- الفتاوى / ٠02العبادات
- /
- ٠5مصارف الزكاة والصدقات
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يدفع من لا يعمل زكاة الفطرة علماً بأنه لم يعمل منذ أول رمضان؟.
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب :
الأخ الكريم / الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
الحقيقة أن زكاة الفطر لها وضع خاص.
تجب زكاة الفطر على كل مسلم صغير كان أم كبير، فقير كان أم غني، عبد كان أم حر، مقيم كان أم غير مقيم.
لأن هذه الصدقة تجب على من يملك قوت يومه، وجبة طعام واحدة، الذي يملك وجبة طعام واحدة تجب عليه زكاة الفطر ذلك أن الله سبحانه و تعالى أراد من هذه الزكاة أن يذوق أي إنسان كائناً من كان حتى الفقير طعم الإنفاق، طعم الإنفاق طعم لا يعرفه إلا من ذاقه، إن أردت أن تعرف ما إن كنت من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة ما الذي يسعدك أن تعطي أم أن تأخذ ؟ نحن نألف الأخذ، بالمناسبة طبع الإنسان يقتضي أن تأخذ و التكليف يأمرك أن تعطي، فالله سبحانه و تعالى أراد من الفقير المعدم الذي لا يملك إلا و جبة طعام واحدة في بيته على الإطلاق أمره أن يدفع زكاة فطره ليذوق طعم الإنفاق و زكاة الفطر في هذا العام و الأعوام السابقة لا تزيد عن خمسين ليرة سورية، ليس رقماً فوق طاقة الإنسان لكن هذا المبلغ يمكن أن يكون صدقة بمعنى برهاناً على أنك تعرف الله و على أنك تحبه، بالمناسبة بشكل طبيعي جداً الذي يدفع زكاة فطره يمكن أن يأخذ زكاة فطر الآخرين فعملية أخذ و عطاء لكن بالمناسبة أيضاً لو اتفق اثنان على أن يعطي كل منهما زكاة فطره للآخر كأنهما ما دفعا الزكاة إطلاقاً، لو وجد اتفاق مسبق أن أعطيك زكاة فطري على أن آخذ منك زكاة فطرك معنى ذلك أنك لم تدفع شيئاً، لكن أنت حينما تدفع تبتغي وجه الله، و تبتغي الأجر عند الله، فالله سبحانه و تعالى قد يلهم الآخرين أن يؤدوا لك زكاة فطرهم، أنا أخاطب الفقراء جداً، هذا الكلام ينطبق على الفقراء جداً، أما أن تتوهم أن زكاة الفطر خمسون ليرة فقط هذا هو حدها الأدنى و لكن لا حد لأكثرها، فمن كان قادراً أن يدفع ألف ليرة عن كل إنسان عنده لا يقبل الله منه خمسون ليرة، لكن الفقير في حده الأدنى الأدنى أن يدفع خمسون ليرة، لقد رأى بعض الفقهاء أنه حتى الثلاثين، يمكن أن يدفع ثلاثين ليرة عن كل فرد، فالعبرة أن تذوق طعم الإنفاق، و الحد الأدنى من نصاب زكاة الفطر أن تملك قوت يومك، وجبة طعام واحدة.
ألم يقال بأنه لا يرفع الصوم إلا إذا دفعت، طبعاً جعل الله زكاة الفطر طهرة للصائم من الرفث و اللغو، و طعمة للمسكين، جعل الله زكاة الفطر طهرة للصائم من غلطة ارتكبها، من نظرة لم تكن مقصودة، من كلمة قالها، جعل الله زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو الرفث و جعل الله زكاة الفطر طعمة للمسكين، المسكين حينما تؤدى له زكاة الفطر يأكل هو و أولاده الطعام الطيب هذا شيء يبين تكاتف المجتمع، و نحن عندنا في الإسلام و لله الحمد التكاتف على أساس نسبي و على أساس جغرافي، فكل جار مكلف أن يتفقد جاره و كل قريب مكلف أن يتفقد قريبه، بل إن معاونة القريب هي عند رسول الله صلى الله عليه و سلم صدقة و صلة في وقت واحد، بل إن بعض العلماء يقول لا تقبل زكاة المرء و في أقربائه محاويج، لأن الناس البعيدين أنت لهم و غيرك لهم، لكن أقرباءك المحاويج من لهم غيرك ؟ فكأن التضامن الاجتماعي في الإسلام أساسه القرابة و أساسه النسب و أساسه الجوار.
الدكتور محمد راتب النابلسي