الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيدنا محمد الصّادق الوعد الأمين.
اللّهمّ لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهمّ علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلماً، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام؛ مع الدرس الثاني من دروس سورة المائدة، الآية الأولى التي شُرح بعضها في الدرس السابق بتوفيق الله -عزَّ وجلَّ- هي قوله تعالى:
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ ٱلْأَنْعَٰمِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّى ٱلصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1)﴾
فالله -سبحانه وتعالى- الذي عقد لنا عقوداً وأمرنا أن نطبقها، والعقود كما تحدثت في درس سابق واسعة جداً منها عقود إيمانك بالله، وعقود طاعتك له، وعقود الأحكام الشرعية، هذه العقود ينبغي أن نفي بها، وذكرت لكم تفاصيل دقيقة حول هذه الآية، لكن الله -سبحانه وتعالى- هو الذي يُحِلّ لنا وهو الذي يحرم علينا، هو الخبير؛ هو الخبير بما يسعدنا والخبير بما يسلمنا من أخطار تتأتى من مخالفة تعليمات الصانع.
أنواع الأنعام التي أحلها وحرّمها الله-عزَّ وجلَّ-:
﴿بَهِيمَةُ ٱلْأَنْعَٰمِ﴾ الإبل والبقر والغنم والماعز، هذه الأنعام أحلت لنا لكن فضلاً عن أنها أحلت لنا هي مذللة، لو أحل لك لحم الضبع مثلاً غير مذلل، لكن في أصل تركيب هذه الأنعام أنها مذللة، وهناك حالات استثنائية قد تمرض بعض هذه الأنعام فتجن كما هو جنون البقر، حدثني أخ كريم أن بقرة عند صديق له أصابها الجنون فقتلت رجلين وكادت تقتل الثالث، أطلق عليها النار وأنهى حياتها، إذاً حينما ترى بقرة مذللة، حينما ترى غنمة مذللة، شاة مذللة، بعيراً مذللاً، قد لا ننتبه أن التذليل نعمة أخرى غير أن الله سخرها لنا، سخرها لنا وذللها لنا، أما العقرب صغير غير مذلل لدغته قاتلة، والأفعى صغيرة غير مذللة لكن لدغتها قاتلة، إذاً هذا التناسب بين الحِل وبين التذليل ﴿أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ ٱلْأَنْعَٰمِ﴾ أي الأنعام ليست مكلفة، هذه الأمور مبهمة عليها ونحن لا نفقه مرادها لكن نرى أنها تأكل الحشيش فنطعمها الحشيش، الأمور مبهمة عليها لأنها غير مكلفة، لم يعطها الله قوة إدراكية، أما الإنسان فمكلف بحمل الأمانة، مكلف أن يعرف الله -عزَّ وجلَّ- أعطاه الله قوة إدراكية، بينما الأنعام ليست مكلفة، إنما اختارت ألا تقع في معصية وأن تملأ حياتها هذه الشهوات التي أودعت بها، فالأنعام غير مكلفة ومذللة ومسخرة للإنسان ولحمها حلال؛ لأن لحمها متوافق مع حاجة الإنسان.
﴿إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ﴾ الله -عزَّ وجلَّ- حرم علينا الدم والميتة ولحم الخنزير وما كان في حكم الميتة؛ المتردية والموقوذة والنطيحة وما أكل السبع، فهذا الذي تلاه الله علينا محرم: ﴿أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ ٱلْأَنْعَٰمِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّى ٱلصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ﴾ لكن الإنسان إذا كان مُحرماً، هذا المكان مكان مقدس هو بيت المنعم؛ لذلك إما أن تكون مع المنعم وإما أن تكون مع النعم، مُنعت منك بعض النعم لتكون مع المنعم، فمحرّم عليك وأنت مّحرِم أن تلبس مخيطاً، أو أن تقص شعرك، أو أن تتعطر، ومحرم عليك أن تصطاد فكل من في الحرم يجب أن يكون آمناً.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ﴾ نحن عبيد لله -عزَّ وجلَّ-، والله -عزَّ وجلَّ- هو الخالق، وهو الآمر وهو الناهي، والأمر بيده، وهو الذي يعلم، وهو الذي يحكم ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ﴾
ما المقصود بشعائر الله وكيفية تعظيمها؟
أيها الإخوة، لكن الوقفة المتأنية التي ينبغي أن نقفها هي وقفة مع الآية الثانية:
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلَا ٱلْهَدْىَ وَلَا ٱلْقَلَٰٓئِدَ وَلَآ ءَآمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَٰنًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ ۘ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ (2)﴾
1- شعائر الله ما يدل على الله بالمعنى الواسع،
مثلاً: هذا الوطن له علم فهذا العلم من شعائر الوطن، له نسر هذا النسر من شعائر الوطن، له اسم، له عاصمة، له نظام هذه كلها من علامات هذا الوطن، للتقريب: الدين القرآن من شعائر الله، الصلاة من شعائر الله، الصيام من شعائر الله، الحج من شعائر الله، كل شيء يدل على هذا الدين العظيم وعلى خالقنا العظيم من شعائر الله، فتعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، والاستخفاف بشعائر الله من أكبر العيوب في إيمان المؤمنين؛ لذلك ومن يعظم الله يعظم شعائره، ومن يستخف بشعائر الله ففي إيمانه خلل خطير،
﴿لَا تُحِلُّواْ﴾ لا تستخفوا، هناك شيء يُستخف به، هناك شيء يعظم،
كلما عرفت من هو الآمر تعظّم أمره، وكلما ضعفت معرفتك بالآمر تستخف بأمره، فتعظيم الأمر وعدم تعظيمه يتأتى من تعظيم الآمر أو عدم تعظيمه،
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ﴾ إذاً الكلمة الأولى تعني كل شيء يدل على الله هو من شعائر الله، المصحف من شعائر الله، بيت الله الحرام من شعائر الله، المسجد من شعائر الله، الأذان من شعائر الله، والله أنا دائماً -والفضل لله- لو كنت في درس وشرع المؤذن في الأذان أسكت إلى أن ينتهي الأذان تعظيماً لهذه الشعيرة، فالأذان من شعائر الله، والصلاة من شعائر الله، الصيام من شعائر الله، الحج من شعائر الله، النطق بالشهادتين من شعائر الله، المسجد من شعائر الله، القرآن من شعائر الله، كل شيء يدل على أن هذا الإنسان مسلم هو من شعائر الله:
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ﴾ ﴿ لَا تُحِلُّواْ﴾ بمعنى لا تستهينوا، لا تستخفوا، لا تهملوا:
﴿ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ ﴾ بدليل أن الله -عزَّ وجلَّ- يقول:
﴿ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ (32)﴾
2-لكن الذي اشتهر أن الشعائر تعني مناسك الحج،
الإحرام أن تُحرم، أن تخلع المخيط وأن ترتدي ثوباً غير مخيط وغير مُحيط، وأن تمتنع عن التطيب، أن تمتنع عن قص الشعر، أن تمتنع عن قص الأظافر، أن تأتي بيت الله الحرام، أن تطوف حول البيت، أن تسعى بين الصفا والمروة، أن تقف في عرفات، أن تقف عند المشعر الحرام، أن تجلس في مِنى أياماً ثلاثة، أن ترمي الجمار؛ هذه كلها من شعائر الله، فشعائر الله لها معنى واسع؛ أن كل شيء يدل على الله هو من شعائر الله، ولها معنى ضيق هي مناسك الحج:
﴿لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ﴾ لا تستخفوا بهذه الشعائر، بل وأنت في هذه الشعائر ينبغي أن تكون لك مشاعر، فلا معنى لأداء الشعائر إن لم تكن لك فيها مشاعر، فالوقوف في عرفة هو مناجاة، والطواف حول الكعبة هناك شعور خاص بها، والسعي بين الصفا والمروة.
بالمناسبة أيها الإخوة، حكمة الحج أن كل المسلمين على اختلاف مراتبهم وأعراقهم وأنسابهم ومراتبهم الاجتماعية، أو مراتبهم المالية، أو مراتبهم الإدارية كلهم من دون استثناء يجب أن يخلعوا ثيابهم؛ لأن ثيابهم تشير بشكل أو بآخر إلى مرتبتهم، أو إلى غناهم، أو إلى مكانتهم، فليس في الحرم دنيا، الناس سواسية كأسنان المشط، وليس هناك طواف خاص بالسلك الدبلوماسي، وطواف خاص مع عامة المسلمين، ولا يوجد مسعى للمهمات ومسعى لبقية المسلمين، لو جاء ملك يجب أن يطوف مع المسلمين وأن يسعى مع المسلمين، في هذه الشعائر تتوحد المشاعر وتُزال كل الفروق بين الطبقات، لا فرق بين أمير وخفير، ولا بين قوي وضعيف، ولا بين رجل من أدنى سلم اجتماعي ورجل في أعلى سلم اجتماعي.
1- أيها الإخوة؛ هذا البيت الحرام ومعه الحرم -ما يحيط بالبيت- هذا مكان مقدس بمعنى أن الله اتخذه بيتاً له، فالله -عزَّ وجلَّ- خلق العباد كلها سواسية كأسنان المشط لا يقبل تمايزاً في بيته.
2- شيء آخر: أرادك أن تبتعد عن النعم لتقترب من المنعم، لو أنك غارق في النعم لابتعدت عن المنعم، الشيء الثاني.
3-- الشيء الثالث: أرادك أن تكون مع كل الخلق على صلة واحدة، أنت في بلدك هناك جندي غر وهناك لواء لا يستطيع أن يصل إليه فهناك حواجز، أرادك في بيته الحرام أن تكون أنت وبقية الخلق سواء، بل أرادك أن تصطلح مع كل المخلوقات، لا تستطيع في الحرم أن تصيد شيئاً فالصيد محرَّم في الحرم، إما محرَّم وأنت محرِم، أو محرَّم في أرض الحرم؛ أي أرض الحرم أوسع، أيُّ إنسان محرِماً كان أو غير محرِم مُحَرَّم عليه أن يصيد في الحرم، إذاً أنت اصطلحت مع حيوانات الحرم -لا صيد-، واصطلحت مع نباتات الحرم لا يمكن أن تقطع نباتاً، بل اصطلحت مع أحجار الحرم أرادك الله أن تقبل الحجر الأسود، وقد قيل: الحيوان في خدمة الإنسان، والنبات في خدمة الحيوان، والجماد في خدمة النبات، فأقل شيء بعيد عن خدمتك هو الحجر، أرادك أن تقبّله مرةً وأن ترجمه مرةً، في رمي الجمار ترجم حجراً، وحول المسعى تقبل حجراً، إذاً ليست القدسية في الحجر ولكن لرب الحجر، أمرك أن تقبّل هنا وأن ترجم هنا، إذاً الحج صلح مع الله، وصلح مع الناس جميعاً، وصلح مع كل مخلوقات الله -عزَّ وجلَّ- من جماد إلى نبات إلى حيوان، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ﴾ لا تستخفوا بها، وعلامة إيمان المؤمن أن أمر الله عنده كبير، وأن المؤمن يغضب لله ويرضى لله، ويعطي لله ويمنع لله.
الحكمة من تحريم القتال في الأشهر الحرم:
﴿وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ﴾ خالق البشر أعلم بطبيعة النفوس، الإنسان حينما يدخل في حرب مع إنسان آخر يفور الدم بينهما ولا أحد مستعد أن يوقف القتال، وقد يدمّر الاثنان بعضهما بعضاً، وقد تأتي الحرب على الأخضر واليابس، وقد تفني الملايين والحرب لا تقف، شاءت حكمة الله أن يجعل في شرعه العظيم -لكنه الآن غير مطبق- أن يجعل أشهراً حُرماً، الأشهر الحرم: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب؛ أربعة أشهر، هذه الأشهر القتال مستعر، دخلنا في الشهر الحرام لا قتال فيه حفاظاً على كرامة الطرفين، فشاءت حكمة الله أن كل قتال دخل في شهر حرام ينبغي أن يقف، وهذا الوقوف لا يخدش كرامة واحد من الطرفين، لا القوي ولا الضعيف، فإذا دخل هذا الشهر أو هذه الأشهر شعر الناس بقيمة السلام، فحافظوا عليه وكأن الله الذي خلق الإنسان وخلق جِبلّته هو الذي شرع له أن يوقف أي قتال في الأشهر الحرم، لكن العرب في الجاهلية كانوا إذا دخلوا في قتال يغيرون الشهر الحرام حتى يتم النصر، فقال الله -عزَّ وجلَّ-:
﴿ إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَٰتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ۚ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ (36)﴾
فالذي لا يعبأ بهذا الأمر الدقيق يغير في مواقيت هذه الأشهر تبعاً لمصلحتهم، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ﴾ أي حينما قال الله -عزَّ وجلَّ-:
﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنۢ بَغَتْ إِحْدَىٰهُمَا عَلَى ٱلْأُخْرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِى تَبْغِى حَتَّىٰ تَفِىٓءَ إِلَىٰٓ أَمْرِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوٓاْ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ (9)﴾
هذا أيضاً تشريع، لو أن بلدين مسلمَين تقاتلا -كما جرى- بدلاً من أن يأتي الطرف الآخر فيأكلنا جميعاً ويأخذ كل ثرواتنا، ينبغي نحن أن نصلح بينهما، ﴿فَإِنۢ بَغَتْ إِحْدَىٰهُمَا عَلَى ٱلْأُخْرَىٰ﴾ قاتلنا جميعاً التي تبغي ﴿حَتَّىٰ تَفِىٓءَ إِلَىٰٓ أَمْرِ ٱللَّهِ﴾ ، المشكلة يجب أن تُحل بين المسلمين لا بين الإسلام والطرف الآخر، هذا تشريع الله -عزَّ وجلَّ- لكنه غير مطبق، فما أروع الأشهر الحرم! يقف القتال، كم حرب أهلية استمرت عشر سنوات وحرقت كل شيء، حرب أخرى بين بلدين مسلمَين استمرت ثماني سنوات، مليونا قتيل، لو طبقوا الأشهر الحرم وقف القتال، ثلاثة أشهر شعر الناس بالسلم، حافظوا عليه، حُقنت الدماء لا غالب ولا مغلوب، القوي لا يستطيع أن يتجبر، والضعيف لا يُسحق، ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ ﴾ يوجد إشارات في القرآن الكريم قلما ننتبه إليها، حينما ركب ثمانية وثلاثون عالماً كبيراً بعد أن تخرجوا من أكاديميات عسكرية في بلد بعيد ركبوا جميعاً في طائرة واحدة والطائرة أُسقطت، ماذا ينبغي أن يفعلوا؟
﴿ وَقَالَ يَٰبَنِىَّ لَا تَدْخُلُواْ مِنۢ بَابٍۢ وَٰحِدٍۢ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَٰبٍۢ مُّتَفَرِّقَةٍۢ ۖ وَمَآ أُغْنِى عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَىْءٍ ۖ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ (67)﴾
ينبغي أن يأتي كل منهم برحلة، أما حينما تجمعوا برحلة واحدة فصيد ثمين، ثمانية وثلاثون عالماً تخصصوا في علوم عسكرية وهم مسلمون، إذاً سولت للطرف الآخر نفسه أن يُسقط هذه الطائرة، فقضية الأشهر الحرم قضية تشريع رائع، أولاً يحقن الدماء، ويحفظ كرامة المتخاصمين، ويقصّر أمد الحرب.
﴿لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلَا ٱلْهَدْىَ وَلَا ٱلْقَلَٰٓئِدَ﴾ الهدي جمع هدية، والحاج قد يقدم هدية إلى الله -عزَّ وجلَّ- هي هذا الكبش الذي يذبحه فهذا هدي، والهدي أنواع: هناك هدي تمتع، وهدي جزاء، وهدي قِران، إذا جمع الإنسان بين العمرة والحج عليه هدي قران (هدي شكر) ، وإذا جمع بين العمرة والحج وقد أتاه الله قوة وصحة واستمر محرماً من العمرة إلى الحج فعليه هدي شكر؛ هذا هدي القِران، وإذا تمتع فاعتمر أولاً ثم خلع ثياب الإحرام وتمتع كما يتمتع أي إنسان في بلده وفي اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم هذا متمتع عليه هدي جبر، هدي القران هدي شكر، وهدي التمتع هدي جبر، فإذا ارتكب مخالفة في الحج عليه هدي جزاء، وكل هذا الهدي هو هدية إلى الله -عزَّ وجلَّ-، والهدي جمع هدية، وهناك هدي آخر معلَّم؛ أي عليه قلادة أن هذا هدي لبيت الله الحرام قربة إلى الله عزَّ وجلَّ-، قال: هذا الهدي وتلك القلائد لا تستخفوا بها، لا تذبحوها قبل أن تتحللوا من حجكم، ﴿ وَلَآ ءَآمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَٰنًا﴾ ولا تمنعوا حجاجاً أرادوا أن يحجوا بيت الله الحرام، لا تمنعوا أناساً أرادوا أن يحجوا بيت الله الحرام تقرباً من الله -عزَّ وجلَّ-، ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلَا ٱلْهَدْىَ وَلَا ٱلْقَلَٰٓئِدَ وَلَآ ءَآمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَٰنًا﴾
الفرق بين رضوان الله وبين فضله:
إخواننا الكرام؛ كل الخلق ينالهم فضل الله لكن ما كل الخلق ينالهم رضوان الله، فرق كبير بين رضوان الله وبين فضله، الكافر يتمتع بفضل الله، أليس له قلب ينبض؟ أليس له عينان؟ أليس له جسم يتحرك؟ أليس له عقل يدرك؟ أليس له لسان ينطق؟ أليس أمامه طعام يأكله؟ هذا فضل الله -عزَّ وجلَّ-، لكن المؤمن وحده هو الذي يتمتع برضوان الله ﴿وَلَآ ءَآمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَٰنًا﴾ ، قد يذهب تاجر إلى هناك ويبيع الحجاج هذا جاءه نفع في الحج، هذا ابتغى فضل من الله لكن ما ابتغى رضواناً، أما الحاج المخلص يبتغي من الله فضلاً ورضواناً، إذاً لا تقف حجر عثرة أمام من أراد أن يحج بيت الله الحرام، ﴿وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ﴾ إذا انتهى الحج بالتحلل الأصغر أو الأكبر فاصطادوا.
لا يكمل إيمان المؤمن حتى يحب في الله ويبغض في الله:
﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ﴾ ، إخواننا الكرام قضية دقيقة جداً؛ أنت بإمكانك أن تُدرك لو نظرت إلى وردة جميلة تدرك أنها وردة، فإذا اقتربت منها تنفعل بجمالها، صار هناك إدراك أنها وردة ثم تأثرت بجمالها، لكن إذا مددت يدك لتقطعها وليست في حديقة دارك هذا عدوان، مسموح لك أن تدرك وأن تنفعل وغير مسموح لك أن تقوم بعمل عدواني، هذا مطبق في جميع الحالات، لك أن تنظر إلى شيء جميل، أن تدرك جمال هذا الشيء ثم أن تنفعل بهذا الجمال، لكن ليس لك أن تعتدي عليه، إلا مع المرأة مُنعت من المرحلة الأولى لأن المرأة إذا أدركت جمالها وانفعلت به تغيرت كيمياء دمك، وصار الطريق مغرياً إلى الوصول إليها، فقال الله -عزَّ وجلَّ-:
﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)﴾
فقط مع الطرف الآخر مع المرأة ممنوع أن تدرك وأن تنفعل إلا إذا أحل الله لك.
﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَٰفِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰٓ أَزْوَٰجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)﴾
إذاً مسموح لك أن تدرك، مسموح لك أن تنفعل، ممنوع أن تعتدي، إلا مع المرأة ممنوع أن تدرك، ممنوع أن تنفعل، ممنوع أن تفعل شيئاً لا يرضي الله -عزَّ وجلَّ-، ما قيمة هذه المقدمة لهذه الآية؟ قال: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ﴾ يجرمنكم بمعنى يحملنّكم، والشنآن البغض الشديد، الإنسان من حقه أن يبغض كافراً، كل واحد منا هناك شخص يكونه وشخص يتمنى أن يكونه كمثَلِه الأعلى، وشخص يكره أن يكونه، إن كنت صادقاً تكره الكاذب، وإن كنت أميناً تكره الخائن، وإن كنت شجاعاً تكره الجبان، وإن كنت كريماً تكره البخيل، وإن كنت مؤمناً تكره الكافر شيء طبيعي، فالله -عزَّ وجلَّ- ما منعهم أن يبغضوا ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ﴾ ، من هم القوم الذين يبغضونهم المؤمنون (يبغضهم المؤمنون) ؟ لا يمكن أن يكون هناك فاعلان لفاعل واحد، النحاة يأتون بمثل طريف؛ هل لك أن تقول: أكلوني البراغيث، صارت البراغيث فاعلاً والواو فاعلاً، يجب أن تقول: أكلتني البراغيث، لا أكلوني البراغيث، فلا يجوز أن يكون هناك فاعلان للفعل، إذاً سمح الله لك أن تبغض لكن هذا البغض في الله، لا يكمل إيمان المؤمن حتى يحب في الله ويبغض في الله، ويعطي لله ويمنع لله، ويصل لله ويقطع لله، سمح الله لك أن تبغض إنساناً خائناً، إنساناً خسيساً، إنساناً قذراً، إنساناً دنيئاً، إنساناً متلاعباً، إنساناً مختالاً متكبراً، قاسي القلب بطاشاً ليس له عهد؛ طبيعي جداً، لكن أنت منهي عن أن يحملك هذا البغض على أن تعتدي عليه، سيدنا عمر هناك رجل قتل أخاه زيد بن الخطاب، ثم أسلم قاتل أخيه، قال له: أتحبني؟ قال له: والله لا أحبك، قال له: هل يمنعك بغضك لي من أن تعطيني حقي، قال: لا والله، بغضي لك لا يمكن أن يمنع عنك حقك، قال: إذاً إنما يأسف على الحب النساء، هنا ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ﴾ أي لا يحملنكم ﴿شَنَـَٔانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ﴾ لذلك لك أن تدرك أن هذا عدو، ولك أن تبغض لكن ليس لك أن تعتدي، هذه الآية تذكرنا بآية ثانية:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)﴾
اعدل مع هذا الذي تبغضه فلعل عدلك يقرّبه إلى الله، ولعل عدلك يقرّبه إليك فيسلم، أي لو فهم الصحابة الكرام الإسلام كما نفهمه نحن؛ صلوات، مساجد، كلام، مكتبات، مؤتمرات، لكن ليس هناك استقامة، ليس هناك التزام، والله ما خرج الإسلام من مكة، لأنه وصل إلى أطراف الدنيا عندما كان إسلام قيم، وإسلام مبادئ، عندما أسلم على يدي سيدنا عمر ملك الغساسنة جبلة بن الأيهم، وهذا الملك في أثناء الطواف حول البيت داس بدوي طرف إزاره فانخلع الإزار من كتفيه، فغضب والتفت إلى هذا البدوي وضربه ضربة هشمت أنفه، لم يجد هذا البدوي من يشتكي إليه إلا عمر، فجاء لعمر وشكا ملك الغساسنة، تصور أحدهما في قمة المجتمع ملك، والآخر في الدرجة الدنيا من المجتمع! لكن هذا هو الإسلام، فاستدعي هذا الملك -وهناك من صاغها شعراً -:
أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح؟
فقال جبلة: لست ممن ينكر شيئًا أنا أدبت الفتى أدركت حقي بيديّ.
قال: أرضِ الفتى لابد من إرضائه، مازال ظفرك عالقاً بدمائه، أو يهشمن الآن أنفك وتنال ما فعلته كفك.
قال: كيف ذاك يا أمير المؤمنين؟ هو سوقة- من عامة الناس، ألا يقول لك الشارع العربي: هذا من الشارع -، وأنا عرش وتاج -قمم- كيف ترضى أن يخرَّ النجم أرضًا؟
فقال له: نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها، أقمنا فوقها صرحاً جديداً وتساوى الناس لدينا أحراراً وعبيداً.
قال جبلة: كان وهماً ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى وأعز، أنا مرتد إذا أكرهتني.
قال له: عنق المرتد بالسيف تحز، عالم نبنيه كل صدع فيه بشبا السيف يداوى، وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى.
سليمان العيسى
هذا هو الإسلام، سيدنا بلال اشتراه الصديق من سيده، قال له سيده: والله لو دفعتَ به درهماً لبعتكه -لا قيمة له عندي-، فقال الصديق لسيد بلال: والله لو طلبت به مئة ألف لأعطيتكها، هذا أخي في الله، وضع يده تحت إبط بلال وقال: هذا أخي في الله، وكان الصحابة الكرام إذا ذكروا الصديق قالوا: "هو سيدنا، وأعتق سيدنا"، هذا الإسلام، الإسلام فيه عدل.
(( أنَّ قُرَيْشًا أهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتي سَرَقَتْ، فَقالوا: ومَن يُكَلِّمُ فِيهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقالوا: ومَن يَجْتَرِئُ عليه إلَّا أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قالَ: إنَّما أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقَامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا. ))
[ صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين ]
سأل سيدنا عمر: لمن هذه الإبل؟ إبل سمينة، قالوا: هي لابنك عبد الله، قال: ائتوني به، وكان غاضباً، فلما رآه غاضباً قال له: ماذا فعلت يا أبتِ هي إبل اشتريتها بمالي، وبعثت بها إلى المرعى لتسمن، فماذا فعلت؟ قال له: ويقول الناس: ارعوا هذه الإبل فهي لابن أمير المؤمنين، اسقوا هذه الإبل فهي لابن أمير المؤمنين، وهكذا تسمن إبلك يا ابن أمير المؤمنين، تعلم لماذا سمنت إبلك؟ لأنك ابني، بع هذه الإبل، وخذ رأس مالك ورد الباقي لبيت مال المسلمين، هذا هو الإسلام، والله الذي لا إله إلا هو لو طُبّق هذا الدين - ماذا أقول لكم؟!- هؤلاء الطغاة لكانوا تحت أقدامنا، والله تحت أقدامنا، الأمر ليس كذلك الآن، لهم علينا ألف سبيل وسبيل، هان أمر الله علينا فهُنا على الله.
﴿ ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوٓاْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَٰفِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوٓاْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۚ فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَٰفِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)﴾
لهم علينا ألف سبيل وسبيل، ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا﴾ ، أما الآية التي أحرص عليها حرصاً شديداً ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ ، إن شاء الله في درس قادم نُمضي الدرس في هذه الآية التي نحن الآن في أمس الحاجة إليها.
الملف مدقق