وضع داكن
22-11-2024
Logo
طريق الهدى - الحلقة : 07 - قواعد الدعوة2 - مخاطبة القلب والعقل والدليل والتعليل.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام، وكفى بها نعمة، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أيها الإخوة المستمعون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحيكم ونستهل وإياكم لقاء جديداً تحت عنوان طريق الهدى، أهلاً ومرحباً بكم وبفضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي معنا في هذا البرنامج، أهلاً ومرحباً بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 الأستاذ:
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 المذيع:
 فضيلة الشيخ توقفنا بالأمس عند قاعدتين من قواعد الدعوة: الإحسان قبل البيان، والترغيب قبل الترهيب، ونتابع هذه السلسلة من الموضوعات، مخاطبة العقل والقلب معاً، والدليل والتعليل، كيف نخاطب العقل والقلب معاً ؟ هل يا ترى ينجح الداعية إذا خاطب القلب فقط ؟ أما إذا خاطب العقل فقط ؟ أم إذا جمع بين الاثنين ؟
 الأستاذ:
 لابد من أن يجمع بينهما.
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 الحقيقة أن الإنسان في أدق تعاريفه عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك ولابد لجسمه من غذاء، وغذاؤه هو الطعام والشراب، كما أنه لابد لعقله من الغذاء، وغذاؤه العلم، ولابد لقلبه من غذاء، وغذاؤه الحب، فالصحة النفسية هي التوازن والتعادل والوسطية، فحينما نخاطب القلب فقط ونهمل العقل، نحن أمام شخص خرافي انفعالي عاطفي، يثور لأتفه الأسباب، وتفتر هـمته لأتفه الأسباب، والإنسان الانفعالي لا ينجح في الحياة، مع أن العاطفة قوة محركة جداً، ولكنها تحتاج إلى مقود، تصور محركًا ضخمًا وقـويًّا في مركبة بلا مقود، فالتدهور حتمي، تصور مقودًا بـلا محرك، لا قيمة له، فالعقل والقلب يتكاملان، فإذا كان العلم غذاء العقل، فإن الحب غذاء القلب، والطعام والشراب هذا متفق عليه بين كل أهل الأرض، غذاء الجسد.
 أنا أتصور أن أية دعوة تخاطب العقل وحده لا تنجح وتسقط، وأية دعوة تخاطب القلب وحده لا تنجح، وتسقط، أما إذا فهمنا أن الإنسان عقل يحتاج إلى علم، والعلم سلاح، ثم فهمنا أنه قلب يحتاج إلى حب، فالداعية الناجح هو الذي يتعامل مع الإنسان ككل، مع الإنسان الكامل عقلاً وقلباً وجسماً.
 مرة طرحت موضوعاً في بعض المؤتمرات عن تربية الأولاد في الإسلام، قلت وقتها: لابد من أن يربى الطفل تربية إيمانية، وتربية عقلية، وتربية علمية، وتربية نفسية، وتربية اجتماعية، وتربية جنسية، المشكلة في التوازن، وفي التنسيق بين قدرات الإنسان، فحينما تلهب مشاعر الإنسان، ولا تعطيه الفكر العميق الذي يوظف هذه المشاعر لصالحه نكون قد شكلنا شخصاً غير سوي، أما إذا اكتفينا بمخاطبة العقل فقد ننجح في تكوين إنسان متحذلق متكلم عنده حجة قوية، ولكن ليس له قلب ينبض بالحب، فيؤثر بالآخرين.
 يأتي إنسان مصلح، ويلقي محاضرة من أعمق ما يكون، ومع ذلك لا يهز مشاعر الناس، الإنسان يحتاج إلى قناعة، ويحتاج إلى موقف، العلم يقدم له قناعة، لكنه في الحب يقدم له موقفًا، والأبطال في العالم ما كانوا أبطالاً لولا أنهم أدركوا إدراكاً صحيحاً، وانفعلوا انفعالاً صحيحاً، بل إنهما ـ الإدراك والانفعالَ ـ يتكاملان أحياناً.
 قرأت في علم النفس أن علاقة الإنسان مع محيطه تنظمها قاعدة، وهي: إدراك، انفعال، سلوك، فحينما أكون في ببستان، وأرى أفعى لا يمكن أن أنفعل إلا إذا أدركت أنها أفعى، فإن صح إدراكي انفعلت، وحين أنفعل لابد من أن أتحرك، إما لقتلها، أو للهروب منها، فكأن هذا قانون قطعي، إدراك، انفعال، سلوك.
 لو أن إنسانا قال لإنسان: على كتفك عقرب، فبقي الإنسان هادئاً، والتفت نحوه، وقال: أنا أشكرك على هذه الملاحظة، وأتمنى أن أكافئك عليها، هذا يعني أنه ما فهم ما قال، لو فهم ما قال لخرج من جلده، ونفض ثوبه.
 المذيع:
 والمادة مادة القلب، وغذاء العقل، والقلب موجودة في الإسلام على أنها مادة رحمة، وهذا ما يميز ديننا الحنيف، تخاطب العقل بإثبات الحقائق.
 الأستاذ:
 والقلب بالمشاعر، إن أردت أن تقنع الناس فتكلم بالعلم، وخاطب عقولهم، إن أردت أن تحركهم فتكلم بالعاطفة، وخاطب قلوبهم، بل إن من أروع ما قرأت في تفسير بعض الآيات: إن الله يخاطب العقل والقلب معاً في آية واحدة، قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7)﴾

(سورة الانفطار)

﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)﴾

 هذا يستثير مشاعر الوفاء.

 

﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)﴾

 

 يوقظ عقله، فأنا أرى أن كل داعية يهمل القلب أو العقل لا ينجح، بل إنني أنتظر من الدعاة أن يسلكوا في دعوتهم وفق معطيات ثلاث: أن يبسطوا الإسلام، وأن يعقلوه، وأن يطبقوه، تبسيط، وعقل، وتطبيق، التبسيط، هذا الدين كالهواء تماماً للناس، لا يمكن إلا أن يكون استنشاقه سهلاً، وإخراجه سهلاً، أما أن تجعل من الدين عقدًا ومتاهات وخلافات بين علماء، ما فعل هذا الصحابة الكرام، بل إن الإنسان حينما يضل عن سبيل الله يؤتى الجدل، أنا من أنصار تبيسط الدين، الدين يجب أن يكون مبسطاً، قد تقرأ كتاباً في العقيدة، كل سطر يحتاج إلى ساعة لفهمه، ديننا أبسط من ذلك، الدين حقائق تستنبط من الكون، وحقائق تؤخذ من كتاب الله، وسلوك تتبع به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أنت من المؤمنين، من هو الولي في نظر القرآن ؟

﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)﴾

(سورة يونس)

 عرف الله وأطاعه، فمخاطبة العقل مهمة جداً، بل إنني أرى أن الله عز وجل حينما قال:

 

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ﴾

 

(سورة إبراهيم)

 قد نفهم هذه الآية فهماً ضيقاً، أما هذا النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إلى أمة عربية، فنطق باللغة العربية، هناك معنى أوسع بكثير، الشيء المهم في زمانه يجب أن يتخذ وسيلة، نحن الآن نؤمن بالعلم، والعلم يطغى على كل نشاطاتنا، إذاً لا يمكن لداعية أن يلقي العلم وراء ظهره، لابد من أن يتفق العلم مع النقل، لأن العلم قوانين إلهية قننها الله عز وجل، والدين وحي إلهي أنزله الله، والمصدر واحد، فهذا الذي يقيم حاجزاً بين العلم والدين إنسان يوقع الإنسان المدعو بانفصام الشخصية، فالطالب أحياناً يأتي إلى المدرسة ليتعلم أن أصل الإنسان قرد، ويأتي إلى درس الدين ليتعلم أن أصل الإنسان من آدم وحواء، فهذا التناقض يخلق مشكلة في شخصية الإنسان كبيرة جداً، فبطولة الداعية أن يوفق بين العلم والدين، هما في الأصل متطابقان، لكن انفصلا بفعل جهل بعض الجهلاء.
 المذيع:
 في مسألة خلق الإنسان، كيف تتصرفون ؟
 الأستاذ:
 نحن نبين أن الحقيقة لا تتخذ أساساً ودليلاً إلا إذا كانت حقيقة، أما إذا بقيت نظرية فهذه لا يعتد بها، بدليل أن هناك من نقضها الآن، وبأسلوب علمي قوي، فالداعية لابد له من ثقافة عصرية، لو أنه اكتفى بالثقافة الدينية المحضة، لا يستطيع أن يرد شبهات الأعداء، فلابد من ثقافة عصرية يتعامل معها كي يوظفها في خدمة الدين، من غير الممكن أن تدعو إنسان إلى الدين وهو يتعلم شيئاً مناقضاً للدين، لذلك الداعية الذي ينبغي أن يؤثر في الناس ينبغي أن يلم بثقافة عصره.
 التقيت مع أحد الدعاة قال لي: والله ما وقع تحت يدي كتاب إلا قرأته، حتى إن الطبيب يجلس أمامه كالتلميذ، هو متعلق بالعلوم العصرية، والإنسان إذا تعمق في العلم رأى الانسجام والتناغم، أما هذه الحدود الفاصلة بين العلوم فهي حدود مصطنعة، فحينما تخاطب العقل مثلاً، حينما تأتي بحقيقة دينية رائعة، تأتي حقيقة علمية تؤيدها، بماذا تشعر ؟ الآن ثبت بعد جهود جبارة، وبعد مقاييس للأمطار رهيبة، كل بلد يوجد آلاف مؤلفة من مقاييس الأمطار الآن ثبت أن هطول الأمطار في الأرض لا يزيد ولا ينقص، بل يتحول من مكان إلى مكان، فبينما تجد في مكان جفاف قاتل، وفي مكان سيل قاتل، فيقول عليه الصلاة والسلام:

(( ما عام بأفضل من عام ))

(سنن البيهقي الكبرى عن عبد الله)

 بلا مقاييس ! وهذا من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، مبعوث العناية الإلهية يقول:

(( ما عام بأفضل من عام ))

(سنن البيهقي الكبرى عن عبد الله)

 ولكن الله يؤدب عباده، أنا أقول لإخواني دائماً: لا يمكن أن يكون التقنين الإلهي تقنين عجز، إنه تقنين تأديب فقط، فكلما قلّ ماء الحياة قلّ ماء السماء، وكلما رخص لحم النساء غلا لحم الضأن.

 

﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾

 

(سورة الجن)

﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾

(سورة الأعراف)

 هذه قضية متعلقة باستقامة العباد، فإذا انحرف العباد عن منهج الله أدبهم الله بالتقنين، وهذا التقنين تقنين تأديب.
 قرأت أن سحابة في الفضاء الخارجي يمكن أن تملأ محيطات الأرض ستين مرة في اليوم بالمياه العذبة.

 

﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)﴾

 

(سورة الحجر)

 فأنت حينما تأتي بحقائق العلم، وتعرضها عرضاً لطيفاً مبسطاً، وتري إخوانك كيف أن هذه الحقائق منطبقة انطباقاً تاماً على حقائق الدين تعلم علم اليقين أن الذي أنزل القرآن هو الذي خلق الأكوان هذا التوائم.
 أما في بعض الديانات فهناك طلاق بين الدين وبين العلم، الإيمان فوق العقل، كل شيء إيماني غير معقول، هذا الشيء مرفوض، أما أنا حينما أقيم علاقة منسجمة بين العقل والعاطفة، وأدعو إلى الله عز وجل من خلال تغذية العقل بالعلم، وتغذية العاطفة بالحب، أجعل إنساناً متوازياً، عنده قناعة تامة، وعنده اندفاع شديد، كما أن الاندفاع لا يجدي إن لم يكن منطلقاً من قناعة علمية صحيحة، فهذه نقطة دقيقة، مخاطبة العقل والقلب معاً
 المذيع:
 من هذا ننطلق إلى الدليل والتعليل، وهذا خطاب للعقل مباشرة، الدليل والتعليل أن تأتي بدليل شرعي، وتعلله، وتبين حكمته.
 الأستاذ:
 ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء، بعضهم يقول: العلم هو الوصف المطابق للواقع مع الدليل، لو أننا لم نعتقد أن هذه العلاقة مقطوع بها كان الوهم والشك والظن، الوهم نسبة صحته ثلاثون بالمئة، والشك نسبة صحته خمسون بالمئة، والظن تسعون بالمئة، لكن العلم هو القطع، لا يقبل الظن، ولا الشك، ولا الوهم، لابد من القطع، حقيقة مقطوع بها، تطابق الواقع، عليها دليل، لو ألغينا الدليل لوقعنا في التقليد، لو ألغينا الواقع لوقعنا في الجهل، لو ألغينا القطع لوقعنا في الشك والظن والوهم، فإذا قلنا: علم نقصد به حقيقة مقطوع بها، تطابق الواقع، عليها دليل، هذا هو العلم الوصف المطابق للعلم مع الدليل، فأنت حينما تأتي بالدليل تنمي في الإنسان مقاييسه العقلية، أنت حينما تأتي بدليل على كل حقيقة تعلم المخاطب كيف يفكر، أنا أقول لإخواني دائماً: لا تقبل شيئاً إلا بالدليل، ولا ترفض إلا بالدليل، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء.
 مرة كنت في زيارة عالم في دمشق يسكن في طابق مرتفع جداً، الطابق الثاني عشر، ودمشق يراها من كل أطرافها، فقال لي: كل هذه المدينة ملكي بلا دليل، لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، أنت حينما تربي الإنسان على أن يستخدم الدليل تربي عقله، الخرافة بلا دليل، الشطح بلا دليل، الوهم بلا دليل، الظن بلا دليل، على الداعية أن يتحدث بدليل، يربي إخوانه على ألا يقبل شيئاً إلا بالدليل، وألا يرفض شيئاً إلا بالدليل، وإلا فنحن أمام أديان لا أمام دين واحد، أمام مذاهب لا تعد ولا تحصى، لأنه ما من فرقة ضالة إلا اعتمدت نصاً ضعيفاً، أو موضوعاً، فأنا أقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.

 

((ابن عمر، دنيك دينك، إنه لحمك ودمك، وخذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا ))

 

[كتاب الزهد، لابن أبي عاصم]

 أنا أربي المتعلم على أن يعد الدليل أساساً.
 أستاذ زياد، مرة أرسل النبي عليه الصلاة والسلام سرية، وأمر عليها أنصارياً ذا دعابة، هذه القصة في مسلم والبخاري، فعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

(( بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَاسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطِيعُونِي ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا، فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوهَا، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَهَمُّوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا، وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّارِ، فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتْ النَّارُ، فَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ))

[متفق عليه]

 العقل لا يعطل أبداً، أنا حينما أربي تلميذي على أن يأخذ مني بلا دليل يأتي دجال، أو كذاب، أو مخرف، ويلقي بكل شيء، أما حينما أربيه أن يأخذ كل شيء بالدليل يرفض أي شيء بلا دليل، على كل ربنا عز وجل قال:

 

﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾

 

(سورة محمد)

 لم يقل فقل، بل إن بعض العلماء يرى أن العقيدة ولو كانت صحيحة لا تقبل إلا عن بحث ودرس، أما أن تقبلها ولو أنها صحيحة بلا دليل سريعاً ما تتركها، لأنها شبهة، فقضية العقل تحتاج إلى دليل وبحث، فلولا الدليل لقال من جاء ما جاء، أنا حينما أقبل من الناس إيماناً بلا دليل كل الفرق الضالة معذورون عند الله، قيل لهم كذا تصدقوا، أما حينما يخاطب المسلم أنه لا يقبل الله اعتقادك إلا إذا كان عن بحث ودرس فعندئذ يعد للألف قبل أن يقبل قصة لا أصل لها.
 المذيع:
 الدليل والتعليل قاعدة من أسس الدعوة إلى سبيل الله، ونستعرض بقية القواعد، بقي علينا أن نعرف الآمر قبل الأمر، أي أن نعرف الله سبحانه وتعالى الذي أمر بالهدى والتقى.
 الأستاذ:
 وأن نتدرج، لا أن نلقي بالتعليمات دفعة واحدة، وكل هذا بالمتفق عليه، لا بالمختلف عليه.
 المذيع:
 أشكركم وأشكر الأخوة المستمعين، إلى لقاء بالغد بإذن الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور