- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (017) سورة الإسراء
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
التوحيد فحوى دعوة الأنبياء جميعاً :
أيها الأخوة المؤمنون ؛ الآية الكريمة الثانية والعشرون من سورة الإسراء وهي قوله تعالى :
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22) ﴾
أيها الأخوة ؛ هذه الآية متعلقة بأخطر موضوع في الدين ، موضوع التوحيد ، فما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، وفحوى دعوة الأنبياء جميعاً من دون استثناء التوحيد .
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) ﴾
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22) ﴾
أن تجعل مع الله إلهاً آخر ؛ أي تطيع إنساناً كائناً من كان في معصية الله .
سؤال : لو أنك أطعت هذا الإنسان في طاعة الله هذا لم يعد إلهاً ، هذا أصبح مبلغاً عن الله ، لو قال لك إنسان : حرر دخلك من الحرام ، قلت له : سمعاً وطاعة ، ما معنى هذا أنك اتخذته إلهاً لأنه نقل لك أمر الإله ؟ لا ، الذي ينقل لك أمر الإله ، أول من نقل لك أمر الله هو الرسول ، و كل من جاء من بعده من الدعاة نقل لك بالوكالة أمر الله إليك ، هذا هو الحلال، هذا هو الحرام ، هذا هو الخير ، هذا هو الشر ، إذاً أنت إذا أطعت إنساناً فيما يرضي الله هذا لم تتخذه إلهاً ، لكنك جعلته وسيلة إلى طاعة الله ، أما إذا أطعت إنساناً وعصيت الله ، أطعت إنساناً فيما يغضب الله ، هنا ، هو إنسان ضعيف ، يموت ، تعلم ذلك أنت ولكنك عاملته كما يعامل الإله ، معنى أن الله عز وجل قال :
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22) ﴾
هو ليس إلهاً ، والذي جعله إلهاً لا يصدق أنه إله ، لكنه عامله ، وتعامل معه على أنه إله ، أي خاف من غضبه ، وتمنى رضاه ، رضاه في معصية الله ، وغضبه في طاعة الله ، فإذا أطعت إنساناً وعصيت خالقاً جعلته مع الله إلهاً .
الحب نوعان ؛ حبّ في الله وحبّ مع الله :
الآن نكمل هذه الآية ، أو هناك آية على صلة متينة معها في سورة التوبة ، دققوا في معانيها تماماً :
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) ﴾
يقول لك أحدهم : هل من المعقول أن أحب هذا البيت أكثر من الله ؟ ما هذا الكلام ! إذا كنت مغتصبه ويرضي الله أن تعطيه لصاحبه فحينما بقيت فيه مغتصباً فأنت آثرت هذا البيت على طاعة الله ، يقول لك : معقول أحب زوجتي أكثر من الله عز وجل ؟ ممكن إذا أقررتها على معصية ، أو على خروج لا يرضي الله ، أو على اختلاطٍ يغضب الله ، أقررتها دفعاً لمشكلة معها، فأنت رأيت غضبها أشد من غضب الله ، أي واحد من هؤلاء :
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
هذه التجارة فيها شبهة ، أنت آثرت هذه الشبهة على طاعة الله ، معنى هذا أن التجارة أحبّ إليك من الله ، قال :
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا
فإذا كانت الزوجة ، والأب ، والولد ، والأم ، والعشيرة ، والصاحبة ، والتجارة ، والمسكن ، والمال ، أغلى عليك من الله ، أحب إليك من الله :
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا
أي مكانك تحمدي أو تستريحي ، الطريق إلى الله غير سالك ، والدليل قال :
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ
أمر الله هو الموت :
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
أي حينما تحملك محبتك إلى هؤلاء على الفسق ، معنى ذلك كانوا هؤلاء أحب إليك من الله ورسوله ، هذه الآية نفسها .
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22) ﴾
يقول لك والدك : إذا أردت أن أرضى عنك فطلق زوجتك ، والزوجة مستقيمة ، وطاهرة ، وعفيفة ، ومحجبة ، لكن أبي لا يحبها .
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22) ﴾
لا أب ، ولا ابن ، ابنك أصبح في مرتبة عالية لكنه ليس ديناً إطلاقاً ، وأنت متعلق به، على معاصيه ، على ترك الصلاة ، على أنه يشرب ، وابني ، وابني ، ومعه شهادة ، ومنصبه كذا ، أنت جعلته مع الله إلهاً ، أحببته على معاصيه ، لا أب ، ولا ابن ، ولا زوجة ، ولا أخ ، ولا عشيرة ، ولا قبيلة ، ولا أمة ، ولا مسكن فخم جداً ، ولا مال وفير جاءك من شبهة ، ولا تجارة رائجة جداً لكن البضاعة محرمة ، أو التعامل مع هذه الشركة محرم .
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ
أي آثرتم المعصية من أجلها على طاعة الله .
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ
وأمر الله هو الموت .
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22) ﴾
هو ليس إلهاً ، هو إنسان ، لكنك تعاملت معه على أن غضبه مخيف ، وعطاؤه كبير، جعلته إلهاً وأنت لا تشعر ، آثرت طاعته على طاعة الله ، رأيت وعيده أشد من وعيد الله ، رأيت عطاءه أغلى عندك من عطاء الله ، إذاً تعاملت معه على أنه إله ، إذاً اتخذته إلهاً ، إذاً جعلته إلهاً .
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22) ﴾
تحتقر ، وتقهر ، وربنا عز وجل لحكمة يريدها كلما تعلقت بإنسان ، وهذا الإنسان بعيد عن الله ، هذا الإنسان الله عز وجل يسيره كي يؤذيك ، حتى تنقطع عنه ، لأن الله يغار ، من غيرة الله عليك أنك إذا تعلقت بإنسان بعيد عن الله يجعل هذا الإنسان يؤذيك ، أما لو شخص أحبّ رسول الله ، الطريق واحد ، لو أحبّ الصحابة الكرام ، لو أحبّ إنساناً مؤمناً ، صالحاً ، هذه المحبة من محبة الله ، لذلك القاعدة الدقيقة : لا ينبغي أن تحب مع الله لكن ينبغي أن تحب في الله ، إذا أحببت زوجتك مع الله أي نفذت رغبتها وعصيت الله ، هذا حب مع الله ، شرك ، أما إذا أحببتها في الله وأن تضع اللقمة في فمها هي لك صدقة ، شتان بينما من يحب مع الله ، وبين من يحب في الله ، ممكن أن تحب الناس كلها في الله ، عباد لله ، تحب زوجتك ، وأولادك ، وإخوانك ، ومن حولك ، وجيرانك ، والمؤمنين تحبهم ، وتودهم ، وتزورهم ، وتكرمهم ، هذا حب في الله ، أما أن تحب مع الله فقد أشركت بالله .
من جعل مع الله إلهاً آخر فهو إنسان مقهور ومحتقر :
لذلك :
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22) ﴾
مقهور ، ومحتقر ، لأن هذا الذي أحببته ضعيف ، ضعيف ولئيم ، فإذا كان يستطيع أن يعاونك من لؤمه لا يعاونك ، وإذا كان يحب أن يعاونك من ضعفه لا يقدر أن يعاونك ، إما لا يقدر أن يعاونك ، وإما لا يحب أن يعاونك ، أنت اتخذته إلهاً ، ووضعت كل ثقتك فيه ، وعلقت عليه الآمال ثم خيب ظنك .
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً
لذلك ورد في الأثر القدسي :
(( خلقت السماوات والأرض ولم أعي بخلقهن ، أفيعييني رغيف أسوقه لك كل حين ، لي عليك فريضة ، ولك علي رزق ، فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك ، وعزتي وجلالي إن لم ترض بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ، ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ولا أبالي ، وكنت عندي مذموماً ، أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي بما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي بما أريد أتعبتك بما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد ))
هذه الآية أخواننا مهمة جداً ، من أخطر الآيات ، متعلقة بأخطر الموضوعات ، موضوع التوحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً
أي محتقر من قبل نفسك ، تقول : لعن الله الساعة التي تعاملت بها مع فلان ، شريكه يبيع خمراً في المطعم ، أخي يعطيني بالسنة مليون ليرة ، ماذا نفعل ؟ برقبته إن شاء الله ، ثم فلست :
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً
محتقر من قبل نفسك ، ومن قبل الناس ، ومن قبل الله ، الآن النبي اسمه : محمود ، من أسمائه المحمود ، محمود عند نفسه ، ومحمود عند الخلق ، ومحمود عند الحق ، وهنا :
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً
عند نفسك ، وعند الخلق ، وعند الحق .
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً
مخذول ، ومقهور .
العاقبة للمتقين :
بالنهاية :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) ﴾
مستحيل إنسان عاص يصل إلى شيء ، يصل إلى شيء مؤقت لكن العاقبة للمتقين ، الأمور تدور ، وتدور ، وتدور ، وتستقر على إكرام المؤمن ، وخذلان الكافر ، على علو المؤمن، وسقوط الكافر ، على نصر المؤمن ، وخذلان الكافر ، على تكريم المؤمن ، وإهانة الكافر ، على رفع المؤمن ، وخفض الكافر ، بالنهاية الله قال :
﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
والعبرة في الآخرة ، والعبرة في النهاية ، والأمور في خواتيمها ، والأمور بحسن الختام.
الشرك هو أحد أكبر أسباب العذاب النفسي :
هذه الآية أخواننا الكرام : على أنها قصيرة جداً لكنها خطيرة جداً .
﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22) ﴾
آخر كلمة بالدرس ، أحد أكبر أسباب العذاب النفسي هو الشرك ، قل لي : ما الدليل؟ أقول لك :
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) ﴾
هل هناك أوضح من هذه الآية ؟
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) ﴾
أحد أكبر أسباب العذاب النفسي هو الشرك بالله ، لهذا الله عز وجل قال :
﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) ﴾
مؤمن ، ويصلي ، لكن زيداً ، وعبيداً ، وفلاناً ، وعلاناً ، موزع ، وآخر شيء .
﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) ﴾
والنبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية . قلت : يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك ؟ قال: نعم ، أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكن يراؤون بأعمالهم. والشهوة الخفية