- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠39برنامج إلى الإيمان من جديد - قناة فور شباب
مقدمة :
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وأتمّ الصلاة وخير التسليم على نبي الرحمة ، على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، السلام عليكم وأهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام معنا في برنامجنا الشبابي ، حيث نطرح مجموعة من الملفات والعناوين التي تساهم في إيضاح الأفكار في عقول الشباب ، ليكون لدينا بناء فكري لجيل النصرة ولجيل التحرير بحول الله عز وجل .
أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام نتحدث عن الاختلاط بين الذكور والإناث ، الله عز وجل حينما خلق هذا الكون جعل فيه ذكراً وأنثى ، ولو شاء الله لجعل كرة أرضية للرجال وكرة للنساء ، بل كان كوناً واحداً يجمع الجميع فيه ، وفي ذات الوقت فإن علماءنا يحذروننا من فتنة الاختلاط ، كيف نتعامل مع الاختلاط ؟ هذا هو حديثنا مع فضيلة الداعية الكبير الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، السلام عليكم شيخنا وأهلاً ومرحباً بكم .
الدكتور راتب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
المذيع:
شيخنا الفاضل ربنا خلقنا معاً في كون واحد ، وطالما حذرنا العلماء من الاختلاط ، لو نظرنا في بعض الأمور نجد أن الأصل في الإسلام الإباحة ، كالاختراعات العلمية ومشاهدة الانترنيت والتلفاز ، إن شاهدت حلالاً فلك وإن شاهدت حراماً فعليك ، الاختلاط كحكم شرعي بين الذكور والإناث هل الأصل فيه الإباحة أم أن الأصل فيه التحريم ولحالات خاصة ؟ أصل حكم الاختلاط بين الذكور والإناث ؟
حكم الاختلاط بين الذكور والإناث :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين .
الحقيقة أن الله عز وجل حينما قال :
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
ربنا سبحانه وتعالى خلق فينا دوافع ، أحد هذه الدوافع الطعام والشراب حفاظاً على بقاء الفرد ، وثاني هذه الدوافع دافع الجنس - أي الزواج -حفاظاً على بقاء النوع ، الدافع الثالث الدافع إلى التفوق حفاظاً على بقاء الذكر ، الحديث مما تبين من مقدمتك العلاقة بين الذكر والأنثى .
أولاً : المرأة محببة إلى الرجل شئنا أم أبينا ، اعترفنا أم لم نعترف ، أسفنا ام فرحنا ، هذه المشاعر ليس لها علاقة أمام حقيقة علمية ، فالمرأة في أصلها محببة إلى الرجل ، ولولاها لما استمر النوع البشري .
المذيع:
وهل يصح أن الرجل محبب للمرأة ؟
الدكتور راتب :
نفس الشيء ، قال تعالى :
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾
هذه حقيقة صارخة ثابتة ، الآن هذه الشهوات التي أودعها الله فينا ومنها حب الجنس ، هذه الشهوات يمكن أن نتحرك بها مئة وثمانين درجة ، إلا أن هذا الشرع العظيم سمح لنا بمئة درجة ، والدليل :
﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ﴾
لعلماء الأصول المعنى المخالف ، الذي يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه ، إذاً هناك أنثى محببة للرجل ، أول موضوع موضوع الزواج ، هذه الشهوة حينما يقضيها الإنسان مع من تحل له لا شيء عليه إطلاقاً .
المذيع:
بل يؤجر .
الدكتور راتب :
إلا أن هناك تفاصيل دقيقة لا مجال لذكرها الآن ، أن يحب الإنسان زوجته .
(( الحمد لله الذي رزقني حب عائشة ))
حمد الله على أنه أحب زوجته .
المذيع:
طريق حلال وطريق حرام .
الدكتور راتب :
عندنا العلاقات الزوجية هذه لا يوجد فيها قيود أبداً إلا أشياء طفيفة جداً لها مجال آخر ، بقي المحارم ، هناك علاقات الابن مع أمه ، مع أخته ، مع ابنته ، مع بنت ابنته ، مع عمته ، مع خالته ، هؤلاء المحارم ، الشرع ذكر من خلال بعض الفقهاء ثياب الخدمة ، العلاقة بين المحارم بثياب الخدمة ، شرحت شرحاً مقتضباً ، القبة مرتفعة قليلاً ، نصف كم ، عند الركبتين ، هذه ثياب الخدمة بين المحارم ، الأم والأخت والعمة والخالة .
المذيع:
ليس فقط على اللباس مبدأ الاختلاط مع المحارم لا يوجد مشكلة ، أنا أجلس بخلوة مع عمتي ، جلسة منضبطة نتحدث .
الدكتور راتب :
العلاقة مع الأجنبية هذا مصطلح شرعي ليس له علاقة بالأجنبية من غير بلد ، من دولته نفسها ، عندنا زوجة ، محارم ، أجنبية ، فالعلاقة مع الأجنبية بحدود الشرع ما دام هي محجبة وفق شرع الله ، وهو يغض بصره عنها وفق منهج الله ، هي تحترز بالحجاب وهو يحترز بغض البصر ، الاختلاط مسموح .
المذيع:
مسموح لضرورة .
الدكتور راتب :
لا لضرورة .
المذيع:
دكتور أنا أغض بصري وفتاة بالزي الكامل وأنا أريد أن أشرب قهوة معها لا يوجد ضرورة ؟ أنا غاض للبصر وهي ترتدي الحجاب .
الدكتور راتب :
أنا بهذه الناحية متشدد جداً لا أرى هذا مباحاً ، لأن هذا لا يبقى كما ذكرت يتطور، صخرة في قمة جبل ، بعد هذا الجبل واد سحيق ، أنت قلت : أنا سأقذف الصخرة فقط مسافة مترين لا تستقر إلا في قعر الوادي ، هذه الحقيقة المرة ، ما دام هناك علاقة بين ذكر وأنثى ، هذه العلاقة الله خلقها .
المذيع:
دكتور رأيكم الشرعي الأصل أن الاختلاط ممنوع ، الآن إذا كان هناك ضرورة أو حاجة التقيد بالضوابط غض البصر والحجاب لا يوجد مشكلة ، بلا حاجة الأمر مرفوض عندكم؟
دكتور طبيعة الكون الذي خلقه الله هو كون مختلط ، إذا أردت أن تطوف في البيت الاختلاط موجود ، والنساء تكشف وجوهها ، والرجال يكشفون الكتف ، الاختلاط جزء من هذا الكون .
الدكتور راتب :
اسأل حاجاً أو معتمراً ، أقسم لك بالله أنه حينما دخل بيت الله الحرام الجنس اختفى من حياته ، أنا هكذا أشعر ، ويشعر كل من جح بيت الله الحرام ، هنا هذا المثل له خصوصية خاصة ، هو في عبادة تارك بلده ، راكب عشرات ألوف الكيلومترات ، دافع مبالغ طائلة حتى يتقرب إلى الله .
المذيع:
أنا قصدت من هذا السؤال ما هي الحكمة الشرعية من الاختلاط عند الحرم ؟ لماذا جعل الله الطواف مختلطاً ؟ لماذا لم يكن مسجداً للرجال وآخر للنساء ؟
الحكمة الشرعية من الاختلاط عند الحرم :
الدكتور راتب :
السيدة عائشة رضي الله عنها :
((كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا أَسْدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا ))
السيدة عائشة بالبخاري ، الاختلاط له نتائج سلبية لكن ما دام هناك انضباط هو الاختلاط عولج بحجاب المرأة ، وغض بصر الرجل .
المذيع:
هو درس للناس ليتعلموا الانضباط لكن في مكان واحد .
الدكتور راتب :
(( ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه ))
مستحيل وألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر وأن تعصيه وتربح ، ما دمت قد خضعت لمنهج الله لك مكافأة من الله ، هذا الذي يجب أن يعلمه كل شاب وشابة .
المذيع:
دكتور هل يوجد أدلة واضحة صريحة بتحريم فكرة الاختلاط إلا بضوابط ؟
دليل من القرآن الكريم على تحريم فكرة الاختلاط إلا بضوابط :
الدكتور راتب :
النص ، قال تعالى :
﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾
المذيع:
دكتور ما المقصود ؟
الدكتور راتب :
أي اللقاء يكون من وراء حجاب ، هذه الآية أصل في عدم الاختلاط .المذيع:
الأصل عدم الاختلاط ، دكتور كثير من القضايا في الكون هي مختلطة ، إذا أردنا أن نذهب إلى السوق لشراء حاجيات ، فالسوق مختلط ، إذا أردنا أن نذهب للجامعات غالبية الجامعات مختلطة ، ماذا نفعل مع هذه الاختلاط الإلزامي ؟
امتحان الإنسان في الدنيا :
الدكتور راتب :
أنا لي رأي أرجو أن يكون واضحاً ، الله عز وجل واجب الوجود ، وما سواه ممكن الوجود ، الكون ما سوى الله ، والتعبير عن الكون في القرآن السموات والأرض ، الله عز وجل واجب الوجود وما سواه ممكن الوجود ، معنى ممكن الوجود أي ممكن أن يكون وألا يكون
ممكن أن يكون على ما هو كائن أو على خلاف ما يكون ، أليس من الممكن أن يخلق الله النساء في كوكب والرجال في كوكب ؟ لا يوجد أي مشكلة إطلاقاً ، لكن شاءت حكمة الله أن يكون في الأرض ذكر وأنثى ، وأن يكون هناك تجاذب بين الجنسين ، و يكون هناك شرع سمح بعلاقة طاهرة نقية رائعة ممتعة ، وعلاقة لا ترضي الله ، وامتحن عباده ، قال تعالى :
﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾
فالإنسان مخلوق في الدنيا كي يمتحن :
﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
لو أن النساء في كوكب والرجال في كوكب لما كان هناك امتحان إطلاقاً ، فلا بد من أن تأتي إلى الدنيا ومعك منهج ، ومعك كون يدل على الله ، ومعك عقل ميزان ، معك فطرة، وعقل ، وكون ، ومنهج ، هذه من أجل أن تتحرك بدافع من منهج الله لا بدافع من غرائز الإنسان ، ما الفرق بين الإنسان والكائن الآخر الذي هو أدنى منه بكثير ؟ الغرائز تحرك الحيوان، بينما المبادئ والقيم تحرك الإنسان .
المذيع:
دكتور كأماكن الأسواق ، المستشفيات ، الجامعات ، مختلطة لكنها لضرورة .
سؤال : لو كنت أنا في السوق وكان هناك بائع وكانت هناك بائعة وأنا شاب ولي القرار أن أذهب هنا أو هناك نفس البضاعة ونفس السعر هل أنا آثم إذا اخترت البائعة ؟
بطولة الإنسان أن يقف الموقف الأحوط في الاختلاط :
الدكتور راتب :
الآن دخلنا بموضوع آخر هو الورع ، أن تدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس ، يوجد بائع وبائعة ، ممكن البائعة أن تنظر إليها وتملأ عينك من محاسنها ، وقعت بحجاب خفيف مع الله عز وجل ، وممكن هي أن تستلطف هذا الشاب تتكلم معه كلمة لطيفة تجذبه إليها، ممكن ، البطولة أن تقف الموقف الأحوط .
المذيع:
هذا الأحوط وليس الإلزامي ؟
الدكتور راتب :
إذا كان هناك مؤسسة ، فيها موظفات وموظفون ، أنت مواطن لك أن تدفع فاتورة الكهرباء ، فالموظفة موجودة أنت تغض بصرك عنها وهي تحتشم في ثيابها .
المذيع:
موضوع كبير يحتاج إلى كثير من التفاصيل ...
نواصل حديثنا عن الاختلاط ، الآن دكتور في بعض القضايا الاختلاط فيها إجباري، والإنسان عليه ألا يتوسوس ، أنا أريد أن أعمل معاملة والمسؤولة عن ذلك موظفة ، لا أقطع معاملتي سواء كانت محجبة أو غير محجبة ، أنا أغض بصري .
ماذا عن الاختلاط الاختياري وليس الإلزامي ؟ مثلاً هناك نادي الفنون والرسم ولكنه مختلط شباب وفتيات ، مختلط لا يعني أن هناك فواحش لكنه مختلط كل واحد بنفسه ، هل تراه مقبولاً أم مرفوضاً ؟
الاختلاط الاختياري :
الدكتور راتب :
الحقيقة أن :
((ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط))
المذيع:
ما المقصود بالمخلط ؟
الدكتور راتب :
جمع عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، أما الورع فهو الذي يتقصى الصواب ، وقد يبتعد عما هو مقبول من أجل ألا يقع فيما هو مرفوض ، الورع أقوى للإنسان :
((ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط))
المذيع:
هل نقيسها على الاختلاط الاختياري ؟
الدكتور راتب :
من لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشيءٍ من عمله ، موضوع الورع شيء مهم جداً هذا ورع الصالحين ، وقيمة المؤمن في ورعه .
المذيع:
وهل الورع إلزامي للناس ؟
الدكتور راتب :
حينما يستغني عن الورع واثقاً من نفسه وقع في الشرك الخفي ، أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي ، أما إني لست أقول إنكم تعبدون صنماً ولا حجراً، ولكن شهوة خفية وأعمالاً لغير الله . حينما يسوغ الإنسان لنفسه أن يلتقي مع نساء لا تحل له من أجل أن يمضي وقتاً معهم وهو لا يفعل شيئاً سوى أنه يستمتع بحديثهم ، وقع في مخالفة شريعة ترك الأولى .
المذيع:
اعتبر أنني فتاة ولا يوجد إلا جامعات مختلطة في دولتي نصيحتكم الشرعية هل أطلب العلم في هذه الجامعة أم أبتعد عنها ؟
نصيحة شرعية لمن يطلب العلم في زمن الاختلاط :
الدكتور راتب :
أطلب العلم وأتحجب ، والشاب يطلب العلم ويغض بصره وانتهى .
المذيع:
لو كان هناك جامعات غير مختلطة ؟
الدكتور راتب :
أولى .
المذيع:
لو كان هناك جامعات مختلطة وغير مختلطة لكن المختلطة هي الأقوى أكاديمياً أذهب إليها ؟
الدكتور راتب :
أرد على الجنس الآخر في الجامعة بغض بصري كرجل ، وبحجابي كأنثى ، قال تعالى :
﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾
المذيع:
الاختلاط الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الانترنيت ؟
الاختلاط الإلكتروني :
الدكتور راتب :
إذا كان هذا الاختلاط الإلكتروني أوصلك إلى نتائج سيئة جداً ، ما قيمة أنه إلكتروني ؟ إذا هذا الشيء سبب انفجاراً يا ترى هذا الشيء مواد كيماوية أم كهربائية ؟ العبرة أنه صار انفجار ، الإنسان فتواه معه ، الإنسان المؤمن الصادق معه فتواه ، استفت قلبك ولو أفتاك المفتون وأفتوك ، أنت حينما تبيح لنفسك أن تجلس مع امراة لا تحل لك ، وليس هناك ضرورة إطلاقاً وهناك بدائل بالمئات ، ربما قادك إلى شيء لم تكن متوقعه .
المذيع:
الاختلاط الإلكتروني يقاس عليه أحكام الاختلاط العادي ؟
الدكتور راتب :
أنا معلوماتي المتواضعة هناك حالات لا تقل عن آلاف الحالات بدأت إلكترونية وانتهت بلقاء وانتهت بالفحشاء .
قصص كثيرة جداً كان اللقاء إلكترونياً فقط ، نص فقط ، ثم صار صوتاً ، ثم صورة، ثم انتهى بلقاء حقيقي ثم انتهى بالفاحشة .
المذيع:
أنا لم أقترب من الفاحشة ، أنا فتاة أكتب الشعر وأتواصل مع أديب يقرأ لي شعري وقصائدي ، أنا باحث في مجال الفيزياء وأريد أن أتواصل مع مجموعة مختلطة للباحثين بالفيزياء أدخل فيها ، كيف أعرف أن هذا صواب أم خطأ ؟
الشريف من يهرب من أسباب الخطيئة لا من الخطيئة :
الدكتور راتب :
وقع في حالة اسمها الشرك الخفي ، ما الشرك الخفي ؟ الشرك أخفى من دبيب النملة السمراء , على الصخرة الصماء , في الليلة الظلماء , إذا قال : أنا لا أتأثر ، سيدنا يوسف نبي عظيم :
﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾
بل إن القرآن قال :
﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ﴾
﴿ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾
الشيطان يوسوس ، والمرأة حاجة أودعت فيك كي تنفق في قناة نظيفة ، فإذا أنفقت هذه الحاجة في قناة غير نظيفة لها مضاعفات خطيرة ، هذا ما يجري في العالم كله ، أنا موقن بقصص عديدة جداً قرأتها ، الأصل لقاء إلكتروني ، نصوص ، ثم حديث ، ثم كاميرا ، ثم لقاء ، ثم ....
المذيع:
مجموعات على الانترنيت تكون منضبطة فيها شباب وبنات لغايات جادة فقط ، و هناك مجموعات أخرى تتمادى الأمور يكون هناك رحلات مختلطة ، بعض الشباب قال : أنا لا أتأثر في ذلك ما رأيك ؟
الدكتور راتب :
ليس صادقاً فيما يقول ، قد يقوله أي شاب ، الله أودع في الإنسان محبة المرأة :
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ ﴾
لذلك يوجد كلام للسيد المسيح : الشريف من يهرب من أسباب الخطيئة لا من الخطيئة ، قد لا يستطيع الإنسان أن يهرب منها في مرحلة معينة .
المذيع:
هل نحن يجب علينا أن نغلق الأبواب من البداية ؟
العاقل من يترك هامش أمان بينه و بين المعصية :
الدكتور راتب :
الرجل يغض بصره ، والمرأة تتحجب ، عندما نلتقي لمصلحة معينة وراجحة الرجل يغض بصره والمرأة تتحجب ، الآن الآية الكريمة :
﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى ﴾
لما لم يقل ولا تزنوا ؟ لأنه لا بد من هامش أمان بينك وبين المعصية ، أنت تعلم علم اليقين أن هذا التيار الكهربائي ثمانية آلاف فولت ، هذا التيار له حرمة ثمانية أمتار فمن دخل ضمن الثمانية أمتار يصبح فحمة ، فأنت لم يقال لك : لا تمس هذا التيار ، يقال لك : لا تقترب من هذا التيار ، فلا بد من هامش أمان بينك وبين المعصية ، الآن الآية :
﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى ﴾
الخلوة اقتربت من الزنا ، اللقاء العابث اقتربت ، الحديث الفارغ ، إطلاق البصر ، ولا تقربوا .
المذيع:
هل يعتبر التبسط في العلاقة بين الرجال والنساء جزءاً من هذه القربات الخطأ ، أحياناً تجد الرجال والنساء في العمل يتناولون وجبة الإفطار وهم يمزحون معاً ، يذهب بالسيارة يأخذ زميلته معه ، هذا التبسط في العلاقة ما رأيك به ؟
الابتعاد عن التبسط في العلاقة بين الرجال والنساء :
الدكتور راتب :
نقطة ضعف القول ، قال تعالى :
﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾
فأي كلمة لطيفة من الشاب للشابة وضع يده على نقطة ضعفها ، ينبغي للشابة الطاهرة العفيفة التي ترجو من الله زوجاً صالحاً يحفظها ويكرمها ويحصنها ، وألا تخضع بالقول مع رجل لا يحل لها .
المذيع:
الزمالة والصداقة بين الجنسين دكتور ، مثلاً أصدقاء في الجامعة انتهت المحاضرة نذهب معاً إلى كافتيريا نتناول كأس شاي ، لا يوجد خلوة نحن مجموعة مع بعض ، لا يوجد سلوكيات فاحشة لكن جمعتنا الصداقة ما رأيك دكتور ؟
الدكتور راتب :
استفت قلبك وإن أفتاك المفتون وأفتوك ، اسأل الشاب صادقاً أنت حينما جلست مع صديقك وجلست معها تحدثها ألم تتأثر بشكلها ؟ بمواطن فتنتها ؟ اسأله ، البطولة أن تكون صادقاً أيها الشاب مع نفسك ، إن رأيت نفسك تميل إليها فاليوم ابتسامة ، ثاني يوم كلمة ، ثالث يوم كلمة فاضحة أكثر ، ثم لقاء ، ثم فاحشة .
المذيع:
دكتور أتقمص دور واحد منهم ، لماذا أنتم كدعاة دائماً تظنون السوء بنا ؟ سأجلس معها وسأظن أنها كشقيقتي .
الدكتور راتب :
أنا أقول لهاذا الشاب : ما من شهوة أودعها الله بالإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، بالدين لا يوجد حرمان هناك تنظيم .
المذيع:
دكتور أنا لا أراها شهوة ، فهي كزميلة ، كصديقة ، كأختي ، لا أفكر بها بأي منطلق سيئ .
الدكتور راتب :
إن كان هذا صادقاً فهو يكذب .
المذيع:
يتنافى مع المنطق والفطرة .
الدكتور راتب :
لا يوجد إنسان على وجه الأرض جلس مع أنثى إلا فكر في مواطن جمالها .
المذيع:
دكتور أنت تطرح منهجاً وسطياً بمعنى أنك لست ضد الاختلاط بشكل مطلق ، أنت لا تريد كونين أحدهما للإناث وآخر للذكور ، لكن إذا لم يكن هناك ضرورة ترفض الاختلاط .
رفض الاختلاط إن لم يكن هناك ضرورة له :
الدكتور راتب :
هناك تعقيب ؛ إذا كان هناك حاجة الله عز وجل يحصن هذا الشاب ، ويحصن هذه الشابة ، غص بصره وهي تحجبت .
المذيع:
ماذا عن الاختلاط بدوافع دينية كالمدرس الذي يدرس الفتيات القرآن الكريم أو مجلس علم .
الدكتور راتب :
إذا كان الشعبة كلها فتيات محجبات ، والله أنا هنا ألقيت محاضرات كثيرة ، خمسة وتسعون بالمئة من النساء محجبات ، المرأة محجبة انتهى الأمر ، أنا أغض بصري وهي تتحجب وانتهى الأمر ، نعيش حياتنا .
المذيع:
تحت مظلة الدعوة إذا تواصلت مع بنت عبر الانترنيت بشكل فردي في قضايا دينية، في شرح أحاديث ، هل هذا يجوز ؟
الدكتور راتب :
أول شيء قضايا دينية ثم يتغير المبدأ .
المذيع:
أي المبدأ مرفوض ؟
الدكتور راتب :
أنا هذه قناعتي .
المذيع:
حتى أتأكد من موقفك دكتور المسألة حساسة ، أنت لا ترى الاختلاط كمبدأ أي لا تريد فصلاً بين الجنسين ، ولا تقبل الاختلاط إلا إذا كان هناك حاجة ، أو مصلحة ، والتقيد بالضوابط غض البصر والحجاب ، وألا يكون هناك خلوة .
ضرورة التقيد بالضوابط الشرعية عند الاختلاط :
الدكتور راتب :
إذا كان هناك مصلحة أو حاجة فمع غض البصر والحجاب ، الله عز وجل هو الحافظ ، كلام دقيق جداً .
المذيع:
دكتور الآن ربنا سبحانه جعل الكون في جميع هذه الأطراف مع بعضها البعض ، هل جزء من رؤيتنا وتواصلنا مع بعضنا ، في الأسواق والجامعات ، هل هذا جزء من هذه الحكمة ؟الدكتور راتب :
طبعاً الحكمة أن الزواج منهج إلهي ، والزواج أساسه لك أن تنظر إليها .
المذيع:
أكدت كثيراً على الحجاب في أحد ضوابط إباحة الاختلاط ، ماذا إذا كانت الفتاة غير محجبة ما شأني أنا بها إذا كنت أنا غاضاً للبصر ؟
على الإنسان أن يؤدي الذي عليه و يطلب من الله الذي له :
الدكتور راتب :
انتهى الأمر أنا الذي عليّ فعلته ، أدِّ الذي عليك واطلب من الله الذي لك .
المذيع:
الاختلاط محجبة أو غير محجبة لا شأن لي بهذا ، هذا شأنها هي مع الله أنا غاض للبصر .
الدكتور راتب :
الأصل أنني لا أستهدف هذا الاختلاط ، فإذا وقع أنا أغض بصري .
المذيع:
أنا أعمل معاملة في مؤسسة الموظفة محجبة غير محجبة ليس من شأني .
بارك الله بكم دكتور إذا كان لك همسة للشباب في هذه القضية حتى لا يشعروا أن الدكتور يضيق واسعاً بثوان للشباب .
من يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه :
الدكتور راتب :
ما من شهوة أودعها الله بالإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، والآية :
﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ﴾
المعنى المخالف ، الذي يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه ، بالدين لا يوجد حرمان ، هناك ترشيد ، حرمان لا يوجد ، هذه الشهوة أودعها الله فينا ، و جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، البطولة أن تتحرك بدافع الشهوة وفق منهج الله ، هذا شيء ممكن ، لكن نحن بكثرة الفساد في الأرض ، وكثرة الأشياء التي نهى عنها الشرع ، توهمنا أنها صعبة ، لكن أقول لك هذه الكلمة الدقيقة : الشيء الذي يتوهم الإنسان أنه لا يستطيعه هو الشيء الذي لا يريد أن يفعله .
خاتمة و توديع :
المذيع:
أشكر الدكتور العلّامة على هذه الكلمات الطيبة جعلها الله في ميزان حسناتكم .
مشاهدينا هنا ينتهي حديثنا عن الاختلاط ، ربنا خلقنا معاً في كون واحد ، وجعل ضوابط لنرتاح نفسياً في التعامل مع هذه القضايا ، لا بد من مبرر أو سبب أو حاجة لهذا الاختلاط ، احفظ الله يحفظك ، ويجب الالتزام ، ألا يكون هناك خلوة ، أو مزاح ، ربنا يجعل السعادة للجميع ، سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك ، تحية طيبة لكم ، والسلام عليكم .