- أحاديث رمضان / ٠09رمضان 1423هـ - أحاديث قدسية وأدعية
- /
- 2- رمضان 1423 - أدعية مأثورة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
من أسباب دخول الجنة الذهاب إلى المسجد و الصلاة في جماعة :
أيها الأخوة الكرام، الدعاء الأول الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعوه إذا استيقظ:
(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ ))
بعد أن يستيقظ الإنسان ينبغي أن يتوجه إلى المسجد، لأن صلاة الجماعة تعدل صلاة الفرد بسبع وعشرين ضعفاً، ماذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام وهو في طريقه إلى المسجد؟ قبل أن يدعو يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
((بشروا المشائين إلى المساجد في ظلم الليل بالنور التام يوم القيامة))
ألم يقل الله عز وجل:
﴿ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا﴾
إذاً أن يذهب الإنسان إلى المسجد ليصلي في جماعة هو من أسباب دخول الجنة، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))
(( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ كَمَنْ قَامَ نِصْفَ اللَّيْلُِ ))
والآية الكريمة:
﴿ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
أزمة أهل النار و هم في النار أزمة علم فقط :
الآن من أدعية النبي عليه الصلاة والسلام وهو في طريقه إلى المسجد، يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
(( اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا وَمِنْ أَمَامِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا ))
ذلك أن كل واحد منا يحب، من حبه لوجوده، من حبه لسلامة وجوده، من حبه لكمال وجوده، من حبه لاستمرار وجوده، من أين يأتي الشقاء؟ من خطأ في الرؤية، من نقص في العلم، بل إن أزمة أهل النار و هم في النار هي أزمة علم فقط:
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾
لو أتيح لأكفر كفار الأرض أن يرى الحقائق التي رآها الأنبياء لكان أكفر كفار الأرض على منهج الأنبياء لأنه يحب نفسه، أكبر أزمة هي أزمة علم، اجعل في قلبي نوراً أرى الحق حقاً وأتبعه، وأرى الباطل باطلاً وأجتنبه، ذلك لأن من الناس من يرى الحق باطلاً ومن يرى الباطل حقاً:
﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾
أكبر مصيبة في الإنسان أن يرى الدنيا ولا يرى الآخرة :
الشيء الثابت أيها الأخوة أن الإنسان لا يقدم على عمل إلا ويسبقه رؤية، قد تكون صحيحة فيكون العمل صحيحاً، وقد تكون خاطئةً فيكون العمل خاطئاً.
أعرف رجلاً في الثمانين من عمره يسعى لتأسيس كازينو في لبنان، ماذا رأى؟ الذي يصدق ماذا يرى؟ الذي يزني ماذا يرى؟ الذي يأكل أموال الناس بالباطل ماذا يرى؟ يرى أن هذا مغنم، وذكاء، وشطارة، وتفوق، لذلك أكبر مصيبة في الإنسان أن يكون قلبه أعمى، أن يرى الدنيا ولا يرى الآخرة، أن يرى المادة ولا يرى القيم، أن يرى جسده فينعمه ولا يرى نفسه فيطهرها، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا ... ))
لا أتكلم بالباطل، لا أدعو إلى معصية، لا أدعو إلى زينة الحياة الدنيا، لا أقيم الناس بحسب أموالهم، ولا بحسب مراتبهم، بل أقيمهم بحسب مكانتهم عند الله عز وجل، اجعل في قلبي نوراً أرى به الحق حقاً والباطل باطلاً:
(( ... وَفِي لِسَانِي نُورًا ... ))
ينطق بالحق ولا ينطق بالباطل:
((وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً))
العطاء الإلهي هو الأصل في إكرام المؤمن :
السيدة عائشة وصفت أختها صفية بأنها قصيرة فقال عليه الصلاة والسلام:
(( يا عائشة، لقد قلت كلمة لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ))
هذا معنى:
(( ... وَفِي لِسَانِي نُورًا ... ))
أي أنطق بالحق:
(( ... وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا .. ))
إن استمعت إلى مقولة أقيسها بالكتاب والسنة، فإن وافقت أقبلها، وإن خالفت أرفضها، هذه الأذن لا تقبل إلا الحق وترفض الباطل، المقولات في الدين لا تعد ولا تحصى، لا بد من ميزان تزن به هذه المقولات، والخطأ في الميزان لا يصحح، بينما الخطأ في الوزن لا يتكرر، أفضل ألف مرة أن تخطئ في الوزن من أن تخطئ في الميزان:
(( ...وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا ... ))
هؤلاء الذين رأوا قارون قد خرج على قومه في زينته ماذا قالوا؟
﴿قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم﴾
الآن كم مسلم يرى بيتاً فخماً مركبة فارهة تذوب نفسه شوقاً لهذا؟ أما العطاء الإلهي هو الأصل في إكرام المؤمن:
﴿قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم﴾
َ
﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُون﴾
من يتبع هدى الله عز وجل لا يضل عقله ولا تشقى نفسه :
أنت حينما ترى الحقيقة لا تتأسف على ما مضى، بل إن من أدق صفات المؤمن أنه لا خوف عليه ولا هو يحزن، لا يخاف المستقبل لأنه واثق من رحمة الله:
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
لا يندم على ما فات، ولا يخشى مما هو آت، بل إن الله عز وجل يقول:
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
الذي يتبع هدى الله عز وجل لا يضل عقله ولا تشقى نفسه، ولا يندم على ما فات ولا يخشى مما هو آت، هذا معنى دعاء النبي عليه الصلاة والسلام:
(( اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا ... ))
أخطر شيء بحياة الإنسان أن يرى الحق باطلاً والباطل حقاً :
الإنسان حينما يتوفاه الله قد يدع أهله على حق، وعلى بصيرة، وعلى كمال ديني، فإذا كان الذين خلفك بعد رحيلك إلى الآخرة على شاكلتك، وعلى سنة النبي عليه الصلاة والسلام، وعلى منهج القرآن الكريم فأنت من الفائزين:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾
(( ...مِنْ خَلْفِي نُورًا وَمِنْ أَمَامِي نُورًا ...))
أي أرى الطريق الصحيح:
(( ... اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا ))
المجرم حينما يرتكب جريمة ماذا يرى؟ قد يعدم بعد أسبوع بعد شهر، ماذا يرى؟ يرى أنه سيسرق ويقتل الذي حال بينه وبين السرقة، وأنه سوف يتمتع بهذا المال في عمر مديد، بعض المجرمين ارتكبوا جريمة في أحد أحياء دمشق أخذوا من صائغ عدداً كبيراً من أوزان الذهب بعد عشرين يوماً أعدموا، ماذا رأى هذا المجرم؟ رأى أن هذا العمل مغنماً كبيراً، أخطر شيء بحياة الإنسان أن يرى الحق باطلاً والباطل حقاً، رواد الملاهي ماذا يرون؟ الذين يديرون بيوت الدعارة ماذا يرون؟ دخل كبير بجهد قليل، هذه هي المشكلة، المشكلة أن تتوهم الخطأ صواباً، والصواب خطأ، فالمؤمن في قلبه نور، وفي لسانه نور، وفي بصره نور، وفي سمعه نور، ومن خلفه نور، ومن أمامه نور، ويسأل الله نوراً، والله نور السماوات والأرض نورها بالشمس، ونور القلوب بالمعرفة.
لذلك الله عز وجل وصف النبي عليه الصلاة والسلام فقال:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾
الدين الإسلامي دين باق لأن الله عز وجل تعهد بحفظه :
أيها الأخوة، لو أنك رأيت إنساناً يتوجه إلى الشمس ليطفئ ضوءها بنفخة من فمه، بماذا تحكم عليه؟ بالجنون، قال تعالى:
﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾
نور الشمس لا يطفئ فكيف بنور الله عز وجل؟ إذاً لا تقلق على هذا الدين إنه دين الله، مهما ائتمر عليه الأقوياء، ومهما خطط له الأعداء، ومهما كاد له الأشقياء، والله متم نوره.
دخلت إلى متحف في بلد إسلامي، زرت قصر من أراد إلغاء الإسلام كلياً، واستخدم كل القوة في إنهاء الإسلام، رأيت ساعة قد ثبتت على التاسعة وخمس دقائق سألت لمَ هذه الساعة هكذا؟ قالوا: هذه ساعة وفاته، فقلت هذه الكلمة: ألف طاغية لا أقول يموتون يفطسون والإسلام باق، لذلك:
﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾
ما ضرّ السحاب نبح الكلاب، الآن الكلاب تنبح، ما ضرّ السحاب نبح الكلاب، وما ضرّ البحر أن ألقى فيه غلام بحجر، ولو تحول الناس إلى كناسين ليثيروا على الدين ما أثاروه إلا على أنفسهم، ويبقى الإسلام في السماء ناصعاً لذلك:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾
أكمل نعمة أن يكون الإنسان موصولاً بالله عز وجل :
سيدنا إبراهيم يقول في القرآن الكريم:
﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾
أكمل نعمة أن تكون موصولاً بالله، الصلاة من أجل الاتصال بالله، والصيام من أجل الاتصال بالله، والزكاة من أجل الاتصال بالله، والحج من أجل الاتصال بالله، وغض البصر من أجل الاتصال بالله، بل إن الدين كله يضغط بكلمتين:
﴿وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ مَا دُمْت حَيّاً﴾
أي هناك حركة نحو الله؛ إيماناً، وطاعة، وعبادة، وتقرباً؛ وهناك حركة نحو الخلق؛ إحساناً، وانضباطاً، والناس لا يزيدون عن رجلين رجل عرف الله فانضبط بمنهجه، وأحسن إلى خلقه، وبنى حياته على العطاء، فسعد في الدنيا والآخرة، ورجل غفل عن الله، وتفلت من منهجه، وأساء إلى خلقه، فشقي وهلك في الدنيا والآخرة:
﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾
ما يقوله النبي عليه الصلاة والسلام عند الدخول للمسجد و عند الخروج منه :
الصلاة عند رسول الله سكينة، وقرة عين، وسعادة، وهذا هو الفرق بين الواجب والحب، كما بين أرحنا منها وأرحنا بها، النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخل المسجد:
((أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ …))
((اللَّهمَّ افْتح لي أبواب رحمتك))
وإذا خرج مثل ذلك:
((وافتحْ لي أبواب فضلك))
أنت إذا دخلت إلى المسجد ينبغي أن تسأل الله أن يفتح لك أبواب رحمته، أن يتجلى على قلبك، أن تسعد بالسكينة، أما إذا خرجت فينبغي أن تترجم هذه الرحمات إلى أعمال صالحة، أن تترجم هذه الرحمات إلى انضباط بالسلوك، أن تترجم هذه الرحمات إلى بطولات، كيف أن الموظف مندوب المبيعات يأتي إلى الشركة ليتلقى التعليمات والإمدادات، وينطلق ليبيع ويشتري ويربح، فوجوده في الشركة لا معنى له دائماً، لكن عمله في ميدان العمل، لذلك يقول الله عز وجل:
﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً * إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً ﴾
((اللَّهمَّ افْتح لي أبواب رحمتك))
وإذا خرج مثل ذلك:
((وافتحْ لي أبواب فضلك))
محافظة النبي عليه الصلاة والسلام على لفظ القرآن الكريم :
وإذا وقف ليصلي يقول إذا سمع المؤذن بدنو الصلاة يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
((... حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ ))
لم يقل النبي عليه الصلاة والسلام وابعثه المقام المحمود، مع أن سياق الحوار يقتضي ذلك:
((...اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ))
لأن الله عز وجل حينما قال:
﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً*وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ﴾
النبي عليه الصلاة والسلام حافظ على لفظ القرآن الكريم، لذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "سلوا لي المقام المحمود فإنه مقام لا ينبغي إلا لواحد من خلقه، وأرجو أن أكون أنا".
الله عز وجل ما خاطب النبي الكريم باسمه إطلاقاً :
لذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام سيد الأنبياء والمرسلين، بلغ سدرة المنتهى، بلغ مقاماً ما بعده مقام، بلغ مرتبة ما بعدها مرتبة، ما أقسم الله عز وجل في القرآن بعمر إنسان إلا بعمر النبي عليه الصلاة والسلام:
﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾
ما خاطبه باسمه إطلاقاً، بينما خاطب الأنبياء:
﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾
﴿ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي ﴾
ما خاطب الله نبيه باسمه مباشرة
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ﴾
الصلاة جمعت أركان الإسلام وهي الفرض الذي لا يسقط بحال :
أيها الأخوة الكرام، أول ما يحاسب المرء عنه يوم القيامة الصلاة، إن صحت أفلح.
لذلك: الصلاة عماد الدين، وعصام اليقين، وسيدة القربات، ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات، الصلاة الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال، فيها معنى الحج بالتوجه إلى بيت الله الحرام، وفيها معنى الصيام بترك الطعام والشراب، وفيها معنى الزكاة لأن المصلي يقتطع من وقته وقتاً لأداء الصلاة، والوقت أصلاً في كسب المال، إذاً فيها معنى الزكاة، وفيها نطق للشهادتين، إذاً الصلاة جمعت أركان الإسلام وهي الفرض الذي لا يسقط بحال.