محفوظات – كلمات في مناسبات : 11 - كلمة موجهة لكل مسلم نصرة لأهلنا في غزة
- محفوظات
- /
- ٠3كلمات في مناسبات
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
كلمة موجهة لكل مسلم نصرة لأهلنا في غزة
بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الإخوة الكرام في بلاد الشرق الأوسط بعامة وبلاد العروبة والإسلام بخاصة؛ المُصاب جلل، ودماؤنا عزيزة، ونزيفها مستمر ولكن رسالتي اليوم ليست للإسلاميين أو الحركيين أو الحزبيين، رسالتي اليوم للمسلم؛ أي مسلم يشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولجميع شرائح المجتمع العربي والإسلامي، لقد أصبحت قضيتنا وبوضوح شديد لا تخفى على أحد؛ معركة بين إسلام وكفر، بين حق وباطل، والاصطفاف الغربي الواضح والصريح مع المعتدي الغاصب، وسرعة نجدته تؤكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أنه صراع ديني يلبس أشكالاً متعددة، لكنها تصب في خانة واحدة وهي القضاء على المسلمين الموحدين أصحاب العقيدة السليمة.
أخواتي وإخواني الأكارم؛ لا بد من لحظة وعي تحملنا على نبذ الخلاف، ورصّ الصفوف، وأداء الحقوق، نحن في محنة عظيمة جداً وكرب عميم والحل بأيدينا، فلتكن تلك الدماء الطاهرة الزكية التي سالت على أرض غزة الأبية نبراساً يضيء لنا درب التوبة إلى الله.
أيها الإخوة الكرام؛ ردوا المظالم إلى أهلها، أدوا الحقوق، أحسنوا لنسائكم، احملوهن على الستر، ترفقوا بأبنائكم، أحيطوهم بحاضنة إيمانية تحرسهم وترقى بهم، صِلوا أرحامكم، أصلحوا ذات بينكم، تخلصوا من الربا و شبهاته، ومن الغناء الماجن وتبعاته، ومن الاختلاط ومآلاته، راقبوا شاشتكم وما يُعرض فيها من مجون وفسق وفساد، واعقدوا العزم على ترك كل مفسد، راقبوا مواقع التواصل في شاشاتكم، أغلقوا الباب على المؤثرين والمشاهير الذين فسدوا وأفسدوا وجعلوا بيوتنا مسارح لترهاتهم وغييهم من غير حسيب ولا رقيب، وأتمنى على أخواتي الكريمات أن يراقبن حق الله في بيوتكن، راقبْنَ حق الله في أزواجكن، راقبْنَ حق الله في ملبسكن، راقبْنَ حق الله في الأقوال والأفعال، راقبْنَ حق الله في كل شؤونكن فأنتن من يُعول عليه في إصلاح المجتمع، ونعلم أن ذلك دونه عقبات وعقبات، لكن ما لم نرجع إلى منهجنا الإسلامي القويم ونجعله حكماً على سلوكنا ونعقد العزم على تغيير الواقع لن تُرفع لنا راية وسننحدر من درك إلى درك أسفل منه.
إخوتي الأحباب في العالم الإسلامي؛ العالم مُنقسم أي انقسام، ولديه خلافات لا تنتهي، لكنه مجتمع متراصّ فقط تجاه عقيدتنا ولأنه يعلم حقيقتها وعمق تأثيرها وبخاصة بعد أن أفلس قيمياً وأخلاقياً، ودخلت شعوبه في تيه عجيب أفسد الفطرة البشرية، وعبث في بنيتها المادية والفكرية والاجتماعية ووضَعَها على طريق هلاكها.
إخواني الكرام؛ طالما أننا لا نملك من مقومات النصر المادية إلا الشيء اليسير فلنتمسك بما بقي في أيدينا من مقومات اجتماعية، من توافق أسري، من تكافل اجتماعي، إن هذه الروح والحمية والغيرة التي أظهرتموها في هذه الأزمة، والتي لو نُظّمت وُضعت في مكانها من غير معوقات لها ولا حدود لعم نفعها، ولأربكت نتائجها الأعداء أينما كانوا، كل ذلك يبين بجلاء أننا أمة قد تنام ولكنها لا تموت، والخير فيها عظيم وباقٍ إلى يوم القيامة، ولكن لنعقد العزم على ترشيد تلك العاطفة العميقة بتوبة نصوح نصلح بها خلل الأنفس، وخلل الأُسر، ومع ما ينبغي من مد يد العون لكل محتاج، ونصرة كل مستضعف، وتعزيز الصمود والثبات.
إن تحرير قدسنا من أيدي المحتلين وعد لا يُخلف، ولكن السؤال المهم أين نحن من هذا الوعد؟ وهل نحن جند له؟ هل نحن مؤهلون ليستعملنا الله تعالى في إنجاز وعده الذي لا يُخلف، فليعمل كلٌّ منا من موقعه، وليصلح ما بينه وبين ربه وما بينه وبين الخلق، وليستنفذ الجهد في نصرة دينه وأمته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الملف مدقق