- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (053) سورة النجم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
أيها الإخوة الكرام:
الآيات التاسعة عشرة وما بعدها في قوله تعالى من سورة النجم:
﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾
نقف عند هذه الآية:
﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23)﴾
الناس فريقان... ؟
فريق آمن بالله، وآمن بمنهج القويم وصراط المستقيم فاتبعوا وسعد في الدنيا والآخرة.
الفريق الثاني، لماذا آمن ؟ الفريق الثاني آمن، إن يتبعون إلا الظن، أوهام لا علاقة لها بالواقع.
الشيء العلمي، ما طابق الواقع، وما كان الحكم به قطعياً لا ظنياً، ومعه دليل.
علاقة مقطوعٌ بها تطابق الواقع عليها دليل.
لو لم يكن مقطوعاً بها لكانت وهماً أو ظناً أو شكاً.
الشك 50 بالمائة.
الوهم 30 بالمائة.
الظن 80 بالمائة.
لو لم يكن مقطوعاً بها مائة بالمائة، لكانت شكاً أو وهماً أو ظناً.
لو لم تطابق الواقع، لكانت جهلاً.
من دون دليل لكانت تقليداً.
الحق منزه عن التقليد، والحق منزه عن الوهم والظن والشك، والحق منزه عن عدم مطابقة الواقع !!!
الحق يوافق النقل الذي هو من عند الله، ويوافق العقل الذي هو مقياس أودعه الله فينا، ويوافق الفطرة التي هي جبلة الإنسان الذي جُبل عليه ويوافق الواقع.
﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ﴾
يعني العالم بكمله الخمس قارات معظم البشر الخمس آلاف مليون إنسان،
﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ﴾
750 مليون يعبدون البقر، كذا مليون يعبدون النار، ملايين يعبدون أهوائهم.
﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ﴾
﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾
الناس رجلان لا ثالث لهما، على الرغم من التقسيمات التي لا تعد ولا تحصى، الشمال والجنوب، والشرق والغرب، الملون والأبيض، المتخلف والمتقدم، الدول الصناعية والدول الزراعية، والدول النامية والشعب الإنكليزي واللاتينية والسامي والآري، تقسيمات لا تنتهي هم عند الله رجلان
إنسان عرف الله فأتصل به، وأطاعه، ونضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه وسعد بقربه، واحد.
والثاني غابت عنه حقيقة الألوهية، جهلها ولم يطلبها أساساً، تفلت من منهجه، تحرك وفق أهوائه ونزواته، أساء إلى خلقه، انقطع عن الله عز وجل شقي في الدنيا والآخرة.
الناس رجلان، بر تقي كريم على الله، وفاجر شقياً هيناً على الله.
هذا تقسيم، التقسيم الحقيقي، مؤمن وكافر، مستقيم ومنحرف، صادق وكاذب، أمين وخائن، مخلص وغير مخلص، محسن ومسيء منصف وظالم، متكبر ومتواضع.
أبداً، في تقسيم بالأخلاق، فالذي مع الله له خلق، والشارد عنه له خلق، الآية الدقيقة،
﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾
نحن اتخذنا أسماء نحن قلنا فلان كذا وفلان كذا، أعطينه أشياء لا يملكها، اصطلاح محض اصطلاح ما أنزل الله بها من سلطان.
يعني إذا أنت، البنزين في قوة اشتعال، في قوة انفجار، لو جبت تنكت ماء كتبت بنزين صار بنزين، يبقى ماء، أكتب على تنكت ماء بنزين 99، هو ماء.
﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾
الماء ما في قوة اشتعال، فلما الإنسان يسمي، يتخذ آلهة، وفق أهوائه وفق نزواته، هذه الآلهة أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان.
طبعاً في العصر الجاهلي، لابد من أن يكون هناك أصنام، لو لم يجدوا حجارة لصنعوا من التمر صنماً، فإذا جاعوا أكلوا، قبيلة عندها صنم رأته أحد صبيحة الأيام مبللاً، فراقبته هناك ثعلب يبول عليه فقال بعضهم:
أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ضل من بالت عليه الثعاليب
﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ﴾
نحنا ما في عنا أصنام الآن بس عنا شهوات، الشهوات تعبد من دون الله، الشهوات، يعني شهوة الإنسان، شهوة الطعام والشراب، وشهوة الجنس، هذه أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم تعبد من دون الله.
يبع الإنسان في آخر الزمان دينه بعرض من الدنيا قليل، يبع دينه، في آخر الزمان يصبح مؤمناً ويمسي كافراً، يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبع دينه بعرض من الدنيا قليل، آلاف الدعاوي في قصر العدل اغتصاب بيوت واغتصاب أراضي، وتزوير حقوق، وأيامين كاذبة
﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ﴾
بقلك الضمير، أي ضمير هذا الضمير
﴿ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ﴾
ما في إلا خوف من الله الخُلق إلا لم يكن متصلاً بالدين، لا معنى له، ما في أخلاق اطلاقاً الخلق هو الخوف من الله عز وجل.
﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ﴾
باليابان عندٌ ملك، يعد عندهم آلهاً، هو الميكادو، له طبيب، هذا الطبيب أعتنق دين السلام، السبب ؟ هذا الذي يعد عندهم إلهاً يمرض في عنده خمسين علة في جسمه، آله يمرض، آله يحتاج إلى أدوية ومعالجات، فأحد أسباب إسلام طبيبه، أنه رأى ديناً، لا أصل له ماله أرضيه واقعية.
يعني أن أريد لا تعتقد إلا ما جاء بالقرآن الكريم، والباقي
﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ﴾
وهمٌ وشهوةٌ، ألهه الناس أوهام يعتنقونها لأنها تريحهم، تتوافق مع تفلتهم، وشهوات هي أصل حياتهم هؤلاء الذين شرده عن الله عز وجل، يتبعون أوهاماً تغطي انحرافهم ويتبعون شهواتهم هي أصل حياتهم، وما تهوى الأنفس، أما الذي جاء في هذا القرآن الكريم،
﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23)﴾
الهدى تنوير الله لهذا الإنسان، معنى قوله تعالى:
﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾
يعني الله جل جلاله خلق السماوات والأرض، نورها بالشمس والقمر، ونور الخلق بالتشريع، أنت إذا قرأت القرآن تعرف ما هو حرام وما هو حلال، ما ينبغي وما لا ينبغي، ما هو حق وما هو باطل ما يجوز وما لا يجوز، لماذا أنت مخلوق ؟ ما فلسفة الحياة الدنيا ؟ ما فلسفة الكون ؟ ما حقيقة الإنسان ؟ ما حقيقة المنهج ؟ هذا كله من تنوير الله لك
﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) ﴾
فهنيئاً لمن أتبع الهدى ولم يتبع أهوائه، ولم يتبع أوهاماً، بس هي ضمن العالم الإسلامي، ملايين العقائد الزائغة التي هي محض وهم، السحر على قدم وساق، وأحيان نعتقد بالأولياء اعتقاد شرك، يعني نستجير بهم ونطلب منهم العون وربنا عز وجل يسمعنا وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، فالنقطة بدا مراجعات، أيام التاجر يعمل جرد، لابد من جر من العقائد الفاسدة التي تلقاها الإنسان خطأً.
من العقائد الفاسدة، أفعل ما تشاء والنبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة يشفع لك، طيب أين قول النبي لأبنته فاطمة
(( يا فاطمة بنت محمد أنا لا أغني عنك من الله شئ، لايأتي الناس بأعمالهم وتأتون بأنسابكم، من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه. ))
ماذا نفعل بهذا الحديث، ماذا نفعل بقوله تعالى:
﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)﴾
ماذا نفعل بعدالة الله
(( يقول أمتي أمتي يقول لا تدري ماذا أحدثوا بعدك، يقول سحقاً سحقا))
فلذلك في أوهام كثيرة ضمن العالم الإسلامي، لابد من مراجعة من هذه الأوهام أنه كل شئ الله عز وجل، الإنسان مسير كلياً فأعمال الصالحة من قدري الله عز وجل وأعمال السيئ من قدري الله عز وجل، ماله ذنب هو، ألقاه في اليم مكتوف الأيدي وقال له إياك إياك أن تبتل بالمائي، بقلك كل ترتيب سيدك، الضلالات والجرائم والانحرافات، الزنى، ترتيب سيدك لا تعترض بتنضرب، أقام العباد فيما أراد ولو المراد فيما يريد، هي عقيدة زائغة، والدليل:
﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا ﴾
هذا كلام من، كلام المشركين
﴿ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)﴾
﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)﴾
﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾
آيات كثيرة جداً تؤكد أن الإنسان مخير
﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾
هكذا، إذا ضمن العالم الإسلامي في آلاف العقائد الزائغة، التي تحتاج إلى تصحيح، وهذه العقائد الزائغة تشل قدرة الإنسان.
يعني أصور مجموعة طلاب، أول يوم بالعام الدراسي، وقف المدير بينهم خطيباً وقال: قرأ أسماء، أول يوم بالعام الدراسي، قرأ أسماء هؤلاء ناجحون، آخر العام، وهؤلاء راسبون، آخر العام، انطلقوا إلى الصفوف، ما عاد في حيل حدى يدرس، انتهى كل شئ، أما الإنسان بإمكانه أن يتوب، بإمكانه أن يعرف الله، لو جئتني بملء السماوات والأرض خطايا غفرت لك ولا أبالي، يعني أحاديث كثيرة تبين خطأ هذه العقائد الزائغة.
ملخص الدرس اليوم:
﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) ﴾
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم..