وضع داكن
19-11-2024
Logo
المؤلفات - كتاب الله أكبر – الفقرة : 13 - رمي الجمرات
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

وبعد أن يفيض الحجاج من عرفات، وقد حصلت لهم المعرفة، واستنار قلبه، وصحت رؤيته، يرى أن السعادة كلها في طاعة الله، وأن الشقاء كله في معصيته

عندئذ يرى عداوة الشيطان، وكيف أنه يعد أولياء بالفقر، إذا أنفقوا، ويخوفهم مما سوى الله، إذا أنابوا وتابوا، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً

قال تعالى:

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)﴾ 

( سورة إبراهيم) عندئذ يعبر الحاج عن عداوته للشيطان تعبيراً رمزياً برمي الجمار، ليكون الرمي تعبيراً مادياً وعهداً موثقاً في عداوة الشيطان، ورفضاً لوساوسه وخطراته.
يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: " اعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى في العقبة، وفي الحقيقة ترمي بها وجه الشيطان وتقصم ظهره "، ولا يحصل إرغام أنفه، إلا بامتثالك أمر الله تعالى...
 

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور