- الحديث الشريف / ٠1شرح الحديث الشريف
- /
- ٠2دروس جامع الاحمدي
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
إلى أين يعود حرف الهاء في هذا الحديث, وماذا استنبط العلماء من هذه الآية؟ :
أيها الأخوة الكرام, يقول عليه الصلاة والسلام:
((اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم, ولا تتخذوها قبوراً))
الهاء تعود على البيوت؛ أي لا تجعلوا بيوتكم قبوراً.
أد بعض الصلوات في البيت, اقرأ القرآن في البيت, اجعل هذا المكان مباركاً بذكر الله , اجعل هذا المكان مرزوقاً, لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾
استنبط العلماء من هذه الآية: أن البيت الذي تؤدى فيه الصلوات بيت مرزوق.
((اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم, ولا تتخذوها قبوراً))
لك أن تصلي السنن في البيت والفريضة في المسجد, لك أن تصلي الوتر في البيت, لك أن تصلي الضحى في البيت, لك أن تصلي قيام الليل في البيت, لك أن تصلي صلاة الأوابين في البيت, لك أن تصلي بعض الفرائض مع أهلك في البيت, اجعل من بيتك مسجداً, اجعل من بيتك مكاناً للذكر, بيت يُذكر الله فيه.
عرف ما يلي: البيت المبارك, البيت غير المبارك :
في بيوت لا تعقد فيها السهرات إلا على طاعة الله, وعلى ذكر الله, وعلى الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, وعلى الإصلاح بين الناس, بيت كهذا البيت بيت مبارك, أما إذا كان تعقد في البيت سهرات أساسها: الحديث عن الدنيا, أو الحديث عن النساء, أو التباهي, أو الكبر, أو المغالاة, هذا بيت غير مبارك؛ البيت المبارك: هو الذي يُذكر الله فيه, يُصلى فيه, يُتلى فيه القرآن, أما بيت تصدح فيه الأغاني, وتُقام فيه السهرات على غير ما يرضي الله, بيت تُقام فيه الولائم للتباهي, بيت تُقام فيه السهرات مع الاختلاط, كلٌّ ينظر إلى محاسن امرأة لا تحل له, كلٌّ يغمز ويلمز, هذا بيت غير مبارك, هذا بيت غير مرزوق.
قياس :
أيها الأخوة, لو قسنا عليه المحل التجاري, محل تجاري؛ لا يمكن أن تُقال كلمة لامرأة لا تليق بأخلاق المسلم, ليس هناك نظر, هناك غض بصر, هناك كلمة بالمعروف.
أكثر البائعين الذين يبيعون النساء: يتلطفون معهم إلى درجة يقعون فيها بالحرام, هذا اللون يناسبك, أنت لونك كذا, يتغزل بها, هذا كله بيع محرم بهذه الطريقة.
﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾
القول المعروف:
﴿مَا خَطْبُكُمَا﴾
-كلمة واحدة-:
﴿قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾
انتهى:
﴿قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾
كلام لا يحتاج إلى سؤال؛ كلام فيصل, كلام مبرم, كلام موجز, المرأة المؤمنة إذا اشترت من رجل, لا تقول له إلا كلاماً جاداً؛ رخص لنا, قلبك قاس علينا, نحن جيرانك, هذا كله كلام محرم.
فعلموا بناتكم, علموا زوجاتكم, كيف تتكلم المرأة مع الرجل الأجنبي؟:
﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾
هذا معنى الحديث الشريف :
أيها الأخوة, فبيت تؤدى فيه الصلوات, بيت يذكر الله فيه, بيت تتلى فيه آيات القرآن, بيت تعقد فيه مجالس العلم.
والله في بيوت كالمساجد, من عشرين أو ثلاثين عاماً؛ إنسان في لقاء, في سهرة, وليمة, على طاعة الله, وعلى ذكر الله, وعلى الأمر بالمعروف, وعلى الإصلاح بين الناس.
اجعل من بيتك مسجداً بأداء العبادات فيه, بعقد الصلح بين المتخاصمين, بالتذكير بالله عز وجل, ولا تجعل بيتك ملهى, ولا مقصفاً, ولا فندقاً, ولا نادياً.
هذا معنى قول النبي -عليه الصلاة والسلام-:
((اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم, ولا تتخذوها قبوراً))
يعني: بيت تعرض فيه المسلسلات حتى ساعة متأخرة, بيت تستقبل فيه المحطات الفضائية, تعرض فيه الأفلام الإباحية؛ أين الصلاة؟ أين الذكر؟ هو في قنوات المجاري.
ما كان الله ليعذب قلباً بشهوة ......:
يا أيها الأخوة الكرام, أساس سعادة المؤمن بيته, فإذا أُحكم بيته سعد في عمله, وكان عنصراً فعالاً.
يعني سؤال: لو أن إنساناً اشتهى شيئاً محرماً, تركه في سبيل الله, هل تعتقدون أنه يبقى متعلقاً به؟ أبداً. الجواب:
((ما كان الله ليعذب قلباً بشهوة, تركها صاحبها في سبيل الله))
إذا تركت شيئاً لله, لن تعذب به أبداً؛ مهما سمعت عن إغراءاته, مهما حضك الناس على اقتنائه, مهما أغراك الناس بمتعته, شيء محرم, الله الغني, أما هؤلاء الإمعة؛ يفعلون ما يفعل الناس, يشترون ما يشتري الناس, يسهرون كما يسهر الناس, يتحدثون كما يتحدث الناس, يلهثون وراء الصرعات الحديثة.
((طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس))
أشر على هذه الواقعة بحديث شريف :
إنسان استأجر فيلماً قذراً -وهو قذر أيضاً-, فصور نفسه مع أهله بأوضاع مشينة, بآلة تصوير فيديو, بالخطأ: وضع هذا الفيلم في غلاف الفيلم المستأجر, وأرجعه إلى الذي استأجر منه الفيلم, هذا عرض الفيلم, شيء جديد, لا يعرفه, بدأ يؤجره, إلى أن وصل الفيلم للأخ الذي صوره , وفُضح الأمر, اضطر أن يبيع بيته في الشام, وأن يسكن في حمص من شدة الفضيحة.
((طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس, طوبى لمن وسعته السنة ولم تستهوه البدعة))
إذا كان بيوت المسلمين فيها فسق, فيها فجور, فيها مسلسلات ساقطة, فيها صحون, تأتي بالأفلام الإباحية, ونصلي في المسجد, وندعي أننا مؤمنون, وندعي أننا مسلمون, ونتبارك بالعلماء, ونثني عليهم, هذه كلها تلبسة وزعبرة صدقوني .....
المؤمن وقاف عند حدود الله, كل هذا الذي ساقنا إليه؛ أن يكون البيت مسجداً, أن يكون البيت مباركاً بذكر الله, لا أن يكون قبراً, أو أن يكون مسرحاً, أو دار لهو, أو نادياً, أو فندقاً.
ماذا تستفيد من هذا الحديث؟ :
شيء آخر: يقول عليه الصلاة والسلام:
((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))
الآن: أكثر الأخوان الكرام إذا أقبلوا على الدين, يقبلون عليه بفورة عجيبة, ثم تنطفىء هذه الفورة, ويعودون إلى ما كانوا عليه, هذا لا يُرضي الله, الله جل جلاله يريدك أن تداوم على ذكره, قررت حضور مجلس علم دائماً, قررت أن تصلي صلاة الفجر في المسجد: أحب الأعمال إلى الله أدومها, أردت أن تدفع صدقة شهرية: أحب الأعمال إلى الله أدومها.
معنى أدومها: الشيء إذا لم يستمر لا يتراكم.
نقطة ماء في برميل, سرعان ما تجف, أما الصنبور المستمر: هو الذي يملأ البرميل, البرميل لا يمتلىء بنقاط متباعدة, تلقي فيه نقطة من ماء, بعد حين تجف النقطة الثانية, تجف, يبقى البرميل جافاً, أما إذا جاءه صنبور مستمر يمتلىء.
((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))
فأنت برمج نفسك؛ لك مجلس علم, لك صدقة شهرية, لك ذكر معين, تلاوة معينة, عمل صالح, بر والدين, أما هذه الثورة ثم الهمود, ثورة ثم الهمود, هذا لا يؤدي إلى شيء؛ لا بد من دافع مستمر, لا بد من عمل مستمر, الاستمرار يؤدي إلى التراكم, والتراكم يحقق شيئاً ثميناً.
((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))
أصبح له ثورة؛ الضحى, والأوابين, وقيام الليل, والنفل, وكل يوم جزأين من القرآن, فجأة ترك كل هذا؛ لا قرآن, ولا صلاة, ولا شيء, هذا وضع غير صحيح, غير سوي, غير مقبول, أن يفور ثم ينطفىء, أن يقبل ثم يُعرض, أن يقف ثم يقعد, لا.
((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))
لك مجلس علم حافظ عليه, تلاوة قرآن حافظ عليها, زيارة الأرحام حافظ عليها, تؤدي صلاة الجمعة عند إنسان تثق بعلمه حافظ عليها.
هذا المسلم المعاصر إلا من رحم ربك :
إنسان: يرى هذا المكان قريباً, ألا تستحي من الله, من أجل كيلو فول: يركب سيارته من المهاجرين إلى الميدان ويرجع, أما من أجل دينه: يختار أقرب مسجد!؟.
في مسجد السيرنجية: الخطبة ثلاث دقائق ونصف, كل الناس يقفون أمام سياراتهم, اللحمة مشوية في الصندوق, زوجته ........ يحضر الخطبة, على السيران, سموه: جامع السيرنجية.
من أجل آخرتك, ودينك: تختار أقرب مسجد, أقصر خطبة, مهما كان الخطيب لا يعجبك .......
سقط الوجوه, وإن لم تحصل المطلوب.
من أجل كيلو فول تحمي سيارتك في الشتاء, وتذهب من المهاجرين إلى الميدان, يقول لك: فولاته طعمهم لذيذ, ألا تستحي من الله؛ من أجل دينك لا تبالي, من أجل وجبة طعام واحدة, تبذل الجهد الكبير؟.
لذلك:
((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))
راقب نفسك, الآن تريد أن تبيع بيتاً, تسأل مئة دلال, أما إذا فتوى أعجبتك من إنسان ضعيف الورع: فلان قال, انتهى, إن شاء الله في رقبته, يقول لك.
لماذا في أمور الدين: تضعها في رقبته, وفي أمور الدنيا: تسأل مئة دلال, ليأتيك بأعلى سعر؟ راقب نفسك, في تناقض عجيب.
بالجنة تريد وراء الباب, أما بكسوة البيت تريد رخام لا يفنى بمئتي سنة, من أجل الدنيا تعتني بها عناية فائقة, الآخرة لا تعتني بها.
بماذا أمرنا الله في هذه الآية؟ :
((أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله))
أخواننا الكرام, ربنا أمرنا أن نذكر الله, الأمر لكن ينصب لا على الذكر, بل على الذكر الكثير. قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾
أما المنافقون:
﴿وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً﴾
﴿وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً﴾
أما المؤمنون الصادقون: يذكرون الله ذكراً كثيراً.
لذلك قالوا, أو ورد:
((برىء من النفاق, من أكثر من ذكر الله))
ما معنى ذكر الله؟ :
حسناً: ما هو ذكر الله؟ اسمعوا:
يقول عليه الصلاة والسلام, -حديث دقيق جداً, يعني ......-:
((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم, وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة, وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقه ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى, قال: ذكر الله))
لكن ما معنى ذكر الله؟ هنا يوجد لها معنى واسع؛ إذا صليت الصلوات الخمس, فأنت في ذكر الله. يقول الله عز وجل:
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾
إذا ذكرت الناس بالله فأنت في ذكر الله, دعوت إلى الله ذكر, إذا أصغيت إلى شرح القرآن الكريم هذا ذكر, إما أن تلقي وإما أن تتلقى, إذا قرأت كتاباً في الفقه لتعرف أحكام البيوع فأنت في ذكر, إذا تلوت القرآن فأنت في ذكر, إذا أمرت بالمعروف فأنت في ذكر, كل عمل يصل إلى الله في النهاية هو ذكر.
حسناً: إذا علمت أخاك القرآن فأنت في ذكر, إذا نظرت إلى الكون فقلت: سبحان الله فأنت في ذكر, إذا استغفرت الله فأنت في ذكر, إذا قلت: الله الله بالاسم المفرد فأنت في ذكر, إذا قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فأنت في ذكر, إذا قلت: حسبي الله ونعم الوكيل فأنت في ذكر, إذا قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله فأنت في ذكر, إذا قلت: سبحان الله وبحمده فأنت في ذكر.
إذاً: الاستغفار, والتسبيح, والتحميد, والتكبير, والتهليل, والحوقلة, وتلاوة القرآن, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتعلم العلم, وتعليم العلم, وأداء الصلوات, هذا ذكر الله, يعني أنت مع الله, وكل موقف له ذكر:
في مجال التعظيم: سبحان الله! رأيت شيئاً عظيماً.
في مجال معصية: لا حول ولا قوة إلا بالله.
في مجال الاستعانة:
((اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي, والتجأت إلى حولك وقوتك يا ذا القوة المتين))
في مجال النعمة: الحمد لله.
فكل حالة من حالات الإنسان لها ذكر مناسب؛ صباحاً أقرأ القرآن, جلست مع أخواني أذكرهم بالله, جلست بين متخاصمين أصلح بينهما.
يعني المؤمن في النهاية: كل حركاته وسكناته ذكر لله عز وجل.
إذاً:
((أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله))
من هم الباقيات الصالحات؟ :
((وأحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, هذه الباقيات الصالحات))
يعني: أن تسبحه, وأن تحمده, وأن توحده, وأن تكبره؛ إن سبحته, وحمدته, ووحدته, وكبرته, فقد عرفته, وإن عرفته عرفت كل شيء, لذلك:
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾
هذه هي الباقيات الصالحات.
حديث بليغ :
حديث بليغ, موجز, يقول عليه الصلاة والسلام:
((أحبَّ للناس ما تحبُّ لنفسك))
والله لو طبقنا هذا الحديث, لا يوجد عندنا مشكلة في الأرض.
((عامل الناس كما تحب أن يعاملوك))
((أحب للناس ما تحب لنفسك))
((اكره للناس ما تكره لنفسك))
عندك زوجة ابن في البيت, هل ترضى لابنتك أن تُعامل كما تعاملها؟ هذا مقياس دقيق.
عندك صانع في المحل التجاري, هل ترضى أن يعامل ابنك كما تعامله أنت؟.
من أدق المقاييس, مقياس لا يخيب, مقياس دقيق جداً, حساس جداً, واضح جداً:
((عامل الناس كما تحب أن يعاملوك, أحب لغيرك ما تحب لنفسك))
تبيع هذا الإنسان, هل تتمنى أن تكون مكانه, تشتري بضاعة سيئة بأعلى سعر, وتستغل جهله؟ هل تحب أن تكون مكانه؟ هل ترضى أن تكون مكانه؟ لا. إذاً: الذي لا تحبه لنفسك, لا تفعله مع الآخرين, يرضى الله عند هذه الاستقامة, والله هذا جوهر الدين.
هذا ما يتوهمه كثير من الناس :
الناس يتوهمون: الدين بالصلاة والصوم, والله الدين بالمعاملة؛ حينما تحب للناس ما تحب لنفسك, وتكره لهم ما تكره لنفسك, ترى الطريق إلى الله سالكاً, تنام مساء مطمئن البال, قرير العين, مرتاح الضمير؛ ما أذيت إنساناً, ما كنت عبئاً على إنسان, ما غششت إنساناً, ما احتلت على إنسان, ما ابتززت مال إنسان, ما أكرهت إنساناً, ما أحرجت إنساناً, ما حمرت وجهاً , ما أخجلت .....
((أحب للناس ما تحب لنفسك))
((عامل الناس كما تحب أن يعاملوك))
انتهى الأمر, هذا الدين كله.
((ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط))
أبداً.
((أحب للناس ما تحب لنفسك))
هذا البيت الذي يحبه الله :
آخر حديث شريف:
((أحب بيوتكم إلى الله تعالى: بيت فيه يتيم مكرم))
أنا أعرف أسرة في أحد أحياء دمشق, توفي الأب, تولى العم تربية أولاد أخيه, كما لو أنهم أولاده تماماً, وزوج بنات أخيه كما زوج بناته, الحفلة هي هي؛ العناء, الإرشاد, التوجيه, الإكرام, الهدايا .....
والله ذكر لي أخ, توفي أخوه, أقسم لي بالله: ما دخل بيته شيئاً من طعام, أو شراب, أو فاكهة, أو حلويات, إلا ودخل بيت أخيه المتوفى مثل ما دخل بيته, لوجه الله, يعني ما غابت إلا عينه. هكذا يحبنا الله عز وجل: أن نتعاون.
لذلك النبي قال:
((العم والد))
وقال:
((الأخ الأكبر والد))
((أحب بيوتكم إلى الله تعالى: بيت فيه يتيم مكرم))
هذه الأحاديث التي وردت في هذا الدرس :
((أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر))
((أحبَّ للناس ما تحب لنفسك))
((أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله))
((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))
((اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم, ولا تتخذوها قبوراً))
هذه الأحاديث الشريفة الصحيحة التي هي محور درس اليوم. والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا, وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.