ندوات مختلفة - قناة الجزيرة - الندوة : 6 - حوار بين الدكتور عمر عبد الكافي والدكتور محمد راتب النابلسي - استقبال شهر رمضان .
- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠69ندوات مختلفة - قناة الجزيرة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: من ألطف تعريفات العبادة، هي طاعةٌ طوعية، ممزوجةٌ بمحبةٍ قلبية، أساسها معرفةٌ يقينية، تُفضي إلى سعادة أبدية.
الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي:
الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي:
الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي:
الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي:
الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي: الدكتور عمر عبد الكافي: الدكتور محمد راتب النابلسي:
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أحمَدُ الله رب العالمين، وصلاةً وسلاماً على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم من بعد أحبتي في الله، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، كما يستقبل المسلمون في أنحاء الأرض الشهر الكريم بفضله، وما فيه من خيرٍ ونور، أنا حالياً أستقبل كلمّا جلست، العالِم الكريم، والعالِم الفاضل، والعالِم الجليل، ومُعلّمنا، مُعلّم الأجيال، أُستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي، وهذا من حُسن الطالع في هذا الشهر الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شَرُفت أن أجلس بين يديك ونتكلم.
الله يعلم كم لكَ مِن مكانة عندي.
هذا من فضل الله علينا، مولانا ربَّنا يبارك بك، يريد أبنائك وبناتك في مشرق العالم الإسلامي ومغربه، أن تُستَنهَض هِمَمهُم بكلامك النوراني، الرائع، العالي، كيف يُستقبَل هذا الضيف؟ يعني كل ضيف له مراسم استقبال، ما مراسم استقبالنا للشهر الكريم؟
لا بُدَّ من مقدمة، إنسان أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه، عِلّة وجوده الوحيدة، والفريدة، في هذه المدينة العملاقة، الدراسة، هذا لا يمنع أن يدخل لمطعم ليأكل، أن يقتني كتاب ينتفع به، أن يجلس في حديقة، أمّا عِلّة وجوده وغاية وجوده، الدراسة.
قال تعالى:
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾
الصوم هو عبادة التوحيد والإخلاص:
جاءنا الشهر الكريم أين محل هذا من الإعراب؟
هناك عبادة تستمر ثلاثمائة وخمس وستون يوم، هي الطاعة لله، ويوجد عندنا عبادة استثنائية، فيها أشياء مُحفّزة أكثر، مثلاً واحد ترك الطعام والشراب، لو أنه دخل إلى بيته، ولا يوجد أحد بالبيت إطلاقاً، والوقت صيفاً والحرّ لا يُحتمل، لا يستطيع أن يضع قطرة ماء بفمه، هذه عبادة التوحيد، يعني في بيته ولا يوجد عنده أحد، لا يستطيع أن يضع قطرة ماء بفمه.
هذه حقيقة العبادة أم ثمرة العبادة؟
هي حقيقتها وثمارها السعادة، عندنا لذّة وعندنا سعادة.
يعني هو عندما امتنع شَعَر بلذّة؟
لأنه هو يراقب الله الآن، إنسان أيام يكون أمام المجتمع لطيف، يُبرز أجمل ما عنده لمصلحته، أمّا هنا في البيت، لا يوجد أحد معه، والحرّ لا يُحتمَل، وهو صائم، لا يستطيع أن يضع قطرة ماء بفمه، عبادة الإخلاص.
هذه من عِلل الصوم.
نعم، لكن في دراسات طبيّة، أنه هذا الشهر ترتاح جميع الأجهزة، والحقيقة هي تَتجدّد، هي راحة الأجهزة، حتى معامل كريات الدم الحمراء، هذا كله يستريح، يعني في قضية تَعبُّدية وفي قضية صحيّة.
تجديد واستنهاض.
نعم.
إذا أنا عندما أستقبل الشهر الكريم، أستقبله بهذه الروح على أساس أنني فرحان أو فَرِح لمسألتين، أن الله رَضيَني أن أكون له عبداً، أُنفّذ أوامره، وعندما يدخل الشهر الكريم، سأبدأ أستنهض هِمّتي ماذا سأصنع في رمضان؟ هل هي قضية تَعبُّدية فقط أم ماذا؟
العبادات نوعان تعبُّديَّة وتعامُليّة:
عندنا عبادات تَعبُّدية، كالصلاة والصوم والحج والزكاة، وعندنا عبادات تعامُليّة، يعني دخله، إنفاقه، اختيار زوجته، تربية أولاده، خروج بناته، اختيار حرفته، الحركة التي يعيشها الإنسان، إن كانت وفق منهج الله، طبّق المنهج الإلهي.
فضيلتكم هل ترى أن العبادة التعامُليّة، أشقّ على النفس من العبادة التعبُّدية؟
أنا مُضّطر أن أقول، أن العبادة الشعائرية لا تُقطَف ثمارها، إلا إذا صحّت العبادة التعامُليّة، حتى يقف في الصلاة، ويتأثر، ويكون له خط ساخن مع الله، يجب أن يكون كسبه حلال، إنفاقه حلال، خروج زوجته وبناته وفق المنهج.
وكأن هذه مقدّمات للصلاة قبل الوضوء.
العبادات لكي يكون لك صِلة مع الله:
الحقيقة أن الصيام من أجل الصلاة، والحج من أجل الصلاة، إذاً العِبرة أن ينعقد لي مع الله صِلة، أو بتعبير مُعاصر، خط ساخن مع الله، أنا أُناجيه في الليل، وقد أبكي، أراد الله عز وجل أن نكون مقرّبين إليه، الصلاة عماد الدين، وعِصام اليقين، وسيدة القُربات، ومِعراج المؤمن إلى ربِّ الأرض والسماوات.
والله أنا بالنيابة عن المشاهدين تقريباً، أستشعِر ما أستشعره في كلام فضيلتك، أنَّ هبَّت علينا رياح رمضان من كلامك قبل أن يدخل.
أحياناً الحقيقة المُرّة أفضل ألف مرّة، من الوهم المريح، إذا الإنسان عاد بعد رمضان، كما كان قبل رمضان، صدّق ولا أُبالغ، كأنه ما صام رمضان، أراد الله عز وجل من هذه العبادة الاستثنائية، نقلة نوعيّة.
الآن الضيف الكريم قد أتى، نحن ذاهبون إليه، أم هو آتٍ إلينا؟
كيف نستقبل الشهر الفضيل؟
هو أتَى إلينا، ينبغي أن نستقبله، بما يليق به.
أولاً: إذا في تقصيرات بالتعبُّد، إذا في إشكالات بالدخل، إذا في أشياء لا تُرضي الله بالعلاقات، ينبغي أن نتوب توبةً نصوحة، إذا تابَ العبد توبةً نصوحة، أنسى الله حافِظَيه، والملائكة، وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه
فلا يشهد عليه أحد.
أبداً.
يعني أنا الآن كإنسان مسلم، إيماني ليس رمضاني فقط، سأكتب الآن في دفتر ما هي النقائص التي عندي، أو التي أُريد أن أُكملها، في سلوكياتي مع الناس، وقبل ذلك مع الله، هل أكتُبها؟
رُكِّب المَلَكُ من عقلٍ بلا شهوة، رُكِّب الحيوان من شهوةٍ بلا عقل، رُكِّب الإنسان من كليهما، دقق، فإن سَما عقله على شهوته، أصبح فوق الملائكة، وإن سَمَت شهوته على عقله، أصبح دون الحيوان، يعني مثلاً، إنسان ميسور، أعطى ابنه أشياء ما يحتاجها، من دخل، من بيت، من مركبة إذا كان ميسور، لكن الآن، قال: الذي يأتيني من بلاد الغرب بدكتوراه، أُعطيه نصف المعمل، هنا أصبح عبادة استثنائية، تركنا الطعام والشراب، والطعام والشراب مُباح لنا خارج رمضان، فهذه عبادة استثنائية، والنقطة، عبادة التوحيد، وعبادة الاستغفار، والعبادة التعامُليّة، هذا كله في رمضان.
نحن دخلّنا في الثلاثة الآن، ذكرت فضيلتك ثلاثة.
الصوم عبادة استثنائيَّة تأتيك بمدَّد من الله:
فتح صفحة جديدة مع الله، عبارة مستخدمة هذه، فتحنا مع الله في رمضان صفحة جديدة، وأتمنى من كل أعماقي، للإخوة المشاهدين، أن يستمر بعد رمضان، كما كان في رمضان، أصبح خط بياني صاعد، أما إذا عُدنا بعد رمضان، إلى ما كُنّا قبل رمضان، لم نستفد شيء.
الآن كلنا فينا أخطاء، وفينا تجاوزات، وغرائُزنا تدّفعنا أحياناً إلى تعدّي الحدود، كُلٌّ على قدر يعني ، كيف في رمضان أستغله، أننا إذا في كوابح.
ما دام ضَبط دخله وإنفاقه، وأُمسياته،وقف بالصلاة شَعَر بعظمة الله، شَعَر برحمته، شَعَر بأسمائه الحُسنى، أصبح له اتصال، مع أصل الجمال والكمال والنوال، الذات الكاملة.
هل فضيلتك في رمضان نحن نستشعِر مَدد آخر، غير بقية الشهور؟
طبعاً، عبادة استثنائية.
من العبد ومِما هو أتِ إليه.
من العبد والله عز وجل يقبله بها، يعني ذاق طعم القرب.
فلو شاهدت عيناك من حســـننا الذي رأوه لما وليت عنا لغيـرنا
ولو سمعت أُذُناك حُسن خطابنا خلعت عنك ثياب العُجب و جئتنا
ولو ذقت من طعم المحـبَّة ذرةً عَذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمةٌ لمـُت غريبـاً واشـتياقاً لـقربـنـــا
نسمة واحدة فقط تجعله يموت قُرب! ربنا يا مولانا يبارك لنا بك، وجزاك الله خيراً على هذه الاشراقات، وهذه الفيوضات، وإن كان الوقت قليلاً، لكن الثمرة كبيرة، أنا أول المستفيدين، وأول السعداء، قبل المشاهدين، جزاك الله خيراً عنّا وعن المسلمين، وبارك الله بِكُم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا تواضعٌ مِنك.
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القُربات.
الملف مدقق