وضع داكن
19-04-2024
Logo
رحلة استراليا 3 - المحاضرة : 14 - متفرقات في الدين والحياة – أسئلة و أجوبة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيعة:
 مستمعينا الأكارم برنامج متفرقات في الدين والحياة، يسعدنا ويشرفنا أن يكون معنا فضيلة الدكتور العلامة محمد راتب النابلسي، أهلاً وسهلاً بك مشكوراً لحضورك معنا في هذا الصباح.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم ونفع بكم.
المذيعة:
 فضيلتكم أحببت أن يكون لقاؤنا في هذا اليوم ليس في موضوع محدد وإنما في أكثر من موضوع يتعلق بأمر المسلم في بلاد الغرب، جمعت بعض الأسئلة التي وردت في ذهني، وهي أمور تخصنا نحن كمقيمين هنا، ونسأل الله عز وجل أن يفتح عليك وأن تجيب على هذه الأسئلة، من ضمن الأسئلة التي دونتها، موضوع يتعلق بقضايا التعويضات، هل يحق للمسلم أن يأخذ تعويضاً عما أصيب به جراء حادث أو غير ذلك مع العلم أنه أحياناً يكون ذلك عن غير قصد وأحياناً يكون بقصد؟ الشخص متسبب في هذا الأمر ولكن القانون ينصفه ويعطيه حقه أو مثلاً دفعة من المال، هذه القضايا كثيرة في بلاد الغرب، في بلادنا لا يوجد الكثير من قضايا التعويضات، لكن هنا هذه القضايا بشكل يومي.

القانون والنظام دليل رقي الدولة :

النظام وتطبيق القانون دليل رقي الدولة
الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 الحقيقة أن الإنسان المقيم في بلد، في هذا البلد قوانين وأنظمة إن كانت هذه القوانين والأنظمة لا تتعارض مع منهج الله عز وجل، ولا مع دينه، ما المانع أن ينتفع بها؟ هناك قانون و نظام، هذا القانون والنظام دليل رقي الدولة، تعطي المواطن كل حاجاته حتى إذا كان متسبباً في الضرر يأخذ تعويضات، هذا الشيء لا يوجد فيه نص إسلامي يمنع أن يتقاضى المواطن المقيم في بلد هذا البلد له دولة لها قوانين لا تتعارض مع الدين، من أي زاوية يمكن أن يكون هذا الشيء غير مقبول عند الله؟
 مواطن في دولة، هذا المواطن أصابه ضرر، فالدولة عوضت له بحسب قوانينها عن هذا الضرر، هل هناك شبهة في قبض هذا المبلغ؟ أنا وجدت لا شيء.
المذيعة:
 حتى لو كان الشخص هو من قام بهذا الأمر والقانون ينصفه في ذلك ويعطيه حقه على حسب القوانين؟

عدم وجود مشكلة في تقاضي مبلغ من دولة أعطت هذا المبلغ باختيارها :

الدكتور راتب :
 أنا لا أرى فيما أعلم أن هناك مشكلة أو شبهة في تقاضي مبلغ من دولة أعطت هذا المبلغ باختيارها، وهو عربون على أن المواطن له حقوق كبيرة جداً، حتى لو أنه هو المتسبب ببعض هذه الأخطاء، لكن من هو ولي الأمر الذي يعوضه عن مشكلته؟ إنها الدولة، لا يوجد مشكلة، لا أرى أي مشكلة أو حرج في تقاضي المبلغ من دولة لمواطن مسلم أصابه ضرر فعوضت عليه.
المذيعة:
 أما ما يتعلق بالتأمين الصحي، هناك طبعاً عدة أمور تتعلق بالتأمين هناك التأمين الصحي، التأمين على السيارة، التأمين على الحياة، هذه الأمور أحياناً تكون إجبارية كالتأمين الصحي في بعض المؤسسات لا تقبل الموظف إلا أن يقوم بهذا التأمين، أحياناً على السيارة وهناك التأمين على الحياة لبعض الناس الذين يختارون، هل في هذا الأمر شبهة أو أنه محرم؟

التأمين و ما يتعلق به :

الدكتور راتب :
 والله أنا أفتي في هذا الموضوع فيما هو قائم في بلدي، التأمين الإجباري هو ضريبة، فأنا أعتبره ضريبة لا بد من أن يؤدى، أنا ليس لي خيار، أنا سوف أقسم الجواب إلى قسمين، في حال وجود تأمين إجباري، أنا مقيم في بلد، وهذا البلد نظامه التأميني إجباري، فلما أصابني شيء عوضني عن هذا الشيء لا يوجد مشكلة أن أتلقى تأميناً إجبارياً، لأن الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى يقول: يجوز أكل مال المستأمن برضاه، فعند - في الإسلام طبعاً - الأحناف تقسيم، دار إسلام، بلاد المسلمين الإسلام مطبق فيها هذا الأصل، وعندنا دار حرب، دار الذين نحاربهم، وعندنا دار أمان، دار بلاد ليست مسلمة لكنها لا تحاربنا، والدليل أن هناك تمثيل دبلوماسي، أنا مقيم في دمشق وهناك سفارة فرنسية، وحقوق و واجبات، عندما أذهب لفرنسا، فرنسا بحكم العلاقات بيننا، تتعهد بسلامتي وحمايتي، والفرنسي المقيم في بلدنا بحكم العلاقة الدبلوماسية تتعهد البلد بحماية الفرنسي، هذه اتفاقيات لا تتناقض مع الدين، دولة مسالمة لا تحارب:

﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ﴾

[ سورة الممتحنة: 8]

 التأمين على الحوادث في بلاد المهجر
نحن عندنا تشريع واسع جداً للعلاقة مع غير المسلمين، هذا البلد قوانينه تقول: إذا إنسان أصيب بضرر يمنح تعويضاً عن هذا الضرر، أنا لا أرى أي مشكلة في قبض أي مبلغ من دولة ليست مسلمة لكن أنظمتها تسمح بذلك، هذا قاله أبو حنيفة: يجوز أكل مال المستأمن برضاه، فهذه دولة مستأمنة، ما دام هناك علاقات دبلوماسية، ما دام المواطن المسلم فيها يعد مواطناً له حقوق وواجبات، فهذه التعويضات لا تتعارض مع الدين إلا إذا كان هناك شيئاً غاب عني، أنا دائماً أقول: أنا لست مقيماً في أستراليا، العالم المقيم في أستراليا لعله أخبر مني بهذا الموضوع، أنا آخذها من زاوية عادية أنا مقيم في بلد له دولة وهناك نظام بهذه الدولة، أنا أصبت بمكروه أعطاني تعويضاً بحسب النظام لا يوجد أي مشكلة بقبضه.
المذيعة:
 لكن فضيلتكم بالنسبة للتأمين، هنا إذا شخص وقع، أي وقع على الأرض وأصيب بهذا المنزل، وقع في منزل شخص آخر بإمكانه أن يرفع قضية حتى لو كان هذا الإنسان صاحبه، بإمكانه أن يرفع قضية على صاحب المنزل ويأخذ عليها تعويضاً، صاحب المنزل إذا كان شخصاً عادياً ليس لديه أموالاً كافية أحياناً هذا الذي حصل يكون مصيبة بالنسبة له، وأحياناً إذا شخص أتى إلى منزلك ليصلح شيئاً معطلاً وحدث له حادث ما بإمكانه أن يرفع عليك قضية كي يأخذ أموال تعويض.
الدكتور راتب :
 لأن هذا الذي وقع في منزله ولو كان الخطأ منه؟
المذيعة:
 حتى لو كان الخطأ منه بإمكانه أن يعمل قضية، إذا صاحب المنزل لم يؤمن على منزله سوف يقع في مشكلة كبيرة، خاصة هناك القضايا تأخذ الكثير من الأموال، بهذه الحالة نحن ما أمنا على المنزل، إذا حصل فيه أي حادث أو حرق، هل التأمين هنا واجب بهذه الحالة أم بمعنى هناك بعض الناس يفهمون الأمور على أن هذا قضاء وقدر وأن هذا يعني أتقبل ما اختبرني الله فيه بحرق منزل ما خسرته؟
الدكتور راتب :
 إذا كان حرق المنزل قضاء وقدر، ما الذي منع أن أتلقى تعويضاً لأصلح شأني من الدولة؟
المذيعة:
 هنا الدولة لا تعوض لهذا الأمر، أنا إذا انتسبت إلى شركة تأمينات أدفع دفعة شهرية، أنا أتحدث عن الدفع.

التأمين التعاوني أرقى أنواع التأمين :

الدكتور راتب :
 اختلف الموضوع، أول العرض كان من طرفك أن إنساناً أصيب بحادث احترق بيته، الدولة تعوض له، هو ما فعل شيئاً، لم ينتسب للتأمين، هذه بالأساس لا يوجد فيها شيء إذا أنا ما دفعت ولا انتسبت، أما أنا فموضوع التأمين بالذات عليه إشكال في بلاد المسلمين، أما هنا فلا أدري ما الملابسات.
المذيعة:
 أنا سؤالي هنا حتى لو كان في بلاد المسلمين أو غير المسلمين أنت إذا أردت أن تؤمن على سيارتك فلقاء هذا التأمين مبلغ شهري قد يكون بسيطاً ولكن بالمقابل إذا حدث أي حادث، الشركة تعوض هذا المبلغ الذي ليس بإمكانك أن تعوضه، أيضاً يتعلق في المنزل في أمور عديدة.
الدكتور راتب :
 الذين حرموا التأمين ينطلقون مما يلي، أنا حينما أشتري شيئاً ما أدفع مبلغاً للدولة فأي شيء أصابني تدفعه الدولة، وإن لم أصب بشيء المبلغ دفعته حل محله التأمين الإسلامي، لأنني أعتقد يقيناً أنه ما من تشريع أرضي إلا ويقابله تشريع سماوي حلال، فنحن عندنا التأمين التعاوني، الآن في بعض البلاد الإسلامية بدأ، التأمين التعاوني أنا حينما أدفع مبلغاً لشركة تأمين، هذا المبلغ يبقى لي، فلو أنني بعد حين بعد خمس سنوات ما أصبت بشيء أستطيع أن أسترجعه، وكأني ادخرته، بالعكس هناك شركات تأمين تستثمره لي، أنا أدفع مبلغ التأمين على أنه مساهمة لصندوق تجاري، فإذا أصبت بحادث الصندوق يعوض لي من باب العمل الصالح، أما أنا ضمن شركة استثمارية فهذا أرقى أنواع التأمين، التأمين التعاوني، هناك تأمين تجاري وتأمين تعاوني، التأمين التجاري هو في حرمة واضحة، لو أن إنساناً دفع مبلغاً من أجل التأمين عن عام بكامله ولم يصب بشيء هذا المبلغ لا يسترد.
المذيعة:
هذا ما يحصل.

التأمين التعاوني هو الحل الأمثل للمسلمين :

التأمين التعاوني الحل الأمثل للمسلمين

 

الدكتور راتب :
 شركة التأمين بأي حق أخذت هذا المبلغ؟ هذا موضوع احتمالي فقط، أي احتمال وقوع حادث خمسة أو عشرة بالمئة، فبهذه الطريقة أخذت من كل الناس مبالغ كبيرة، مقابل التأمين هي دفعت واحد بالمئة أو ثلاثين بالمئة فقط منها، فالباقي أرباح غير مشروعة ليس لها مقابل، نحن عندنا دائماً بالإسلام شيء اسمه المعاوضة، أنا حينما أدفع مبلغاً آخذ مقابله بضاعة، فكل علاقاتنا التجارية مبنية على مبدأ المعاوضة، شيء مقابل شيء، أما شيء لا يقابله شيء فهذه مشكلة كبيرة.
 على كلٍّ التأمين التعاوني هو الحل الأمثل للمسلمين، أخواننا الكرام في أمريكا هناك حوالي مئة طبيب، حتى لا يقيم المريض دعوى على الطبيب ويدفعه أربعين أو خمسين مليون دولار، وأحياناً تصل إلى مئتي ألف دولار، صنعوا شركة تأمين دفع كل واحد - أنا لي أصدقاء مقيمون في أمريكا في ديترويت حوالي مئة طبيب - ما يقابل بالعملة السورية مليونا ليرة أو أربعون ألف دولاراً تقريباً كتأمين، هم انتبهوا إلى هذه النقطة وصنعوا صندوق تأمين خاص، دفع الواحد عشرين ألف دولار بدل أن يدفع أربعين ألف دولار، هم مئة طبيب بست سنوات وجدوا معهم ستمئة مليون، فتحوا مدارس، صنعوا مناشط إسلامية، أقاموا مكتبات.
المذيعة:
 حتى لو حصل حادث.

 

التأمين التعاوني عمل صالح :

الدكتور راتب :
 نفس الشيء أي إنسان أصابه مكروه يأخذ من هذا الصندوق، أنا أرى أنه لا يوجد شيء محرم بالإسلام إلا و يقابله شيء حلال، وله ميزات كبيرة، فأنا مع التأمين التعاوني لا أراه مباحاً أراه فضيلة، أراه عملاً صالحاً كبيراً، أراه قمة التعاون، التأمين التعاوني أنا أدخل بشركة أؤمن على أشياء كثيرة، المبلغ المدفوع يبقى لي ويستثمر، أنا بعد عشر سنوات أسترجعه كله مع أرباحه، وإذا أردت أن أتركه أتركه، أنا لا أدفع شيئاً مقابل لا شيء، أصل التأمين إذا إنسان دفع عن سنة و لم يصبه شيء، دفع شيئاً مقابل لا شيء إطلاقاً، وهذا الشيء لا يقابله تعويض، لذلك بلغني الآن وأنا أوضح ما أقول إن في بعض البلاد الغربية راج هذا التأمين وهم ليسوا مسلمين، فبدؤوا بالتأمين التعاوني، التأمين التعاوني عليه إقبال شديد.
المذيعة:
 هي فكرة إيجابية.
الدكتور راتب :
 أنا مساهم في شركة، هذه المبالغ التي أريد أن تكون ضماناً لي، حوادث طارئة هذه تبقى لي، بل وتستثمر، بل وأقبض أرباحها سنوياً، وإذا أصابني مكروه نظام التأمين التعاوني يأخذ من الصندوق العام لحل مشكلات المستأمنين.
المذيعة:
 إن شاء الله يكون الأطباء والمحامون وغيرهم يسمعوننا، ويتجهون إلى هذا الاتجاه.
الدكتور راتب :
 الأطباء ممكن، التجار ممكن، المهندسون ممكن، كل مجموعة مهنية معينة، تشترك بصندوق تأمين تعاوني، فأنا أدفع المبلغ، والمبلغ يستثمر بكبار شركات عملاقة تستثمره، أنا أدفع التأمين، ويأتيني منه ربح في آخر السنة، وفي نهاية المطاف المبلغ لي، أما بحسب نظام التأمين فأي إنسان مشترك بهذا الصندوق أصابه مكروه يدفع من مجموع الصندوق ولهذا الإنسان.
المذيعة:
 والله يكفيني أن أشعر بأن الله عز وجل راض عني هذا يكفي، وإنما إذا دخل في أمور فيها شبه وكراهة.

ما من شيء يفعله أهل الدنيا إلا في الإسلام مقابل رائع له :

الدكتور راتب :
 أنا أحب أن أؤكد للأخوة المستمعين عدة مرات ما من شيء يفعله أهل الدنيا إلا في الإسلام مقابل له رائع، مقابل شرعي، مقابل معه طمأنينة، مقابل معه شعور بالطاعة لله عز وجل.
المذيعة:
 فضيلتكم أريد توضيحاً، هنا أغلب الناس لا تضع تأميناً على منازلها، ولكن تؤمن على السيارة ولكن التأمين ليس تأميناً كاملاً، أنا حسب من أتعامل معهم أغلب الناس هنا يقومون بالتأمين على السيارة، بعض الناس التي لا يهمها الأمر كثيراً من الناحية الشرعية فيقومون بتأمين كامل على السيارة، أي شيء يحصل لها يكون التأمين كاملاً ، البعض الآخر اختار وهنا علماء أستراليا المسلمون رحبوا بفكرة التأمين فقط ضد الغير، إذا فقط حصل أي حادث التأمين يعوض المتضرر فقط، فضيلتكم أيضاً من الأسئلة التي خطرت في بالي.

الجبر على التأمين يعتبر ضريبة و ليس تأميناً :

الدكتور راتب :
 أنا حينما أجبر على التأمين أنا لا أعده تأميناً أعده ضريبة، أنا موظف في الدولة والدولة تؤمن على الموظفين جميعاً، تقتطع شئت أم أبيت من راتبي مبلغاً، أنا الآن بوضع آخر أنا لست مخيراً أنا أبدل اسم التأمين إلى ضريبة.
المذيعة:
 الضريبة بشكل عام هذه الكلمة بكل معناها؟
الدكتور راتب :
 مقبولة ولي أمر المسلمين دعك من أستراليا، بلد إسلامي بكل شرائحها هذا الحاكم كيف يريد أن يلبي حاجات المواطنين؟ إذا لم يكن هناك بترول يأخذ ضرائب، فإذا رسم ضريبة على الناس معينة من أجل مصلحة الناس جميعاً لا شيء عليه.
المذيعة:
 إذا كانت الضريبة أحياناً تصل للمناصفة، يشارك بعض التجار بنصف أرباحهم، هل هذا فيه حق؟

الحياة تصلح بالكفر والعدل ولا تصلح بالإيمان والظلم :

الدكتور راتب :
 والله قضية القوانين هذه قضية خاصة، أنا حينما أنتمي إلى بلد وهناك قوانين تعطي المواطنين رفاهاً بأعلى مستوى، هذا الرفاه يحتاج إلى ضريبة، أنا كنت مرة جارنا موظف كبير بشركة هولندية، سألناه كم راتبك؟ قال: مليون كيلدر، مليون مبلغ فلكي في الشهر، الكيلدر تقريباً أربعون ليرة سوري، أربعون مليون في الشهر، قال: الدولة تأخذ أربعين بالمئة من المبلغ، يعطوني ستمئة فقط، لأنني أنا في وقت العطاء يجب أن أغطي حاجات طفل صغير، وشيخ كبير، أما عند التقاعد فيرجع المبلغ مليوناً، هذا نظام ما دام النظام تكافلي تعاوني، النظام هدفه أن نرفع المعاناة عن بعض أفراد المجتمع، لا يوجد فيه شيء إطلاقاً، الإسلام مع الخير، مع تلبية حاجات الناس، مع الأمن الصحي، مع الأمن الغذائي، مع الأمن الاجتماعي، هذا شيء بديهي، الإسلام نظام إلهي فيه مبادئ كبرى إنسانية واجتماعية وأخلاقية، فحينما تأتي القوانين تترجم هذه المبادئ الإسلامية إلى وقائع نرحب بها، لذلك ابن تيمية له كلمة: إن الله ينصر الأمة العادلة الكافرة على الأمة المسلمة الظالمة.
 وله كلمة أخرى: الحياة تصلح بالكفر والعدل ولا تصلح بالإيمان والظلم.
 نحن أولى بتطبيق الإسلام من الغرب الذي طبقه عمليا
إذا كانت الجهة غير مؤمنة تعامل الناس معاملة طيبة أنا أقول: الله عز وجل يكافئها في الدنيا، وهذا الذي يحصل في العالم الغربي، متمكن وقوي جداً، سبب قوته أنه طبق الإسلام دون أن يشعر، عندنا مجتمع إسلامي لا يطبق الإسلام، يعاني ما يعاني، وهناك مجتمع غربي يطبق الإسلام لا عن عبادة لله بل عن ذكاء، فالمواطن يتمتع بأعلى درجات الحماية والأمن، لذلك أنا أقول: العمل العبادي يلتقي مع العمل الذكي في النتائج و يختلف عنه في البواعث، مدير شركة ذكي جداً معه اختصاص بإدارة الأعمال، ومدير شركة مؤمن و إيمانه بأعلى درجة، سوف تفاجأ مفاجأة كبيرة أن المدير الإسلامي المؤمن الصادق، والمدير العلماني الذي لا يؤمن بالإسلام إطلاقاً لكنه ذكي جداً سوف تفاجأ أن النتائج واحدة، فكل ميزات الإدارة الناجحة يطبقها المسلم بدافع من دينه، وكل مقومات الإدارة الناجحة يطبقها غير المسلم بدافع من علمه، هم يلتقيان في النتائج يختلفان بالبواعث، باعث المؤمن طاعة الله عز وجل عندئذ له الدنيا والآخرة الأبدية، غير المؤمن بواعثه دنيوية فقط، ينجح في الدنيا، فنجاح الغربيين في الدنيا مثل أعلى هم بيدهم كل مقدرات الأرض الآن، بذكائهم وخدمتهم لمجتمعاتهم.
المذيعة:
 طبعاً الخاتمة تعود للمسلم كما ذكرت بالخير.

الله عز وجل خلق الإنسان لجنة عرضها السموات والأرض :

الدكتور راتب :
 طبعاً الإنسان مخلوق للجنة هذا فرق كبير جداً، الله عز وجل خلق الإنسان لجنة عرضها السموات والأرض، وأرسله إلى الدنيا لمدة محدودة جداً، بهذه المدة إما أن يدفع ثمن الجنة أو أن يخسر الجنة، هنا المشكلة، فلذلك الإنسان غير المؤمن لو نجح في الدنيا نجاحاً كبيراً جداً هذا ينتهي بالموت، والموت ينهي كل شيء، ينهي قوة القوي، وضعف الضعيف، وغنى الغني، وفقر الفقير، ووسامة الوسيم، ودمامة الدميم، وصحة الصحيح، الموت ينهي كل شيء، أما المؤمن فعاش كغير المؤمن، لكن حينما يأتيه الموت له جنة، الآخر ما آمن بالله أصلاً، ما آمن بالجنة أصلاً، عفواً الحياة المحدودة مهما طالت أمام الأبد صفر، كلام دقيق، ما هو الأبد؟ اللانهاية، ما هي اللانهاية؟ إذا كان الواحد في الأرض والأصفار للشمس، تصوري رقماً طول أصفاره مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر، كل مليمتر صفر، هذا الرقم إذا وضع صورة لكسر عشري والمخرج لا نهاية فقيمته صفر، أي رقم مهما كان عظيماً إذا نسب إلى اللانهاية قيمته صفر، فنحن في الدنيا والدنيا محدودة، والله وعدنا بالأبد، وعدنا باللانهاية فهذه الخسارة لا تعوض:

يصعب تصور اللانهاية

 

﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾

 

[ سورة الزمر: 15 ]

المذيعة:
 اللهم لا تجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين، فضيلتكم لدي بعض الأسئلة التي تتعلق بحياة المسلم وبالأحوال الشخصية للمسلم، سأبدأ من موضع المهر، في شرعنا يكتب للزوجة المهر ويتم العقد على شروط المهر، أما هنا بالقوانين فلقوانين لا تأخذ بهذا الأمر، وعند الانفصال تأخذ الزوجة إذا كان لديها أولاد أكثر من سبعين بالمئة من ممتلكات الزوج، وبالعكس إذا كانت الزوجة تملك مبلغاً من المال والزوج هو الذي يحضن الأولاد يأخذ أيضاً من مال الزوجة، فهل يأخذ المسلمون من القوانين الوضعية طالما اختاروا الإقامة في هذا البلد أم عليهم أن يشترطوا شرطاً قبل الزواج يتعلق بالحقوق الشرعية التي كتبت بالمهر وهذا ممكن أن يكون عن طريق محام مثلاً؟

من خضع لشرع أرضي و لم يقبل بشرع الله فقد خالف منهج الله :

الدكتور راتب :
 أنا حينما أؤثر أن أخضع لشرع وضعي ولا أقبل بشرع الله عز وجل فقد خالفت منهج الله، أنا أقصد الآن امرأة طلقت فإما أن ترفع قضيتها لقاض مسلم في المركز الإسلامي فيعطيها مهرها كاملاً، وإما أن ترفع أمرها إلى قاض مقيم في هذه البلاد ليس مسلماً يعطيها نصف دخل زوجها، بهذه الحالة التي ترفض أن تأخذ مهرها كما شرع الله عز وجل، وتطالب زوجها بنصف ماله، هذه امرأة خالفت منهج الله عز وجل، أما إذا هو أعطاها من عنده فموضوع آخر، برغبته، متى يوجد تدخل إلهي؟ عندما يخالف منهجه، أما إذا كان الزوج كريماً وأحب أن يعطي زوجته نصف دخله، أعطاها مهرها ونصف دخله، لا شيء عليه إطلاقاً وليس عليها شيء، أما حينما أطالب زوجي المطلق بمهر بنصف دخلي في أستراليا، وأنا مؤمنة أن مهري محدود بعقد قران وقبلت به، فأنا أعدّ هذا خروجاً عن منهج الله عز وجل، ليس معقولاً الإنسان أين مصلحته يلحق بها؟ إذا مصلحته بالإسلام يصير مسلماً، عندنا صنف من التجار عنده حاسة سادسة، إذا قضيته تحل بالقوانين يقول: أنا أعيش في بلد فيه قوانين لا أستطيع، فيتكلم بالقانون، وإذا فرضاً مشكلته لا تحل بالقانون تحل بالدين فقط، يا أخي نحن مسلمون، تجد هذا التاجر يحير، ساعة يريد قانوناً وساعة يريد إسلاماً، يريد مصلحته، هذه مرفوضة عندي، أما إذا اتفقوا أنا مهري نصف أملاكك فهذا موضوع ثان، الله لا يتدخل، أما هي طلقت وهي مسلمة والإسلام أعطاها مهراً فقط، تطالبه بنصف أملاكه، بحسب القوانين، فهذه مخالفة كبيرة.
المذيعة:
 هناك نقطة في هذا الموضوع تتعلق بالبيت المنزلي، إذا كانت المرأة تريد وجه الله ومرضاته وتمّ الطلاق بينها وبين زوجها وقالت: أنا لا أريد منه شيئاً ولكنها أيضاً هنا لدينا أزمة سكن تريد البيت فقط، لا تريد أن تمتلك البيت تريد أن تقيم فيه، إذا هو رافض هذا الموضوع لن تأخذ حقها إلا بالقانون.

على الإنسان أن يكتب ما يريد في عقد الزواج :

يمكن أن نكتب ما نريد في عقد الزواج

 

الدكتور راتب :
 ما دام القضية قائمة فالأولى أن تكون مشروطة في عقد الزواج، أما حين الطلاق فتبقى في البيت، لا يوجد مشكلة أبداً لماذا؟ هي لا تفكر بالمستقبل فقط تزوجنا، أنت مقيمة في بلد، البيت غال جداً، وعندك أولاد، وهو طلقك، وقال لك: اخرجي من البيت، فأنا بعقد الزواج أشترط أقول: أن أبقى في البيت مع الأولاد.
المذيعة:
 عقد الزواج كان في الماضي نحن الآن في الحاضر وهناك الكثير من القضايا والمشاكل الزوجية.
الدكتور راتب :
 الإنسان عندما يطلق يجب أن يضمن لزوجته وأولاده حياة كريمة، المسلم المطلق يؤمن لزوجته متعة الطلاق والمهر، ويؤمن الأولاد، والنفقة، عليه نفقتها ونفقتهم، كما تتمنين، الزوج الذي يطلق وله أولاد يجب أن يعطي لزوجته نفقات الأولاد لأنها ترعاهم ونفقتها، ويجب أن يعطيهم مكان – مأوى- نفس الترتيب، المأوى مضمون والإنفاق مضمون لها ولأولادها، هذا شرط يكون في عقد القران.
المذيعة:
 فضيلتكم، هناك سؤال وهذا طرح كثيراً، والكثير يسأل عن موضوع الدفعات التي تأتي من الحكومة لمساعدة الأسر، هذه الدفعات تأتي للأولاد وللمرأة والزوج أيضاً، خاصة إذا كان الزوج لا يعمل، في حال كان يعمل تأتي للأم والأولاد، بعض الرجال يأخذون هذه الأموال وينفق على الزوجة والأولاد من هذه الأموال ويتهرب من رعايتهم من عمله هل هذا الأمر جائز لأن هذا الرجل يتهرب من مسؤوليته تجاه الأسرة؟
الدكتور راتب :

 

الزوج مكلف بالإنفاق على زوجته ولو أنه فقير وهي موسرة :

إذا لم يكن هناك مشكلة بينهما يعطونه تعويضات؟
المذيعة:
 هذه ليس تعويضات، هذه دفعات مساعدة للأسر تأتي كل أسبوع للأم وللأولاد في حال الأم تعمل لا تأتي هذه المساعدات، إذا كانت ربة بيت تأتيها مساعدة أسبوعية لها ولأولادها وللزوج إذا كان لا يعمل، بعض الرجال يعيشون على هذه المساعدات ولا يعملون، كثير من الأسر لا تعمل أصلاً وتكتفي بهذه المساعدة التي تأتي من الدولة، وهناك الكثير من المشاكل القائمة هنا ضمن الأسر الإسلامية على هذه الدفعات التي تأتي، كون المرأة تتمنى من الزوج أن ينفق عليها، والزوج يفكر طالما الحكومة تنفق عليكِ المال لماذا تريدين أن أنفق عليكِ؟ وهكذا تحصل المشاكل ولكن من الناحية الشرعية هل الرجل هنا ليس عليه واجب بأن ينفق على هذه العائلة؟
الدكتور راتب :
 الزوج مكلف بالإنفاق على زوجته
الزوج مكلف بالإنفاق على زوجته ولو أنه فقير وهي موسرة، في الأصل من لوازم الزواج الإنفاق على الزوجة، أما ممكن أن تؤدي الزوجة زكاة مالها لزوجها، أما هو فممنوع أن يؤدي زكاة ماله لزوجته، لأنه مكلف بالإنفاق، أما هي إذا موسرة وهو معسر فتعطيه زكاة مالها، لا يوجد مشكلة، أما الإنفاق فعلى الزوج، مادام عقد زواج قد نفذ فالزوج مكلف بالإنفاق، فالذي لا يوجد عنده إمكانية لا يتزوج، ما دام أنا تزوجت المنفق أنا، أما ممكن زوجتي تساعدني باختيار منها، تطوع، مبادرة، تعطيني زكاة مالها لكن ليس من الممكن أن تنفق علي، وهي ليست موسرة، عندنا مشكلة كبيرة بهذا الموضوع، هذا الشرع، الإنفاق على الزوج لكن مسموح له أن يأخذ مساعدة من زوجته، مسموح للزوجة أن تقدم زكاة مالها لزوجها الفقير.
المذيعة:
 موضوع آخر وهو يتعلق بالميراث، هناك بعض الأسر المسلمة وللأسف يكون ضمن الأسرة أحد الأبناء ليس مسلماً، قد يتنصر أو أراد أن يكون له أي دين، هنا في هذه الحالة هل يأخذ الولد ميراثه من أهله هنا على القانون أم على الأهل؟ الوصية الشرعية هنا واجبة من الآباء أن يكتبوها؟

على الابن أن يتولى رعاية والده ولو اختلفا في الدين :

الدكتور راتب :
 أنا لا أصدق أن هناك أب في الأرض مهما كان نوعه ابنه فقير بحاجة وليس على ما يتمنى لا يعطيه، العلاقات الأسرية قوية جداً، لو أن الأب كافر والابن مؤمن فيجب على الابن المؤمن أن يبر والده الكافر، علاقة الأسرة أمتن علاقة، فأنا لا أرى أي حرج في أن يتولى الابن رعاية والده ولو اختلفا في الدين.
المذيعة:
 أما فيما يتعلق بالأب أنا لا قدر الله لدي ولد غير مسلم تنصر فرضاً وأنا أملك منزلاً وبعض الأموال، هل هنا أعطيه ميراثه مثله مثل باقي الأولاد لدي؟

الابن حينما يتنصر يخسر حقه بالإرث :

الدكتور راتب :
 هو بالأساس ليس له بالإرث شيء، ممنوع في الإسلام، العطاء غير الإرث، إذا أم خالف ابنها دينها فتكرمه لعله يعود إلى دينه، لأن الإحسان طريق إلى العودة، الأصل ليس له في الميراث، الميراث للمؤمن، لكن عندما يكون الإنسان شارداً عن الله عز وجل الطرف المؤمن إذا أكرمه يكون قد فتح أمامه طريقاً للعودة، النقطة تغيب عنا نحن، الابن عندما يترك دينه وهو فقير الأب يرعاه رغم أنه ترك دينه، الابن يتألم من موقفه غير الأخلاقي مع والده لعل هذا الموقف الإحساني لوالده يكون سبب رجوعه إلى الدين، هناك فرق بين الفرض وبين العمل، أنا ممكن أن أعمل أعمالاً صالحة مع أي إنسان حتى مع إنسان كافر، وهذه لها تاريخ طويل، أما كفرض فلا يوجد عندي فرض، الابن حينما يتنصر يخسر حقه بالإرث، لكن إذا كان فقيراً و الأب رعاه لا يمنع، ولعل هذه الرعاية تكون سبب عودته إلى الدين، فتح قلبه بالإحسان لعله يفتح عقله بالبيان.

أسئلة و أجوبة :

المذيعة:
 سنفتح خط الهاتف للمستمعين إذا أرادوا بعض الأسئلة، ولكن سأفتح الخط بضع دقائق لأن لدي الكثير من الأسئلة، وحتى لا نفوت على الأخوة طرح الأسئلة، أيضاُ نأخذ الاتصالات معنا اتصال، السلام عليكم.
 س: أنا سؤالي قضية التأمين بالنسبة للبيوت الذي فهمته من فضيلة الشيخ حرام لا يوجد تأمين على البيوت، وسؤالي بالنسبة لهذه البلد يصير فيها حريق وغريق، ومحتمل البيت أن يذهب، كيف الإنسان يستطيع أن يعوض بهذه الحالة؟
 وسؤال ثان أخت رانيا بالنسبة لتأمين السيارة ضد الغير هل هذا حرام؟ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المذيعة:
 بالعودة لموضوع التأمين فضيلتكم هناك أحياناً في كل سنة يحصل العديد من الحرائق نتيجة وجود الغابات في أستراليا وشدة الحرارة، وفي الشتاء يحصل أحياناً بعض الفيضانات كما حصل في العام الماضي، هنا الأخت تسأل على أهمية أن يكون هناك تأميناً على المنزل، هل تأخذ به؟

الضرورات تبيح المحظورات :

الدكتور راتب :
 عندنا قاعدة كلية في حياتنا الدينية قال تعالى:

﴿ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة البقرة: : 173 ]

 عند الضرورة القصوى كل شيء يصبح جائزاً:

 

﴿ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة البقرة: : 173 ]

 وهناك قاعدة فقهية الضرورات تبيح المحظورات.
المذيعة:
 ولكن أين الضرورة هنا؟ أنا لا أدري في هذا العام يحصل حريق أو لا يحصل قد يحصل طوفان أو لا يحصل، هذا أمر في عالم الغيب، هل هنا يكون حكم الضرورة بحيث الإنسان يقول: في حال حدث شيء أكون أنا مؤمناً على بيتي وهناك من يساعدني إذا احترق البيت أو صار شيء.
الدكتور راتب :
 هناك أشياء احتمالها قليل جداً و أشياء احتمالها كبير جداً، الأشياء التي احتمالها كبير جداً عندنا حكم، والقليلة الاحتمال لها حكم، فإذا كان يغلب على المنطقة الحرائق والفيضانات، صار ضرورة، والضرورات تبيح المحظورات، هذه قاعدة.
المذيعة:
 هي أرادت موضوع التأمين ضد الغير على السيارة هل هنا جائز؟ أنت أجبت على ذلك، الضرورات تبيح المحظورات.
 س: عندنا اتصال آخر السلام عليكم، أريد أن أسأل الشيخ سؤالاً إذا الإنسان عنده سحر والإنسان لا يحب أن يلتجئ إلى الشيخ حتى يفك السحر عنه؟

السحر لا يحتاج إلى شيخ أصلاً :

الدكتور راتب :
 لا يحتاج إلى شيخ أصلاً.
 س: لكن الإنسان عنده سحر يكون قوياً عليه، ما هو الحل حتى يذهب السحر عنه؟
المذيعة:
 كيف عرف أن عنده سحراً؟
 س: هناك عوارض له، وأريد أن أسأل عن الحسد إذا الإنسان قرأ المعوذتين وآية الكرسي يبقى عنده حسد من ناحية عائلته وأولاده وزوجه. السلام عليكم.
 س: أخت رانيا أريد أن أسأل عن التأمين الصحي، حسب كلام الشيخ يندرج تحت أنه حرام أن يؤخذ، ويمكن ألا يتعرض لشيء ويدفع الكثير من المال، ما هو الحكم المشترك معهم والذي حصل معهم أضعاف ما دفع، هل هو نفس حكم الشخص الذي لم يتعرض للمرض ودفع لهم الكثير من دون أن يحصّل ما دفعه؟
 س: أريد أن أسأل إذا كان هناك خلافاً عائلياً بين المرأة وزوجها وهي طلبت الطلاق ولا تستطيع أن تعيش مع هذا الرجل، فهل تستطيع أن تأخذ المهر والمؤخر وكل شيء ما الحكم؟ لأنها هي التي طلبت الطلاق، لأن الحياة معه مستحيلة.
المذيعة:
 أنا سوف أوقف الاتصالات حتى يكون هناك فرصة للإجابة عليها، فضيلتكم بالنسبة للأخت التي سألت عن السحر والحسد.

الشيطان لا سلطان له على الإنسان إن كان متصلاً بالله عز وجل :

الدكتور راتب :
 الجواب أن الإنسان حينما يكون متصلاً بالله لا يستطيع أي شيطان في الأرض ولا رئيس الشياطين أن يصل إليه:

﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا ﴾

[ سورة النحل: 99]

﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾

[ سورة الحجر: 42 ]

 لذلك الآية الكريمة أن الشيطان لا سلطان له على الإنسان قال تعالى:

 

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

 لا يوجد إنسان بالأرض الشيطان مسلط عليه أبداً، الشيطان يسلط على إنسان عنده رغبة أن يعصي الله مثل الشيطان تماماً.

الشيطان يحترق بالاستعاذة بالله عز وجل :

 المؤمن محصن من الشياطين والمشعوذين
إذاً المؤمن موصول بالله، محصن بأعلى درجات التحصين من الشيطان، قال تعالى:

﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*مَلِكِ النَّاسِ*إِلَهِ النَّاسِ*مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴾

[ سورة الناس: 1-4]

 معنى خناس لمجرد أن نستعيذ بالله يخنس، هناك شياطين الإنس والجن:

 

﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ*َمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾

[ سورة الفلق: 1-3]

 معنى وقب دخل إلى الصدر:

 

﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ*وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾

[ سورة الفلق: 4-5]

 لمجرد أن نستعيذ بالله انتهى الشيطان، يحترق باستعاذتنا، معنا سلاح ضده وفتاك وفعال وقوي وحاسم ونهائي، هذا واقع الأمر.
المذيعة:
 النبي عليه الصلاة والسلام سحر ولكن طبعاً السحر.
الدكتور راتب :
 حاولوا سحره، هناك آية كريمة صريحة قطعية الدلالة تنفي أن يستطيع الآخرون أن يسحروه، لكن هذا النفي لا يعني نفي المحاولة هم حاولوا لكن ما استطاعوا.
المذيعة:
 لكن هناك سحر، السحر قائم ونسمع عن أناس أنه شرب السحر، أحدهم سقاه، في هذه الحالة ماذا يفعل؟

السحر عقاب للإنسان عن غفلته عن الله :

الدكتور راتب :
 أنا أقول: حينما يسحر الإنسان يكون هذا السحر له عقاباً له عن غفلته عن الله، مادام له صلة بالله مستحيل وألف مستحيل:

﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾

[ سورة الحجر: 42 ]

 أبداً انتهى الأمر:

 

﴿ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

 هناك دعوة من الشيطان وهناك استجابة من الإنسان وانتهى الأمر، الإنسان يدفع ثمن استجابته للشيطان، أنا أتمنى من الأخوة المستمعين ألا يفكروا لثانية واحدة أن يتنصلوا من مسؤوليتهم في المعصية ويرموها على الشيطان، الشيطان ليس له علاقة، الشيطان يوسوس، الصف فيه خمسون طالباً، هناك طالب سيئ جداً وسوس للخمسين ما أحد قبل معه، قبل معه واحد فقط، الواحد سيئ مثله، راغب في المعصية مثله، راغب في أن يهرب مثله، راغب بفيلم سينما مثله، هذه نقطة دقيقة جداً، الإنسان محصن:

 

﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾

[ سورة الحجر: 42 ]

المذيعة:
 أنا شعرت أن الأخت لديها وسواس بالنسبة للسحر والحسد، هي قالت: تستعيذ من الشيطان لكن عليها حسد ممن حولها.

المعصية تولد الوسوسة :

الدكتور راتب :
 كل إنسان يتكلم عن مشكلته النفسية، يحكي كل شيء عنها لكن يغفل معصيته لله، يكون هناك مخالفة شرعية كبيرة، تقصير، انتهاك لحقوق الله عز وجل، هذه يغفلها، هكذا صار معي، عندي وسواس، لماذا لا تتكلم كامل القصة، أن الشيطان يأتي لمؤمن؟ مستحيل، يدخل لبيت مسلم؟ مستحيل، يفرق بين زوجين مؤمنين؟ مستحيل، كله مستحيلات لكن هناك انحراف بالعلاقات الزوجية يدخل الشيطان:

﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾

[ سورة آل عمران: 155 ]

 الشيطان تمكن منهم حينما كسبوا المعصية، هناك فراق، أو انحراف بالعلاقة الزوجية، الزوجة تتطلع إلى غير زوجها، دخل الشيطان كبرت القضية صار الطلاق، وهي كذلك دخل الشيطان كبر القضية صار الطلاق، الشيطان يدخل عند المشكلة.
المذيعة:
 فضيلتكم الأخ الذي سأل عن التأمين الصحي، مثلاً أنا أشترك في شركات التأمين الصحي أدفع قيمة شهرية بالمقابل أنا أريد أن أجري عملية، العملية كلفتها حوالي ستة آلاف دولار، هذه الشركة تقوم بدفع هذا المبلغ أنا لا زلت أدفع أربعين دولاراً في الشهر، نسبة قليلة وأنا أخذت منها أكثر، أخذت ستة آلاف دولار، هنا بالنسبة للأخ الذي أخذ المبلغ الكبير وهو لم يدفع كثيراً، هناك من دفع ولكنه حتى الآن لم يصب بشيء، الأخ هنا يريد التوضيح.

التأمين الإجباري لا شيء عليه :

الدكتور راتب :
 هنا القضية مبدئية، أنا حينما أكون في بلد وأنا موظف، والتأمين إجباري، أنا ليس لي خيار بالموضوع، انتهت المشكلة، أما حينما أختار بنفسي أن أشتري الأمن ممن لا يملكه، مثلاً إنسان أمّن على حياته وعنده أولاد وعنده زوجة وعنده بيت فعمل حادثاً فمات، التعويض يلغي الموت من الدولة؟
المذيعة:
 لا طبعاً.
الدكتور راتب :
 التعويض ما ألغى الموت لكن عوض الزوجة والأولاد ببعض النفقات، التأمين بمصطلح التأمين وهم، أمنت على حياتي أي لا أموت؟ ليس معقولاً أمنت على المرض لا أمرض؟ أمرض، قضاء الله وقدره لا شيء يمنعه إطلاقاً، أما التأمين فتخفيف من آثار القضاء والقدر، فإذا كان النظام العام يقتضي التأمين وأنا ليس لي خيار، إن شاء الله هذا معفو عنه، لأي شركة أدخل هناك تأمين إجباري، إذا قلت لا أريد التأمين يرفضوني كلي، في هذه الحالة لا شيء.
المذيعة:
 أنا أريد أن أعطيك مثالاً، أحياناً إذا كان لدى الشخص مشكلة ويريد أن يجري عملية يضطر أن ينتظر حوالي سنة أو سنة ونصف حتى يأتي دوره.
الدكتور راتب :
 بالتأمين؟
المذيعة:
 لا بالنسبة للحكومة، حتى يأتي الدور لإجراء العملية مجاناً، بينما شركات التأمين إذا أنت بعد ستة أشهر لدفعك أربعين دولاراً أو خمسين دولاراً في الشهر بإمكانهم أن يجروا لك العملية، وشركة التأمين تدفع لك هذا المبلغ، أنا ليس باستطاعتي أن أدفع ستة آلاف دولار، لكن باستطاعتي أن أدفع الخمسين دولاراً كل شهر، وبعد ستة أشهر هذه الشركة سوف تدفع لي لإجراء العملية، هنا أنا أكون قد دخلت في معاملة لأنني استفدت من هذه الشركة وأنا لم أدفع لها المبلغ كاملاً؟

الفرق بين التأمين الإجباري و الاختياري :

الدكتور راتب :
 والله القضية تحتاج إلى شيخ مقيم في أستراليا، أنا أعيش في بلد التأمين ليس إجبارياً، ظروف معينة في بلدي تمنعني أن أستوعب بالضبط حاجة الأسترالي إلى التأمين، أما أنا عندي مبادئ عامة، أنا حينما أشتري الأمن ممن لا يملكه أكون قد خالفت منهج الله عز وجل، أما حينما الدولة تعوض علي فلا يوجد مشكلة، هناك دول تعوض على مواطنيها عند الحوادث، المبالغ هذه لا شيء فيها إطلاقاً أما أنا حينما أشتري الأمن ممن لا يملكه فهنا المشكلة، فالتأمين الإجباري يعد ضريبة مرتبة على الموظف أما الاختياري فهو ما أراد حماية الله عز وجل أراد أن يضمن حمايته بماله، الله عز وجل عنده مليون مصيبة المال لا يحل مشكلة فيها.
المذيعة:
 الأخ الذي سأل عن الخلاف العائلي بين امرأة وزوجها، هل يحق لها أن تأخذ المهر؟

المخالعة :

يمكن للمرأة افتداء نفسها بالخلع

 

الدكتور راتب :
 الأصل المرأة حينما تتزوج وحينما تقبل بهذا الزوج، ثم إنها تكرهه فلما كرهته، كراهيتها له غير مبررة بمعنى لماذا قبلت؟ هو عرض نفسه على هذه الإنسانة فقبلت به، وصار هناك عقد قران، فلما كرهته ما استجد معه شيء تكرهه به، شكله هو هو، دخله هو هو، فلما كرهته بعد أن وافقت على قبوله، يقول لها النبي عليه الصلاة والسلام: ردي له الحديقة، وطلقها تطليقة، فلما هي ترفض و لم يستجد شيء بالعقد مثلما كان، ما تغير شيء، شكله شكله، دخله دخله، أهله، بيته، بعد أن قبلت بهذه الشروط لا تريده، لا ليس لك شيء عنده، هذه حالة المخالعة، أما إذا الزوج أعطاها فله أجر، أحياناً يرضيها بمبلغ معين ، أحياناً كل الحلي يقول لها: هم لك، أما لو في مخالعة، والزوج ليس عليه شيء إطلاقاً يستطيع أن يسترد الخاتم منها.
المذيعة:
 لدي سؤال يتعلق بالتبرع بالأعضاء، هل التبرع بالأعضاء جائز بالنسبة للمسلم؟

 

التبرع بالأعضاء موضوع خلافي و بشروط :

الدكتور راتب :
 هذا الموضوع خلافي بمعنى أن أناساً حرموه تحريماً قطعياً، وأناس أجازوه، أنا مع من أجازه، لأن الذين حرموه ينطلقون أن هذا تشويه للجثة، إذا إنسان مات وانتهى وأخذنا قرنية عينه رددنا البصر لآخر، لا أعتقد أن الإسلام ضد هذا العمل.
المذيعة:
 بين أخذ ورد في موضوع التبرع بالأعضاء
ولكن بالنسبة لانتهاك حرمة الجثة نحن المسلمون في بلاد الغرب، إذا أرادت المرأة أن تتبرع بكليتها أو عينيها سوف تكشف على الكثير من الرجال من غير المسلمين في هذا البلد وكما علمت من بعض العلماء توضع هذه الجثة مكشوفة أمام الجميع، الكل يراها.
الدكتور راتب :
 أنا معك في هذا، طبعاً صار هناك تعدياً كبيراً جداً على حرمة الميت، لو فرضنا في بلد إسلامي والأطباء مسلمون والإنسان ملفوفة بأقمشة كثيفة جداً وعند العملية فتح بالقدر المناسب واستأصل ضمن الكلية فقط لا شيء عليها، أما إذا في بلد مكشوفة الجثة عارية كما خلقها الله على مرأى من مئات الأشخاص لا والله لا يجوز.
المذيعة:
 هذا الحكم يكون مباحاً في أماكن ما.
الدكتور راتب :
 في بلاد إسلامية فيها بقية حياء، بقية خجل، بقية خوف من الله عز وجل، في بلاد حرمة المرأة مقدسة حتى بعد موتها هكذا.
المذيعة:
 فضيلتكم بالنسبة لموضوع الإجهاض، الإجهاض في الإسلام محرم، ولكن إذا علمنا أن هذا الجنين لديه بعض الأمراض التي لم تبقه طويلاً بعد ولادته، أو قد يعيش عشر سنوات وخلال هذه الأعوام سيكون لديه علل كثيرة، هل تبقي المرأة على هذا الجنين أم تسقطه؟

تحريم الإجهاض :

تحريم الإجهاض

 

الدكتور راتب :
 والله أنا ما عندي فتوى بهذا الشيء السبب أن هناك حالات كثيرة جداً التشخيص المبدئي أثناء الحمل ما كان صحيحاً معنى ذلك أنك قتلت نفساً، وعندي مئات الحالات كان التشخيص معه عاهات كثيرة نزل لا يوجد فيه شيء:

 

﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ﴾

[سورة المؤمنون: 14]

 هناك حالات كثيرة التوقعات غير صحيحة كانت والرؤية غير صحيحة، لو فرضنا الرؤية صحيحة مئة بالمئة أما عملياً ليست صحيحة، وإذا الطبيب ليس مسلماً عندنا قاعدة يجب أن يكون الطبيب مسلماً حاذقاً ورعاً، يخاف من الله عز وجل، يجوز هناك أطباء لا تهمها هذه المبادئ، ينصحها بالإجهاض، هنا قتل نفس، ثم في حالات التشخيص قد يكون غير صحيح، وهناك حالات كان التشخيص سيئاً جداً فلما ولدت كان المولود سليماً، لأن هناك حالات وليس تصور حالة، حالات وقعت، والطبيب إذا لم يكن إيمانه بالله كبيراً لا يهمه، يقول: إجهاض، هذا ق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور