- التربية الإسلامية
- /
- ٠9سبل الوصول وعلامات القبول
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
الحلال و الحرام :
أيها الأخوة الكرام، مع مقدمة ثانية لبرنامج: "سبل الوصول وعلامات القبول"، والحقيقة الدقيقة في هذا اللقاء الطيب أنه كما أن الأخلاق الحسنة أكبر مسرع إلى الله كذلك الوقوع في الحرام حجاب عن الله عز وجل، ففي حياة المسلمين حلال وحرام.
والحديث عن الحلال والحرام حديث يطول، ولكن هناك قواعد كلية في الحلال والحرام ينبغي أن تكون بين أيدينا، كتمهيد للحلال والحرام: السيارة لماذا صنعت؟ من أجل أن تسير، لكن لماذا فيها المكبح؟ المكبح يتناقض مع علة صنعها، لكنه ضمان لسلامتها.
أنا حينما أفهم الحرام ليس قيداً لحريتي، ولكنه ضمان لسلامتي أكون فقيهاً، حينما أفهم الحرام ليس قيداً لحريتي لكنه ضمان لسلامتي، أفهم أن المكبح في المركبة، ليس تقييداً للمركبة، هي صنعت من أجل أن تسير، ولكن المكبح أحياناً يضمن سلامتها.
مثل آخر: هناك توافق تام مئة بالمئة بين منهج الله وبين فطرة الإنسان، فأي إنسان يعصي ربه، تعاقبه فطرته بالكآبة، والضيق.
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ﴾
توافق الفطرة التام مع منهج الله عز وجل :
سواء أعصى الإنسان ربه أم خرج عن طبيعة فطرته هناك مشكلة كبيرة في حياته، لأن الفطرة متوافقة تماماً مع منهج الله، وأكبر دليل على ذلك:
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾
تطابق منهج الله مع الفطرة بشكل تام، قال تعالى:
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾
من تسويتها أنه:
﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾
لمجرد أنها فجرت تشعر ذاتياً من دون لفت نظر، من دون توجيه، من دون إلقاء كلمة، تشعر أنها فجرت.
لذلك لأن توافق الفطرة مع المنهج توافقاً تاماً، فأية معصية، وأي وقوع في الحرام، وهو محور الدرس يسبب للإنسان شقاء، وضيقاً، وكآبة، هي في الحقيقة مرض العصر، سمِّ هذا المرض إن شئت كآبة، سمِّه إحباطاً، سمِّه ضجراً، سمِّه سأماً، سمِّه مللاً،
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
قواعد كلية في الحلال والحرام :
1 ـ الأصل في الأشياء الإباحة :
أيها الأخوة الكرام، القاعدة الأولى في منهج الله أن الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يحرم شيء إلا بالدليل القطعي والثابت، قطعي الدلالة، وثابت نقلاً، نحن أمة الوحيين الكتاب والسنة، فالأصل في الشيء الإباحية، ولا يحرم شيء إلا بالدليل القطعي والثابت، والدليل قال تعالى:
﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾
هذه الأشياء مسخرة لنا , لا يمكن أن تكون محرمة،
﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
دليل من السنة النبوية؛ يقول عليه الصلاة والسلام:
(( فما أحلَّ فهو حلال، وما حرَّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عَفْو ))
شرع شيئاً وحرم شيئاً، وسكت عن شيء، لا تحاول أيها الأخ الكريم أن تسأل عن حكم الأشياء التي سكت الشرع عنها.
إنسان ببيته كراسي، وأثاث ، هذا سكت عنه الشرع، تحب أن تجلس على الأرض، على كراسي، سكت الشرع عنها، أي هناك أشياء لها علاقة بتقريبك إلى الله "الحلال"، وهناك أشياء لها علاقة بحجبك عن الله "الحرام"، هناك أشياء حيادية ليس لها أثر إيجابي ولا سلبي، سكت عنه الشرع، فما سكت عنه الشرع فيه حكمة بالغة، لا تقل عن حكمة الذي أمر به أو نهى عنه.
يقول عليه الصلاة والسلام:
(( ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن نسيا ثم تلا هذه الآية ثم تلا هذه الآية :
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً ﴾))
الأصل في الأشياء والأفعال والتصرفات الإباحية، ولا يحرم شيء إلا بالدليل الثابت، حديث صحيح، آية محكمة معناها قطعية الدلالة، فالتحريم يحتاج إلى دليل ثابت وقطعي, أما العبادات والحقائق الأصل فيها الحظر، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت هذه القاعدة الأولى.
2 ـ التحليل والتحريم من حقّ الله تعالى وحده :
أما القاعدة الثانية: التحليل والتحريم من حقِّ الله تعالى وحده، شأن البشر أن يتلقوا عن ربهم الأمر والنهي، وليس من شأن البشر أن يشرعوا في أمور الدين والعقائد، فلذلك التحليل والتحريم من حق الله تعالى، والآية الكريمة:
﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
لأن الخالق خبير، قال تعالى:
﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾
أنت أيها الإنسان أعقد آلة في الكون تعقيد إعجاز لا تعقيد عجز، ولهذه الآلة صانع حكيم، وله منهج واضح، فاتباع المنهج من أجل سلامتك وسعادتك، فالمشرع هو الله، والحلال ما أحلّه الله، والحرام ما حرمه الله.
3 ـ تحليل الحرام وتحريم الحلال من أكبر الكبائر :
القاعدة الثالثة، من أكبر الكبائر تحليل الحرام، ومن أكبر الكبائر تحريم الحلال، شيء حرمه الله كيف تبيحه؟ وشيء أحله الله كيف تحرمه؟ فعندما يصل الإنسان إلى أن يحرم ما أحله الله، أو يحلل ما حرمه الله يكون قد وقع من كبيرة ما بعدها من كبيرة.
يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه:
(( وإني خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ ))
حنفاء أي مائلين إلى التوحيد، مائلين إلى الإيمان، مائلين إلى الرحمة، إلى الإنصاف، إلى العدل، كل أمر أمرك الله به جبلك عليه، فطرك عليه.
(( وإني خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ ))
أي مائلين إلى الحق، مائلين إلى التوحيد، إلى الإنصاف، إلى العدل، إلى الرحمة، هذه الفطرة:
(( وإنهم أَتَتْهُمُ الشياطين فاجْتَالَتْهم عن دينهم ))
التفلت و التشدد خطران على شباب الأمة علينا القضاء عليهما :
صدقوا أيها الأخوة، الذي يحصل بالأرض من ثقافة إباحية، تدمر فطرة الإنسان السليمة.
(( وإني خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كلّهم. وإنهم أَتَتْهُمُ الشياطين فاجْتَالَتْهم عن دينهم. وحرمت عليهم ما أَحللتُ لهم. وأمرْتَهُم أن يُشرِكوا بي ما لم أُنَزِّلْ به سُلطانا ))
فالإنسان الآن مشوه، الشيطان شوهه، أي من كان يصدق في تاريخ البشرية ما يسمى بزنا المحارم، الفطرة السليمة تأبى ذلك، تنفر من ذلك، ومع ذلك الشياطين اجتالتهم عن فطرتهم، أي عن أصل جبلتهم.
نحن نعاني تطرفين تطرف تفلت، وتطرف تشدد أيضاً، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام:
(( هَلَكَ المُتَنَطِّعُون ))
المتنطع هو الذي يغالي، هناك إنسان متفلت، هذا متطرف تطرف تفلت، وهناك إنسان آخر متشدد، هذا متطرف تطرف تشدد، وهم خطران على شباب الأمة، التفلت والتشدد، الإسلام دين الاعتدال، دين الوسطية, دين أن تعطي حق جسدك وحق نفسك، أن تهتم بدنياك وبآخرتك، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام:
(( ألا هَلَكَ المُتَنَطِّعُون قالها ثلاثاً ))
4 ـ الحلال طيب والحرام خبيث :
القاعدة الرابعة في شأن الحلال والحرام أن الحلال طيب، وأن الحرام خبيث، الحلال يتوافق مع الفطرة، تطيب به النفس، ترتاح له النفس، تسعد به النفس، تطرب به النفس، والحرام تشقى به النفس، خبيث.
مثلاً: إنسان خطب امرأة وتزوجها، هناك عقد قران، وهناك عرس، و هناك أبواق تطلق من أجل إعلان الناس أن هذا عرس، وهناك احتفالات، وهناك تهنئة، وهناك هدايا، لأن هذه العلاقة بين الذكر والأنثى وفق منهج الله، الحلال طيب.
مرة حدثني أخ قال لي: طُرق بابي الساعة الرابعة ليلاً، فتحت الباب فلم أجد أحداً، حالت مني التفاتة إلى الأرض فرأيت كيساً فيه غُلام ولد لتوه، أنا وازنت بنفسي بين إنسان تزوج وزوجته حامل، والتهاني تتالت عليه ثم ولدت، جاء الأهل فباركوا هذا المولود، فرحوا بهذا المولود، أقيم حفل لهذا المولود، استقبلوا هذا المولود، وبين طفل جاء بالحرام، وضع في كيس وألقي أمام الباب، أو ألقي في الحاوية.
الحلال طيب، والحرام خبيث، لذلك الآية الكريمة يقول الله عز وجل:
﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ ﴾
كلمة معروف أي أن النفوس السليمة تعرفه ابتداء، من دون تعليم
﴿ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾
الفطر السليمة تعرف المعروف ابتداء، بحسب خصائصها.
﴿وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾
يقول لك إنسان: ما الدليل على أن الدخان حرام؟ نقول: ألم يثبت علمياً أنه ضار بالصحة؟ يقول: نعم، نقول إذاً حرام، هذا هو الدليل
﴿ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾
5 ـ في الحلال ما يُغني عن الحرام :
القاعدة الخامسة: في الحلال ما يغني عن الحرام، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناةً نظيفة تسري خلالها، أنا أخاطب الشباب، ليس في الإسلام حرمان إطلاقاً، مرة ثانية: ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها.
لذلك في الحلال ما يغني عن الحرام، اشتهيت المرأة؟ تزوج، اشتهيت المال؟ اعمل، أية شهوة جبلت عليها جعل الله لها قناة نظيفة تسري خلالها.
6 ـ ما أدى إلى حرام فهو حرام :
القاعدة السادسة: هذه القاعدة دقيقة: ما أدى إلى حرام فهو حرام، أخي أنا أجّرته بيتاً، أنا ليس لي علاقة، تعرف أنك أجرته ليلة واحدة بعشرة آلاف، والليلة بالشيراتون خمسة آلاف، معنى هذا أن البيت ليس من أجل النوم فقط، هناك شيء آخر، ما أدى إلى حرام فهو حرام، أي عمل انتهى إلى حرام فالمسبب آثم.
هناك أمثلة كثيرة جداً: صنعت ثياباً تبرز كل مفاتن المرأة، فإذا ارتدت المرأة هذه الثياب أظهرت كل مفاتنها في الطريق لك سهم في هذه المشكلة، ما أدى إلى حرام فهو حرام، إلا إذا كان لزوجها فهذا موضوع ثان، من أجل الحكم الشرعي طبعاً، أما حينما تصنع شيئاً تسهم في إفساد الناس، في إضلالهم، فهو حرام.
الآن إذا حرم الله شيئاً حرم معه ما يفضي إليه من وسائل، الوسائل محرمة كيف؟ كيف أن الوضوء فرض، والصلاة فرض، لأن الصلاة لا تتم إلا به، وإذا كان هناك مشكلة أو معصية لا تتم إلا بعمل فهذا العمل ولو كان في الأصل مباحاً ما دام قد انتهى إلى معصية فهو محرم أيضاً، من هنا جاء سدّ الذرائع، إذا زرعت عنباً وتعلم علم اليقين أنه سيصنع خمراً هذا الشيء المباح أفضى إلى حرام.
أية مشاركة بشرية مادية أو معنوية بمعصية كبيرة هي حرام، إنسان يسهم في بناء ملهى، أخي أنا أركب الكهرباء فقط، هذا ملهى تقام فيه المعاصي والآثام.
7 ـ التحايل على الحرام حرام :
القاعدة السابعة: التحايل على الحرام، ماذا فعل بنو إسرائيل؟ حفروا الحفر على الشواطئ، وجاءت الحيتان يوم السبت شرعاً، فصادوها يوم الأحد، حيلة شرعية، وما أكثر الحيل الشرعية في حياة المسلمين، يتغير الاسم فقط.
هناك فتوى لو أن الإنسان أودع المال في البنك بفائدة ربوية، نحن سنسمي الفائدة عائدة، سمِّها عائدة، سمِّها فائدة، مادام قرض ربوي فهو حرام، بأي تسمية.
فهناك تحايل على الحرام، أوضح مثل بيع العينة، كيس الأرز يباع في اليوم مئة مرة، يشتريه الإنسان بألف ديناً، ثم يبيعه لصاحبه في الدقيقة نفسها نقداً بثمانمئة، أعطاه ثمانمئة وسجل عليه ألفاً، هذا الكيس يباع في اليوم مئة مرة، يباع لمئة سنة، بيع العينة حرام لأنه تحايل على الحرام.
8 ـ النية الحسنة لا تبرر الحرام :
أيها الأخوة، شيء آخر: النية الحسنة لا تبرر الحرام، تقول: يانصيب خيري مثلاً، حفل غنائي ساهر يرصد بيعه للأيتام، النية الحسنة لا تجعل الحرام حلالاً، لأن الله تعالى قال:
﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ ﴾
العمل الصلح الذي يرضاه الله عز وجل ما كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة.
9 ـ اتقاء الشبهات أولى :
أيها الأخوة، القاعدة التاسعة: اتقاء الشبهات أولى، الحرام واضح، الزنا، القتل، الخمر، السرقة واضحة، والطاعة، والصلاة، والصيام، والحج، والزكاة، والعمل الشريف واضح، فالحلال الصرف واضح، والحرام الصرف واضح، وبينهما أمور مشتبهات، المشكلة هنا لا يعلمها كثير من الناس، لذلك قال تعالى:
﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾
الحلال واضح، والحرام واضح، وبيّن، ونيّر، وجلي، وظاهر، بينما الشبهات، معنى الشبهات تشبه الحلال من جهة، وتشبه الحرام من جهة، أنت الآن بحاجة إلى أهل الذكر
﴿ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾
فالورع يسأل.
(( فمن تركها استبرأ لدينه وعرضه فقد سلم، ومن واقع شيئاً منها يوشك أن يواقع الحرام ))
كأن نهراً عميقاً جداً له شاطئ مائل زلق، وشاطئ مستوٍ جاف، فالشاطئ المستوي الجاف هذا الحلال أو الحرام، أما الشاطئ المائل الزلق هذه الشبهات، لو سرت على هذا الشاطئ المائل الزلق يمكن أن تقع في النهر.
(( الحلالَ بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات ))
(( فمن تركها استبرأ لدينه وعرضه فقد سلم، ومن واقع شيئاً منها يوشك أن يواقع الحرام ))
10 ـ الحرام حرام على الجميع :
القاعدة العاشرة: الحرام حرام على الجميع، لا يوجد إنسان معفى من الحكم شرعاً، لا يوجد حكم شرعي يطوى عن إنسان، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( إنَّما أَهلك الذين قبلكم: أنَّهمْ كانوا إذا سَرقَ فيهم الشَّريفُ تَرَكُوه، وإذا سَرَقَ فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ. وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أنَّ فاطمةَ بنْتَ محمدٍ سَرَقَت لقطعتُ يَدَهَا ))
الحرام حرام على الجميع.
11 ـ ضابط الكسب الحلال :
آخر قاعدة: هي ضابطة للحلال والحرام، هناك آلاف الأحكام المحرمة، وآلاف الأحكام التي تحل الأشياء، لكن ما الضابط؟ ما القاسم المشترك؟ ما المحور؟ ما الخيط الذي يجمع كل أنواع المحرمات؟ هو ما يلي:
أية منفعة بنيت على مضرة فهي حرام، أية منفعة متبادلة فهي حلال، السرقة منفعة للسارق بنيت على مضرة المسروق، أما أنت فتحت بحيٍّ، جئت ببضاعة من مركز المدينة، وتعبت، وبعتها بثمن أعلى من شرائها، أنت ربحت، وجارك وضع بضاعته إلى جانب البيت، فالجار انتفع بالبضاعة إلى جانب البيت، والتاجر انتفع، فأية منفعة متبادلة هي محور الحلال، وأية منفعة بنيت على مضرة فهي محور الحرام، الغش حرام لأنه أنت دفعت ثمن بضاعة جيدة، وهي مغشوشة، فأي منفعة بنيت على مضرة فهي حرام، وأية منفعة بنيت على منفعة فهي حلال.
أيها الأخوة، ذكرت هذا الموضوع كمقدمة ثانية، لأن الحرام يحجب عن الله عز وجل، وبرنامجنا سبل الوصول إلى الله، والحرام يمنعك أن تصل إلى الله، يحجبك عن الله، ومع الإخلاص علامات القبول.