- التربية الإسلامية
- /
- ٠9سبل الوصول وعلامات القبول
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
الاعتصام :
أيها الأخوة الأكارم، مع موضوع جديد من موضوعات: "سبل الوصول وعلامات القبول" والموضوع اليوم: "الاعتصام".
اعتصم العبد بالله إذا استعان به، والتجأ إليه، واحتمى به، عصم الله عبده أي حماه من سوءٍ قاربه، العصمة؛ المنع أي منع شريراً أن يصل إليك، والحفظ حفظك من كل مكروه، يمنع عنك المعتدين، ويحفظك من كل مكروه.
الاعتصام بالكتاب والسنة التمسك بهما ، إقامة أمرهما.
أنواع الاعتصام :
أيها الأخوة، بادئ ذي بدء: الاعتصام نوعان: أن تعتصم بحبل الله، وأن تعتصم بالله، بينهما فرقٌ دقيق، أن تعتصم بحبل الله أن تهتدي بالقرآن، القرآن يدلك على سبل سلامتك، وسبل سعادتك، الاعتصام بالقرآن اعتصامٌ بالنور الإلهي، اعتصامٌ بمنهج الله عز وجل، اهتداءٌ بهديه، سيرٌ على طريقه.
الاعتصام بحبل الله اعتصام معرفي، أما الاعتصام بالله فأن تستعين به، فتغدو قوياً، أن تستعين به فتغدو حكيماً، أن تستعيذ به وأن تستعين به فترى عدوك صغيراً، الاعتصام بالله، بقدرته، بتوفيقه، بتأييده، بنصره، الاعتصام بحبل الله اعتصام معرفي، أما الاعتصام بالله فاعتصام بقوته، اعتصام بحكمته، اعتصام بحفظه، فالآيات متنوعة قال تعالى:
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ﴾
وهناك آيات كثيرة:
﴿ وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ ﴾
الاعتصام بحبل الله أن تهتدي بهديه، أن تتحرك وفق منهجه، أن تستنير بنوره، أن تحقق ما أمرك به، اعتصام معرفي، الاعتصام بحبل الله اعتصام معرفي، أما الاعتصام بالله فاعتصام بقوته، ونصره، وتأييده.
النبي صلى الله عليه و سلم معصومٌ بمفرده بينما أمته معصومةٌ بمجموعها :
أيها الأخوة،
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ﴾
للسادة المفسرين آراءٌ متباينة منها: الاعتصام بدين الله، هذا الدين جملةً وتفصيلاً، بما في كتابه وبما في سنته، الاعتصام بحبل الله الاعتصام بدين الله، والاعتصام بحبل الله الاعتصام بالجماعة.
(( عليكم بالجماعةِ، وإِيَّاكُم والفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشيطانَ مع الواحد، وهو من الاثنين أبعدُ، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاسية ))
أن تعتصم بجماعة المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم طمأننا أنه:
(( لن تجتمع أمتي على الضلالة))
النبي صلى الله عليه و سلم معصومٌ بمفرده، بينما أمته معصومةٌ بمجموعها.
(( لن تجتمع أمتي على ضلالة))
للتوضيح: نُشر كتاب، لا يوجد فيه خطأ، النصوص صحيحة، الأدلة قوية، وفق منهج الله، وفق سنة رسول الله، وفق مقاصد الشريعة، يُنشر ويباع منه بالآلاف ولا أحد ينطق بكلمة، فإذا نُشر كتاب فيه ضلالات تقوم الدنيا ولا تقعد.
لذلك من حكمة الله عز وجل ومن فضله أنه عصم الأمة عن أن تجتمع على خطأ، هي معصومةٌ بمجموعها لا بأفرادها، بينما النبي عليه الصلاة والسلام معصومٌ بمفرده.
الجماعة لا تعني الكثرة تعني من كان على الحق المبين :
لذلك
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ﴾
اعتصموا بدين الله جملةً وتفصيلاً، واعتصموا بجماعة المسلمين، وهل تصدقون أن الجماعة قد تكون واحداً؟ الجماعة من كانت على حق، جمعاً غفيراً، أو قلةً قليلة.
(( ولا تزال طائفة من أمتي على الحق، لا يضرُّهم مَنْ خالفهم ))
أي بكل عصر هناك حق، قد يتسع، قد تتسع رقعته، وقد يقل، فالجماعة لا تعني الكثرة تعني من كان على الحق المبين، ولحكمة الله البالغة في كل مكان، وفي كل زمان، وفي كل جمع، وفي كل مؤسسة هناك إنسان مستقيم، حجةٌ على من حوله، بأسوأ الأماكن، بأسوأ الظروف، إنسان مستقيم يقيم الحجة على من حوله، والظروف نفسها.
هناك بلاد عليها ضغوط لا يعلمها إلا الله، أحد هذه البلاد يقيم منهج الله، هذا البلد الصغير الضعيف لا يوجد به خمر، ولا مقهى، ولا انحراف، هذا البلد الضعيف حجةٌ على من حوله، لذلك دائماً الحجة قائمةٌ على العباد.
القصة المعاصرة وقعها أشد في النفس لأن الذي يعاصرك واقعٌ تحت الظروف نفسها :
بالمناسبة القصة القديمة لها وقع، أما أنا فأرى أن القصة المعاصرة وقعها أشد، السبب هذا الذي يعاصرك واقعٌ تحت الظروف نفسها، والإغراءات نفسها، والعقبات نفسها، والصوارف نفسها، واستقام على أمر الله، بل إن الأنبياء بشر،
تجري عليهم كل خصائص البشر
ولولا أنهم بشر وتجري عليهم كل خصائص البشر لما كانوا سادة البشر، النبي يغضب، ويرضى، ويشتهي، ويحب، ويتمنى، لأنه بشر، ولأنه تجري عليه كل خصائص البشر، لذلك هو سيد البشر.
فالقصة المعاصرة لها وقع كبير جداً، كيف استطاع هذا الإنسان أن ينجو من كل هذه الضغوط والإغراءات والصوارف والعقبات؟ إذاً هو حجةٌ على من حوله، لا تتصور أن الله سبحانه وتعالى يكلفك ما لا تستطيع.
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ﴾
والاستطاعة لا تحددها أنت يحددها الله عز وجل، فإذا أمرك بغض البصر بإمكانك أن تغض البصر، فإذا توهمت أنك لا تستطيع غض البصر اعلم يقيناً أنك لا تريد أن تغض البصر، الذي تدّعي أنك لا تستطيعه هو الذي لا تريده.
على الإنسان الاعتصام بعهد الله و الاعتصام بجماعة المؤمنين :
أيها الأخوة، على الإنسان الاعتصام بدين الله عامةً، والاعتصام بجماعة المؤمنين، وأن يتبع سبيل المؤمنين، المؤمنون لا يكذبون، المؤمنون لا يحتالون، المؤمنون لا يدلسون، المؤمنون لا يخونون، المؤمنون لا يخدعون، هناك صفات للمؤمن، الذي يميزه عن بقية الناس ليس العبادات ولكنها المعاملات، هناك مبادئ وهناك قيم تحكمه.
(( الإِيمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ، لا يَفْتِكُ مؤمِن ))
فلذلك الاعتصام بجماعة المؤمنين، والاعتصام بعهد الله، هذا العهد الذي قطعته على نفسك في عالم الأزل.
﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾
الاعتصام بحبل الله، والاعتصام بالقرآن لأن النبي وصفه بأنه حبل الله المتين، والاعتصام بأمر الله ونهيه، هذه المعاني التي قالها المفسرون في الاعتصام بحبل الله ، أما الاعتصام بالله فأن تستعين بقوته، أن تستعين بجبروته، أن تستعين بعلمه، أن تستعين بتوفيقه، بحفظه، الآية الكريمة الأصل في هذا اللقاء الطيب:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾
حق التقوى أن تطيعه فلا تعصيه، وأن تذكره فلا تغفل عنه، وأن تشكره ولا تكفره.
﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ﴾
وحبل الله كما تبين قبل قليل التمسك بدين الله، بجماعة المؤمنين، بعهد الله، بالقرآن، بالأمر والنهي
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾
الاعتصام بالله اعتصام معرفي :
الآن الآية الثانية بمنحى آخر:
﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ ﴾
بحبل الله اعتصام بياني، اعتصام معرفي
﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ ﴾
بقوته، بجبروته بقدرته، بغناه، بعلمه:
﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
الكافر لا يضل الإنسان أما الخطير فهو المنافق :
أيها الأخوة، الآية الثالثة:
﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾
لأن المؤمن واضح، والكافر واضح، الكافر رفض الدين، رفض الآخرة، آمن بالدنيا واضح، الكافر لا يضلك، قال لك: أنا لست مؤمناً، أما الخطير فهو المنافق تظنه مؤمناً وهو كافر، المنافق في بعض الآيات كافر لكنه ذكي جداً، في مجتمع المؤمنين من أجل مصالحه يتزيا بالزي الديني، يطرح أفكاراً دينية كي تقبله، كي ينتفع بك، قال:
﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ﴾
من آمن بالله هدي إلى الصراط المستقيم :
ثم قال تعالى:
﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ ﴾
تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله.
﴿ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً ﴾
أيها الأخوة، آيةٌ رابعة:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً ﴾
الله عز وجل تولى حفظ النبي الكريم وعصمه من الناس :
أيها الأخوة، هذه الآيات، أما الأحاديث فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحْرَسُ ليْلا، حتى نزل { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }
فأخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسهُ من القُبَّةِ، فقال لهم: يا أَيُّها الناسُ، انصرفوا، فقد عَصمَنِي الله ))
الحقيقة هناك رجل ألماني سبب إسلامه هذا الحديث، لو كان الذي يقوله للناس ليس قانعاً به لا يمكن أن يصرف حراسه، ما دام إيمانه بالله عز وجل إيماناً في أعلى مستوى الله قال له:
(( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
هذه خصوصية، ذلك لأن اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم هو عدوان على الذات الإلهية، لذلك الله عز وجل تولى حفظه، عصمه من الناس، النبي يحارب، يكذب أما لا يقتل، فإذا قتل النبي فقد انتهت رسالته ومهمته، بعد انتهاء المهمة اليهود قتلوا أنبياءهم، أما مادام في صلب الدعوة، ما دام في طور الدعوة، فالله عز وجل عصمه من أن يقتل:
(( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، فأخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسهُ من القُبَّةِ، فقال لهم: يا أَيُّها الناسُ، انصرفوا، فقد عَصمَنِي الله ))
النبي عليه الصلاة والسلام أوتي جوامع الكلم :
أخواننا الكرام، النبي عليه الصلاة والسلام أوتي جوامع الكلم، وقد تعلمنا في الجامعة أن النص النبوي أفصح نصٍ على الإطلاق بعد القرآن الكريم ، وقد قال عن نفسه:
(( أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ))
هذه بيد أني من قريش أسلوب بلاغة اسمه تأكيد المدح بما يشبه الذم، تقول: فلان كريم إلا أنه شجاع، هذه إلا أنه تتوهم أنه سيذم، وقد أخذ هذا النبي الكريم هذا الأسلوب:
(( أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ))
وقريش أفصح قبيلة.
الدعاء مخ العبادة :
الدعاء التالي من أدق الأدعية:
(( اللهم! إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي، وترد بها أُلفَتي، وتصلح بها ديني، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتبيض بها وجهي، وتلهمني بها رشدي، وتعصمني بها من كل سوءٍ اللهم أعطني إيماناً صادقاً، ويقيناً ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة. اللهم إني أسألك الفوز عند القضاءِ، ونزل الشهداءِ، وعيش السعداءِ، ومرافقة الأنبياءِ، والنصر على الأعداءِ. اللهم أُنزل بك حاجتي وإن قصُر رأْيي، وضعف عملي وافتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور، ويا شافي الصدور، كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثبور، ومن فتنة القبور، اللهم ما قصر عنه رأْيي وضعف عنه عملي، ولم تبلغه نيتي من خير وعدته أحداً من عبادك، أو خير أنت معطيه أحداً من خلقك، فإني أرغب إليك فيه ))
طموح النبي ليس له حدّ.
(( اللهم وما قَصَّرَ عَنهُ رَأْيي، وَلَمْ تَبْلُغْه مَسألتي، ولم تَبلُغْهُ نِيَّتي مِن خَيرٍ وَعَدْتَهُ أحَدا مِن خَلقِكَ، أَو خَيرٍ أنْتَ مُعطيه أحداً من عبادك، فَإني أرغَبُ إليكَ فيه، وأسأَلُكَهُ برحمتكَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم يا ذا الحَبْلِ الشَّديدِ، والأمرِ الرَّشيدِ أسأَلُكَ الأمنَ يومَ الوعيدِ والجَنَّةَ يَومَ الخُلودِ، مع المقَرَّبينَ الشُّهودِ، الرُّكَّعِ السجودِ، المُوفِينَ بالعهودِ، إِنَّكَ رَحيمٌ ودَودٌ، وإنك تفعل ما تُريدُ، اللهم اجعلنا هَادِينَ مهتدينَ، غير ضالِّينَ، ولا مُضِلِّينَ، سِلْما لأوليَائِكَ، وحَرْبا لأعدائِكَ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ، ونُعَادي بِعَدَاوتِكَ مَن خالَفَكَ اللهم هذا الدُّعَاءُ وعليكَ الإجَابَةُ اللهم هذا الجُهدُ، وعَلَيكَ التُّكلانُ، اللهم اجعَل لي نُورا في قَلبي، ونُورا في قبري، ونورا من بين يَدَيَّ، ونُورا من خَلفي، ونورا عن يَميني، ونورا عن شِمالي، ونورا من فَوقي، ونورا من تَحتي، ونورا في سَمعي، ونورا في بصري، ونورا في شَعْري، ونورا في بَشَري، ونورا في لحمي، ونورا في دمي، ونورا في مُخِّي، ونورا في عِظامي، اللهمَّ أعظِم لي نورا وأعطِني نورا، واجعَلْ لي نورا، سُبحَانَ الذي تَعَطَّفَ بِالعِزِّ وقالَ بِهِ، سُبحَانَ الذي لَبِس المجدَ وتَكرَّمَ بِهِ، سبحانَ الذي لا ينبغي التَّسبيحُ إلا لَهُ، سبحانَ ذِي الفَضْلِ والنِّعَمِ، سبحانَ ذِي المَجدِ والكَرَمِ، سبحانَ ذِي الجَلالِ والإكرَامِ ))
هل بعد هذه الفصاحة من فصاحة؟ هذا الدعاء والدعاء مخ العبادة، أتمنى أن يكون للمؤمن ساعة يناجي بها ربه، ناجِه في الطريق وأنت تمشي، وأنت في مركبتك، وقبل أن تنام، وبعد أن تستيقظ، مناجاة الله عز و جل شيء مسعد جداً.
من الأدعية الشهيرة:
(( اللَّهمَّ أَصْلِح لي ديني الذي هو عِصْمَةُ أمري ))
((الإِيمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ ، لا يَفْتِكُ مؤمِن ))
(( اللَّهمَّ أَصْلِح لي ديني الذي هو عِصْمَةُ أمري، وأصَلِح لي دُنيَايَ التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعَل الحياة زيادة لي في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحة لي من كل شَرٍّ ))
كتاب الله وسنة نبيه من تمسك بهما فلن يضل أبداً :
أيها الأخوة، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( أيها الناس ـ كلام خطيرـ قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ))
الله عز و جل ما تعبدنا بأقوال العلماء، تعبدنا بكتابه وسنته، أحياناً إنسان داعية يُدرس كتاباً، الكتاب رائع لكن لا يرقى إلى القرآن الكريم، فيه حق وفيه تقصير أحياناً.
(( أيها الناس، قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به، لن تضلوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ))
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم:
(( أيما شاب تزوج في حداثة سنه ـ كان زواجه مبكراً ـ عج شيطانه يقول: يا ويله يا ويله عصم مني دينه ))
وأنا الآن أرى مع هذا العصر الذي يعج بالفتن، والفتن في أي مكان، أينما التفت تمسك جريدة فيها فتنة، الإنترنت فيه فتنة، الفضائية فيها فتنة، الطريق فيه فتنة، أي حركةٍ أو أية سكنةٍ فيها فتنة، في هذا العصر أنا مع أنصار الزواج المبكر، هذا الشاب الذي تزوج في حداثة سنه:
(( عج شيطانه يقول: يا ويله يا ويله عصم مني دينه ))
النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ))
ألا تقول في الفاتحة في اليوم عشرات المرات:
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
أي نستعين على عبادتك بك.
لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله :
وفي بعض الأقوال:
(( لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله ))
وهذا مقام النبوة، قال: ربِ:
﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾
(( لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله ))
(( نزل جبريل عليه السلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره: أنها ستكونُ فتَن، قال: فما المخرَجُ منها يا جبريل؟ قال: كتابُ الله، فيه نَبَأُ ما قبلَكم ونبأ ما هو كائن بعدَكم، وفيه الحُكم بينكم، وهو حبلُ الله المتين، وهو النورُ المبين، وهو الصراطُ المستقيم، وهو الشفاء النافع، عِصْمة لمن تمسّك بهِ، ونجاة لمن اتَّبعه، لا يَعْوجُّ فَيُقَوَّم، ولا يزيغ فَيُسْتَعْتَبَ، ولا يَخْلَقُ على كثرة الردِّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لا تلتبس به الأهواء، ولا تشْبع منه العلماء، هو الذي لم تنته الجنّ إِذ سمعتْه أنْ قالوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنا عَجَبا يَهْدِي إِلى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ، مَن وَلِيَه من جبَّار فحكم بغير ما فيه قَصَمه الله، وَمَن ابتَغَى الهُدى في غيره أَضَلَّه الله ، مَن قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومَن اتَّبعه هُدِي إِلى صراط مستقيم ))
أيها الأخوة، ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه:
(( مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ، ولا استَخْلَفَ مِن خَليفةٍ، إلا كانَتْ لَهُ بِطَانَتانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمعْرُوفِ، وَتَحُضُّهُ عليه، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ، وَتَحُضُّهُ عليه، والمَعْصُومُ مَنْ عَصمَ اللهُ ))
والحديث الأخير: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
(( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد اتلوه فإن الله عز وجل يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ))