- الفقه الإسلامي / ٠5العبادات الشعائرية
- /
- ٠4الزكاة
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الإحسان في المعاملة للمسلمين و غير المسلمين :
أيها الأخوة المؤمنون:
(( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ))
ألسنة المؤمنين، قد يتوهم بعض المؤمنين أن المسلم عليه أن يحسن معاملته للمسلمين فحسب بينما لو قصر مع غير المسلمين فلا شيء عليه لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ))
والحقيقة هي أن هذا الحديث له معنى دقيق جداً قد لا يخطر ببال أحد وهو أن مجموع المسلمين، سمعة المسلمين، شخصية المسلمين المعنوية يجب أن تسلم من هذا المسلم، أي أنت لو عاملت مجوسياً أو عابد صنم، وأسأت إليه وعرف أنك مسلم لا يتهمك أنت بل يتهم إسلامك، بل يتهم الإسلام كله، بل يتهم الدين كله.
فأنت لا كما يظن بعض الناس من أنك يجب أن تحسن المعاملة للمسلمين فقط يجب أن تحسن المعاملة لكل المخلوقات، فلو أنك كنت دقيقاً في معاملتك مع المسلمين وجب أن تكون أكثر دقة بآلاف المرات فيما لو تعاملت مع غير المسلمين، لأنك إذا عاملت مسلماً وقصرت معه يتهمك بشخصك أنت، هو مسلم وأنت مسلم، فإذا أسأت إليه يقول: فلان الفلاني أساء إلي، لكنك إذا عاملت غير مسلم وأسأت إليه مباشرةً يطول دينك يقول: أهكذا الإسلام؟ أإسلامكم يأمركم بهذا؟ أهكذا ينبغي أن يفعله المسلم أهذا هو الدين؟ أهذا هو دين الله عز وجل؟ شيء دقيق جداً إذا عاملت غير المسلم فعد للمئات، إذا ظن أنك قد أخذت ماله بغير حق لغط في عرض المسلمين، إذا كذبت عليه لغط في عرض المسلمين، فلا يكون المسلم مسلماً حقاً حتى ينجو المسلمون جميعاً في سمعتهم من لسانه ويده، هذا الحديث الشريف لو طبقه المسلمون لدخل الناس في دين الله أفواجاً، ولكن قد يفهمه بعضهم على أنك يجب أن تكون دقيقاً مع المسلمين فقط، أما مع غير المسلمين فهؤلاء كفار خذ من أموالهم ما شئت، هذا كلام فارغ لا يرضي الله عز وجل، ولا ينطبق مع نص هذا الحديث، المسلمون لهم شخصية معنوية، المسلمون لهم سمعةٌ طيبة، كل من تعامل مع غير المسلمين وأساء لهم فإن هذه السمعة قد تخدش، وإن هذا الريح الطيب قد تسوء، وإن هذه السمعة الطيبة قد تصاب بالخلل والعطب.
(( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ))
وكأن النبي عليه الصلاة والسلام يجعل العمل عملين، عمل اللسان وعمل البنان، فاللسان له عمل، فالغيبة من معاصي اللسان، والنميمة، والوشاية، والسخرية، والاستهزاء، والاستعلاء، هذه كلها من أعمال اللسان، الإنسان وإن لم يفعل شيئاً مادياً يكفي أن يستهزئ بإنسان، يكفي أن يطوله بكلمات نابية، يكفي أن ينم بين شخصين، بين مؤمنين يكفي أن يفرق بلسانه.
فشتان أن تفهم هذا الحديث على أن المسلم عليه أن يكون محسناً للمسلمين فقط وبين أن تفهم الحديث على أن المسلم يجب أن يبالغ في دقة معاملته لغير المسلمين، لئلا يساء إلى سمعة المسلمين، وبهذا يضعف المسلمون أمام خصومهم من طريقة إساءة معاملة الآخرين.
باب الهجرة مفتوح على مصراعيه من المعصية إلى الطاعة :
والقسم الآخر من الحديث:
((... وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ))
الحقيقة باب الهجرة من مكة إلى المدينة قد أغلق بعد الفتح، ولكن باب الهجرة مفتوح على مصراعيه بين كل مدينتين إلى آخر الزمان يشبهان مكة والمدينة، أو باب الهجرة مفتوح على مصراعيه من المعصية إلى الطاعة، من الكفر إلى الإيمان، من المحرمات إلى المباحات.
((... وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ))
والحديث متفق عليه، وقد قال عليه الصلاة و السلام:
(( الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ))
أي أنت إذا كنت في زمن صعب، في الطريق نساء كاسيات عاريات، المال مشبوه، أي معظم المعاصي تجدها في كل مكان، وأنت حفظت أمر دينك فهذا عمل عظيم، والله سبحانه وتعالى رشحك لمقام رفيع، لأنك إذا طبقت أمر الله في زمن الفتن وفي زمن الفساد فهذا له أجر عظيم لذلك:
((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ))
((عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللَّهم عَنْهمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ))
* * *
صدقة الفطر :
والآن ننتقل إلى أبحاث الزكاة بعد أن انتهت بفضل الله ورحمته أبحاث الصيام، الموضوع الملح هو صدقة الفطر.
أولاً: المسلم في رمضان لعله لغا، تكلم كلمةً لا معنى لها، لعله تكلم كلمةً أساء بها عن غير قصد، فربنا سبحانه وتعالى جعل صدقة الفطر طهرةً للصائم من كل لغو ورفث، أي غلط غلطة، تكلم كلمة، نظر نظرة، طبعاً بما هو مباح، انشغل بشيء ما كان موقفه كاملاً، فهذا ما بدر منه في رمضان من تقصيرات، من لغو في الحديث، من نظرة غير صحيحة تأتي هذه الصدقة لتكون كفارةً لهذه الهفوات، فقال عليه لصلاة والسلام:
(( فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ))
أي يوم العيد هذا يوم تعم فيه الفرحة المسلمين، فلا ينبغي أن يفرح إنسان دون إنسان بغض البصر عن دخله وعن مستواه الاقتصادي، يجب أن يفرح كل المسلمين، لذلك فرضت هذه الزكاة وهي زكاة الفطر لتكون طعمةً للمساكين وطهرةً للصائمين.
وجوب زكاة الفطر على الفقراء و الأغنياء :
الشيء الآخر من غرائب الأمور أن هذه الزكاة تكاد تفرض على كل مسلم، أي من يملك قوت يومه، من يملك ما يأكله مساءً قوت ليلته تجب عليه زكاة الفطر، قال بعضهم: هذا تدريب على دفع المال حتى في أشد ساعات العسرة، الفقير المعسر عليه أن يدفع هذا المال، أي الله عز وجل جعل هذا الفقير يأخذ المال في كل أيام العام لكن عليه أن يدفع زكاة الفطر ولو كان معسراً، ولو كان فقيراً، ولا يعفى من زكاة الفطر إلا من لا يجد طعام يومه، طعام يوم لا يجد، لكن من كان عنده طعام يوم فعليه زكاة الفطر، إن الله سبحانه وتعالى فرضها على المسلم الفقير تدريباً له على دفع المال، تدريباً له على أن يذوق طعم العطاء، طعم البذل، للبذل والعطاء طعم لا يعرفه إلا من ذاقه، حتى أنه في اللغة العربية هناك كلمة الأريحي، من هو الأريحي؟ هو إنسان فوق الكريم، يوجد عندنا كريم ويوجد سخي، الكريم معروف والسخي الذي يكثر البذل، لكن الأريحي يرتاح للعطاء، أي هناك لذة في الأخذ وهناك لذة في العطاء، هذه اللذة لا يعرفها إلا من ذاقها، فكأن الله سبحانه وتعالى أراد حينما فرض زكاة الفطر على كل مسلم غني أو فقير، صحيح أو مريض، ذكر أو أنثى، كأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يذيق طعم العطاء لهؤلاء الفقراء، إذاً تجب على الفقراء كما تجب على الأغنياء.
حكم صدقة الفطر :
حكم صدقة الفطر: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمرٍ أو صاعاً من شعيرٍ على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين:
(( فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ ))
وفي بعض الأحاديث الأخرى:
((فَرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ أَوْ قَالَ رَمَضَانَ عَلَى الذَّكَرِ وَالأنْثَى وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ فَعَدَلَ النَّاسُ بِهِ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهما يُعْطِي التَّمْرَ فَأَعْوَزَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ فَأَعْطَى شَعِيرًا فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ حَتَّى إِنْ كَانَ لِيُعْطِي عَنْ بَنِيَّ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ))
أي ما يعادل اثنين كيلو ونصف تقريباً، قدر هذا العام حدّ زكاة الفطر الأدنى بخمس وعشرين ليرة، وحدّه الأعلى "وما تنفقوا من خير يوفى إليكم"، الإنسان إذا كان في بحبوحة ودفع خمسين لا يوجد مانع، دفع مئة لا يوجد مانع، دفع ألفاً لا يوجد مانع، وهذا في حسابه، إذا دفعت مبلغ إيداع باسمك مهما كبر هذا المبلغ في النهاية لك هذا المبلغ، حدها الأدنى خمس وعشرون ليرة عن كل فرد أو عن كل رجل تمونه أو تلي عليه، أي تنفق عليه أو لك عليه حق الولاية، تطعمه أو ترعاه، طبعاً هذا الأمر يقتدي الوجوب، زكاة الفطر واجبةٌ على كل مسلم مالك للنصاب ولو غير نامٍ، وفي النهاية بإجماع العلماء من ملك زاد يومه، أي طعام يومه.
يخرجها الرجل عن نفسه، وعمن يمونه ويلي عليه كأولاده الصغار الفقراء ولو كانوا أغنياء له أن يخرجها من مالهم، لو رجل عنده أولاد أغنياء يخرج زكاة الفطر من مالهم هم، وعلى الجد أن يخرج زكاة الفطر عن أولاد ابنه إذا كانوا فقراء عند فقد أبيهم، أما أولاد ابنته فغير مكلف أن يخرج عنهم زكاة الفطر، ولا يكلف الرجل أن يخرج عن أولاده الكبار البالغين، ولا عن أبيه وأمه ولو كانوا في عياله، ولا عن زوجته سواء أكانوا جميعاً فقراء أم أغنياء، وإن كان الأفضل أن يخرج عنهم إن كانوا فقراء، أي زوجته ليس لها دخل، يوجد عندنا العدل والإحسان دائماً، هنا حكم زكاة الفطر فيها نوعان، يجوز إذا سأل رجل معسر سؤالا دقيقاً: أنا لي حق أن أدفع عن أولاد ابنتي؟ نقول له: لست مكلفاً، ولكن الأولى أن تدفع عن كل شخص تمونه أي تطعمه، أو تلي عليه بحق الرعاية، حتى أن بعضهم يخرج زكاة الفطر عن الجنين الذي في بطن أمه، لكن الأئمة الثلاث ذهبوا إلى أن الزوج ملزم شرعاً بإخراج صدقة الفطر عن زوجته لكونه ملزماً بالإنفاق عليها، وكذلك عن أبويه، وهذا ما انفرد به المذهب الحنفي، لكن المذاهب الثلاث تلزم الرجل أن ينفق عن زوجته، وعن والديه، لأنه في الأصل ملزم بالإنفاق عليهم، نحن يوجد عندنا قاعدة رائعة جداً هذه القاعدة تقول: قبل أن تفعل اسلك الأحوط، وبعد أن فعلت مرغماً ابحث عن الأسهل، يوجد عندنا أربع مذاهب قبل أن تنفق المال ابحث عن الأحوط، الأحوط أن تخرج عن زوجتك وعن أبويك وعن كل فرد تمونه أو تلي عليه هذا هو الأحوط، فإذا دفعت أقل مما يجب عليك واستفتيت عندئذٍ يفتى لك بالأيسر، نقول: عند المذهب الحنفي لست ملزماً أن تخرج عن زوجتك، ولكن قبل أن تدفع ابحث عن الأحوط، بعد أن تقع ابحث عن الأسهل.
وقت صدقة الفطر :
تجب صدقة الفطر ولا تقبل بعد طلوع شمس يوم العيد، تقبل قبل طلوع شمس العيد، هناك من يقول: تجب مع غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان، وهناك من يقول: تجب مع فجر يوم العيد إلى صلاة العيد، وأما إذا دفعت بعد الصلاة فإنها صدقة، وهناك من يقول: تجب بدخول رمضان، وأنا أفضل أن تدفع زكاة الفطر في رمضان لأنه عندما يطلع الفجر صعب أن يستفيد الإنسان من هذا المال أما في رمضان فيحتاج إلى كساء لأولاده، يحتاج إلى معونة، يحتاج إلى طعام، إلى شراب، فالعلماء سمحوا أن تدفع زكاة الفطر من أول رمضان، ولكن إذا دفعت بعد صلاة العيد فإنها غير مقبولة طبعاً ولا تسقط من الذمة، تصبح صدقةً ولا تسقط من الذمة.
مقدار صدقة الفطر :
مقدار صدقة الفطر عن كل شخصٍ نصف صاع من التمر أو الحنطة أو من الدقيق أي ما يقارب اثنين كيلو، أي ثلاثة آلاف غرام تقريباً، أي حسبت خمساً وعشرين ليرة، على الشعير ثلاث وثلاثون ليرة، على التمر ستون ليرة، نحن نأخذ بالأسهل، الحد الأدنى خمس وعشرون ليرة، تعطى هذه الصدقة للأرحام والأقارب ماعدا الأصول والفروع والزوجة، فلا يعطى المكلف فطرته لأمه أو أبيه ولا لأجداده ولا جداته ولا لابنه ولا أبناء ابنه ولا بناته ولا أولادها ولا يعطى للزوجة ولا الزوجة لزوجها، أي تداول الصدقة بين هؤلاء ممنوع، لأن هذه أحد أنواع المنفعة الباطنة، أي يجوز ابنك يريد منك ثياباً على العيد، دفعت له صدقة الفطر فاشترى بهم ثياباً، وأنت وفرت على نفسك ثمن الثياب، هذه غير مقبولة، الفروع مهما نزلوا والأصول مهما علوا والزوجة، وهذه الصدقة حكمها كحكم الزكاة العادية.
صدقة الفطر واجبة لا تسقط بهلاك المال بعد وجوبها :
صدقة الفطر لا تسقط بهلاك المال بعد وجوبها، أي إذا المال هلك ربما سقطت عنه الزكاة بخلاف صدقة الفطر، لا تسقط بهلاك المال بعد وجوبها، من أفطر في رمضان بعذر لا تسقط عنه الفطرة فيجب إخراجها والنية بها عند الدفع للفقير، أو عند عزلها عن ماله، حتى من أفطر رمضان بلا عذر لا تسقط عنه صدقة الفطر، والولد الصغير أو المجنون صدقتهما من مالهما، إذا كان هناك يتيم يوجد عليه زكاة الفطر تدفع من ماله يدفعها عنه وليه وكذلك المجنون.
المرأة الغنية لا تكلف بزكاة الفطر عن أولادها ولو كان زوجها فقيراً، الرجل لا يكلف بصدقة الفطر عن أولاد زوجته الذين من غيره، الأرملة لا تكلف بالفطرة عن أولادها وإن كان لهم مالٌ أخرجت عنهم من مالهم لأنها مثلهم فقيرة.
زكاة الفطر تدفع في بلد إقامة المزكي :
يوجد شيء مهم في زكاة الفطر المعتبر في زكاة الفطر البلد الذي فيه صاحب المال بخلاف الزكاة، أي أنت لك معمل في الشام ومقيم في حمص، هذا المعمل الذي في الشام ربح ألف ليرة، عشرة آلاف، مئة ألف، هذا الربح كان من الشام فيجب أن تؤدى زكاة هذا المال في الشام، لو أنك مقيم في حمص يجب أن تدفع زكاة المال في مكان المال، أما زكاة الفطر فلها حكم آخر، تدفع زكاة الفطر في بلد إقامة المزكي، وليس في بلد المال، هذا حكم تنفرد به زكاة الفطر، المعتبر في زكاة الفطر البلد الذي فيه صاحب المال بخلاف الزكاة إذ المعتبر فيها البلد الذي فيه المال.
جواز تفريق صدقة الفطر أو جمعها :
يجوز إعطاء عدة صدقات فطر لفقير واحد، كما يجوز تفريق صدقة واحدة على عدة فقراء، لو أحب رجل ميسور أن يدفع ألف ليرة عن كل نفر ألف، عنده سبعة يدفع سبعة آلاف ممكن أن يدفع سبعة آلاف لسبعة أشخاص، ممكن دفع عدة صدقات فطر لرجل واحد، وممكن صدقة فطر واحدة إلى عدة فقراء، أي الشيء الذي يلفت النظر أنه حتى الفقير يجب أن يعود على البذل، حتى الفقير يجب أن يذوق طعم العطاء، العطاء فيه طعم لا يعرفه إلا من ذاقه.
شيء ثالث عيد الفطر يجب أن تعم الفرحة كل المسلمين فقيرهم وغنيهم، فربنا عز وجل جعل هذه الزكاة، لا يرفع الصيام إلا بدفع زكاة الفطر، والإنسان ينتبه يجوز دفعها في رمضان، يجوز دفعها في أول رمضان، الإنسان يرتب أموره وحاجاته، ملابس أولاده، و مؤونة رمضان والعيد، أما أن تدفعها بعد صلاة العيد فهي غير مقبولة قطعاً.
الآن موضوع الزكاة موضوع مهم جداً ولست مضطراً أن أنهيه في رمضان نبدأ به من الآن لكن يجب أن يكون واضحاً لدى الجميع، هناك أحكام دقيقة في الزكاة فإن شاء الله نبدأ به من الآن ولكن ليس المقصود أن ينتهي في رمضان نأتي به على شكل تفصيلي.
شروط صحة أداء الزكاة :
من موضوعات الزكاة شروط صحة أداء الزكاة، أولاً: النية المقارنة للأداء إلى الفقير، يجب أن تنوي لكن النية عند الفقهاء الثلاث عدا أبي حنيفة يجب أن تسبق العمل، لكن عند أبي حنيفة هناك نية حكمية يمكن أن ترافق العمل، لو أعطيت الفقير مبلغاً من المال بعد أن أعطيته هذا المال وقبل أن ينفقه نويت أن يكون من مال الزكاة فهو يصح في المذهب الحنفي ولكن لابد من النية، النية المقارنة للأداء إلى الفقير، أو وكيل المزكي.
بالمناسبة يمكن أن يدفع الزكاة عنك وكيلك، يمكن أن توكل إنساناً لدفع الزكاة، يوجد مجموعة عبادات يصح فيها التوكيل، فإذا نوى الوكيل دفع زكاة المال عن الأصيل فهذه النية مقبولة حقيقةً أو حكماً، حقيقةً كأن ينوي عند الدفع للفقير، أما حكماً كأن يدفع المال لفقير بدون نية ثم ينوي بعد الدفع والمال لم يتصرف فيه الفقير بعد، شيء مهم جداً لا يشترط يا أخوان - أحياناً يكون المسلم جاهلاً في أحكام دينه ويرتكب حماقات- لا يشترط علم الفقير أنها زكاة، أي لك فقير مستور، لك فقير له شأن لكنه فقير، له كرامته ومكانته الاجتماعية أي دخله أقل من مصروفه، يجب أن تعطيه المال على أنه زكاة، هنا يقول العلماء: لا يشترط علم الفقير أنها زكاة حتى ولو قال للفقير هذه هبة أو هذه قرض، يوجد إنسان كرامته غالية عليه يقبل أن يأخذ قرضاً، أعطه زكاة مالك قرضاً، ثم انوِ بقلبك أنها زكاةً تقع عن الزكاة لأن العبرة عن النية، لو دفع هذه الزكاة إلى صبيان أقاربه بمناسبة عيد جاز، قدمت إلى أولاد قريب لك هدايا في العيد، مثلاً يريدون أقلاماً ودفاتر، كتباً معينة، ألبسة، أنت قدمت لأولاد أخيك، لصديقك، لقريبك هدايا في العيد، هذه الهدايا للصبيان بمناسبة العيد تعد من الزكاة، أو دفع هبةً بمناسبة عرس، لك صديق تزوج و الزواج فوق طاقته قدمت له براد هدية، هذا ممكن أن يكون من الزكاة وهو لم يدرأنها زكاة، شعر أنها هدية زواج، يهمني أن تحفظ للمؤمن كرامته، لا تشعره أنه فقير يستحق الزكاة، هناك من يجهل ذلك ويقول: هذه زكاة المال تملكها، هذه زكاة مالي تملكها من أجل أن تصح، لا، قدمها على شكل هدية بمناسبة العيد، بمناسبة زواج، بمناسبة فرح مثلاً، تقدم على شكل هبة، تقدم على شكل قرض، العبرة أن يصل هذا المال إلى المستحق من دون أن تجرحه، من دون أن تخدشه، من دون أن تحرجه، من دون أن تصغره، أحياناً الإنسان حسب زكاة ماله بواحد رمضان، كان المبلغ كذا من المال لا يملك الآن مصارف للزكاة جاهزة، فيوجد عندنا حالة اسمها العزل، أي المبلغ عشرة آلاف وضعهم في ظرف وكتب عليهم زكاة المال، فكلما شاهد حالة تستحق المساعدة، دفع ألفاً أو ألفين باستمرار، فحينما عزل هذا المال عن أصل المال، فهذه النية تعد نيةً صالحةً للزكاة، النية عند الدفع أو عند العزل، في هذه الحالة لا تلزمه النية عند الدفع لأنه وضع عشرة آلاف بظرف ودفعهم ألفاً أو ألفين، خمسمئة عندئذٍ هو معفى نية الدفعات الجزئية لأنه نوى عزل الزكاة.
الزكاة لا تسقط بالعزل بل بالأداء للفقير :
إذا سرق الصندوق الذي فيه مال الزكاة هل سقطت عنه الزكاة؟ الجواب لا، لا تسقط، وشبهوها تشبيهاً لطيفاً أخ له عليك دين، له عليك عشرة آلاف، فأنت وضعتهم في جيبك وسرقوا منك، وأنت نويت أن تعطيه العشرة آلاف الآن في الطريق سرقوا يا ترى الدين سقط عنك؟ لا يسقط لأنه يقول لك: أنا ما قبضت شيئاً، أنت مفرط، فلا تسقط الزكاة بالعزل بل بالأداء للفقير.
يوجد عندنا حكم غريب إذا إنسان تصدق بكل ماله وهو لا ينوي بذلك الزكاة سقطت عنه الزكاة استحساناً، لا يوجد معه شيء بعدئذٍ تبين أنه ما دفع زكاة ماله فهذا المال الذي دفع يعد حكماً من مال الزكاة.
أي أدق حكم في الزكاة موضوع حولان الحول، يوجد أناس يتلاعبون ويحتالون على الله عز وجل، أنت بواحد رمضان ولكن الزكاة هجرية وليست ميلادية أي السنة الميلادية أكثر إذا أردت الدقة يجب أن تدفع زكاة مالك على الحساب الهجري، إذا أحد مضطر بدفع الميزانية يدفع زيادة، الفرق العشرة أيام بين السنتين، أما الزكاة على العام الهجري، أي يا ترى هذا المال حال عليه الحول أم لم يحل عليه الحول؟ المبلغ هبط أو ارتفع أثناء السنة يا ترى كيف أحسب؟ الحساب على الليرة في اليوم عملية صعبة جداً، عندك بواحد رمضان أو بواحد واحد كم هو مالك تدفع عنه الزكاة، بواحد رمضان الثاني كم هو مالك تدفع عنه الزكاة، والذي معك الآن تدفع، هو الذي حال عليه الحول، أما قضية أن تدخل في متاهات الحسابات يا ترى هذه المئة ألف نقصت في واحد من الشهر السادس يا ترى عليهم زكاة؟ أنت أجري حساب جرد سنوي على السنة القمرية أصح أو على السنة الميلادية وادفع عن المال الذي بحوزتك.
زكاة الأموال من الذهب والفضة وعروض التجارة :
زكاة الأموال من الذهب والفضة وعروض التجارة هذا شيء دقيق جداً، أحياناً الإنسان يشتري محلاً تجارياً، والنية أن ينتفع فيه، وهو له محل تجاري، أخذه الثاني ليبيعه، هذا المحل صار من عروض التجارة، يسكن في بيت ومرتاح به، وعنده بيت ثان اشتراه لينتفع به بهذه النية، هذا البيت صار عليه زكاة، أما ساكنه فلا يوجد عليه زكاة، اشتراه ليؤجره الزكاة على الأجرة وليست على الثمن، إذا اشترى هذا البيت ليؤجره فالزكاة على ريع البيت لا على البيت، إذا اشتراه ليسكنه لا زكاة عليه، إذا اشتراه لينتفع بتجارته صار عليه زكاة، أي تاجر العمار أمواله كلها بيوت، البيت في الأساس لا يوجد عليه زكاة، البيت المستهلك، والمحل المستهلك، والعدة المستهلكة، والآلات المستهلكة، والدابة المستهلكة، والمركبة والفرش المستهلك، هذا كله لا يوجد عليها زكاة، ولكن أحياناً يوجد عندك في البيت سجاد كامل ورأيت سجاداً، قال لك رجل: هذا السجاد مثل الذهب، كل سنة يتضاعف سعره، أخذت أربع سجادات بمئتي ألف ليرة، أخي هذا أثاث، لا ليس أثاثاً، ما دام الشراء لأن تبيعها صار تجارة والله رب النوايا، امرأة يوجد عندها جنزير ذهب هذا حلي، يوجد مذهب لا يوجد عليها زكاة، أما عندها ثلاثون جنزيراً هذا ليس حلياً وهذه ثروة، تضع أموالها بشكل ذهب، أحياناً يكون تداول الذهب ممنوعاً ومسموحاً تداوله كحلي، فاشترى حلياً، المظهر أنه حلي، وهو اشترى كيلو أساور، ما هذه الأساور؟ هذا كيلو ذهب، يوجد أناس يشترون الذهب ويحتالون به على الله، يوجد أناس يحتالون على الله وكأنه طفل صغير، هل هذا معقول؟ أنت اشتريت كيلو أساور من الذهب وتقول لا يوجد عليها زكاة!! هكذا المذهب الفقهي؟ لا يوجد عليها زكاة، سوار أو اثنان لزوجتك هذا معقول.
زكاة الأموال من الذهب الفضة وعروض التجارة والسوائم تدفع مرةً واحدة في العام، وليس لها وقت محدد، أي أنت لك الخيار أن تدفعها بأول العام، بآخر العام، ولكن التعجيل أولى، أما المكلف بالخيار فيدفع زكاته من أول العام أو أوسطه أو آخره، ولا يجوز تأخيرها للعام القادم، فإن لم تؤدَ حتى مضى عام قادم يجب أن تدفع عن العامين، يوجد عليك زكاة عشرة آلاف السنة الماضية ما دفعتها هذه لا تسقط، دين الله أحق أن يؤدى، أما زكاة الزروع والثمار فتدفع من غلاتها، إذا عندك أرض تزرعها ثلاث مرات في السنة على كل مرة يوجد زكاة، لا يوجد هنا حولان الحول في الزروع على الإنتاج الزراعي من دون النظر إلى أي شيء آخر ، وإن شاء الله في درس قادم نتابع هذا الموضوع.
* * *
عمر بن عبد العزيز :
كلمة صغيرة عن سيدنا عمر بن عبد العزيز ننهي بها حياته التي سعدنا بها في هذه الدروس، كان له كلمة هذا الخليفة العظيم يقول: "ربي هذه رايتك لن أسلمها - الراية تشير إلى الحفاظ على البلاد، راية الجهاد لا أسلمها لأحد - ربي هذه رايتك لن أسلمها، وهذه وديعتك لم أخنها"، أي إذا الإنسان عاش عمراً مديداً وما خان الأمانة، وما سلم للعدو، ولا قصر مع الخلق، فهذه شهادة كبرى.
ويقول هذا الخليفة العظيم: "إن لله شرائع وسنن إن أعش أعلمكموها وأحملكم عليها، و إن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص"، أي الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس، هذا الخليفة العظيم بقربه من الله عز وجل و بسعادته بالله عز وجل مشتاق إلى الله عز وجل، أي لا زوجة، و لا ولد، و لا صديق، و لا حميم يثنيه عن طلب اللقيا مع الله عز وجل، و كان له دعاء يدعوه قبل موته يقول: "اللهم اقبضني إليك غير مضيع و لا مفرط".
أشار عليه أحدهم أن يذهب إلى المدينة فإذا مات هناك دفن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحبيه فقال: "و الله لأن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار فإني لا صبر لي عليه أحب إلي من أن أرى نفسي بهذا المقام أهلاً"، كان متواضعاً، هو يدفن مع صاحبي رسول الله؟! هو من هو؟ كلما تواضعت يكون مقامك كبيراً، و كلما صعدت يكون مقامك صغيراً، يرى نفسه ليس أهلاً لأن يدفن مع صاحبي رسول الله، دخل عليه ابن عمه مسلمة بن عبد الملك و قال له: يا أمير المؤمنين ألا توصي لأولادك فإنهم كثيرون وقد أفقرتهم ولم تترك لهم شيئاً؟ ويجيبهم عمر: "وهل أملك شيئاً أوصي بهم لهم، أم تأمرني أن أعطيهم من مال المسلمين، والله لا أعطيهم حق أحد وهم بين حالين إما أن يكونوا صالحين والله يتولاهم وإما غير صالحين فلا أدع لهم ما يستعينون به على معصية الله"، لأنه ربنا عز وجل قال آية:
﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾
آية دقيقة جداً إذا كنت صالحاً الله يتولاك، يتولى أمرك، أمر زواجك، أمر سكناك، أمر بيتك، الله نفسه يتولاك، فإن كانوا صالحين الله يتولاهم، وإن كانوا غير صالحين لا أدع لهم مالاً يستعينون به على معصية الله.
قبيل وفاته جلس أبناؤه وأقرباؤه حوله، وأحاطوا به، وعانقوه بنظرة حانية آسية، فقال لهم: "يا بني إن أباكم قد خيّر بين أمرين، أن تستغنوا ويدخل النار، أو أن تفتقروا فيدخل الجنة، فاختار الجنة وآثر أن يترككم لله عز وجل الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين".
إما أن تقتنوا من مال حرام ويدخل أبوكم النار، أو تفتقروا ويدخل الجنة، وأنتم إن كنتم صالحين فالله سبحانه وتعالى يتولكم، وآخر آية ذكرها قبل أن تفيض روحه إلى السماء قال، قال تعالى:
﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾
أي هنيئاً لمن أمضى عمره في طاعة الله، هنيئاً لمن فعل للآخرة، أي هل يوجد أجمل من إنسان أمضى حياته كلها، ماله، طاقاته، وفكره، وإمكاناته كلها في طاعة الله وجاءه ملك الموت وكان راضياً عن عمله وكان مستعداً للقاء الله عز و جل؟ هذا معنى قوله تعالى:
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾
أي المؤمن عندما يعرف مقامه في الجنة يقول: لم أرَ شراً قط، كل المتاعب والأحزان والمصائب والهموم والمخاوف التي ساقها الله له في الدنيا يراها لا شيء تتلاشى أما إذا أمضى حياته في معصية الله وكان في نعيم مقيم، وفي بحبوحة من طعام وشراب ومال وأولاد وعرف مكانه في النار فيقول: لم أرَ خيراً قط، وهذه البطولة.
ليس من يقطع طرقاً بطلا ً إنما من يتق الله البطل
***
كل منا يأكل ويشرب ولكن من ينظر لهذه الساعة التي لابد منها، كل متوقع آت وكل آت قريب.