وضع داكن
19-04-2024
Logo
دروس جامع الأحمدي - الدرس : 044 - وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

حديث في غاية الأهمية:

 أيها الأخوة الكرام، فيما رواه الإمام الترمذي في مسنده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:

((إذا عظمت أمتي الدنيا, نزعت منها هيبة الإسلام، وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حرمت بركة الوحي))

 أيها الأخوة، ربنا جل جلاله في قصة قارون، ذكر هذه الحقيقة، خرج على قومه بزينته:

﴿آتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾

[سورة القصص الآية: 76]

 لأنه من عرف حقيقة الدنيا؛ لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء.

 

ما هو الفرح الذي لا يحبه الله, وما هو الفرح الذي أمرنا به؟:

 صديق لي قبل أسبوع عزى أحد أقربائه، قال: دخلت إلى بيت في غربي المالكي, وجدت مساحته سبعمئة متر، وصف لي هذا البيت بشكل لا يصدق, كم اعتنى صاحبه، اعتنى بكسوته؛ أحدث شيء، أجمل شيء، كم اعتنى في أساس البيت؟ قال -وأنا في التعزية-, قلت: أين صاحب البيت؟ من عرفها لم يفرح لرخاء -لأنه مؤقت-, ولم يحزن لشقاء -لأنه مؤقت-, قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي:

﴿آتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾

[سورة القصص الآية:76]

 يعني: إن الله لا يحب الفرحين بالدنيا، وفي آية أخرى:

﴿فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾

[سورة يونس الآية: 58]

 افرح بطاعتك لله، افرح أنك تعرف الله، افرح أنك تحمل نفسك على طاعته، افرح أن الله سبحانه وتعالى قدر على يديك أعمالاً صالحة، افرح أن بيتك إسلامي، افرح أن عملك ليس فيه شبهة، افرح أن كسبك حلال، افرح أن لك مجلس علم تحضره، افرح أن عقيدتك صحيحة، افرح أنك تحب الله ورسوله، افرح أنك ربيت أولادك تربية إسلامية:

﴿فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾

[سورة يونس الآية: 58]

 هذا الذي ينبغي أن تفرح له، لا أن تفرح بمبلغ كبير حصلته بطريقة أو بأخرى, لا تفرح بمنزل كبير زينته وهو مغتصب, لا تفرح بتجارة عريضة بنيت على معصية الله، لا تفرح بزوجة تروق لك لا تطيع الله، لا تفرح بولد يحمل أعلى شهادة, لكنه لا يصلي:

﴿لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾

[سورة القصص الآية:76]

 ويا أيها الأخوة، في هذه الآية كلمة -ليت المسلم يعرف قيمتها-:

﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ﴾

[سورة القصص الآية:77]

فكرة وعبرة:

 أيها الأخوة, قبل شهرين: صديق لي توفي أخوه، ذهبت لتعزيته, أنا في الطريق -التعزية خارج دمشق، في محافظة جنوبية-, قلت: ما قيمة المال إذا ترك الإنسان هذا المال، ولم ينتفع به، وسيحاسب عليه درهماً درهماً, كيف اكتسبته؟ ماذا قال الله عز وجل على لسان قوم قارون؟:

﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ﴾

[سورة القصص الآية:77]

متى يكون المال له معنى؟:

 أيها الأخوة, صدقوني: أن المال الذي يزيد عن حاجتك, لا معنى له إلا إذا أنفقته في الحق، إلا إذا وظفته في الحق.
 أحد أخواننا الدعاة، ذهب إلى بلد إسلامي, وبلغه أن أحد كبار الأغنياء تبرع لطلاب العلم بمبلغ بسيط -ثلاثمئة مليون دولار-, قال: أتمنى أن أراه، فدعي إلى طعام الإفطار، وقد حضر هذا الإنسان هذا الطعام، جلس, لم يأت هذا الغني الذي تبرع بهذا المبلغ الضخم، قال: أين فلان؟ قال: لقد جاء قبلك، انظر إليه، يجلس أمامك، قال: لشدة تواضعه لم أصدق أنه هذا الذي دفع هذا المبلغ, قلت: سبحان الله! يعني أحدنا يدفع خمسين ألفاً, يمشي كالطاووس، يسهم في بناء مسجد, يريد رخاماً، المحسن الكبير فلان، يعني:

﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ﴾

[سورة القصص الآية:77]

 المال الذي يزيد عن حاجتك لا معنى له، إلا إذا وظفته في الحق؛ إنسان أنشأ دار أيتام، إنسان أنشأ مستشفى، إنسان أنشأ معهداً شرعياً، إنسان ترك مؤلفاً، تعهد طلاب علم، تبنى طلاب علم، تبنى دعاة إلى الله، مسح الدموع عن وجوه الأطفال الصغار، أبواب إنفاق المال لا تعد ولا تحصى، والأغنياء لو ذاقوا طعم الإنفاق, وكيف أن المال يجعلهم في أعلى عليين في الجنة, لما أنفقوا إلا حاجاتهم الأساسية، وأنفقوا أموالهم في سبيل الخير.

ماذا نستنبط من خلال هاتين الآيتين؟ :

 أيها الأخوة, فخرج على قومه بزينته، الآن: قال الذين يريدون الحياة الدنيا:

﴿يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾

[سورة القصص الآية: 79]

 قال الذين أوتوا العلم:

﴿ويْلكُم ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً﴾

[سورة القصص الآية: 80]

 فأنت إذا رأيت بناء جميلاً، سيارة فارهة، صرحاً مشيداً، بستاناً فريداً، مقصفاً جميلاً، مكتباً فخماً، وقلت: هنيئاً لصاحبه, فأنت من أهل الدنيا، أما إذا قلت لإنسان حفظ كتاب الله، وأجرى الله الخير على يديه، تمتع بعلم فريد، بعمل طيب، بسمعة طيبة، له أثر كبير، له أعمال صالحة كبيرة, إذا قلت: هنيئاً لهذا, فأنت من أهل الآخرة، من الذي هو عندك كبير؛ أهل الدنيا، أصحاب الملايين، أصحاب المناصب الرفيعة.
 المؤمن الصادق يعظم أهل الإيمان، ولا يكترث بأهل الدنيا، قال:

((من جلس إلى غني فتضعضع له, ذهب ثلثا دينه))

((إذا عظمت أمتي الدنيا, نزعت منها هيبة الإسلام))

قصة لها مفادها:

 ما معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام:

((لن تغلب أمتي من اثني عشر ألف من قلة))

 اثني عشر ألف من قلة؛ مع أن المسلمين اليوم يعدون ملياراً ومئتي مليون.
 أنا ذكرت قبل أسابيع في إحدى الخطب -في الخطبة الثانية-: أن هناك قصة سأتلوها على مسامعكم, ليس لها علاقة إطلاقاً بموضوع الخطبة، ولكن لها علاقة بهذا الكم الكبير من المسلمين، مليار ومئتا مليون، هذه القصة:
سيدنا الصديق أرسل سيدنا خالداً لفتح بلاد فارس، سيدنا خالد رأى جيش العدو يزيد عن مئة وثلاثين ألفاً، بينما جيشه لا يزيد عن ثلاثين ألفاً، فطلب من الخليفة الصديق أن يمده بجيش، ليواجه به جيش الفرس، سيدنا الصديق أرسل له واحداً, واحداً بيديه, اسمه: القعقاع بن عمرو، فلما دخل على سيدنا خالد, قال: أين النجدة؟ -ينتظر خمسين ألفاً، ينتظر ثلاثين ألفاً، ينتظر عشرة آلاف, هو رجل واحد-, قال: أنت!؟ قال: أنا النجدة، خذ هذا الكتاب, فض الكتاب, قرأ ما فيه:
 من عبد الله أبي بكر الصديق، إلى سيف الإسلام خالد بن الوليد: أحمد الله إليك, لعلك تعجب أني أرسلت لك القعقاع بن عمرو نجدة لك، فو الله الذي لا إله إلا هو، إن جيشاً فيه القعقاع بن عمرو لا يهزمه أحد.
 واحد، واحد، نحن الآن مليار ومئتا مليون؛ وليست كلمتنا هي العليا، وليست مقدراتنا في يدنا، وللكفار علينا ألف سبيل وسبيل:

﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾

[سورة النساء الآية:141]

 أما الواقع: لهم علينا ألف سبيل وسبيل، ورأيتم ما جرى في الخليل قبل أيام؛ ماذا رسموا؟ وماذا كتبوا؟ وماذا صوروا؟ هذا من ضعف إيماننا، هذا لأننا عظمنا أهل الدنيا:

((إذا عظمت أمتي الدنيا, نزعت منها هيبة الإسلام))

هذه سيرة عمر بن الخطاب:

 سيدنا عمر جاء إلى المقدس, وهو خليفة المسلمين -يعني مظهره عادي- معه غلام، ومعه دابة، يركب عمر مرة، والغلام مرة، ويريحا الدابة مرة، فلنا وصل إلى مشارف القدس, استقبله الوالي، قال له: يا أمير المؤمنين، هذا لا يليق.
 قال: الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
 طبعاً: جاء رسول قيصر ليرى عمر بن الخطاب، سأل عنه، لم يجده في دار الخلافة, قال: انظر لعله في ظاهر المدينة، ذهب إليه, فإذا هو متوسد عباءته، وقد استلقى على الأرض، غاب في نوم عميق، وقال هذا الرسول كلمة، قال: عدلت، فأمنت، فنمت.
 سيدنا عمر جاءته كنوز كسرى وضعت أمامه، لم يتراءى الرجلان, يقف الرجل أمام هذا الكنز, لا يرى الذي في الطرف الآخر، لأنه جبل من الذهب، سيدنا عمر قال: سبحان الله! ما أعظم أمانة هؤلاء الذين أدوه إلينا، إنهم لأمناء! أجابه علي بن أبي طالب، قال: يا أمير المؤمنين، لقد عففت فعفوا، ولو وقعت لوقعوا.

متى تنزع هيبة الإسلام في قلوب أعدائه؟:

((إذا عظمت أمتي الدنيا, نزعت منها هيبة الإسلام.

 -يعني: الإسلام له هيبة.
 قال عليه الصلاة والسلام:

((نصرت بالرعب مسيرة شهر))

[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, والنسائي في سننه]

 أمته حينما تركت سنته, هزمت بالرعب مسيرة سنة، حينما:

((عظمت أمتي الدنيا, نزعت منها هيبة الإسلام))

 حينما كان عليه الصلاة والسلام وأصحابه على ما يرضي الله, نصروا بالرعب مسيرة شهر، أما حينما تركت أمته أمر دينها, هزمت بالرعب مسيرة سنة، وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي.
 هذه المجاملة بيننا، نسكت على الخطأ، نمدح الخطأ، نتقرب إلى بعضنا بعضاً، بالثناء على الأخطاء, الإنسان الغني محترم جداً، لا يصلي, لا يوجد مانع، لا يوجد مشكلة، زوجته متفلتة, لا يوجد مشكلة، يشرب في المناسبات, لا يوجد مشكلة, فحينما نعظم أهل الدنيا, نزعت منا هيبة الإسلام.

 

متى تنزع بركة الوحي من هذه الأمة؟:

 قال-:

وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حرمت بركة الوحي))

 إذا تركت الأمر بالمعروف, وهذه الفريضة السادسة، والله عز وجل جعل ربع النجاة بالتواصي بالحق.
 الآن: تجد العم تأتيه بنات أخيه بشكل فاضح, لا يتكلم ولا كلمة؛ يرحب بهن، ويثني عليهن، ويكرمهن, وهن متفلتات من منهج الله, وكان من الممكن أن يقول كلمة: هذه الثياب لا تجوز.
 الإنسان إذا ترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، حرم بركة الوحي، فما كل مجاملة مقبولة؛ جامل في الدنيا، أما في الآخرة لا تجامل.
 مرة -لعلي ذكرت لكم هذه القصة- سائق تاكسي, جاءه شاب وشابة إلى الشام, يركبان معه إلى الشام، من بيروت إلى الشام، جلسا في المقعد الأخير، قالا: انتظر حتى تأتي محفظة, يأتي متاعنا, فانتظرا قليلاً، هذا الذي سيأتي بالمتاع تأخر، ثم جاء متأخراً, أعطى هذا الشاب المتاع، هذا الشاب أمسك بيده, وضرب هذا الرجل الكبير في السن على رأسه، قال له: لماذا تأخرت إلى هذا الوقت؟ السائق لم ينتبه، قاد المركبة ومشي، في الطريق سمع امرأته تقول للشاب -زوجها-: لم ضربت أباك؟! وقف السائق, قال له: هذا أبوك, هيا انزلا, وقال: أخشى أن نصاب بحادث.
 هذا السائق البسيط: أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر, لو كان كل منا لا يسمح لإنسان أن يتجاوز حده, يقف إنسان في مركبة عامة؛ يسب الدين بشكل يندى له الجبين، كل الناس لا ينطقون، لا يوجد مشكلة.
 حينما ندع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ تنزع منا بركة الوحي.

 

ما خيرية هذه الأمة, ومتى تفقد هذه الخيرية؟:

 أيها الأخوة, أما لما الإنسان يحاول أن يتحدى، وأن يعصي الله جهاراً، ويجد أناساً كثيرين يقاطعونه، وينصحونه، ويشددون عليه؛ تجد الباطل ضاق؛ أما كلما إنسان ارتكب معصية؛ هناك من يثني عليه، كلما ترك فريضة, هناك من يثني عليه، لذلك الباطل يتوسع و الحق يتضاءل، لذلك: عد العلماء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الفريضة السادسة، فبركة الوحي تتأتى من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لذلك قال تعالى:

﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾

[سورة آل عمران الآية:110]

 هذه الخيرية علتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فقدنا هذه الخيرية، وعندئذ ليس لنا أية ميزة على الإطلاق.

ما المقصود بأمتي (الدعوة والاستجابة)؟:

 أيها الأخوة, قال العلماء: هناك أمة الدعوة وأمة الاستجابة, قال تعالى:

﴿يا أيها الذين آمنوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

[سورة الأنفال الآية:24]

 الذين استجابوا وأطاعوا الله عز وجل؛ هم أمة الاستجابة، والذين لم يستجيبوا هم أمة الدعوة، وأمة الدعوة لا شأن لها عند الله إطلاقاً، لذلك تجد أن أعداء الإسلام كثيرون جداً.

لا تعتب:

 حدثني خطيب من أوجه خطباء دمشق، قال لي: أنا سافرت إلى ألبانيا -يبدو أنها بلده-, وخطب في أكبر مساجدها، وقال لي: آلاف مؤلفة, أنا أتكلم وهم يبكون، وفي جيب كل منهم قارورة عرق, يشربون في أثناء الخطبة ويبكون، فإذا كان شعوب بأكملها تشرب الخمر، وتأكل لحم الخنزير، وتأكل الربا، فإذا أراد الله أن يؤدبهم؛ أنعتب عليه؟! هناك تقصير....

جهل فاحش:

 حدثني أخ كريم, ذهب إلى موسكو في عهد الاتحاد السوفييتي سابقاً, فالتقى برجل في جمعية تعاونية، لما علم أنه مسلم, بكى بكاء مراً، وأراد أن يكرمه, فاشترى له زجاجة فودكا.
 هناك جهل كبير، الجهل كبير جداً؛ ففي جهل، في معاصي، في موبقات، في مال حرام، في زنا، في شرب خمر، في تجارات محرمة.

((إذا عظمت أمتي الدنيا؛ نزعت منها هيبة الإسلام، وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حرمت بركة الوحي))

 هذا الحديث يجب أن يبقى ماثلاً أمامنا:

((إذا كانَت أُمراؤُكم خيارَكم، وأغنياؤُكم سُمحاءَكم، وأمورُكم شورَى بينكم، فَظَهْرُ الأَرضِ خَير لكم من بطنها، وإذا كانت أمراؤُكم شِرارَكم، وأغنياؤُكم بُخَلاءَكم، وأُمورك إلى نسائكم، فبطنُ الأَرض خير لكم من ظهرها))

[أخرجه الترمذي في سننه]

مقولة لعلي بن أبي طالب:

 سيدنا علي -رضي الله عنه- يقول: قوام الدين والدنيا أربعة رجال: عالم مستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم، وغني لا يبخل بماله، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه, فإذا ضيع العامل علمه، استنكف الجاهل أن يتعلم -العالم إن لم يطبق علمه, استنكف الجاهل أن يتعلم، يقول لك: أنا أحسن منه، هو دارس لكنه غير مستقيم، أنا مستقيم، لست بحاجة لأن أتعلم-, وإذا بخل الغني بماله, باع الفقير آخرته بدنيا غيره، عندئذ يبيع نفسه للشيطان.

نهاية المطاف:

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور