وضع داكن
29-03-2024
Logo
علم القلوب - الدرس : 44 - الإخلاص 11 - النية من ارتياد المساجد والاعتكاف بها 2 اثنتا عشرة نية مستحبة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

ينبغي للمؤمن إذا قعد في المسجد أن ينوي في قعوده اثنتي عشرة نية مستحبة هي :

1 ـ الصلاة في الجماعة والمحافظة عليها :

 ماذا ينبغي أن تكون نية العبد حينما يرتاد بيوت الله عز وجل؟
 قال: الجلوس في المساجد, والاعتكاف بها, من فضائل الأعمال, ولا يداوم على ذلك إلا أهل الإخلاص.
 فقد ورد: "المساجد بساتين المؤمنين, والمنافق في المسجد كالطير في القفص".
 قال: ينبغي للمؤمن إذا قعد في المسجد أن ينوي في قعوده اثنتي عشرة نية مستحبة, يكتب له في كل نية جزاء وافراً، فإنما الأعمال بالنيات.
 النية الأولى: الصلاة في الجماعة والمحافظة عليها، فقد قال عليه الصلاة والسلام:

((صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته بسبعة وعشرين ضعفاً))

[أخرجه أبو يعلى والإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه وعبد الرزاق في مصنفه عن أبي سعيد الخدري]

 هذه أول نية: أداء صلاة الجماعة امتثالاً لسنة النبي عليه الصلاة والسلام.
 وقال بعض العلماء: "الجماعة أربع خصال؛ اتباع السنة, وتضعيف الثواب, والخروج من الشهوة, والبراءة من الرياء".

 

2 ـ موافقة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 فقد قال عليه الصلاة والسلام:

((إن اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّى هَذَا الْمُتَخَلِّفُ في بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ))

[أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن مسعود]

 إذاً: اتباع السنة أيضاً.
 وقال عليه الصلاة والسلام:

(( مَن سَنَّ في الإِسلام سُنَّة حَسَنَة فله أجرُها وأجرُ من عمل بها من بعده، من غير أن يَنْقُصَ من أجورهم شيء، ومن سَنَّ في الإِسلام سُنَّة سيِّئة كان عليه وِزْرُها وَوِزْرُ مَنْ عمل بها من بعده، من غير أن ينقُصَ من أوزارهم شيء ))

[أخرجه مسلم عن جرير بن عبد الله البجلي]

 و قد قيل:

((ينادى في كل يوم من ترك سنة محمد لم يرد الحوض ولم تدركه شفاعة محمد))

[ورد في الأثر]

3 ـ أن ينوي مكاثرة جمع ليحصل له فضل عظيم :

 ما معنى مكاثرة جمع؟
 ورد أنه:

((من كثر سواد قوم فهو منهم))

[أخرجه أبو يعلى عن عمرو بن الحارث]

 إذا إنسان كثر سواد أهل المعصية قواهم, وإذا كثر سواد المؤمنين فقد قواهم, وهو منهم, أنت تقوي من بهذه الصلاة؟
 وقد ورد أيضاً أنه:

((عليكم بالثواب الأعظم, فإن الذئب يأخذ بالقاصية والشاردة, عليكم بالثواب الأعظم))

[ورد في الأثر]

 وفي بعض الأحاديث:

((هُمُ القوم لا يشقى بهم جليسهم))

[أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة]

4 ـ المرابطة بانتظار الصلاة بعد الصلاة :

 قيل في أحد معاني قول الله عز وجل:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا﴾

[سورة آل عمران الآية:200]

 أي في المساجد، ومنه قول النبي:

((ألا أدلكم على ما يمحو الخطايا ويُرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: كثرة الخطا إلى المساجد, وإسباغ الوضوء على المكاره, وانتظار الصلاة بعد الصلاة, فذلكم الرباط, فذلكم الرباط))

[ الطبري عن جابر بن عبد الله]

5 ـ ينوي كف سمعه وبصره ولسانه وجوارحه عن المحرمات :

 توفي لعثمان بن مظعون -رضي الله عنه- ابن, فجلس في البيت, فنصب محراباً, وترك المسجد, فتفقده النبي -عليه الصلاة والسلام- فقال:

((إنها لم تكتب علينا الرهبانية يا عثمان، إن رهبانية أمتي الجلوس في المساجد))

[ أبو نعيم في المعرفة عن أنس ]

 وعن أنس -رضي الله عنه- قيل:

((يا رسول الله! ترك الغيبة أحب إليك أم صلاة ألف ركعة؟ فقال: ترك الغيبة))

[نزهة المجالس عن أنس]

6 ـ ينوي الاعتكاف في المسجد إلى حين خروجه :

 فقد قال أنس بن مالك: "إن من الأعمال أعمالاً لا يُحصى ثوابها, وإنها الاعتكاف".
 ودخل بعض الصالحين إلى المسجد, فرأى فيه واحداً من الفقراء معتكفاً, فقال: "ما جلوسك في هذه الساعة؟ قال: عصيت صاحب البيت, فلزمت الجلوس في بيته, وآليت ألاَّ أخرج حتى يُغفر لي".

7 ـ ينوي استماع العلم إن اتفق ذلك له والجلوس في حلق الذكر :

 وقد ورد:

((من غدا إلى المسجد ليذكر الله عز وجل, أو يذكر به, كان كالمجاهد في سبيل الله))

[الطبراني عن أبي أمامة]

 وقد قال عليه الصلاة والسلام:

((كن عالماً, أو متعلماً, أو مستمعاً, أو محباً, ولا تكن الخامسة فتهلك))

[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والطبراني في المعجم الأوسط والطبراني في المعجم الصغير والبزار في مسنده عن أبي بكرة]

8 ـ ينوي لعله يُصادف أخاً له في الله لينفعه أو ينتفع به أيام حياته أو بعد وفاته:

 النية الثامنة: ينوي لعله يُصادف أخاً له في الله لينفعه, أو ينتفع به أيام حياته, أو يستشفع به بعد وفاته، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- في الحديث القدسي:

((يقول الله عز وجل يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي, حيث لا ظل إلا ظلي))

[أخرجه مسلم ومالك في الموطأ عن أبي هريرة]

 وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "ما أُعطي عبد بعد الإسلام خيراً من أخ صالح".
 فلعلك تلقى بهذا المسجد أخاً صالحاً.
 وقال عليه الصلاة والسلام:

((من أراد الله به خيرا رزقه خليلاً صالحاً إن نسى ذكره، وان ذكر أعانه))

[ أبو داود عن عائشة]

9 ـ ينوي انتظار نزول الرحمة من الله :

 قال عليه الصلاة والسلام:

((الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ما لم يحدث ))

[ رواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق ]

10 ـ ينوي ترك الذنوب حياء من أخوانه في المسجد وخشياً من مقتهم :

 كما جاء عن النبي -صلى الله عليه- أنه:

((استح من الله كما تستحي من الرجل الصالح في قومك))

[ابن كثير عن سعيد بن يزيد عن ابن عم له]

 وقال بعض العلماء: "عليك بمجالسة من إذا رأيته وقع على باطنك هيبته, وأنساك الأهل والولد رؤيته, ولا تعصي مولاك ما دمت قريباً منه".

 

 

11 ـ ينوي الخلاص من عذاب الله أن ينزل :

 

 

 النية الحادية عشرة: ينوي الخلاص من عذاب الله أن ينزل, فيكون مقصراً في أمله, زاهداً في عمارة وقته الدنيوي، قال مالك بن دينار: "لو نزل من السماء عذاب عوفي من ذلك أهل المساجد".
 وقيل: الصواعق لا تصيب ذاكر الله عز وجل.

12 ـ ينوي ملاقاة الأخ لله وزيارته لله :

 النية الثانية عشرة: ينوي ملاقاة الأخ لله, وزيارته لله, والنظر إليه في بيت الله, فيحصل له الثواب من الله عز وجل:

(( وَجَبَتْ محبَّتي للمُتَحَابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاورينَ فيَّ، والمتباذلينَ فيَّ))

[أخرجه الترمذي ومالك عن معاذ بن جبل]

 وقد ورد في الأثر:

((امش قليلاً وصلِّ خلف إمام تقي, وامش ميلين وعُد مريضاً, وامش ثلاثة أميال وشيع جنازة, وامش أربعة أميال لحضور مجلس عالم يذكر الله, وامش خمسة أميال وأصلح بين اثنين متقاطعين, وامش ستة أميال وزر أخاً في الله))

[ورد في الأثر]

 هذه النيات كلها يجمعها العبد في عمل واحد, إذا كان عالماً, عارفاً, يُعطى بكل نية أجراً عظيماً؛ فشتان بين من يحصل له عمل واحد, أجور كثيرة.
 أيها الأخوة, هذه صلاة الجماعة، وقد ورد فيها أيضاً أنه:

((من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي, ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح))

[ورد في الأثر]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور