- ندوات إذاعية
- /
- ٠15برنامج رسالة التجديد - إذاعة القدس
المذيع: الحمد لله رب العالمين، وعليه نتوكل وبه نستعين والصلاة والسلام على سيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأخوة: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم إلى هذا اللقاء الإيماني الجديد من خلال هذه الحلقة من برنامج رسالة التجديد.
نلتقي اليوم تحت لافتة عريضة تمثل شعارنا جميعاً " وقل ربي زدني علماً " هذا الشعار يمثل أشرف وأسمى دعاء وغاية وطلب ورجاء من الله سبحانه وتعالى فالعلم هو الذي يوثق علاقتنا بالله سبحانه وبالوجود أيضاً وقد وجه الإسلام عنايته في طلب العلم توجيهاً محكماً ودعا إلى طلبه والسعي خلفه من أقصى المشارق والمغارب متيقناً أن الشخصية الإنسانية لا يقومها ولا يرقيها شيء غير العلم.
(( عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ كَانَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ ))
قال عليه الصلاة والسلام
(( لا بورك لي بطلوع شمس يوم لم أزدد فيه علماً يقربني إلى الله ))
فالعلم أولاً وأخيراً هو أساس بنيان الحضارة وهو مبعث مجد الأمة، لأن الإنسان يكره أن يعيش على هامش الحياة بجهله وظلمه وظلمته وقد قال الله سبحانه وتعالى:
﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾
وقد كانت أول كلمة: " اقرأ " في لقاء اليوم يشرفني أن أقدم الحلقة نيابة عن الدكتور محمد الحبش ونسأل الله تعالى أن يرده الله لأهله سالماً ووطنه ويشرفني أن أرحب باسمكم جميعاً بفضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق أستاذ الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين وخطيب جامع النابلسي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور وأهلاً بكم.
الأستاذ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أستاذي الكريم الإسلام دين يدعو دائماً إلى الإيمان بالحقائق والثوابت من خلال اليقين لا الظن، وهناك صور واضحة وجلية واضحة في دعوة الإسلام إلى طلب العلم ومحاربة الجهل، أيضاً هناك دعوة صريحة إلى محاربة الجمود العقلي والتحرك الفكري نتعرف أستاذي بداية على هذه الصور وعن أهمية هذه الدعوة.
الأستاذ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين.
أستاذ زهير جزاكم الله خيراً، ماذا نقول عن العلم وقد نزلت أول آية في كتاب الله تقول: "اقرأ " وقبل أن نمضي بالحديث عن هذه الآية الجليلة لا بد من وقفة دقيقة عند خصائص الإنسان، الإنسان عقل يدرك وقلب يحب وجسم يتحرك، والعقل غذائه العلم والقلب غذاؤه الحب والجسم غذاؤه الطعام والشراب، وما لم نلبي حاجات الجسم الثلاث لا نفلح والعبادة التي عرفها العلماء فقالوا هي طاعة طوعية ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية تفضي إلى سعادة أبدية، هذا التعريف يبين أن في الإنسان جانباً معرفياً وفي الإنسان جانباً سلوكياً وفي الإنسان جانباً جمالياً، لذلك العقل غذاؤه العلم.
لذلك الخطاب الإسلامي إن توجه إلى القلب دون العقل لا يفلح والخطاب الإسلامي إن توجه إلى القلب دون العقل لا يفلح، والخطاب الإسلامي إن توجه إلى العقل دون القلب لا يفلح، والخطاب الإسلامي إن توجه إلى العقل والقلب وأغفل حاجات الإنسان الأساسية المادية لا يفلح، الخطوط الثلاثة تؤدي إلى التفوق بينما أن يكون خط على حساب خط يؤدي إلى التطرف، القرآن الكريم كتاب الله خطاب السماء للأرض ليس عجيباً أن يبدأ بكلمة اقرأ، فهي كلمة واسعة جداً يعني تعلم وابحث ودقق وتأمل وتوصل إلى حقيقة لأن الإنسان له حاجات عليا، وله حاجات سفلى، حاجاته العليا العلم وما لم يطلب العلم ليس من بني البشر ولا يؤكد هذا إنسانيته بل يؤكد مستوى آخر لا يليق به، الجانب العلوي في الإنسان غذاؤه العلم، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم.
المذيع : لعل سائل يسأل أن أو لكلمة نزلت اقرأ ونزلت على نبي أمي لا يعرف القراءة
والكتابة، ولماذا نزلت كلمة اقرأ ولم تنزل كلمة تعلم ؟
الأستاذ: لأن كلمة اقرأ بالمناسبة اقرأ حذف مفعولها، والفعل إذا حذف مفعوله أطلق، اقرأ
في كتاب الكون، فالكون قرآن صامت، اقرأ في القرآن والقرآن كون ناطق، واقرأ في كلام النبي العدنان وكلامه معصوم، أنت لك أن تتأمل أن تتفكر أن تدرس أن تستمع لمحاضرة أن تقرأ كتاباً أو تلتقي عالماً، لا بد من طلب العلم اقرأ شاملة جداً اقرأ في كل شيء ونحن قد نتوهم لسوء فهم للغة أن القراءة تعني الانكتاب لا، بدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ما أنا بقارئ قال اقرأ – التفكر قراءة، أحياناً يقول أحدنا قرأت في وجهه ملامح الخوف ! قرأت في هذا الحادث فكرة عميقة، فقد تقرأ بعينيك أو بأذنيك أو بيديك وقد تلاحظ فتقرأ وقد تستنبط فتقرأ، فالقراءة مفهومها واسع جداً قال له:اقرأ – لبي الحاجة العليا فيك أيها الإنسان، تعرف إلى سر وجودك وغاية وجودك تعرف إلى الذي خلقك وإلى ما بعد الموت لماذا أنت في الدنيا وما سر وجودك فيها ؟ اقرأ، لكن هذه القراءة ينبغي أن تكون قراءة إيمانية، ذلك لأن هناك قراءة ليست إيمانية.
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)﴾
القراءة الإيمانية أن تنتهي بك إلى الإيمان بالله خالقاً ومربياً ومسيراً، الحقيقة القراءة واسعة جداً وقد تكون غير إيمانية، قد اقرأ قراءة نفعية لأبتدي، وقد اقرأ قراءة عدوانية لأصبح مسيطراً، لأن القراءة واسعة جداً قال:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)﴾
ألزمنا الله أن نقرأ قراءة إيمانية، لأن الإنسان مخير، ولأنه مخير كل شيء أمامه حيادي يمكن أن يكون سلماً يرقى به أو دركات يهوي بها، فلما أمره أن يقرأ، أمره أن يقرأ قراءة إيمانية.
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)﴾
الخالق وحده الذي يعبد.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)﴾
لا تقرأ بعيداً عن الإيمان بالله، لا تكن مع النعمة كن مع المنعم، لا تكن مع الخلق كن مع الخالق، لا تكن مع السير كن مع المسير.
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)﴾
القراءة الإيمانية هي القراءة المقصودة من قوله تعالى: " اقرأ " هذه القراءة الإيمانية ينبغي أن تنتهي بنا إلى الإيمان بالله موجوداً وواحداً وكاملاً، ينبغي أن تنتهي إلى الإيمان بالله خالقاً ومربياً ومسيراً، ينبغي أن تنتهي بنا إلى معرفة أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى، هذه قراءة إيمانية:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)﴾
لكن خلق الأكوان والمجرات، بعض المجرات التي اكتشفت حديثاً تبعد عنا عشرين مليار سنة ضوئية ! يا ترى أنا مكلف أن أكون رائد فضاء كي أؤمن، أنا مكلف أن أركب طائرة كي أؤمن ؟ لا، أشار الله إلى آية بين يديك آية هي أقرب شيء إليك، أشار الله إلى آية هي أنت:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)﴾
حوين من خمسمائة مليون حوين خرج من الإنسان في اللقاء الزوجي ولقح بويضة وهذه البويضة تكاثرت وتكاثرت وانقسمت وتكونت وتشكلت وتخلقت حتى أصبحت طفلاً يولد بعد تسعة أشهر، الطفل له رأس ودماغ وعينان وأذنان وأنف ولسان ومري وأمعاء ومعي ومعدة وأعصاب حس وأعصاب حركة وعضلات وقلب وشرايين وأوعية وكليتين أجهزة بالغة الدقة، الإنسان أعقد آلة في الكون ! ولكي يعرف كيف نشأ ينظر إلى ابنه أكبر شاهد له.
﴿وَبَنِينَ شُهُوداً (13)﴾
أنت بابنك تشهد كيف خلقت.
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)﴾
﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)﴾
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)﴾
لو أن الله سبحانه وتعالى وضع في الشعر أعصاب حس ماذا نفعل ؟ لا بد من دخول المشفى لإجراء عملية الحلاقة كي نخدر، لو أن الإنسان له عين واحدة لا يرى البعد الثالث، لو أن له أذناً واحدة لا يرى جهة الصوت، لو أن الإنسان لا يملك هذه المثانة لكان حاله لا يصدق من الخزي والحرج، لن الكليتان تفرزان كل عشر ثواني نقطتان من البول، لولا أن هناك مكان يتجمع الإنسان بمكانته وهيأته الراقية ويمضي ساعات طويلة وهو على كرسي يجلس في الجامعة أو في مكتبه أو في دائرته.
