اعتذار :

أستاذي الكبير … أمر قاهر حال بيني وبين المشاركة في ندوة التكريم الخاصة بكم وهذه الرسالة المكتوبة أرسلها لكم تعبيراً عن خالص محبتي وتقديري واعتذاري لشخصكم الكريم :
فضيلة العالم الجليل والداعية الكبير سماحة الشيخ كريم راجح حفظه الله ورعاه.

رسالة إلى الشيخ كريم راجح :

﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾

[سورة فصلت]

أولاً : دعا إلى الله بخطابه وبحديثه وبعمله وبحرفته وبنشاطه .
ثانياً : ودعا إلى الله بحركته التفصيلية في الحياة وفق منهج الله ، وما قال عن نفسه بأنه الداعية الأول ٠

﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً (39)﴾

[سورة الأحزاب]

لو خشي العالم غير الله - بشكل مبطنٍ أو معلن - لسكت عن قول كلمة الحق ، أو قال كلمة الباطل خوفاً أو تملّقاً ، فماذا بقي من دعوته ، والناس قد يعذرون الصامت ، ولا يعذرون المادح ، وما أخّر انتصار الثورات في الدول الإسلامية إلا تملق العلماء غير الربانيين للأقوياء ، مع أن كلمة الحق لا تقطع رزقاً ولا تقرب أجلاً ، فالآمر وهو الله هو الضامن وهو الناصر وهو مع العلماء الربانيين الذين لا تأخذهم بالله لومة لائـم .
وقد قيل إما أن تؤلف الكتب ، وإما أن تؤلف القلوب : تأليف القلوب أعمق أثراً وأقصر أمداً ، وتأليف الكتب أقل أثراً وأطول أمداً ، وعالمنا الجليل الشيخ كريم راجح حفظه الله ورعاه جمع بينهما وقل من يجمع بينهما .
العالم الرباني المعاصر أقوى في التأثير من العالم الرباني السابق ، لأنه عاش الظروف والضغوط التي يعيشها الناس ، وانتصر على نفسه ، وعلى مصالحة ، وما ساوم على دينه … والإنسان لأن يسقط من السماء إلى الأرض فتنحطمُ أضلاعه أهون من أن يسقط من عين الله .

موقف العالم الجليل ابن عاشور من حاكم تونس :

العالم ابن عاشور في تونس طلب منه حاكمها اصدار فتوى بعدم الصيام في رمضان من أجل بقاء الناتج الاقتصادي بمستوىً مرتفع …
فوافق وروج له الإعلام له ترويجاً غير مسبوق وجاء وقت إلقاء كلمته الخطيرة في التلفزيون . فقال : قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾

[سورة البقرة]

صدق الله العظيم .
وكذب من قال بخلاف ذلك . وهذا هو أفضل الجهاد : كلمة حق عند سلطان جائر .

الخاتمة :

والله يا شيخي الكريم وأستاذي الكبير الشيخ كريم راجح أدعو لكم من أعماق قلبي أن يحفظكم ذخراً للأمة الإسلامية ومنارة لطلاب العلم ومثلاً للعلماء الصادقين الذين لم تأخذهم في الله لومة لائم .
تلميذكم المحب محمد راتب النابلسي
عمان / ٣٠ آذار / ٢٠٢١