- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (053) سورة النجم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
أيها الإخوة الكرام:
في درس البارحة، إشارة إلى حقوق الزوج على زوجته فبعض الأخوة الكرام طلبوا مني، أن أزيد هذا الموضوع شرحاً، في هذا الدرس، وها أنا أستجيب لهذا الطلب
نحن منهجنا في معرفة حق الزوج، وحق الزوجة، كلام الله الذي هو خالقنا، وتعليمات الصانع كما تعلمون، هي أعلى تعليمات في تشغيل الآلة وصيانتها، أعلى تعليمات، فربنا سبحانه وتعالى يقول:
﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾
قوامون جمع قوام، وقوام صيغة مبالغة، من اسم فاعل قائم يعني هو قائمٌ على رعاية هذه الأسرة، بل هو قوام، علامة الاهتمام الشديد أن تقف، وأن تنتبه، وأن ترعى، فربنا عز وجل أعطى الرجل صفة القوامة، هو المسؤول، هو الراعي، هو المنفق، هو المربي هو الذي يتابع، هو الذي يعطي، هو الذي يوجه، هو الذي يأمر
﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾
إلا أن هذه القوامة، ليست قوامة قهرٍ واستبداد، وليست قوامة تعسفٍ وإذلال، إنها قوامة القيادة فقط
لو أن قطعةً عسكرية، لابد لها من قائد، لو أن في هذه القطعة ضابطين، برتبةٍ واحدة، لابد من أن نأمر أحدهما على الآخر
لذلك قال عز وجل
﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾
درجة واحدة، هي درجة القوامة، درجة القيادة، قد يفهم بعض الجهلة أن المرأة لاشيء، وأن الرجل كل شيء، لا،
﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾
﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ﴾
من أدق الآيات، إن كان له الحق أن تبدو أمامه، بهندامٍ حسن، لها الحق أن يبدو أمامها بهندام حسن، إن كان له الحق أن تحترمه، وأن توقره وأن توقر أهله، لها الحق أن يحترمها، وأن يوقرها، وأن يوقر أهلها إن كان له الحق، أن ترضى بما ينفق عليها، لها الحق أن ينفق عليها كما ينفق على نفسه، وليس أكثر، هي آية دقيقة جداً،
﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾
درجة القيادة لأن مؤسسةً معملاً، مدرسةً، ليس فيها قائدٌ واحد، أمرها إلى فساد وإلى إطراب، وإلى تمزق
إذاً
﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا ﴾
هي باء، باء السببية
﴿ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾
الرجل مصمم، مبرمج أن يكون هو القائد، فعقله أكبر من قلبه، وإدراكه أعمق من عاطفته، وبنيته تقاوم كل الصعوبات، بنيته قوية، وإدراكه واسع، وعزيمته شديدة
يعني مثلاً، نريد أن نهدم بناء، نأتي بتركس، ثلاث آلاف حصان، نريد أن نذهب إلى نزهة، نأتي بسيارة سياحية، صوتها لطيف، محركها معتدل، فهذه مهمتها شيء، وهذا مهمته شيء أخطر شيء بالمجتمع تبادل الأوراق، يعني أن تتشبه المرأة بالرجل وأن يتشبه الرجل بالمرأة، هذا هو الفساد، الفساد أن يخرج الشيء عن طبيعته، وعن خصائصه، وعن مهمته، المرأة محببة، مرغوب فيها جعلها الله كذلك، كي يسعد بها زوجها، وكي يسعد بها أولادها، فإذا كانت على احتكاك مباشر مع كل الناس، فسدت، وأفسدت، فسدت وأفسدت، أجرينا تبادل في المهمات، في أي مكان موطن اهتمام موطن نظر، موطن رغبة، فإذا كان الإنسان أقوى منها وهي تحت أمره، ومرغوبةٌ عنده، ينشأ فساد اجتماعي
لذلك الآية الكريمة،
﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾
لا يعني الإقرار أن تكون جاهلة، لأن لكن هذه مهمتها، وهي تملك أخطر مهمتهٍ على الإطلاق، اعلم أيتها المرأة وأعلمي من دونك النساء، أن حسن تبعل المرأة زوجها، يعدل الجهاد في سبيل الله، ولا يخف عليكم أن الجهاد، ذروة سلام الإسلام، يعني سلام الإسلام أعلى شيء فيه، وذروته أعلى نقطة بالسلام، الجهاد ذروة سلام الإسلام، وأي امرأة أحسنت تبعل زوجها، أي أعطته حقه، ورعته أفضل رعاية في كل النواحي، ورعت أولادها، فهي كالمجاهد في سبيل الله العبرة، ما هو الفساد ؟ معك مسحوق أبيض هو الملح، مسحوق أبيض هو السكر، مسحوق أبيض هو الصابون، المواد الثلاثة مهمة جداً ضع الصابون في الطعام، أتلفت الطعام، ضع الملح في الشاي أتلفت الشاي، ضع السكر في الطعام، أتلفت الطعام، الفساد تبديل موقع الأشياء، هذا الفساد
فكل شيء في مكانه، في أكمل وجه، فالمرأة في البيت
يا رسول الله، امرأة شكت إلى النبي
(( قالت إن زوجي تزوجني وأنا شابة، ذات أهلٍ، ومالٍ، وجمال، فلما كبرت سني، ونثر بطني وتفرق أهلي، وذهب مالي، قال أنت عليّ كظهر أمي، ولي منه أولاد، إن تركتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليّ جاعوا، أنا أربيهم وهو يطعمهم ))
هي أدوار الزوج، والزوجة، طبعاً حينما تعرف الزوجة وظيفتها ومهمتها، وأن رعاية زوجها هي أعظم أعمالها، وأن رعاية أولادها هي أعظم أعمالها، وتؤدي واجبها بالتمام والكمال، تستحق جنة ربها فالمرأة إذا صامت شهرها، وصلت خمسها، وحفظت نفسها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾
يعني يجب أن يكون قائمين، بل قوامين رعاية وملاحظة وتصحيحاً وأمراً ونهياً وتوجيهاً ورحمة واهتماماً، بسبب أن الله فضلهم بذلك، هذا تفضيل فطري وهبي تفضيل فطري في تفضيل كسبي، الكسبي،
﴿ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾
المرأة في بيتها أما هو في العمل والعمل في متاعب، وفي مطبات وفي صعوبات، فهذا الذي يكسب المال بشق الأنفس، يستحق أن تكون له القوامة هو الذي يكسب المال،
﴿ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾
لكن أجمل ما في هذه الآية، بما فضل الله، ما قال الرجال على النساء،
﴿ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾
يعني أنت من أجل أن تأكل، أنت مفتقر إلى زوجتك، هي التي تطبخ الطعام من أجل أن ترى ابنك في حالة طيبة، أنت مفتقر إلى زوجتك، هي الآن تفضلك إلى تأمين الطعام، إعداد الطعام، وفي تنظيف الأولاد ورعايتهم، وإطعامهم وتربيتهم، أما من حيث الكسب، أن تفضلها
إذاً ما في تميز جنسي، أنت في موطن في حاجة إليها، وهي في موطن في حاجةٍ إليك، ماذا نسمي هذه العلاقة، علاقة تكامل، في مواطن كثيرة، أنت في أمس الحاجةٍ إليها، وفي مواطن كثيرة، هي في أمس الحاجة إليك
لذلك أي امرأة سألت زوجها الطلاق، من غير بئسٍ لم ترح رائحة الجنة، لأنها كفرت بنعمة الزوج، وأي زوج يطلق زوجته لأتفه الأسباب، فقد كفر نعمة الزوجة
هو في أمس الحاجة إليها، وهي في أمس الحاجة إليه، وأنا ألاحظ أحياناً، هذا الذي يطرد زوجته إلى بيت أهلها، أو يطردها لأتفه سبب، أو يهجرها لأتفه مشكلة، يعاني كثيراً حينما تتركه، يطرب كثيراً، ينزعج كثيراً، هي عنك في البيت، اعرف قيمتها، واعرف دورها الإيجابي، دون أن تطردها، وأن تقيم علاقةً سيئةً معها
لذلك الإنسان، قد ينجح نجاحاً كبيراً، في كسب المال، وفي نيل الشهادات، وفي إدارت الأعمال، ولا ينجح في قيادة امرأةٍ في البيت، نجاحك في قيادة زوجتك، نجاح مهم جداً في حياتك، والمؤمن يستلهم الله عز وجل،
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾
أما إذا أنت ساكن بيبتها، وعما تأخذ نصف معاشها، وأنت علمك أقل من علمها، وأنت شهواني وهي مترفع عن هل الأسلوب هذا مالك قوامة صار، فقدت القوامة، فقدت القوامة الفطرية، والقوامة الكسبية، أما إذا أنت أعلى منها علماً، أعلى منها خلقاً، أعلى منها ورعاً وتنفق عليها، مندون بخل ولا تقطير، بسخاء أنا لا أعتقد أن امرأة في الأرض، تريد ترك زوجها إذا كان ينفق عليها بكرم، إذا كان يحترمها، يحترم أهلها، هي من حكمة الزوج، أن تكون زوجتك بمكان محترم هي وأهلها، أما هذا الذي يقيم النكير إذا سخرت من أهله وليل نهار يسخر من أهلها، هذا إنسان غير منطقي، ولا يعاملها بالعدل،
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾
أنا الذي أتمناه، أن تكون بيوت المسلمين جنة، تكون جنة بالكلمة الطيبة، تكون جنة بالابتسامة، تكون جنة بالمنطق، تكون جنة بالبذل والسخاء، ويكون البيت قطعةً من الجحيم، بالمشاحنة والبغضاء، يعني في أسر والعياذ بالله نعوذ بالله أن نكون من هؤلاء البيت شحنة غضب، وشحنة مشكلات، هذا شيء مزعج جداً فأين السعادة الزوجية ؟
لذلك
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾
ولي كلمة بالغة الدارجة، لما الزوج بكون منقطع عن الله، والزوجة كذلك، الله بيلهمهم الحيوانة، بيتحونوا على بعضهم كتير، وبتنشأ مشكلات كبيرة، لأسباب سخيفة، وإذا كنت مع الله عز وجل، الله يلهمك الحكمة،
﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.