- التربية الإسلامية / ٠7موضوعات مختلفة في التربية
- /
- ٠2دروس حوارية
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، و أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم إلى أنوار المعرفة و العلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
تذكير لموضوعات مقترحة سابقا
أيها الإخوة الكرام ، بدأنا قبل ثلاثة أسابيع درساً في الحوار ، في الدرس الأول والثاني تحدثنا عن الموضوعات المقترحة التي تشغل بال إخوتنا ، والموضوع إذا لامس شغاف القلب تفاعل الإنسان معه ، ونحن في أمسّ الحاجة في هذه الأيام إلى ما يسمى بفقه الأولويات ، هناك قضايا ساخنة ، هناك قضايا حيوية ، هناك قضايا مصيرية ، هذه ينبغي أن نبحثها أولاً ، لأن الإسلام هو الحياة ، وفي الدرس الماضي فيما أذكر استقر حوارنا على أن نعالج موضوعات نحن في أمسّ الحاجة إليها فاقترحتم أنتم ، وأضفت على اقتراحاتكم فضلاً عن موضوع العلاقات الزوجية ، لأن البيت المسلم إذا كان بيتاً سعيداً كان العطاء كبيراً من الزوج و الزوجة ، وهناك أسباب كثيرة جداً تفسد العلاقة بين الزوجين ، فلابد من بحث موضوع العلاقات الأسرية ، وكيف كان النبي عليه الصلاة والسلام قدوة لنا لما حمد الله عز وجل حينما رزقه حب عائشة .
إذا أحب الإنسان زوجته فهو وفق منهج الله ، والله يبارك هذا الحب ، والله يدعم هذا الزواج ، ثم أضفتم أنتم موضوع تربية الأولاد في الإسلام لأن الأولاد الآن هم الورقة الرابحة الوحيدة في أيدينا ، و الأولاد يعني المستقبل و ما من عمل أعظم عند الله من تربية الأولاد ، خير كسب الرجل ولده ، أول من يمسك بحلق الجنة أنا ـ هكذا قال عليه الصلاة و السلام ـ فإذا امرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي ، قلت : من هذه يا جبريل ؟ قال : هي امرأة مات زوجها ، وترك لها أولاداً فأبت الزواج من أجلهن .
إذاً ، استقر حوارنا على معالجة موضوع العلاقات الأسرية ، وعلى معالجة موضوع تربية الأولاد ، وأضفنا موضوع إدارة الوقت ، أنت وقت ، أنت بضعة أيام ، كلما انقضى منك يوم انقضى بضع منك .
إدارة الوقت مفهوم إسلامي :
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾
وإدارة الوقت مفهوم حضاري
هو إسلامي و حضاري ، و ما من إنسان قدم إنجازات كبيرة في الحياة إلا وأحسن غدارة وقته .
واقترحت عليكم أيضاً موضوع نظام فريق العمل ، كيف نتعاون ولا نتنافس ؟ كيف تنضم جهودنا إلى بعضنا لا أن تتبعثر ؟ كيف يكف الإنسان عن أن يجعل همه أن يكيد لأخيه في العمل ؟ أنا لا أتكلم من فراغ ، فتكاد تكون تسعة وتسعون بالمئة من كل مؤسساتنا قائمة على الكيد فيما بين الموظفين ، كل موظف يريد أن يبني مجده على أنقاض أخيه ، يورطه ، يدفعه إلى الخطأ ، يخبر المدير العام بخطئه كي يحطمه ، ويبقى وحيداً .
نحن بحاجة إلى مفهوم فريق العمل ، وبحاجة إلى ما يسمى الذكاء العاطفي ، أو البرمجة العصبية اللغوية ، كيف وأنت بإمكاناتك وقدراتك يمكن أن تضاعف إنجازاتك إلى عشرة أضعاف ؟
واقترحت عليكم أيضاً البرمجة العصبية اللغوية ، وإدارة الوقت ، وفريق العمل ، وتربية الأولاد في الإسلام ، اقترحت عليكم أيضاً موضوع الرياضة ، وموضوع التغذية ، لأن الإسلام هو الحياة ، ولكن اليوم نبدأ بالرياضة ، ولكن أريد أن أكركم في كل درس بالموضوع الذي سنعالجه في الدرس القادم ، فإذا كان إخواننا من الشباب لهم اطلاعات ، لهم معلومات دقيقة حصلوها ، لهم مرجعيات علمية ، درسوا في الجامعة موضوع يمس موضوع المحاضرة ، فإذا حضروا شيئاً مكتوباً أو ارتجالياً يكون الحوار حقيقيا .
أحياناً يكون الشكل حوارا ، لكن المتكلم في واحد النهاية ، أنا أريد حوارا حقيقيا مع إخوان متخصصين بإدارة الأعمال .
فرضاً ، أخوان عندهم اختصاص البرمجة العصبية اللغوية ، إنسان عنده اختصاص بالرياضة ، قدم لنا معلومات مكتوبة أقرأها عنه ، يحب هو أن يقرأها قراءة ، يحب أن يلقيها ارتجالاً ، العبرة أن هذا اللقاء لقاء حوار ، لقاء مساهمة عامة ، نريد أن نحسن حياتنا ، أن نحسن إنتاجنا ، أن نخدم أمتنا ، أن نقدم شيئاً لهذه الأمة المقهورة ، لهذه الأمة التي أصبحت مضغة في الأفواه ، نريد أن نفعل شيئاً ، نريد أن نعيش في سبيل الله ، وقلت سابقاً ، وقلت هذا في عدة ندوات إعلامية : هذا الذي مات في سبيل الله إنسان كبير جداً ، لدرجة أننا نتضاءل أمامه ، ولكنه انتهى ، قدم أثمن ما يملك ، قدم حياته وانتهى ، والأمة بحاجة إلى شباب يعيشون في سبيل ، يقدمون إنجازات كبيرة .
الرياضة سلامة للجسم والعقل
أيها الإخوة الكرام ، يقولون دائماً : العقل السليم في الجسم السليم ، قد يعترض واحد منكم يقول : الرياضة تطيل العمر ؟ الجواب : لا ، لك عند الله مثلاً ثلاثة وسبعون سنة ، وتسعة أشهر ، وثلاثة عشر يوما وثماني ساعات ، وسبع دقائق ، وعشر ثوان ، لا تزيد ثانية ، هذه عقيدة المسلم ، إلا أنك بين أن تعيش هذا العمر واقفاً متحركاً نشيطاً منتجاً معطاءً ، وبين أن تعيش نصف هذا العمر على فراش ، وكل من حولك يقول لك : نسأل الله أنْ يخفف عنك .
والله حدثني البارحة طبيب ، قال لي : والله أشد ما يؤلمني أنه قد يأتي شباب بآبائهم إلى عيادتي ، وحالته صعبة جداً ، وهناك أدوية نافعة ومجدية وناجعة ، يتململون ، ويتمنون أن يكون هذا المرض قاضياً على حياته ، ينزعجون لو وصف لهم دواء يحتاج إلى جهد ، وإلى وقت ، وينزعجون لو قال لهم الطبيب : أمل كبير بشفائه هم لا يريدون أن يكون أمل كبير يريدون أن تكون القاضية ، أنا أقول : وهذه كلمة جانبية : كل أب محترمٌ في ثقافة المسلمين ، بثقافتنا كل أب محترم ، لكن دققوا أيها الشباب ، إذا أصبحتم آباءً ، ويا أيها الآباء ، ما كل أب يحب بطولتك ، لا أن تنتزع احترام أولادك بحكم الثقافة العامة ، بحكم العادات والتقاليد ، لا ، بطولتك أن يحبك أولادك بحكم إحسانك إليهم ، بطولتك أن يتمنى أولادك بقاءك ، أن يتألموا أشد الألم لأي مكروه أصابك ، هذه بطولة الأب ، وهذه ثمرة من ثمرات الأب الرحيم ، الأب الذي يعيش لأولاده .
أدلة الرياضة من الكتاب والسنة النبوية
أيها الإخوة الكرام ، أول نص نبوي واضح صريح قطعي الدلالة يؤكد قيمة الرياضة ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ))
في هذا المكان الطاهر ـ المسجد ـ تتلقى حقائق الدين ، وثقافة عامة ، والثقافة الغربية ليست مقصودة في هذه اللقاءات ، ولكن لضعف ثقافتنا يأتي مفهوم غريب مفهوم من بلاد الغرب براق نعجب به ، وننسى أن في ديننا ما هو أعظم منه بآلاف المرات .
قبل شهرين دعيت إلى إلقاء محاضرة في ملتقى للحفاظ على البيئة ، أعددت موضوعًا وقرأت كثيراً عما كتب عن البيئة في الثقافات الغربية ، والله الذي لا إله إلا هو الذي وجدتُ في نصوص الإسلام ، نصوص القرآن الكريم ، نصوص النبي العدنان في الحفاظ على البيئة ما لا يصدق ، لكن نحن معنا عقدة نفسية ، كل شيء يأتينا من الغرب برّاقًا ، كحقوق الإنسان ، والله لقد حمى الإسلام حقوق الإنسان قبل أن يفكر الغرب في هذا الموضوع ، وديننا نصّ على أنه لا بد للعقل لفهم النص ، الآن حينما يقول الله عز وجل بأمر قطعي الدلالة :
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾
أليست قوة الجسد قوة ؟ الأمة بصحة أبنائها .
حدثني مندوب شركة في هولندا قال : أنا لو أرشح مرتين في السنة أخسر عملي ، هذا التعليق غريب ، سألته : كيف ؟ قال : أنا حينما أرشح فلن أعتني بصحتي ، أنا لست جديرًا بهذا العمل ، لذلك ترى الأمراض التي تصيب الأمة بسبب جهلها وعدم انضباطها في الطعام والشراب ، وعدم انضباطها في الرياضة تكلف الأمة نفقات باهظة جداً ، فبين أن يكون هذا الإنسان جاهزًا للعمل والإنتاج وأن يكون عبئًا على الأمة يحتاج إلى سرير في المستشفى ، يحتاج إلى أدوية مستوردة ، يحتاج إلى طبيب بمبالغ باهظة جداً الفرق بينها شاسع جدا ، فلذلك :
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾
هذه تغطي قوة الجسد ، لكن أنا أحب أن أوضح الأمور بشكل شامل ، إذا كنتَ تعتقد أن الرياضة تطيل العمر ، مستحيل ، يكون في عقيدتك زيغ ، إذا كنتَ تعتقد أن الرياضة وحدها كافية لتحقيق كل شيء فهذا خطأ كبير .
ثمة صديق صديقي لهم سهرة كل أسبوع ، أحدهم رشيق ، أكْله منتظم ، كل أكلٍ يتناوله صحيٌّ ، مع المشي اليومي ، وكل حديثه عن خبز النخالة ، وعن السَّلَطة ، وعن الجزر ، وعن حبة البركة ، وهذه الأشياء ، بعد سن لخمسين ليس للإنسان حديث إلا في هذا ، كل عمر له اهتمامات ، بعد سن الخامسة والخمسين تأكل خبز النخالة ، ولا حديث إلا عن حبة البركة ، والجزر ، وخبز النخالة ، والسَّلطات ، طبعاً يصير الواحد قريبا من المغادرة ، فيحب أن يطيل وقت المغادرة ، فهذا يقول : أنا يطول عيشي حتى أموت ، هكذا يقول ، وهو عنده دعابة ، وهو أستاذ فلسفة ـ يرحمه الله ـ قال : أنا يطول عيشي حتى أموت ، لماذا ؟ قال : انظروا ، قوامي معتدل ، وزني معتدل ، رشيق ، أمشي كل يوم ساعة ، أكلي صحي ، هذا الكلام قاله يوم السبت ، في السبت الموالي كان تحت الأرض مدفونًا .
إن لك عند الله عمرًا لا يزيد ولا ينقص ، لكن قد تبقى في هذا العمر واقفاً متحركاً ، أو أن تبقى على سرير عبئاً على من حولك .
ومن النصوص التي تؤكد قيمة الرياضة ،
(( إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ))
جسمك له عليك حق .
احترام القوانين الطبية والصحية
هناك موضوع دقيق في العقيدة ، أن الإنسان المؤمن يحترم قوانين الله ، ولجسمك قوانين ، ومن علامات احترام هذه القوانين التي قننها الله أن تأخذ بها ، إنسان معه ضغط مرتفع ، ويحب الأكل المالح ، يقول : كُلْ الملح وسمِّ بالله ، ولا تخف من شيء ، الله هو الشافي ، هذه زعبرة جهل ، يجب أن تحترم قوانين الله عز وجل ، الملح يرفع الضغط ، والضغط هو القاتل الصامت ، أنا أتمنى أن يكون في كل بيت جهاز ضغط ، الضغط المرتفع ليس له أعراض ، هذه المشكلة ، اسمه القاتل الصامت ، إذا لم يقتل يسبب خثرة في الدماغ ثم الشلل ، وإذا لم يقتل يفقد البصر ، فما الذي يمنع أن يكون في كل بيت جهاز ضغط ، وعلى عدة مرات تقيس ضغطك ، هذا جسمك ، أنت كمؤمن ليس جسمك ملكك ، هذا ملك زوجتك ، ملك أولادك ، وملك كامل أسرتك ، وإذا كان لك عمل طيب فهو ملك جامعك ، ملك المؤمنين ، أنت طاقة منتجة ، فالحفاظ على الصحة حفاظ على المسلمين أيضاً .
من علامات طاعتك لله أن تتأدب مع قوانين الجسم ، لا يغسل الفاكهة ، كل وسمِّ ، لا يضر مع اسمه شيء ، هذا فهم للدين فيه جهل ، النبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( اتقوا النسمة ))
والنسمة هي الغبار ، فمن أكل التراب فقد أعان على قتل نفسه ، لكنْ من يأكل التراب ؟ لا أحد ، يعني من يأكل فاكهة لم تغسل فكأنه أكل التراب ، فقد أعان على قتل نفسه .
الرياضة التي ندعو إليها
لو تتبعتم وصايا النبي عليه الصلاة والسلام ، كيف أن الدعوة إلى الله التي هي أعظم عمل على الإطلاق ، والتي هي صنعة الأنبياء ، أقول دائماً عنها : تتذبذب بين أن تكون أعظم عمل ترقى إلى صنعة الأنبياء ، وبين أن تكون أتفه عمل لا تستأهل إلا ابتسامة ساخرة ، فالرياضة من باب أولى ، يمكن أن تكون الرياضة ديناً بديلا للدين الإسلامي ، ويمكن أن تشجع الرياضة كسياسة إلهاء للشعوب الضعيفة ، ويمكن أن تكون الرياضة حجاباً بيننا وبين الله عز وجل ، أنا أتحدث عن الرياضة كقوة كنشاط ، كجاهزية للجسم ، لا أتحدث عنها كتفلت ، يمكن أن تكون الرياضة أحد أكبر الفساد في الأرض ، مهرجانات ، وفتيات ، وشباب ، وثياب فاضحة ، ولقاءات غير شرعية .
والله مرة كنت راكبًا مركبة بين مكة وجدة في عودتي إلى بلدي عقب عمرة ، إذ بالسائق ينفعل انفعالا لهدفٍ سجّله فريق على فريقه ، والله كاد يخرج من جلده ، سبحان الله ! هذا صار عندنا دينًا جديدًا .
إذا كانت الرياضة كشف عورات وتفلتًا واختلاطًا ومناسبة للفساد فهذا موضوع ثان ، ليس لنا علاقة به في هذا الدرس إطلاقاً ، علاقتنا أن الإنسان يعتني بجسمه ، يقوم بتمارين رياضية ، فوق الأربعين يمشي كل يوم ساعة قدر الإمكان ، حتى يحافظ على لياقته الصحية ، وعلى جاهزيته للعمل .
مثلاً تجد الواحد منا يستغرق في أخبار لاعب كرة قد يكون معه مرض الإيدز ، قد يكون شاذًّا ، لكن يتقصى أخباره بشكل غير معقول ، أي ساعة يستيقظ ، أي ساعة ينام ، لا يعرف عن الصحابة واحدًا بالألف مما يعرف عن لاعبي الكرة ، أصبحت هذه اللعبة ديناً يدين الناس به ، هل من المعقول أن يصير طلاق بمصر بين أناس يوالون فريق ضد فريق ، أنْ يطلِّق ، زوجته لأنها ليست زملكاوية مثلاً ، هل هذا معقول ؟
أنا أعني ما أقول ، أصبحت الرياضة ديناً ، مباراة في لندن يُقتَل فيه ستون قتيلا من التشجيع الهستيري والاستفزاز ، أنا أتحدث عن الرياضة كسبيل لتقوية الجسم ، هي ليست هدفاً ، لكنها وسيلة ، فإن جعلت هدفاً فقد أصبحت ديناً ، هي وسيلة ، وليست هدفاً .
هناك رياضات محرمة ، الملاكمة الحرة محرمة في الشريعة الإسلامية ، لأنها تقوم على استباحة إيذاء كل من المتغالبين للآخر إيذاءً بالغاً في جسمه ، فإذا كان إيذاء اللاعب أو إيذاء الطرف الآخر مباحًا في هذه اللعبة فهي محرمة ، المصارعة الحرة أيضاً محرمة ، التحريش بين الحيوانات كالجمال والكباش والديكة محرمة ، أما الكارتية إذا تعلمناها كي ندافع عن أنفسنا فهي مباحة .
قال أحدهم : أين محمد ، لا نجوتُ إذ نجا ، هذا في معركة ، فهو طلب سيدنا محمد بالذات ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : دعوه لي ، وأصرّ على أن يقاتله بنفسه ، فوكزه وكزة بالرمح فولى هارباً ، وهو يعدو قال : والله لو بصق علي لقتلني ، كان e قويًّا .
لما كانوا في بدر ، وكانت الرواحل قليلة مقارنة مع العدد قال : كل ثلاثة على راحلة ، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة ، هو قائد الجيش ، زعيم الأمة ، نبي الأمة ، رسول الأمة ، سيد الخلق ، ساوى نفسه مع أصحابه قال :
(( وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة ـ ركب الناقة ، فلما جاء دوره في المشي توسلا صاحباه أن يبقى راكباً ، قال قولة رائعة ، قال : ما أنتما بأقوى مني على السير ـ كان رياضيًّا ـ ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر ))
وفي بعض أسفاره أرادوا أن يعالجوا شاةً ، قال أحدهم : علي ذبحها ، وقال الثاني : علي سلخها ، وقال الثالث : علي طبخها ، فقال عليه الصلاة والسلام : وعلي جمع الحطب ، فقالوا : نكفيك ، ذلك ، قال : أعلم أنكم تكفونني ، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه .
حدثني طبيب قلب قال : إذا خدم نفسه الإنسان في البيت ، يقوم بالحد الأدنى الأدْنى الأدنَى من الرياضة ، شرب ، ورجع ووضع ثيابه في مكانها ، حاول أن يخدم نفسه ، أكل في صحن فغسله ، هذه حركات ، هذه الحد الأَدنى الأدْنى الأَدنى من الرياضة في البيت ، أن تخدم نفسك .
اشترى أحدهم عبدًا من السوق كثير الذكاء ، لكنه استرخصه كثيرًا ، فاشتراه ، وأحضره إلى البيت ، قال له : أحضر لي كأس ماء ، قال : أنا سوف أذهب أحضر الماء ، وأعود ، وأعطيك إياه ، وأرجع ، وأضع الكأس في مكانه ، ثم أعود إلى مكاني ، هذه أربع حركات ، اذهب أنت اشرب وعُد ، ففهم لماذا هو رخيص الثمن .
إن رياضة الكاراتية إذا كان القصد منها أن تكون قويًّا ، وأن تدافع عن نفسك ، لا أن تتبلى الناس ، وتعتدي عليهم فيمكن ممارستها .
وكذا العَدو والجري على الأقدام ، فقد أجرى النبي عليه الصلاة والسلام مسابقة الجري بين أطفال بني عمه العباس ، وكان يستقبل الفائز بصدره ، فيقبلهم ، ويلتزمهم ، وكان يشجع الفائزين بالجري .
وكان علي رضي الله عنه عداءً سريعَ الجري ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتسابقون على الأقدام ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقرّهم عليه ، وكان عليه الصلاة والسلام يأمر الركب فينطلق ، ثم يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها .
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ قَالَتْ :
(( فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ ، فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي ، فَقَالَ : هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ ))
ما زاد وزنه صلى الله عليه ، بل حافظ على وزنه ، وقد قالوا : إن عشر ما نأكله يكفي لبقائنا أحياء ، وتسعة أعشار ما نأكله يكفي لبقاء الأطباء أحياء .
اللعب بالسهام والحراب ، كان عليه الصلاة والسلام يقول لأصحابه : ارموا وأنا معكم ، عليكم بالرمي فإنه خير لكم ، لكن قال حديثًا أنا أعده من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( ألا إن القوة الرمي ))
يعني قوة أيّ سلاح ، مهما كان حديثاً في دقة الإصابة ، لما تنطلق القذائف من بارجة في إيطاليا تدخل إلى غرف نوم حاكم العراق ، هذه دقة بالغة ، وهناك قذائف انطلقت من البحر الأحمر ، وقذائف انطلقت من إيطاليا ، وجاءت في الغرفة المقصودة بالذات ،
(( ألا إن القوة الرمي ))
الآن السلاح قوته بدقة الإصابة ، وهناك قنابل ذكية تتبع الهدف ، وقنابل تركب أشعة الليزر ، وقنابل انشطارية ، وقنابل عنقودية ، وقنابل خارقة حارقة ، فصار التطور في السلاح عجيبًا ، لكن كل هذا السلاح أساسه دقة الإصابة ،
(( ألا إن القوة الرمي ))
وهناك طائرات ترى عن بعد مئتين كيلو متر ستة عشر هدف ، ويخرج منها ستة عشر صاروخًا تدمر من مئتي كيلو متر ، وهناك طائرات مداها سبعة كيلو مترات لا ترى أحداً ، ثم تسقط
(( ألا إن القوة الرمي ))
قالوا : الحرب القديمة كانت بين ساعدين ، ثم أصبحت بين سلاحين ، ثم بين آلتين ، وهي الآن بين عقلين ، هناك قنابل الآن يمكن أن تبيد البشر والأبنية ، كما شاهدت صورًا لبلدة في العراق ضربت بالسلاح الفسفوري ، الألبسة كما هي ، لكن لا يوجد ضمن الألبسة إلا هيكل عظمي ،
(( ألا إن القوة الرمي ))
ويقول عليه الصلاة والسلام :
(( كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال ، مشي الرجل بين الغرضين ، بين الهدفين ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته أهله ، وتعليمه السباحة ))
أحياناً يكون عند الأخ مثلاً التهاب مفاصل ، فالمفاصل لا تحمله ، فالمشي بالنسبة له يستهلك مفاصله .
جهاز المناعة المكتسب : أهميته وتركيبه
بالمناسبة حينما يقتني الإنسان حذاء يمشي على البلاط ، أو على زفت فهو يستهلك نصف مفاصله ، الآن يكون المرض الأول التهاب المفاصل ، لأن غدة في الإنسان اسمها التيموس بحجم حبة العدس جانب القلب ، هذه الغدة إلى عشر سنوات كان يظن أنه لا وظيفة لها إطلاقاً ، وفي معظم كتب الطب أنه لا وظيفة لها إطلاقاً ، ثم تبين أن هذه أخطر غدة في جسم الإنسان ، هي مدرسة حربية تدخل إليها الكريات البيضاء ، كبروها أربعة آلاف مرة ، أو أربعين ألف مرة ، إذا هي كمدرج روماني ، وكل كرية كأنها طالبة علم جالسة على المدرج ، تبقى الكريات البيضاء في هذه الغدة سنتين ، تتعلم في هاتين السنتين ، تتعلم من هو الصديق ومن هو العدو ، لأن جهاز المناعة المكتسب مؤلف من كريات بيضاء ، وفرقة الاستطلاع ، وفرقة تصنيع السلاح ، وفرقة المقاتلين ، وفرقة الخدمات ، وفرقة الكمندوس المغاوير ، فجهاز المناعة المكتسب هو في الحقيقة جيش بكل معاني هذه الكلمة ، الفرقة الأولى هي فرقة الاستطلاع ، إذا دخل إلى الجسم جرثوم تذهب إليه ، وتأخذ تركيبه الكيماوي وتعود ، تلقي هذه الشيفرة في العقد الليمفاوية ، معامل تصنيع السلاح ، العقد المفاوية مهمتها تصنيع مصل مضاد لهذا الجرثوم ، لكن أغرب ما في هذه العقد ، وأغرب ما في هذا لسلاح أنه يتمتع بذاكرة مذهلة ، فلو أعطينا طفلا جرثومًا مضعف كلقاح ، وصنعت هذه المعامل مصلا مضادًا فتركيب المصل يحفظ في ذاكرة هذه المعامل ، فلو جاء جرثوم بعد سبعين عامًا كان الملف جاهزًا ، ولولا هذه الذاكرة لما كان تلقيح أساساً .
الفرقة الأولى استخباراتية واستطلاع معلوماتية ، الفرقة الثانية تصنيع السلاح الفرقة الثالثة مقاتلون مشاة البحرية يحملون السلاح ، وينطلقون إلى الجرثوم ليقتلوه ، فتراكمت الجثث والدماء ، فرقة السلاح الهندسة والتنظيف ودفن الجثث ، وما إلى ذلك .
اكتشف عالم كبير فرقة خامسة ، هي فرقة المغاوير ، هذه الفرقة تكتشف الخلية السرطانية في وقت مبكر جداً ، وتلتهمها ، وينجو الإنسان من السرطان بفضل هذا السلاح ، سلاح المغاوير ، لكن ثبت أن كل إنسان عنده ملايين الخلايا السرطانية ، لكن كل خلية عليها قامع يمنع فاعليتها ، ما الذي يفك القامع ؟ الشدة النفسية ، الخوف ، الحقد ، القلق ، الشرك بالله ، قال تعالى :
﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا ﴾
يفك القامع البلاستيك ، ومشتقات البلاستيك ، كأس شاي بلاستيك ، الشاي حار جداً ، الحرارة أخذت معها بعض الذرات البلاستيكية ، يفك القامع البلاستيك ، مع الحمض طبق سلطة ، بحمض قاس ، فالحمض يذيب بعض ذرات البلاستيك ، أو نحضر اللبن بكيس نايلون ، بالسكين نحاول أن ننظف الكيس ، السكينة تأخذ بعض ذرات البلاستيك ، البلاستيك مسرطن أيها الإخوة الكرام ، لكنه مسرطن مع المادة الحامضية ، والمادة الحارة ، وعن طريق القشط ، يفك القامع أيضا البترول ، ومشتقات البترول ، فإذا كان الإنسان يعمل في السيارات ، وما نظف يديه ، وأكل من دون ملعقة فإنه يمكن لبقايا البترول تحت أظافره أن تسبب له مرضًا خبيثًا .
و يفك القامع الإشعاع النووي ، أنا لا أنسى عقب سقوط بغداد في ندوة من الندوات جاء سؤال من بريطانيا : ضربنا باليورانيوم المخضب ، المجيب شيخ من شيوخ العراق الكبار ، قال لها : ليست مشكلة ، هي استغربت الجواب ، قالت : كيف ليس مشكلة ، قال لها : كلهم أربعة آلاف وخمسمئة سنة ثم ينعدم ، كم سنة ؟ أربعة آلاف وخمسمئة سنة يبقى اليورانيوم المخضب يشع إشعاعات قاتلة ، هذه الحرية والديمقراطية !!! لذلك الإشعاع النووي مع مشتقات البلاستيك مع البترول مع الشدة النفسية هذه تفك القامع .
الآن الفرقة الثانية الفرقة المقاتلة تدخل إلى التيموس ، هذه الخلية تتعلم ، هذه فرقة قوية معها أسلحة فتاكة ، لكنها جاهلة ، يسمونها الخلية التائية الهمجية ، تتعلم بهذه المدرسة الحربية سنتين من هو العدو ومن هو الصديق ، عندها امتحان ، كل خلية تعطى سؤالا وتعطى عنصرًا عدوًّا ، دققوا الآن ، إذا لم تقتله ترسب ، وتُقتَل ، وإذا قتلته تنجح وتتخرج .
عندنا امتحان ثان ، تعطى كل كرية بيضاء عنصرًا صديقًا ، فإذا قتلته ترسب وتُقتَل ، وإذا لم تقتله تنجح وتتخرج ، تتخرج الكريات البيضاء من المدرسة الحربية ، والمدرسة تنتهي مهمتها بسنتين ، وتغلق أبوابها ، وتضمر وتتلاشى كلياً ، ما الذي أوهم العلماء السابقين أنه لا وظيفة لها ؟ ضمورها ، الآن كل جيل يعلم جيلا ، الجيل المتخرج أول وجبة يعلم الأجيال الصاعدة حتى الموت .
هنا تعليق لطيف ، أنه في الستين أو السبعين يضعف التعليم ، فتنشأ حالة اسمها خرف مناعي ، هذا المعلم ملّ من التعليم ، الدرس مختصر من دون أجوبة ، من دون تطبيقات ، من دون شرح ، فصار عندنا في جهاز مناعة فرقة مقاتلين معها سلاح فتاك ، لكنها جاهلة لا تعرف الصديق من العدو ، فينشأ في الجسم حرب أهلية ، أحد نتائج الحرب الأهلية التهاب المفاصل ، اسمه التهاب المفاصل الرثوي ، ما الذي يتعب المفصل ؟ تمشي بحذاء نعل على أرض قاسية ، أكثر البلاد الغربية أحذيتهم سميكة جداً ، ومرنة ، حتى في بعض البلاد إطار السيارة له عيار ينتفخ ، الحذاء نفسه ، هذا الحذاء يمتص البحص والأحجار الصغيرة ، وكلما مشيت على شيء لين تعتني بمفاصلك ، والمفاصل لا تزال من الأمراض الصعبة ، والآلام فيها لا تحتمل .
هذا الحديث جره موضوع المفاصل ، فإذا اقتنى أحدنا حذاء فكأن سهمًا في هذا الحذاء بثمانية سنتمترات فوق رجله ، وجاء بشكل مدبب ، والله شيء لا يحتمل ، وغير منطقي ، كل شيء ضيق ، يقول أحد الفقهاء : لا يقضي القاضي حين يقضي وهو غضبان ، العلماء حملوا على الغضب ثلاثًا وثلاثين حالة ، إذا لبس إنسان حذاء ضيقًا جداً يجب أن لا يقضي ، أو قميصًا ضيق جداً ، أو شيئًا ليس مرتاحًا به ، لذلك حملوا على الغضب ثلاثًا وثلاثين حالة مزعجة ، الإنسان الراقي يختار ألبسة وأحذية مريحة ، لكن هناك أناس يلحقون صرعات الموضة يجب أن يكون البنطال كاحتًا ، وأنا أخاف في سنة من السنوات أن يكون فردة بفردة !!!
(( كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو ، إلا أربع خصال ، مشي الرجل بين الغرضين ، وتأديبه فرسه ، ملاعبته أهله ، وتعليمه السباحة ))
تصوروا بلدًا ما فيها ماء إطلاقاً ، الحجاز ما فيها ماء إطلاقاً ، يأتي توجيه لسيدنا عمر : << علموا أولادكم السباحة >> ، أين السباحة ؟ أين برك الماء ، معنى ذلك أن هذا توجيه إلهي ، فقضية السباحة سببُ ذكرِي لها أن الذي معه مفاصل يصبح المفصل يحمل الجسم فيزداد أثر السباحة ، المفاصل مرتاحة ، الماء يحملك ، وفي بعض الحالات السباحة أفضل رياضة ، << علموا أولادكم السباحة والرماية ، وأن يثبوا على الخيل وثباً >> .
حدثني أخ كان في أمريكا شاهد ندوة تلفزيونية مفادها أن ركوب الخيل يقي من أمراض القلب والكبد والكليتين ، وأن ركوب السيارة تجلب أمراض القلب والكبد والكليتين ، كل شيء صممه الله عز وجل هو الصحيح .
وقد سبح النبي عليه الصلاة والسلام في بستان أخواله بني النجار ، ولعب مع الصبيان ، نحن دائماً في الرياضة الكلام يشبه تفاحة طيبة المذاق شهية ، نأكلها ، ولا حرج علينا إلا إذا كانت فيها نجاسة ، لكن وقعت تفاحة في مياه سوداء أتأكلها ؟
إذا كانت الرياضة مع كشف عورات ، مع ثياب قصيرة جداً ، مع فسق ، مع فجور ، مع اختلاط ، طبعاً كالتفاحة في مياه سوداء ، نبتعد عنها .
لكن مثلاً : للجامع منتجع خاص للطلاب ، هذا شيء رائع جداً ، هذا شيء حضاري ، هذا شيء يعين على تربية الأولاد ، طفل يجد مسبحًا جميلا ، وطعامًا طيبًا ، وملعبًا ، هذا شيء مما يؤيد الدعوة إلى الله ، وأنا قناعتي أنه يجب أن يكون هناك البدائل دائماً ، أنت كداعية أو كإنسان منظر أي شيء تحرمه يجب أن تقدم البديل ، أما كل شيء حرام فالحياة عندئذ لا تطاق ، كلما حرمت شيئًا تقدم بديله ، محرم أن تذهب إلى مسبح مختلط ، أو مسبح فيه كشف عورات ، هيئ للطالب مسبحًا فيه ثياب إسلامية ثابتة .
مرة أكبر لاعب كرة بعد أن نال مجده الكبير اعتزل اللعب ، واصطلح مع الله عز وجل ، جرت مباراة في مصر دولية وكبيرة جداً ، وهو أفضل لاعب ، هكذا قرأت الخبر ، أنه اتصل به وزير الشباب ، ورجاه أن ينضم إلى الفريق ، فهذا اشترط أن يلبس ثيابًا تحت الركبة ، وافق الوزير ، فسرت هذه كتقليد للاعبي الكرة ، انتهى كشف العورات .
سمعت قصة ثانية أن طيارًا بشركة مصر للطيران تديّن تدينًا شديدًا ، ما سمح لنفسه أن يقود طائرة يوزع فيها خمر ، فقدم استقالته ، فلما نوقش ، ما السبب ؟ قال : أنا لا أطير بطائرة توزع عليها الخمور ، يبدو من الطيارين الكبار أنهم احترموا رغبته ، وأعطوه استثناء ، أن كل طائرة يقودها فلان يمنع فيها توزيع الخمور ، ثم استحيوا من أنفسهم فمنعوا الخمور في كل الرحلات ، انظر على إنسان مؤمن وحده يمكن أن يعمل شيئًا ، أول لاعب بالثياب الطويلة ، والطيار مع عدم تقديم الخمور للركاب في الطائرة .
لماذا تخلى ربنا عنا مرة سافرت من دمشق ، أعتقد إلى أبو ظبي على شركة خليجية عددت الركاب الذين لم يشربوا المشروب فكانوا اثني عشر راكبًا في كل الطيارة تخلى هو بالجو تخلى وتحت رحمة الله يشرب الخمر ، كرة السلة والطائرة والتنس شبيهة بكرة القدم في حكمها ، لا بد من خلوها من المحاذير والمخالفات حتى يحكم بإباحتها .
ألعاب الورق واليانصيب والحظ والنرد كلها من المحرمات شرعاً .
عن بُرَيْدَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ))
الرياضات الراقصة قولاً واحداً هي حرام بلا شك ، لا يقبله الإسلام ، وإن سماها الناس فناً ، الرياضة مطلوبة ، وذكرت أدلة كثيرة في هذا الدين العظيم حول ضرورتها ، فضلاً عن إباحتها ، إلا إذا رافقتها معاص وآثام ، فهي محرمة لا لذاتها .
نحن عندنا مصطلح بالفقه ، عندنا شيء محرم لذاته ، أكل لحم الخنزير ، وعندنا شيء محرم لغيره ، دخلت إلى مطعم ، أكلت لحم الضأن ، لكن ما دفعت الثمن ، هذا أيضاً حرام لحم الضأن هل هو حرام ؟ لا ، ليس حرامًا ، لكنه حرام أن تأكل دون أن تدفع الثمن .
قيل لأحدهم : أنت تسكن في بيت مغتصب ، والصلاة فيه لا تجوز ، قال : أنا أصلي في الجامع ليس في البيت .