وضع داكن
23-11-2024
Logo
طريق الهدى - الحلقة : 12 - مظاهر ضعف الإيمان3 - الفرق بين من يؤدي الصلاة من مطلق أرحنا منها لا أرحنا بها
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام، وكفى بها نعمة، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أيها الإخوة المستمعون، طريق الهدى وحلقة جديدة من هذا البرنامج، أرحب بالمستمعين الكرام، كما يسرني أن أجدد التحية، وأرحب كذلك بفضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، أهلاً ومرحباً بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 الأستاذ:
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 المذيع:
 فضيلة الشيخ، نتابع الحديث عن مظاهر ضعف الإيمان، وأرى في نفسي ميلاً لمتابعة الحديث عن من يؤدي الصلاة من منطلق أرحنا منها، لا من منطلق أرحنا بها، وهي مقياس لقوة الإيمان بالله عز وجل، بأن يخضع المسلم لأوامره بإقامة الصلاة، هناك من يتكاسل عن أداء النوافل والسنن المؤكدة، والسنن الراتبة، هل هذا مظهر من مظاهر ضعف الإيمان، أم أنه سوف يؤديها شيئا فشيئاً، أو سوف يلتزم بها، وسوف يداوم عليها ؟
 الأستاذ:
 حينما أمر الله نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أن يصلي كيف نفذ هذا الأمر ؟ صلى الفرض والسنن الرواتب، وكأن السنة تمهيد للفرض، كأن السنة القبلية إعداد للإنسان ليقف في الفرض وقوفاً يرضي الله عز وجل، وكأن السنة البعدية ترميم لما حدث في الفرض من خلل.
 المذيع:
 هي تجبر ما كسره في الفرض من عدم التركيز، وعدم الخشوع في الصلاة، أو الخواطر التي ترد على الإنسان، كيف أن محرك المركبة متى ينطلق بيسر ونعومة ؟ حينما يحمّى، وهناك محركات كبيرة ممنوع أن تقف وفجأة، لابد من فترة تبقى تدور فيها، ولكن من دون تحميل لجهد كبير، فكأنما السنة القبلية تهيئة، وكأن السنة البعدية ترميم، فأداء الفريضة أداء كاملاً يقتضي أن تؤدى معها السنن القبلية والبعدية، ولاسيما السنن الراتبة التي ما تركها النبي عليه الصلاة والسلام، ومن ترك السنة فهو أقرب إلى ترك الفرض، كأن السنن الرواتب حصن للصلاة الفريضة، إنك حينما تؤدي هذه السنن فأنت على أداء الفرض أحرص، وحينما تدع هذه السنن فأنت على ترك الفريضة أقرب، فالمؤمن الصادق يصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، أما في حالات الضرورة، في حالات المرض لا سمح الله، في حالات السفر، أو كرب كبير فلك أن تصلي الفريضة، أما النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فما ترك هذه السنن إطلاقاً، وغير المؤكدة صلاها أحياناً، ولم يصلها أحياناً أخرى، فمن علامات ضعف الإيمان الاكتفاء بالفرائض وترك السنن، ليس فيها إعداد ولا تهيئة، ولا تقديم، وليس فيها ترميم، إذا كان للظهر سنة قبلية وبعدية، وأربع ركعات الفرض من أجل أن تنعقد الصلاة في هذه الركعات الأربع تحتاج إلى تقديم، وإلى ترميم، فمن علامات ضعف الإيمان ترك السنن الرواتب، وترك الأذكار، وترك الدعاء عقب الصلاة، العبادة يجب أن تكون متقنة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذه العبادة بالمناسبة لا يمكن أن نجتهد فيها، لا أن نضيف عليها، ولا أن نحذف منها، وأية زيادة أو أية حذف فهو اتهام لهذا المنهج بالنقص أو الزيادة، فالعبادات والعقائد لا تحتمل اجتهادات أبداً، كلها توقيفية، لذلك من أجل أن يبقى الإسلام كما بدأ ينبغي أن نحافظ على ما جاء به القرآن الكريم وسنّة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
 المذيع:
 ترك السنن، ترك النوافل، قيام الليل، التبكير إلى المساجد يوم الجمعة...
 الأستاذ:
 أجمع العلماء على أن قوله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾

(سورة الجمعة)

 أجمع العلماء على أن ذكر الله هو خطبة الجمعة، من أتى في الساعة الأولى فكأنما قدم بدنة، ومن أتى في الساعة الثانية فكأنما قدم بقرة، ومن أتى في الساعة الثالثة فكأنما قدم شاة ومن أتى في الساعة الرابعة فكأنما قدم دجاجة، ومن أتى في الساعة الخامسة فكأنما قدم بيضة، ولم يصعد الخطيب المنبر بعد، فكيف لمن أتى بعد انتهاء الخطبة ؟
 هذه عبادة تعليمية، ولابد من أن تختار خطبة تملأ قلبك وعقلك ويقينك، وأن تردد ما قاله الخطيب، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ))

(صحيح البخاري)

 وهذه الدعوة إلى الله التي هي فرض عين على كل مسلم في حدود ما تعلم، ومع من تعرف.
 هل منا مَن ليس له لقاءات في أسبوع مع زملائه ورفاقه، مع جيرانه وأقاربه، وأولاده وبناته وأصهاره، لقاء، أو ندوة، أو سهرة، أو حفلة، أو وليمة، هذا اللقاء ينبغي أن نذكر الله فيه، من أين نستقيم ؟ مما سمعنا في خطبة الجمعة، فكأنها دعوة إلى الله عز وجل هادئة، بسيطة، لطيفة، واسعة الانتشار.
 المذيع:
 هذه مظاهر ضعف الإيمان والعياذ بالله، ومنها قلنا: التماثل في الطاعات وفعل السنن الرواتب، ومثلاً قيام الليل، والتبكير إلى المساجد، وسائر النوافل، ومنهم من لا يخطر على باله أن يؤدي صلاة الضحى، ويواظب عليها، وصلاة الاستخارة، إلى ما هنالك من السنن والنوافل، حيث يكون تركُها من مظاهر ضعف الإيمان أيضاً ؟
 الأستاذ:
 من مظاهر ضعف الإيمان عدم القيام بالأعمال الصالحة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كزيارة المريض، ومواساة الفقير، وإرشاد الضال، وإماطة الأذى عن الطريق، والنصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتربية الأولاد تربية إسلامية، وضبط البيت، هذه كلها أعمال صالحة غير العبادات، غير الصلوات، والأذكار، والضحى، وقيام الليل، والتبكير إلى المساجد، توجد مجموعة أعمال صالحة ترقى بالإنسان، منها أن يعود أخاه المسلم، مثلاً: ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام فيما ترويه بعض الأحاديث:

(( أتدرون ماحق الجار ؟ إذا استعان بك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن أقرضك أقرضته، وإن مرض عدته، وإن مات شيعته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الرياح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهة فاهده منها، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده ))

 

(ورد في الأثر

 هناك أعمال صالحة كثيرة، حسن الجوار، صلة الرحم، معاونة الضعيف، مواساة اليتيم، إطعام الفقير، مواساة الأرملة.
 سيدنا الصديق كان يحلب شياه جيرانه، كان الرجل الثاني في الإسلام، له أعمال صالحة كثيرة، منها أنه كان يحلب شياه جيرانه، فلما صار خليفة المسلمين أيعقل أن تستمر هذه الخدمة ؟ دخل إلى قلوب جيرانه الحزن، في صبيحة يوم تسلمه أعلى منصب في الإسلام طرق باب جيرانه، الأم قالت لابنتها: افتحي الباب يا بنيتي، ثم سألتها من الطارق ؟ قالت: جاء حالب الشاة يا أماه ! هو خليفة المسلمين، وكانت الرواحل في معركة بدر قليلة، فأعطى توجيهاً، كل ثلاثة على راحلة، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

 

(( كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ، كَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَا: نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ، فَقَالَ: مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنْ الْأَجْرِ مِنْكُمَا ))

[أحمد في المسند]

 هناك أعمال لا تعد ولا تحصى يفعلها المؤمن، يعود مريضاً، يطعم فقيراً يلبي حاجة الضعيف، يرشد الضال، يعطي عابر السبيل، ينصح أولاده، يعين أهله على الصلاة، يضبط بيته، هناك أعمال لا تعد ولا تحصى، كلها يفعلها النبي e وأصحابه، هذه قصر فيها المؤمنون، قد تجد بيته غير إسلامي، وزوجته ليست متحجبة، بناته لسنَ كما يريد الله عز وجل، أولاده ليسوا على منهج قويم، دخله ليس حلالاً صرفاً، فيه شبهات كثيرة، فهذه التقصيرات في الأعمال الصالحة، وفي التساهل في بعض المعاصي والآثام، هذه من علامات ضعف الإيمان، ولو آمن الإنسان إيماناً صحيحاً لأدى واجبه الحياتي الذي أمره الله به كما ينبغي.
 المذيع:
 هل من مظاهر أخرى تودون الحديث عنها فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي ؟
 الأستاذ:
 من هذه المظاهر ضيق الصدر، في قلب المقصر وضعيف الإيمان من الضيق ما لو وزع على أهل بلد لكفاهم، وهذا الضيق يجعل ردود فعله قاسية جداً، سريع الضجر والتأفف، قاس في كلامه ومعاملته، في بيته، علاقاته سيئة جداً، مع أولاده غير حكيم، وفي علاقات، عمله عنده طيش، فهذا الضجر الداخلي ينعكس سوء التصرف، لأن المؤمن عنده أكبر ثمرة، ألا وهي الحكمة، قال تعالى:

 

﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾

 

(سورة البقرة)

 بينما هذا الذي ضعف إيمانه والتزامه، ولم يؤد الصلاة كما ينبغي، ولم يبادر إلى القيام بالعمل الصالح تجده ضيق النفس، يشعر بثقل في قلبه، وكأن جبلاً راسخاً على صدره، بينما حينما يقوى إيمانه يتمتع بالراحة النفسية، وبالحكمة والحلم، والحلم سيد الأخلاق، وكاد الحليم أن يكون نبياً، اصبر فالصبر من أعلى صفات المؤمنين، يصبر على الكلمة القاسية، وعلى طيش من حوله، وقسوة من حوله، هذا الصبر علامة إيمانه بالله وقوة إيمانه، السكينة التي نشقى بفقرها ولو ملكنا كل شيء، ونسعد بها ولو فقدنا كل شيء، تصور هذه السكينة، وجدها سيدنا يونس في بطن الحوت، وجدها أصحاب الكهف في كهفهم، وجدها إبراهيم في النار، وجدها النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، في ظروف صعبة جداً، هو في أعلى درجات القرب من الله عز وجل، حينما يضعف إيمان الإنسان، وقد يكون في قصر منيف، ويأكل أطيب الطعام، ويرتدي أجمل الثياب، وكل من حوله ضاحك، وهو بائس، لأن الله حجبه عنه، يمكن أكبر عقاب يعاقب به الإنسان أن يحجب عن الله.

 

﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)﴾

 

(سورة المطففين)

 وهذا معنى قوله تعالى:

 

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاًَ﴾

 

(سورة طه)

 لو وجدت في الأرض كلها رجلاً واحداً سعيداً أتم السعادة، وهو معرض عن الله لما كانت هذه الآية في القرآن، لأنها آية، إذاً لن تجد إنساناً واحداً في الأرض كلها سعيدًا بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة، وهو معرض عن الله.

 

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124)﴾

 من مظاهر ضعف الإيمان الضيق الذي يعتري القلب، تشاؤم، سوادوية، ضجر، ردود فعل قاسية، سوء تصرف، عدم حكمة، في بيته، وعمله جحيم، علاقاته كلها غير ناجحة، هذه أكبر نتيجة سيئة لضعف الإيمان، بينما المؤمن تجده حكيماً، رفيقاً، لطيفاً، صبوراً، شديد السماحة، هادئاً، حليماً، هذه كلها من آثار الإيمان القوي.
 المذيع:
 فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، ضيق الصدر، وتغير المزاج، والضجر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الإيمان بأنه الصبر والسماحة، وهذا عكس الصبر، وعكس السماحة، ولاشك أنه مظهر من مظاهر ضعف الإيمان، وقساوة القلب، وترجمة قساوة القلب الترجمة العملية عندما لا يتأثر المتلقي بأيّة آية من آيات الله، وفي القرآن الكريم قوله تعالى:

 

 

﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾

 

(سورة الحشر)

 فكيف الحال بالإنسان ؟ لو استمع لآيات من آيات الله البينات حق الاستماع وحق التدبر لرأيته لابد خاشعاً، ومن مظاهر ضعف الإيمان ألا يخشع.
 الأستاذ:
 أقول دائماً: كما قال النبي الكريم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ))

(صحيح البخاري)

 والمؤمن الصادق يسعد بالقرآن، يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، يتلوه فيخشع له قلبه، يتلوه فيقشعر له جلده، يتلوه فيزداد إيماناً، ويطمئن له قلبه، لا يحزن قارئ القرآن، فالمؤمن الصادق من علامة صدق إيمانه أنه يسعد بالقرآن الكريم، تلاوة، وحفظاً، وفهماً، وتدبراً، وعملاً، يسعد به إذا قرأه، وإذا فهمه، وإذا عمله به، وإذا علم، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول في حديثٍ عَنْ عُثْمَانَ رَضِي اللَّه عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ))

(صحيح البخاري)

 علاقتك بهذا الكتاب، بكلام الله، ففضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه، أتقرأه كل يوم ؟ ألك وجبة لا بد منها ؟ لو أنها فاتتك لابد أن تقضي هذه الوجبة ؟ مأدبة القرآن الكريم مأدبة الله، المؤمن الصادق هناك دافع قوي عنده لقراءة القرآن، وفهمه، بل من الصحابة من كان يصلي طوال الليل بآية واحدة، لا يشبع من تردادها، أقول لكم: إذا قرأه المنافق نفسه يضجر منه، ولا يستطيع متابعة القراءة، سرعان ما يغلق المصحف، إن فتح المذياع على قرآن ينقله إلى محطة ثانية، لا يحب أن يسمع القرآن، هذه من علامات ضعف الإيمان الشديد، ومن علامات الإيمان الصحيح أنك تتغنى بالقرآن، تأنس به، استخدمت كلمة التغني بمعناها اللغوي، لا بمعناها الاصطلاحي، التغني بالشيء الإعجاب به، وذكره، والسعادة بذكره، هذا هو التغني بالأساس، أحياناً الإنسان يتغنى بآبائه وأجداده، هو لا يغني، ولا يسمع الغناء، لكن يتغنى بآبائه، يتغنى ببطولاتهم.
 المذيع:
 لذلك وُجد التوضيح.
 الأستاذ:
 كلمة التغني بمعناها اللغوي، فهذا الذي قصدته بالتغني، وليس منا من لم يتغن بالقرآن، وكأن القرآن، والغناء لا يجتمعان.
 المذيع:
 أشكركم فضيلة الشيخ، والدكتور محمد راتب النابلسي، نتابع بإذن الله في لقاءنا المقبل الحديث عن مظاهر ضعف الإيمان، أشكر الإخوة المستمعين لحسن إصغائهم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور