- التربية الإسلامية / ٠7موضوعات مختلفة في التربية
- /
- ٠2دروس حوارية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الكرام ، نلخص كل الدروس السابقة المتعلقة في الرياضة بهذه الحقائق البينة التي ينبغي أن تكون واضحة لدى كل الأخوة الكرام .
حقائق مهمة في ممارسة الرياضة :
أولاً : حكم الرياضة في الإسلام .
الحكم العام هو الجواز لأن الأصل في الأشياء الإباحة ، ولا يحرم شيء إلا بدليل قطعي وثابت ، بينما العبادات الأصل فيها الحظر ، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت ، لأن الرياضة من الأشياء ، إذاً الأصل فيها الإباحة .
أما إذا كانت من أجل تقوية الأبدان ، ومقارعة العدوان فإنها ترتفع من مستوى الإباحة إلى مستوى الاستحباب ، بل والندب ، بشرط أن تكون الممارسة بريئة من كل معصية ، وهادفة إلى ما فيه التدريب على تقوية الأبدان ، وتقوية الأرواح ، وهذأ أرجح أقوال أهل العلم في الرياضة .
ثانيًا : ضوابط ممارسة الرياضة :
شيء آخر ، ضوابط ممارسة الرياضة ، إسلامنا إسلام الحياة ، إسلامنا دين الفطرة ، إسلامنا مع الحياة بكل تفاصيلها ، ولكن مع الضوابط ، الفرق بين الإسلام والتفلت فرق الضوابط فقط ، فما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، إذاً الضوابط في ممارسة الرياضة هذا الكلام لجميع الشباب وللشابات .
تنوعت الرياضة في عصرنا ، ودخَلها كثير من المخالفات الشرعية ، إما في نظام الرياضة ذاتها ، أو في كيفية أدائها ، مما استدعى معرفة الضوابط الشرعية في هذه الممارسة .
الضابط الأول : ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي :
أول ضابط شرعي في الرياضة : ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي ، قال تعالى :
﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾
أول ضابط شرعي في الرياضة ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي .
طبعاً ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي كإقامتها في أوقات الصلاة ، أو ما يقارب أوقات الصلاة لأن هذا لا يجوز بحال وهو من المنكرات الواجب إنكارها لأن اللهو عن الصلاة معصية كبيرة .
الضابط الثاني : مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة :
الرياضة إما أن تكون وسيلة لإعداد الإنسان ليكون قوياً ليواجه أعداءه ، وهي أرفع صور الرياضة ، تدخل في وسائل نشر الحق ، أو تكون وسيلة لتقوية الأبدان وتنشيطها ، ولاستجمام المباح ، روحوا قلوبكم ساعة بعد ساعة ، فإن القلوب إذا كلت عميت .
لتعين المسلم على القيام بالواجبات المنوطة به في الحياة فينبغي مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة ، حتى يؤجر المرء ، فإنه قد تقرر عند الفقهاء ـ رحمهم الله عز وجل ـ أن الأمور بمقاصدها ، استدلالاً بقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتواتر الجامع المانع :
(( إنما الأعمال بالنيات ))
هذه قاعدة عظيمة ، يجب أن ترتبط بأحد أهداف المسلم ، إما من أهدافه الكبرى أن ينتشر الحق ، أو أن يعيش حياة ببدن قوي يعينه على طاعة الله ، أو أن يستجم استجماماً بريئاً يعينه على متابعة النشاط الديني ، إما أن تتقوى بها الأبدان على مواجهة الأعداء ارتبطت بالجهاد ، أو أن تتقوى الأبدان كي تتفرغ لعبادة الله والقيام بواجبات الخلق ، أو استجمام مباح يعين على متابعة النشاط .
أيها الإخوة الكرام ، سائر ما يتلهى به البطالون من أنواع اللهو وسائل ضروب اللعب مما لا يستعان به على هدف نبيل مضيعة للوقت ، لأن الوقت أثمن شيء في حياة الإنسان .
أول ضابط : ألا تلهي عن ذكر الله .
والثاني : أن ترتبط بمقاصد يؤمن بها الإنسان ، فقد أصبحت الرياضة من الوسائل التي تحقق بها الأهداف .
الضابط الثالث : وجوب ستر العورات والبعد عن مواطن إثارة الغرائز :
هناك لاعب كرة بمصر من كبار لاعبي الكرة اعتزل اللعب ، وقبع في بيته ، كان هناك مباراة دولية ، المسؤولون في وزارة الشباب يحرصون على النجاح في هذه المباراة حرصاً لا حدود له ، فذهب وفد من قِبَل وزير الشباب إلى بيت هذا اللاعب ، وطلب منه أن يعود عن قراره باعتزال اللعب ، وأن يدخل في هذه المباراة ، اشترط أن يرتدي بنطالاً طويلاً ، ولأنهم في أمسّ الحاجة إليه وافقوا له ، فلما وافقوا قلّده رياضون كثر ، والآن يمكن أن يمارس اللاعب لعبة كرة القدم ببنطال طويل يستر عورته .
إذاً : وجوب ستر العورات والبعد عن مواطن إثارة الغرائز ، طبعاً بعض ألعاب الكرة يكثر فيها كشف العورات على وجه مثير للفتنة ، وهذا لا يجوز ، ومن الرياضات ما يمارسه النساء فقط ، ويكشفن فيه المواطن التي نهى الشرع عن كشفها ، سواء كان ذلك الكشف بحضرة رجال أو نساء ، كل ذلك محظور شرعاً ، وبعض الرياضات تشتمل على ما يثير الغرائز ، كالاختلاط المحرم ، الذي يمكن أن يحدث في أثناء ممارسة الرياضة ، والنصوص الشرعية تؤكد على خطورة اختلاط الرجال بالنساء ، إذاً : فلا يجوز ممارسة هذه الرياضات المشتملة على هذه المحرمات .
الضابط الرابع : عدم اشتمال الرياضة على خطر محقق أو غالب الظن :
لأن الله عز وجل قال :
﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾
وقال أيضاً :
﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾
وقال عليه الصلاة والسلام :
(( لا ضرر ، ولا ضرار ))
إذاً : أية رياضة تؤدي إلى إيذاء الطرف الآخر ، أو إلى إيذاء اللاعب نفسه فهذه رياضة محرمة ، لأن حياة الإنسان ثمينة جداً ، ولأن الله خلقه لجنة عرضها السماوات والأرض ، ومستحيل أن يزهق روحه لسبب تافه .
فإن كانت الرياضة خطرة ، أو يغلب على الظن أنها خطرة ، سواء أكان هذا الأذى والضرر يلحق باللاعب ، أو يلحقه هو بغيره ، فإنها ممنوعة ، لأن مفهوم الرياضة يقوم على أساس التمرين دون إيذاء أو ضرر .
الضابط الخامس : البعد عن المكاسب المحرمة في الرياضة :
إنّ أكثر أنواع سباقات الخيول فيها قمار ، وفيها مراهنة ، والقمار محرم ، لذلك إذا كانت الرياضة وسيلة للقمار بشكل أو بآخر فإنها محرمة .
الضابط السادس : ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة :
ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة بسبب تلك المسابقة ، المؤمن يوالي عادة المؤمنين ، ولا يوالي أهل الشرك والكفر ، أما حينما ينتقل ولاءه من ولاء للدين إلى ولاء لفريق معين ، وحينما ينتقل براءه من براء من كافر أو مشرك إلى براء من لاعب كرة فكأن هذه الرياضة أصبحت ديناً جديداً .
ذكرت لكم مرة أني كنت في طريقي من مكة المكرمة إلى جدة بسيارة عامة ، ورأيت السائق يكاد يخرج من جلده ، ويتأثر تأثراً لا حدود له ، ويعلو صوته ، لأن الفريق الذي يواليه خسر المباراة ، بدل أن تغضب لله ، بدل أن تغضب إذا انتهكت حرمات الله ، تغضب فقط إذا لم يستطع الفريق الذي تواليه أن يربح المباراة ، قلت لكم : لا يجوز بحال من الأحوال أن تكون الرياضة ديناً ، الرياضة وسيلة لتقوية الأجساد .
الآن مع الأسف الشديد جداً أن نساءنا الطاهرات المحجبات لا يعتنين بصحتهن ، ولا يمارسن الرياضة ، فتجد المرأة في سن مبكرة تترهل ، ويضعف قلبها ، وتضعف مفاصلها ، هناك أمراض كثيرة تتأتى للمرأة ، مع أنها طاهرة ومؤمنة ومحجبة ، لكن ضعف وعيها الصحي ، وضعف ممارستها للرياضة يسبِّب لها ذلك .
ما حكم ممارسة المرأة للرياضة ؟
ما حكم ممارسة المرأة للرياضة ؟ الأصل عموم الأحكام الشرعية للرجال والنساء ، إذا قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾
يعني يا أيتها المؤمنة كوني قوامة لله ، كما أن الرجل مأمور أن يكون منصفاً المرأة كذلك هي مأمورة أن تكون منصفة ، إذاً : الأصل في الدين أن الأحكام الشرعية تشمل الرجال والنساء ، وقبل قليل قلنا : الأصل في الرياضة الجواز .
الأدلة على جواز ممارسة المرأة للرياضة :
أما ما الدليل على أن المرأة يجوز لها أن تمارس الرياضة : السيدة عائشة رضي الله عنها كانت مع النبي عليه الصلاة والسلام في سفر قالت فسابقته فسبقته فلما حملت اللحم ازداد وزنها سابقته فسبقني فقال
((يا عائشة هذه بتلك ))
تعادل .
طبعاً النبي مشرع ، سمح لها أن تسابقه ، والسباق من الرياضة ، والحديث صحيح ، لكن بعضهم يقول : إنه مكّنها أن تسبقه تطيباً لقلبها ، وهذا يدل أيضاً على كرم رسول الله ، وعلى حسن معاشرته مع الأهل ، وتطيب قلوبهم ، وكان زوجاً ناجحاً .
فالمرأة أيضاً بحاجة ماسة إلى الرياضة في تنشيط جسمها ، فإن للرياضة أثراً في نشاط البدن وحيويته ، إلا أن المرأة لأنها محببة إلى الرجل ، وما ترك النبي عليه الصلاة والسلام من بعده فتنة أشد من النساء ، لذلك لا بد من بعض التنبيهات :
تنبيهات مهمة في ممارسة المرأة للرياضة :
1 - عبادة المرأة الكبيرة : إعفاف الشباب :
كيف أن الرجل له عبادة يفخر بها ألا وهي الجهاد ، وله عبادة يفخر بها ألا هي حضور الجمع والجماعات ، والمرأة لها عبادة ينبغي أن تتيه بها ، وهي إعفاف الشباب ، حجاب المرأة إعفاف للشباب ، وستر مفاتن المرأة عن الشباب إعفاف له ، وهذه عبادة منوطة بالمرأة ، لذلك كل سنتمتر من ثياب المرأة متعلق بدينها ، وكل نوع قماش من القماش الذي ترتديه المرأة متعلق بدينها ، كل سنتمتر ، وكل نوع ، فلذلك ضوابط المرأة في الرياضة أشد من ضوابط الرجل .
2 - وجوبُ ابتعاد المرأة عن الرجال في ممارسة الرياضة :
لا بد من البعد عن الرجال في ممارسة الرياضة ، ولا بد من البعد عن مواطن الفتنة ، فإن الفتنة بالنساء عظيمة ، كما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام :
(( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ))
لكن يجوز بلا قيد ولا شرط أن تمارس المرأة الرياضة في بيتها ، وثمة بيوت كثيرة فيها يضع الزوج عمودًا في الممر ، هذا العمود له تمرينات لا تعد ولا تحصى ، والإنسان ميسور الحال يضع شريطًا متحركًا ، وهناك بعض الأجهزة ، وبعض الراصورات يمكن أن تمارس المرأة بها الرياضة في البيت .
3 - ممارسة المرأة الرياضة التي تليق بها :
لكن لا بد أن تمارس المرأةُ الرياضة التي تلحق بها ، فلو فرضنا أنها تمارس رياضة رفع الأثقال ، بعد حين تصبح رجلاً ، لأن طبيعة هذه التدريبات تظهر العضلات ، الله عز وجل جعلها في الأصل انسيابية الخطوط ، أما الرياضي الذي يزهو بعضلاته ، كل عضلة تعد على حدة ، فإذا مارست المرأة رياضة لا تليق بأنوثتها تشبهت بالرجال .
4 – ستر المرأة والابتعاد عن الاحتكاك بالرجال :
أما أن تمارس المرأة الرياضة خارج بيتها فهذا ممكن ، ولكن مع الحرص الشديد على ستر المرأة أحياناً وأن تبتعد عن الاحتكاك بالرجال ، لو فرضنا أن ناديًا ما فيه إلا نساء فقط ، ممكن ، وبالتالي فقد حبب لها الشرع البقاء في بيتها ، وإن خرجت فينبغي أن تخرج وهي محتشمة ، وغير مبدية للزينة الظاهرة ، وغير متطيبة ، مع عدم الضرب بالأرجل ليعلم ما تخفي من زينتها ، وهكذا ربَّانا القرآن الكريم ، كل ذلك من أجل صيانتها عن أن تنتهبها الأعين الزائغة ، قال تعالى :
﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾
وقد قال عليه الصلاة والسلام ، وهذا حديث متوازن :
(( لا تمنعوا نساءكم المساجد ، وبيوتهن خير لهن ))
إذا كان الزوج عالمًا ، ولديه مكتبة ، وأشرطة ، وكل شيء في البيت ، وإذا كان الدرس في الجامع ، والطريق سالك ، والمرأة محشومة ، ومحجبة فلا مانع في ذهابها ، الأصل ألا يفتن بها أحد ، وألا تفتن أحداً ، وألا تنكشف مفاتنها لغير من يحل لها أن يرى مفاتنها ، فإن أصرت أن تمارس المرأة الرياضة خارج البيت فلا بد أن يكون المكان الذي تمارس فيه المرأة الرياضة خالياً من الرجال ، ومستوراً عن الأعين ، وأن يتأكد أن هذا المكان ليس فيه آلات تصوير خفية .
5 - احذروا الأعين الخفية ( آلات التصوير ) !!!
أيها الإخوة الكرام ، هناك حقائق قد لا تصدق ، في بعض غرف القياس في المحلات كاميرات تصوير ، فإذا تعرت المرأة في هذه الغرفة التي تتوهم أنها مستورة فقد تلتقط لها صورة ، و هي شبه عارية ، و قد تبتز بهذه الصورة ، وقد ترسل هذه الصور إلى بلاد قصية .
هناك قصص لا تعد ولا تحصى أَتَرّفع عن ذكرها في هذا المكان الطاهر ، فأنْ تضع المرأة ثيابها في غير بيت زوجها هناك مشكلة ، يمكن أن تضع ثيابها عند أمها ، أو عند أمهاتها ، لكن ما معنى أمهاتها ؟
هناك بيت يشبه بيت أمها ، هو بيت أختها ، صاحبة البيت حريصة على صيانتها وعفافها حرصاً لا حدود له ، بيت عمتها ، هناك بيوت أمهاتها يمكن أن تضع المرأة ثيابها في بيت زوجها ، أو في بيوت أمهاتها ، أمّا أن تخلع المرأة ثيابها ، وهي ليست متأكدة من خلو المكان من عين خفية ، ومن آلة تصوير خفية فهذه مشكلة كبيرة .
حدثني أخ قال : أقيم عرس في فندق من فئة الخمس نجوم ، التأكيدات أن هذا المكان مستور ، ولن يدخله أحد من الرجال ، وكل من يقوم على خدمة هذا الحفل من النساء ، هذا كلام طيب ، ثم فوجئ بعض أقرباء أصحاب الحفل أنه في مكان آخر الحفل كله مراقب تلفزيونياً ، وأن شاشة كبيرة تظهر عليها كل هؤلاء النساء المتبرجات شبه العرايا ، وأن شباباً خمسة يمتعون أعينهم بمنظر هؤلاء النساء المتكشفات ، سبحان الله !! كلما تقدم الوقت تعرف خطورة قول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون ))
6 - قيام النساء الموثوقات بمراقبة الأماكن المخصصة لرياضة المرأة :
وعدم كشف ما لا يحل كشفه من العورات ، وألا تظهر المرأة مواضع الفتنة منها ، وألا يكون هناك خلوة في هذا المكان ، وألا تمارس رياضة تتناقض مع طبيعة جسمها كأنثى ، وأن يقوم على هذه الأماكن الرياضية نساء مؤمنات ثقات حازمات دقيقات ذكيات حتى ينتبهوا إلى أي مخالفة .
الموازنة بين التحسينات والضروريات والحاجات :
بالمناسبة ، نحن عندنا في الفقه تحسينات وحاجات وضرورات ، دائماً نضحي بالأقل من أجل الأكثر ، أقلّ شيء تحسينات ، أعلى منه الحاجات ، أعلى منه الضرورات ، فإذا كانت الرياضة تحسيناً لصحة المرأة فسترها حاجة ، نضحي بالتحسين من أجل الحاجة بالضبط .
مثلاً : حينما ترى تفاحة في نجاسة ، مع أنها تفاحة هي للأكل ، لكن المكان الذي فيه التفاحة منعك من أن تأكلها ، فأنا أحياناً أضحي بالتحسين من أجل الحاجة ، وأضحي بالحاجة من أجل الفرض .
حفظ الأعراض مقصد ضروري ، والرياضة لا تخرج عن مقصد تحسيني ، فإذا تعارضت الرياضة مع الضرورة نضحي بالرياضة من أجل الضرورة ، والمؤمن معه منهج دقيق جداً .
أيها الأخوة الكرام ، بهذا أنهينا موضوع الرياضة الذي بقينا فيه عدة دروس ، وانتهى بهذه الضوابط التي ينبغي أن تراعا في ممارسة الرياضة ، والضوابط واضحة جداً ، ومشتقة من أقول النبي عليه الصلاة والسلام ، ومن الآيات ومن مقاصد الشريعة .