- أسماء الله الحسنى
- /
- ٠3الأسماء المختصرة
من أسماء الله الحسنى: المؤمن.
تجليات اسم ( المؤمن ) في رمضان.
ورد هذا الاسم في قوله تعالى في سورة الحشر:
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾
معنى المؤمن.
الله عز وجل مؤمن، ولكن مؤمن بماذا؟ أما نحن فمؤمنون بالله، ومؤمنون برسول الله، ومؤمنون باليوم الآخر.
المؤمن اسم فاعل من فعل أمِنَ يأمن أمناً وأماناً، فعل ( أمن ) له معنيان:
المعنى الأول:
من التصديق ومنه قوله تعالى:
﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾
المعنى الثاني:
من الأمن:
﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾
والله سبحانه وتعالى مؤمن يصدق رسله، بعث النبي محمداً رسولاً، وصدقه أي جعل الناس يصدقونه بالمعجزة، بعث موسى نبياً وصدقه، أرسل سيدنا عيسى رسولاً فأعطاه معجزة كي يصدقه الناس.
والله سبحانه وتعالى مؤمن بمعنى أن كل شيء وعد به المؤمنين يأتي فعله مصداقاً لوعده، وعد المؤمن بالحياة الطيبة فإذا عشت الحياة الطيبة فقد صَدَقك بمعنى أن فعله جاء مصداقاً لوعده.
الأحداث التي تعيشها تأتي كلها مصدقة لهذا القرآن، إذا استقمت في البيع والشراء شعرت براحة ووفر الله لك دخلاً طيباً وساق الناس إليك وإذا كنت أميناً رفع الله اسمك بين الناس، فأي وعدٍ وَعَدَك الله به إذا أنت طبقت ما أنت مأمور به تأتي الحوادث كلها لتصدق لك هذا الوعد.
والله سبحانه وتعالى مؤمن يهب الأمن للإنسان، فلو أن الحديد تارة يكون قاسياً وتارة يكون ليناً فإنك تُنْشِئُ البناء وأنت خائف، لعل هذا الحديد بعد حين يصبح ليناً فيتداعى البناء، لقد جعل الله للحديد خصائص ثابتة دائماً فإذا وضعت هذا الحديد مع الاسمنت وأَشَدْت البناء، تنام مطمئناً وأنت في الطابق التاسع، ما الذي جعلك تطمئن؟ ثبات صفات الحديد فلو أن صفات الحديد تبدلت لانهارَ البناء .
فيمكن أن نقول: ثبات خصائص المواد هو الذي يهب الأمن للناس.
علاقة المؤمن بهذا الاسم.
أما الإنسان المؤمن فعليه أن يتخلق باسم المؤمن فتأتي أفعاله كلها مصداقاً لأقواله، و يجب أن يأمنه الناس.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ))
وفي شهر رمضان يكون الأمن والإيمان فتزداد الصلة بالله المؤمن فيهب عبده أمن الطاعة وإيمان النجاة من عذاب الله.