الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
اللهم لا عِلم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقَّاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
أيُّها الإخوة الأحباب: كلماتٌ قليلة أودُّ أن أهمسها في آذانكم، أيُّها الإخوة الأكارم، أبناء سورية الحبيبة، كتب الله لنا النصر وهذا من فضل الله وحده علينا، نتلمَّس اليوم بوادر نهضةٍ وطنيةٍ شاملةٍ، فلنكن بقدر المسؤولية حُكَّاماً ومحكومين.
ننبُذ الطائفية البغيضة، ونسعى لبناء ثقافة المواطنة ونُكرِّسها لتبقى سورية حاضنةً لكل أبنائها كما قال عليه الصلاة والسلام: " أهل يثرب أمةٌ واحدة"، هذا المفهوم الوطني.
نأخذ على يد كل من يسعى للفساد والإفساد، نحافظ على المكسَب الأهم، وهو الخلاص من تسلُّط أجهزة القمع سابقاً، القضاء هو وحده الفيصل في كل شؤوننا، تقديم النُصحَ والنقدَ همساً وبمسؤوليةٍ وموضوعية، وطالما كانت أبواب المسؤولين مُفتَّحةً للمواطنين، فنحن على المسار الصحيح، ردُّ المظالم، وصِلة الأرحام فيما بينكم، ترشيد العمل الصالح، يُطبَّق كذلك التعليم، والآية الدقيقة:
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)﴾
وسُمّيَ العمل صالحاً لأنه يصلُح للعرض على الله، فلذلك ما منّا واحدٌ إلا ويحبُّ السلامة والسعادة والاستمرار، وهذه مُحقَّقةٌ في منهج خالق السماوات والأرض:
﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)﴾
فلو شاهدت عيـناك من حُســــــننـا الـذي رأوه لما ولـيت عنّـا لغـيرنـا
ولو ســـمـعت أُذناك حُسن خـطابنا خلـعت عنك ثيـاب العُجب و جئتـنا
ولـو ذقـــت مـن طـعم المحـبَّةٍ ذرةً عــذرت الـذي أضـحى قتيلاً بحـبنا
ولـو نســــمـت مـن قربنا لك نسمةٌ لـمـُتَّ غـريـبـاً واشــتياقـاً لـقربـنــا
فـما حُبـنـا ســـهلٌ وكـل مـن ادّعى ســُهـولتـه قـلـنـا لـه قـد جهـلـتـنــــا
وأيسـر ما فـي الحـب للصـبِّ قتـل وأصـعب من قـتل الفتى يومُ هجرنا
الصلاة عماد الدين، وعماد اليقين، والصلاة صلةٌ لهذا الإنسان الضعيف الخائف، بأصل الجمال والكمال.
أرجو الله أن يحفظ إيمانكم جميعاً، وأهلكم، وأولادكم، ومن يلوذ بكم، وصحتكم، واستقرار هذه البلاد، هذه نعمةٌ لا تُعرَف إلا إذا فُقدِت، بارك الله بكم.