وضع داكن
25-04-2024
Logo
دروس جامع الأحمدي - الدرس : 012 - نماذج بشرية سلبية يحذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

ماذا يعالج هذا الحديث؟ وماذا يعنيك من هذا الحديث؟ :

 أيها الأخوة الكرام, عن أسماء بنت عميس قالت:

((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بئس العبد عبد تخيل واختال ونسي الكبير المتعال, بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى, بئس العبد عبد سها ولها ونسي المقابر والبلى, بئس العبد عبد عتا وطغى ونسي المبتدى والمنتهى, بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين, بئس العبد عبد يختل الدين بالشهوات, بئس العبد عبد طمع يقوده, بئس العبد عبد هوى يضله, بئس العبد عبد رغب يذله))

 قال أبو عيسى:

((هذا حديث حسن وغريب, ولا نعرفه إلا من هذا الوجه))

 رواه الإمام الترمذي في سننه.
 هذا الحديث يُعالج نماذج بشرية, يعاني منها المجتمع الإسلامي؛ أولاً: الإنسان يتمنى أن يكون عبداً صالحاً, لا أن يكون عبداً سيئاً, المؤمن يتمنى سلامته, يتمنى تفوقه, يتمنى نجاحه, يتمنى سعادته, يتمنى أن يكون نعم العبد, لا بئس العبد.
 فالنبي عليه الصلاة والسلام, التوجيه نوعين؛ في توجيه ﺇيجابي, في توجيه سلبي, قد يصف لك العبد الصالح, هذا توجيه ﺇيجابي, إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بالذات, اختار التوجيه السلبي.
 يعنيك هذه النماذج ابتعد عنها قدر الإمكان, إنها نماذج لا ترضي الله عز وجل, إن صاحبها هالك في الدنيا, إن صاحبها شقي في الدنيا, إن صاحبها خسر الدنيا والآخرة.

لم استحق العبد هذا الفعل (بئس)؟ :

 أيها الأخوة,

((بئس العبد عبد تخيل واختال))

 قد يأتيه الله مالاً, يتخيل أنه قوي بماله, مع أن هناك آلاف المصائب, لا ينفع معها المال, هناك آلاف المصائب لا ينفع معها المال.

((بئس العبد عبد تخيل واختال))

 في الحقيقة: قمة النجاح؛ النجاح المالي, أو النجاح العلمي, أو النجاح الاجتماعي, هذا النجاح:
 تصوروا قمة جبل, والطريق إلى هذا النجاح وعرة شاقة, إلا أنك إذا وصلت إلى القمة , هناك طرق ثقيلة, توصلك إلى القاع بلمح البصر, شخص بلغ نجاحاً مالياً, تخيل واختال؛ أنه قوي, وأن الدراهم مراهم, وأنه بالمال يفعل كل شيء, وأنه بالمال يخضع له كل شيء, وأنه بالمال يلين له الحديد, تخيل أن المال شيء ثمين, وهو في الحقيقة شيء أقل من الثمين, بل شيء تافه.

((بئس العبد عبد تخيل واختال.
-نسي الغني, نسي القوي, نسي الجبار الأعلى, نسي العادل, نسي الإله, نسي الذي يفعل ما يريد, نسي الذي إذا بطش, بطش بطشة جبارة:

﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾

[سورة البروج الآية:12]

﴿إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ﴾

[سورة البروج الآية:13]

 أيها الأخوة, أحياناً الإنسان: يتوهم, تخيل, ما اعتقد, أحياناً: يكون بمنصب, يتخيل حاله فوق البشر-.
 ونسي الكبير المتعال))

 

أخطر شيء في حياة الإنسان: أنه لا يدخل بحساباته خالق الكون؛ قد يظلم, قد يعتدي, قد يتجاوز, قد يأخذ ما ليس له, قد يفتخر, قد يستعلي, قد يتغطرس, قد يتجبر.

((بئس العبد عبد تخيل واختال ونسي الكبير المتعال))

 ودائماً: ربنا جل جلاله يعاقب المتكبرين بعذاب مهين, يعاقب المتكبرين بعذاب مهين, والعذاب المهين: مرض النفس مرضاً أليماً.

لم عوقب هذا الشخص أمام الناس, وبماذا يتميز المؤمن, وما العبرة التي تأخذها من هذه القصة؟ :

 أنا مرة في إحدى تقاطعات الطرق, إنسان يرتدي ثياب أنيقة جداً, أذكر بدلة كحلي, أزرارها صفر, على بنطال رمادي, وأنيق, مستوى رفيع, فمشى خارج الخطوط المسموح بها , جاء لعنده شرطي, نهاه ما ارتدع, جاءه ضابط, يعني ضربه ضرباً على وجهه أمام الناس جميعاً, أنا قلت: والله هذا الإنسان, ولا بخمسين سنة ينتهي الموقف, أحياناً في عذاب مهين, فإذا الإنسان تأدب مع الله, رفعه الله.

((من تواضع لله رفعه))

 المؤمن له من هذه الآية نصيب:

﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾

[سورة الطور الآية:48]

 المؤمن كريم عند الله, المؤمن يحفظه الله, المؤمن يستره الله, المؤمن يدافع الله عنه, المؤمن لا يسمح لأحد أن يتجاوز حده معه.

حقيقة لا ريب فيها :

 سألني شخص منذ أيام: أحياناً يدخل موظف للمحل, يكركب المحل كله, قلت له حقيقة, صدقوني أن هذا ما أعتقده: إذا دخل لعندك بالنهار مئة زبون, وكل زبون أثناء المبيع خشيت الله, لم تغشه, ولم تكذب عليه, ولم توهمه, ولم تبتز ماله, ولم تخف عليه العيب, وكنت مخلصاً له, والله عز وجل أكرم وأجل أن يخيفك من إنسان, ما دمت قد خفت الله فيما بينك وبينه, وأنت تبيع وتشتري, لن يخيفك من إنسان, أما إذا دخل زبون, اعتبرته غبي, لبسته بضاعة سيئة, اعتبرته جاهل, رفعت السعر, شعرت بحاجة لهذه الحاجة, تحكمت فيه, لم تخش الله فيما بينك وبين هذا الإنسان, يدخل إنسان يخوفك, يدخل إنسان يجعل نومك تعيساً, فالإنسان إذا خاف الله, خافه كل شيء, وﺇن لم يخف الله, أخافه الله من كل شيء:

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية:81]

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾

[سورة الأنعام الآية:82]

 يعني: أنت إذا كان دخل إنسان لمحلك, لا يوجد أحد, لا يوجد موظف يحاسبك على البيع والشراء؛ خفت من الله أن تكذب عليه, خفت من الله أن تغشه, خفت من الله أن تخفي عليه عيباً, خفت من الله أن تبتز ماله, خفت من الله أن تستغل جهالته, خفت من الله أن تستعلي عليه, ما دمت خائفاً من الله لن يخيفك الله من أحد سواه؛ لذلك الدعاء الشريف:

((اللهم إني أعوذ بك من الخوف إلا منك, ومن الذل إلا لك, ومن الافتقار إلا إليك, نعوذ بك من عضال الداء, ومن شماتة الأعداء, ومن السلب بعد العطاء))

أدخل في حسابك أن الله موجود :

((بئس العبد عبد تخيل واختال.
-تخيل: يعني توهم, تخيل: أي توهم-.
ونسي الكبير المتعال))

 دخل بحساباته أن الله موجود, والله حسيب, والله رقيب, والله فعال لما يريد, والله بطاش أحياناً, وصحتك بيده, وقلبك بيده, وكبدك بيده, وشرايين قلبك بيده, والدسامات بيده, وخلايا الدماغ بيده, وزوجتك بيده, وأودلاك بيده, ومن فوقك بيده, ومن تحتك بيده, وإذا رضي الله عنه, أرضى عنك الناس جميعاً, وإذا سخط عليك, أسخط الناس عليك جميعاً.
 تذكر, أدخل في حساباتك أن الله موجود.
 النبي الكريم كان يطوف في المدينة, فسمع أحد أصحابه يضرب غلاماً له, قال:

((اعلم أبا ذر! أن الله أقدر منك عليه))

الله موجود :

 أيها الأخوة, الإنسان يظل بخير, ما لم يعتد على أخوانه, على أصحابه, على بني جنسه, على أي مخلوق, العدوان شديد.
 يعني: في إنسان عنده هر في البيت, فضجر منه, أمسكه من ذيله, وألقاه من الطابق السابع فنزل ميتاً, مباشرة فقد توازنه إلى نهاية عمره, فقد توازنه إلى نهاية عمره, لا يمكن أن يمشي إلا بين شخصين, جهاز بسيط جداً في الأذن الداخلية, اسمه: جهاز التوازن, هذا الجهاز عبارة عن ثلاث قنوات, هذه القنوات فيها سائل إلى نصفها, وعند السائل هناك أشعار حساسة جداً, فالإنسان إذا لم ينم, السائل باعتبار سائل, يبقى مستوياً, فيرتفع إلى جانب دون جانب, يمس الأشعار, الإنسان يعدل موقفه, راكب دراجة, لولا هذا الجهاز, لا يستطيع أن يركبها ولا دقيقة, التوازن مستمر.
 العوام يقولون:

((عرج الجمل من كتفه))

 هي من أذنه يعرج, فهذا الجهاز, إذا اختل الإنسان لا يستطيع أن يمشي إطلاقاً, يقع, إذا التهبت أذنه الداخلية, لاحظ يمشي يباعد بين رجليه, يوسع قاعدة استناده.
 إذا الإنسان معه التهاب بالأذن الداخلية, يمشي ويباعد بين رجليه, حتى يوسع دائرة استناده, فإنسان اعتدى على هر, الله عز وجل عطل له جهاز التوازن, فأنت خف من الله.

((دخلت امرأة النار في هرة حبستها, لا هي أطعمتها, ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض))

احذر من أن تكون مثل هذا العبد :

((بئس العبد عبد تجبر واعتدى.
-في صاحب أضخم معمل حلويات في لبنان, كان يصدر كل يوم طائرة, طائرة شحن محملة بحلوياته إلى الحجاز, كان له محل في ساحة البرج, اثنا عشر طابقاً, وقسم له أدة مشهور جداً, دخل إلى معمله, لم يعجبه عرك عجينة المعمول, فوضع العجينة في الأرض, وعركها بقدميه وبحذائه, فقال له الموظف: يا سيدي بالحذاء؟ يعني: معقول!؟ قال له: الناس يأكلون من تحت قدماي, ثلاثون يوماً, قطعت رجلاه من ركبتيه, والآن مقيم في لندن بلا أرجل-.
ونسي الجبار الأعلى))

 قال تعالى:

﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾

[سورة البروج الآية:12]

 يوجد مليون قصة, كل قصة أوضح من أختها, وأصدق من أختها.

((فبئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى))

 استضعف إنسان وهي مقطوعة, ليس لها أحد, أعجبته, مقطوعة ليس لها أحد, تجبر عليها, ﺇما أن تكتبي لي البيت أو أطلقك, فكتبت له البيت وطلقها, كتبت له البيت وطلقها بعد ذلك, لأنه ليس لها أحد.

((نسي الجبار الأعلى))

 كلما كان إيمانك كبير, تلحظ رب العالمين, لأنه هو الخالق, هو الرب, بيده كل شيء, فعلامة إيمانك: خوفك من الله.
 النبي قال:

((رأس الحكمة مخافة الله))

 يعني: الحكمة لها أيدي, ولها أرجل, ولها رأس, أخطر شيء: رأسها.

((رأس الحكمة مخافة الله))

((بئس العبد عبد تجبر واعتدى))

قصة لها أثرها :

 أنا قلت لكم من فترة: إنسانة تعمل في المحاماة, واشترى مع أخيها بيتاً, اشترته بخمسمئة ألف, صار ثمنه ثمانية عشر مليوناً, طبعاً: هي محامية, قادرة أن تنكر على أخيها تملّك البيت, دفع لها نصف ثمن البيت بالتمام والكمال, فلما أصبح ثمن البيت ثمانية عشر مليوناً, طمعت أن تستأثر به, وأن تخرج أخاها من هذا البيت, عرضت عليه مليون واحد, إن لم يأخذه, أخرجته من البيت بلا شيء, مع أنه دفع نصف ثمن البيت بالتمام والكمال, وابن الأخ من أخواننا, وأنا تابعت القصة يوماً بيوم, رفض الأخ, لأنه دفع نصف البيت, وعنده أربعة عشر طفل, عنده أربعة عشر ولد, وهي أخته عانس, لما رفض, بأسلوب ذكي جداً عملت عقد إيجار وهمي مع إنسان قوي, وأخرجه من البيت, ونصف أولاده عند بيت الجدة, والنصف عند بيت الست, والأثاث بالمستودعات, والوضع, والأسرة تشردت, وأصابها مصيبة كبيرة جداً, هي تملكت البيت بالتمام والكمال, لأن أخاها نسي يأخذ منها وصل بالمبلغ, أخته, لم يخطر في باله.
 يقول لي ابن أخيها بعد شهر: والله -وهو من أخواننا في المسجد-, عمتي معها سرطان بالأمعاء, قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله, قلت: السرطان عادة سنتين, بعد شهر آخر, قال: عمتي ماتت, هل يمكن أن تلقي كلمة في تعزيتها؟ وذهبت إلى البيت نفسه, وألقيت كلمة في تعزيتها وذهبت.
 الذي تملكه أخوها, وريثها الوحيد, وعاد إلى البيت, ولعنها الله, والملائكة, والناس أجمعون, فقط, انظر:

((بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى))

 قبل أن تأكل مالاً ليس لك, قبل أن تحتال على إنسان, قبل أن تغش إنسان, قبل أن تستضعف إنسان, قبل أن تبتز إنسان, قبل أن تعتبر إنسان غبي, لبسناه الشغلة, قبل أن ...... عد للمليون, لأنه في جبار أعلى وبطاش:

﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾

[سورة البروج الآية:12]

 فكلما خفت من الله أكثر, تكون أعقل؛ أعقل, وأذكى, وأفهم, وقلة العقل: أن تخاف الله أشد الخوف.

هكذا كان المسلمون الأوائل :

 قال:

((والله لو تعثرت بغلة في العراق, لحاسبني الله عنها, لم لم تفسح لها الطريق يا عمر؟))

 هكذا المسلمون كانوا.
 سيدنا ابن عمر امتحن راعي, قال له:

((بعني هذه الشاة, قال له: ليست لي, قال له: بعني هذه الشاة وخذ ثمنها, قال له: ليست لي, قال له: قل لصاحبها ماتت, قال له: ليست لي, قال له: والله إنني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها, ولو قلت لصاحبها: ماتت أو أكلها الذئب لصدقني, فإني عنده صادق أمين, ولكن أين الله!؟))

 كل إيمانك منته أن تقول: أين الله؟.

قصاب يعلم أن الله يراقبه :

 أنا مرة كنت عند قصاب, جاءه طفل صغير, قال له: نريد وقية شهباية, نظرت في وصل للشهباية, نظفها, ووضعها في الماكينة, أرجعها لهم كبة, يظهر مريض, يلزمه شهباية , وهذه الشهباية نادرة, تكون وسط الموزات, قطعة صغيرة, كلها نصف أوقية, لما رأيته باع هذا الطفل الصغير الشهباية, ونظفها, وعرقها, ووضعها في الماكينة, قلت: والله هذا مؤمن, يعني: ممكن يضع له شخت لا يشعر عليه, شخت, طفل لا يفهم.
 فأنت لما تراقب الله عز وجل, معنى نجحت, راقب الله بكل حركة, بكل كلمة.

((بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى))

 الله بطاش.

هذا عبد ساه لاه :

((بئس العبد عبد سها ولها ونسي المقابر والبلى))

 كنا مرة بحلب, أحد أخواننا الكرام قال لي: يوجد عندنا حي في حلب, أرقى من المالكي الذي في الشام, ما هذا الكلام؟ تفضل, فعلاً شيء غير معقول, هذه الفيلة على النمط الصيني, هذه الفيلة على النمط الروماني, مهندسون من أوروبا, عملوا الفيلة, النتيجة: لفت نظري فيلة على النمط الصيني, لكن شيء لا يصدق, جمالها أخاذ, قال: هذه تكلفتها سنة السبعين خمسة ملايين رخام فيها, كان الدولار ثلاث وثمانون, كان فيها خمسة ملايين رخام أونيكس شفاف, تكلفتها خمسة وثلاثون مليون, صاحب هذه الفيلة عمره اثنتان وأربعون سنة مات, وكان طويل القامة, ولحكمة بالغة: اشتروا له قبراً قصيراً قليلاً, ململم القبر, فلما وضعوه في القبر, لم يكف, فجاء الحفار دفعه من صدره, فصار رأسه هكذا ......
 هذا الذي عنده فيلة خمسة وثلاثون مليون, سنة السبعين, أثناء كان البيت في الشام بمئة ألف, بمئتي ألف, بثلاثمئة ألف, بيت راق جداً, كان ثمنها خمسة وثلاثون مليون.

((بئس العبد عبد -هذا ما تجبر, لكن- سها ولها.
-يعني: مسبح, وحمام, يعطي ماء قوي, له قفل, ما اسمه هذا ....... ومسبح, وفيلة, وسيران, هذا يعيش للبسط, لكن ليس له هم ثان, يريد أن ينبسط-.
ونسي المبتدى والمنتهى))

 المنتهى القبر, في قبر خمس نجوم, لا يوجد شيء.

هذا ما قلته لإنسان :

 قلت لواحد: إذا كان إنسان عظيم جداً, يعني أرقى من خمس نجوم, أين يقع؟ قلت له: بالنجوم الظهر, يفرجوه نجوم الظهر, هذه فوق خمس نجوم, في قبر يعني رخام, باب صغير.
 اطلع بالجنازة, لك أجر, وفي موعظة كبيرة, انظر: يفتحون النعش, وضعوا الميت, يرفعونه, ينزلونه في القبر, بعد ذلك: يضعون البلاطة, يضعون كم حجرة بالمجرفة, ينزلونه التراب, أكثر من كيلين تراب الذي فوق رأسه, يكون قبل يوم؛ شرشفه أميركي, وحرامه موهير من فرنسا, والسجاد إيراني, وشيء جميل جداً بيته, ينتقل من بيت ثمنه خمسون مليون, أساسه خمسة ملايين إلى قبر بباب صغير, هذه حقيقة لما وهم.
 في شخص منا سينفد من القبر, إذا شخص ينفد قولوا.

((بئس العبد عبد سها ولها ونسي المبتدى والمنتهى))

 المبتدع خرج من عورة, ودخل إلى عورة, وخرج من عورة, وأصله من ماء مهين, يعني ماء محتقر.
 لو إنسان هذا الماء كان على ثيابه, يستحي فيه, إذا نبهوه يستحي فيه جداً, هذا ماء مهين, فأصله من ماء مهين, ونهايته إلى القبر, إلى التراب.

هذا هو العبد الذي يختل الدنيا بالدين :

((بئس العبد عبد سها ولها ونسي المبتدى والمنتهى, بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين))

 هذا إنسان مخادع, يقول لك: يا أخي, الله عز وجل قال:

﴿لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً﴾

[سورة آل عمران الآية:130]

 هو النهي عن أضعاف مضاعفة فقط, أما بالمئة خمسة معقول جداً, ما في مشكلة أبداً, يغسل الدنيا بالدين, يريد أن يصل للدنيا من خلال الدين؛ مسبح مختلط, مختلط, يعمل مولد, يأتي بكم داعية, بعض أهل العلم, ويثنون عليه, يقول لك: جاء الدكتور فلان, وجاء فلان, وألقوا كلمات, لست مطبقاً شيئاً من الدين, لكن أنت ما الذي استفدته؟.
 يعني: صار في عقد قران بنادي الشيراتون, ودعوا علماء كثيرين, ألقوا كلمات, وأثنوا على الأسرتين العريقتين الطاهرتين, شيء جميل, بعد يومين عرس النساء بالشيراتون؛ جاءت الراقصات, ووزع الخمر, وكانت النساء كاسيات عاريات, وعلى البطاقة: الطيبون للطيبات.

((بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين))

 يعني: الدين مثل شخص ينقصه وردة في صدره, يريد هكذا يعمل مولد, هكذا يدعي كم إنسان, يلقون كلمات لا ينفعوا.

ماذا تستفيد من هذه الفقرة؟ :

 كان يجلس إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم, إلى جانبه رأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول, إلى جانبه, كتفاً بكتف, فلما توفي, طلب قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال لهم:

((أعطوه قميصي, والآن: استقر في جهنم حجر, كان يهوي به سبعين خريفاً))

 في شخص سمح له أن يجلس جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم, كتف بكتف, كتف بكتف, ليس شخص ثاني, وحينما توفي, كفن بقميص رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:

((الآن استقر في جهنم حجر, كان يهوي به سبعين خريفاً))

 فهذه البروظة لا تفيد, مكان توجيه, له كرسي خاص, له اعتبار خاص, لا يعمل شيئاً, قيمتك عند الله بعملك الصالح.

هذا هو العبد الذي يختل الدين بالشهوات :

((بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين, بئس العبد عبد يختل الدين بالشهوات))

 يلحق الشبهات, هذه التي ليس عليها زكاة.
 الآن: عند الإمام أحمد, حسناً, وهذه عند الإمام مالك, يتقصى, أين يوجد رخص يتبعها, فكل المذاهب, وهنا في فتوى شيخ الأزهر أفتى, يقول لك: نحن إن شاء الله برقبته, ليس لنا شأن.
 قال لي شخص, شريك بمطعم ضخم, يقدم مشروبات, ليست روحية خطأ روحية؛ يعني: مشروبات روحية, وقيم روحية, و.... هذه مشكلة, مشروبات كحولية, ليست روحية, مشروبات كحولية يقدم.
 قال لي: إن شاء الله برقبة شريكي, أنا ليس لي دخل, تمد يدك تأخذ نصف مليون ربح آخر السنة, هذه برقبة شريكك ليست واردة, أنت شريك بالإثم, هذا ربحك يأتي في بيع الخمر, فتقول: برقبته إن شاء الله, تبقى في رقبتك العملية.

((بئس العبد يختل الدنيا بالدين, بئس العبد عبد يختل الدين بالشهوات))

 يعني: دائماً يحاول أن هذه السجادة يبيعها مثلاً بعشرة آلاف, الذي اشتراها الآن يبيعها إياها دنيا بعشرة آلاف, تبيعني إياها؟ نعم, بثمانية آلاف نقداً, أعطاه ثمانية آلاف, أخي ماذا عملنا؟ بعنا واشترينا, باع السجادة ديناً بعشرة آلاف, ثم اشتراها نقداً بثمانية آلاف, عملية ربوية محضة, هذه ماذا يفعل؟ يغسل الدين بالشبهات, يعمل أعمال بظاهرها شرعي, أما بالباطل عملية ربوية.

خاتمة القول عن شرح هذا الحديث :

((بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين, بئس العبد عبد عبد طمع يقوده, بئس العبد عبد هوى يضله, بئس العبد عبد رغب يذله))

 هوى يضله, وطمع يقوده, ورغب يذله, والطمع أذل رقاب الرجال. الإنسان إذا طمع يصغر.
قال:

((احتج إلى الرجل تكن أسيره, واستغن عنه تكن نظيره, وأحسن إليه تكن أميره))

 أي إنسان استغنى عنه, أنت صرت نداً له, يلزمك شيء؟ لا, شكراً, قال لي: أبداً ممنون, قد يكون معه مئة مليون, أنت ما معك غير معاشك, لما استغنيت عنه صرت نداً له, أما إذا احتجته صرت أسيراً له.
إن أحسنت إليه كنت أميره, استغن عن الرجل تكن نظيره, أحسن إليه تكن أميره, احتج إليه تكن أسيره.
 فهذا الإنسان:

((بئس العبد عبد طمع يقوده))

 لا يطمع, يطمع بفضل الله.
 قال: قال له خليفة من الخلفاء الكبار لرجل, لأحد العلماء الإمام مالك, قال له:

((سلني حاجتك, قال له: والله أستحي أن أسأل غير الله في بيت الله, فالتقى فيه خارج الحرم, قال له: سلني حاجتك, قال له: والله ما سألتها من يملكها, أفأسألها من لا يملكها؟ قال له: سلني حاجتك, قال له: أدخلني الجنة, قال له: هذه ليست بيدي, قال له: إذاً: ليس لي عندك حاجة))

 رأيت العفة, كيف هذه العفة, والحمد لله رب العالمين.
 بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا, وجزى الله عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما هو أهله, وجزى عنا أستاذنا الجليل ما أهله, والحمد لله رب العالمين, الفاتحة.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور