وضع داكن
26-04-2024
Logo
رمضان 1435 - خواطر إيمانية - الدرس : 07 - الحديث الشريف - وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .

على الإنسان اتهام نفسه بالتقصير ليتلافى النقص :

يجب على المؤمن أن يتهم نفسه بالتقصير كي يتلافى النقص
أيها الأخوة الكرام ، الحديث اليوم ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث القدسية يقول :

(( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ))

[ابن حبان عن أبي هريرة ]

أي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين ، الحقيقة أن الإنسان عندما يتهم نفسه بالتقصير ، وقد أكد ذلك بعض التابعين الذي التقى بأربعين صحابياً قال : ما منهم واحد إلا وهو يظن نفسه منافقاً من شدة خوفه من الله ، فالإنسان أحياناً يقلق أنا أسميه قلقاً مقدساً أن تخشى ألا تكون كما ينبغي ، أن تتابع أمورك ، أن تفحص نواياك ، أن تفحص نفسك ، أما في سذاجة بلهاء أنا مؤمن والحمد لله وإيماني أقوى منك ، وأحياناً يفوته فروض صلاة كثيرة !! فلذلك الإنسان يجب أن يكون متهماً لنفسه بالتقصير حتى يتلافى النقص .

 

نقطتا الضعف في أصل خلق الإنسان لصالحه :

على كلّ هذا الحديث حديث قدسي جاءت آية تفصل ذلك يقول الله عز وجل : الإنسان هلوع في أصل خلقته

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾

[ سورة المعارج : 19]

وحيثما وردت كلمة الإنسان معرفة بأل تعني الإنسان قبل أن يعرف الله :

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 1-2]

فإن الإنسان أي إنسان قبل أن يؤمن خلق هلوعاً هذا الهلع في أصل خلقته ، لحكمة بالغة بالغة بالغة :

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾

[ سورة المعارج : 19]

ما معنى

﴿ هَلُوعاً ﴾

؟ قال :

﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾

[ سورة المعارج : 20-21]

من لا يخاف لا يتوب فالخوف مدعاة للتوبة
الحقيقة هاتان النقطتان ، نقطتا الضعف في أصل خلق الإنسان لصالحه ، كيف ؟ أحياناً هناك حواسيب صناعية ثمنها بالملايين لكن أثناء التوصيل الكهربائي ضمن الجهاز يوجد نقطة ضعف يسمونها فيوز ، فإذا جاء التيار فوق المئتين والثلاثين هذه الوصلة تسيح فينقطع التيار ، هذه نقطة الضعف في أصل هذا الحاسوب لصالحه ، والإنسان إذا كان لا يخاف لن يتوب ، إذا كان لا يخاف لا يستقيم ، إذا كان لا يخاف لا يتعظ ، الله عز وجل أودع في الإنسان الخوف هذا معنى قوله تعالى :

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾

[ سورة الشمس:7-8]

لو خدع الإنسان الناس لكن لا يمكن أن يخدع نفسه لثانية واحدة
أي القرآن حمال أوجه لكن هناك معان فاسدة غير مقبولة لا يعقل أن الله يلهم عبده أن يكون فاجراً ، هذا يستحيل على الذات الإلهية أ لكن سوى هذه النفس تسوية راقية جداً بحيث لو الإنسان فجر يعلم أنه فجر والدليل :

﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾

[ سورة القيامة: 14-15 ]

لذلك قالوا : يمكن أن تخدع بعض الناس لكل الوقت ، ويمكن أن تخدع كل الناس لبعض الوقت ، أما أن تخدع كل الناس لكل الوقت فهذا مستحيل ، أنا أضفت على هذه المقولة أما أن تخدع نفسك لثانية واحدة فمستحيل ، الدليل :

﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾

[ سورة القيامة: 14-15 ]

في الإنسان عقل باطن كما يقول علماء النفس ، الإنسان بعقله الباطن يعرف مستواه تماماً لكن قد يكون ذكياً جداً فيبدو بحجم أكبر من حجمه، أي كطرفة هناك إنسان يسكن بأفقر حي في دمشق اسمه الحجر الأسود سأله أحدهم : أين تسكن ؟ فقال له : بلاك ستون سيتي ، أي في الحجر الأسود ، هناك إنسان عنده قدرة أن يبدو بحجم أكبر من حجمه ، لكن المؤمن لا يحاول ذلك إطلاقاً .

 

الخوف أحد خصائص الإنسان وعلامات ضعفه وعبوديته لله عز وجل :

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾

[ سورة المعارج : 19]

الهلع أصل في خلقه لصالحه كهذه الوصلة الضعيفة في الحاسوب الصناعي الذي ثمنه مئات الملايين ، هذه الوصلة الضعيفة إذا جاء التيار أعلى مما ينبغي تذوب وينقطع التيار، فهذا الهلع عند الإنسان لصالحه في أصل خلقه :

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾

[ سورة المعارج : 19]

إذا الإنسان لم يكن هلوعاً لا يتوب ، ولا يخضع لله ، ولا يدعو ربه ، هذا الخوف أحد خصائص الإنسان وعلامات ضعفه وعبوديته لله عز وجل :

﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ﴾

[ سورة المعارج : 20]

معظم رواد المساجد جاؤوا بعد معالجات إلهية
أحياناً يذهب الإنسان إلى الطبيب فيلمح له هذا الطبيب تلميحاً بسيطاً أنه مصاب بجلطة فلا ينام الليل ، أذكر مريضاً في الشام قال له الطبيب : أنت معك أزمة قلبية ممكن أن تعيش أربعة أشهر ، اضبط أمورك اعمل وصية ، فمات في اليوم الثاني ، لم يتحمل الخبر ، فالإنسان خلق هلوعاً ، أنا أقول هذا الهلع لصالحه من أجل أن يتوب ، أحياناً أرى أخوة كرام كثر بمكان معين ويغلب على ظني أنهم جميعاً مؤمنون لكن أنا أعتقد يقيناً أن تسعين بالمئة منهم جاؤوا إلى الله عقب معالجة لطيفة من الله ، الله عز وجل أحياناً يلوح للمؤمن شبح مصيبة يسارع إلى التوبة وهذا ما قاله النبي الكريم :

(( عجب ربنا من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل ))

[البخاري عن أبي هريرة]

سمعت من إحدى قريباتي عن امرأة متفلتة تفلتاً يفوق حدّ الخيال ، فتاة تبدي كل مفاتنها في الطريق ، فشعرت بورم في ثديها ، فتحجبت حجاباً كاملاً حتى سترت وجهها ، فالله عز وجل أحياناً يسوق للإنسان مصيبة يرده بها إليه ، إذا رد إليه فهذه نعمة كبيرة جداً فلذلك النبي الكريم يقول :

(( عَجَبا لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له ))

[مسلم عن صهيب الرومي ]

العاقل من يدخل الموت في حساباته :

الإنسان جزوع ومنوع العاقل من يدخل الموت في حساباته ويستعد له
إذا معه مال يمسك ، وإذا عانى من مصيبة ينهار ، هذا أصل في خلق الإنسان ولصالحه ، منوع ؛ فإذا أنفق هذا المال يرقى عند الله ، لأن المال محبب وهو في طبعه يحب أن يمنعه عن الآخرين ، وأحياناً تجد شخصاً يجمع المال يجمع المال ، هذا المال الذي يجمعه لا يمكن أن ينفقه ولا بمئة عام قادم ، ويأتيه الموت فجأة ، فالإنسان إذا أدخل الموت في حسابه يعد عاقلاً ، هناك مغادرة والمغادرة ليست سهلة من بيت قد يكون أربع غرف وفيه زوجة وبنات صبايا وشباب وأهل وأقارب ولقاءات ونزهات وولائم من هذا البيت إلى قبر ، عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت .

﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾

[ سورة المعارج : 20-21]

الصلاة اتصال بالله وصدق و هي أصل من أصول الدين :

المصلون مستثنون من هذا الحكم العام ، لكن هناك تعليقاً ليس سهلاً ، إذا أنت قلت : إنسان تشمل كم ؟ اليوم سبعة مليارت ومئتا مليون ، أضف كلمة مسلم تصبح ملياراً وثمانمئة مليون ، أضف كلمة عربي تصبح أربعمئة وخمسين ، أضف كلمة مثقف ، للنصف ، يحمل شهادة عليا للربع ، طبيب للخمس ، طبيب قلب خمسة بالمئة ، طبيب قلب مقيم بعمان خمسة، بين سبعة مليارات و بين خمسة من يخطئ يحجب عن الله
قالوا : الصفة قيد ، هنا إلا المصلين ، هناك جواب دقيق جداً جاء بالأثر القدسي والكلام دقيق : " ليس كل مصلٍّ يصلي - وهذا الكلام فيه حقيقة مرة لكنه عندي أفضل ألف مرة من الوهم المريح - ليس كل مصلٍّ يصلي ، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي ، وكفّ شهواته عن محارمي ، ولم يصر على معصيتي ، وأطعم الجائع ، وكسا العريان ، ورحم المصاب ، وآوى الغريب ، كل ذلك لي ، وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوأ عندي من نور الشمس ، على أن أجعل الجهالة له حلماً ، والظلمة نوراً ، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه ، ويقسم عليّ فأبره ، أكلأه بقربي ، وأستحفظه ملائكتي ، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها ، ولا يتغير حالها".
طبعاً الصلاة أصل من أصول الدين لكن هذه الصلاة هي اتصال بالله وصدق ولا أبالغ أن الإنسان حينما يرتكب خطيئة أو يحيد عن الحق قليلاً أو كثيراً يحجب عن الحق قليلاً أو كثيراً ، يحجب عن الله عز وجل ، أنا لا أعتقد أن هناك أخاً من الأخوة الحاضرين إلا وهو موقن بهذه الحقيقة ، مثلاً بائع أوهم إنساناً ليشتري من عنده بضاعة على أنها مستوردة ، أجنبية، وهي وطنية ، ومستواها دون ما أوهمه ، أذن الظهر فذهب يصلي ، هل يقدر هذا البائع وقد كذب على هذا الإنسان وأوهمه أن هذه البضاعة مستوردة وصناعة أجنبية وهي ليست كذلك وباعه هل يستطيع أن يتصل بالله أثناء الصلاة ؟ لا يقدر .

 

الانتماء الشكلي للدين لا يقدم ولا يؤخر :

أخواننا الكرام على الإنسان أن يحاسب نفسه حساباً كبيراً جداً لن تقبل على الله ما لم تكن مستقيما
أنا أعتقد لا يستطيع إنسان على وجه الأرض لأن الله أعطاه فطرة سليمة بشعوره بالذنب أن يقبل على الله مع أكل مال حرام، مع كذب، مع نفاق ، لن تستطيع أن تقبل على الله إلا إذا كنت مستقيماً ، و لكنك تستطيع أن تصلي ، تقف منتصب القامة وتقرأ الفاتحة مع أحكام التجويد وتركع مع طمأنينة وتسجد وتسلم لكن الاتصال ما انعقد لأن هناك مخالفة شرعية قبل الصلاة ، أنا أفهم معنى إقامة الصلاة أن تصحح العلاقة مع الله ومع الخلق قبل أن تصلي فتجد الطريق سالكاً ، هناك تعبير معاصر : الخط ساخن ، فيه حرارة ، أحياناً الهاتف في البيت موجود لكن لا يوجد به حرارة ، ترفع السماعة لا يوجد شيء ، و أحياناً هناك ونة بمعنى أن الخط فيه حرارة ، إذا أردت خطاً مع الله ساخناً تحتاج إلى استقامة الانتماء الشكلي للدين لا يقدم ولا يؤخر
والحقيقة إذا ألغيت الاستقامة التغى الدين كله ، بقي دين فلكلور، وتعابير جديدة معاصرة ، يقول لك : عنده خلفية إسلامية ، أرضية إسلامية ، اهتمامات إسلامية، توجهات إسلامية ، لكن هو ليس مسلماً ، لا يطبق المنهج ، هذا الانتماء الشكلي لا يقدم ولا يؤخر ، قال تعالى :

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ﴾

[ سورة البقرة : 62]

ماذا بهم ؟ هناك معنى ضمني أشار له بعض المفسرين هم سواء عند الله ، أي الانتماء الشكلي للدين لا يقدم ولا يؤخر ، من آمن بالله - الإيمان الذي يحملك على طاعته - واليوم الآخر - الإيمان الذي يمنعك أن تؤذي مخلوقاً - وعمل صالحاً :

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 62]

الانتماء الشكلي أحياناً المسلم لا يطبق شيئاً من دينه ويقول : أنا مسلم ، خير إن شاء الله ، والنصراني كذلك أما :

﴿ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 62]

الاستقامة على أمر الله طريق الإنسان لمناجاة ربه :

فيا أيها الأخوة القضية دقيقة جداً قضية حسن العلاقة مع الله ، هذه إن كانت صار الطريق سالكاً إلى الله ، وصار الخط في مناجاة ربنا سالكاً ، فالإنسان بهذه الطريقة يمكن أن يتعامل مع الله تعاملاً إيجابياً .
الإنسان سوف يعيش عمراً واحداً يا أخوان ، معترك المنايا بين الستين والسبعين ، عندما يصبح في الثمانين صار أقرب إلى النهاية ، سوف يموت ، هذا الموت كل شيء جمعه بعمره يفقده في ثانية واحدة ، القلب يتوقف انتهى ، هذا الدماغ له تخطيط لكن سبحان الله كلمة استقامة كلمة متألقة إلا بالدماغ إذا كان التخطيط مستقيماً معنى هذا أن الإنسان ميت ، التخطيط له ذبذبات هكذا ، فالاستقامة بالتخطيط تعني الموت ، بما أن الإنسان سوف يموت يجب أن يعد لهذه الساعة التي لا بد منها طالت أو قصرت .
الموت لابد أنه آت لكل إنسان والذكي من استعد له
أنا أذكر إنساناً له عمل صالح يفوق حدّ الخيال متى توفاه الله ؟ في ليلة القدر يقرأ القرآن ، وأحد علماء مصر كان يسأل ربه أن يموت وهو ساجد وقد مات وهو ساجد ، الإنسان في الشباب في تشابه ، أين التباين ؟ في الشيخوخة ، أنا التقيت بأناس كثر أحدهم وهو والد صديقي قال لي : عمري ست و تسعون سنة عملت تحليلاً فكان كل شيء طبيعي ، قال لي : الحرام أنا لم أعرفه بحياتي ، لا حرام المال ولا حرام النساء ، كان عندنا عالم أيضاً بالشام بلغ السابعة والتسعين وكان منتصب القامة ، حاد البصر ، وكانت أسنانه في فمه ، وكان مرهف السمع ، سئل مرة عن هذه الصحة التي منحه الله إياها ؟ قال يا بني : حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر ، من عاش تقياً عاش قوياً .
وأنا أقول لأخواننا الشباب : من تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت ، لا يخرف لأن عندنا قاعدة في الطب : العضو الذي لا يعمل يضمر ، فأنت تصلي كل يوم خمس صلوات ؛ الظهر أربع ، بأول ركعتين هناك قراءة و ركوع و سجود ، هذا نشاط دماغي فالذي يصلي يقرأ القرآن ، يسمع درس علم ، عنده نشاط ذهني مستمر ، لذلك أنا يغلب على ظني أن الإنسان إذا كان يصلي ويطلب العلم لن يصاب بالخرف ، الخرف شيء صعب جداً ، فلذلك من تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت .
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لكم إيمانكم جميعاً ، وأهلكم وأولادكم وصحتكم واستقرار بلادكم وادعوا لأخوتكم في الشام أن يحقن الله دماءهم .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور