- التربية الإسلامية / ٠7موضوعات مختلفة في التربية
- /
- ٠1موضوعات مختلفة في التربية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة المؤمنون: بدأت قبل درسين في موضوع اجتماعي ديني كبير هو عوامل هدم البيوت، وحينما أقول هدم البيوت لا أقصد مشكلة تنشأ بين الزوجين، فما من بيت في العالم إلا وفيه مشكلات تنشأ بين الزوجين، لكن في حدها المعقول مقبولة، لكن حينما أقول هدم البيوت يعني انحراف خطير في الزوجة أو في البنت الأمر الذي يوجب الطلاق أحياناً، والأمر الذي يوجب انهيار البيت.
الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى وصف أهل الدنيا:
﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾
ومن خلال محورين، المحور الأول الواقع المؤلم الذي يعيشه المسلمون، ومن خلال المنهيات الشرعية، أما الشيء الذي لا يصدق ذاك التوافق العجيب بين كل مشكلة خطيرة تهد البيت وتدمره، وربط هذه المشكلة بالنهي الشرعي.
مرة زرت مدير سجون القطر أهداني كتاباً فجاء بثلاث وستين جريمة كل أصحاب الجرائم عنده في السجن، ومع كل جريمة علق تعليقاً قانونياً لماذا حكم على هذا المجرم بسنوات عشر أو بثلاثين عام، لكن أجمل ما في الكتاب بعد التعليق القانوني هناك تعليق شرعي، ما المخالفة الشرعية التي استوجبت وقوع هذه الجريمة ؟
ومرة ثانية أؤكد لكم أن كل الأخوة الكرام الذي يعملون في حقل الدعوة بحكم أنهم عند معظم الناس مرجع لأسئلة كثيرة، فيتجمع لدى الداعية كم كبير من المشكلات لا يتاح لواحد من الأخوة المؤمنين أن يتجمع لديه، مهما تكن القضية نادرة هناك عشرات القصص والمآسي والبيوت المنهارة، كلها بسبب مخالفات نهى الشارع الحكيم عنها.
الإنسان أحياناً قد لا يقيم قيمة كبيرة لهذا النهي الشرعي، ثم يفاجأ أن مشكلة كبيرة جداً هدمت البيت بسبب دخول شخص إلى البيت نهى الشرع أن يدخله.
فكما تذكرون في الدرس الأول بينت أن الحمو الموت، والدرس ليس مجالاً لحديث قصص كثيرة، والله عندي من قصص الانحرافات الخطيرة التي أدت إلى خيانة وطلاق وانهيار أسرة بسبب دخول الحمو البيت، النبي قال: الحمو الموت، فالتشدد عند رب الأسرة المؤمن لا يمكن أن يسمى تشدداً، هذا التشدد هو ضمان لسلامة هذه الأسرة، وأقول دائماً لكم لوحة حقل ألغام لا يمكن أن تكره واضعها، بل لابد أن تشكره لأن هذه اللوحة لا يمكن أن تكون حداً لحريتك، بل هي ضمان لسلامتك، فمن خلال كم المشكلات الكبير جداً الذي تعانيه أسر المسلمين، وكل داعية شاء أم أبى عنده كم كبير جداً، وكأنه يعيش الواقع بكل جزئياته وتفاصيله بحكم اتصالات هاتفية ورسائل ولقاءات وأسئلة وفتاوى، فعند الداعية صورة ليست مشرقة للمجتمع الإسلامي، لكن هذه الصورة قاتمة سببها أن منهج الله ليس مطبقاً في حياتنا، وكنت أقول دائماً أنك حينما تنطلق من حبك لوجودك ولسلامة وجودك وكماله واستمراره تطبق الشرع.
وكنت أقول دائماً وهذه أسس كبيرة: لا يمكن أن يكون في الإسلام حرمان ولكن فيه تنظيم، لأنه ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها.
صدقوا أيها الأخوة: أن أسراً أنا لا أقول جرائم وقعت هناك جرائم وقعت لو سألتم المراجع المعنية يعطونكم عشرات بل مئات من الجرائم التي وقعت في بيوتات المسلمين بسبب دخول الحمو، طبعاً الدخول فيه خلوة، والخلوة تنتهي بالخيانة، وتنتهي إما بجريمة أو طلاق، والأولاد يشردون!
فإذا تشدد الزوج المؤمن ليس أمره فرطاً، أمره منضبط، المؤمن تضبطه منظومة قيم، ويتساهل في مليون موضوع إلا في المنهيات الشرعية لا يتساهل أبداً، يوجد منظومة قيم ومنظومة أوامر ونواهي هذه ثوابت ليست خاضعة للمناقشة.
مشكلة الناس حينما فهموا الدين صلاة وصيام وحج وزكاة ولم يفهموه قواعد اجتماعية منضبطة فهذا البيت بيت المسلم من أجل أن يبقى بيتاً عزيزاً ومتماسكاً وفيه المودة والرحمة وفيه الحب والتربية والاتصال بالله، كالحي والميت، بيت يذكر فيه اسم الله....ونحن في درس سابق تحدثنا عن دخول من لا يسمح له الشرع أن يدخل إلى البيت في غيبة الزوج، وتحدثنا عن الاختلاط، لو كنت باحث اجتماعي وأخذت ملفات المشكلات من المحاكم الشرعية أو من مخافر الشرطة أو من مكاتب الأمن الجنائي لذهلت أنه مامن مشكلة على وجه الأرض إلا بسبب خروج عن منهج الله، وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب جهل بهذا المنهج، فالأصل أن تعلم منهج الله.
الدرس الثاني تحدثت فيه عن الشاشة، لا أستطيع أن أعطي أمر لكن أقول لك المخاطر وأنت افعل ما تشاء، إذا في ضبط نعمة كبيرة، أما مادة متفجرة وقربت منها ناراً فالتفجير حاصل لا محالة، هذا كلام من بديهيات الحياة، الله عز وجل أودع في الإنسان هذه الطاقة، وهذه الطاقة لا تتحرك إلا إذا استثيرت، فإنسان يضع نفسه تحت تأثير خطير جداً حتى تتحرك هذه الغريزة التي أوعها الله في الإنسان لهدف نبيل من أجل الزواج وإنجاب الأولاد، ومن أجل أن تكون أسرة تسعد بأفرادها لذلك قلت:
﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ﴾
وذكرت بالدرس الماضي أن هناك شيء خطير من فضل الله إدراكي له واضح جداً، الإنسان حينما يتحرك كيف يتحرك ؟ وفق تصورات، اسأل هذا اللص لماذا دخل إلى البيت ؟ لأنه توهم أن أخذ المال عن طريق السرقة سهل جداً وسوف يتمتع بهذا المال وتحل به مشكلاته، ولن يلقى القبض عليه، هكذا رأى ففعل، ما من فعل سيئ إلا ورائه رؤية غير صحيحة، من أين يبدأ الاحتياط والوقاية ؟ تبدأ الوقاية بتصحيح الرؤية، كيف تصحح ؟ بمعرفة منهج الله.
لذلك ليس من نافلة القول أن نأتي إلى درس علم، ليس من استهلاك الوقت أن نحضر درس علم، من استثمار الوقت وكما وصف الإمام علي كرم الله وجهه بأن العلم حارس: " يا بني العلم خير من المال لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال "
ألا تجد إنسان عاش حياة مديدة لا يوجد عنده مشكلة لا بمخفر ولا بقصر عدل ولا بدعوة وسمعته في الأوج، بيته طاهر أولاده تربيتهم عالية، بناته لهم تربية عالية، هذا بفضل تطبيق المنهج الإلهي، فأريد أن أضيف فكرة لعلي لم أشرحها جيداً في الدرس الماضي، الفكرة مادام السلوك منعكس لرؤية فهذه الرؤية من أين تأتي ؟ من مغذيات ثقافية، حينما أرتاد المساجد التغذية هي تغذية قرآن وسنة ويجوز ولا يجوز وحرام ومباح وجنة ونار وبطولة وآخرة ودنيا هذا حرام وهذا حلال هذه التغذية، أما لما أغذي نفسي وأولادي وزوجتي وأخواتي وبناتي تغذية تنطلق من العلمانية، أي عدم العلمان بالأديان بأن لهذا الكون خالقاً، أن هذه الحياة الدنيا بعدها حياة أبدية، أن الإنسان مخلوق لا لشهوة يستمتع بها بل مخلوق لعمل صالح يفعله كي يصل إلى الجنة، المنطلقات تختلف اختلاف كبير، أنت حينما تسمح لأولادك وبناتك أن يشاهدوا أعمال فنية تنطلق من إنكار الدين أو إنكار القيم ما الذي يحصل ؟ الكاتب قد يضفي على هذه الشخصية أعلى الصفات الإيجابية، أنا دراستي أدب عربي، وموضوع المسرحية جزء من دراساتنا المعمقة، فكاتب القصة حينما يضفي على شخصية القصة البطولة ثم تدخل لبيته فترى فيه باراً، جناح لشرب الخمر، فهذا الذي يشاهد ينظر أن هذا بطل أنقذ إخوانه بأعلى منصب، إنسان يحب الخير للمجتمع ! لكن عنده بار في البيت، أنت لا تعلم خطورة هذا، أصبح الخمر شيء من لوازم البطولة وحينما يعرض لك شيخ القرية أو شيخ الحي إنسان أفقه محدود تفكيره ضيق هيأته لا ترضي بيته غير منتظم أنت لم تتكلم بكلمة ضد الدين، لكن أعطيت نموذجين نموذج محبب شخص متألق لامع ذكي محبوب حوله أتباع كثر لكنه يشرب الخمر، وزوجته تستقبل أصدقاء زوجها في غيبته، والأمر طبيعي جداً يقول روح رياضية، لا مشكلة، فما الذي حصل لهذا الطفل أو الشابة التي تتابع هذا العمل ؟ الذي حصل أن هذه المعصية الكبيرة التي نهى عنها الشرع من خلال هذا العمل الفني ليست معصية، شيء طبيعي جداً مألوف، وأن استقبال المرأة صديق زوجها في غيبة زوجها ويبقى صديق الزوج مع الزوجة بمفردهما في البيت شيء طبيعي جداً، نحن معقدين، وهذه الكلمات تقولها الشابات، إذا وُجدت شابة مؤمنة هذه معقدة، وشاب أراد أن يستقيم يقال عنه معقد، أما كل الجدر والحصون والموانع التي تمنع انهيار الأسرة هذه هدمت، فالانهيار حاصل.
صدقوا أيها الأخوة: أحياناً أستمع إلى قصة أبكي، المعصية واضحة جداً دمرت أسرة، المرأة طلقت الأولاد شردوا شيء طبيعي جداً، السبب مخالفة بسيطة السماح لدخول إنسان في غيبة الزوج مثلاً، هذه أشياء أنا لا أقول بسيطة، وليس كلما دخل إنسان في غيبة الزوج أصبح هناك خيانة لا أقصد هذا، لكن صار خطر، الأسرة عرضت كيانها للانهيار، فسلسلة هذه الدروس أول درس تحدثت عن دخول الحمو إلى البيت في غيبة الزوج وعن الاختلاط والموازنة وما إلى ذلك، وتحدثت في درس ثاني عن الشاشة كيف تعرض قيم دعك من الإثارة موضوع ثاني تطرح قيم، قلت لكم دائماً مسموح بالأدب أن تصور الرذيلة لكن على نحو نشمئز منه ونحتقرها ونكرهها ولا نحتملها، إن وصفت الرذيلة هكذا لا مشكلة أما الذي يقع عكس ذلك الرذيلة تصور بطريقة محببة وتغري متابع هذا المسلسل أن يفعلها، وهنا المشكلة فلو أن الأب على وعي شديد والأم كذلك هذا الطفل أو الشاب أو الشابة هل تدري أنك تعطيهم مغذيات تتناقض مع الدين ؟ هل تدري أن هذه الشاشة تعطيهم مغذيات ثقافية تتناقض مع القيم الإسلامية ؟ نحن معنا منهج وحي قرآن سنة، نحن أتباع سيد الأنبياء، تجد الحواجز الضخمة في الدين منهارة في هذه التغذيات الثقافية، فأنت لا تتصور قضية سهلة، إذا في انضباط الحمد لله نعمة كبيرة، أما من دون ضبط لا يمكن أن لا يكون هناك آثار لا تحمد عقباها، هذا الدرس الماضي لوجود نقطة أتمنى أن تكون واضحة لديكم، كل واحد منا حسب عقيدته وتغذيته الدينية أنت مسلم ناشئ في بلد مسلم من أب وأم مسلمين وأنت تحضر خطب جمعة من عمرك، فالقناعات الإسلامية من خلال خطب الجمعة وأستاذ الديانة بالمدرسة وأمك وأبوك الدينين تعطيك مجموعة تصورات ومجموعة قيم، هذه أسميها خط دفاع، لن يستطيع أحد أن يخترق هذه الخطبة، ماذا يفعل العمل الفني أحياناً ؟ يتسلل من بين هذه الخطوط الدفاعية دون أن تشعر، أضرب لكم مثل: لو ألقيت محاضرة على مجموعة شباب رائعة بالأدلة والشواهد والصور والمآسي عن أخطار السرعة الزائدة، لو أن أحد هؤلاء الشباب يركب مركبة وشاهد حادث مروع تسلل إلى قناعاته وغيرها، وكم من توبة عقدت إثر مصيبة نزلت ؟ فالعمل الثقافي الفني يتسلل في ما بين خطوط دفاع الإنسان ويعطيه تصور آخر، لذلك إذا أردت أن تكون عالم نفس وأن تحلل كل انحراف المجتمع سببه تغذية سيئة.
الأب الذي يحرص على زوجته وأولاده وبناته، كل بطولته أن يعمل بتغذية صحيحة ولا يسمح بتغذية منحرفة، فحينما تراقب أصدقاء ابنك من هم ؟ وترافق المجلات الذي يقرأها ابنك، وتراقب الأمسيات التي يقضيها ابنك مع من ؟ الحديث هذا شيء مهم جداً، لا يوجد سلوك دون تصور، ولا تصور دون تغذية، درس العلم تغذية شرعية، عمل فني تغذية من نوع ثاني، ممكن لعمل فني تتسلل القيم المناقضة للدين والأفكار المناقضة للدين دون أن تشعر هذا يفسر كيف الجيل المجموع الأكثر منه رافض للقيم الإسلامية ليس رفض لساني، الإنسان ذكي لا يوجد من يتكلم ليثير حوله مشكلات، لكن رفض حقيقي رفض الانضباط وغض البصر وضبط اللسان ومطالعة أشياء.....
فأنا أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الدرس في خدمة الإخوة الكرام: راقب التغذية الثقافية التي يغذى بها ابنك لو سألت قضاة عن أشياء لا تصدق سببها تغذية ثقافية سيئة، أحياناً في حالات سرقة السارق ليس فقيراً لكن رأى فيلماً من أفلام العنف والسطو شيء مدهش، أراد أن يقلد، طفل ذبح أخاه الصغير لأنه رأى جريمة بمسلسل كيف صغيراً ذبح أخاه ! لا تستهين برؤية الطفل إنه يتعلم، الطفل لا يملك ميزان، ما مشكلتنا ؟ الطفل يتعلم بالصورة فقط، أحضر عشر علماء كبار من علماء المسلمين ويحدثوا الناس عن عظمة هذا الدين، يأتي طفل يرى صورة إنسان دين لكنه قاسي القلب ورث الهيئة وكلامه قاسي، ويرى صورة إنسان لطيف جداً ومحسن قدم له هدية وهو أكبر فاسق، الطفل يتعلم بالصورة، هذه أخطر كلمة أقولها في هذا الدرس الطفل لا يتعلم بالفكرة بل بالصورة فأنت اعرض عليه صورة إنسان له مظهر ديني لكنه سيئ، واعرض عليه صورة إنسان له مظهر محبب لكنه ذو فكر غير ديني، يتعلق بالإنسان الثاني.
أقول هذه الكلمة لأخوتنا الكرام: ابنك يتعلم بالصورة فقط، حتى هذه الأعمال الخاصة بالصغار فيها توجيه إلحادي إباحي فيلم كرتون هذا الكرتون فيه توجيه إباحي إلحادي دون أن تشعر.
السطو والمطبات تجد الطفل يحبها، درّست ثلاثين سنة تقريباً، مرة رأيت طرف من الطلاب تتكرر في كل شعبة، نفسها أسمعها يوجد قاسم مشترك ثم علمت أن هناك مسرحية عرضت عن مدرسة وعن معلمة وطلاب مشاكسين ومطبات ومقالب تركت أثر هذه المسرحية في العالم الإسلامي يفوق حد الخيال، لأن العمل الفني محبب وفيه إتقان وشيء يمتع الحس والبصر والسمع، العمل الفني محبب، الإنسان العظيم يستخدم الفن الأدبي في نشر الحق، والبلاغة في إيصال الحق للآخرين.
كنت مرة في استانبول أطلعوني على عمل كرتوني حول محمد الفاتح بكيت خمس مرات ! تصور لو كان عمل فني عن شاب صغير فتح مدينة استعصت على الفتح قرون، والنبي أخبر عنه وأثنى عليه، والله ما ملكت دموعي، والعمل الفني كرتوني ليس حقيقي، فتصور لو كانت كل المغذيات إسلامية لوجدت جيل يهد الجبال، لكن عندما يلحق الإنسان شهوته يصبح كالخرقة.
﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (54)﴾
إذا تبع الإنسان الشهوة يصبح جبان جداً، أناني وصولي انبطاحي وبصفات لا تحتمل، فعندما تكون التغذية غير إسلامية شهوانية إلحادية لا تؤمن بالأديان إطلاقاً، تصور إذا عرض شيء وثائقي أن في الإنسان الحجري يعيش بالكهوف هذه خلاف القرآن، الله عز وجل بدأ البشرية بنبي عظيم قال: " آدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر " الله عز وجل بدأ البشرية بأعظم إنسان وختمها بأعظم إنسان، فكل ما تراه في الموسوعات العلمية وفي الأعمال الفنية التاريخية غير صحيح يتناقض مع القرآن، أقول كان الله في عون طالبنا، يدخل أستاذ الطبيعيات يقول له الإنسان أصله قرد، يدخل أستاذ الديانة يقول على موضوع سيدنا آدم هنا آدم هنا قرد، يضيع الطالب، القضية الذي نعاني منها سلوك منحرف بسبب تغذية خطأ.
فأنا أقول دقق في المصادر الثقافية التي يغذى بها أولادك وأهلك في البيت، يكاد يكون السلوك المستنبط من الأعمال الفنية هو السائد في المجتمع، سمعت أنه كان في مسلسل من أراد أن يعمل مخالفة بالبناء أثناء المسلسل، الطرقات صار فيها منع تجول، من يريد تعمير غرفة بملحق يقوم بهذا وقت المسلسل لعدم وجود أحد ينتبه له، ما قولك بهكذا أمة ؟ مضطر أن أقول هذا الكلام لأن القضية خطيرة، لا تسأل ماذا أفعل ؟ أنبهك، ممكن أن تنهار أسرة وتتفاجأ بخبر عن ابنك لا سمح الله ولا قدر يهد الجبال، ممكن أن تتفاجأ بخبر من أهلك يهد الحبال، لوجود التغذية غير المعقولة، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الأمر واضح لديكم.
نحتاج إلى بيت مسلم ونحن الآن بمحنة كبيرة ومعرضون إلى امتحان صعب من الله عز وجل، لا يوجد عندنا سلاح غير الاستقامة وأن تكون بيوتنا كلها مسلمة.
أنا أخاطب الآباء عد للمليار قبل أن تسمح لأولادك بتغذية ليست إسلامية، سأقول لك كلمتين: الإنسان عنده عقيدة وسلوك هذا الإنسان، العقيدة أحد حالتين إما إيمان بالله أو عدم الإيمان به، وعدم الإيمان بالله لها أشكال كثيرة يقول هذا علماني، البنت سبور كلام لطيف، فلان منفتح مرن أي غير مؤمن هذا العقيدة، السلوك لا شيء حرام كل شيء إباحي، تجد مؤمن بالله مؤمن بالدنيا فقط، وبالدنيا الأقوياء كل الحلول تأتي من الغرب أو منضبط أو إباحي، كلمتي دائماً: كم تجد في المجتمع من مدل ونحل واتجاهات ومذاهب ونزعات وطوائف وأديان وأجناس وأعصار البشر رجلان، لا يزيدون عنهما، إنسان عرف الله، فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه فسعد في الدنيا والآخرة، وإنسان غفل عن الله فتفلت من منهج الله وأساء إلى خلق الله فشقي في الدنيا والآخرة ولن تجد إنسان ثالث، فهذا كلام مؤلم لأنه يسبب مشكلة بالبيت لكن دائماً لوحة حقل ألغام يجب أن تعدها ضماناً لسلامتك، وليست حداً لحريتك.
موضوع ثاني: هذا الهاتف الذي هو من نعم الله العظمى قد يكون أحد أسباب خراب البيوت، أنا لا أنطلق من كلام نظري والله بكل كلمة أقولها عندي مائة قصة، يوجد من يعاكس الفتيات في المنازل عشوائياً يدق أي رقم فإذا لقى تجاوب كلام، هذا الكلام لابد من أن ينتهي بلقاء بالنهاية بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة.
مرة كنت بالعمرة ونزلت بفندق قريب من الحرم أمام المصعد يوجد لوحة قصص أيها النزيل استعر قصة وأرجعها، كنت وحدي استعرت قصة وأرجعتها، الأب مدرس والبيت محافظ بالتعبير الاجتماعي وفتاة طالبة ومحشومة لأقصى حد، بدأ باتصال هاتفي ورفضت مرتين وثلاثة ثم سلَمت ثم أجابت ثم انتهى الأمر بالسجن محكومة ثلاثين سنة ! لأن هذا الذي بدأ معها بمكالمة استطاع أن يصل لها بالنهاية ويصورها ويبتزها بالأموال، وإذا رفضت يهددها بالصور، ثم علموا أهلها ثم بساعة من ساعات فورانها قتلته.
فأحياناً تبدأ مشكلة من هاتف، فالأب والأم ينبغي أن يكون الهاتف مراقباً مراقبة شديدة، أو توجيه كلمة خطأ تقطع المكالمة فوراً، أما تسأل وتجيب عندي مئات القصص، أقول لكم بالبداية لا يوجد كلمة أقولها إلا عندي مئات القصص والله من محبتي لكم وحرصي على قوة وسلامة بيوتكم أقول هذا الكلام، أحياناً ينهار البيت من هاتف، فإذا في مشكلة يجب أن يراقب الهاتف إلى أقصى درجة.
عرضوا علي إخوان أشرطة لمكالمات غير معقولة أبداً، طبعاً انتهت فوراً بالطلاق، روقب الخط وانتهت بالطلاق، وتمثيل كله يمثل أبعدنا وإياكم عن هذه القصص والمآسي الخطيرة، فالهاتف يجب أن يراقب، ماذا يعني أنت مؤمن ؟ تعرف هذا البيت منضبط بالشرع من يدخل ومن يخرج وكل الحركات والسكنات وفق منهج الله، أما أشياء مسيبة طبعاً يجب أن يكون هناك توجيه من الوالد والوالدة للشباب والشابات بأصول استخدام الهاتف، الإنسان يتكلم أنا فلان، إذا ما حكى تغلق السماعة، يوجد مشكلة اقطع الخط أو راقب أو سجل، عندما يكون انضباط أغلب الظن لا يوجد ما يضر، الهاتف أحد أسباب انهيار البيوت.
أجمل كلمة الشريف من يهرب من أسباب الخطيئة قال: ما بلغ من دهائك ياعمر ؟ قال: مادخلت مدخلاً إلا أحسنت الخروج منه، قال: لست بداهية، أما أنا والله مادخلت مدخلاً أحتاج أن أخرج منه.
أحياناً تسمع على الهاتف كلام السلام عليكم فلان يتكلم، يبدأ بالسلام، علموا أولادكم وأهلكم الانضباط على الهاتف.
﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32)﴾
عندنا بند آخر: قصة قرأتها في موقع معلوماتي مدرسة محترمة جداً في نهاية العام الدراسي طلبت منها بعض تلميذاتها صورة تذكارية مدرسة موجهة محافظة موجهة توجيه ديني في بلد إسلامي في الحجاز الصورة طبع منها عدد بعدد الطالبات، طالبة معها الصورة لها أخ منحرف أخذها منها مسحها على سكنر ودخلها بموقع في برنامج للصور يغير كل شيء فجعل رأسها على جسم آخر من دون ثياب، وعرضها بالإنترنت.
جاءوا الطالبات في اليوم الثاني هل رأيتم المعلمة ! ؟ كادت تموت من صورة أنا أنبهكم هذه صورة تذكارية، الشر تعمم اليوم يا إخوان، لم يعد كقبل، حياتنا أصبحت خلاط ؟ ما يعني خلاط ؟ خلاط الفواكه، عندنا أنينة بقين وقطعة لحم ضاني لكن هناك من وضع لحم خنزير وخمر ودار الخلاط التواصل الإعلامي العالم أصبح قرية صغيرة ثم بيت ثم غرفة الآن والله كل مأساة أطّلع عليها والله تنهد لها الجبال وكلها بسبب مخالفة بسيطة فهذه الصور الحقيقة في برامج للتصوير العقل لا يصدقها، مشهد قد يكون كله غير صحيح لكن بتوقيت خطير جداً وزع بأعلى درجة من النقمة على العالم الغربي، هذه النقمة امتصت بهذا الشريط، ممكن أشخاص رؤوسهم غير أجسامهم، ممكن في تقنية عالية يحرك شفتاه وفق النص، والنص ببرنامج ثاني يأخذ نبرة صاحبه، النص يدخل لبرنامج كمبيوتري يتغير النص يصبح النبرة نبرة الأصلي، فيأتي إنسان يتكلم نص يؤخذ على برنامج يتغير النبرة كنبرة صاحب الصورة ! وتتحرك شفتاه وفق الحروف تجده يلقي كلمة يكاد يخرج الإنسان فيها من جلده، تفضل شريط فيديو، الآن لا يمكن أن يؤخذ في القضاء لا شريط فيديو ولا صورة، لأن التقنية بالصورة بالتقليد والصوت بلغت حد الخيال، فأن يكون التصوير بهذه السهولة هذه أختك أو ابنتك تذكارية يجب أن تنتبه، يكون المر بتشدد كبير وبأيدي أمينة وبطرق مضمونة بالمائة مليون وإلا في مشكلة كبيرة، ولاسيما الشر يتعمم.
أكثر مشكلة تواجه الخطبة توقفت يريدون شريط الفيديو، لن الزوج معه شريط فيه كل أقرباء المخطوبة، حل المشكلة، يعطيهم إياه يكون نسخ نسخة أخرى عنده، والله يوجد مخاطر بحياتنا إذا غير منتبه يروح بها طوبى لمن وسعته السنة ولم تستهوه البدعة.
بشكل عام التصوير خطر انتبهوا، والهاتف خطر، والشاشة خطرة، ودخول الأقارب خطرة، والاختلاط خطر.
في غير بلاد أخطار ثانية السائقين والخدم نحن الحمد لله لا يوجد عندنا هذه نقطة بعيدين عنها، أما السائق والخادمة أحد أكبر أخطار البيوت.
ألا تعرف أبعاد الحديث الشريف:
(( سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ ))
إلا عندما تقرأ هذه القصص، قلت لكم من قبل أن الشيطان حينما يأتي الإنسان يوسوس له بالكفر، إن رآه على إيمان يوسوس له بالشرك، إن رآه على توحيد يوسوس له بالبدع، إن رآه على سنة يوسوس له بالكبائر، إن رآه على طاعة يوسوس له بالصغائر، إن رآه على ورع لم يعد يوجد غير ورقتين رابحتين يوسوس له بالتحريش بين المؤمنين.....
صدقوني أيها الأخوة: ما من مشكلة تنشأ بين المسلمين إلا بسبب تحريش الشيطان بينهما، فإن كان هناك تسامح ووعي وإدراك بقيت معه ورقة أخيرة المباحات، يعتني بالمباحات عناية ينفق وقته كله في تزيين البيت، البيت حاجة أساسية، وكلما تزين البيت أكثر تصبح مغادرته أصعب، فكلما أرى شيء شاطح من باب الدعابة أقول الله يعينكم على الموت والله صعب! مغادرة هذه العناية والترتيبات شيء صعب، فعندما يبالغ الإنسان بالدنيا عنده قلق عميق أنا هل أغادر البيت ؟ هل سأموت قريباً أم بعيداً ؟ ينشأ مشكلة، فإذا كان الشيء بسيط ولاحظ عندما تكون دنيا الإنسان عريضة يصبح جبان ويخاف، أما إذا إنسان حياته خشنة تجد عنده شجاعة وشعور متوازن من هنا قال عليه الصلاة والسلام: اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم، الإنسان إذا ألف بعض الخشونة في الحياة لا يخضع لا لضغط ولا لإغراء ولا يساوم على مبادئه، أما حينما يعيش حياة تفوق حد الخيال وهدد بقطع هذه الحياة....
ما أساليب الأقوياء مع الضعفاء بالعالم ؟ الإنسان أعطوه حياة خيالية، فأي خطأ يرتكبه يهدد بهذه الحياة، هو متمسك بها، من هو الذي يضحي بكل شيء ؟ لا يوجد شيء يخاف عليه أساساً، فالمبالغة في التزيين والأناقة والرفاه هذا يبعدك عن المبادئ الصحيحة، الإمام الغزالي رحمه الله يقول: من ألف حياة عالية ثم هدد بها أمامه إما أن يمالئ السلطان أو أن يأكل الحرام.
إذا اهتم الإنسان بالمباحات اهتمام غير طبيعي فصار عنده مكسب كبير يخاف عليه عنده حالتين إما أن يمالئ السلطان أو أن يأكل الحرام، هذه بعض الأخطار التي يمكن أن تسبب انهداماً للبيوت.
إخواننا الكرام: درهم وقاية خير من قنطار علاج، البطولة أن لا تقع مشكلة، والأقل بطولة إذا وقعت أن تعالجها، لكن من هو العاقل جداً ؟ هو الذي يحيط حياته بأسوار شرعية بحيث لا يحتاج إلى أن يفاجأ بخبر مؤلم، ويوجد أخبار والله تهد لها الجبال وكلها بسبب مخالفة منهج الله عز وجل، ويمكن أن أعقب تعقيباً من نوع عود على بدء: ما من مشكلة في العالم الإسلامي وفي العالم كله إلا بسبب خروج عن منهج الله، وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل، والجهل أعدى أعداء الإنسان ويفعل الجاهل بنفسه مالا يستطيع عدوه أن يفعله به، والحمد لله رب العالمين.
سؤال: هل وضع المرأة زينتها حرام إذا خرجت من بيتها ؟
الجواب: المرأة إذا خرجت متعطرة لعنتها الملائكة حتى تعود.
سؤال: أخ كريم تزوج وعقد عقده على فتاة ثم اكتشف أنها لا تصلح له ولا يصلح لها وخلى بها، فماذا عليه ؟
الجواب: عليه المهر، إذا ما خلى بها عليه نصف المهر.