- أسماء الله الحسنى
- /
- ٠3الأسماء المختصرة
من أسماء الله الحسنى: الهادي.
تجليات ( الهادي ) في رمضان.
معنى الهادي.
كلمة الهادي مأخوذة من فعل هدى، والله عز وجل يقول:
﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
فالله عز وجل أعطى الإنسان حرية الاختيار؛ فمن شاء الهُدى هداه إلى صراط يودي به إلى دار السلام، التي خلق لأجلها.
والهِداية في أصل اللغة هي الإمالة، هداه أي وجهه نحو الحق، وتُسمى الهديةُ هديةً لأن من شأنها أن تُميل قلب المُهدَى إليه .
قال تعالى:
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً﴾
الهداية من خلال الكون.
والله سبحانه وتعالى هدى الإنسان إليه عن طريق الكون.
فالله قوي، وفي الكون مظاهر قوته. وهو الغني وفي الكون مظاهر الغِنى.
وهو عليم وفي الكون مظاهر العِلم.
وهو رحيم وفي الكون مظاهر الرحمة.
فالكون مظهر لأسماء الله الحُسنى ولِصفاته الفُضلى.
﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ﴾
الهداية من خلال القرآن.
والله عز وجل يهدي الإنسان إليه بكلامه، قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾
﴿ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
فالله سبحانه هو الهادي، وقد هداك إليه بكلامه؛ فالقرآن باب إلى الله عزَّ وجل، إنه يشتمل على أحكام، كما يشتمل على أوامر، وعلى نواهٍ، وفيه منهج كامل، وفيه أخبار السابقين، وأخبار اللاحقين، فيه بيان للمستقبل البعيد، وفيه بيان عن ذات الله عزَّ وجل.
الهداية مشتركة من خلال القرآن والكون.
لا يكفي الكون وحده بل لا بد من أن يتكامل الكون مع القرآن .
دخلتَ إلى جامعة، تأملت في قاعاتها الفسيحة، تأملت في قاعات المحاضرات الكبيرة، تأملت في حدائقها الرائعة، تأملت في بيوت طلابها، تأملت في مخبرها، تأملت في مسرحها، تأملت في مكتبتها، أخذك العجب العُجاب، لكن مهما تأملت في هذه الجامعة وفي أقواسها وقاعات محاضراتها، مهما تأملت في بيوت الطلاب وفي حدائقها وفي مكتبتها، لا يُمكن أن تصل إلى نظامها الداخلي، لا يُمكن أن تصل إلى طريقة النجاح والرسوب، لا يُمكن أن تصل إلى أسماء الأساتذة، لابُدَّ من كتاب تقرؤه في بيان الكليات، أقسام الكليات، رؤساء الأقسام، عُمداء الكليات، أسماء الأساتذة، اختصاصاتهم، طريقة النجاح، طريقة الانتقال.
والله سبحانه وتعالى هو الهادي بأفعاله، أعتقد أنَّ واحداً من الإخوة القرّاء إلا وقد علَّمَهُ الله بالأفعال.
صليتَ الصُبح في جماعة، فشَعَرتَ طَوَالَ النهار أن كلامك سديد، وأن أحوالك عالية، وأن قلبَكَ عامر، وأن الناس قد هابوك، وأن الأمور مُيّسْرَةَ .
في اليوم التالي تركت صلاة الفجر، فواجهتك مشاكل كثيرة، لقد عَلّمَكَ بأفعالِهِ، يوم صليت الفجر في جماعة؛ فأنت في حفظ الله وفي ذمته، فلما تركت صلاة الفجر، تلاحقت المشاكل في الطريق وفي العمل وفي البيت.
الهداية أنواع:
أولها الهداية العامة.
قال تعالى :
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾
ثانياً هداية الإيمان.
يهديك إليه، يهديك إلى كتابهِ، يهديك إلى الحق .
ثالثاَ هداية التوفيق.
قال تعالى:
﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾
رابعاَ هداية الجنة.
قال تعالى:
﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾
وفي رمضان الخير يتجلى الهادي على عباده فيهديهم إليه فإذا ما انتهى شهر رمضان توجهوا إليه وحده بالدعاء والعبادة ورددوا في صبيحة يوم الجائزة ( الله أكبر ).
قال تعالى:
﴿ ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون﴾