وضع داكن
28-03-2024
Logo
هدي النبي صلى الله عليه وسلم - الدرس : 02 - هديه في نومه وفراشه .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في نومه :

أيها الأخوة الكرام، درسنا اليوم عن "هدي النبي صلى الله عليه وسلم في نومه وانتباهه"، فكان عليه الصلاة والسلام ينام على الفراش تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رماله، وتارة على كساء أسود، قال عباد بن تميم عن عمه: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقياً في المسجد، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى"
أي كان متواضعاً ينام على الحصير، ينام على الأرض، ينام على الفراش، ينام على السرير، ينام على كساء يثنيه ثنيتين، ومرة ثني له أربع ثنيات، فقال: شغلني عن صلاتي، أي صار مريحاً، وربنا عز وجل قال:

﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً﴾

[ سورة السجدة:16]

النوم لفترات طويلة يسبب أمراضاً في القلب وتجلطات في الدم
أي الاستغراق في النوم.
أساساً الآن هناك بحث علمي هو أن الإنسان إذا نام طويلاً، وامتد نومه إلى ساعات طويلة؛ الدم يمشي بطيئاً في الأوعية؛ القلب يرتاح فينبض خمسين نبضة وهو نائم، أو ستين، إذاً الدم حركته بطيئة، و كل ما في الدم من رواسب يترسب على جدران الأوعية، فقال كاتب هذا البحث العلمي - الذي لا يعرف الإسلام إطلاقاًً، و هذا البحث بحث مترجم - الإنسان ليتقي ضيق الأوعية وتجلط الدم لابد من أن يستيقظ بعد أربع ساعات من نومه ليؤدي بعض الحركات الرياضية، أو ليمشي في الطريق، فأحد أسباب الوقاية من أمراض القلب والأوعية أن تنام أربع ساعات ثم تستيقظ، تجري تماريناً رياضية، أو تمشي في الطريق ربع ساعة، أي صلِّ الصبح حاضراً؛ أما النوم المديد فله مشكلة؛ يصبح الجسم مرتاحاً، والقلب يتباطأ، والدم يمشي بطيئاً، وما يوجد به من مواد عالقة تترسب على جدران الأوعية، هذا شيء معروف، فالذين يصممون الأنابيب إن لم يكن هناك ميل شديد يمشي الماء بطيئاً، والمواد العالقة بالماء تترسب على جدران هذه الأنابيب، يأتي وقت تغلق هذه الأنابيب، فلذلك كل شيء سنّه لنا النبي عليه الصلاة والسلام هو عبادة وصحة في الوقت نفسه، جاء في الحديث أن:

((سيدنا عمر دخل عليه ورآه نائماً على الحصير؛ فبكى، قال: ما يبكيك يا عمر؟ قال: رسول الله ينام على الحصير، وكسرى ملك الفرس ينام على الحرير؟ قال: أفي شك أنت يا عمر؟ إنما هي نبوة وليست ملكاً، وفي رواية أخرى: يا عمر أما ترضى أن تكون الدنيا لهم والآخرة لنا؟))

[صحيح عن أنس بن مالك]

تواضع النبي عليه الصلاة و السلام :

الشيء اللطيف أن الإنسان عندما يعمل ينام بكل أوضاعه؛ مرة على الفراش، ومرة على السرير، ومرة على الأرض، و هناك شخص وضعه المعاشي لا يحتمل، رفاهيته الزائدة تجعله لا يحتمل أن يغير شيئاً من أنماط حياته، أما المؤمن فيألف ويؤلف.
سيد الخلق مثال لنا في تواضعه ومعاملته للآخرين
وكان فراشه أدماً حشوه ليف - هذا كان قديماً- أي جلد محشو بالليف، وكان له مسح ينام عليه أحياناً – أي قماش- يثنيه بثنيتين، وثني له يوماً أربع ثنيات، صار أكثر راحة، قماش أربع ثنيات؛ فنهاهم عن ذلك وقال: ردوه إلى حاله الأول فإنه منعني صلاتي الليلة.
والنبي عليه الصلاة والسلام نام على الفراش وتغطى باللحاف، وقال لنسائه:

((ما أتاني جبريل وأنا في لحاف امرأة منكن غير عائشة))

[أخرجه النسائي عن أم سلمة]

أي جاءه جبريل وهو نائم على فراش ومغطى باللحاف عند عائشة، وكانت وسادته أدماً محشوة بالليف، هذه وسادته قدمها لعدي بن حاتم.
قال عدي بن حاتم: دفع إليّ النبي وسادة محشوة ليفاً وقال: اجلس عليها، - سيد الخلق له وسادة من ليف ينام عليها، ويقدمها لضيفه أحياناً- قال: بل أنت. قال: بل أنت. قال: فجلست عليها، وجلس هو على الأرض.

 

الموت و الحياة بيد الله وحده :

وكان إذا آوى إلى فراشه للنوم، قال:

((باسْمِك اللَّهمَّ أحيا وأمُوتُ))

[البخاري عن حذيفة بن اليمان]

الموت والحياة بيد الله عز وجل
أي أنا حي مادمت قد سمحت لي أن أحيا، وإذا شئت أموت.
هناك صديق توفي - رحمه الله - جالس مع بعض أخوانه في سهرة يوم سبت، و كان يملك روحاً دعابية؛ قال لهم: والله أنا لن أموت إلا بعد فترة طويلة من الزمن - طبعاً كلامه غريب - فسألوه عن السبب؟ فقال لهم: أنا صحتي جيدة، -هو فعلاً رشيق القوام- وأكله قليل، ويمشي، ولا يدخن، والذي قاله صحيح؛ فهذه كلها أسباب الموت، أي وزنه معتدل، ويمشي، وأكله معتدل، ولا يدخن، ورياضي، - أي القضية النفسية ضعيفة عنده، ليس لديه شدة نفسية -؛ هذا الكلام قاله السبت، والسبت الثاني كان تحت الأرض؛ فما هذا الكلام؟ هذا كلام فارغ ، قال له:

((باسْمِك اللَّهمَّ أحيا وأمُوتُ))

[البخاري عن حذيفة بن اليمان]

أنت حي لأن الله سمح لك أن تحيا، والإنسان عندمّا يستيقظ يقول:

((الحمد لله الذي عافاني في جسدي وَرَدَّ عَلَيَّ رَوحي ، وأذِنَ لي بذِكرِه))

[الترمذي عن أبي هريرة]

فإذا استيقظ أحدنا وجاء إلى المسجد وصلى؛ هذا ثلاث نعم؛ أول نعمة: سمح الله له بيوم جديد، ثاني نعمة: عافاه من أمراض وبيلة، الثالثة: سمح له أن يصلي ويشكر:

((باسْمِك اللَّهمَّ أحيا وأمُوتُ))

[البخاري عن حذيفة بن اليمان]

الاستعاذة بالله قبل النوم تحمي الإنسان من أخطار كثيرة :

وكان يجمع كفيه وينفث فيهما قبل أن ينام ويقرأ: من استعاذ بالله قبل نومه حفظه الله تعالى

﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾

[سورة الإخلاص]

وكان يقرأ: قل أعوذ برب الفلق، ويقرأ: قل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل هذا ثلاث مرات؛ أي كأنه استعاذ بالله من الشيطان؛ بالنوم هناك كوابيس، و منامات مزعجة، وأخطار؛ أحياناً ينسى إغلاق الغاز فيحترق البيت كله، أي هناك كثير من المشاكل تنشأ في البيت وأنت نائم، فإذا الإنسان استعاذ بالله قبل أن ينام فإن الله سبحانه وتعالى يحفظه ويحفظ ما حوله.

 

على الإنسان أن ينام على شقه الأيمن مع الاتصال بالله عن طريق الدعاء :

وكان ينام على شقه الأيمن – قالوا: إن الأغنياء ينامون على شقهم الأيسر؛ لأن المعدة ممتلئة،عشاء دسم؛ فيرتاح على شقه الأيسر، والملوك ينامون على ظهورهم، والشياطين على بطونهم، والمؤمنون على شقهم الأيمن- كان ينام على شقه الأيمن، ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، ويقول:

((اللَّهمَّ قِني عذابكَ يومَ تبعثُ عبادك))

[ الترمذي عن حذيفة بن اليمان]

ويقول إذا آوى إلى فراشه أيضاً:

(( الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا ، وكفانا ، وآوانا))

[رواه مسلم عن أنس بن مالك]

القبر هو المثوى الأخير لنا بأعمالنا الصالحة نجعله جنة
الذي نائم في بيت؛ هذه نعمة كبيرة؛ عنده بيت؛ أجرة لابأس، ملك لابأس، عال، منخفض، كبير، صغير،بحي راق، بحي متطرف؛ داخل مأوى؛ آواه الله برحمته.
كنا بتعزية من يومين، البيت مساحته تقدر بخمسمئة متر، الذي توفي رجل صالح، مستقيم، يصلي، وقد اشترى قبراً من فترة، قبل أسبوعين تفقد القبر، نزل بالقبر، جمع العظام -عظام والده - وضعهم بكيس، ومد القبر برمل وقال: هكذا أكثر راحة لي. انتقل من بيت خمسمئة متر إلى قبر؛ هذا هو المثوى الأخير؛ بعملك الصالح تجعله جنة.
وكان يقول إذا آوى إلى فراشه:

(( الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا ، وكفانا ، وآوانا ، فكم مِمَّنْ لا كافيَ له ولا مُؤوي ))

[ رواه مسلم عن أنس بن مالك]

المسلم ينام وهو على اتصال بالله عز وجل
وكان يقول أيضاً إذا آوى إلى فراشه:

((اللَّهمَّ ربَّ السماواتِ وربَّ الأرضِ ، وربَّ العرْشِ العظيم ، وربَّ كُلِّ شيء ، فالِقَ الحَبِّ والنَّوَى ، مُنْزِلَ التَّوراةِ ، والإِنْجِيل ، والفرقان ، أَعُوذ بك من شرِّ كُلِّ ذي شر أنتَ آخِذٌ بِناصيته، أَنت الأولُ فليس قبلك شيء ، وأنت الآخِرُ فليس بَعدَك شيء ، وأنت الظَّاهِرُ فليس فوْقَك شيء ، وأنت الباطِنُ فليس دُونَك شيء اقْضِ عنا الديْنَ وأغْنِنا من الفقرِ ))

[مسلم عن أبي هريرة ]

أي نم وأنت على اتصال بالله؛ الدعاء اتصال، الدعاء أعلى درجة من الاتصال، الدعاء هو العبادة، فقبل أن ينام دعا الله عز وجل بهذا الدعاء، طبعاً أنت ادع الله عز وجل بأي دعاء، أي لا تنم على غفلة، لا تنم وأنت مهموم، والإنسان قد ينام فلا يستيقظ؛ لنا صديق آوى إلى فراشه، وزوجته إلى جانبه، أمسكت يده بالليل فوجدتها مثل الثلج؛ فقامت مذعورة؛ فإذا هو ميت، الإنسان ينام فلا يستيقظ، وكان يدعو النبي الكريم فيقول:

((اللهم إنْ أَمْسكْتَ نَفْسي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلتَها فَاحْفَظْها ))

[البخاري ، ومسلم عن أبي هريرة]

هناك حالتان، إما أن تمسكها فارحمني يا رب تحت الأرض، وإن أرسلتني فاحفظني من معصيتك.

 

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في انتباهه :

وكان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ من منامه قال:

((لا إلهَ إلا أنتَ، سبحانك، اللهم إني أستَغفِرك لِذَنبي، وأَسألك رحمتك ، اللَّهمَّ زِدني علماً ، ولا تُزغ قلبي بعد إذ هَدَيْتَني، وَهب لي من لَدنكَ رحمة، إِنَّك أنت الوَّهاب))

[ البخاري عن عائشة]

وكان إذا انتبه من نومه – الانتباه من النوم غير الاستيقاظ، أحياناً الإنسان يصحو وهو نائم- وكان إذا انتبه من نومه قال:

((الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النُّشور ))

[ متفق عليه عن حذيفة بن اليمان]

النوم موت مؤقت، والموت نوم مستمر:

﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾

[سورة الزمر:42]

فالنوم موت مصغر.
وكان إذا انتبه من نومه قال:

((الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النُّشور))

[ متفق عليه عن حذيفة بن اليمان]

ثم يتسوك، وربما قرأ عشر آيات من آخر آل عمران: ِ

﴿ إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا ما خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة آل عمران الآية :190و191 ]

موضوع الجنة والنار ليس داخلاً في حسابات معظم المسلمين :

وكان إذا انتبه من نومه كان يقول:

(( اللَّهمَّ لك الحمدُ، أنْتَ نور السمواتِ والأرضِ ومَن فِيهنَّ، ولك الحمدُ أنت قيم السمواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، وَوَعْدُكَ الحقُّ، ولقاؤكَ حَقٌّ، والجنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبيُّونَ حَقٌّ، ومحمدٌ حَقٌّ، والساعةُ حَقٌّ ))

[ متفق عليه عن ابن عباس]

معظم المسلمون لا يضعون يوم الحساب في حسابهم أبداً
أشياء ثابتة؛ معنى حق أي شيء مستقر، هناك حقائق ثابتة، أنت حق، وجودك يا رب حق، وعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق.
أيها الأخوة: أشعر أن معظم المسلمين موضوع الجنة والنار ليست داخلة في حساباتهم إطلاقاً، و يتضح هذا من سلوكهم؛ يأخذ ما ليس له، يعتدي، يضم شيئاً لا يملكه، يغتصب أموال يتامى، ويصلي! معنى ذلك أن يوم القيامة، الحساب، الجنة، النار، ليست داخلة في حسابه إطلاقاً، هو يتوهمها، ولا يقيم بها، قال له:

((....والجنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبيُّونَ حَقٌّ، ومحمدٌ حَقٌّ، والساعةُ حَقٌّ، اللهم لك أسلمتُ، وبِك آمَنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبت، وبِك خَاصَمْتُ، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قَدَّمتُ ، وما أخَّرْتُ ، وما أَعلَنتُ ، وما أسررتُ، أنت إلهي لا إِلهَ إلا أنت ))

[ متفق عليه عن ابن عباس]

من السنة أن يأوي الإنسان إلى فراشه بعد العشاء إلا لضرورة تمنعه من ذلك :

وكان عليه الصلاة والسلام ينام أول الليل، ويقوم آخره، نحن نظام حياتنا غريب؛ هذه الكهرباء والسهر للثانية عشرة، للواحدة، للواحدة والنصف، لا نذوق طعم النوم المريح، ولا نستيقظ مرتاحين، أحياناً الإنسان يسافر، ينام العشاء، يستيقظ على قيام الليل الساعة الثالثة كالحصان تماماً، هذه السُنََة، أن تنام باكراً، والشيخ بدر الدين الحسني - رحمه الله- وهذا من أعلم علماء الشام، ما سهر بعد العشاء إلا في حل مشكلة، أو في تعليم علم، أبداً.. في حل مشكلة للمسلمين، أو تعليم علم، وإلا فالسنة أن تأوي إلى فراشك، كان ينام أول الليل ويقوم آخره، وربما سهر في مصالح المسلمين، فأنت الآن سهران، إذا كان سهرك في سبيل الدعوة إلى الله، أو في مذاكرة علم، أو في خدمة لحل مشكلة للتوفيق بين زوجين؛ فلا يوجد مانع من هذا، أما سهر بلا معنى، سهر بكلام من كلام الناس، فهذا سهر فيه معصية.
المسلم ينام باكراً ليقوى على طاعة الله عز وجل
وكانت تنام عيناه ولا ينام قلبه؛ أحياناً الإنسان ينام فيرى نفسه في الكعبة، أو يصلي، أو يقرأ قرآناً؛ هذه نعمة كبيرة، أي أن الإنسان بعقله الباطن مع الله، و هناك إنسان - والعياذ بالله - طبعاً ليس مؤاخذاً إذا نام يرى نفسه في معصية، لا يؤاخذ لكن هذه إشارة غير طيبة، أنه أنت استقامتك بالعقل اليقظ، أما عقلك الباطن فغير مستقيم، أما عندما تجد نفسك - وأنت بالنوم - في طاعة، وفي ذكر، وفي قرب من الله عز وجل فهذه بادرة طيبة جداً.
وكان إذا نام لم يوقظوه حتى يكون هو الذي يستيقظ، وكان نومه أعدل النوم؛ وهو أنفع ما يكون من النوم، والأطباء يقولون: هو ثلث الليل والنهار ثماني ساعات، كثيراَ ما أسمع قصصاً ليس لها أصل؛ أن أبا حنيفة لم ينم الليل بحياته، هذا شيء خلاف الطبيعة البشرية، أنت إن لم تنم ليلة واحدة يختل توازنك، تشعر بنفسك و كأنك غير طبيعي؛ فالنوم أساسي، ضروري، ومن نعم الله الكبرى.
أنا أعرف شخصاً يدفع كل شيء يملكه لينام ليلة واحدة، معه مرض خطير؛ لا يستطيع أن ينام أبداً مهما بذل من جهد؛ فالنوم نعمة، والنوم المعتدل نعمة، والنوم في أول الليل، والإنسان إذا نام يقوم ليطيع الله عز وجل، أي يأخذ قسطاً من الراحة ليعاود نشاطه في الدعوة إلى الله، هذا هديه في النوم عليه الصلاة والسلام.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور