وضع داكن
25-04-2024
Logo
حياة المسلم 3 - إذاعة حياة إف إم : الحلقة 17 - مضار التدخين
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الدكتور محمد راتب :
 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
المذيع :
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مستمعينا الأكارم حياكم الله أينما كنتم ، شيخنا الكريم فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي مرحباً بكم .
الدكتور محمد راتب :
 بارك الله بكم ، ونفع بكم ، وأعلى قدركم .
المذيع :
 شيخنا اليوم سوف نتحدث تحت عنوان : "مضار التدخين" ، نبدأ هذه الحلقة مستمعينا الأكارم بحديثنا من قوله تعالى :

﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾

[ سورة المائدة:4]

 كثيراً ما يشكل هذا الأمر على الناس ، هل هو قضية بسيطة ، مضرة ، أم ليست مضرة ؟ نريد أن نتناول من ناحية فكرية الحديث عن التدخين .

مضار التدخين :

الدكتور محمد راتب :
 بارك الله بك ، ونفع بك .
 كنت في دمشق الشام وهي بلدي الأم ، قبل عشر سنين بالتمام والكمال ، وكنت مؤسساً لجمعية مكافحة التدخين في سوريا ، وكان يرأس هذه الجمعية وزير الصحة وقت إذ ، أقيم بمناسبة افتتاح هذه الجمعية حفل كبير على مدرج جامعة دمشق ، حضره عدد كبير من كبار المسؤولين ، وقد ألقيت في هذا الحفل كلمة عنوانها : مضار التدخين ، وهذه الكلمة بفضل الله هي الأولى بالحفل ، وقد اقتبست مضامين كلمتي من تقرير خطير لمنظمة الصحة العالمية ، وهي منظمة علمية عالمية تتبع هيئة الأمم المتحدة ، فكتاباتها وإحصاءاتها فيما أعلم وقتها موضع ثقة كبيرة ومصداقية عالية ، في الأوساط العلمية والتطبيقية في العالم كله ، وإليكم أيها المستمعون أو المشاهدون أو القارئون الحقائق التالية عن المدخنين والمدخنات ، الأحياء منهم والأموات ، شركات الدخان في العالم تنتج في اليوم دخينتين أي سيجارتين لكل إنسان في الأرض ، وقبل عشر سنوات كان سكان الأرض ستة مليارات ، ستة مليارات ضرب اثنين ، ما يعني أن اثني عشر مليون دخينة تنتج كل يوم وقت إلقاء المحاضرة قبل عشر سنوات ، واليوم السكان ثمانية مليارات ، قد تعدل هذه الأرقام الكميات الفلكية التي تنتجها شركات تصنيع الدخان في العالم ، فيها مواد سامة لو أخذها البشر في الدم دفعة واحدة لاستطاعت أن تبيد الجنس البشري ، عدد الذين يلقون حتفهم أو يعيشون حياةً تعيسة من جراء التدخين يفوق عدد الذين يلاقون حتفهم في حوادث السير ، وهي أعلى نسبة في موت الناس ، مع أمراض الطاعون والكوليرا والجدري والسل والجذام والتيفوئيد مجتمعين .
 مجموع الدخل الكبير الذي تحققه الدول الكبرى من جراء الضرائب الباهظة على معامل إنتاج الدخان في العالم هي أقل بكثير من الأموال التي تنفق لمعالجة الأمراض الناجمة عن التدخين والمدخنين ، الأرباح الطائلة لكل شركات الدخان في العالم ، المبالغ المنفقة على معالجة المدخنين أكبر .
إن بين كل ثلاثة مدخنين واحد يلقى حتفه بسبب التدخين ، والآثار المدمرة للتدخين لا تظهر بشكل واضح إلا بعد أمد ليس بالقصير ، السجائر تحتوي على أربعة آلاف مادة كيماوية سامة على شكل غازات ، كلام دقيق ، كلام الصحة العالمية كلام علمي ..
 السجائر تحتوي على أربعة آلاف مادة كيماوية سامة على شكل غازات ومواد معظمها سام ، ومضر بالصحة العامة ، ألف وفاة كل يوم بسبب الدخان ، هذا العدد يزيد سبعة أضعاف على عدد الذين يموتون بحوادث السير ، علماً أن هذه الحوادث أعلى نسبة يموت بها الناس ، لذا قالت منظمة الصحة العالمية : إن التدخين يعد سبب رسمي لأمراض مميتة .

أثر التدخين على جسم الإنسان :

 أثر التدخين على جسم الإنسان ، ضعف بتغذية الأعصاب ينتج عنه ضعف في الذكاء، وهناك علاقة كبيرة وحديثة بين الذكاء والغذاء ، التهاب الأنف والبلعوم والتهاب الحنجرة والقصبات للمدخنين ، تضيق دائم في الشرايين ، هذا التضيق قد يتحول إلى انسداد فتكون الذبحة الصدرية ، أو الجلطة القاتلة ، سرطان الثدي عند المرأة المدخنة ، إن تدخين المرأة الحامل يسبب الإقياءات المتكررة ، والتشنجات ، وتسرع قلب الطفل الوليد ، وهذا هو التدخين السلبي ، أو التدخين غير الإرادي ، لها معنى دقيق ، وإن الأشخاص الذين يتعرضون بشكل يومي للغازات والمواد المنبعثة من تدخين السجائر من الزملاء في العمل ، والأولاد من أبيهم ، والزوجة من زوجها ، والأولاد من أمهم ، هؤلاء جميعاً لا يدخنون بشكل مباشر ولكنهم ينضوون تحت مصطلح اسمه : المدخن السلبي ، لا يدخنون هؤلاء لكن يأخذون هواء مشبعاً بالدخان ، هذا اسمه : المدخن السلبي ، وهذا الذي لا يدخن ولا يريد أن يدخن تظهر على صحته آثار قد لا تصدق ، الربو ، أو ربو الأطفال ، وأحد أسباب تدخين الأب في البيت ضيق التنفس الليلي للعائلة كلها ، الذي يتبعه ألم بعد بذل أي جهد عضلي ، احتمالات الإصابة بأمراض القلب للمدخنين هي ضعف احتمالات الإصابة بهذه الأمراض لغير المدخنين .
 قلة القدرة على الإنجاب عند النساء اللواتي يتعرضن إلى التدخين السلبي ، أي هي لم تدخن ، التدخين السلبي أي أن الشخص لم يدخن ، هناك أولاد ما دخنوا ، الزوجة لم تدخن ، الأم والأب لم يدخنوا ، الموظفون في العمل لم يدخنوا ، هؤلاء مدخنون سلبيون يتحملون ثلاثين بالمئة من آثار التدخين الوبيلة ، هذه كلها معلومات منظمة الصحة العالمية ، منظمة عالمية علمية ، ولا يوجد إمكان إطلاقاً أن يكون هناك شك بأرقامها ، أساسها منظمة علمية على مستوى العالم ، قلة القدرة على الإنجاب عند النساء اللواتي يتعرضن إلى التدخين السلبي ، ضعف الذكاء عند أطفال المدخنين .
 مرة دكتور في الجامعة هو عالم كبير بعلم النفس كان أستاذنا ، قال : هناك علاقة بين الذكاء والغذاء - ليس القصد الغذاء هو اللحم ، المواد البروتينية ، المواد التي تحمل أليافاً كثيرة كالخضراوات ، بحث طويل - لكن الذكاء له علاقة بالغذاء .
 الآن أنا أقول أيها المشاهد الكريم : الدرس يبث تلفزيونياً أو المستمع أو القارئ في الموقع هذا أثر التدخين فيمن لا يدخن ، فكيف فيمن يدخن ؟
 الإنسان حينما يدخن أو حينما تضعف إرادته عن أن يقلع عن التدخين ، ألا يرحم والديه ؟ ألا يرحم زوجته ؟ ألا يرحم أولاده ؟ ألا يرحم من يلوذ به ؟ ونسب المدخنين في الدول المتقدمة الآن تراجعت 60 % ، أي أربعون بالمئة من المدخنين أقلعوا عن التدخين ، شيء مؤلم جداً أما في البلاد الأخرى فإفريقيا والبلاد النامية نسب التدخين زادت أربعين بالمئة ، الدول الواعية النسب انخفضت 60 % ، الدول الأخرى إفريقيا والدول النامية ازدادت 40 % .
 هم يتركون التدخين حفاظاً على صحتهم ، وإدراكاً لمضار التدخين ، وفي العالم المتخلف ترتفع نسب المدخنين عن ذي قبل بسبب الجهل ، والجهل أعدى أعداء الإنسان ، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به .

وصايا للإقلاع عن التدخين :

 لذلك الآن وصايا ، أن يمتلك الإنسان المدخن إرادة قوية في الإقلاع عن التدخين .
 والكلمة لعلها قاسية والذي لا يملك إرادة قوية لترك ما يضره وما يؤذيه فهو ليس من بني البشر ، شيء واضح كالشمس ، أدلة علمية ، وقائع يومية ، إحصاءات دول عظمى ، إحصاءات منظمات عالمية تؤكد أن الخطر كبير .
 أن يعمق وعيه الصحي بأبعاد الأخطار الناجمة عن التدخين ، وإذا كان مؤمناً ينبغي أن يعمق وعيه الديني ، الدليل ، ما حكم التدخين بالإسلام ؟
المذيع :
 مضار التدخين هو ما بدأنا به مع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي عن الجمعية التي أسسها مع مجموعة من المتخصصين في دمشق قبل عشر سنوات في مكافحة التدخين ، ووجود المواد الضارة والسامة التي يصل عددها إلى ما يقارب أربعة آلاف ، ثم طرح شيخنا سؤالاً عن حكم التدخين .
الدكتور محمد راتب :
 لكن قبل في الجامعة كان عندنا دكتور في علم النفس أحد أكبر العلماء في المنطقة ، قال مرة : الذي لا يجد في نفسه حاجة إلى أن يحِب ، أن يحب الله ، أن يحب أنبياءه ، رسله ، العلماء الربانيين ، أهل بيته ، زوجته ، بناته ، أولاده ، من حوله ، أقرباءه ، لا يجد في نفسه حاجة إلى أن يحِب أو أن يحَب ليس من بني البشر ، إذا الحاجة غير موجودة عنده ليس من بني البشر ، أنا أقيس عليها قياساً آخر ، الذي لا يمتلك إرادة قوية في ترك شيء يضره ، إن كان لا يمتلك إرادة قوية في ترك شيء يؤذيه ، يضر صحته ، يضر أسرته ، يضر مكانته ، يضر آخرته ، ليس من بني البشر ، أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً ، كلما نما عقل الإنسان عرف عظمة الله ، وعرف عظمة هذا الدين ، عرف أن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ، ومنزل ترحٍ لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء - لأنه مؤقت - ولم يحزن لشقاء - أيضاً مؤقت - قد جعلها دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عُقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً ، فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي .
 الحقيقة إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .
المذيع :
 شيخنا من هذا الجانب العلمي سيأتي شخص ويقول : التدخين لا يوجد له حكم لا في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة ؟

تحريم التدخين لأنه ثبت أنه مادة قاتلة :

الدكتور محمد راتب :
 نحن عندنا دليل نصي ودليل عام ، الدقة ، بارك الله بك سؤال دقيق جداً ، قال تعالى:

﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾

[سورة الأعراف : 157]

 فإذا ثبت بالدليل العلمي الواضح والثابت والقاطع أن الدخان ضار وخبيث إذاً يأخذ التدخين حكم التحريم بالدليل العام لا بالدليل الخاص ، الخمر محرم بالخاص ، لكن يوجد دليل عام ما دام :

﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾

[سورة الأعراف : 157]

 فالآن ثبت علمياً بشكل قاطع ويقيناً ومجمعاً عليه بالعالم كله ، وهذه مؤسسات لا علاقة لها بالدين إطلاقاً ، مؤسسات عالمية علمية منظمة الصحة العالمية تؤكد أن هذه المادة قاتلة .
المذيع :
 شيخنا عندما نقول :

﴿ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾

 ما المقصود بالخبائث ؟

تعريف بالخبائث :

الدكتور محمد راتب :
 كل شيء خبيث تخبث به النفس ، تصبح ظالمة ، الظلم خبث ، مسرفة ، قد ينفق على أشياء ثانوية جداً مبالغ طائلة ومن حوله بحاجة ماسة إلى طعام وشراب ، سيدي الإيمان كله خير ، كله وضوح ، كله أدب ، كله رحمة ، كله عدل ، مثلاً أية قضيةٍ خرجت من المصلحة إلى خلافها ، ومن الرحمة إلى ضدها ، ليست من الدين ولو أدخلت عليه بألف تأويلٍ وتأويل ، الدين رحمة كله ، عافية كله ، عدل كله ، نماء كله ، أية قضيةٍ خرجت من الرحمة إلى القسوة ، ومن المصلحة إلى المفسدة ، ومن الإنصاف إلى الجور ، هذا الموضوع ليس من الدين ولو أدخل عليه بألف تأويلٍ وتأويل ، كلمات دقيقة جداً .
المذيع :
 شيخنا سيأتي شخص ويقول لفضيلتكم : سألنا عن التدخين ولم يقال لنا إنه حرام ، قيل: إنه مكروه وما شابه ، بعض المشايخ يدخنون ، هل هذا يمكن أن يناقش بالحكم الشرعي ؟

استخدام الدليل العقلي عند عدم وجود النص الدقيق الواضح القاطع :

الدكتور محمد راتب :
 عندما لا يوجد نص دقيق ، واضح ، قاطع ، نأتي بالدليل العقلي ، من الإنسان ؟ عقل يدرك ، وقلب يحب ، وجسم يتحرك ، أحياناً يكون النص ، لماذا النص لا نجده ؟ لم نكن هناك تدخين في ذلك الوقت ، الله عز وجل الشيء الموجود حرمه ، لكن عندنا قياس ، مثلاً لا يوجد آية تحرم المخدرات ، لكن يوجد آية تحرم الخمر ، والعلة نفسها ، علة الخمر جزء من علة المخدرات ، اجتمعت العلتان في علة واحدة ، هي قضية معلقة بأصول الفقه ، نحن التحريم محدود ولكن ما يقاس على التحريم المحدود آلاف الموضوعات ، أوضح مثل المخدرات لا يوجد عنها نص ، لكن الخمر محرمة ، تشترك المخدرات مع الخمر بعلة واحدة ، هذه يتعلمها الناس بأصول الفقه ، بالقياس .
مثلاً قال تعالى :

﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا ﴾

 فضرب أمه ، لكن هذه لا يوجد نص بها ، هذا اسمه من باب أولى ، إذا قلت كلمة أف ، أو أطبقت الباب بعنف أمام أمك ، أنت ما قلت لها كلمة إطلاقاً ، فإذا كانت هذه لم ترد ، هذه من باب أولى أن تفعلها .
المذيع :
 شيخنا الفاضل يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

(( لا ضرر ولا ضرار ))

[ مسلم عن أبي سعيد الخدري]

 كيف يمكن أن يستنبط حكم التدخين من هذا الحديث الشريف ؟

أدلة قوية تثبت أن التدخين قاتل :

الدكتور محمد راتب :
 مادام التدخين قد ثبت بالدليل القاطع ، وإجماع العلماء ، وأكبر مؤسسة عالمية منظمة الصحة العالمية تؤكد أنه مادة قاتلة ، هذه أدلة قوية ، جامعة مانعة قاطعة ، لكن أنا أقول: الإنسان ، الإدمان بالتدخين 85% ، ما معنى 85% ؟ أي مئة مدخن يقدر 15% أن يتركوا التدخين ، الإدمان بالخمر 15% أي مدمن الخمر يستطيع أن يترك الخمر 85% ، هذه مشكلة الدخان ، يخلق إدماناً ، والإنسان إذا ما بدأ بالتدخين يكون أنجح إنسان ، أما بعدما بدأ فهو في وضع صعب جداً .
المذيع :
 شيخنا أنت سقت الأدلة العلمية وكثير من إجماع وفتاوى المجامع الفقهية حول العالم تحدثت أيضاً في تحريم التدخين ، هل يقاس على ذلك كل ما يرتبط بالتدخين كالنرجيلة وما شابه؟
الدكتور محمد راتب :
 النرجيلة أربع عشرة دخينة بالضبط .
المذيع :
 شيخنا إذا قال : أنت تقول إنه يضر ، أنا منذ سنوات أدخن .

المدخن آثم لأنه يوصل الضرر لمن حوله :

الدكتور محمد راتب :
 أنا قلت : لا يوجد أضرار تأتي سريعاً ، ليس معنى هذا أنني كسرت شيئاً فانكسر ، لا، مع المدى ، ثم يضر زوجته ، والده ، والدته ، أولاده .
المذيع :
 شيخنا هل يؤاخذ عن هؤلاء ؟
الدكتور محمد راتب :
 طبعاً :

(( لا ضرر ولا ضرار ))

[ مسلم عن أبي سعيد الخدري]

 أنت تفضلت بالحديث هذا ضرر ، المدخن السلبي يناله 30% بالضبط من مضار التدخين ظن ، السلبي : أولاده ، زوجته ، موظفوه .
المذيع :
 زوجته التي لا تدخن لكنها تستنشق هؤلاء يسمون : المدخن السلبي .
الدكتور محمد راتب :
 ضرر التدخين عليهم ثلاثون بالمئة .
المذيع :
 شيخنا هل الأب ينال إثماً لأنه أوصل الضرر لهم ؟
الدكتور محمد راتب :
 طبعاً .
المذيع :
 بأسوأ الحالات المدخن يتجنب عائلته .

لكلّ إنسان رسالة عليه ألا يضحي بها من أجل دخينة :

الدكتور محمد راتب :
 الإنسان أليس معه في الحياة رسالة ؟ أليس مكلفاً بعمل عظيم يستحق الجنة إلى أبد الآبدين ؟ معقول تضحي بهذا المكسب المذهل أن يرضى الله عنك ، وأن يكون لك في الجنة مكان ، وأن تكون مع المؤمنين والصديقين والشهداء والصالحين من أجل دخينة ؟! أنا هذا إيماني والله .
المذيع :
 معنا محمود تفضل ...
 قبل أن أسأل أريد أن أقول للشيخ رسالة مني ، أدعو لك بظهر الغيب .
الدكتور محمد راتب :
 دعوة الأخ لأخيه في ظهر الغيب لا ترد إن شاء الله .
المذيع :
 معنا محمود تفضل ...
 إني أحبك أنت والدكتور ذاكر نايك حباً لا حدود له ..
الدكتور محمد راتب :
 هناك آخرون يجب أن تحبهم .
المذيع :
 معنا محمود تفضل ...
 حياء المرأة هو جمالها لكن للأسف أصبحنا نشاهد ظاهرة منتشرة جداً على الإشارة وبالسيارة المرأة تمسك السيجارة بكل قلة حياء ، بكل وقاحة عادي .

قلة الحياء من ضعف الإيمان :

الدكتور محمد راتب :
 هذا السؤال أجاب عنه النبي الكريم قال :

(( الحياء من الإيمان ...))

[ الترمذي عن أبي هريرة ]

 إذا شخص إيمانه ضعيف لا يوجد عنده حياء .
المذيع :
 حميد تفضل ..
 التدخين ابتلاء ما العمل ؟
تفضل جواد ..
 أريد أن أسلم على فضيلة الدكتور الآن نواجه مشاكل الأب يضرب ابنه من أجل التدخين والابن لا يستجيب ، ما الحل ؟

الإقناع لا القمع في الابتعاد عن التدخين :

الدكتور محمد راتب :
 أنا أقول لكم هذه الكلمة : أقنع ولا تقمع ، والقناعة لا تتم بدقيقة تحتاج إلى جلسات متباعدة ، الأب الحكيم يحاسب عن غلطة ، ويغمض عينه عن تسع غلطات ، عندما يكثر من الملاحظات ينفر منه ، أنت وجه توجيهاً مع الدليل ، لولا الدليل لقال من شاء ما شاء ، هذا الدين عظمته أن هناك أدلة ، أحياناً ينصح الأب ابنه مئة مرة كي لا يسرع بالقيادة ، عندما يشاهد حادثاً مروعاً ، ويوجد ثلاثة أشخاص قد ماتوا هذا أبلغ من الإلقاء ، أنت يجب أن تنوع بوسائل الإقناع ، مرة بقصة ، القصة لها فائدة ، فيها توجيه غير مباشر .
المذيع :
 شيخنا هل الأب يحاسب إذا كان ابنه يدخن ؟

انتهاء مسؤولية الأب عن ابنه المدخن إذا أدى ما عليه :

الدكتور محمد راتب :
 إذا بلغ الابن ووجه الأب توجيهات كثيرة جداً انتهت مسؤوليته .
المذيع :
 والابن لم يقبل توجيهات والده .
الدكتور محمد راتب :
 يحاسب وحده ، الكلام الدقيق أدِّ الذي عليك أيها الأب .
المذيع :
 شيخنا لو كان يدخن من مال والده .
الدكتور محمد راتب :
 إذا علم الأب أن هذا المال للتدخين هناك مشكلة .
المذيع :
 هل تستطيع أن تحرم ابنك المصروف حتى لو كان يدخن شيخنا ؟

اعتماد الحكمة في التعامل مع المدخنين :

الدكتور محمد راتب :
 تحتاج حكمة ، مرة إيجاب ، ومرة قبول ، قال تعالى :

﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾

[ سورة الرحمن: 78]

 أي ينبغي أن تخافه بقدر ما تحبه ، أو ينبغي أن تحبه بقدر ما تخافه ، الأب القاسي ينفر منه ، يقول الله له : أنتَ أنت يا محمد ، مع أنك سيد الأنبياء :

﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾

[ سورة آل عمران: 159 ]

 إذا كان سيد الخلق وحبيب الحق فظاً غليظ القلب لانفضوا من حوله .
المذيع :
 أم مراد تفضلي ...
 عن مضار التدخين لماذا الدول لا تتخذ إجراءات صارمة كما اتخذت لكورونا ؟ لماذا لا تحارب تصنيعه وتصديره وبيعه للدول كما عملنا إجراءات احترازية وكل العالم اتبع كل الخطوات لماذا لا يحارب ؟

أسباب عدم محاربة الدخان ومنع بيعه :

الدكتور محمد راتب :
 نحن في سوريا إن شاء الله لا يمكن أن يكون هناك إعلان للتدخين ، لا بالإذاعة ولا باللوحات .
المذيع :
 تقصد لماذا العالم لا يتحرك ضد هذا المرض الذي يفتك بالبشر التدخين ؟
الدكتور محمد راتب :
 الجواب الإدمان عال بالتدخين ، هذا الجواب ، مئة مدخن يتمكن خمسة عشر من أن يتركوا التدخين .
المذيع :
 شيخنا هل يمكن أن يكون هناك مصالح مالية لكبرى الشركات تتداخل بالسياسة والقرارات ؟
الدكتور محمد راتب :
 طبعاً هذا شيء بديهي .
المذيع :
 حول تدخين النساء .

أنوثة المرأة أجمل ما فيها :

الدكتور محمد راتب :
 المرأة هي مصدر سعادة لزوجها وأولادها والله جعل عندها مسحة جمال ، فإذا دخنت فقدت ثلثي جمالها ، عفواً هناك امرأة تسب الدين أيضاً ، مشكلة كبيرة ، أجمل ما في المرأة أنوثتها .
المذيع :
 شيخنا إذا ابتليتم فاستتروا .
الدكتور محمد راتب :
 الحد الأدنى .
المذيع :
 ما طرحه حميد هل التدخين ابتلاء ؟

التدخين ليس ابتلاء :

الدكتور محمد راتب :
 مستحيل وألف ألف مستحيل ، قال تعالى :

﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا ﴾

[ سورة البقرة : 286 ]

 فالذي يتوهم أن هذا الشيء لا يستطيعه هو يكذب هذه الآية ، والحقيقة الدقيقة أن هذا الشيء الذي توهم أنه لا يستطيعه هو الشيء الذي لا يريد أن يتركه ، كلمة دقيقة : إذا قال الله وهو خالق الأكوان فكلامه فصل ..

﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا ﴾

[ سورة البقرة : 286 ]

 فإذا توهم أن هذا فوق طاقته معنى ذلك أنه أنكر هذه الآية .
المذيع :
 شيخنا المحاولات التي لا تبوء بالنجاح في ترك التدخين .

مساعدة الله كل شخص ينوي ترك التدخين :

الدكتور محمد راتب :
 لقطة لطيفة ، شخص جالس نوى أن يفعل شيئاً صعباً وجد نفسه لا يستطيع أن يفعله ، وجد نملة صاعدة على الحائط قطعت متراً ووقعت ، أعادت المحاولة ، عدّ محاولاتها فكانت ثلاثاً وأربعين مرة ، فإذا نملة تعيد المحاولة ، وعندما يعلم الله من هذا العبد الذي ابتلي بالتدخين حرصه اللامحدود على ترك التدخين تأتيه معونة إلهية ، والله أعني ما أقول ، هذا كلام توحيدي ، إذا علم الله من عبده حرصه البالغ على طاعته ، وترك هذا التدخين ، تأتي معونة إلهية تعطيه إرادة قوية ، تعطيه حالة بديلة ، تساوي ما كان يستمتع به بالتدخين ، ألفت كتاباً للشهادة الثانوية بقي عشر سنوات يدرس بدأته بهذه المقولة ...
إن القرار الذي يتخذه الإنسان في شأن مصيره قلّما تنقضه الأيام ، إذا كان صادراً حقاً عن إرادة و إيمان .
 والله الذي لا إله إلا هو لو شخص جالس بألاسكا قال : يا ترى هل هناك إله لهذا الكون ؟ فقط ، هذا يجد عملاً بكندا ، يقبلونه يفرزونه لمكان في الخليج يسكن في بيت جانبه داعية ، عندما قال : هل يوجد إله لهذا الكون أين ؟ في ألاسكا ، ما الدليل ؟ قال تعالى :

﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾

[سورة إبراهيم : 34]

 إذا الله علم من إنسان صدقه في ترك الدخان والله يعطيه طاقة على تحمل ترك الدخان تفوق حدّ الخيال .
المذيع :
 شيخنا في الختام نصائح للمدخنين كيف يمكن أن يترك التدخين في حياته ؟

نصائح للمدخنين لإعانتهم على ترك الدخان :

الدكتور محمد راتب :
 والله يجب ألا يصاحب مدخنين ، إذا جلس بالسهرة الكل يدخنون لا يتحمل .
 الشيء الثاني : كلما زادت قناعته تقوى إرادته بضرر التدخين ، عفواً لو كان عندك منسف رائع جداً ، وعلى رأس المنسف حيوان قذر تأكل منه ؟ كلما زادت قناعته بخطر التدخين يعينه الله من جهة ، وتنمو له إرادة قوية من جهة ثانية ، أنا أعرف شخصاً وهو غال عليّ يدخن أربع علب في اليوم ، أخذ قراراً وترك التدخين . إن القرار الذي يتخذه الإنسان في شأن مصيره قلّما تنقضه الأيام ، إذا كان صادراً حقاً عن إرادة و إيمان .
المذيع :
 شيخنا تعليق فضيلتكم على حديث النبي : "من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا" هل يمكن لمن دخن وأصبح له رائحة التدخين أن يعتزل الصلاة في المسجد ؟

تنظيف المدخن نفسه قبل الدخول للمسجد وعدم اعتزال الصلاة فيه :

الدكتور محمد راتب :
 لا يوجد رائحة صارخة مثل الثوم والبصل ، وهو له رائحة معينة .
المذيع :
 شيخنا هل تنصح المدخن أن يفعل شيئاً ما ؟
الدكتور محمد راتب :
 أعتقد الأخضر كُله ، النعناع يذهب الرائحة .
المذيع :
 لا يفضل أن يدخن ويدخل مباشرة في الصلاة .
الدكتور محمد راتب :
 الأولى أن ينظف ، كنت في ألمانيا ودخلت إلى متجر ، أريد دواء معيناً طلبه مني أخ من الشام ، أول صيدلية في برلين والثانية لا يوجد والثالثة لا يوجد ، عندما قال لي صاحب الصيدلية غضبت ، فيبدو صاحب الصيدلية يعرف العربية أصله من سوريا أخذني خارج المكان فتح الكومبيوتر قال لي : هذا الدواء خاص بالشرق الأوسط .
المذيع :
 المعنى ؟
الدكتور محمد راتب :
 هذا عندهم ممنوع ، يروج لغير بلادهم ، يكون عندهم شيء ممنوع مستحيل أن يستخدموه هم فيقومون بتصديره .
المذيع :
 قد يكون صحياً غير جيد .
الدكتور محمد راتب :
 يكون سيئاً جداً ، لذلك أهم شيء الإنسان يذكر الآثار السلبية المخيفة للتدخين ويستعين بالله على طاعته .
المذيع :

 الله يفتح عليكم دكتور ! نختم هذه الحلقة بالدعاء ، ونسأل الله تعالى القبول .

الدعاء :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عمن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك، أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارضَ عنا ، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، واحقن دماء المسلمين في كل مكان .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور