- ندوات إذاعية
- /
- ٠15برنامج رسالة التجديد - إذاعة القدس
المذيع: دكتور ماذا تقول عن الأضحية في عيد الأضحى المبارك هل هناك مواصفات معينة
بالنسبة للأضحية ؟
الأستاذ:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا ))
وقد استنبط السادة الأحناف من هذا الحديث أن الأضحية واجب على المستطيع، ذلك أن اللحمة مادة أساسية ف حياة الناس، وأنت حينما تعطي الفقير مالاً قد يسد به ديناً، وإن لم يكن مستقيماً قد يشتري به دخاناً، أما إذا قدمت له لحماً فهذا اللحم يذهب إلى بطون عياله الجائعة، فالعلماء أكدوا أن توزيع اللحم أفضل من توزيع ثمنه، فالأضحية ترقى إلى مستوى الواجب أو سنة مؤكدة، لكن حينما قال عليه الصلاة والسلام:
((مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا ))
معنى ذلك أنها تجب وجوب في أعلى مستوياته على الموثر، إنه يطعم الفقراء اللحم ويوطن الصلة مع الأصدقاء بتقديم بعضها ويشبع أولاده أحياناً بهذه الأضحية.
الحقيقة أن الأضحية عن الأسرة بأكملها بيت فيه زوج وزوجة وأولاد، ولا داعي لأن تقوم الزوجة بالتضحية أو الزوج والأولاد، لا هذه الضحية عن هذه الزوجة.
المذيع: عذراً لدينا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخ أيمن خليلي – إذا لم يكن الرجل ميسور الحال ولم يكن معه
ثمن الأضحية فهل يمكن أن يدفع مبلغ ألف ليرة أو أقل ثمن فواكه ووزعها لعدة فقراء هل يثاب كما يثاب في الأضحية، آخذين بالعلم أن الفاكهة ضرورية ولا تتواجد في كل البيوت ؟ سؤال آخر: واحد عنده بنات يريد أن يعرض بناته للزواج أكثر الناس يجدون إحراج في هذا الأمر فما تعليقكم ؟
الأستاذ: لو قدمت الفروج بدل الفريز أليس أفضل ؟ إذا واحد لا يملك ثمن لحم يمكن أن يقدم
فراريج هكذا أفضل.
سؤالك الثاني: سيدنا شعيب لم يحرج قال: إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين، نحن عندنا تقاليد قد تتراقب مع الدين، يوجد عندنا مجموعة أعراف اجتماعية تخالف منهج الله عز وجل، فالعبرة انك إن لم تستحي من الله في شيء فافعل ما تريد، فإن وجدت شاب مناسب وعندك ابنتك كفء له ومناسبة من كل النواحي ذكرت أمامه أنك تريد أن تزوجه ابنتك وهو له الخيار أساساً، لا مانع، لكن هذا بالأعراف الاجتماعية مرفوض، لأن البنت إذا عرضتها على الآخرين كأنك أقللت من قيمتها، لكن هذا يبدل عنه أن يكون هناك وسطاء في الزواج.
ورد في الأثر
(( أنه من مشى بتزويج رجل بامرأة كان له بكل خطوة خطاها وبكل كلمة قالها عباد سنة قام ليلها وصام نهارها ))
وأفضل شفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح، فلذلك المؤمنون يقربون ولا يبعدون، هذا الذي يقول امشي بجنازة ولا تمشي بجوازة هذا كلام الجاهلين ولا أصل له، ويوجد آلاف المقولات تتوافق مع مذهب الشيطان مائة بالمائة، الإنسان إذا لم يتحرك للخير ماذا يقدم لله عز وجل يوم القيامة ؟ أنا أحتقر إنسان لا يخطئ، من هو الذي لا يخطئ؟ هو الذي لا يعمل، أنت لأنك تعمل قد تخطئ، لكنك رغبتك في العمل الصالح هذه تغطي أو تبرر لك أن تخطئ أحياناً، لذلك العلماء قالوا من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد فلم يصب فله أجر، في بلاد أخرى يوجد مكاتب للزواج البنت تتكلم عن مواصفاتها وشهاداتها وإمكانياتها وكذلك الشاب، هذا تزويج الشباب من أعظم الأعمال الآن.
(( عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَالَ إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ))
لأن هذا الميل إلى الطرف الآخر ميل عريق جداً في الإنسان، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: إذا منع حل محل الزواج السفاح، إما نكاح أو سفاح، لأن هذا الميل لا بد أن يتحقق إما بالزواج وهي القناة النظيفة أو بالسفاح وهو فساد عريض، لذلك ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، فحينما خلق الله الذكر والأنثى وأودع في كل طرف رغبة بالطرف الآخر شرع الزواج، ما من مجتمع على وجه الأرض يسهل سبل الزواج إلا وهو في قمة التقدم.
المذيع: بالنسبة للسؤال الأول هل الفراريج تغني عن الأضحية ؟
الأستاذ: لا لا تغني، لكن العمل الصالح مهما قل أو صغر هو عند الله كبير، الأضحية
للمستطيع هو يقول لا يستطيع، لكن إذا قدم شيء من اللحم كالفرايج للفقراء هذا له عند الله أجر !
المذيع: معنا اتصال:
السائل: كل عام وأنتم بخير- الأخ محمد يحيى الديب – السؤال الأول: عن زينة الحجاج
عند عودتهم للبيت هل هي محرمة أو مكروهة ؟ السؤال الثاني: عن الأضحية ثلاثة أخوة يسكنون في بيت واحد وهم متزوجون هل تكفي أضحية واحدة عنهم كلهم ؟ السؤال الثالث: هل تصح الأضحية أن تذبح في مركز البيع إن لم يكن متوفر المجال في البيت ؟
الأستاذ: عندنا قاعدة في الدين قوية جداً: الأصل في العبادات الحظر ولا تشرع عبادة إلا
بالدليل، أما في الأشياء الأصل الإباحة، ولا يحرم شيء إلا بالدليل، فرق كبير بين القاعدتين، بأمور العبادات لا تشرع عبادة إلا بالدليل، أما بأمور المعاملات ولا يحرم شيء إلا بالدليل، إذا إنسان زين لا بأس، أما إذا ذبح الخرفان على أقدام الحاج وكأنها ذبحت لغير الله ! إذا عظمنا الحاج تعظيم وهو ليس كذلك هذا فيه غش للناس، لكن إذا كان الترحيب عاد يوجد زينة واستقبال حار لا مانع.
بالنسبة للسؤال الثاني: تكفي أضحية واحدة لكل بيت أضحية مهما كثر أو قل عدد سكانه، واللحم أصبح غالي جداً، وبالنسبة للسؤال الثالث: نعم يمكن أن تذبح في المركز لكن الأفضل في البيت.
المذيع: بالنسبة للزينة، نرى حجاج يقطعون أشجار والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن
ذلك.
الأستاذ: إذا وضعنا كهرباء ولافتات كتب عليها أهلاً بالحجاج الكرام فقط، الأصل أن يكون
هناك زينة مسموح بها شرعاً لا تخرج عن منهج الله عز وجل ولا يوجد فيها تعظيم غير صحيح، أحياناً يكون الإنسان أقل من عادي وإذا ذهب لبيت الله الحرام لا ينوي أن يتوب بعد أن يعود، فهذا إذا عظم تعظيم كبير، النبي الكريم يقول:
((إن الله ليغضب إذا مدح الفاسق ))
بعض الناس تحج للسمعة فقط، فنحن لا علاقة لنا بأحوال الناس، علينا أن نقوم بزينة معتدلة لا تشير لشيء وترحيب بالحاج هذا يكفي.
المذيع: معنا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخت ليالي – إذا كانت الفتاة تسكن مع والديها وتستطيع أن تدفع
عن الأضحية هي فهل تكفي عنهم ؟ سؤال ثاني: هل سمي يوم عرفة لوقوف سيدنا آدم مع سيدتنا حواء ؟ لماذا يوم عرفة في هذه الأيام تحديداً ؟
الأستاذ: نعم فالأضحية عن أهل البيت فلا مانع، وسؤالك الثاني لم يرد في الصحاح عن هذا
الأمر، وشرع هذا اليوم لأن هذه عبادات لا تناقش بالعقل، تعبدنا الله بها، طبعاً يوم عشرة يكون فيه ضوء يوجد حكمة بالغة من الله عز وجل.
العبادة هي الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به، كيف ؟ يأتي إنسان لا يقرأ ولا يكتب جاهل يركب مكيف يضغط على الزر يأتيه هواء بارد، يأتي واحد معه دكتوراه بالفيزياء يضغط على الزر يأتيه بارد، فالانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به، عندما يؤدي الإنسان عبادة يقطف كل ثمارها لو لم يفهم فلسفتها و أبعادها كلها، فأحياناً يكون عند الإنسان رغبة يبحث عن كل شيء لدرجة أنه يفتعل حكم مضحكة، هذه عبادة.
مرة رجل مسلم ذهب لأميركا والتقى بعالم أميركي أسلم حديثاً فطرح موضوع لحم الخنزير فهذا المسلم المشرقي حدثه ساعة عن مضار لحم الخنزير والدودة الشريطية والتطبع بطباع الخنزير، المسلم الأميركي قال له: يا دكتور يكفيك أن تقول لي أن الله حرمه ! فعلة أي أمر أنه أمر، فالمؤمن حينما عرف الله من خلال هذا الكون العظيم وحينما قرأ كتابه وأيقن أنه كلام الله من خلال إعجازه العظيم،وحينما قرأ سيرة النبي وعرف أنه دين من خلال القرآن الآن أوامر الله تؤخذ وكأنها حقائق مطلقة مثلاً: الله عز وجل قال:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)﴾
نحن لم نرَ، والنبي لم يرَ لكن قال علماء التفسير: ينبغي أن تأخذ بأمر الله وكأنك تراه، وينبغي أن يأخذ أمر الله ونهيه وكأنك متحقق من حكمته المطلقة، أما أن يكون البحث عن كل أمر تعبدي عن حكمته، أحياناً توجد متاهات لا نستطيع الخروج منها فالأولى أن نسكت إذا سكت الله عز وجل، وإذا قال الله عز وجل:
﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾
واضحة قال:
﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ﴾
الله عز وجل ذكر العلة، قال مثلاً: الصيام:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾
فإذا ذكر الله العلل والحكم نحن أسعد الناس بها، أما إذا ما ذكر نحن اجتهدنا وقصدنا لا بد أن نسكت، تعبدنا الله بهذا الأمر، أما هذه الرغبة الجامحة عن كل إنسان مثقف أن يبحث عن علة هذا الأمر هو قد يصل وقد لا يصل، لكن مثلاً هل من الحكمة أن يذبح الإنسان ابنه الشاب الكريم ؟ الله عز وجل ضرب مثلاً في البشرية عن سيدنا إبراهيم هذا أعلى إنسان في تصديق الأمر الإلهي:
﴿قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ(102)﴾
نحن بأمر بسيط مفهوم منطقي لا نطبقه، كيف بأمر غير منطقي وغير مقبول، لكن الله عز وجل بين مقام هذا النبي في تصديق أمر الله عز وجل.
المذيع: يوجد اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخ محمد – سمعت أحد أشرطتك أن مرض الإيدز لا ينتقل إلا
بالفاحشة حصراً، لا بإبرة ولا غيره فأرجو التوضيح لما يوجد من مبالغة.
الأستاذ: لم أقل هذا الكلام – لكن قلت أن البعوضة تغرس خرطومها في جسم مصاب
بالإيدز وتنتقل لإنسان آخر معافى سليم وتغرس خرطومها في هذا السليم فلا ينتقل هذا المرض بقدرة قادر، لكن الأسنان أو مشرط الجراح يؤثر، هذا يدعونا للحرص والدقة البالغة.
المذيع: حديثنا ليوم العيد، ماذا عن صلة الرحم ؟
الأستاذ: أهم شيء أن لا يكون فساد ذات البين.
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ قَالَ أَبمو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَمَعْنَى قَوْلِهِ وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ إِنَّمَا يَعْنِي الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ وَقَوْلُهُ الْحَالِقَةُ يَقُولُ إِنَّهَا تَحْلِقُ الدِّينَ ))
والله عز وجل يقول:
﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾
وقد فهم الإمام الغزالي رحمه الله تعالى هذه الآية على مستويات ثلاثة، أصلح نفسك بتطهيرها من الأدران وبتحليتها بالكمال، واصلح كل علاقة بينك وبين غيرك من زوجتك وأولادك ومن يلوذ بك وأصحابك وجيرانك ثم أصلح بين كل علاقتين فاسدتين، والعيد مناسبة كبيرة جداً لإصلاح العلاقات الفاسدة، الشيء الثاني: العيد مناسبة أخرى لصلة الرحم، هناك فهم ساذج مضحك، يكفي أن تطرق بابه أو تضع بطاقة فكأنك وصلت رحمك، صلة الرحم تبدأ بالاتصال وتستمر بالزيارة ثم بتفقد الأحوال المعيشية والتربوية والدينية ثم بمد يد المساعدة العلمية أو المالية ثم بالدلالة على الله عز وجل.
هذا الذي يلوذ بك من له غيرك ؟ فأنت مكلف أن تصله وتتفقد شؤونه وتأخذ بيده وتدله على الله عز وجل، فهذه الصلة التي ذكرها النبي في أكثر من ثلاثين حديثاً صحيحاً لا بد من أن يكون لها هدف كبير، أزوره وأنا أبقى في برجي العاجي مستعل عليه، وأتفقد أحواله وأنتقد بيته ثم أغادر، لا كانت هذه الزيارة ولا تلك الصلة، العبرة أن آخذ بيده إلى الله، وأعينه على شؤونه وأحواله، لأن الضلال الاجتماعي بالإسلام جغرافي ونسبي، الله أمرنا بتفقد الجار والأقارب، حتى إن العلماء قالوا: لا تقبل زكاة مال وفي أقرباء المزكي محاويج، هؤلاء أقربائه الناس هو لهم وغيره لهم، أما أقربائه من لهم غيره ؟ هذه نقطة ثانية، فصلة الرحم تعني أن نتفقد ونزور ونساعد ثم أن نأخذ باليد إلى الله عز وجل، لكن هذه الزيارة الخاطفة وقد يتمنى الإنسان أن يضع البطاقة فقط، كأنه سقط الوجوب ولم يحصل المطلوب (رفع العتب) أنا أتمنى أن تجتمع الأسر كل يوم في بيت لكن دون الاختلاط، هذا الاجتماع يجعل الجلسة مع البعض مديدة وطويلة وفيها مناسبة كبيرة للتعارف والتضامن والتعاون.
المذيع: شكراً لك – معنا اتصال:
السائل: السلام عليكم – الأخ فراس – سؤالي في رمضان لعذر ما يفطر ثم يصول ست أيام
من شوال فهل تحسب من الدين أم لا ؟
الأستاذ: الأصل أن يؤدي ما فاته من فرض، في بعض الأقوال إذا أديت ما فاتك من
فروض لعل الله بحسبها من هذه الستة أيام.
المذيع: دكتور وردنا سؤال من الأخ أبو بكر من غينيا من قارة أفريقيا يسأل عن حج المرأة
يقول: يقول عليه الصلاة والسلام: لا يجوز للمرأة أن تحج إلا إذا كان معها زوجها أو محرم، ولكن الوضع الاقتصادي لا يسمح بأن يذهب اكثر من شخص أو امرأة فالأوضاع المادية صعبة جداً فما هو الحل ؟
الأستاذ: أول جواب في هذا الموضوع الله لا يعبد إلا وفق ما شرع، أنا لا أستطيع أن أقوم
بمزاودة على الشرع، فإذا أمر الله عز وجل المستطيع أن يحج فغير المستطيع ليس مكلفاً بالحج ولا أن يستقرض المال أو يتسول من أجل أن يحج، والمرأة إن لم يكن لها محرم ليس عليها حج، ليست مكلفة أن تعمل عقد زواج صوري وتحتال على الدين من أجل أن تحج، فأنا أعجب أشد العجب ممن يريد أن يؤدي فريضة على مزاجه، وعلى هواه، مع أن القاعدة الأصولية في الدين أن الله عز وجل لا يعبد إلا وفق ما شرع، فإذا أسقط الله عز وجل الحج عن الفقير لا ينبغي للفقير أن يقول أنا مشتاق فأعطوني المال حتى أحج به، هذا كلام ليس مقبولاً، وغالباً الإنسان يريد أن يظهر نفسه بمظهر الورع والشوق لبلاد الله المقدسة وهو ليس كذلك، فالعبرة أن نعبد الله وفق ما شرع.
المذيع: دكتور في نهاية هذا اللقاء ماذا تقول لأهلينا المحتسبين المجاهدين في فلسطين بمناسبة عيد الأضحى المبارك ؟
الأستاذ: والله هذا الاحتفال بمناسبة عيد الأضحى المبارك لا يتناقض مع أحزان الأمة لأن
احتفال ديني واحتفال بصلح مع الله، ففي إسلامنا توازن في المآسي والأفراح، فالاحتفال بعيد الأضحى لا يتناقض مع المآسي الجسيمة التي تنزل بالأمة العربية،ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون عند حسن ظن الله بنا، وأن نؤدي أسباب النصر التي وعدنا بها، والحمد لله رب العالمين.
المذيع: شكراً لكم دكتور، وفي نهاية هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نشكر فضيلة الدكتور محمد
راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق وخطيب جامع النابلسي والمدرس الديني في معاهد دمشق، شكراً دكتور.