بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
طلب العلم من أجل تحقيق الوجود :
من الآيات التي تليت في الصلاة ؛ تمهيد : الكون جماد ، هذه الطاولة ، لها طول ، ولها عرض ، ولها ارتفاع ، ولها وزن ، ولها حجم ، هذا الجماد ، أما النبات فيزيد عليه بالنمو، وأما الحيوان فيزيد عليهما بالحركة ، الدابة تمشي ، وأما الإنسان له كالجماد ، وزن ، حجم ، طول ، عرض ، ارتفاع ، له من النبات النمو ، كان طفلاً صغيراً صار مئة وثمانين متراً ، له من بقية المخلوقات الحركة ، لماذا فُضل الإنسان ؟ الإنسان انفرد بقوة إدراكية ، هذه القوة الإدراكية تلبى بطلب العلم .
فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .
أخواننا الكرام ؛ للتقريب : مرة كنت في بلد بعيد ، بعيد جداً ، أحد الأخوة الكرام دعاني إلى زيارة معمل للسيارات هو الأول في العالم ، بقيت فيه سبع ساعات ، لفت نظري المرافق ، والمترجم ، قال لي : هذه السيارة فيها ثلاثمئة ألف قطعة ، أما أنا كراكب فالسيارة فيها غلاف معدني ، كليسوري ، محرك ، عجلات ، مقاعد ، مكبح ، سبعة أشياء ، أين القطع الثلاثمئة ألف؟
أنا ضربت هذا المثل تمهيداً للحقيقة ، كم عالم يوجد بالأرض من عهد رسول الله حتى الآن ؟ كم معهد ؟ كم جامع ؟ كم كتاب تفسير ؟ بمئات الألوف ، هل بالإمكان أن نضغط هذا الكم اللامتناهي بكليات ؟ ممكن ، أول كلية العقيدة ، التصور ، الأيديولوجيا ، المنطلق النظري ، الفهم ، أسماء متنوعة لمسمى واحد ، الجانب العقدي ، أنت حضرت درس علم ، عرفت من هو الإنسان ، لماذا هو في الدنيا ، ما سرّ وجوده في الدنيا ، ما الآخرة ، هل آمنت بها إيماناً يقينياً ؟ هنا المشكلة ، فلابد من طلب العلم .
فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً.
للتقريب : حتى تستطيع أن تكتب جانب اسمك د. أي دكتور ، ثلاث وعشرون سنة دراسة ، من أجل د. ، ومن أجل جنة عرضها السماوات والأرض :
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : أعْدَدْتُ لعباديَ الصالحين ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ . ))
[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ]
فلابد من طلب العلم ، لا من أجل شيء ، إلا من أجل أن تحقق وجودك ، من دون علم جماد ، نبات ، كائن متحرك ، أما أنت كإنسان فأنت المخلوق الأول .
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) ﴾
تُقرأ استفهاماً ، أي كان مخطئاً تاب ، أب عنده عشرة أولاد ، وهو ملياردير ، قال : أي واحد منكم له بيت ، ومركبة ، وزواج ، ومعاش شهري ألف دينار ، لكل واحد ، إلا إن جاء أحدكم بدكتوراه من أمريكا مثلاً أعطيه نصف أملاكي ، وإن لم يأتِ بهذه الشهادة أجعله يتسول في الطريق .
ركّب الملك من عقل بلا شهوة ، وركّب الحيوان من شهوة بلا عقل ، وركّب الإنسان من كليهما ، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة ، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان ، دون أحقر حيوان ، لا يوجد حلّ وسط ، ركّب الملك من عقل بلا شهوة ، وركّب الحيوان من شهوة بلا عقل ، وركّب الإنسان من كيلهما ، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان .
صفات من شرد عن معرفة الله :
أنا الآن دخلت بموضوع دقيق : هل للدين كليات كبيرة ؟ نعم ، أول كلية : الفكر، التصور ، الأيديولوجيا ، المنطلقات النظرية ، الفهم ، هذا يحتاج إلى طلب علم .
فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، لا يليق فيك إلا أن تطلب العلم ، استمع إلى القرآن الكريم ، أول صفة :
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ﴾
حي ، النبض ثمانون ، الضغط : 8 ـ 12 ، مثالي ، عند الله ميت ، ما دمت لم تعرفه ، ما عرفت حكمة وجودك في الدنيا ، ما آمنت بالآخرة ، ما سعيت إلى دخول الجنة ، أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ، أول صفة .
الصفة الثانية :
﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) ﴾
خشبة ، أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ، خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ .
﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) ﴾
دواب .
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) ﴾
[ سورة الجمعة ]
هذا كله قرآن .
وحي الأرض شهوات وشبهات ووحي السماء مبادئ وقيم :
إذاً أنت إن عزفت عن طلب العلم ، وانغمست في الشهوات الآن ماذا يوجد ؟ يوجد بالأرض شبهات وشهوات ، شبهات شكوك بكل شيء ، الآن يوجد موجة شك بالقرآن ، بالسنة ، شك وشهوة ، ماذا في السماء ؟ مبادئ وقيم ، يوجد وحي الأرض ، ووحي السماء ، وحي الأرض بالفكر شبهات ، وبالحركة شهوات ، وحي السماء مبادئ وقيم .
" ابن آدم اطلبنِي تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء " .
فـلو شاهدت عيناك من حسننــــا الذي رأوه لما وليت عنــــــــــا لغـيرنـــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــــــــــا
ولو ذقت مـن طعم المحبـــة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـة لمــــت غريباً واشتيـــــــــاقاً لقربنـــــــــــا
ولـــــــــو لاح من أنوارنا لك لائح تركت جميع الكائـــــنات لأجلنـــــــــــــــــا
فما حبنا سهل وكل من ادعـــى سهولته قلنا له قــــــــــــد جهلتنـــــــــــــا
فأيسر مافي الحب للصب قتـلـه وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنـــا
إذاً لا بد من طلب العلم ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك .
الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم :
لكن قد يغيب عنكم أن الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، ما هذا الكلام أستاذ ؟ طبعاً ، في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، سمعت هذا الدرس ، انقل بعض ما فيه إلى زوجتك ، أنت داعية ، هذه الدعوة فرض عين على كل مسلم ، لكن في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، جالس مع صديقك ، قل له : والله اليوم سمعنا شرح آية جيدة جداً ، تكلم ، فالدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف ، أما التفرغ في الدعوة ، والتعمق ، والتبحر ، والتثبت ، إذا قام بها البعض سقط عن الكل ، لقوله تعالى :
﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) ﴾
فالدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، أما كل إنسان سمع قصة ، أو حديثاً ، أو شرح آية ، نقلها إلى زوجته ، إلى أولاده ، إلى جيرانه ، بسهرة ، بلقاء ، بمأدبة ، بطعام ، برحلة ، بنزهة ، الحق توسعت دوائره ، وضيق على دوائر الباطل .
الحق لا يقوى إلا بالتحدي :
دائماً وأبداً ، الله واجب الوجود ، وما سواه ممكن الوجود ، ما معنى ممكن الوجود ؟ الله هو واجب الوجود ، ما سواه كل شيء دونه ممكن الوجود ، ممكن أن يكون ، أو ألا يكون ، هذا معنى ، ممكن أن يكون على ما هو كائن ، أو على خلاف ذلك ، ألم يكن من الممكن أن يكون الكفار في كوكب آخر ؟ بالمريخ مثلاً ؟ ممكن ، ألا يمكن أن يكون الكفار في قارة خاصة بهم ؟ ممكن ، أو في حقبة خاصة ؟ ممكن ، ولكن شاءت حكمة الله أن نكون معاً على أرض واحدة ، وفي زمن واحد ، وفي ظروف واحدة ، لأن الحق لا يقوى إلا بالتحدي ، ولأن أهل الحق لا يستحقون الجنة إلا بالبذل والتضحية .
الإنسان كائن متحرك تحركه حاجات ثلاثة :
الآن الحركة ، المنطلق النظري ، الأيديولوجيا ، الفهم ، التصور ، العقيدة ، أسماء لمسمى واحد ، الجانب العقدي في الإنسان ، فلابد من طلب العلم .
الشيء الثاني الحركة ، أنت بحاجة إلى الطعام والشراب ، وبحاجة إلى ثمن الطعام والشراب ، الدليل ، الله وصف الأنبياء :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20) ﴾
مفتقرون في وجودهم إلى تناول الطعام ، ومفتقرون إلى ثمن الطعام ، هذا الإنسان الآن بحاجة إلى الطعام والشراب لابد من أن يعمل ، أنت بحاجة إلى الطعام ، والشراب ، والمنزل ، والبيت ، والزواج ، والأولاد ، فلابد من أن تتحرك وفق حاجاتك الأساسية ، الحاجة الأولى الحاجة إلى الطعام والشراب ، لكن يوجد حاجة ثانية ؛ بعدما كبرت ، وأخذت الليسانس ، أو الدبلوم ، أو الشهادة العليا ، واستطعت أن تؤمن عملاً معقولاً ، دخله معقول ، واستأجرت بيتاً ، بحاجة إلى ماذا ؟ إلى الزواج والشابة المؤمنة تنتظر من يخطبها ، الحاجة الثانية لبقاء النوع ، الطعام والشراب لبقاء الفرد ، والزواج لبقاء النوع ، أكلت وشربت ، وتزوجت وأنجبت ، عندك حاجة ثالثة اسمها : بقاء الذكر ، التفوق ، تكون أول طبيب ، أو أول مهندس ، أو أول داعية ، التفوق ، الحاجات الثلاثة بكل تفاصيلها محققة في هذا الدين بشكل مذهل ، الحاجات كلها .
إذاً هذا الدين فيه فهم ، أيديولوجيا ، عقيدة ، أسماء متنوعة لمسمى واحد ، وهناك حركة ، الحركة بحث عن الطعام والشراب ، ثم بحث عن الزواج ، ثم بحث عن التفوق ، والحاجات الثلاثة بالتمام والكمال تحقق في هذا الدين .
الفرق بين اللذة والسعادة :
الآن يوجد حاجة إلى السعادة ، كلام دقيق ، عندنا شيء اسمه : اللذة ، وشيء اسمه : السعادة ، اللذة حسية ، طعام لذيذ ، بيت واسع ، مركبة فارهة ، بيت بالمدينة ، بيت بالجبل ، بيت على البحر ، بأي لذة ، تحتاج إلى مال ، وإلى صحة ، إلى وقت ، ولحكمة بالغة بالغة بالغة دائماً تنقصك واحدة ، بالبداية يوجد صحة ووقت ولكن لا يوجد مال ، بالوسط يوجد مال وصحة لكن لا يوجد وقت ، قال لي صاحب معمل : والله من ست وثلاثين سنة ما ذهبت نزهة ، عنده معمل لا يستطيع أن يتركه ، الآن بعدما كبر ، وسلم ابنه المعمل صار عنده وقت ومال لكن لا يوجد صحة ، أما السعادة بمجرد أن تنعقد لك مع الله صلة ولا تقل : ليس على وجه الأرض من هو أسعد إلا أن يكون أتقى مني هناك مشكلة كبيرة .
فـلو شاهدت عيناك من حسننــــا الذي رأوه لما وليت عنــــــــــا لغـيرنـــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــــــــــا
ولو ذقت مـن طعم المحبـــة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـة لمــــت غريباً واشتيـــــــــاقاً لقربنـــــــــــا
ولـــــــــو لاح من أنوارنا لك لائح تركت جميع الكائـــــنات لأجلنـــــــــــــــــا
فما حبنا سهل وكل من ادعـــى سهولته قلنا له قــــــــــــد جهلتنـــــــــــــا
فأيسر مافي الحب للصب قتـلـه وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنـــا
من ذكر الله مُنِح السكينة والتوفيق والأمن :
صار عندنا أيديولوجيا ، فهم ، عقيدة ، وعندنا حركة ، واستقامة ، وعمل صالح ، الاستقامة سلبية ، أنا ما أكلت مالاً حراماً ، ممتاز ، أنا ما كذبت ، أنا ما غششت ، أما الآن الثمرة :
﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) ﴾
ثمرة : وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ، فإذا صليت ذكرت الله ، أديت ما عليك من حق العبودية لله ، أما إذا ذكرك الله فدقق بالآية :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) ﴾
إن ذكرك الله منحك السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، ذاقها النبي في الغار ، وذاقها إبراهيم في النار ، وذاقها يونس في بطن الحوت ، هذه السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، منحك التوفيق .
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) ﴾
منحك الحفظ .
﴿ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) ﴾
[ سورة يوسف ]
والله أيها الأخوة ؛ يوجد بالدين حقائق ، ومشاعر ، وتوفيقات لا يعلمها إلا الله ، ملخص الملخص ؛ يجب أن تقول بعد أن عرفت الله معرفة معتدلة : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني ، إلا أن يكون أتقى مني ، هذا ملخص الملخص .
حفظ الله لكم إيمانكم ، وأهلكم ، وأولادكم ، وصحتكم ، ومالكم ، آخر واحدة أهم واحدة واستقرار بلادكم ، هذه نعمة لا تعرف إلا إذا فُقدت ، أنتم آمنون في بلدكم .
في هذا البلد الطيب ثلاث إيجابيات قد يغفل عنها أبناؤها ، أول إيجابية في هذا البلد التدين ليس تهمة تحاسب عليها ، أنتم ما عندكم : ضبط متلبساً بالصلاة .
الشيء الثاني : الشعب أطياف ، لا يوجد بين طيفين أحقاد تاريخية تقتدي القتل وهناك حكومة قوية تحاسب الظالم ، هذه نعم نسيت ، أما هي فموجودة ، فالبطولة أن تشكر النعم التي ذكرها الله عز وجل ، نعمة الأمن والأمان .
الملف مدقق