من أسماء الله الحسنى: القدوس.

 تجليات ( القدوس ) في رمضان.
 قال تعالى :

﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾

[ سورة الجمعة الآية: 1]

معنى القدوس.

 القُدُّوس: على وزن فُعُّول، وهو من القدس، والقُدُس: الطهارة، والتقديس هو التطهير، والأرض المقدسة: الأرض المطهرة، وسُميت الجنة حظيرة القُدُس، لأنها مطهرة من آفات الدنيا، وسُمي سيدنا جبريل روح القدس، لأنه طاهر من العيوب في تبليغ الوحي، وفي قوله تعالى حكايةً عن الملائكة:

﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾

[ سورة البقرة الآية: 30]

يعني: يا رب نحن نطهر أنفسنا، ونقدسها كي نكون أهلاً للإقبال عليك، وهذه مهمة الإنسان في الدنيا، يجب أن يطهر نفسه كي ينال مقعد صدق عند مليك مقتدر .
 إذاً يجب أن يكون شغلك الشاغل أن تطهِّر نفسك؛ كي يُسمح لك أن تكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يوم القيامة.

﴿ وحَسُنَ أولئك رفيقاً ﴾

[ سورة النساء الآية: 69]

 القدُّوس: هو المنزه عن كل وصف يدركه الحس وعن كل تصور يتصوره الخيال، أو يسبق إليه الوهم، أو يختلج به الضّمير، أو يقضي به التّفكير..
 القدوس: من تقدست عن الحاجات ذاته وتنزهت عن الآفات صفاته.
 أمّا المخلوق فمحتاج وفقير، بل إن كل شخصيته، وعلمه وذكائه وقوة هيمنته على الناس، كل هذه الصفات تتلاشى أمام شربة ماء .
قال أحدهم: يا أمير المؤمنين بكم تشتري هذا الكأس إذا مُنع عنك، قال بنصف ملكي، قال فإذا مُنع إخراجه قال: بنصف ملكي الآخر .
 ومَن عرف هذا الاسم طهر نفسه عن متابعة الشهوات، وطهر ماله عن الحرام والشبهات، ومن عرف هذا الاسم طهر وقته عن دنس المخالفات..
 احرص على أن يراك الله حيث أمرك، وأن يفقدك حيث نهاك.
 والذي عرف القدُّوس لا يتذلل لمخلوق ولا يذل نفسه لإنسان، بل يسمو بها إلى ربها، فهذه النفس التي أَقبلت عليه سبحانه، لا يليق بها أن تتذلل لمخلوق؟ ..
 ومن عرف القدوس سمت همته إلى أن يطهره الله من كل عيوبه، فصان نظره عن المحرمات وحمى أذنه من سماع الموبقات.
 وفي شهر رمضان يتجلى القدوس على النفوس فيطهرها من أدرانها إذا أقبلت على ربها واحتمت بحماه، فيخرج الإنسان من ذنوبه كيوم ولدته أمه إن صام وقام رمضان إيماناً واحتساباً.