وضع داكن
26-04-2024
Logo
طريق الهدى - الحلقة : 27 - أسباب ضعف الإيمان5 - طول الأمل.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام، وكفى بها نعمة، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أيها الإخوة المستمعون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرحب بكم، ويسرني أن أرحب كذلك بفضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي معنا في هذا البرنامج، أهلاً ومرحباً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 الأستاذ:
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 المذيع:
 فضيلة الشيخ، نتابع وإياكم استعراض بعض أسباب ضعف الإيمان، ونتحدث عن حالة تعتري بعض الناس، ألا وهي طول الأمل أو الأمل بالأمد الطويل في الحياة الدنيا ربما أتوب بعد حين، أو أمامي الوقت الكافي أن أنتهج منهج الله سبحانه وتعالى هذا سبب من أسباب ضعف الإيمان.
 حينما يخطط الإنسان لعمر مديد، ولا يضمن هذا العمر ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام: أنه من عد غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت.
 الموت يأتي بغتةً، والقبر صندوق العمل، من هو المتأمل ؟ الذي ينسى الموت، ويغفل عن المغادرة، ويضع كل ثقله في الحياة الدنيا، هو يحلم، ويخطط لعشرين عاماً قادمة، والله الذي لا إله هو التقيت مع رجل ـ والقصة قديمة جداً ـ أنبأني عن طموحاته، سيغادر بلده إلى بلد في شمال إفريقيا، سيعمل مدرساً، وقال لي بالحرف الواحد: لن آتي إلى الشام قبل خمس سنوات، سأمضي صيفاً في أسبانيا، وصيفاً في بريطانيا، وصيفاً في إيطاليا، أطلع على تراثهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وحضارتهم، ومتاحفهم، وأعود إلى الشام بعد خمس سنوات، سوف أنشئ محلاً أبيع فيه التحف، وسوف يكبر أولادي، وسوف أجعل من هذا المحل منتدىً لي، وحدثني حديثاً طويلاً جداً، كأنه يخطط إلى عشرين سنة قادمة، هو يعمل في التدريس، كنت عنده في غرفته، وضيفني، وغادرت غرفته إلى درسي، وذهبت إلى البيت ظهراً، وعدت مساءً إلى المدرسة، وفي طريق العودة إلى البيت في اليوم نفسه فوجئت بنعوته، سبحان الله.
 في اليوم نفسه فوجئت بنعوته قد ألصقت على الجدران، هذا يخطط للدنيا فقط، ولم ينتبه أن الموت يأتي فجأةً، وأن كل إنسان معرض لمغادرة الدنيا بلا سبب أحياناً، والآن كثر موت الفجاءة كثرةً تلفت النظر، فجأةً يغيب عن النظر، سكتةً قلبية، أو سكتةٍ دماغية، أو احتشاء في القلب، أو إلى ذلك، أو حادث، فما دام الموت يأتي بغتةً فلابد من أن أستعد له، قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)﴾

[ سورة آل عمران: الآية102]

 فهذا الذي يفكر لثلاثين سنة قادمة مخطئ، النبي عليه الصلاة والسلام، وهو سيد المربين، وإمام المعلمين علم أصحابه، وكان على أرض رملية، وبيده قضيب، فرسم مستطيلاً، وجعل هذا المستطيل عمر الإنسان، ورسم خطاً من داخل المستطيل، ومدده إلى خارج المستطيل لمسافة طويلة جداً، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

(( خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ فِي وَسَطِ الْخَطِّ خَطًّا، وَخَطَّ خَارِجًا مِنْ الْخَطِّ خَطًّا، وَحَوْلَ الَّذِي فِي الْوَسَطِ خُطُوطًا، فَقَالَ: هَذَا ابْنُ آدَمَ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ الْإِنْسَانُ، وَهَذِهِ الْخُطُوطُ عُرُوضُهُ، إِنْ نَجَا مِنْ هَذَا يَنْهَشُهُ هَذَا، وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الْأَمَلُ ))

[الترمذي]

 كل واحد بذهنه أنه سيعيش إلى سنة متأخرة جداً، وسيفعل، وسيترك، وسيبني بيتاً، وسيذهب، ويسافر، ويأتي بالأموال، وقد يكون أجله قد دنا وهو لا يشعر، هذا شأن المؤمن ضعيف الإيمان، أما المؤمن فهو دائماً مستعد للقاء الله، يطبق قوله تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)﴾

 

[ سورة آل عمران: الآية102]

 قال علماء التفسير: حق التقوى: أن تطيعه فلا تعصيه، وأن تذكره فلا تنساه، وأن تشكره فلا تكفره.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)﴾

 

[ سورة آل عمران: الآية102]

 إذاً احرصوا يا عبادي على أن يأتيكم الموت وأنتم في طاعةٍ تامة لله عز وجل.
 فطول الأمل يتناقض مع الإعداد للموت، والقصص ـ والله ـ حول أناس وضعوا كل ثقلهم في الدنيا، وتأملوا فيها أملاً مرضياً، وكيف فاجأهم الموت في أصعب الأوقات، وفي أحرج الأوقات، وفي وقت غير متوقع.
 طول الأمل يسبب الغفلة عن الله عز وجل، والغفلة عن الله وراء كل معصية.
 أذكر أن إنساناً يقود مركبته، فجأةً شعر بأزمة قلبية، وانكب على المقود، وزوجته إلى جانبه تصرخ، ومن غرائب الصدف أن صديقه وراءه في مركبةٍ أخرى، فخرج من مركبته، وحمل صديقه إلى المستشفى، ودخل في العناية المشددة، بعد أن صحا بعد يومين طلب آلة تسجيل، وشريط كاسيت، وقال: المحل الفلاني ليس لي، هو لأخي، والمكان الفلاني، والأرض الفلانية، شعر بدنو أجله، فبيّن أن كل الأموال التي اغتصبها في أثناء صحته في شريط، ولكن بعد أيام ذهبت هذه الجلطة، وتميع دمه، وشعر بنشاط شديد، فطلب الشريط، وكسره، وعاد إلى سابق عهده، بعد ثمانية أشهر بالضبط جاءت القاضية.
 تأمل في الحياة أنه لا يوجد شيء، لماذا أعيد هذه الأموال إلى أصحابها ؟ أتمتع بها، وآخذ من ريعها، فالله عز وجل جعل الأزمة الأولى إنذارًا مبكرًا، فلما لم يرعوِ جاءته القاضية التي أنهت حياته.
 الأمل مذموم عند الله، أما حينما آمل أن يرحمني الله فهذا محمود، هذا رجاء، أنا أرجو الجنة، أرجو السلامة، أرجو أن أرزق رزقاً حلالاً طيباً، أرجو زوجةً صالحة، أرجو أن يسخر الله لي شيئاً لأعمل عملاً صالحاً من خلاله، أرجو أن يجري الله على يدي خير الأعمال، هذا كله رجاء، وهذا مطلوب، أما حينما أضع كل ثقلي في دنيا عريضة، في دنيا غنية، في دنيا فيها شهوات، وفيها انحرافات، وأنسى الموت، وأنسى المغادرة فأنا في حالة مرَضية، وأنا بهذه الحالة غافل عن حقيقة الإنسان، وهو بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه، وأجمل ما قال بعض الشعراء في هذا المعنى:

 

ما مضى فات والمؤمل غيب  ولك الساعة التي أنت فيها

 ما مضى فات، لا جدوى من الحديث عن الماضي، والمؤمل غيب، لا تملكه، لكنك لا تملك إلا الساعة التي أنت فيها، وهناك بعض من يفصل في هذا الموضوع، أنت بين يوم مفقود هو الماضي، ويوم مشهود وهو الحاضر، ويوم مورود وهو الموت، ويوم موعود وهو يوم القيامة، ويوم ممدود في جنة أو في النار، هذا الإنسان أمام خمسة أيام، أخطر هذه الأيام على الإطلاق اليوم المشهود، والأيام القادمة يحددها اليوم المشهود، والبطولة لا في شباب العمر، بل في خريف العمر، لو أن الإنسان أمضى شبابه في طاعة الله أورثه الله خريف عمر متألقًا، لأن من أطاع الله حفظه، احفظ الله يحفظك، يا بني، حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً.
 الأمل المقصود منه أن أحلم بدنيا عريضة، وأن أغفل بهذا الحلم الممتع عن الموت، وعن عواقب الموت، وعن ما بعد الموت، وعن طاعة الله، وعن مصير الإنسان في جنة أو في نار، هذا هو الأمل الذي نحذر منه الإخوة الكرام المستمعين.
 وهذا سبب من أسباب ضعف الإيمان، وبالتالي سبب من أسباب قسوة القلب عندما يتذكر المرء الموت، وما يؤول إليه مصيره يرق قلبه، لله سبحانه وتعالى ولمنهج الله سبحانه وتعالى، قسوة القلب سبب آخر من أسباب ضعف الإيمان.
 هي سبب ومظهر في وقت واحد، لأن الإنسان بين رجلين، إما أنه متصل بالله، أو أنه مقطوع عنه، ولا حالة ثالثة لهذا، فالموصول يشتق رحمة في قلبه من الله، فيلين للناس، وتنعكس الرحمة ليناً، وينعكس اللين التفافاً حول الإنسان، أما إذا كان الإنسان مقطوعاً عن الله يقسو قلبه، والقسوة تنعكس غلظة وفظاظةً، وتنعكس الغلظة انفضاضاً عنه، وكأنها معادلة رياضية، قال تعالى:

 

 

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ﴾

 

[ سورة آل عمران: الآية 159]

 فالتفوا حولك.

 

﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾

 

[ سورة آل عمران: الآية 159]

 هذا عن الأمل، لكن هناك شيء يرافق الأمل، وهو من أسباب ضعف الإيمان، الإنسان حينما يكثر من متع الحياة، ويفرط في تناولها، مِن طعام وشراب ولباس فوق الحد المعقول، وفوق الحد المقبول، وفوق الحد المتوازن، وفوق الحد المعتدل، والوسط، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ ))

[ البخاري، الترمذي، ابن ماجه ]

 هو عندما يكون عبداً لهذه الشهوات انتهى عند الله، وسقط في عين الله، ولأن يسقط الإنسان من السماء إلى الأرض فتحطَّمَ أضلاعه أهون من أن يسقط من عين الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم سماه تعيسًا شقيًّا، لأنه عبد لبطنه، وعبد لفرجه، وعبد لمظهره، وعبد لدرهمه وديناره.
 والشيء الدقيق في هذا الموضوع أن بعض الأدباء وصف صديقه فقال: كان لي صديق، كان مِن أعظم الناس في عيني، وكان رأس ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينيه، فكان خارجاً عن سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان خارجاً عن سلطان الجهالة، فلا يتكلم بما لا يعلم، ولا يماري فيما علم، وكان أكثر دهره صامتاً، فإذا تكلم بزّ القائلين، وكان يرى ضعيفاً مستضعفاً، فإذا جد الجد فهو الليث عادياً.
 فعليك بهذه الأخلاق كما يقول الكاتب، فإن لم تحصلها فخذ بعضها، فإن أخذ القليل خير من ترك الكثير.
 هذه معانٍ دقيقة وجميلة لهذه الحالة، إذاً ينبغي أن أكون معتدلاً حتى في طعامي، قال تعالى:

 

﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا﴾

 

[ سورة الأعراف: الآية 31]

 لو أن الله قال: لا تسرفوا في الأكل والشرب لانصرف الإسراف إلى الطعام والشراب، فقط أما حينما قال الله عز وجل وكلوا واشربوا ولا تسرفوا جاءت متأخرة عنها، إذاً هي مطلقة في كل شيء، حتى في المتع المباحة، الإسراف بها له مضاعفات لا ترضي صاحبها، والحقيقة أن الاعتدال وراء كل توازن، والمبالغة في الشيء وراء كل تطرف، ينبغي ألاّ يسرف، لكن العلماء صرفوا الإسراف في المباحات أما التبذير ففي المعاصي، قال تعالى:

 

﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (27)﴾

 

[ سورة الإسراء: الآية 27]

 فالذي يسرف في المباحات مسرف أما الذي يبالغ في المعاصي والآثام مبذر، هناك فرق بينهما.
 قسوة القلب تأتي من المبالغة في الشهوات، ومباشرة هذه الشهوات من مأكل ومشرب وملبس وزينة، فمن أكل كثيراً شرب كثيراً، ونام كثيراً، وفاته خير كثير، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا

(( كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ قَالَتْ: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ، فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ ))

[أبو داود]

 أي لما ازداد وزنها سبقها.
 معنى هذا أنه كان محافظاً على لياقته عليه الصلاة والسلام، وهذه بطولة أن تحافظ على لياقتك، وأن تأكل باعتدال، وأن تنام باعتدال، وأن تستمتع كي يتنشط جسمك على طاعة الله أيضاً، وتكون يقظ الفكر.
 بل إن الإنسان حينما يجعل همه التنعم بالحياة يكون قد خالف منهج الله عز وجل، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ:

(( إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ، فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ ))

[أحمد]

 قد ينعم الله عليك، وقد يدخل على قلبك السرور، وقد يمتعك بالحياة الدنيا، أما حينما تجعلها أنت مبدأك، وتسعى لها وحدها فهذا هو الخطأ.
 حينما يمشي الإنسان في الصحراء يحتاج إلى واحة من حين إلى آخر، ماء ظل ظليل، كل واحد منا بحاجة إلى هذه الواحة كي تعينه على متابعة السفر، أما حينما أجعل همي التنعم، وأجعل همي الاستمتاع بمباهج الحياة الدنيا دون أن أعبأ بسر وجودي، وغاية وجودي، فهذا تطرف، إذاً المبالغة في الطعام والشراب المباحة نوع من الإسراف الذي نهى الله عنه.
 المذيع:
 هذه أسباب ضعف الإيمان فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، استعرضنا بعضها، وهي كثيرة لا تحصى، أرجعناها إلى بعض الخصائص.
 كما أنه سبق لنا أن استعرضنا بعضاً من مظاهر ضعف الإيمان، الآن نقترح أن نتناول علاجات هذا الضعف، إن شاء الله، وكيف نتخلص من ضعف الإيمان ؟ كيف تكون شخصية المؤمن المسلم قوية، معتزة بدينها، فخورة، متوازنة، هذا ما سنتناوله بإذن الله تعالى في سلسلة حواراتنا المقبلة إن شاء الله، أشكركم، وأشكر الإخوة المستمعين لحسن إصغائهم ومتابعتهم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور