- أسماء الله الحسنى
- /
- ٠3الأسماء المختصرة
من أسماء الله الحسنى: الشهيد.
تجليات اسم الله ( الشهيد ) في رمضان.
معية الله مع عباده: معية عامة ومعية خاصة.
1- المعية العامة.
الله سبحانه وتعالى هو الشهيد، شهيد لأنه مع كل مخلوق بعلمه فقد قال تعالى:
﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
إن كنتم في أطباق الجو، أو تحت أمواج الماء، أو في الصحراء، أو على ظهر اليابسة، في السفر، أين ما كنتم فالله معكم. وهذه معيَّةٌ عامَّة.
2- المعية الخاصة.
وهناك معيَّةٌ خاصَّة فقد قال تعالى :
﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾
﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾
معيَّة الله الخاصَّة أي: معهم مؤيِّداً، وناصراً، وحافظاً، وموفِّقاً.
إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان الله عليك فمن معك؟ أقرب الناس إليك يتنكَّرون لك.
شروط المعية الخاصة.
إلا أنَّ المعيَّة الخاصَّة مشروطة فقد قال تعالى :
﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً﴾
فالشهيد جل جلاله يكون مع كل مخلوق بعلمه، ومع المؤمن بتوفيقه، وحفظه، وتأيِّيده، ونصره.. قال تعالى:
﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى* قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾
وكل مؤمن إن شعر أنَّ الله معه، يشعر بقوَّة لا حدود لها.
الشهيد.
قال بعض العلماء: الشهيد؛ الأمين بشهادته.
ما دام الله عزَّ وجلَّ شهيدًا فلا تخفى عليه خافية، ولا حركة، ولا سكنة، ولا خاطر، ولا صراع أبداً، فنفوس العباد مكشوفةٌ له، قال تعالى :
﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾
﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾
والله عزَّ وجلَّ شهيد .. بمعنى أنه حاضر، وأنه عالِم، وأنه مُعلِم.
تجد شاباً مستقيمًا يعرف الله ويخافه، ويتحرَّى الحلال، ويرجو رضا الله، ويخاف سخطه، لا يعصيه، يغُضُّ بصره، يضبط لسانه، يضبط سمعه وبصره، لكنَّه فقيرٌ.
والله تعالى شهيد بمعنى أنه يرى حاله ويشهده، وهو شهيد لأنه يعلم، وهو شهيد لأنه يُعلم خلقه عن طريق توفيقه لهذا الفقير المستقيم في حياته فهذا التوفيق هو شهادة الله لخلقه، ألم يقل الله عزَّ وجلَّ :
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾
الشهيد: هو الحاضر الذي لا يغيب عنه شيءٌ في ملكه.. فقد قال تعالى :
﴿ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾
فمن أجمل كلمات سيِّدنا عمر - رضي الله عنه - كلمة قالها عندما جاءه رسولٌ من معركة نهاوند، فقال: حدِّثني، قال له: مات خلقٌ كثير. فقال له: من هم؟ فذكر له بعض الأسماء. فقال له: من أيضاً؟ فقال له: إنَّك لا تعرفهم.
فبكى عمر وقال: ما ضرَّهم أني لا أعرفهم إذا كان الله يعلمهم .
الله شهيد، يشهد لعباده يوم القيامة، ويُشهدهم أعمالهم، قال تعالى:
﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً﴾
وقال تعالى :
﴿ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ﴾
وفي شهر رمضان تشعر بالشهيد يشهد عملك ويثيبك عليه، ويعلمك بذلك حين يلقي في قلبك حلاوة الطاعة والقرب.