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)﴾
الدماغ فيه مائة وأربعين مليار خلية استنادية لم تعرف وظيفتها بعد، في شبكية العين مائة وثلاثين مليون مخروط وعصي.
كنت مرة أبحث عن آلة تصوير فأخبرني البائع أن هذه آلة دقيقة جداً، قلت له ك ما يعني أنها دقيقة ؟ قال: ست ملايين نقطة ضوئية في البوصة المربعة ! بشبكية العين حجمها كحجم حبة العدس في مائة وثلاثين مليون، العين السليمة تفرق بين درجتين، ولو جئنا بلون أخضر ودرجناه ثمانمائة ألف درجة لون واحد، العين السليمة تفرق بين درجتين من هذا اللون.
﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12)﴾
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)﴾
لولا مفصل الكوع كيف يأكل الإنسان يضطر أن يأكل كالقطة ينبطح ويأكل الطعام بلسانه، لولا هذا الرسغ والأصابع والأجهزة البالغة في الدقة، أنت لا تدري إن كنت تمشي في الطريق وسمعت بوق مركبة تتجه نحو اليمين، لما اتجهت نحو اليمين ولم تتجه نحو اليسار ؟ لأنك عرفت جهة الصوت، كيف عرفت جهة الصوت ؟ لأن هناك جهاز بالغ الدقة في الدماغ يحسب تفاضل وصول الصوتين إلى الدماغ، بوق السيارة أطلق صوتاً فدخل الصوت للأذنين معاً لكن التي أقرب إلى الصوت وصل الصوت أقرب من الثانية بواحد على ألف وستمائة وعشرين جزء من الثانية، هذا الجهاز يكتشف تفاضل وصول الصوتين فيعرف جهة الصوت فيأمر الإنسان بالاتجاه إلى الجهة المعاكسة، الأنف في عصب شمي ينتهي بعشرين مليون عصب وكل عصب مؤلف من خمس أهداب، والهدف مغلف بمادة تتفاعل مع الرائحة يشكل شكل هندسي هذا الشكل رمز الرائحة يشحن للدماغ في الذاكرة الشمية يوجد عشرة آلاف بند يعرض هذا الرمز على كل هذه البنود فإذا توافق الرمزان عرفت أن هذه رائحة الياسمين.
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)﴾
العظام تتبدل كل خمس سنوات تبدل تام، يوجد بالعظام عملية هدم وبناء، لولا هذه العملية لما التأم كسر في حياة الإنسان، فالحديث عن الإنسان حديث طويل يستغرق سنوات !
المذيع: هذه الطريقة بداية التعلل تكون بالتدريج طريقة رسمها القرآن، كيف يكون طريق
تحصيل العلم، بداية رسم لنا كيف تقرأ نفسك كيف خلقت ومما خلقت مما يتألف جسمك وكيف تتحرك كيف تسمع وترى وتأكل وتنام وتصحو و....
الأستاذ: هل يمكن أن يقف ميت على رجليه ؟ مستحيل ! لماذا يقف الحي ولا يقف الميت ؟
الحي عنده جهاز توازن في الأذن يوجد ثلاث قنوات فيها سائل للنصف وأشعار حساسة فإذا مال الإنسان باعتبار أنه يبقى مستوياً فيأخذ بعض الأشعار فيتنبه الإنسان إلى أنه مال فيصحح حركته، لولا جهاز التوازن الذي في الأذن لما أمكن أن نركب دراجة ولا أمكن أن نمشي لاحتجنا إلى قاعدة استنادية سبعين سنتيمتر، هذه القاعدة تجعل المشي عمل شاق، لو أن إنسان مشى في الطين وعلق بحذائه كمية طين كبيرة يصبح المشي أعمال شاقة، فلولا هذا الجهاز اللطيف في الأذن لكانت قاعدة استناد الإنسان على قدميه كخف الجمل، وعند ئذ تصبح الحياة مستحيلة.
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)﴾
المذيع: أستاذي الكريم كما أشرنا في البداية الإسلام دين يدعو إلى الإيمان بالحقائق والثوابت
من خلال اليقين لا الظن والتوهم والتخيل، وأشرت للآية الكريمة أن يبدأ الإنسان بالتفكر بخلق نفسه كيف خلق ومما خلق، وأن الإنسان إن لم يكن على يقين بأنه هو يقين ليس وهماً فلا يستطيع أن يدرك ذلك، اسمح لي أستاذي أن نقف مع فاصل قصير ثم نتابع الحلقة من برنامج رسالة التجديد.
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم، نعود ونتابع معكم أيها الأخوة هذه الحلقة من برنامج رسالة التجديد ومعنا في الاستديو فضيلة الدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق أستاذ الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين وخطيب جامع النابلسي، أستاذي الكريم قبل الفاصل كنا نتحدث عن معنى اقرأ وتوسعنا في ذلك ن لكن أثناء الفاصل يبدو أن هناك اتساع من الإخوة المستمعين يطلبون التوسع أيضاً في توضيح معنى اقرأ.
الأستاذ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين.
الذي تحدثت عنه بفضل الله في القسم الأول من هذا اللقاء الطيب كان عن القراءة الإيمانية قراءة البحث والإيمان، لكن هناك قراءة أخرى، هي قراءة الشكر والعرفان قال تعالى:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)﴾
ذلك أن الله سبحانه وتعالى منح الإنسان نعمة الإيجاد والإمداد والهدى والرشاد، فلا بد من أن يشكر الواحد الديان، على هذه المنح.
﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1)﴾
من منحك نعمة الإيجاد ؟ من أمدك بما تحتاج من هواء وماء وطعام وشراب وقدرات تكسب بها رزقك، فنعمة الإمداد لا تقل عن نعمة الإيجاد، ونعمة الهدى والرشاد تاج هذه النعم، أتم نعمة هي نعمة الهدى، وكأن نعمة الهدى واحد وبقية النعم أصفار عن يمينها، فإذا ألغي هذا الواحد ألغيت كل هذه النعم.
الله عز وجل سخر هذا الكون تسخيرين تسخير تعريف وتسخير تكريم، بدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما رأى هلالاً قال:
(( حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا ))
ينفعنا في الدنيا ويرشدنا إلى ربنا، فما من شيء خلقه ربنا إلا وله وظيفتان، وظيفة كبيرة جداً أن يكون هذا الشيء طريق لك إلى الله لمعرفة الله، لأن الله عز وجل يقول:
﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)﴾
فهذا الكون مسخر تسخير تعريف وواجب تسخير التعريف على الإنسان أن يؤمن، وهذا الكون مسخر للإنسان تسخير تكريم وواجب الإنسان أمام تسخير التكريم أن يشكر، فإذا آمن وشكر حقق الهدف من وجوده.
لذلك تتوقف المعالجة الإلهية قال تعالى:
﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147)﴾
مثل بسيط: لو أن ابناً جاء إلى بيته في نهاية العام الدراسي ومعه جلائه علامات تامة في كل المواد وملاحظات في منتهى الروعة طالب خلوق مجتهد مهذب أخلاقي نظيف ومرتب، هل هناك أب في الأرض يصفع ابنه على هذا الجلاء ؟ مستحيل !
﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147)﴾
﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾
إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، عند ئذ تتوقف المعالجة.
﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147)﴾
لذلك القراءة الأولى قراءة بحث وإيمان، بينما القراءة الثانية قراءة شكر وعرفان، الفرق الجوهري بين المؤمن وغير المؤمن أن المؤمن مع المنعم أما غير المؤمن مع النعمة مع الشهوة والطعام والشراب والمرأة، لكن المؤمن مع الله لأنه مصدر كل هذه النعم، فأول قراءة قراءة بحث وإيمان وثاني قراءة قراءة شكر وعرفان، ما لم تشكر وما لم تؤمن عطلت الهدف من وجودك، لذلك تبدأ المتاعب لأن الله رحيم بك قال تعالى:
﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)﴾
المذيع: أستاذي الكريم قراءة الشكر والعرفان هل هي القراءة التي قصدتها بقولك قراءة نفعية
الأستاذ: لا هذه " اقرأ وربك الأكرم " ينبغي أن تشكره على نعمه نعمة الإيجاد والإمداد
ونعمة الهدى والرشاد، ينبغي أن يكون رد فعلك أمام تسخير التعريف أن تؤمن، وينبغي أن يكون رد فعلك أمام تسخير التكريم أن تشكر، لكن القراءة الثالثة قراءة من نوع آخر فهناك حقائق لا يمكن أن تعرفها بالتفكر ولا بالتأمل ولا بالقراءة، لا بد من أن تتلقاها عن الله عز وجل عن طريق كتبه السماوية، لماذا خلق الله الكون ؟
﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾
لماذا خلق الله الإنسان ؟
﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾
الإنسان متى يسعد ؟
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)﴾
لا يضل عقله ولا تشقى نفسه، الإنسان متى يسلم ؟ الله عز وجل يقول:
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)﴾
﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)﴾
القرآن وهذا الوحي يبين سر خلق هذا الإنسان والهدف من وجوده والغاية منه ويبين الماضي السحيق وما حكمه، كيف بدأ خلق الإنسان ؟ بدأ من آدم وحواء، ماذا بعد الموت ؟ هناك جنة ونار، إلى متى نبقى بعد الموت ؟ إلى أبد الآبدين، ما تعريف الذات الإلهية ؟
﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾
فيوجد مجموعة معلومات لا يمكن أن تعرفها من تلقاء ذاتك، أنا أضرب مثل: أنا دخلت لجامعة راقية جداً يمكن أن تستنبط من القاعات وقاعات التدريس والمدرجات وغرف الطلبة والحدائق والملاعب والمطاعم والمكتبات أن تستنبط أن وراء هذه الجامعات إدارة ذكية جداً وغنية وعليمة جداً بمتطلبات الجامعة، لكن مهما كنت ذكياً ومتأملاً ومهما أعملت عقلك في بناء الجامعة وفي أجنحتها وفي بناء المحاضرات لا يمكن أن تستنبط اسم رئيس الجامعة، أو عدد الكليات ولا عمدائها ولا أسماء الأساتذة ولا نظام النجاح ولا نظام الرسوب هذه لا بد من أن تقرأها من كتاب، لذلك هناك تأمل وهناك وحي، وهما متكاملان وكلاهما شرط لازم غير كاف، فالله سبحانه وتعالى بين في القرآن سر خلق الإنسان والغاية من خلقه ما أنفع شيء له في الدنيا، ماذا بعد الموت جنة أم نار ؟ ما قصة خلق الإنسان، هذا معنى قوله تعالى:
﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾
لا يمكن له أن يعلم ذاتياً، هذه حقائق لا بد من أن تأتيه عن طريق الوحي، إذاً هناك قراءة بحث وإيمان وقراءة شكر وعرفان وقراءة بحث وإذعان، العقل لا يدور بالقراءة الثالثة، لأن العقل قراءته في المحسوسات، يمكن بعقلي أن أستنبط من آثار عجلات مركبة أن هناك مركبة قد مرت، الأقدام تدل على المسير والماء يدل على الغدير، والبعرة تدل على البعير، أنا بعقلي أصل إلى المغيب من آثاره، لا دخان بلا نار، العقل مجاله المحسوسات، العقل دوره الكبير أن ينتقل من المحسوس إلى المجرد من الخلق إلى الخالق من التسيير إلى المسير، لكن العقل لا يستطيع أن يكتشف مغيب ومغيب، هذا شيء اسمه سمعي إخباري مثلاً: لو أنك تحاور إنسان كافر كيف يمكنك أن تقنعه بوجود الملائكة ؟ لا يوجد أي دليل، يوجد دليل واحد اسمه دليل نقلي أو سمعي أو إخباري أن الله أخبرنا أن هناك ملائكة يحصون علينا عملنا، ففي جانب في الدين جانب إخباري وجانب غيبي، فلذلك الله عز وجل قال:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)﴾
اقرأ قراءة بحث وإيمان.
﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)﴾
قراءة شكر وعرفان ثم اقرأ قراءة إذعان وتلقي:
﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾
لكنك أشرت قبل قليل إلى قراءة الطرف الآخر قراءة الطرف الآخر جاءت بعد كلا، كلا أداة ردع ونفي، أيها الإنسان اقرأ قراءة بحث وإيمان، وأضف إليها قراءة الشكر والعرفان وأضف إليها قراءة الوحي والإذعان، وإياك أن تقرأ قراءة العدوان.
﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)﴾
هناك قراءة هدفها أن تصنع سلاح الدمار الشامل أن تصنع قنابل عنقودية وقنابل انشطارية وقنابل ذكية وأن تصنع قنابل نترونية تدمر الإنسان وتبقي البنيان هناك أسلحة فتاكة، الإنسان حينما يقرأ قراءة نفعية ليكون قوياً مسيطراً مهيمناً يبني مجده على أنقاض الآخرين ويبني حياته على موتهم ويبني سعادته على شقائهم ويبني عزه على ذلهم ويبني غناه على فقرهم ويبني أمنه على خوفهم هذه قراءة عدوان وطغيان.
﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)﴾
يطغى يتجاوز حده، لذلك بئس العبد عبد طغى وبغى ونسي المبتدى والمنتهى بئس العبد عبد طغى وبغى و نسي الجبار الأعلى، بئس العبد عبد هوى يذله ويضله، فهذا الذي يقرأ ما في الكون قراءة عدوان وطغيان هذا استخدم عقله لغير ما خلق له وفق هواه، هذا عقله تبريري لأن عقله في خدمة أهوائه ومصالحه وشهواته، هذا هو معنى قول النبي:
(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ ))
قراءة العدوان والطغيان نظرية كيف تجسد ؟ جسدت في قوم عاد فالله سبحانه وتعالى قال:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)﴾
هنا عاد تمثل نموذج متكرر لأمة طغت وبغت، أمة اعتدت وتجاوزت حدها.
المذيع: أقف عند كلمة متكرر أستاذي الكريم، هي أمة أعطانا صفاتها وما يتعلق بها لم
يخلق مثلها لم يكن قبلها لكن جاء بعدها، هل المقصود بها ما جاء بعدها أم هي بحد ذاتها ؟
الأستاذ: الحقيقة هي ومن سيأتي بعدها، بدليل أن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى (50)﴾
وأنا حينما أقول لك هذه الدفعة الأولى فانتظر دفعة ثانية.
﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى (50)﴾
عاد أستاذ زهير تفوقت في شتى المجالات بم يخلق مثلها في البلاد، عاد تفوقت في العمران قال:
﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)﴾
منشآت وأبنية شامخة وقوية ومتينة ومعاكسة للزلازل.
﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)﴾
عاد تفوقت في الناحية العسكرية.
﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)﴾
وتفوقت في الناحية العلمية:
﴿وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)﴾
تفوق شمولي وعمراني وصناعي وعسكري وعلمي، عاد ماذا فعلت ؟
﴿الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)﴾
كأن الله لخص أعمالهم في زمرتين طغيان أي عدوان وإفساد للقيم والأخلاق، طغيان عن طريق القصف وإفساد عن طريق الفن، فمن قصف إلى إباحية وإلا إفساد أخلاق.
﴿ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)﴾
أستاذ زهير لم يكن فوق عاد إلا الله وفي ملمح دقيق بالآية: ذلك أن الله عز وجل ما أهلك قوم إلا ذكرهم أنه أهلك من هو أشد منهم قوة إلا عاداً حينما أهلكها قال:
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾
لذلك قالوا: لم يكن فوق عاد إلا الله، والإنسان قد يقوى ويقوى على غيره ويتجبر ويتغضرس عند ئذ نقول: ما فوقه إلا الله وعندئذ نرجو الله أن يتولانا.
المذيع: هذه صورة نعيشها الآن سياسة القطب الواحد.
الأستاذ:
﴿ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)﴾
كيف أدبهم الله عز وجل ؟ قال:
﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)﴾
هناك أعاصير تقتلع كل شيء لا تبق ولا تذر سرعتها ثمانمائة كيلو متر في الأخبار تسمع يقولون هذا الإعصار كلف ثلاثين مليار دولار ؟ الله عز وجل قال:
﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)﴾
ماذا كان مصير عاد ؟ قال الله عز وجل:
﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)﴾
لعاد ولأشباهها ولمن سلك مسلكها ولمن تكبر كما تكبرت عاد، ولمن طغى كما طغت عاد.
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)﴾
لذلك قال تعالى:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)﴾
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)﴾
أستاذ زهير ما قولك بهذا الحديث الصحيح:
(( عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ قَالَ فَقَالَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ لَا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلَا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا وَلَا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ))
فما قولك بما فوق الهرة ؟ بشعوب تموت قهراً، وبأرض تغتصب وبثروات تنهب وبنفوس أبية تغل ما قولك فيمن يسفك دماً حراماً وهذا في بعض الأحاديث أنه من علامات قيام الساعة واقترابات أواخر الزمان أن موتاً كعقاس الغنم كوباء يصيب الغنم يموت الناس بالمئات، لا يدري القاتل لما يقتل ولا المقتول فيما قتل، في دليل البشرية أن القاتل يقتل وأن المغتصب والسارق لكن إنسان لا قتل ولا سرق ولا اغتصب لكنه يقتل ويقتل، القاتل لا يدري فيما يقتل والمقتول لا يدري فيما قتل، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام مشيراً لبعض حالات أواخر الزمان:
(( يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى ولا يستطيع أن يغير إن تكلم قتلوه وغن سكت أباحوه ))
نحن أمام أربع قراءات قراءة بحث وإيمان وقراءة شكر وعرفان وقراءة وحي وإذعان وقراءة طغي وعدوان، هذه القراءات الأربع في مطلع سورة واحدة:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)﴾
المذيع: أستاذي الكريم تحدثنا حتى الآن عن سور لدعوة الإسلام إلى العلم والحرث عليه
وتوجيه الإسلام إلى مصدر العلم الصحيح وهذا التدرج الذي بدأته في تفسير الآيات أستاذي الكريم، أرجو أن ننتقل قبل أن يدركنا الوقت إلى الحديث عن موقف الإسلام من العلم أستاذي الكريم نجد في القرآن الكريم أن هناك آيات كثيرة تحث على طلب العلم وذلك التماس للزيادة من العلم دون التوقف عند حد ما، والطاقات البشرية محدودة ولكن الإنسان يجب أن يقف وفق طاقته وحجم استطاعته وذلك تطبيقاً لقوله سبحانه:
﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (114)﴾
ودعم الإسلام هذا الحث بأيضاً المثوبة، الإنسان الذي يسعى للعلم هناك أجور مثوبة له، ننتقل الآن أيضاً إلى مسؤولية العلماء نجمع الاثنتين مع بعض خاصة أن الإنسان إذا مات ينقطع عمله إلا من ثلاث: من علم ينتفع به......
الأستاذ: أولاً:
(( عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ أَسْأَلُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ يَا زِرُّ فَقُلْتُ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ فَقَالَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يطلب..... ))
طالب العلم تصلي عليه الملائكة في السماء و الحيتان في البحار، طالب العلم له عند الله شأن كبير لأنه يتعلم ليعلم، النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( عَنْ عُثْمَانَ رَضِي اللَّهم عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ))
النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ليس مني إلا عالم أو متعلم.
(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا أَوْ مُسْتَمِعًا وَلَا تَكُنِ الرَّابِعَ فَتَهْلِكَ ))
(( عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا وَلَا خَيْرَ فِيمَا سِوَاهُمَا ))
يا بني يجب أن تلجأ إلى وقت وثيق الناس ثلاثة عالم رباني سيدنا علي ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يطلبوا العلم ولم يلجئوا إلى وقت وثيق فاحذر يا بني أن تكون منهم.
إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لن يعطك شيئاً، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم، وإذا ظن أنه قد علم فقد جهل !
طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، والجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً، الجهل أعدى أعداء الإنسان، يفعل الجاهل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، أزمة أهل النار وهم في النار يقولون:
﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)﴾
إما أن تتأمل تأملاً ذاتياً يعقل أو تستمع إلى العلم جاهزاً.
﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)﴾
(( عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ))
هناك الآيات التي تتحدث عن العلم والعقل تقترب إلى آلف آية في كتاب الله ! هذا الدين العظيم دين العلم والدليل والتهليل دين التفكر ودين تلبية الحاجة العليا في الإنسان.
الحقيقة أن الناس يتفرطون بحظوظ كثيرة هناك الغنى والفقر والقوة والضعف والوسامة والذمامة والذكاء والغباء هذه كلها حظوظ الدنيا، لكن كلام القرآن الكريم كلام خالق العالمين هذا الكلام لم يعتمد إلا قيمتين قيمة العلم وقيمة العمل قال:
﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾
وقال:
﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (114)﴾
وقال:
﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾
فنحن حينما نعتمد في الترجيح بين الأشخاص قيمة العلم والعمل نكون قد سلكنا طريق الرقي.
يروى أن أحد التابعين هكذا تروي عنه الكتب أنه كان قصير القامة أحنف الرجل مائل الذقن ضيق المنكبين ناتئ الوجنتين غائر العينين ليس شيء من قبح المرء إلا وهو آخذ منه بنصيب، وكان مع ذلك سيد قومه إذا غضب غضب لغضبه مائة ألف سيف لا يسألونه فيما غضب، وكان إذا علم الماء يفسد مروءته ما شربه ! هو الأحنف بن قيس من أعلام العرب وكان ذميماً في هيأته لم يكن يرضي ولكن فعله هو الذي يرضي، والرجال حينما نقيمهم بعلمهم وفعلهم نكون على الطريق الصحيح أما إذا قيمنا الإنسان بقوته أو بمتاعه وقد أشار الإمام علي رضي الله عنه على بعض إشارات آخر الزمان قال: في آخر الزمان قيمة المرء متاعه، مساحة بيته نستمد قيمته من موقع بيته ومركبته، أما نحن في منهج الله عز وجل قيمة المرء في علمه وعمله الصالح.
المذيع: بارك الله فيك أستاذي الكريم، مسؤولية العلماء على وجه التحديد الآن العلماء فيما
بين يديهم من علوم متنوعة بين عقيدة وفلسفة وما إلى ذلك وأنت دائماً تتحفنا في الربط بين العقيدة والفلسفة بارك الله فيك، نتحدث عن مسؤولية العلماء تجاه الجيل.
الأستاذ: هذه المسؤولية ملخصة في هذه الآية الكريمة:
﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ﴾
العجيب في هذه الآية أنها أغفلت مئات الصفات المتعلقة بالعلماء العالم صادق وفي رحيم عادل كل هذه الصفات البديهية أغفلها الله إلا صفة واحدة عدها علماء التفسير مترابطة مع الموصوف ترابط وجودي، فإذا ألغيت الصفة ألغي الموصوف أقول مثلاً: هذه طائرة غالية الثمن واليخت غالي الثمن، هذه الطائرة كبيرة والقصر كبير، أما إذا قلت هذه الطائرة تطير فإذا ألغي الطيران ألغيت الطائرة، قال تعالى:
﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ﴾
صفة واحدة ليس غير إن توافرت فيهم نجحت دعوتهم وإن لم تتوافر سقطت دعوتهم.
﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ﴾
لو أن العالم خشي غير الله لسكت عن الحق إرضاء لمن يخافه ولنطق بالباطل إرضاء له، فإذا سكت عن الحق وتكلم بالباطل ماذا بقي من دعوته ؟ فماذا تنفعنا صلاته عند ئذ، صفة واحدة جامعة مانعة في العالم.
﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ﴾
بالمناسبة هناك عبادة ذكرتها من قبل عبادة الهوية، أنت من ؟ عبادتك الأولى إنفاق المال، وسوف تطالب لها، أنت عالم عبادتك الأولى تعليم العلم، أنت قوي العبادة الأولى إنصاف الفقير الضعيف، فالعالم عبادته الأولى تعليم العلم وتعليم العلم الصحيح لذلك: هناك من يفتي بغير علم هذا يحاسب حساباً شديداً لكن المجرم هو الذي يفتي بخلاف ما يعلم، يعلم الحقيقة ويفتي بخلافها، فقضية العلم قضية خطيرة، لأن الله سبحانه وتعالى بعث الرسل وجعل العلماء نواباً له في إدلاء الحق للناس لذلك مر سيدنا أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه أمام غلام أمامه حفرة قال له إياك يا غلام أن تسقط كان هذا الغلام نبيهاً قال: بل إياك يا إمام أن تسقط إني سقطت سقطت وحدي وإنك إن سقطت سقط معك العالم.
العالم إذا لم يطبق ما يقول تهتز مكانته عند أتباعه، عندئذ يضيع الناس، المشكلة أن المجتمع لا يعيش بالمبادئ في الكتب بل بالمبادئ المتحركة، لذلك من أجمل تعريفات النبي أنه قرآن يمشي، نحن الآن بحاجة إلى مسلم صادق وأمين وعفيف ومتقن ومسلم يحمل هموم المسلمين مسلم لا يتعالى ولا يجرؤ على غيره، الذي يقودنا إلى الإسلام نقلة نوعية هو القدوة الدعاة إلى الله الصادقون العلماء العاملون والمريعون والمتمكنون من علمهم، فالعالم عليه واجب كبير لأن النبي عليه الصلاة والسلام جعلهم ورثة الأنبياء ينوبون عنهم في تقديم العلم، وأنت قد تنتفع من طبيب أعلى انتفاع وأنت لا تحترم سلوكه وقد تنتفع من خبير في الزراعة ولا يعنيك سلوكه ولكنك لن تنتفع من عالك دين إلا إذا أيقنت أنه مطبق لما يقول، لا يمكن أن تصغي إليه وتلتفت إليه، فلذلك الدعاة إلى الله الصادقون هم الذين عملوا بما قالوا وإذا رأيت فرقاً دقيقاً بين داعية المقصر وبين داعية كبير هو التطبيق، لذلك ما من حرفة تتذبذب من أن تكون أقدس حرفة على الإطلاق تقترب من صنعة الأنبياء وبين أن تكون أتفه حرفة كحرفة الدعوة إلى الله، إن اتخذت مبدأ ومات الإنسان من أجلها كانت صنعة الأنبياء، أما إذا ارتزق الإنسان بها وحقق مصالحه المادية بها كانت أتفه حرفة على الإطلاق.
مرة كما قلت لك من قبل: في ظروف معقدة منذ زمن قتل إنسان داعية كبير فجاءوا له بمن يلقنه الشهادة فهذا الداعية الكبير قال لمن يلقنه الشهادة أنت ترتزق بلا إله إلا الله وأنا أموت من أجلها ! وفرق كبير بين أن ترتزق بالدعوة وبين أن تموت من أجلها.
المذيع: بارك الله فيك أستاذنا الكريم ونختم حديثنا كما أشرت في لقاءك الطيب وأيضاً أشار
الشيخ ابن سينا في أبيات له:
ما حوى العلم جميعاً لأحد لا ولو عاش لألفي سنة
إنما العلم كبحر زاخر فاتخذ