسؤول ، هذه هوية الإنسان ، لأنه قبل حمل الأمانة ، لذلك سخر له :

﴿ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾

[ سورة الجاثية : 13]

 تسخير تعريف ، وتكريم ، ينبغي أن تعرف الله أولاً ، وينبغي أن تقدم عملاً صالحاً يعد شكراً عملياً لهذا التكريم ، فالإنسان المخلوق الأول رتبة ، والمكلف تكليفاً ، والمحاسب مسؤولية ، فإذا تحرك وفق منهج الله ، وفق تعليمات الصانع افعل ولا تفعل ، استحق جنة عرضها السماوات والأرض :

(( فيها ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))

[متفق عليه عن أبي هريرة]

 فالإنسان كائن متميز ، لأنه في عالم الأزل قبل عالم الصور قبِلَ حمل الأمانة ، والآية تقول :

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

المذيع :
 شيخنا ؛ ماذا تعني كلمة الأمانة هنا ؟

الأمانة هي نفس الإنسان :

الدكتور محمد راتب :
 تعني الأمانة أن الله جعل نفس الإنسان ذاته بإدارته ، ذات الإنسان :

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

 الكون .

﴿ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

 الإنسان في عالم الأزل قبل حمل الأمانة ، أي أن يعطى الحرية ، أن يعطى الشهوات قوة دافعة ، وأن يعطى الحرية ليثمن عمله ، وأن يعطى مقومات التكليف .
المذيع :
 الله يفتح عليكم دكتور .
 سيدنا في موضوعنا عن المعاصي ، واستبدالها بالطاعات ، لو أردنا أن نعرف كلمة المعاصي ما هي ، هل هي كل ما خرج عن شرع الله مثلاً ؟

المعصية هي كل خروج عن منهج الله :

الدكتور محمد راتب :
 طبعاً ، أولاً : الله عز وجل أودع في الإنسان الشهوات ، أودع في كيانه الشهوات ، هذه الشهوات لك أن تتحرك فيها مئة وثمانين درجة ، الشرع الحنيف والعظيم سمح لك بـمئة وعشرين درجة ، بعد المئة والعشرين يوجد معاص ، المرأة تتزوج ، علاقة من دون زواج معصية كبيرة ، المال ؛ تحصّل مالاً بطريقة غير مشروعة معصية كبيرة ، إذاً - الفكرة دقيقة - ما من شهوة أودعت في الإنسان إلا جعل الله لها قناة نظيفة طاهرة تسري خلالها .
المذيع :
 إذاً شيخنا فطرة الإنسان ، والدوافع ، وحاجات الإنسان مرتبطة بشرع الله ، فإذا ما خرج عن شرع الله بالتعبير عنها أصبحت معصية .
الدكتور محمد راتب :
 تأكيداً لهذا الكلام :

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾

[ سورة الروم : 30]

 أي أمرٍ أمرَ الله به جبلك وبرمجك على محبته .

﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

[ سورة الحجرات : 8]

 فأنت مبرمج ، مولف ، مفطور على محبة أمر الله ، وعلى كراهية معصيته ، لذلك :

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾

[ سورة الروم : 30]

 الإنسان لو خالف فطرته عنده إحساس بالكآبة ، والكآبة اليوم بالعالم الغربي مئة وخمسون بالمئة ، أي مئة معهم كآبة ، والخمسون يوجد معهم كآبتان ، لمجرد أن تخرج عن منهج الله هناك إحساس بالكآبة .
المذيع :
 إذاً هذه هي المعصية ، في ظل تعريف المعصية أنها الخروج عن منهج الله ، كيف لنا شيخنا الفاضل أن نعرف الطاعة ؟

تعريف الطاعة :

الدكتور محمد راتب :
 الطاعة : أنت تركب مركبة ، سيارة حديثة ، تألق ضوء أحمر على لوحة البيانات هذا التألق الأحمر يقول لك صانع السيارة : هناك نقص بالزيت ، لا بد من أن تقف ، وأن تضيف الزيت ، تعليمات الصانع هي التعليمات الوحيدة التي ينبغي أن تتبع ، لأنها تعليمات الخبير ، قال تعالى :

﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾

[ سورة فاطر : 14]

 فأنت كائن راق جداً ، كائن لك عقل يدرك ، وقلب يحب ، وجسم يتحرك ، وهناك شهوات ومذلات وطاعات ومعاص ، فأنت كائن مكرم ، فإذا أخضعت حركتك اليومية بكسب المال ، وإنفاق المال ، في العلاقة بالمرأة ، العلاقة بمن حولك من الجيران ، بالأقارب ، بالوالدين، بأصحاب الحرفة ، هذه العلاقات ينبغي أن تكون وفق منهج الله ، وفق تعليمات الصانع ، والصانع هو الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها .
المذيع :
 الله يفتح عليكم دكتور .
 شيخنا الكريم ؛ في طبيعة الإنسان والبشر كما في جاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( كُلُّ بَني آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخَطَّائينَ التَّوابونَ ))

[أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه]

 طبيعة الإنسان البشرية تقتضي أن يقع في الزلل ، وفي الخطأ ، كيف يمكن له أن يذيب هذه الصفحة وأن يستبدلها برضوان الله ؟

الإنسان مخير كل ما حوله حيادي يستخدم في طاعة الله أو في معصيته :

الدكتور محمد راتب :
 يستطيع أن يعدل تعديلاً طفيفاً ، خُلق الإنسان من نفس ، وجسد ، وروح ، نفسه ذاته ، هذه الذات أمامها قوى دافعة هي الشهوات ، أية شهوة أودعت في الإنسان الله عز وجل جعل لها قناة نظيفة ، طاهرة ، تسري خلالها ، أي الشهوة كصفيحة البنزين ، سائل متفجر ، إذا وضعت هذه الصفيحة في المستودع المحكم ، وسالت في الأنابيب المحكمة ، وانفجرت في الوقت المناسب والمكان المناسب ولّدت حركة نافعة ، قد تقلك إلى مكان جميل في العيد ، إذاً الشهوات حيادية لأنك مخير ، لأنك المخلوق الأول ، والمكرم ، والمفضل ، والمسؤول ، الشهوات حيادية عن طريق الشهوات ، إن وضعت صفيحة البنزين في المكان الصحيح ولّدت حركة نافعة ، أقلتك في العيد إلى مكان جميل ، لو أن هذه الصفيحة صببتها على السيارة ، وأصابتها شرارة أحرقت المركبة ومن فيها ، هذه القوى الدافعة حيادية ، ولأنك مخير أيها الإنسان كل ما حولك حيادي ، يستخدم في طاعة الله أو في معصية الله .
المذيع :
 إذا ما وقع الإنسان في المعصية دكتور كيف يصلحها ؟

التوبة هي حبل النجاة من المعاصي :

الدكتور محمد راتب :

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴾

[ سورة البقرة : 222]

 الله عز وجل رحيم ، رحمن رحيم ، فإذا زلت قدمه ، وارتكب معصية .

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ﴾

[ سورة مريم: 8]

 التوبة هي حبل النجاة .
المذيع :
 وكيف يحقق الإنسان هذه التوبة النصوح ليكون من التوابين ؟

اتصال الإنسان بالله عن طريق طلب العلم :

الدكتور محمد راتب :
 لابد من طلب العلم ، أي أنت لا تعلم أن هذا الإنسان يحتاج إلى اتصال بالله ، لو علم ذلك ، من خلال هذا الاتصال الله ألقى في قلبه النور ، رأى الحق حقاً ، والباطل باطلاً .

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الأنبياء : 25]

 عفواً ؛ دعك من الموضوعات الثانوية ، إنسان يسكن في بيت ، معه عينان ، من خلال العينين يرى الأشياء التي حوله ، لكن لا بد من وسيط وهو ضوء الكهرباء ، الغرفة في الليل ، والنوافذ محكمة ، لا ترى شيئاً إلا عن طريق الضوء الذي يتوسط بينك وبين المرئيات ، لو وقف في غرفة كهذه الغرفة إنسان بصير ، وإنسان كفيف البصر كلاهما سيان ، لا بد من نور يتوسط بينك وبين المرئيات ، نور الكهرباء ، أو نور الشمس ، هذا المثل ينطبق تماماً على العقل، العقل أعقد جهاز بالكون ، لكن هذا الجهاز يحتاج إلى إضاءة .

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً ﴾

[ سورة الأنفال : 29]

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ﴾

[ سورة الحديد : 28]

 دقق الآن :

﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ﴾

[ سورة الحديد : 28]

 فأنت بحاجة إلى نور مادي يتوسط بينك وبين المرئيات ، وبحاجة إلى نور إلهي يكون إضاءة للعقل .
المذيع :
 أن يكون المنهج وفق شرع الله ، الله يفتح عليكم شيخنا .
 حياكم الله أستاذنا وشيخنا .
الدكتور محمد راتب :
 بارك الله بكم ، ونفع بكم ، وأعلى قدركم .
المذيع :
 رفع الله مكانتكم شيخنا ، كان حديثنا دكتورنا الكريم عن أن الإنسان قبِل حمل الأمانة فكان مخيراً أن يختار طريقه ، إما على شرع الله ، وله مكافأة ، أو أن يشرد عن شرع الله ، وله كآبة في الدنيا ، وعقاب الله في الآخرة ، وأن ما من شهوة للإنسان إلا كان لها طريق حلال أو حرام يختاره ، وما كانت هذه الشهوات إلا لتدل الناس عبادة على الله سبحانه وتعالى .
 شيخنا الفاضل والكريم الآن إذا ما وقع الإنسان ببشريته ، أو بضعفه ، أو بقربه بالأخطاء ، وبالتالي وقع في المعصية ، كيف له أن يستبدلها بالطاعات ؟ ذكرتم التوبة ، التوبة لها شروط ثلاث ؛ إذا كانت بين العبد وبين الله أولها الندم ، أنا سؤالي هنا لفضيلتك شيخنا الكريم: إذا ما وقعت في معصية أنا هل أكثر من الندم ؟ هل يفترض أن يبقى الإنسان نادماً ؟ أن يتذكره ؟ أن يبكي عليه ؟ أن يتأسف عليه ؟ أم يقترض أن يكون الندم قليلاً والإنجاز هو الكثير ؟ ما رأي فضيلتكم ؟

شروط التوبة :

الدكتور محمد راتب :
 الندم ؛ حالة نفسية لا يملك الإنسان أن يغيرها ، لكن هي حالة عارضة ، الندم على ما قصر ، أو على ما ارتكب من معصية ، ثم الإقلاع الفوري عن هذه المعصية ، ثم عقد العزيمة على ألا يعود إليها .

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ﴾

[ سورة مريم : 8]

 هذه التوبة النصوح ، إقلاع فوري ، وعزيمة على ألا أقع في هذه المعصية مرة ثانية ، ندم ، إقلاع ، عزيمة ، هذه التوبة الصحيحة .

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾

[ سورة البقرة : 222]

المذيع :
 شيخنا الكريم ؛ لأضرب لفضيلتكم مثالاً : لنفترض أنني عصيت الله سبحانه وتعالى في مجال المال ، مثلاً تعاملت في الربا ، وقعت فيه ، أنا ندمت على ما فعلت ، أو أوقفته ، وسحبت أموالي وتعاملاتي من الربا ، وأخذت عزماً وعهداً في داخلي ونفسي ألا أعود إليه ، هل هذا يكفي ؟ سؤال انطلاقاً من قول الله سبحانه وتعالى :

﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾

[ سورة هود : 114]

 ما الحسنة التي يمكن أن أفعلها في ملف التوبة من الربا مثلاً ؟

أنواع الذنوب :

الدكتور محمد راتب :
 لا بد من ملاحظة مهمة جداً : هناك ذنب يغفر ما كان بينك وبين الله ، يوجد تقصير بعبادة معينة ، تقصير بواجب معين ، الذنب الأول ما كان بينك وبين الله ، هذا الذنب يغفره الله قطعاً ، إنه غفور ودود ، غفور رحيم ، أما الذنب إذا كان بينك وبين العباد فهذا الذنب لا بد من أن تصححه ، عليك دين ، أدِّ الدين ، اغتبت إنساناً في المكان الذي اغتبته فيه اذكر خلاف ذلك، لا بد من عمل لمحو هذا الذنب ، ما دام الذنب انطلق من ذات الإنسان إلى الآخرين ، ذنب يغفر ما كان بينك وبين الله ، وذنب لا يترك ما كان بينك وبين العباد .
 لابد من مثل دقيق جداً : أحد الصحابة الكرام الذين خاضوا مع النبي الكريم جهاداً كثيراً توفي ، فلما دعي النبي للصلاة عليه سأل : أعليه دين ؟ قالوا : نعم ، قال : صلوا على صاحبكم .
 لأنه ذنب امتد إلى الآخر ، أول ذنب ما كان بينك وبين الله ، المغفرة سهلة جداً ، توبة نصوح ، عقد العزم ، الإقلاع الفوري ، عقد العزم ، الندم ، أما هنا فيوجد علاقة مع الآخر ، يوجد ظلم ، لا بد لهذا الذنب من الإصلاح ، أو المسامحة ، إما أن تصلحه بأداء ما عليك من دين ، أو أن يعفو عنك ، الأداء أو المسامحة ، حقوق العباد مبنية على المشاححة ، بينما حقوق الله عز وجل مبنية على المسامحة .
 قال : أعليه دين ؟ قال : نعم ، قال : صلوا على صاحبكم ، فجاء رجل من أصدقاء المتوفى ، قال له : يا رسول الله عليّ دينه ، فصلى عليه ، في اليوم الثاني سأله : أديت الدين ؟ قال : لا ، في اليوم الثالث سأله : أديت الدين ؟ قال : لا ، في اليوم الرابع سأله : أأديت الدين ؟ قال : نعم ، قال : الآن ابترد جلده .
 أما الذنب الذي لا يغفر فهو الإشراك بالله .

(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك بالله ))

[ رواه أحمد عن شداد بن أوس ]

المذيع :
 سيدي ؛ اسمح لي أن أتأكد أنني فاهم على حضرتك تماماً ، الذنوب ثلاثة ، الذنب الذي يغفر ، ذنب ارتكبته بحق الله ، وتبت توبة نصوحاً ، الله يغفره مباشرة .
الدكتور محمد راتب :
 نعم .
المذيع :
 الذنب الآخر بينك وبين الناس لا يغفره لك إلا إن سامحك صاحب الحق ، أو أديته له .
الدكتور محمد راتب :
 بالأداء أو المسامحة .
المذيع :
 الذنب الثالث ألا وهو الشرك ، المقصود فيه أن يموت مشركاً ، لأنه إذا كان مشركاً يبدله بالإسلام في حياته .
الدكتور محمد راتب :
 يحتاج إلى شرح : لو فرضنا إنساناً يعاني من أزمة قلبية ، وهناك طريق إلى المستشفى وطريق إلى النزهة ، فإذا ذهب إلى الطريق الآخر ، وترك المستشفى سيموت طبعاً ، هذا الذنب الذي لا يغفر ، هو الشرك بالله عز وجل .
المذيع :
 المقصود - عفواً على المقاطعة - بالشرك أن يموت مشركاً ؟
الدكتور محمد راتب :
 طبعاً يموت ، إذا مات مشركاً متوهماً أن فلاناً الفلاني قادر أن يغفر له ، هذا الذنب الذي لا يغفر لأنه يوجد شرك ، لذلك يقول النبي الكريم :

(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية . قلت : يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك ؟ قال : نعم ، أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولكن شهوة خفية وأعمال لغير الله))

[ أحمد عن شداد بن أوس ]

 هذه المشكلة الأولى والأخيرة في حياتنا .
المذيع :
 الله يفتح عليكم شيخنا .
 أما لو أن هنالك إنساناً مشركاً فعرف الله وأسلم فالإسلام يجب ما قبله .
الدكتور محمد راتب :
 يجب ما قبله .

(( يا بنَ آدمَ لو بلغتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السماءِ ثم استَغْفَرتَني غَفَرْتُ لك ولا أُبالي ))

[أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك]

المذيع :
 الله يفتح عليكم دكتور .
 سيدي ؛ سأعود إلى قضية مهمة جداً ، ذكرتها عندما كنت تتحدث عن النوع الثاني من الذنوب ، ألا وهو بيننا وبين الناس كالغيبة والنميمة ، قد يذكر واحد منا إنساناً بسوء ، يستغيبه ليس بالسهولة شيخ أن آتي إليه وأقول : أنا ذكرتك بسوء ، استغبتك ، علقت عليك ، الأمر صعب على الإنسان ، كيف نستبرئ من هذا الذنب ؟

كيفية الاستبراء من الذنوب :

الدكتور محمد راتب :
 والله هذا الذنب من أصعب الذنوب ، أنت تجرأت على الله ، وصفت إنساناً صالحاً أنه طالح ، إنساناً كريماً أنه بخيل ، هذا شيء صار عدواناً ، لا بد من أن تصرح أمام هؤلاء الذين عصيت الله فيه عندهم أنا كنت على خطأ .
المذيع :
 لكن ليس من الضروري أن أعود إلى ذات الإنسان ، أي لو قلت : إن فلاناً بخيلاً شيخنا ، قد أخجل أن أطلب منه بوجهه المسامحة ، لكن ذكرته بغيابه .
الدكتور محمد راتب :
 لو تسرعت وقلت عن شخص إنه بخيل ، ثم قلت إنك مخطئ ، انتهى الأمر .
المذيع :
 إذاً الأشخاص الذين أنا معهم استغبته معهم أعيد تصليح الأمر ، وهكذا أكون قد أصلحت ما أفسدت سابقاً ، جميل ، هل هذا هو المقصود شيخنا :

﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾

[ سورة هود : 114]

 أنني إذا قمت بطاعة أو حسنة بذات مكان المعصية تصبح بديلاً عنها ؟

الحسنات يذهبن السيئات :

الدكتور محمد راتب :
 هذه بمعنى أن الإنسان عندما يكون بغفلة عن الله يرتكب خطيئة ، حينما صحا واستيقظ ضميره تاب توبة نصوحة ، هذه :

﴿ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾

[ سورة هود : 114]

المذيع :
 سبحان الله ! هل شيخنا تنصح المستمعين الكرام إذا ما وقع الإنسان في معصية ، باب من أبواب المعاصي أن يدخل إلى الله من ذات الباب طائعاً ، وأضرب لفضيلتك مثالاً : لو أنني استخدمت الانترنيت وعصيت الله فيه هل أهجر الانترنيت وأقطعه أم أصبح أستخدمه بالحلال وأدل الناس على شرع الله فيه ؟

لكل شيء استعمالان استعمال مقبول واستعمال غير مقبول :

الدكتور محمد راتب :
 أستخدمه بالحلال ، دقيقة ؛ ما دام الإنسان مخيراً أي شيء حوله له استعمالان ؛ استعمال مقبول ، واستعمال غير مقبول ، أودع فينا حب المرأة ، يوجد زواج ، هناك زواج شرعي لا تستحي من الناس ، يوم العرس تطلق أبواق السيارات ، صار هناك عرس وفق منهج الله عز وجل ، لذلك ما من شهوة أودعت في الإنسان إلا جعل الله لها قناة نظيفة طاهرة تسري خلالها ، لا يوجد حرمان ، الإنسان حريص على سلامته ، سلامته بالاستقامة .

﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾

[ سورة هود : 112 ]

 حريص على سعادته ، سعادته بالعمل الصالح .

﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾

[ سورة فاطر : 10]

 وحريص على استمراره ، يعيش عمراً مديداً ، وهذه تكون بالولد الصالح ، ابنك إذا ربيته تربية عالية وعلمته ، فكل أعمال ابنك بصحيفتك ، فأنت من خلال ابنك حياتك استمرت .

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾

[ سورة الطور :21]

المذيع :
 إذاً أعظم صدقة جارية أن يحسن الإنسان تربية أولاده فتكون عبادته في المستقبل صدقة جارية لمن رباهم ، الله يفتح عليكم .
 شيخنا الكريم في قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( اتَّقِ الله حيثما كنتَ ، وأتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحسَنَةَ تَمْحُهَا . وخالِقِ الناسَ بخلُق حسن ))

[أخرجه الترمذي عن أبي ذر الغفاري]

 هل تمحى السيئات بمعنى أنها لا يعود لها وجود ، أنسأل عنها يوم القيامة حينما تمحى ؟ هل يمكن أن توضح لنا شيخنا معنى تمحى السيئات ؟

الفرق بين المغفرة والعفو :

الدكتور محمد راتب :
 والله أحياناً السيئة لا تنساها ، الإنسان لا ينساها ، الإنسان غفر له ، المغفرة ألا تحاسب ، أما العفو فأن تنسى كلياً ، شخص ارتكب خطأ في السير ، أي مخالفة ، المسؤول عن السير عفا عنه ، هذه المغفرة ، أما العفو فيستأصل من سجله ، وينسى كل شيء .
المذيع :

(( وأتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحسَنَةَ ))

[أخرجه الترمذي عن أبي ذر الغفاري]

الدكتور محمد راتب :

((تَمْحُهَا ))

[أخرجه الترمذي عن أبي ذر الغفاري]

المذيع :
 يمحها الله سبحانه وتعالى .
الدكتور محمد راتب :

(( وأتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحسَنَةَ تَمْحُهَا ، وخالِقِ الناسَ بخلُق حسن ))

[أخرجه الترمذي عن أبي ذر الغفاري]

المذيع :
 ما الرابط شيخنا بين الأخلاق وبين مغفرة الذنوب ، أي لماذا جاء بعد :

(( وأتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحسَنَةَ تَمْحُهَا ))

[أخرجه الترمذي عن أبي ذر الغفاري]

 لماذا جاء في الحديث :

(( وخالِقِ الناسَ بخلُق حسن ))

[أخرجه الترمذي عن أبي ذر الغفاري]

لم يكن صفة أخرى مطلوبة ؟

الرابط بين الأخلاق وبين مغفرة الذنوب :

الدكتور محمد راتب :
 الحقيقة النبي الكريم أنا لا أبالغ أوتي مئات الخصائص التي ينفرد بها .
المذيع :
 صلى الله عليه وسلم .
الدكتور محمد راتب :
 ولما أراد الله مدحه ، ماذا قال ؟

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾

[ سورة القلم : 4]

 معنى ذلك الإيمان هو الخلق ، ومن زاد عليك بالإيمان زاد عليك في الخلق .

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾

[ سورة القلم : 4]

 فلذلك الأخلاق أسرع طريق إلى الله ، وأوسع باب ندخل منه على الله .
المذيع :
 إذاً شيخنا يصبح الخلق علامة من علامات التوبة والإيمان ، ومن يبتعد عن الخلق الحسن يراجع إيمانه وتوبته ، الله يفتح عليكم دكتور .
الدكتور محمد راتب :
 الأخلاق هي المحصلة .
المذيع :
 الله يفتح عليكم شيخنا ، حياكم الله أستاذنا ، وشيخنا .
الدكتور محمد راتب :
 بارك الله بكم ، ونفع بكم .
المذيع :
 حياكم الله شيخنا الكريم .
 شيخنا في خلقتنا وعنوانها : استبدال المعاصي بالطاعات ، ذكرت أن الإنسان في فطرته يميل إلى الطاعات ، ولكن يقع ببشريته ، بضعفه ، بقلة إيمانه ، بقلة طلبه للعلم ، والمعاصي حلها التوبة ، الندم ، إيقاف الذنب ، والعزم ألا يعود إليه ، وإن كان هناك حقوق للعباد إما أن يسامحوه أو أن يؤديها .
شيخنا الكريم ؛ من بقي في معصيته ما هو عقابه غير السيئات التي جاء بها يوم القيامة ؟ هل يحجب عن الله تبارك وتعالى مثلاً ؟ هل يمنع من العبادة في هذه الدنيا ؟ ما هو عقاب العاصين ؟

عقاب العاصين :

الدكتور محمد راتب :
 أولاً : المؤمن أكبر عقاب له أن يحجب عن الله ، قال تعالى :

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾

[ سورة المطففين :15]

 الإنسان إذا كان مستقيماً ، مطبقاً لمنهج الله ، له أعمال صالحة ، يملك خطاً ساخناً مع الله ، يقدر أن يناجيه ، يتوب إليه ، يستغفره ، يثني عليه ، يوجهه ، أما إذا كان هناك معصية فالمعصية حجاب ، وكلما كبرت هذه المعصية كان الحجاب أثخن ، فالبطولة أن نخرج من معاصينا عن طريق التوبة .

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ﴾

[ سورة التحريم :8]

﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾

[ سورة هود : 107]

المذيع :
 حتى نفهم شيخنا معنى الحجاب ، هل معنى الحجاب أنني مثلاً إذا أتيت أصلي أمنع من الصلاة ؟ إذا أتيت أن أتحجب أمنع من الحجاب ؟

معنى الحجاب بين العبد وربه :

الدكتور محمد راتب :
 أصلي لكن الصلاة لا يوجد بها حيوية ، لا يوجد بها شعور القرب من الله ، الخجل منعك أن تُقبل عليه ، الخجل قطع عنك هذا الخط الساخن مع الله ، الله أصل الجمال ، والكمال، والنوال ، فالمصلي إن لم يقل : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني هناك مشكلة كبيرة ، أنت مع الذات الكاملة ، مع أصل الجمال ، والكمال ، والنوال ، مع صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا ، مع مصدر الرحمة ، والجمال ، والحب ، والتوفيق ، والإسعاد .
المذيع :
 إذاً شيخنا ؛ معنى الحجاب أنني قد أصلي لكن لا يفتح عليّ بالصلاة ، فلا أدري ولا أعقل ، ولا أخشع شيئاً من أركانها .
الدكتور محمد راتب :
 لكن طبعاً الإنسان إذا تاب توبة نصوحة أنسى الله حافظيه ، والملائكة ، وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه ، هذه التوبة النصوح .
المذيع :
 ونعمة بالله رب العالمين ، الله يفتح عليكم دكتور .
 إذاً إذا الإنسان شيخنا الكريم كان لديه مشكلة في إحساسه ، أو في خشوعه ، وبالدعاء ، وبالذكر، وبالقرآن ، وبالصلاة ، فعليه أن يراجع ذنوبه عله وقع في الذنب وهو لا يدركه فحجبه عن الله .

الإكثار من الأعمال الصالحة :

الدكتور محمد راتب :
 إلا أن الله عز وجل من رحمته ، ومحبته يسترضى ، يسترضى بصدقة ، يسترضى بعمل صالح ، يسترضى بخدمة إنسان ، الأعمال الصالحة سميت صالحة لأنها تصلح للعرض على الله ، ومتى تصلح ؟ إذا كان العمل صالحاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة ، فالله عز وجل فتح لك أبواباً .

(( … وجبت - حقت - محبتي على المتحابين فيّ ، وحقت محبتي للمتناصحين فيّ ، وحقت محبتي على المتزاورين فيّ ، وحقت محبتي على المتباذلين فيّ ، على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون- يوم القيامة- ))

[أخرجه الطبراني وعبد الله بن أحمد عن معاذ بن جبل]

أن تحب الله .
 عفواً ؛ إنسان معه ورقة من ملك ، اطلب ما تشاء ، هذه الورقة قليلة ؟ أنت مع الله .

فـلو شاهدت عيناك من حسننـــــا  الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنــــــــــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنـــا  خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــــا
ولــــو ذقت من طعم المحــبـة ذرة  عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنــــــا
ولـو نسمت من قربنا لك نسمـــة  لمت غريباً واشتياقاً لقربنــــــــــــــــــــا
ولـــــــو لاح من أنوارنا لك لائـــح  تركت جميع الكائنات لأجلنــــــــــــــــا
فـــما حبنا سهل وكل من ادعـــى  سهولته قلنا له قد جهلتنــــــــــــــــــــا
فأيسر ما في الحب بالصب قتله  وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنـا
***

 أنت مع الله ، مع خالق الأكوان ، مع الرحمن الرحيم ، مع صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا ، مع من بيده كل شيء .

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود : 123 ]

 الأقوياء بيده ، الضعفاء بيده ، الأصحاء بيده ، المرضى بيده ، بيده كل شيء ، هذا التوحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .

 نهاية العلم التوحيد ونهاية العمل العبادة :

 إلا أن الله عز وجل جمع فحوى مضمون دعوة الأنبياء جميعاً في آية واحدة ، قال :

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الأنبياء : 25]

 دقق ، لا إله ؛ الفكر ، الأيديولوجيا ، الجانب النظري ، الفلسفة ، أسماء لمسمى واحد، الجانب العقدي ، الحركة .

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ﴾

[ سورة الأنبياء : 25]

 التوحيد ، نهاية العلم التوحيد ، نهاية العلم ألا ترى مع الله أحداً ، هو المعطي ، هو المانع ، هو القابض ، هو الرافع ، هو المعز ، هو المذل ، هذا التوحيد ، الآن :

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الأنبياء: 25]

 ملخص ملخص الملخص : نهاية العلم التوحيد ، ونهاية العمل العبادة ، فإذا عرفت الله معرفة حملتك على طاعة الله ، وتحركت وفق منهج الله ، أنت حققت النجاح المطلق ، الحقيقة يوجد معرفة لله ، وتطبيق ، وثمرة ، ينبغي أن تقول : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني .
 المذيع :
وإذا لم يصل الإنسان إلى هذه المرتبة يراجع توبته وذنوبه .
 في ختام هذه الحلقة شيخنا نختمها بالدعاء ، ونسأل الله القبول .

الدعاء :

الدكتور محمد راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا أخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارضَ عنا ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور