- التربية الإسلامية
- /
- ٠6علم القلوب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الإخلاص :
الإخلاص أيها الأخوة هو فرض في سائر الأعمال والأقوال في الدين؛ عبادة القلب: الإخلاص, وعبادة الجوارح: أن تنفذ أمر الله عز وجل.
أي من الخارج انصياع لأمر الله, من الداخل الإخلاص, والإخلاص روح الدين, وجسم بلا روح, ميت لا معنى له.
وجوه الإخلاص :
1 ـ إخلاص الملة بجملة الملل :
وجوه الإخلاص ستة:
الوجه الأول: إخلاص الملة بجملة الملل, قال تعالى:
﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾
الحق واحد, والله عز وجل قال:
﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾
فلابدّ من أن تكون مع التوجيهات الإلهية, ومع الملة الصحيحة.
الإخلاص أن يكون الإنسان مع الحق و لو ضربت مصالحه و فقد مكاسبه :
أيها الأخوة, هذا الإخلاص أن تكون مع الحق؛ هناك باطن مغلف بالحق, هناك حق يشوبه باطل, فالحق الصافي الصرف هو ما يقودك الإخلاص إليه:
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾
المصالح تتناقض مع الإخلاص.
لو أن الإنسان له مصلحة في شيء, منتفع بطريقة لا ترضي الله عز وجل, الانتفاع بطريقة محايدة, أو بعيدة عن سنة رسول الله, إذا انتفع منها تمسك بها, إن تمسك بها ليس مخلصاً, الإخلاص أن تكون مع الحق حيث كان, ولو ضرب الحق مصلحتك.
المشكلة: هو المصلحة، فالإنسان إذا انتفع من اتجاه معين انتفاعاً مادياً يتمسك به, ويقاتل من أجله, هو يقاتل من أجله لا من أجل مصلحته؟ لا.
قد يكون الإنسان قانعاً أشد القناعة أنه ليس على حق, ولكن هذا الاتجاه جلب له مكاسب جمة, فهو متمسك به.
الإخلاص أن تكون مع الحق؛ ولو ضُربت مصالحك, ولو فقدت كل مكاسبك, الإخلاص أن تكون مع الحق.
2 ـ إخلاص الدين من الفرق والشيع والأهواء الفاسدة والبدع المضلة :
الوجه الثاني للإخلاص قال: إخلاص الدين من الفرق والشيع, والأهواء الفاسدة, والبدع المضلة, وقد قال الله عز وجل:
﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾
الله عز وجل قال:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾
الذي يرضي الله أن تنتمي إلى مجموع المؤمنين, لا أن تشكل لوحدك جماعة صغيرة, وأن تكفر كل ما عداها, هذا الشيء لا يرضي الله عز وجل, بالطريقة هذه فرقت المسلمين, وفرقت شملهم, وجعلتهم شيعاً وأحزاباً, ضعفوا وقوي عليهم عدوهم، وهذه أكبر مشكلة يعاني منها المسلمون، أن كل فئة تدّعي أنها وحدها على حق, وما سواها باطل, أما الإيمان الصادق فكل إنسان صحت عقيدته, واستقامت سريرته, واستقام عمله, أخوك في الله؛ لو كان من مسجدك, أو من غير مسجدك, من جماعتك, أو من دون جماعتك, الانتماء إلى مجموع المؤمنين لا إلى فقاعة صغيرة لا تشكل شيئاً من عالم المسلمين.
فهذه الآية تغطي هذا الوجه الثاني: إخلاص الدين من الفرق, والشيع, والأهواء الفاسدة, والبدع المضلة:
﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾
براءة الرسول الكريم من أهل البدع :
قالت عائشة -رضي الله عنها-, سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هؤلاء فقال:
((هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء، ليس لهم توبة أنا منهم برئ، وهم منى برآء))
أهل البدع أحدثوا في الإسلام شيئاً لم يكن من قبل, أحدثوا في عقيدة المسلمين أو في عبادات المسلمين عبادة ليست من سنة رسول الله؛ لأن السنة متوازنة من عند حكيم عليم, من عند خبير, من عند خالق الأكوان.
فالإنسان عندما يعدد, يضيف, يحذف, كأنه يتهم هذا الدين بالنقص أو بالزيادة, ومادام الإنسان اخترع شيئاً فهذا لا ينجح.
أوضح شيء:
﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾
لأنها فوق طاقتهم.
الميل الجنسي متغلغل في أعماق النفس وقد أراده الله ليكون حفظاً للنوع من الاندثار :
الميل الجنسي متغلغل في أعماق النفس, هكذا أراده الله عز وجل, أراده ليكون حفظاً للنوع من الاندثار, فلمَ نحرم الزواج ولو النية طيبة؟ ولو النية النسك والتعبد والانقطاع لله عز وجل؟ هذا الشيء ما أمر الله به, ولا سمح به, ويتناقض مع بنية النفس ومع فطرتها.
فالرهبانية التي ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء مرضاة الله, لما كتبوها على أنفسهم, أعلنوا أنهم في سبيل الله, لأنها لم تشرع لهم, فما رعوها حق رعايتها. لذلك تجد الانحراف الشديد جداً، فالذين عزفوا عن الزواج, وقعوا في انحرافات أخطر.
فقال عليه الصلاة و السلام:
((هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء، ليس لهم توبة أنا منهم برئ، وهم منى برآء))
والحديث:
((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قال الصحابة : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي))
استقامة العقيدة أخطر من استقامة السلوك :
النبي -عليه الصلاة والسلام- قال:
((خير القرون قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم))
ثلاثة قرون شهد النبي بالخير لهم؛ أصحاب النبي, والتابعون, وتابعو التابعين, هذه القرون الثلاثة؛ فُهم الدين فهماً صحيحاً, وطُبق الدين تطبيقاً صحيحاً, وأي فهم معاصر للدين, بعيد عن فهم الصحابة, وفهم التابعين, وفهم تابعي التابعين, فهو فهم منكر, وانحراف عن خط سيره.
إذاً: اتبعوا ولا تبتدعوا, بشروا ولا تنفروا, يسروا ولا تعسروا, وإياكم والحدثة والبدعة, وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار, وإياكم والتبتدع والتعمق, فإن شرار عباد الله المتعمقون المتشدقون, ومن أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة, ومن شذ شذ في النار.
في قول لا أدري يقول إبليس: "سولت لأمة محمد بالمعاصي, فقطعوا ظهري بالاستغفار".
أي إبليس يسول للإنسان المعصية, لكن الإنسان معه سلاح فتاك هو الاستغفار.
سيدنا علي -رضي الله عنه- يقول: "ما قطع ظهري في الإسلام إلا رجلان: مبتدع ناسك, وعالم فاجر؛ فالعالم الفاجر يُزهد الناس من علمه لما يرون من فجوره".
أي شخص متعمق, معه شهادة عالية جداً في أصول الدين, وإذا تكلم بدل قائمة, وإذا شرح نصاً أبدع في النص, وله مؤلفات, تدخل إلى حياته الخاصة, لا يوجد التزام, أي يعطي نفسه ما تشتهي, بل تجده يقترف بعض المعاصي؛ فالناس رغم علمه, واختصاصه, وتفوقه, وطلاقة لسانه, وذاكرته القوية, ومؤلفاته, يزهدونه, لأن سلوكه لا يتناسب مع علمه.
هناك طرفة: إنسان أنيق جداً, تكلم كلاماً بذيئاً جداً, فقال له إنسان آخر: إما أن تلبس مثل كلامك, وإما أن تتكلم مثل لبسك، أي هذه الأناقة العالية تحتاج إلى كلام مهذب.
أيضاً: إنسان معه اختصاص عال في أصول الدين, له طريقة بارعة في عرض الدين, هذا المستوى الرفيع بالعلم لا يتناسب معه بدع, وفسق, وفجور, وتفلت.
الثاني: أشد خطراً, الأول: العالم الفاجر, زهد الناس بعلمه, لما يرون من فجوره, أما المبتدع الناسك فشخص مستقيم, لكن جاء بشيء في الدين لم يكن من قبل.
فالذي يُسلِّك بدعته في الناس صلاحه واستقامته, والحقيقة استقامة العقيدة أخطر من استقامة السلوك, لأن المبتدع لا يتوب, السبب: المبتدع يظن أنه على حق وحده, وما سواه على باطل, دائماً المبتدع يتهم الآخرين بالانحراف, فإذا كان مستقيماً استقامة ظاهرية يجذب الناس إليه مع أنه مبتدع.
ترتيب الله عز وجل المعاصي ترتيباً تصاعدياً :
وكما هو معلوم الله عز وجل رتب المعاصي ترتيباً تصاعدياً؛ بدأ بالفحشاء والمنكر, والإثم والعدوان, ثم الشرك, ثم الكفر, وجعل في قمة هذه المعاصي:
﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
التوجيه الخاطئ أن تبني الإنسان بناء غير صحيح, أن تؤله شخصاً, أن تتساهل بالتكاليف, أن تشدد بتكاليف معينة.
الشيء الذي يؤلم أن كل جماعة تأخذ ناحية تبالغ فيها, وتعتز بها, وتأخذ نظر الناس, وتتساهل تساهلاً خطيراً بنواح أخرى, فالذي يحصل كل فئة تدّعي أنها على حق وحدها, لما تبالغ به في بعض فرائض الدين, وفي نقاط أخرى هناك تساهل فيها, أصبحنا أمام مجموعة أديان:
وكل يدعي وصلاً بليـلى وليـلى لا تقر لهم بذاك
***
على الإنسان أن ينتمي لمجموع المؤمنين لا لفقاعات صغيرة :
أصبح الإنسان إذا أراد أن يتميز, يتفوق, يأتي بشيء من الدين, لم يكن من قبل, يركز عليه, وكل فرقة لها طريقة عجيبة في التركيز على شيء, والإخلال بشيء آخر, يصبح في النهاية كل شخص يرى نفسه هو على حق, والمسلمون ينزلون ببعضهم طعناً, وعداوة, وبغضاء, وهذا لصالح العدو, أما لو أن السنة وسعتنا جميعاً, وطبقناها جميعاً, ولم نبتدع في الدين, لاجتمعنا, ولأصبحنا قوة كبيرة؛ لأن المبتدع دائماً يأتي بشيء لم يكن في الدين, يدّعي أنه على حق, نزعته عدوانية, يؤله الأشخاص, يخفف التكاليف أو يزيدها, يؤله الأشخاص, له نزعة عدوانية, وهذه أمراض المسلمين.
الشيء المؤلم جداً أن أمراض المسلمين في الشرق هي نفسها في الغرب, أينما ذهبت, حتى في أقصى البلاد, تجد من هؤلاء؛ أنت لست من جماعتنا, هذا المسجد للجماعة الفلانية, إذا دخل شخص من جماعة أخرى الويل له, كأنه كافر, هذه أمراض المسلمين.
فلذلك الصواب أن تنتمي إلى مجموع المؤمنين, أن يكون المؤمنون جميعاً أمة واحدة, أما الانتماء إلى فقاعات صغيرة فهذا يفرق.
3 ـ إخلاص العمل من دقائق الآفات وخفايا العلل :
الوجه الثالث في الإخلاص: إخلاص العمل من دقائق الآفات وخفايا العلل, قال تعالى:
﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾
من خاف المقام بين يدي العلاَّم فليعمل عملاً صالحاً؛ أي على أساس الإخلاص والتمام, ولا يشرك ولا يرائي بطاعة ربه أحداً من الأنام.
قال عليه الصلاة والسلام:
((يُنادى المرء يوم القيامة على رؤوس الخلائق بأربعة أسماء يُنسب إليها, يقال له: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا ظالم, ضل سعيك, وبطل عملك, اذهب فالتمس الأجر, ممن كنت تعمل له))
أكثر شيء مؤلم أن الإنسان يجير لإنسان, إنسان يعمل لإنسان, هذا هو الشرك؛ لا يليق بك إلا أن تكون لله, لا يليق بك إلا أن تعمل لله, فإن جيرت عملك لإنسان كنت عبداً لهذا الإنسان.
قال له:
((اذهب فالتمس الأجر ممن كنت تعمل له))
على الإنسان أن يخلص لله عز وجل الذي يعطيه و يحفظه :
وقال عليه الصلاة والسلام:
((مَن سَمَّع, سَمَّعَ الله به, -أراد الشهرة الله يرفع شأنه- وَمَنْ رَاءَى, رَاءَى الله به))
وكم من موسّع عليه في الدنيا مقتر عليه في الآخرة، وكم من مقتر عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة، ومستريح, ومستراح منه:
﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾
﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾
أي لا يرائي بطاعته أحداً, فإن هذا الأحد –الشخص- لا يضرك ولا ينفعك, ولا يرزقك ولا يحفظك, ولا يعطيك, ولا يميتك ولا يحييك, أخلص عملك لمن يقدر لك هذه الأشياء كلها.
الموحد إذا مدحته يزداد لله شكراً والمشرك إذا مدحته يزداد اعتزازاً بشركه :
الآن: هناك بعض الشواهد: قيل: "من غضب إذا ذكرت عيوبه فهو مراء, -إذا إنسان ذكرته بعيوب, إذا غضب فهو مراء, أما إذا كان مخلصاً يقول لك: جزاك الله خيراً, والله لم أكن منتبهاً, تجده ينصاع للحق سريعاً-, ومن ازداد بالمديح, وانتقص بالمدح فهو مراء".
إذا مدحته يجود أكثر, خففت المديح يخف جوده, هناك شخص عبد المديح, يستجدي المديح, إذا مدحته يزداد, إذا لم تمدحه يخف طبعاً.
بالمناسبة حتى أكون دقيقاً: المؤمن إذا مدحته يربو –يزداد- الإيمان في قلبه، هنا ازدياد شكر لله عز وجل, وإذا لم تمدحه استقامته هي هي, أما إذا كان مدحت إنساناً ضعيف الإيمان, ينمو الشرك فيه؛ فأنت إما أن تنمي الشرك, أو أن تنمي الإيمان.
هناك حديث:
(( إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ))
أحدهم مدح أخاه أمام رسول الله، قال له: ويحك قطعت عنق صاحبك.
الإيمان يربو في قلب المؤمن إذا مدحته، كيف نوفق بينهما؟ الموحد إذا مدحته يزداد لله شكراً, والمشرك إذا مدحته يزداد اعتزازاً بشركه.
وقيل: "هناك من يشرك بالله عز وجل يقال له: يا عبيد الشهوات, خذ أجرك ممن عملت له".
4 ـ المخلص كلامه كله في سبيل الله يتكلم الكلمة المناسبة التي تجمع ولا تُفرق :
الوجه الرابع للإخلاص:
﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾
المخلص كلامه كله في سبيل الله، لا يمدح ذاته, دائماً يمدح ربه, يتكلم الكلمة المناسبة؛ الكلمة التي تجمع ولا تُفرق, التي تؤلف ولا تبعد, التي ترقى بالإنسان ولا تبعده عن الله عز وجل, الأضواء كلها مسلطة على الكمالات الإلهية, والكمالات النبوية, وأصحاب رسول الله, إذا الضوء سلطناه على الذات أصبح في شهوة, هذه شهوة العلم؛ فالإنسان يبتعد قدر الإمكان عن أن يمدح ذاته, وإلا وقع في مطب كبير.
كنت أقول دائماً: القمة بلوغها صعب جداً والأصعب من ذلك أن تبقى فيها.
هناك طرق تنقلك إلى القاع سريعاً وهي الغرور, الإنسان إذا نجح في عمل, نجح في دعوة, نجح في عمل خيري, المفروض أن يبقى في أعلى درجة من التواضع, ولا يسقط في مطب الغرور.
والنبي -عليه الصلاة والسلام- حينما دخل مكة فاتحاً, دخلها مطأطىء الرأس, تواضعاً لله عز وجل.