- التربية الإسلامية / ٠7موضوعات مختلفة في التربية
- /
- ٠2دروس حوارية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
حكمة الله في خلق أجهزة الإنسان على ما هي عليه :
أيها الإخوة ، في الإنسان أجهزة خطيرة جداً ، أساسية ونبيلة جداً ، بالغة التعقيد ، على رأسها الدماغ ، أين وضعه الله عز وجل ؟ في صندوق عظمي في مفاصل ثابتة ، وبين الجدار والدماغ سائل لامتصاص الصدمات .
أين وضع الله النخاع الشوكي ؟ في العمود الفقري .
أين وضع الله القلب ؟ في القفص الصدري .
أين وضع الله الرحم ؟ في عظام الحوض .
قال تعالى :
﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ﴾
معمل الكريات الحمراء :
لكن أخطر معمل في الإنسان قد لا تعرفونه ، إنه معامل كريات الدم الحمراء ، هذه المعامل وضعت في أحصن مكان في الجسم ، وضعت في نقي العظام ، داخل العظام ، إذا أكل الإنسان طبق لحم ، والأطفال يحبون أن يأخذوا العظمة الكبيرة ، ويضربونها ، ينزل منها ماسورة رمادية ، الماسورة الرمادية هي معامل كريات الدم الحمراء ، هذه المعامل تصنع في الثانية الواحدة اثنين ونصف مليون كرية ، الآن هناك درس مدته خمسون دقيقة ، الدقيقة ستون ثانية ، خمسون في ستين ثلاثة آلاف ، ضرب اثنين ونصف مليون سبعمئة وخمسون مليون كرية تصنع فينا جميعاً في مدة هذا الدرس ، ولأنه يموت في كل ثانية اثنان ونصف مليون كرية حمراء .
الآن : سؤال هذه الكريات الحمراء التي تموت ما مصيرها ؟ قد يقول أحدكم : تطرح مع مفرزات الجسم ، الجواب : لا ، هذه تساق إلى مقبرة في الجسم ، هذه المقبرة اسمها الطحال ، في هذه المقبرة معامل تأخذ هذه الكريات الحمراء ، وتحللها إلى مكوناتها الطبيعية ، المكونات حديد وهموجلوبين صفراء ، الحديد يشحن إلى معامل نقي العظام مرة ثانية ليعاد تصنيعه ، و الهموجلوبين يصبح المرارة ، يصبح المادة الهاضمة للدهون .
ماذا نستنبط من ذلك ؟ هذا صنع الإله ، الله عز وجل أمْرُه كن فيكون ، زل فيزول ، ومع ذلك فليس عند الله هدر إطلاقاً ، هذه الكريات الحمراء سبعمئة وخمسون مليون كرية في خمسين دقيقة تذهب إلى المقبرة ، في المقبرة تحلل هذه الكريات إلى عواملها الأساسية في الهموجلوبين الصفراء لهضم الدهون ، والحديد يؤخذ إلى نقي العظام ليعاد تصنيعه كريات دم حمراء ، إذاً الاقتصاد كمال بشري ، الاقتصاد تدين ، الاقتصاد حضارة ، الهدر والاستهلاك وعدم ترشيد استهلاك المياه ، وعدم ترشيد استهلاك الكهرباء ، وإتلاف المواد ، وعدم العناية بالآلات هذا سلوك متخلف ، لأن خالق الأكوان الذي أمْره كن فيكون علمنا كيف نستخدم الأشياء إلى أقصى مرحلة .
هذا المعمل يصنع في الثانية الواحدة اثنين ونصف مليون ، لا يزال هذا المعمل فيه أسرار لم تكشف عنه بعد ، وأحياناً يتوقف كلياً عن تصنيع الكريات الحمراء ، وإذا توقف فالموت محقق ، والمرض اسمه فقر دم لا مصنع ، اسمه الحديث ابيضاض الدم ، هذا المعمل كيف يتوقف عن العمل ؟ لا أحد يعلم ، لذلك مرض ابيضاض الدم أو فقر الدم اللامصنع مرض قاتل .
الآن قال الله عز وجل :
﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ﴾
اكتشف العلماء الغربيون أن هذا المعمل صيانته في نقص الدم المنتظم مبرمجة ، هذا المعمل كلما قلّت كمية الدم في الجسم زاد نشاطه ، وكان هذا الإقلال تنشيطاً لآلية العمل ، كيف أن شرب الماء يصون الكليتين .
وبالمناسبة الإنسان ، يجب أن يشرب في اليوم اثنين لتر ماء ، أعجبه أم لم يعجبه ، كان عطشاً أو غير عطش ، وإلا فخطر أن يصاب الإنسان بفشل كلوي واردٌ .
وبالمناسبة في بعض البلاد الحارة أعلى نسبة فشل كلوي فيها لتناول المشروبات الغازية ، أنا أنصح : اشربوا المشروبات الطبيعية ، اشربوا اللبن ، اشربوا الليمون المعصور ، البرتقال المعصور ، هذه المشروبات الجاهزة صدقوا أو لا تصدقوا كلها مواد كيماوية ما فيها شيء طبيعي ، إذاً هذا الجهاز صيانته في نقص الدم .
الحجامة بين الحقيقة الشرعية وواقع الناس :
قبل سنتين سرت لوثة الحجامة ، وبولغ بها إلى درجة غير معقولة ، الأطباء كانوا يعملون ليلاً ونهاراً في الحجامة ، الآن طرح غير منطقي ، وغير معتدل ، وغير متوازن ، لدرجة أنّ الدولة اضطرت إلى أن توقف هذه الهجمة على الحجامة عقدت ندوات ، وأتت بعلماء ، لكن إنسان قال كلاماً غير صحيح ، قال : هي طريقة بدائية في معالجة بعض الأمراض ذكرها النبي ، هنا الغلط ، النبي مشرع ، كل شيء قاله لا يمكن أن يكون من ثقافته ، ولا من اجتهاده ، ولا من رأيه ، ولا من معطيات بيئته ، ولا من اختراعه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الله كلامه بأنه لا ينطق عن الهوى .
الحجامة إذاً لها فوائد كبيرة جداً ، وقائية دققوا ، هذه الفكرة في العالم الغربي أن هذه المعامل صيانتها بنقص الدم المنتظم في والنبي أمرنا أن نحتجم من حين إلى آخر كل عام ، كل عام مرتان أو ثلاثا لا مانع ، قد يقول قائل : لمَ لا نأخذ الدم من الوريد ؟
الجواب والجواب دقيق جداً أيها الإخوة ، في أماكن الاحتكاك والحركة الدورة الدموية نشطة ، والدليل لما يقلّ شعر الإنسان ينصح بفرشاة دبابيس كي تحرض جلدة الرأس على جريان الدم وتغذية الشعر ، فعند المفاصل الدورة نشطة ، لذلك كل إنسان يصلي ، و يتوضأ في الأعم الأغلب هو بعيد عن مرض الغرغرين ، ما الغرغرين ؟ هذا مرت خطير ، هذا مرض الموات ، الدم يضعف في أن يصل إلى نهاية الأطراف السفلية فيتفاجأ الإنسان أن إبهامه أصبح أسود اللون ، لا يبالي ، فينتقل السواد إلى القدم ، قال له الطبيب : لا بد من قطع القدم ، يتردد ، الساق يتردد ، لا بد من قطع الرجل من أعلى الفخذ ، هذا المرض في الحقيقة نقص تروية نهايات الأوعية .
لما أمرنا النبي الكريم إذا توضئنا أن نخلل بين الأصابع معنى ذلك أنت تنشط الدورة الدموية في نهاية القدم .
أيها الإخوة ، الظهر أكبر مساحة في الجسم ، ودورة الدم فيه راكدة بسبب انعدام الحركة في الظهر ، فتوجيه النبي أن يؤخذ الدم من الظهر ، لأنها منطقة ركود .
بيان النبي المعصوم لخطورة تبيُّغ الدم على الأجهزة في الجسم :
الآن مع موضوع ثان ، الحديث :
((من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ، ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله))
حقيقة التبيُّغ :
ما هو التبيغ ؟ القلب ينبض الشريان مرن ، ما معنى مرن ؟ تماماً كالمطاطة ، ضع مطاطة جديدة ، وقس طولها بالميليمترات ، اسحبها ، قد يتضاعف طولها ، دعها تعود إلى ما كانت عليه ، المرونة أن يعود الشيء إلى حالته الأولى ، فالشريان مرن ، لما ينبض القلب يتوسع الشريان ، صار قلبًا ثانيًا ، لأنه مرن يجب أن يعود لما كان عليه ، توسع وعاد إلى ما كان عليه ، صار قلبًا ثانيًا وثالث ورابعا ، جميع الأوعية في الجسم قلوب ، والدليل : ضع يدك في شريان تسمع النبض ، ضعها هنا تسمع النبض ، ضعها هنا تسمع النبض ، ضعها عند رجلك في مكان معين تسمع النبض ، معنى ذلك أن الأوعية نبضها يعين القلب .
حينما تمتلئ الأوعية بالدم تمتلئ وتضيق بالدم ذرعاً ، فلا تستطيع أن تكون مرنة ، فيتعب القلب ، والآن دخلنا في موضوع فرعي .
وسائل الوقاية من التبيّغ :
تحت يدي دراسة : أن أفضل شيء للإنسان أن يأكل نصف طعامه صباحاً ، لأن هذا الطعام بعده ثماني ساعات عمل ، وكثير من الناس يدعي أنه أكابر ، فلا يأكل صباحاً ، لكن يتعشى عشاء ، ويذهب إلى النوم فوراً ، تأكل مواد دسمة ، وكثيرة ، والنوم راحة ، لذلك أفضل دراسة أن تأكل الطعام صباحاً نصف كمية الطعام ، لأن عقبه ثماني ساعات عمل ، الظهر تأكل خمسة وثلاثين بالمئة ، مساءً تأكل خمسة عشر بالمئة.
لي قريب توفي ـ رحمه الله ـ عنده نظام في حياته ، أنه يجب أن تجتمع الأسرة بأكملها على وجبة طعام واحدة ، هذا لقاء فيه حديث ومؤانسة ، وسؤال وجواب ، وطرفة ، وفيه تفقد وضع الطالب بمدرسته ، فيمكن أن يمتد الطعام ساعة ، ولا داعي أن نأكل مثل الجمال ، ونقوم قبل الرجال ، هذه لا آية ولا حديث ، هذا كلام فيه حمق ، كُلْ بهدوء لقمة لقمة ، امضغ جيداً ، آنس من حولك ، تحدث ، تأدب ، اجعل الجو مرحاً ، لأن السعادة النفسية تعين على الهضم .
الإنسان يأكل أكلة دسمة ، وينام ، والقلب ينبض خمسة وخمسين نبضة ، والدم حركته بطيئة ، كل حمولاته دهنية ، تترسب في الأوعية ، وكلما ترسبت هذه الحمولات ، ومضى عليها الوقت أصبحت متكلّسة ، عندئذ يفقد الشريان مرونته ، وما عاد قلب آخر ، لم يعُدْ يعين القلب ، بل صار عبئًا عليه ، فيتضخم القلب .
ما هي الحجامة ؟ هي نقص الدم المنتظم الذي يخفف الضغط على الأوعية .
بالمناسبة أيها الأخوة الدين النصيحة أنا علي أن آخذ بالأسباب ثم أتوكل ، أما التوكل بلا أخذ بالأسباب هذا خطير ، في عندنا أمراض خطيرة جداً لماذا هي خطيرة ؟ ليس لها أعراض أبداً ضغط الدم المرتفع من أخطر الأمراض لأن ما له أعراض يكون ضغطه ثمانية وعشرين دون أن يشعر ، ضغط الدم المرتفع سماه الأطباء القاتل الصامت ، من أعراضه أو من نتائجه بالتعبير المعاصي جداً من تداعياته خثرة بالدماغ يعني شلل أو عمى أو فقد ذاكرة أو صمم ، من تداعياته فقد البصر .
لذلك لا مانع أن يكون في كل بيت في جهاز ضغط ، لأنه لا أعراض للضغط ، وهو القاتل الصامت ، فأنت بالأربعينيات ضغطك 12/8 ، جيد ، بالخمسينات 13/ 9 ، ثم ، 10/16 ، هذا الضغط الحدي ، أما فوق 16/10 فهو مرض ، ولا بد من طبيب ، من فضل الله على الإنسان أن تقدم الطب لكرامة الإنسان عند الله ، الآن الضغط له أدوية يمكن تكون مثل الغذاء ، فيرجع الضغط طبيعيًّا ، لأن الضغط يكون ناتجًا أحيانا عن توتر عصبي .
أنا أقول دائماً : بعض أنواع ضغط الدم سببها ضغط الهم ، وهناك ضغط عصبي ، وضغط نفسي ، شدة نفسية ، وضغط وعائي ، لأن المواد الدهنية مترسبة على جدر الشرايين ، وفقدت مرونتها ، فارتفع الضغط ، والنبي الكريم يقول :
((من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ، ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله))
سآتيكم بشاهد : الذي عنده كومبيوتر ( الهارد ) الأساسي C المشغل إذا كان ممتلئاً لا يعمل الكومبيوتر ، لا بد من فراغ بالمئة خمسة عشر ، لو أنت فحصته في الخصائص تخرج دائرة معظمها أزرق ، وقسم أحمر ، لولا هذا الفراغ لا يعمل الهارد ، والدم كذلك لا بد من فراغ حتى تتجاوب الأوعية مع القلب ، لذلك :
((من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ، ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله))
هذا الكلام مرة ثانية : ليس من عند النبي ، ولا من ثقافته ، ولا من خبرته ، ولا من معطيات عصره ، ولا من توقعاته ، إنما هو وحي يوحى ، قال تعالى :
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾
قال تعالى :
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾
الأخذ بالأسباب قمّة الإيمان والتوكل :
ما قال : وإذا أمرضني ، قال : وإذا مرضت ، فالأخذ بالأسباب قمة الإيمان ، الإيمان بحقيقته أن تأخذ بالأسباب ، وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله ، وكأنها ليست بشيء .
لكن جاءني سؤال مرة : أن المرأة هل عليها حجامة ؟ فكان جوابي : إن المرأة التي تصلي ، ثم لا تصلي لعذر ألمَّ بها ليس عليها حجامة .
بالمناسبة المرأة قلّما تصاب بالجلطة ، لكنها تسبّب الجلطة .
لكن بعد أن تصلي المرأة دائماً يجب أن تحتجم ، إذاً الحجامة من سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، أحياناً مرض الشقيقة يزول بالحجامة .
بالمناسبة ، أنت مسلم ، ركعت نزل الدم إلى الرأس ، رفعت تراجع الدم ، فتوسعت الأوعية توسعت ، ثم رجعت إلى ما كانت عليه ، سجدت توسعت ، ثم رجعت ، سجدة ثانية ، أول ركعة ثلاث مرات ، والثانية ثلاثة ، والثالثة ، والرابعة ، الصبح أربعة ، والظهر عشر ، والعصر أربع والمغرب خمس ، والعشاء تسع ، كل ركعة ثلاث ، كم مرة صعدت ونزلتَ ؟ ما الذي يحدث ؟ يكتسب الوعاء في الدماغ مرونة ـ لا سمح الله ولا قدر ـ يرتفع الضغط فجأة لأسباب معينة ، فالذي يصلي أوعيته مرنة ، تتحمل الضغط ، والذي لا يصلي أوعيته غير مرنة فينفجر الوعاء ، فيسبب خثرة بالدماغ .
اللهم عافنا جميعاً من أمراض وبيلة .
والله يا أيها الإخوة ، هناك أمراض تجعل حياة الإنسان جحيماً لا يطاق ، والمعجزة ألا يصاب الإنسان بالمرض ز
هناك معنى دقيق جداً أتمنى أن أوضحه : لو أنّ طريقًا عرضه مئة متر افتراضاً ، وعلى اليمين وادٍ ، وعلى اليسار وادٍ ، والإنسان راكب مركبته ، ويمشي في الوسط ، غفل نصف دقيقة ، لا يحدث شيء ، لأن الطريق عريض جداً ، لكن لو أن الطريق عرضه بعرض السيارة ، وعلى اليمين واد ، وعلى اليسار واد ، وغفل ، سيقع في الوادي ، الحالة الأولى فيها توسعة ، والحالة الثانية فيها دقة ، لأن الإنسان مكلف ، ولأنه مخير فطبيعة الحياة ليست على التوسع .
مثلاً : عندك خمسة أولاد ، أتيت بمئة كيلو من البرتقال مثلاً ، وضعتا في مكان ، قد لا يأكلون ، الكمية كبيرة جداً ، بهذه الطريقة لا يمكن أن يمتحن الأطفال بمدى انضباطهم الاجتماعي ، لكن فرضاً لو أحضرت عشر برتقالات ، الذي أكل ثلاثة ترك أخاه على برتقالة واحدة ، والذي أكل أربعة حرم أخاه البرتقال .
طبيعة الحياة أن يغتني إنسان ، ويفقر إنسان ، تغتني أمة بالعدوان وتفقر شعوب ، تصميم الأرض أن الهوامش ضيقة ، لماذا كانت الهوامش ضيقة ؟ لأن الإنسان مخير ، ومكلف ، فأي خطأ يرتكبه يظهر في الآخرين .
منذ أيام بلعت طفلة بذرة زيتون ، وأسيء معاملتها في مستشفى عامة ، حدث نقص أوكسجين في الدماغ ، فأصيبت بعاهة دائمة ، فطلقت أمها الزوج ، لأنه لا يعمل ، فيرعى ابنته ، قلت : هذا الذي قصر في معالجتها سبب شقاء أسرة ، الأب عاطل لا يمكن أن تترك البنت وحدها ، وزوجته مطلقة ، ولا أحد يرعاها ، قال تعالى :
﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾
كل أعمالكم آثارها مسجلة عليك .
من التعليلات العلمية للحجامة :
إذاً : الإنسان المؤمن عنده حاجة كبيرة جداً إلى أن يكون منضبطاً بضوابط الشرع ، فالحجامة من تعليلاتها العلمية : أن هذا المعمل الضخم معمل كريات الدم الحمراء الذي أودعه الله في حصن حصين ، والذي قد يتوقف كلياً عن العمل هذا المعمل صيانته وتقويته بنقص الدم المنتظم ، والذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام وحي يوحى ، والحجامة لها أحاديث كثيرة ، هناك سبعة عشر حديثاً شريفاً يتحدث عن الحجامة ، وعن بعض ما فيها من فوائد .
لي صديق كان مقيم في مصر ، ثم أقام بالشام ، والده يتمتع بقدرة عالية جداً ، وله منصب رفيع في مصر ، معه شقيقة دائمة ، فزار مرة ابنه في الشام واحتجم ، معاناة الشقيقة خمسًا وعشرين سنة ، فشفي منها ، الغريب أنه يركب الطائرة كل عام إلى دمشق ليحجم ويعود .
أحياناً نصائح المصطفى صلى الله عليه وسلم من عند الخالق ، هذه من عند الصانع ، لذلك الحديث :
((من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ، ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله))
طبعاً نحن حينما نبحث عن حكم الحجامة ، هذه من وسائل الدعوة ، أما المؤمن الصادق فيحتجم دون أن يفهم حكمة الحجامة ، لأن فيها حديثاً صحيحاً .
هناك قصة أذكرها دائماً : أن عالماً من علماء دمشق سافر إلى أمريكا ، والتقى بإنسان على جانب من العلم كبير ، لكنه أسلم ، فجاء موضوع لحم الخنزير ، وتحاورا ، وتحدث العالم الدمشقي ساعة وزيادة عن مضار لحم الخنزير ، فلما انتهى من حديثه الطويل قال له هذا المسلم : كان يكفيك أن تقول لي : إن الله حرمه من دون زيادة .
أنت مع طبيب يحمل شهادة عالية جداً من أعلى جامعة ، يعطيك توجيهات ، لا تفكر أن تحاوره فيها ، هكذا قال لي الطبيب ، عندك استسلام للطبيب ، لذلك الإمام الغزالي يقول : " يا نفس ، لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ إذاً فما أكفرك ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ الله عز وجل حذرنا من المعاصي والآثام ، حذرنا من جهنم ، وبئس المصير ، يأتي طبيب فيعطي توجيهات لمريض فينصاع فوراً ، قال لها : يا نفس ، لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ إذاً فما أكفركِ ، أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ؟ إذاً فما أجهلكِ .
فكل إنسان يعصي الله عز وجل هو متهم بالكفر والجهل .