- الفتاوى / ٠02العبادات
- /
- ٠5مصارف الزكاة والصدقات
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله و منهم رجل أنفق صدقة لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، هل الإنفاق في تبرعات المساجد تعد ضمن هذه الحالة ؟
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم / الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
الحقيقة أن الإنسان حينما يعمل عملاً صالحاً و يأتيه الشيطان ليوسوس له أنه عمل هذا رياء بإمكانه أن ينفق نفقة دون أن يعلم أحد بها ففي هذا يثبت لنفسه أنه عمل هذا العمل خالصاً لوجه الله، بإمكانه أن يصلي قيام الليل دون أن يعلم أحداً بهذا، فالأعمال إذا غلفها الكتمان مصداق لإخلاص العبد تجاه ربه، لكن الله سبحانه و تعالى في مواطن أخرى قال:
﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ﴾
أحياناً في موطن معين إذا أعلنت الصدقة قلدك الناس و تحمسوا و هذا الصحابي الجليل لما جاء فقراء إلى النبي عليه الصلاة و السلام فجاء بمبلغ كبير و دفعه إلى النبي تدافعت الصحابة بعد ذلك و قدموا الشيء الكثير، أصبح وجه النبي كأنه مذهبة كلون الذهب من شدة فرحه، و قال حينها من سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ففي بعض المواطن ممكن أن تعلن عن عملك الصالح ليقتدي بك الآخرون عندئذ لك أجرك و اجر من اقتدى بك و قلدك:
﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾
إذا كان واثقاً من إخلاصه لله، واثقاً من هذا العمل يعمله لوجه الله تعالى إذا اقتضت الظروف أن يعلنه كي يُقلد لا مانع، و إذا جاءته الوساوس أنه يرائي بعمله الناس عندئذ يمكن أن يعمله سراً هذه تابعة لحال المؤمن لكن يرد أن تعلن عن صدقتك أمام الناس، فلو كنت في مسجد و ألقيت خمسمئة ليرة كتبرع للفقراء و المساكين طبعاً سيراك من حولك لا مانع من ذلك أبداً، و من ترك العمل الصالح خاف الرياء فقد أشرك، من عمل عملاً من أجل الناس فقد راء، و من ترك العمل الصالح خاف الرياء فقد أشرك.
الدكتور محمد راتب النابلسي