- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (022) سورة الحج
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيُّها الأخوة الكرام، الآية الحادِيَة عشرة من سورة الحج يصِفُ الله فيها نموذَجًا مُتَكَرِّرًا تَجدُهُ في كلّ زمانٍ ومكان، وهذا النَّموذج هو الإنسان الذي لا يُقْبِلُ على الدِّين إلا مِن أجل مكاسِب مادِّيَّة، فإذا انْقَطَعتْ هذه المكاسِب أدار ظَهْره للدِّين، وهذا النَّموذَج خطير، قال تعالى:
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)﴾
مِنْ للتَّبعيض أي بعْض وما الذي يُقابِل الحرف ؟ الأعماق، مؤمنٌ في الأعماق، ومؤمن على حرف، ومؤمن على شاطىء البحر، فلو جاءت مَوْجةٌ عاتِيَة لجرَّتْهُ إلى البحْر، ومؤمن في رأس جبل مهما طغى الموْج هو في الأعماق وفي المرتفعات، قال تعالى:
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ﴾
ما دام الصِّحة طيِّبة، والمال وفير، والأمور منتظمَة، فأعظم شيء الإسلام، مَدْحُهُ للدِّين مَبنِيٌّ على المصالِح، هل سَمِعْتُم بِرَبِّكم إنسانًا يمتَحِنُ مركبَةً في النزول ؟ كلّ المركبات في النزول تنطلق سريعةً لكنّ المركبات تُمْتَحَنُ في الصُّعود، يُمْتحَنُ قوَّة محرِّكها، وتجاوُبها مع سائِقها، هذا يُمْتحَنُ في الصُّعود، لذلك إذا توهَّم أحدكم، وأنا معكم أنَّه يمكن لِمُؤمنٍ أن يعيش عُمُرَهُ كلَّهُ مِن دون امْتِحانٍ فَهُوَ واهِم، قال تعالى:
﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)﴾
هل هناك جامعة في الأرض تمنح أعلى شهادة على طلب يقدمه الطالب يرجى منحي شهادة الدكتوراه بلا امتحان ! قال تعالى:
﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)﴾
صحابة النبي عليه الصلاة والسلام ومعهم رسول الله يوم حنين الله قال تعالى:
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ(25)﴾
صحابة رسول الله في معركة الخندق قال تعالى:
﴿وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ(61)﴾
و قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا(12)﴾
قال أحدهم: أيعدنا صاحبكم ـ ما قال رسول الله ـ أن تفتح..حاجته" قال تعالى:
﴿هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا(11)﴾
و قال تعالى:
﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا(23)﴾
فإذا كان أصحاب رسول الله برفعة منزلتهم وشدة إخلاصهم و فيهم رسول الله وخضعوا للامتحان و الله نصرهم و أعزهم، ففي حنين لم يبق أحد مع رسول الله قال رجل للبَرَاءِ ابْنِ عَازِبٍ رَضِي اللَّه عَنْه:
(( أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَفِرَّ إِنَّ هَوَازِنَ كَانُوا قَوْمًا رُمَاةً وَإِنَّا لَمَّا لَقِينَاهُمْ حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمُوا فَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْغَنَائِمِ وَاسْتَقْبَلُونَا بِالسِّهَامِ فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَفِرَّ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَإِنَّهُ لَعَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ آخِذٌ بِلِجَامِهَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبْ * أنا النبي لا كــــــذب أنا ابن عبد المــــــطلب ))
و مع ذلك الامتحان قائم فهل يعقل أن يُختفَى بنا لنصلي، لا بد من أن تمتحن، فالإنسان يمتحن في صحته و في ماله وفي زوجته وفي غلق الطرق عليه، يفتح بابا حرام ؟ لا، تجوع الحرة و لا تأكل بثدييها لذلك ما ترك العبد شيئا لله إلا عوَّضه الله خيرا منه في دينه و دنياه ومن ابتغى أمرا بمعصية كان أبعد مما رجا وأقرب مما اتقى، فهذا النموذج المتكرر، قال تعالى:
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ﴾
رجل له والدة خدمها اثنتي عشرة سنة، ثم ضاق بها ذرعا فرفع صوته عليها، فقال لها: أنا لستُ ابنك الوحيد اذهبي إلى فلان أخي فبكت و استدعت أخاه وقالت له: خذني لعندك، وبعد يومين توفاها الله، فهدم عمل اثني عشرة سنة، و أعرف رجلا يرعى أرملة في غرفة في المسجد ثلاثين عاما، وكان ساكنا في المهاجرين ثم انتقل إلى المزة، وعمره سبعين سنة، يوميا يتوجه من المزة إلى المهاجرين ليرعى هذه المرأة العاجزة، أهله أقاموا عليه النكير و طلبوا منه التوقف عن ذلك فأبى وقال: هذا عمل أكرمني الله به، فلما رأوا إصراره و ثباته على رعايتها و أشفقوا عليه قالوا له: ائت بها إلينا، فجاءوا بها إلى البيت بعد يومين توفاها الله، كسب ثلا ثين سنة من عمل خالص، فنحن جميعا نخضع للامتحان، و البطولة أن تقول: إلهي أنت مقصودي و رضاك مطلوبي .
الحقيقة كلنا في الرخاء و البحبوحة و الصحة ليس هناك مشكلة، أنا أريد أن أعرف الإنسان ماذا يقول إذا ابتلاه الله ببلاء قال تعالى:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ(155)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(156)أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ(157)﴾
هذه للمؤمنين بدليل أن الله قال قبلها:
﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِي(152)﴾
فلذلك دققوا ؛ إذا أحب الله عبدا ابتلاه فإن صبر اجتباه فإن شكر اقتناه و إذا أحب الله عبده عجَّل له بالعقوبة، جعل حوائج الناس إليه، و إن الله ليحمي صفيه من الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه من الطعام، و إن الله يحمي عبده المؤمن من الدنيا كما يحمي الراعي الشفيق غنمه منم مراتع الهلاك، فلا بد من أن نمتحن، سُئل الإمام الشافعي:أندعوا الله بالإبتلاء أم بالتمكين ؟ قال: لن تُمكَّنوا حتى تُبتَلَوا، قال تعالى:
﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ(24)﴾
﴿ وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ(124(﴾
و إذا كان من الممكن أن ينجو إنسان واحد من الامتحان لنجا رسول الله عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ))
و ابتلاه الله بالطائف، وابتلاه بالقهر و بالتكذيب والسخرية و الضرب، ثم ابتلاه بالنصر في مكة، حينما دخل مكة كادت ذؤابة عمامته تلامس عنق بعيره تواضعا لله عز وجل، على خلاف كل القادة الفاتحين في العالم، كلهم تأخذهم نشوة النصر فيتعجرفون و يتغطرسون لكن النبي دخل مكة متواضعا فلما قيل له: ما أنت فاعل بنا ؟ قالوا أخ كريم و ابن أخ كريم،فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، أما في الطائف قال: اللهم أشكو إليك ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس يا رب إلى من تكلني ؟ إلى عدوٍّ يتجهمني إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي ولك العتبى حتى ترضى لكن عافيتك أوسع، ثم امتحنه بالهجرة، فتبعه سراقة وامتحنه في حنين، فالنبي امتحن، كان إذا دخل بيته يقول عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ:
(( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ يَا عَائِشَةُ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ قَالَ فَإِنِّي صَائِمٌ قَالَتْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ قَالَتْ فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ وَقَدْ خَبَأْتُ لَكَ شَيْئًا قَالَ مَا هُوَ قُلْتُ حَيْسٌ قَالَ هَاتِيهِ فَجِئْتُ بِهِ فَأَكَلَ ثُمَّ قَالَ قَدْ كُنْتُ أَصْبَحْتُ صَائِمًا))
هل هناك بيت من إخواننا الحاضرين ليس فيه زيتونة واحدة ؟ و قطعة خبز ؟ امتحن بموت الولد، لما مات ولده إبراهيم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ:
(( دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ وَكَانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَذْرِفَانِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ))
وامتُحن بموت الزوجة، وامتُحِن بقول الناس عن زوجته عائشة حين رموها بالفاحشة، من يحتملها منكم؟ حديث الإفك
قال تعالى:
﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)﴾
و قال تعالى:
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ(30)﴾
و قال تعالى:
﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ(2)﴾
آية اليوم هي قوله تعالى:
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) ﴾