وضع داكن
03-05-2024
Logo
محاضرات خارجية - ندوات مختلفة - المغرب : المحاضرة 19 - محفزات الإيمان
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ ، الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ ، اللهم لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم ، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلماً ، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه ، وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه ، واجْعلنا ممن يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه ، وأدْخِلنا بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ .
 

معرفة الآمر وهو الله سرّ وجودنا :


أيها الأخوة الكرام ؛ أيها الأخوة المؤمنون ؛ أيها الأخوة الأحباب ؛ أشكر لكم هذه الدعوة الكريمة التي إن دلت على شيء فعلى حسن الظن بي ، وأرجو الله أن أكون عند حسن ظنكم ، وإن وجدتم في محاضرتي تلك ما كنتم تتوقعون فالفضل لله وحده ، وإلا فحسبكم الله ونعمَ الوكيل .
أيها الأخوة الكرام ؛ كلماتٌ بين يدي البحث واللقاء ، المغرب له مكانة كبيرة عندي ، دُعيت مرَّة إلى مكناس فحضر المحاضرة خمسة وثلاثين أخاً كريماً ، أي هذا البلد يتقبل الدعوة إلى الله بشغفٍ ما بعده شغف ، وهذا وسام شرفٍ له ، الآن بحسب ما طلب مني : إذا عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر ، عرفت الآمر هو الله ، من هو الله ؟ خالق السماوات والأرض ، الذات الكاملة ، صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا ، هذا الإله العظيم خلقنا ليرحمنا :

﴿ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) ﴾

[ سورة آل عمران ]

خلقنا لجنةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، فيها ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ : 
قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى :

(( أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ . ))

[ صحيح البخاري ]

هذا الإله كما قال : 

﴿ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) ﴾

[ سورة هود ]

إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ، آيةٌ قاطعةٌ جامعةٌ مانعةٌ ، وكل كلام بخلاف هذه الآية ابتعد عنه وأرح نفسك ، خلقنا ليرحمنا ، خلقنا ليسعدنا ، خلقنا لجنةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، فيها ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ ، هذه الجنة إلى أبد الآبدين ، للتقريب : ما هو الأبد ؟ الشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرَّة ، وبينهما مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، أي لو أن كل ميليمتر - نحن نعرف ما معنى اللانهاية - كل ميليمتر أو كيلومتر هذه المسافة إذا نسبت إلى اللانهاية صفر ، أكبر رقم واحد بالأرض والأصفار للشمس - مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر - وبين كل صفرين ثانية ، وكل ثانية هناك صفر ، هذا الرقم الذي يصعب على العقل أن يتصوره إذا نسب إلى اللانهاية صفر ، نحن خلقنا لجنةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، فيها ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ ، أيعقل أن نضحي بالجنة إلى أبد الآبدين بسنواتٍ معدودةٍ محدودةٍ فيها متاعب ؟ فيها شقاء ؟ فيها ظلم أحياناً ؟ هذه الدنيا جئنا إليها كي ندفع من خلالها ثمن مفتاح الجنة ، لا أقول ثمن الجنة هذه التي فيها ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ ، لا يمكن أن يكون لها ثمن ، أحياناً يكون هناك قصر ثمنه مئات الملايين ، ومفتاحه ثمنه دينار واحد ، نحن كل أعمالنا الصالحة ، كل تضحياتنا ، كل التزامنا ، كل إيماننا ، كل تلقي العلم ، كل ضبط النفس ، كل إيجابيات المؤمن هي الحقيقة ثمن مفتاح الجنة ، لذلك إذا عرفت الآمر وهو الله وما عنده من سعادة ، وما عنده من توفيق ، وما عنده من سكينة التي تسعد بها ولو فقدت كل شيء؛ وما عنده من أسرة صالحة ، من زوجة صالحة ، من أولاد أبرار ، من فتيات محتشمات ، من حرفة راقية ، من مكانة اجتماعية ، من هيبة : 

(( عَنْ واثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ قالَ : قالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنِ اتَّقى اللَّهَ أهابَ اللَّهُ مِنهُ كُلَّ شَيْءٍ ، ومَن لَمْ يَتَّقِ اللَّهَ أهابَهُ اللَّهُ مَن كُلِّ شَيْءٍ . ))

[ أخْرَجَه التِّرْمِذِيُّ ]

فلذلك إذا عرفت الآمر وهو الله عرفته من خلال الآيات :

﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) ﴾

[ سورة الجاثية ]

عرفته من خلال الآيات .
 

آيات الله ثلاثة أنواع :


الآيات أنواع ثلاث : آيات كونية ، آيات تكوينية ، آيات قرآنية ، 
الآيات التكوينية : خلقه ؛ والإشارة الدقيقة الواضحة الجامعة المانعة :

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) ﴾

[ سورة آل عمران ]

أي آية الأمر واضحة تقتضي أن نأتمر ، آية النهي تقتضي أن ننتهي ، القصة تقتضي أن نتعظ ، ماذا نفعل بألف وثلاثمئة آية ؟ ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون والإنسان ، لذلك تعرف الله من التفكر في خلق السماوات والأرض ، هذه آيات قرآنية تفكر ، وأفعاله في الأرض أي هناك أيام فيها أمطار ، وأيام لا يوجد فيها أمطار ، وأيام فيها زلزال ، وأيام فيها خيرات حِسان ، وأيام فيها توفيق ، فيها دخل كبير ، هناك زواج ناجح ، وأولاد أبرار ، وكل إيجابيات حياتك من فضل الله عزَّ وجلَّ ، فالإيجابيات من فضل الله وحده ، والسلبيات من أخطائنا ، من تقصيرنا ، من أنفسنا .
 

الله تعالى خلقنا ليرحمنا ويسعدنا :


لذلك هذا الآمر خلقنا ليرحمنا : إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ، خلقنا ليسعدنا ، إن أردت أن تكون أسعَد الناس فأسعِد الناس ، يا الله ، إن أردت أن تكون أسعَد الناس عند الله فأسعِد الناس ، اخدمهم ، ترفق بهم ، ارحمهم ،  انصحهم ، اعف عنهم أحياناً ، الجنة ثمنها حركتك في الحياة ، في بيتك مع زوجتك ، مع أولادك ، مع أقربائك ، مع الخادمة أحياناً هناك رحمة ، في عملك بصدق وأمانة لا يوجد بضاعة مزيفة ، لا يوجد بضاعة مزورة ، لا يوجد لعب بالأسعار ، لا يوجد لعب بالمواد ، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق ، والمعاصي لا تعد ولا تحصى ، إذاً أنت مسؤول عن كم دائرة ؟ أنت دائرة ، أداء الصلوات ، أداء العمرة ، أداء الحج ، دفع الزكاة ، غض البصر ، ضبط البيت ، أنت حاكم في البيت ، البيت لا يوجد فيه معاص ، لا يوجد فيه اختلاط ، لا يوجد فيه شاشة مفتوحة بلا ضوابط ، لا يوجد فيه بنت تأتي الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل كانت عند صديقتها ، يوجد ضبط ، ضبط الأولاد ، ضبط البنات ، ضبط الدخل والإنفاق ، ضبط المال الحلال من المال الحرام .
 

من عرف الآمر تفانى في طاعته :


الحقيقة العبادات الشعائرية خمس : صوم وصلاة وحج وزكاة وشهادة ، أما العبادات التعاملية فهي بالمئات ، بالألوف ، بمئات الألوف ، تبدأ من أخص خصوصيات الإنسان من بيته وتنتهي بالعلاقات الدولية ، نوع كسبك ، نوع إنفاقك ، نوع سياحتك ، نوع سهراتك ، نوع ولائمك ، الإسلام منهج تفصيلي يبدأ من أخص خصوصيات الإنسان وينتهي بالعلاقات الدولية ، فأنت إذا عرفت الآمر تفانيت في طاعة الآمر ، أما إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر ، وأنا الآن وضعت يدي على أكبر مشكلات المسلمين ، نحن بكل دقة وبكل موضوعية نملك نصف ثروات الأرض ، ونحتل أهم موقع استراتيجي في الأرض ، وعندنا ثلاثة ممرات مائية أصل الاقتصاد العالمي ، وعندنا ، وعندنا ، ويطول الحديث ، ومع ذلك ليس أمرنا بيدنا ، وللطرف الآخر علينا ألف سبيلٍ وسبيلٍ ، فلذلك إذا عرفت الآمر من هو ، الله ذاتٌ كاملةٌ ، صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا : 

﴿ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) ﴾

[ سورة البقرة ]

أي القرآن كلام الله ، إذا أردت أن تخاطب الله فادعه ، وإذا أردت أن يخاطبك الله فاقرأ القرآن ، القرآن كلام الله ، وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضله على خلقه .
 

من عرف أن علم الله يطوله وقدرته تطوله لا يمكن أن يعصيه :


الآن نقترب من عنوان هذا اللقاء الطيب ، إذا عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر ، سؤال : أنت تركب سيارتك على طريق مُعبّد ، ويوجد فيه إشارات مرور ، وفيه تقاطع طريقين ، وفيه إشارة حمراء ، لماذا تقف ؟ حلل لماذا تقف أنت وغيرك ؟ المثقف وغير المثقف ، والغني والفقير ، والغفير والأمير ، لماذا تقف ؟ لأن واضع قانون السير وزير الداخلية علمه يطولك من خلال هذا الشرطي سابقاً ، والآن علمه يطولك من خلال هذه الكاميرا لاحقاً ، فلأنك أنت لا تريد أن تتحمل مخالفة فيها سحب إجازة السوق ، وفيها غرامة مالية كبيرة جداً ، لأن الآمر أعطى أمراً ويتابع ، لأن علم الآمر يصل للآمر خطيئتك ، فالآمر قادر على أن يسحب منك الترخيص ، أو يمنعك من القيادة سنة كاملة ، فإذا عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر ، أما إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر ، كل الحيل الشرعية تؤكد أن هذا الذي يفعلها لا يعرف الآمر ، من باب الطرف : قال له شخص : ضع زكاة مالك في رغيف وقدمه لفقير ، ثم اطلب منه أن تشتري هذا الرغيف بدينار ، لا يتردد ثانية ، أنت استرددت أموالك ، كل الحيل الشرعية فيها غباء ما بعده غباء : 

﴿ وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) ﴾

[ سورة طه ]

هذا الذي خلقك يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ، يعلم ما ظهر وما بطن ، يعلم بواطن الأمور ، هل تنطلي عليه هذه الحيلة ؟ فالحيل الشرعية اركلها بقدمك ، الإله يعلم كل شيء : 
عَلِمَ ما كان ، وعَلِمَ ما يكون ، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون . 
مصنف ابن أبي شيبة رحمه الله تعالى
فلذلك إذا عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر .
سأقول مثالاً بسيطاً انظر ماذا سيحدث ؟ لأنه هو مكلف من وزير الداخلية أن يضبط المرور ، ووزير الداخلية قادر بكتاب بسيط أن يمنعك من أن تقود السيارة سنة بأكملها ، أو يفرض عليك غرامة كبيرة ، علمه يطولك من خلال هذا الشرطي ، والآن الكاميرا تطولك ، فأنت مع إنسان عادي أقل من عادي لا يمكن أن تعصيه إذا كان خطؤك يصله وهو قادرٌ عليك ، اسمع القرآن :

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) ﴾

[ سورة الطلاق ]

علمه يطولك وقدرته تطولك ، الإنسان كيف يعصي الله ؟ خثرة بالدماغ تلغي حياته يبقى عبئاً ، مسؤول كبير عند الصهاينة لسنوات طريح الفراش ، بقي مشلولاً عشر سنوات ، فأنت تحت رحمة الله ، بغلطة واحدة فشل كلوي أصبحت الحياة جحيماً بحاجة إلى غسيل الكليتين كل أسبوع تقوم بغسلها مرتين أو ثلاث بمبالغ كبيرة ، خثرة بالدماغ ، تشمع بالكبد ، حادث سير ، فقد أعضاءه ، فقد حاسته ، فقد دماغه أحياناً ، فنحن تحت رحمة الله ،  فلا بد من طاعة الله .
 

معرفة الله أكبر عطاء إلهي :


﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾

[ سورة الأحزاب ]

 للتقريب ؛ ما معنى كلمة عظيم ؟ طفل بالعيد القادم إن شاء الله أخذ من والده خمسين دينار العملة المتداولة في الأردن ، ومن عمه أخذ خمسين ، ومن خاله خمسين ، ومن ابن عمه خمسين ، أصبح يملك مئتي دينار ، فقال لخاله عند زيارته : أنا معي مبلغ عظيم ، فإذا قال رئيس دولة كبرى : أعددنا لحرب العراق مثلاً مبلغاً عظيماً نقدره بمئتي مليار دولار ، فإذا قال ملك الملوك ومالك الملوك ، فإذا قال الله رب العالمين :   

﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) ﴾

[ سورة النساء ]

أي أكبر عطاء إلهي أن تعرف الله ، إذاً : إذا عرفت الآمر؛ نحن تقريباً مع الأسف الشديد المرحلة المكية أغفلناها بقينا في المرحلة المدنية ، المكية إيمان بالله واليوم الآخر ، الآيات المكية في معظمها إيمان بالله واليوم الآخر ، أما التشريع فبالآيات المدنية ، فإذا عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر ، أما إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر ، هذا ما يسمى اليوم بالحيل الشرعية .
النقطة الدقيقة بأنه لا بد من أن نعرف الآمر ، لا بد من أن نحيي المرحلة المكية ، افتح القرآن الآيات المكية كلها تتحدث عن الكون والإنسان ، أي عن الإيمان بالله ، بتعظيم الله ، بخشية الله ، بالطمع برحمة الله ، بالقرب من الله ، هذا الإيمان هو الأصل ، النتائج الإيجابية تستقيم على أمر الله ، فرضاً لو شخص أعطاك بيتاً وسيارة ، وأنت تمشي في الطريق رأيت شخصاً عدواً للذي أعطاك هذا العطاء أتصافحه ؟ هل تسلم عليه ؟ بالعكس تنتقل إلى رصيف آخر إكراماً لهذا الذي غمرك بعطائه ، فأنت إذا عرفت الله ، وذقت طعم القرب منه ، ذقت حلاوة الإيمان ، ذقت حلاوة الصلاة ، ذقت حلاوة الاستقامة ، هناك غض بصر ، هناك ضبط لسان ، لا يوجد كلام غلط ، لا يوجد غيبة ، لا يوجد نميمة ، لا يوجد تبجح ، لا يوجد كذب ، لا يوجد جلسة مختلطة ، لا يوجد كسب حرام ، لا يوجد لعب بالمحتويات ، بالبضاعة ، والله يوجد مليون غلط وقع به المسلمون ؛ مادة مسرطنة بنزوات الصوديوم مسموح فيها بثلاثة بالألف يضعون ثلاثة بالمئة ، السرطان تضاعفت أعداده كثيراً ، فأنت محاسب عن حرفتك ، محاسب عن بيتك، عن زوجتك ، عن بناتك ، عن أولادك ، عن كسب مالك ، عن إنفاق مالك ، عن رحلاتك ، عن سياحتك ، عن أعراس العائلة ، هناك تفاصيل مذهلة هذه كلها ينبغي أن تُطبق فيها تعليمات الصانع ، تعليمات الصانع لمصلحتك ، أوضح مثال أضربه دائماً : اقتنيت سيارة غالية جداً تألق ضوء في لوحة البيانات ، إن فهمته تألقاً تزينياً احترق المحرك ، تحتاج إلى مئة ألف لتصليحه ، وإن فهمته ضوءاً تحذيرياً بحسب تعليمات الصانع توقف المركبة تضيف لتر زيت فقط وهذا لمصلحتك .
يوجد في الأرض ثمانية مليارات إنسان هل يوجد فيهم شخص يحب الفقر ؟ هل يوجد شخص فيهم يحب القهر ؟ شخص يحب المرض ؟ هل يوجد شخص لا يحب أن يكون غنياً ؟ أن يكون بيته واسعاً ؟ وزوجته كما تحلو له ؟ أولاده ، مكانته ، اجتماعه ، سيارته ، هذا كله شيء عام ، فإذا استقمت على أمر الله سلمت وسعدت في الدنيا والآخرة ، بل إذا أردت أن تكون أسعَد الناس فأسعِد الناس ، علة وجودنا في الدنيا العمل الصالح ، أنت ممكن آمنت بالله إيماناً دقيقاً ، آمنت بالملائكة ، والكتاب ، والنبيين ، وأديت الصلوات الخمس ، لكن أنت ما الذي ينبغي أن تفعله كل يوم ؟ العمل الصالح والدليل : 

﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾

[ سورة المؤمنون ]

سمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً : ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً : وافق السنّة .
 

من مشى على منهج الله سعد في الدنيا والآخرة :


إذاً أول شيء في هذا اللقاء الطيب : إذا عرفت الآمر وهو الله ، الذات الكاملة ، صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا ، أصل الجمال والكمال والنوال ، خالق كل شيء ، عرفته خالقاً ، عرفته مربياً ، عرفته مسيراً ، عرفت كمالاته ، عرفت كمال ذاته ، أما إذا لم تعرف الآمر فشيء طبيعي جداً أن تتفنن في معصيته ، وكل المعاصي والآثام في دنيا العروبة والإسلام سببها ضعف الإيمان بالله عزَّ وجلَّ ، ضعف الإيمان به خالقاً ، ضعف الإيمان به مربياً ، ضعف الإيمان به مسيراً ، عدم إيمانك بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ، فهذا الإنسان إذا كان يمشي على هذا المنهج فهو إنسان سعيد في الدنيا والآخرة :  

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) ﴾

[ سورة الرحمن ]

جنةٌ في الدنيا وجنةٌ في الآخرة ، جنة الدنيا جنة القرب ، وجنة الآخرة جنة الخلد ، الآن قالوا : كمال الخلق يدل على كمال التصرف ، أي ليس من المعقول أن تعقد صفقة بألف حاسوب كما تشتري بطيخة من الطريق ، هذه مختلفة ، هنا يوجد عقود ، يوجد مواصفات ، يوجد ضمانات ، يوجد تأمين ، يوجد شحن ، يوجد تحويل مبلغ ، أما هنا فتختار بطيخة تعطيه المبلغ يقول لك : عوض الله عليك ،  فأنت تتعامل مع خالق السماوات والأرض ، فكمال الخلق يدل على كمال التصرف ، ومن كمال التصرف ألا يدع الله عباده من دون منهجٍ يسيرون عليه ، هذا الوحي ، الأنبياء والرسل ، والأنبياء منهم من عرفنا ومنهم من لم نعرف ، الله لم يذكر كل الأنبياء والرسل بالقرآن ، هناك أنبياء لم يذكروا ، فأنت عندما تستجيب إلى دعوة الله عزَّ وجلَّ ، أي تعليمات الصانع ، تعليمات الرحيم ، الحكيم ، اللطيف ، الموجود ، الواحد ، الأحد ، فالحركة  يوجد عندك شهوات ، الله أودع فيك الشهوات لترقى بها إلى رب الأرض والسماوات ، من دون شهوات لا يوجد دين إطلاقاً ، كيف ترقى ؟ أي أن تحب المرأة ثم تغض بصرك عنها لأنها لا تحل لك ، تحب المال ؟ يوجد مال حرام ، يوجد مال بالفوائد ، يوجد مال وراءه غش وكذب وتدليس ، فأنت حينما تضبط دخلك ، وإنفاقك ، وبيتك ، وعملك ، وتربية أولادك وبناتك ، وكسبك ، وإنفاقك ، إذا ضبطت حركتك في الحياة بكل تفاصيلها ، بكل مستوياتها ، بكل أطيافها ، بكل أوقاتها ، أنت سعيدٌ ورب الكعبة ، لأنك اتبعت تعليمات الصانع ، والجهة الصانعة الوحيدة هي الجهة التي تعلم ، إذاً الإنسان بمعرفته بالله ، واستقامته على أمره ، وتطبيقه لمنهج الله في الأعمال الصالحة ، الله عزَّ وجلَّ بالتعبير الشائع يتجلى على قلبه ، أو تتنزل على قلبه السكينة، والسكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، هذه هي السكينة ، سيدنا إبراهيم رآها في النار ، سيدنا يونس رآها في بطن الحوت ، حوت وزنه حوالي مئة وخمسين طناً ، خمسون طناً لحماً ، خمسون طناً دهناً ، خمسون طناً عظماً ، فم الحوت يسع أحد عشر رجلاً واقفاً :

﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)    ﴾

[ سورة الأنبياء ]

فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ ، في ظلمة الليل ، وفي ظلمة البحر ، وفي ظلمة بطن الحوت أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ، هذه القصة قلبت إلى قانون : فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ، فلذلك القضية قضية طلب علم :
إذا أرَدت الدنيا فعليكَ بالعِلم ، وإذا أرَدت الآخرة فعليكَ بالعِلم ، وإذا أردتهما معاً فعليكَ بالعِلم ، والعِلمُ لا يُعطيك بَعضَهُ إلا إذا أعطيتَه كُلّك ، فإذا أعطَيتَه بَعضَكَ لم يُعطِكَ شيئاً ، ويَظلُّ المرء عالِماً ما طَلَبَ العِلم ، فإذا ظَنَّ أنه قد عَلِم فقد جَهِل ، طالبُ العِلم يُؤثِرُ الآخرة على الدنيا فيربَحهُما معاً ، بينما الجاهل يُؤثِر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .

[ الإمام الشافعي ]

 

العلم بالله يقتضي الطاعة :


إذاً نحن نلخص هذا اللقاء الطيب ؛ الإنسان إذا عرف الآمر حقيقةً أو بحدٍّ معقول عرفه خالقاً ، مربياً ، مسيراً ، أسماءه حسنى ، صفاته عُلا ، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ، ما خفي عنك ، معك في البيت ، معك في العمل ، معك في السفر ، معك في الحضر ، معك وأنت نائم ، وأنت يقظ ، وأنت مع أهلك ، العلم هذا يقتضي الطاعة :

﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾

[ سورة الأحزاب ]

فوز عظيم أن تطيع الله عزَّ وجلَّ ، تتحرك وفق منهج الله ، تتحرك بتعليمات الصانع ، تتحرك بما يرضي الله ، عفواً الإنسان عندما يريد أن يضع أمام اسمه حرف (دال) أي دكتور كم سنة يدرس ؟ يدرس ثلاثاً وعشرين سنة ، أما حتى تستحق جنة الله التي فيها ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ فكم تحتاج هذه ؟ تحتاج إلى طلب علم ، إذا أرَدت الدنيا فعليكَ بالعِلم ، وإذا أرَدت الآخرة فعليكَ بالعِلم ، وإذا أردتهُما معاً فعليكَ بالعِلم ، والعِلمُ لا يُعطيك بَعضَهُ إلا إذا أعطيتَه كُلّك ، فإذا أعطَيتَه بَعضَكَ لم يُعطِكَ شيئاً ، ويَظلُّ المرء عالِماً ما طَلَبَ العِلم .
 

أنواع اليقين :

 
الله عزَّ وجلَّ ماذا قال ؟ 

﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ﴾

[ سورة التكاثر ]

العلماء فصلوا في هذا الموضوع قالوا : هناك يقين حسي ، أي شيء ظهرت عينه وآثاره ، عينه : طاولة ، وآثاره : وزنها ولونها ، أداة اليقين به الحواس الخمس ، وأضافوا كلمتين واستطالاتها ، استطالاتها : الميكروسكوب ، والتلسكوب ، هذا لشيء ظهرت عينه وحجمه ووزنه ولونه وطعمه ورائحته ، ظهرت عينه وآثاره ، أداة اليقين به الحواس الخمس ، واستطالاتها : الميكروسكوب ، والتلسكوب ، أما شيء غابت عينه وبقيت آثاره ، أنت بالبيت هناك جدار يفصل بينك وبين جارك ، وجدت وراء الجدار ناراً ماذا تقول ؟ لا دخان بلا نار ، أنت لم تر النار ، رأيت الدخان ، هذا اليقين العقلي لشيء غابت عينه وبقيت آثاره ، أداة اليقين به العقل ، والعقل أعقد جهاز بالكون ، كم خلية فيه ؟ بالمليارات ، مئة وثمانون مليار خلية ، هذا العقل فيه ثلاثة مبادئ : مبدأ السببية والغائية وعدم التناقض ، هذا العقل لا يفهم شيئاً بلا سبب ، والله مسبب الأسباب ، والعقل أيضاً لا يفهم شيئاً بلا هدف ، أنت راكب سيارتك ، أمامك شاحنة فيها سلسلة تنتهي بقطعة حديد وراء الشاحنة ملتصقة بالطريق ، لماذا هذه ؟ أنت ليس لك علاقة بالشحن ، ولا بأي شيء متعلق بالشحن ، ولكن عندك رغبة عقلية لماذا هذه ؟ هذه قالوا : لامتصاص الصاعقة لو نزلت ، فأنت لا تفهم شيئاً إلا بسبب ، ولا تفهم شيئاً إلا بغاية ، ولا تقبل التناقض ، إنسان متهم مثلاً في مدينة بقتل إنسان آخر فأثبتت جهة رسمية أنه كان في مدينة بعيدة عنها مئتي كيلومتر ، كان هناك ذاك الوقت ، فأصبح براءة ، فالعقل مبدأ السببية لا يقبل التناقض ، والله أعطاك عقلاً ، أعطاك قلباً ، أعطاك عاطفة ، أعطاك أشياء كثيرة جداً ، فلا بد من أن نعرف الله ، أن نعرف سر وجودنا ، وغاية وجودنا ، وأرجو الله أن يحفظكم جميعاً ، وأن تصلوا إلى أعلى درجة في العلم ، دائماً يقولون : الجامعة مؤنث والجامع مذكر :

﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) ﴾

[ سورة النساء ]

و : الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ، بمعنى أن الجامعات ينبغي أن تستقي مناهجها من وحي السماء لا من وحي الأرض ، من وحي السماء ، فلذلك لا بد من أن ترتفع ثقافة المؤمن ثقافة إيمانية ، ثقافة علمية ، ثقافة ضمن اختصاصه ، إذا أرَدت الدنيا فعليكَ بالعِلم ، وإذا أرَدت الآخرة فعليكَ بالعِلم ، وإذا أردتهُما معاً فعليكَ بالعِلم ، والعِلمُ لا يُعطيك بَعضَهُ إلا إذا أعطيتَه كُلّك ، فإذا أعطَيتَه بَعضَكَ لم يُعطِكَ شيئاً ، ويَظلُّ المرء عالِماً ما طَلَبَ العِلم فإذا ظَنَّ أنه قد عَلِم فقد جَهِل ، طالبُ العِلم يُؤثِرُ الآخرة على الدنيا فيربَحهُما معاً ، بينما الجاهل يُؤثِر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً .
أشكر لكم هذه الدعوة الكريمة ، وأتمنى أن نكون قد وصلنا إلى بعض محفزات الإيمان ، أن تعرف الله .   

والحمد لله رب العالمين 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور