- أحاديث رمضان
- /
- ٠13رمضان 1427هـ - صلاح الأمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة.
الأدب:
1 – الأدب رُبع الإسلام:
موضوع اليوم الأدب، إذ صح أن الإسلام عقيدة، وعبادات، ومعاملات، فإنه يصح أيضاً أن الآداب هو الربع المكل للإسلام، عقيدة، وعبادة، ومعاملة، وآداب.
2 – منزلة الأدب:
والأدب إن رغبت به نجع، أي آتى أُكله، وإن تعطرت به سطع، كالمصباح الوضاء، وإن ترديت به نفع، إنْ كان لباسك لباس أدب نفع، من اكتسب أدباً اكتسب نسباً.
كن ابن من شئت واكتسب أدباً يغنيك محموده عن النسب
***
فالأدب نسب، والأدب سبب لملك الأرب، تصل بالأدب إلى أقصى غاياتك، ولقطات الأدب قطع من الذهب، وإن حُلي الرجال ما يحسنونه، وحُلي النساء ما يلبسونه ، ذكِّ عقلك بالأدب كما تذكّي بالنار الحطب، وزكِّ عقلك بالأدب، واعلم أن الأدب أقرب الطرق إلى الله، فلله طرائق بعدد أنفاس الخلائق، وأقرب الطرق إلى الله طريق الذل والانكسار، وهما من خصال الأدب.
الأدب في القراّن الكريم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ﴾
قال ابن عباس: << أدبوهم وعلموهم >>
الأدب سلوك اجتماعي، فالأدب يؤذن بالاجتماع، وأنت وحدك، مع الله طبعاً، لكن يغلب على الظن أن طبيعة الأدب طبيعة جماعية، أنت مع الناس دخلت إلى مجلس، خرجت من مجلس، لقيت إنسانا في الطريق فسلّمت عليه، زارك ضيف، في الأعم الأغلب الأدب اجتماعي.
وفي التعريف الدقيق اجتماع خصال الخير في العبد، فهو كما قيل: أخلاق كريم ظهرت في زمن كريم، مع قوم كرام، ومنه المأدبة، الطعام الذي يجتمع عليه الناس، ولا يتكامل أدب العبد إلا بتكامل مكارم الأخلاق.
1 – أدب الطعام:
مثلاً: آداب الطعام جمعت كلها في سطر واحد في كتاب الله، سيدنا إبراهيم:
﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ ﴾
قالوا: انسلّ خفية، هناك شخص يقول: هل تتعشون ؟ قولوا لي بصراحة، فيخجلون، الضيف لا يستأذن في تقديم الطعام، استئذانه إحراج شديد له، سيتعفف، قال:
﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ ﴾
أيْ انسلّ خفية.
﴿ فَمَا لَبِثَ ﴾
أحياناً دعيتَ إلى طعام فتنتظر ساعة، وساعتين، وثلاثا، فتضجر وتملّ،
﴿ فَمَا لَبِثَ ﴾
كان مستعدًا.
﴿ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾
طعام طيب، المؤمن كالنحلة لا يأكل إلا طيباً، ولا يُطعم إلا طيباً، الطعام ذوق.
إذاً:
﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ ﴾
انسلّ خفية،
﴿ فَمَا لَبِثَ ﴾
أنْ قدّم الطعام سريعاً،
﴿ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾
وهو عجل جيد، الآن:
﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ﴾
أحياناً الطاولة كبيرة، والصحن الذي فيه طعام طيب في الزاوية، الضيف يستحي، الآن هناك طاولة تدور، لها مسننات، هذه أدق،
﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ﴾
الطعام أمامه، أحيانا المضيف ينسى ضيوفه، يأكل، وهناك صحون بعيدة، وصحون انتهت.
كنت مرة في بلد الحرمين، دُعيت إلى طعام، عندهم آداب دقيقة جداً، المضيف لا يأكل، يحوم حول الضيوف، يلبي حاجاتهم ورغباتهم.
﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ﴾
، أحياناً تدخل بيتًا، وأنت جائع، يوضع لك طبق فاكهة، والحديث طويل، ساعة أو ساعتين، لا يقول لك: تفضل، وأنت استحييت أن تمد يدك، الآن:
﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ﴾
﴿ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾
كم هو جميل هذا الأدب ؟ انسلّ خفية، ولم يستأذن ضيفه بالطعام، ما لبث أن كان تقديم الطعام سريعاً،
﴿ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾
طعام جيد،
﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾
الحياة كلها أدب، بالأدب يفهم العلم، ويمكن للرجل بأدب أن يستعير عقول الرجال كلهم، وبسؤال لطيف، من استشار الرجال استعار عقولهم، تلتقي مع عالم فتأخذ خبرته كلها بسؤال مؤدب، وهناك سؤال فيه سوء أدب.
لذلك بعض العلماء قال لطالب علم غير أديب: " يا بني، نحن إلى أدبك أحوج منا إلى علمك ".
إذا رأيت أدب أصحاب النبي الكريم مع رسول الله وجدتَه يفوق حد الخيال.
سُئل عم النبي: أيهما أكبر أنت أم النبي ؟ قال: << هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله >>
بعض المحسنين الكرام يضعون الصدقة بيد الفقير، يجعلون يدهم من تحت حتى يجبر خاطر الفقير، يده عليا، أخذها ويده عليا، بالأدب يُفهم العلم، وبالعلم يصح العمل، وبالعمل تُنال الحكمة، وبالحكمة يكون الزهد، وبالزهد تُترك الدنيا، وبترك الدنيا يُرغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة تُنال الرتبة عند الله.
2 – أدب القرآن في الكناية عن العلاقات الزوجية:
هناك كلمة أنا اعترض عليها اعتراضا كبيرا، يمكن أن تلفظ العورات باسمها السوقي، ويقول لك: لا حياء في الدين، الدين كله حياء، أرأيت إلى تعبيرات القرآن في العلاقات الزوجية ؟
﴿ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً ﴾
كلمة تغشاها، أو:
﴿ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا﴾
﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾
دقق:
﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ ﴾
ينطوي تحت هذه الكلمة مئة انحراف جنسي، مئة شذوذ، مع البهائم، ومع المسليين، والعياذ بالله، أرأيت إلى حياء القرآن، إلى دقة لفظ القرآن، ما بال أناس يقولون: لا حياء في الدين ؟! والدين كله حياء.
إذا صحت المحبة تاكدت على المحب ملازمة الادب:
إذا صحت المحبة تأكدت على المحب ملازمة الأدب، أحيان يقع الحب، ويسوء الأدب، هذا خطا كبير، أحياناً يكون مدرس في ثانوية، والمدير صديقك الحميم، لكن بطولتك أن يكون صديقك خارج المدرسة، أما في المدرسة فأنت مدرس، وهو مدير، أن تعامله كمدير، هذه في منتهى اللباقة، هو صديق حميم، وبينكم علاقات طيبة، وعلاقات حميمة، ورفع كلفة بالبيت، أمات في المدرسة فإذا تجاوزت الأدب، وألغيت الكلفة ضعضعت مكانته أمام المدرسين.
لذلك إذا تأكدت المحبة لزم الأدب، اللهم صلِ عليه، لما وصل إلى المدينة حينما لا يعرفه أهل المدينة، وسيدنا الصديق ظنوه أنه هو رسول الله، فجاء بثوبه، وظلل به النبي ، ما تكلم ولا كلمة، وحينما ظلل النبي به قالوا: هذا رسول الله، وهناك شخص يمشي أمامك دائماً.
مرة رئيس جمهورية، يمشي أمامه رئيس الوزراء، قال له: خطوة للوراء، ليُعلم أن في فرنسا رئيس واحد وليس رئيسين.
الأدب أن تبقي مسافة بينك وبين الذي أنت تمشي معه، أما كتف في كتف فهذه منافسة.
والأدب كما ورد عن رسول الله في موضوع الرفق:
(( الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ))
الأدب يجعل العلاقات الاجتماعية راقية جداً، أحياناً تذكر آية يكون معك واحد والله أعرف أنك تحفظها، تضطر وتسرع أنت فيسبقك هو، لأنه حافظٌ لها، يحكيها معك ولا يقدر أن يسكت.
أحيانا في الندوات تبدأ بآية يكملها المحاور، معروف أنه يحفظها، اسمح له أن يتكلم بهدوء ويجلس على المقعد، هكذا رجليه، أخذ حصته وحصة المقعد الثاني، وكلما ارتقيت عند الله عز وجل تنتبه.
قالوا عن الادب:
ـ إذا خرج المريد، أي طالب العلم عن استعمال الأدب فإنه يرجع من حيث جاء.
ـ وقالوا: من لم يتأدب للوقت فوقته مقتٌ، ومن أعان نفسه على هواها فقد أشرك في قتل نفسه.
ـ يقولون: إن الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان في أثناء صعوده للمنبر جاء غلام وغمزه، يعني قرصه، فقال: خذ الرهن، كان ذكيا جداً، يبدو أن هناك مراهنة، قال له: خذ الرهن، يعني حلُم عليه، فهذا الغلام أعجبته القضية، غمز خليفة آخر فقطع رأسه، فقالوا: حِلمُ معاوية قتلَ الغلامَ.
أحيانا يجرّئ إنسان ابنه، لا تخف، كن وقحًا مع الناس، فيقع مع جبار ظالم يسحقه سحقا، علِّمه الأدب، وهناك تربية فيها خطأ كبير، ينبغي أن نلزم الأدب ظاهراً وباطناً قال: ما أساء الأدب أحد ظاهراً إلا عوقب ظاهراً، وما أساء أحد الأدب باطناً إلا عوقب باطناً، كيف ؟ فيما بينك وبين نفسك لست متأدباً مع الله، تعاقب عقابا داخليا، تقف لتصلي فلا تجد شيئًا، الخط مقطوع، هناك حجاب، إن لم تكن متأدباً مع الله في خلوتك تحجب عنه في صلاتك، وإن لم تكن متأدباً مع الله في ملأ من الناس فهناك مَن يذمك، ويشهر بك.
ـ قيل: أدب الخدمة أعز من الخدمة.
المبالغة في الادب من سوء الادب:
هناك مبالغة، أحياناً في الأدب هي من سوء الأدب، زرت مريضًا، وفرح بك، وهو متضايق، ارتاح معك جداً، وهو مرتاح، جلست دقيقة، يقول لك: تفضل اجلس، فتقول: لا أقدر، النبي علمنا أن لا نطيل عندك، يقول لك: والله أنا مرتاح، اجلس قليلاً، أنا مستأنس بك، لا يرضى، فأحياناً المبالغة في الأدب من سوء الأدب، اجلس هنا، لا أنا أجلس هنا، أخي هنا أنسب، هنا في باب لأنه، تجلس هنا والباب مفتوح إذا مرت امرأة، هنا أنسب، هنا صدر أم غير صدر، اجلس بهذا المحل وانتهى، قال لك اجلس هنا، هو الضيف ويعرف أين المكان المناسب، المبالغة في الأدب أحياناً من سوء الأدب.
ـ بعضهم كانوا إذا أرادوا قراءة كتاب الحديث تنظفوا، ولبسوا أجمل ثيابهم أدباً مع رسول الله.
ـ ولما ورد أبو حفص العراق جاء الجنيد، فرأى أصحاب أبي حفص وقوفاً على رأسه يأتمرون بأمره، لا يخطئ أحد منهم، فقال: يا حفص، أدبت أصحابك، أدّب الملوك، فقال: لا يا أبا القاسم، ولكن حسن الأدب في الظاهر عنوان الأدب في الباطن.
هناك أدب باطن، بقدر ما تكون متأدباً في أعماقك ينعكس هذا الأدب على ظاهرك.
أحيانا تعيش مع إنسان ثلاثين سنة لا تسمع منه كلمة نابية، كلمة واحدة، هو ضابط للسانه، هذه من صفات المؤمن.
ـ وقال ابن المبارك: " من تهاون في الأدب عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون في السنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون في الفرائض عوقب بحرمان المعرفة ".
كلما قصرت في جانب طمع الشيطان أن تقصر في جانب أعلى منه، والأدب أقل شيء، طبقت الأدب فرزقت السنن، طبقت السنن حافظت على الفرائض، وهكذا.
النفس مائلة إلى سوء الادب والإسلام يدعو إلى حسن الأدب:
طبع النفس، النفس مجبولة على سوء الأدب، معنى مجبولة، أن الإنسان يرتاح بثياب خفيفة مثلاً، أما عنده ضيف يستقبله بالقميص الشيال، تفضل، أهلاً وسهلاً، هذا عيب، ارتدِ شيئا لائقًا، أحيانا لا في البيوت إطلاقاً، الابن يتجول في البيت بثيابه الداخلية أمام أخواته الشابات، و أحيانا البنت الشابة ترتدي ثيابا شفافة أمام إخوتها الذكور، هذا من سوء الأدب.
بشكل عام أيها الإخوة، الإيمان يدعو إلى التستر، والشيطان يدعو إلى التعري، بمعنى أن كل سنتمر من ثياب الفتاة متعلق بدينها، وكل سنتمر من ثياب المؤمنين متعلق بدينه ، وهناك آباء لا يمكن أن يخلع ثيابه أمام أولاده، وهذا أدب كبير، والبيت فيه أدب، أن الابن يخلع ثيابه ويبقى بالثياب الداخلية أمام أمه وأبيه، أو بالعكس، هذا لا يحصل أبداً.
والله أعلم أن أكثر الانحرافات التي تبدأ من البيوت بسبب سوء الأدب في الثياب، في البيوت نفسها، فأن تكون بثياب خفيفة هذا راحة لك، أما التكليف فيقتضي أن تكون ثيابك كاملة.
والأدب في تعريف بعض العلماء: حفظ الحد بين الغلو والجفاء، الغلو من سوء الأدب، والتساهل من سوء الأدب.
النبي علمنا حسن الأدب:
صحابي جليل لما رأى الموقع الذي أمر النبي أن يكون في معركة بدر، الصحابي بحسب خبرته الموقع غير جيد من أمر به ؟ سيد الخلق، حبيب الحق، الذي يوحى إليه، الذي عصمه الله عن أن يخطئ، والموقع غير جيد، فجاء إليه، دقق، قال: يا رسول الله، هذا الموقع وحي أوحاه الله إليك ؟ يعني إذا كان الأمر كذلك فليس لنا كلمة، أم هو الرأي والمشورة ؟ فالنبي ببساطة وبطبع لطيف قال له: بل هو الرأي والمشورة، قال له: والله ليس هذا بموقع، قال له: أين الموقع المناسب ؟ دله عليه، قال له: بارك الله بك، وأمر أصحابه فتحولوا.
النبي علّمنا كيف تقبل النقد، كيف تستوعب النقد، كيف يتسع صدرك للنقد، كيف تثني على من انتقدك.
إخواننا الكرام، بأي مكان، بأي عمل، بأي مؤسسة، بأي تجمع، بأي ثانوية بأي جامعة، بأي مستشفى، بأي معمل، بأي جامع، إذا ألغيت المعارضة تدهورت، بطولتك أن تصغي إلى المعارضة، لأن الذي يرفعك الذي ينتقدك، أما الذي يمدحك ليلاً ونهاراً هذا ليس في صالحك، هذا يدفعك إلى الكسل، كيفما تكلمت كان كلامك مقبولا، ما فلا داعي أن تعتني بكلامك، ولا أن تحضّر درسك، لكن هناك إنسان له ملاحظة بأدب وعلى انفراد.
والله أحياناً من أعماق أعماقي أشكر إنسانا نبهني إلى ملاحظة، وأنا من عادتي أقول: والله هناك أخ نبهني، لا تنقص مكانتك أبداً، إذا كان سيد الخلق وحبيب الحق قال الله له:
﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾
من أنت ؟ المعصوم طُلب منه أن يشاورهم، وهذه القيادة الجماعية، فالنبي علمنا أن نستوعب المعارضة.
الأدب وسط بين الانحراف إلى أحد الطرفين:
إن الانحراف إلى أحد طرفي الغلو والجفاء هو قلة الأدب، والأدب الوقوف في الوسط بين الطرفين، ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه.
أقام رجل تزيينا لمعبد، طبعاً هذا غير إسلامي، سأل شيخا فقال له: خرجت من دينك، وبطلت صلاتك، وصيامك، وحجك، وطُلقت زوجتك، والله هذا غير معقول.
إذا كان في أحد عظام المرأة كسر، ووضعت الجبيرة، يقال لها: يجب أن تعيدي الصلاة لستين يوم في أثناء التجبير، لأنه وقت التجبير لم تكن على طهارة، كانت مغمى عليها، أخذوها إلى المستشفى فجبروا لها يدها، إذاً بقيت ستين يوما يدها مجبرة، يجب أن تعيدي الصلاة ستين يوما، والله هذا كلام غير معقول.
هناك غلو في الدين لا يحتمل إطلاقاً، مع أن النبي مسح على الجبيرة، وما قال: على هذا وضوء، فالأدب بين الغلو والجفاء والمبالغة.