وضع داكن
07-11-2024
Logo
مختلفة - المغرب : 12 - أسس بناء الأسرة المسلمة‎.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

النعم إذا ألفت نسيت :

 أيها الأخوة الكرام؛ أيتها الأخوات الفضليات؛ بادئ ذي بدء: حقيقة دقيقة وإيجابية، النعم إذا ألفت نسيت، ومن أدعية النبي عليه الصلاة والسلام:

(( اللهم أرنا نعمك بدوامها لا بزوالها ))

 ما النعم التي يتمتع بها هذا البلد الطيب؟ ثلاث نعم؛ الأولى التدين في هذا البلد ليس تهمة تحاسب عليها، نعمة كبيرة، التدين ليس تهمة تحاسب عليها، لا يوجد هنا ضبط أنك متلبس بالصلاة.
 الشيء الثاني: في هذا الشعب أطياف كأي شعب آخر، لكن الفضل لله ليس بين طائفتين أحقاد تاريخية تقتضي القتل كما في بعض البلاد، هذه نعمة ثانية كبيرة جداً.
 والنعمة الثالثة: هناك حكومة قوية تحاسب وتعاقب، لكن القتل لم يدخل في برنامجها إطلاقاً، هذه النعم ألفت فنسيت، والبطولة أن تشكر هذه النعمة التي ألفتها.

بطولة الإنسان أن يوفق في اختيار زوجته وحرفته :

 أما موضوع الأسرة فموضوع خطير ومهم جداً، لذلك إن صلحت الأسرة صلح المجتمع، وإن فسدت فسد المجتمع، ومن أدق ما قاله النبي الكريم:

(( وإن من أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح ))

[الطبراني عن أبي رهم السمعي]

 أو:

(( ومن مشى في صلح امرأة وزوجها كان له أجر ألف شهيد قتل في سبيل الله حقاً ، وكان له بكل خطوة عبادة سنة صيامها وقيامها ))

[أخرجه الحارث عن أبي هريرة وعبد الله بن عباس]

 أما العوام فلهم كلام مرفوض، في بعض البلاد: امشِ بجنازة ولا تمش بزواج، السنة:

(( ومن مشى في صلح امرأة وزوجها كان له أجر ألف شهيد قتل في سبيل الله حقاً، وكان له بكل خطوة عبادة سنة صيامها وقيامها ))

[الحارث عن أبي هريرة وعبد الله بن عباس]

((وإن من أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح ))

[الطبراني عن أبي رهم السمعي]

 والحقيقة الدقيقة مرة أخ كريم أوصلني إلى المطار في اسطنبول، الذي أوصلني تركي لا يتكلم العربية، سألته عن أسرته؟ قال: لست متزوجاً، دعوت له بزوجة صالحة تسره إن نظر إليها، وتحفظه إذا غاب عنها، وتطيعه إن أمرها، ترجم له التركي قال له: والله أتمنى أن أوصله إلى الشام وليس إلى المطار.
 أخواننا الكرام؛ شيء دقيق جداً، ألصق شيء بالإنسان زوجته وحرفته، والبطولة أن توفق في اختيار زوجتك، وحرفتك، والحقيقة المجتمع يرقى بالزواج الصالح، ويشقى بالزواج المخفق.

آيات الله هي القنوات الوحيدة الثابتة لمعرفته سبحانه :

 الآن آية تقول:

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الجاثية: 6 ]

 معنى ذلك أن الآيات هي القنوات الوحيدة الثابتة لمعرفة الله، القنوات الوحيدة الثابتة.

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الجاثية: 6 ]

 الحقيقة الآيات أنواع ثلاث، من هذه الأنواع:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة الروم: 22]

 السماوات والأرض من آيات الله الدالة على عظمته.

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾

[ سورة فصلت: 28]

 الآن دققوا:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

[ سورة الروم: 21]

 هذه الواو حرف عطف يفيد التماثل، وكما أن الكون، والكون ما سوى الله من آياته الدالة على عظمته، وكما أن الشمس والقمر من آياته، وكما أن الليل والنهار من آياته.

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

[ سورة الروم: 21]

 ماذا تعني كلمة:

﴿ لَكُمْ ﴾

[ سورة الروم: 21]

 أنت أحياناً تدعو إنساناً له مكانة كبيرة إلى طعام، أثناء الطعام يأتي إنسان يأكل مع من أكل، لكن الدعوة في الأصل لهذا الضيف الكريم، هذه معنى:

﴿ لَكُمْ ﴾

[ سورة الروم: 21]

 بالقرآن وردت ثلاث عشرة مرة.

﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ ﴾

[ سورة النحل: 5]

 خصيصاً.

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

[ سورة الروم: 21]

 ما هي السكنى؟ الإنسان يسكن بمنزل فخم، فالرجل يسكن إلى عاطفة زوجته الجياشة لأنه يفتقدها، وهي تسكن إلى قيادة زوجها الحكيمة، السكنى أن تسكن لشيء تفتقر إليه، فالزوجان متكاملان وليسا متساويين.

مساواة المرأة للرجل في التكليف و التشريف و المسؤولية :

 بالمناسبة: المرأة من المسلمات، مساوية للرجل في التكليف، وفي التشريف، وفي المسؤولية، مكلفة كما هو مكلف، مشرفة كما هو مشرف، مسؤولة كما هو مسؤول، لكن ماذا نفعل بقوله تعالى؟

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ﴾

[ سورة آل عمران: 36]

 هنا مساواة كاملة بالتكليف، و التشريف، و المسؤولية، والآية التالية:

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ﴾

[ سورة آل عمران: 36]

 دقق؛ خصائص الرجل الجسمية، والنفسية، والاجتماعية، والفكرية، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به، وخصائص المرأة الجسمية، والفكرية، والنفسية، والاجتماعية كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها، إذاً هما متكاملان، لذلك:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ ﴾

[ سورة الروم: 21]

 بكلام دقيق الله عز وجل بين الزوجين المؤمنين، بمعنى أن كل طرف يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر، وأن كل طرف يتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر.
 زرنا إنساناً بحمص مع أحد العلماء، تخدمه زوجته ستة وثلاثين عاماً، شلل رباعي، ما هذا الدين؟ ست وثلاثون سنة تخدمه.
 لي صديق تزوج فتاةً بعد أسبوعين أصيبت بمرض خبيث، يقول له والدها: يا بني هذه البنت ابنتي وليست زوجتك، طلقها أرجوك، لم يطلقها، وباع إرثه لمعالجتها.
 والله قصص يا أخوان لا تصدق، لي صديق توفيت والدته، توفيت بالخامسة والثمانين، أي ليست صغيرة، لا، عاشت خمساً وثمانين سنة، وزوجها بالخامسة والتسعين، بكى زوجها في التعزية بكاءً مراً، خمس وثمانون سنة، وهو بالخامسة والتسعين، هو والد صديقي، بعد التعزية أردت أن أخفف عنه، قال لي: والله خمس وخمسون سنة لم أنم يوماً و أنا حزين منها، هذا الدين! البيت جنة يا أخوان، البيت جنة.

أعظم تجارة هي التجارة مع الله :

 الآن أكبر سبب للقطع، الحقيقة أحياناً المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، عندنا مشكلة بالعالم الإسلامي، مشكلة البطالة والعنوسة، مشكلتان مترابطتان، فإذا كل إنسان عنده عمل بدل أن يستثمر أمواله بالبنك اشترى مصنعاً، أحضر ثلاثين عاملاً، فتح ثلاثين بيتاً.
 أحد أخواني الصناعيين الكبار استأذنني بإغلاق المعمل، قلت له: لِمَ؟ قال لي: لا يوجد ربح، الربح صفر، قلت له: كم عامل عندك؟ قال لي: ستة وثمانون، قلت له: أنت تفتح ستة وثمانين بيتاً، وكل بيت خمسة أشخاص، خمسة آلاف إنسان يأكلون من هذا المعمل، كلما آمنت بالله تربح أضعافاً كبيرة جداً، إذاً:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

[ سورة الروم: 21]

 أما أكبر تجارة فهي التجارة مع الله على الإطلاق، اسمعوا الآية:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾

[ سورة الطور:21]

 ألحقنا بهم أعمال ذريتهم، وهذا أكبر تجارة مع الله، الابن ربيته مؤمناً، صادقاً، أنا لي بالتعليم حوالي أربعين سنة أو خمسين، أعرف الوالدة من ابنها، ابنها شهادتها، هندامه، وظائفه، كتبه، دراسته، أدبه، صمته، فالمرأة تصنع رجالاً، والحقيقة ما من إنسان متفوق إلا وراءه أم عظيمة، وكل أعمال ابنها أو ابنتها في صحيفة الأم، هذا معنى قوله تعالى:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾

[ سورة الطور:21]

 ألحقنا بهم أعمال ذريتهم، لو صار يا أختي الكريمة ابنك عالماً كبيراً كل أعماله في صحيفتك، هذه أكبر تجارة مع الله.

الله عز وجل بين الزوجين :

 أهم نقطة في هذا اللقاء الطيب الله عز وجل بين الزوجين، بمعنى أن كل طرف يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر، وأن كل طرف يتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر.
 يوجد ملامح دقيقة في هذا اللقاء الطيب.

﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾

[ سورة النساء:34]

 إذا كانت الحكمة تقتضي أن تبتعد عنها لسبب حكيم، ومبرر، يكون هذا في المضاجع، لئلا يعلم الأولاد، الابن إن وجد والده مختلفاً مع أمه ينشأ معه بداية انفصام شخصية، هذا مرض خطير، هذه أمه يحبها، فكلما تمكن ألا ينقل للأولاد بعض الخلافات هذا أفضل، كي لا يكتشف الأولاد الأمر، هذا قرآن.

﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾

[ سورة النساء:34]

 كيف تؤدي الهجران؟ في المضاجع لئلا يصل الخبر للأولاد.

القدوة قبل الدعوة :

 أخواننا الكرام؛ والله ما رأيت بيتاً ينشئ أولاد أبرار، بنات طاهرات إلا كان هذا البيت مثالياً، يأتي الأب أحياناً يقول: كتب الأولاد وظائفهم؟ كتبوا، أكلوا؟ أكلوا، صلوا؟ لماذا لست مهتماً بالصلاة، هذا الأب قدوة.
 بالمناسبة التربية تقوم على مبادئ، طبعاً كل مبدأ يحتاج إلى محاضرة، إجمالاً القدوة قبل الدعوة، الأب لم يكذب، الأم معها ابنتها عند الجيران، تأخروا، الأكل لم يجهز، غضب الأب، أين كنتم؟ لم نذهب إلى أي مكان، شربت البنت الكذب من أمها، كل أخطاء أولادنا من الأم، والأب، والمعلمين، كل أخطائهم، هذا ابن بريء، طاهر، يرى كذباً، صار عنف، صار موقف مزدوج، عنيف جداً في البيت، خارج البيت ناعم جداً، هذا خطأ، كل واحد خارج البيت يعتني بكلامه، يبتسم، يصافح، لكن أين بطولتك؟ في البيت.

(( فإنما تُرزقُونَ وتُنصرون بضعفائكم ))

[أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي الدرداء]

 والإيمان في البيت.

(( خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي ))

[الترمذي عن عائشة رضي الله عنها]

 بطولتك بالبيت، أخلاقك بالبيت، حلمك بالبيت، نعومتك بالبيت، ابتسامتك بالبيت، وهناك أب والعياذ بالله إذا دخل للبيت:

﴿ عَبُوساً قَمْطَرِيراً ﴾

[ سورة الإنسان:10]

 وأب إذا دخل للبيت صار هناك عيد، هذا أب عظيم، وأب آخر بخروجه يوجد عيد، البطولة بالدخول لا بالخروج.

بطولة الإنسان أن يحفظ أسرار بيته :

 أخواننا الكرام، أكثر فتوى مزعجة موضوع الطلاق، هذا الطلاق يهتز له عرش الرحمن، أتمنى ألا يستخدم إلا عند الضرورة القصوى، أما حلف طلاق، وفي فتوى للعلماء الكبار، والله لا أنساها، ومن دقتها ونجاحها أن المجتمعات الإسلامية والمجامع الشرعية تأخذ بها،" من حلف على امرأته يمين طلاق ليحملها على فعل ما، ويمنعها من فعل ما، وهو يكره طلاقها كفراق دينه هذا الطلاق لا يقع أصلاً "، سماه ابن تيمية طلاق قتل.
 أخواننا الكرام؛ روت كتب الأدب والسيرة أن القاضي شريح لقيه صديقه الفضيل، قال: يا شريح كيف حالك في بيتك؟ شريح قاض كبير، قال: والله منذ عشرين عاماً لم أجد ما يعكر صفائي، قال: وكيف ذلك يا شريح؟ قال: خطبت امرأة من أسرة صالحة، فلما كان يوم الزفاف وجدت صلاحاً وكمالاً، يقصد صلاحاً في دينها، وكمالاً في خلقها، فصليت ركعتين شكراً لله على نعمة الزوجة الصالحة، وعندما سلمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، وتسلم بسلامي، وتشكر شكري، فلما خلا البيت من الأهل والأحباب- يوم عرسه- دنوت منها فقالت لي: على رسلك فخطبت، قالت: يا أبا أمية! إنني امرأة غريبة، لا أعرف ما تحب، و لا ما تكره، فقل لي ما تحب حتى آتيه، وما تكره حتى أجتنبه، ويا أبا أمية لقد كان لك من نساء قومك ما هي كفء لك، وكان لي من رجالي قومي من هو كفء لي، ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله، وسنة رسوله، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، فاتق الله فيّ، وامتثل قوله تعالى:

﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾

[ سورة البقرة: 229]

 ثم قعدت، قال: فألجأتني إلى أن أخطب، صار خطابات، وقفت وقلت: أما بعد فقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكون لك ذخراً وأجراً، وإن تدعيه يكون حجة عليكِ، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، دققوا الآن؛ وما وجدت من حسنة فانشريها، وما وجدت من سيئة فاستريها.
أثنى النبي الكريم على المرأة الستيرة، التي لا تفضح زوجها، البيت له أسرار، البطولة أتمنى عليكم جميعاً أسرار البيت ينبغي ألا تخرج إلى بيت آخر، ولو كان بيت الوالدين، أسرار البيت بين الزوجين.

عقد الزواج أقدس عقد على الإطلاق في حياة المسلمين :

 بالمناسبة: أقدس عقد على الإطلاق في حياة المسلمين عقد الزواج، والدليل:

﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً ﴾

[ سورة النساء:21]

 أقدس عقد على الإطلاق عقد الزواج.
 فهذا شريح القاضي أثنى على دينها وعلى صلاتها، قامت وخطبت: أما بعد، أنه أنت خطبتني، هو قال لها: لقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكون لك ذخراً وأجراً، وإن تدعيه يكون حجة عليكِ، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما وجدت من حسنة فانشريها، وما وجدت من سيئة فاستريها، قالت: كيف نزور أهلي وأهلك؟ قال: نزورهم غباً، مع انقطاع بين الحين والحين، لئلا يملون.
 وفي الحديث الشريف:

((زر غبا تزدد حبا))

[ابن حبان في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين]

 قالت: من مِنَ الجيران تحب أن أسمح لهن بدخول بيتك؟ ومن تكره؟ قال: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان غير ذلك.
 ومضى عليّ عشرون عاماً لم أجد ما يعكر صفائي إلا ليلة واحدة كنت فيها أنا الظالم.

إكرام النساء :

 الآن كلمة من القلب للقلب، إذا كان بالبيت مودة بالغة، ومحبة بالغة، أساسها تطبيق المنهج، غض البصر، ضبط الشاشة، ضبط الانترنيت، ضبط السهرات، لا يوجد اختلاط،ـ الله عز وجل يلقي محبة الزوجة في قلب الزوج، ويلقي محبة الزوج في قلب الزوجة.
 السيدة عائشة سألت النبي الكريم: كيف حبك لي؟ قال: كعقدة الحبل، صار هناك شيفرة بينهما، تسأله من حين لآخر: كيف العقدة؟ يقول لها: على حالها.
 أنا أتمنى المزح في الطلاق خطأ كبير، لأن الزواج أقدس عقد، الطلاق يهز أركان الزوجة، أعرف شخصاً يهدد زوجته بالطلاق مدة ثلاثين سنة، عاش أشقى زوج، قلت له كلمة: إما أن تطلقها أو تسكت، هذا التهديد بالطلاق سلوك سيئ جداً، هذه أم أولادك، هذه زوجتك تحتاج إلى استقرار، إلى طمأنينة، لذلك:

(( أكرموا النساء ))

 هذا كلام النبي:

(( ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم، ويغلبهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غلباً))

 حفظ الله لكم إيمانكم جميعاً، وأهلكم، وأولادكم، ومن يلوذ بكم، وصحتكم، وآخر دعوة واستقرار بلادكم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور