وضع داكن
27-04-2024
Logo
دروس جامع الأحمدي - الدرس : 050 - أحاديث شريفة تبدأ بكلمة أربع
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

ما هو العضو الذي يعد أكثر نشاطاً في حياة الإنسان من بين أعضائه؟ :

 يقول عليه الصلاة والسلام, فيما رواه الطبراني عن ابن عباس, أنه صلى الله عليه وسلم قال:

((أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة؛ لسان ذاكر, وقلب شاكر, وبدن على البلاء صابر, وزوجة لا تبغيه خوفاً من نفسها ولا ماله))

 لسان ذاكر: أكبر نشاط للإنسان.
 الإنسان منذ أن يستيقظ حتى ينام, يتكلم, هذا الكلام كله محاسب عليه.
 قالوا:

((يا رسول الله! وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ويحك يا معاذ! أو ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على مناخرهم, إلا حصاد ألسنتهم؟))

 فينبغي أن نعلم علم اليقين: أن أكبر نشاط لنا في حياتنا نشاط اللسان, حركة اللسان, الكلام الذي يخرج من فمنا.

ما الجانب السلبي واﻹيجابي للسان؟ :

 أيها الأخوة, هناك سبع عشرة معصية متعلقة باللسان؛ منها الغيبة, والنميمة, والبهتان, واﻹفك, والسخرية, والمحاكاة, والتقليد, والاحتكار, معاص لا تعد ولا تحصى, كلها متعلقة باللسان, أما الجانب اﻹيجابي في اللسان: أن يكون ذاكراً.
 لذلك المؤمن: كل كلمة ينطق بها, ترفعه عند الله عز وجل, حتى إن النبي بماذا جاء؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي اهتدى بهديه شعوب الأرض, بماذا جاء؟ جاء بمخترعات!! جاء بالكلام الطيب.

قارن بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة من خلال الكتاب والسنة :

 قال تعالى: ومثل كلمة طيبة:

 

﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾

 

[سورة إبراهيم الآية:24]

﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾

[سورة إبراهيم الآية:25]

 يعني: الكلمة الطيبة صدقة, كلمة الحق صدقة, ذكر الله يرقى بك, فهذا اللسان بدلاً أن تهوي به.
 قال:

((إن الرجل ليتكلم بالكلمة, لا يلقي لها بالاً, يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً, إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى, لا يلقي لها بالاً, يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً))

 ما دام هذا اللسان؛ إما أن يرقى بنا إلى أعلى عليين, وإما أن يهوي بنا إلى أسفل سافلين, شيء خطير إذاً.
 ومن عد كلامه من عمله فقد نجا.
 يجب أن تعد كلامك من عملك, من عملك الذي ستحاسب عليه, لا أن يتوهم متوهم: أنه كلام, كلام بكلام؛ قد تطلق امرأة بكلمة, وقد تُفصل شركة بكلمة, وقد يشرد أولاد بكلمة, وقد تنطق كلمة الطلاق, فتحرم زوجتك وأولادك, فالكلام خطير جداً, الأنبياء جاؤوا بالكلمة:

 

﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾

 

[سورة إبراهيم الآية:25]

 فالإنسان بين أن ينطق بكلمة طيبة, وبين أن ينطق بكلمة خبيثة, إذا طلب العلم, نطق بالكلمات الطيبات.

إليكم هذا المثال للتوضيح فيما سبق ذكره :

 أنا أضرب لكم مثلاً .....
 هذه الترامس التي يوضع فيها الماء, لها فتحة من أعلى, ولها صنبور من الأسفل, انظر ما الذي تضعه من أعلى, يخرج من أسفل.
 فأنت وعاء, بماذا تُغذى كل يوم؟ تغذى بالقرآن, بالسنة, تغذى بالسيرة, تغذى ببطولات الإسلام, تغذى بالصحابة الكرام, تغذى بهذا الدين القويم, بهذا الشرع الحنيف, إذاً: بماذا تنطق أنت؟ من الذي غذيت به.
 فالمؤمن الذي يطلب العلم, إذا تكلم؛ تكلم كلاماً طيباً, ذكر حقيقة, أشار إلى عظمة الله, بين حكماً, أعطى جزءاً من عقيدة, بين فضيلة, نهى عن منكر, أمر بمعروف, لأن التغذية طاهرة, والتغذية طيبة.
 فالذي يخرج من الصنبور طيب, أما لو وضعنا في بعض الترامس ماء المجارير, وفتحنا الصنبور, ماذا نجد؟ نجد الذي وضعناه.
 فالذي يُغذى بأفلام ساقطة, بقصص مخزية, بمغامرات طائشة, بمواقف مشينة, بخيانات, هذا الذي يستقي من هذه الأجهزة؛ المنكرات, والخيانات, والسقوط, والعدوان على أعراض الناس, والاحتيال, إن أراد أن يتكلم, بماذا يقول؟ بالذي غذى نفسه به.
 فأنت بين أن تنطق بالكلمة الطيبة, إذا غذيت نفسك بالحق, وبين أن تنطق بالكلمة الخبيثة, إذا غذيت نفسك بالباطل.

ما حصيلة اللسان الذاكر؟ :

 يقول عليه الصلاة والسلام:

((أربع من أعطيهن, فقد أعطي خير الدنيا والآخرة؛ لسان ذاكر:

((إنك إن ذكرتني شكرتني, وإذا ما نسيتني كفرتني))

((يا موسى, أتحب أن أكون جليسك؟ قال: كيف ذلك يا رب, وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنني جليس من ذكرني, وحيثما التمسني عبدي وجدني))

 أنت بذكر الله ترقى, طبعاً: تذكر الله فيما بينك وبين نفسك, وتذكر الله للناس, تكون سبباً في هدايتهم, سبباً في عودتهم إلى الحق, سبباًًًً في إقبالهم على الله, لذلك:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾

 

[سورة آل عمران الآية:102]

 قال:

((أن تذكره فلا تنساه, وأن تشكره فلا تكفره, وأن تطيعه فلا تعصيه))

ما المقصود بالقلب الشاكر كما ورد في الحديث؟ :

 وقلب شاكر: -القلب الشاكر: قلب يعرف الله, لأن الشكر رد فعل لرؤية النعمة.
 لو أن إنسانا أحسن إليك بشيء بسيط, لو سمح لك أن تسكن بيتاً, وأنت في أشد الحاجة إلى البيت, لو أعطاك مركبة, وأنت في أشد الحاجة إلى مركبة, لو زوجك ابنته, فكانت زوجة راقية, لا تفتأ تشكره, أنت حينما ترى النعمة, تشكر المنعم.
 فالإنسان بين أن يكون مع النعمة, أو مع المنعم, أهل الدنيا مع النعم, لا مع المنعم؛ مع الطعام والشراب, والنساء, والنزهات, والبيوت, والولائم, والسفر, مع النعم, لكن المؤمن مع المنعم, المؤمن خرق النعمة إلى المنعم, وخرق العطاء إلى المعطي, وصل إلى المعطي, وصل إلى المنعم-.

ما واجب المسلم أن يفعل حينما يتعرض للمعالجة الإلهية؟ :

 لسان ذاكر, وقلب شاكر, وبدن على البلاء صابر:
 -الإنسان ينبغي أن يتحمل معالجة الله له, الإنسان لو اصطلح مع الله, لو تاب إلى الله, الطريق أمامه طويل, هناك أمراض كثيرة متركزة في نفسه, ربنا عز وجل لحكمته, يشفيه من هذه الأمراض مرضاً, فكلما شفي من مرض, وضع في ظرف معين, فظهر هذا المرض, فعاقبه الله, وأدبه, ونبهه, فتاب من هذا المرض, شفي من المرض الثاني, وهكذا .....
 فالإنسان يجب أن يتحمل مداواة الله له.
 أنت عند طبيب الأسنان, تعلم علم اليقين: أنه يعمل لصالحك, هو عليم, ويعمل لصالحك, تتحمل وخز الإبرة, تتحمل قلع الضرس, إذا كان التخدير لا يناسب قلبك, الألم لا يطاق أحياناً؛ لكن لأنك تعلم علم اليقين: أنه يعمل لصالحك, تسكت, وتشكر-.

اسمع أيها الزوج :

 وبدن على البلاء صابر, وزوجة لا تبغيه خوفاً في نفسها ولا مالها))

 

يعني: كل إنسان متزوج, وعنده زوجة؛ إن تركها وذهب إلى عمله, يطمئن على أنها لا تخونه, هذه نعمة كبيرة جداً, لا يعرفها إلا من فقدها, الذي يشك في سلوك زوجته, يكاد الخوف والقلق يأكل قلبه.
 فالإنسان حينما يرزق زوجة صالحة, لا ينبغي أن يقسو عليها, هي تحقق له هدف كبير؛ أنه مطمئن إلى أخلاقها, إلى عفتها, إلى طهارتها, إلى حصانتها, فلا ينبغي أن يقسو عليها.
 وزوجة لا تبغيه خوفاً في نفسها ولا ماله: لا يوجد إنسان كامل, هناك أخطاء كثيرة ترتكبها الزوجات؛ لكن كل هذه الأخطاء, إن قيست بالفضيحة, أو بالخيانة, ليست في شيء.
 إذاً: هذه الزوجة التي لا تبغيه خوفاً في نفسها ولا ماله, هذه ينبغي أن يشكر الله عليه.

ما محور هذه الأحاديث؟ :

((أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة؛ لسان ذاكر, وقلب شاكر, وبدن على البلاء صابر, وزوجة لا تبغيه خوفاً من نفسها ولا ماله))

((وأربع من سعادة المرء في الدنيا: أن تكون زوجته صالحة, وأولاده أبراراً, وخلطاؤه صالحين, وأن يكون رزقه في بلده))

 وفي بعض الروايات:

((والمنزل واسع, والمركب وطيء, والخلطاء صالحون, ورزقه في بلده))

 يعني: في أعمال شاقة, تقول: السفر اليومي, والسفر قطعة من العذاب, السفر قطعة ..... وهناك أعمال تقتضي أن تكون خارج بلد إقامتك؛ بمئة كيلو متر كل يوم, بمئتي كيلو متر, والسفر في خطر, في مشقة في الشتاء والصيف؛ فالذي سُمح له أن يكون رزقه في بلده, هذه نعمة لا تقدر بثمن.
 إذاً: أربع من سعادة المرء في الدنيا؛ أن تكون زوجته صالحة.
 يعني: الزوجة الصالحة هي حسنة الدنيا.

من هي حسنة الدنيا في هذه الآية؟ :

 أيها الأخوة, حينما قال الله عز وجل:

 

﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾

 

[سورة البقرة الآية:201]

 قالوا: ما حسنة الدنيا؟ قال: الزوجة الصالحة؛ التي إذا نظرت إليها سرتك, وإذا غبت عنها حفظتك, وإذا أمرتها أطاعتك؛ ستيرة عفيفة, ولود ودود, ذات مودة بالغة, تنجب لك أولاد.

أربع من سعادة المرء في الدنيا ....... :

((أربع من سعادة المرء في الدنيا: أن تكون زوجته صالحة, وأولاده أبراراً:

 -الولد البار: يحتاج إلى جهد كبير.
 من ربى ولده صغيراً, سُرَّ به كبيراً.
 يحتاج إلى رعاية, وإلى اهتمام, وإلى وقت, وإلى متابعة, وإلى تدريس, وإلى تهذيب, وإلى تأديب, وينبغي أن يكون معك دائماً, أين ما تذهب, يكون معك ابنك, ليتعلم منك, لتبعده عن رفقاء السوء؛ فإذا كان ابنك صالحاً, سعدت به أكثر من أي شيء تسعد به على الإطلاق, وهذا معنى قوله تعالى:

 

﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾

 

[سورة الفرقان الآية:74]

﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾

[سورة الفرقان الآية:74]

دقق في هذا الكلام :

 بقي شيء آخر-: وخلطاؤه صالحين:
 -والإنسان لا يستطيع أن يستقيم, ولا أن يتقي الله, إلا إذا كان خلطاؤه صالحين, والدليل: قوله تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾

 

[سورة التوبة الآية:119]

 إن لم تكن مع الصادقين, الصاحب ساحب, فهذا كلام دقيق أقوله لكم:
 إن لم تهيىء لنفسك بيئة طاهرة, لن تستطيع أن تستقيم على أمر الله, ما دام الخلطاء غير صالحين, ما دام الخلطاء متفلتين, ليسوا منضبطين, خلطاء الدنيا, يحبون الدنيا, يكرهون الآخرة, إن كنت معهم؛ جروك إلى جادتهم, وحملوك على سيرتهم, وأغروك بالمعصية, واستخفوا بك إذا كنت مطيعاً لله, وشمتوا بك إذا أصابتك مصيبة, وضعفوا همتك إذا أزمعت على معصية.
 لذلك: أخطر شيء في حياة المؤمن الأصدقاء؛ فإذا صاحب مؤمناً, إذا خالط مؤمناً, يذكره إذا نسي, يعينه إذا ضعف, يجعله يطيع الله عز وجل, هذا من نعم الله الكبرى؛ لا بد من أن تكون مع المؤمنين, لا بد من أن تحيط نفسك مع المؤمنين, لا بد من أن تنخرق في مجتمع المؤمنين, أما إذا كان اهتمامك بغير المؤمنين, هؤلاء يصدون عن سبيل الله, ويبغونها عوجاً, ويثبطون همتك, ويضعفون رغبتك-.

الزم رزقك في بلدك إن توفر ذلك :

 وأن يكون رزقه في بلده))

 

يعني أحياناً: أنا أعجب من أخ غريب, يسكن في الشام, وله دخل, وهذا الدخل يغطي مصروفه, ويسكن في بيت, وعنده زوجة, وأولاد, يتبع رزقاً بعيداً, يدع زوجته وأولاده سنة بأكملها؛ سنة بلا زوج, يدع أولاده بلا تربية, يأتي بمبلغ, ليس بالكثير.
 لو أن الإنسان وازن: أهذا المبلغ الذي أتى به, وهو بعيد عن زوجته, وأولاده؛ أولاده تفلتوا, وزوجته تضورت, أيعقل أن يكون هذا المبلغ, يعادل فراق الأولاد, والأهل, والزوجة؟.
 لذلك: ورزقه في بلده.
 الإنسان إذا فتح عليه باب رزق, فليلزمه, إذا كان رزقه في بلده, فليكن أشد تمسكاً به, لأن تبقى مع أهلك, وأولادك, هذه نعمة كبيرة.
 يعني: أنا أعرف رجلاً يعمل في السفر, في سفر بعيد, أولاده انحرفوا أخلاقياً, لأنه لا يوجد أب, لا يوجد أب, في رفقاء سوء.
 فكلما عرض عليك عملاً خارج أهلك, وأولادك, والمبلغ مغري, وازن بين هذا البلد, وبين رعاية زوجتك, وأولادك, قد تجد المبلغ أقل مما ضيعت, ضاع أكثر مما أخذ.

((أربع من سعادة المرء: أن تكون زوجته صالحة, وأولاده أبراراً, وخلطاؤه صالحين, وأن يكون رزقه في بلده))

ما الذي يبغضه الله كما ورد في الحديث هنا؟ :

((أربعة يبغضهم الله تعالى: البياع الحلاف

 -كثير الحلف بذمته, وبدينه, وبربه, وحق الكعبة, وحق المصحف, وبأولاده, بنظر عينه, بأعز ما يملك, رأس مالها أكثر, البياع الحلاف: يبغضه الله عز وجل.
 كان أبو حنيفة -رضي الله عنه- إذا حلف يميناً صادقة, يدفع ديناراً ذهبية.
 لأن الله عز وجل يقول:

 

﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ﴾

 

[سورة المائدة الآية:89]

 فالإنسان: لا يحلف لأتفه الأسباب-.
 والفقير المختال -فقير متكبر, حسناً: على أي شيء تتكبر؟- والشيخ الزاني –طبعاً: العين تزني, وزناها النظر.
 هذا الشيخ, المقصود به: الكبير في السن فقط, هذا الرجل المتقدم في السن, الذي يملأ عينيه من الحرام, يقول لك: نفسه خضرة؛ أينما جلس يثني على جمال النساء, وعلى حركتهن, وعلى رشاقتهن, ويفديهن بروحه, وماله, هذا الشيخ الزاني, ولو على مستوى النظر, ولو على مستوى الحديث, ولو على مستوى الحديث اللطيف.

 

((عبدي كبرت سنك, وانحنى ظهرك, وضعف بصرك, وشاب شعرك, فاستح مني, فأنا أستحي منك))

 

إلى متى أنت باللذات مشغول  وأنت عن كل ما قدمت مسؤول
تعصي الإله وأنت تُظهر حبه  ذاك لعمــري في المقال بديع
لو كان حـبك صادقاً لأطعت ه إن الحب لمـــن يحب مطيع

ابتعد عن هذا الطريق :

قال-: والإمام جائر))

[أخرجه مسلم في الصحيح, والنسائي في سننه, وابن حبان في صحيحه]

 الظلم يهتز له عرش الرحمن.
 عدل ساعة خير من أن تعبد الله ثمانين عاماً.
 فالإنسان ينبغي أن يعدل, ولو على أدق مستوى تتوهمه.
 اعدلوا بين أولادكم ولو في القُبُل.
 لا يحق لك أن تقبل ولداً, وألا تقبل الثاني, ولا أن تهدي أول ابن شيئاً, وتهمل الثاني؛ اعدل بين زوجاتك, إن كنت عندك تعدد, اعدل بين أولادك, اعدل بين موظفيك.
 الظلم يهتز له عرش الرحمن.

 

((يا عبادي, إني حرمت الظلم على نفسي, وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا))

 

[أخرجه مسلم في الصحيح, والترمذي في سننه]

 والإمام الجائر: وكنت أقول دائماً:
 العدل حسن, لكن في الأمراء أحسن, والورع حسن, لكن في العلماء أحسن, والتوبة حسن, لكن في الشباب أحسن, والحياء حسن, لكن في النساء أحسن, والصبر حسن, لكن في الفقراء أحسن, والسخاء حسن, لكن في الأغنياء أحسن.
 أجمل ما عند الغني السخاء, وما عند العالم الورع, وما عند الشباب الصبر, التوبة, وما عند الفقير الصبر, وما عند المرأة الحياء, وما عند العالم الورع .
 أرجو الله سبحانه وتعالى: أن تكونوا قد أفدتم من هذه الأحاديث, ونتابع هذه الأحاديث, إن شاء الله في درس قادم.

 

دعاء الختام :

 بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا, وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور