- أحاديث رمضان
- /
- ٠13رمضان 1427هـ - صلاح الأمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة.
الفرق بين الرسالة المكتوبة والرسالة الشفهية:
أيها الإخوة، ربنا جل جلاله ينزل الكتب على أنبيائه ورسله، الكتاب نص شفهي أو كتابي، لكن الله عز وجل له رسائل عملية، الآن الفرق بين الرسالة المكتوبة والرسالة العملية.
المكتوبة هذا القرآن، الله عز وجل يبدأ بهداية الإنسان عن طريق ما يسمى بالهدى البياني، أنت مرتاح، بكامل صحتك، ببيتك، بأولادك، عملك جيد، ليس عندك مشكلة، تأتيك نصيحة من الله ، يأتيك توجيه، يأتيك لفت نظر، يأتيك دفع إلى بابه، إلى عبوديته، إلى طاعته، إلى الإقبال عليه، إلى إنفاق مالك، إلى تلاوة القرآن، إلى فهم القرآن، نصائح تأتي في القرآن، هذا الهدى البياني.
موقف الإنسان من الهدى البياني:
أكمل موقف للإنسان مع الهدى البياني، وهو بكامل مكانته، وصحته، وكرامته، وسلامته عليه أن يستجيب، الله عز وجل يقول:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾
لو أن الإنسان لم يستجب، الله عز وجل رحيم، وهو رب العالمين، الآن يخضعه لمعالجة أصعب، أهون هدى الهدى البياني، كلام، محاضرة، خطبة، كتاب، ندوة، نصيحة من إنسان صديق، وأنت بكامل الصحة والهيبة والمكانة، لو أن هذا الإنسان لم يستجب الآن دخل بمعالجة أصعب، يخضعه الله للتأديب التربوي، التأديب التربوي في الحقيقة رسالة من الله، لكن ليست كتابية أو شفهية، إنها رسالة عملية.
آية قرآنية:
﴿ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
لو أن هذه الشدائد لم تكن، لو أن هذه المصائب لم تكن، لو أن هذا التضييق لم يكن، لو أن هذا الجفاف لم يكن، لم أن هذا الاجتياح لم يكن، لو أن هذه القسوة لم تكن ما الذي يحصل ؟ هذا الإنسان يبقى ساهماً وغافلاً وشارداً وعاصياً، عندئذ يستحق النار، فيوم القيامة لولا أن الله يرسل رسائل عملية، وهي المصائب لقالوا:
﴿ رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً ﴾
الرسالة العملية أبلغ من الرسالة الشفهية:
عبروا عن المصيبة بالرسول، معنى ذلك أن المصيبة رسالة، الآن أحدث سياسة أنك لا تخاطب العدو برسالة، بل بعرض عسكري، العرض العسكري رسالة، أو مناورات للجيش، أو عرض الصواريخ، أو عرض الصواريخ التي تحمل رؤوس نووية، أو تفجير قنبلة، كما فعلوا في كوريا الشمالية، هذه رسائل، الرسائل العملية أبلغ من التصريحات الكلامية، التصريح الكلامي يصدق أو لا يصدق، بينما الرسالة العملية حقيقة مع البرهان عليها.
يا أيها العبد افهم على الله خالقك:
الآن دققوا، بطولتك أن تفهم على الله، يتكبر الإنسان، يضعه الله بموقف يذله، هذا الإذلال تأديب للتكبر، لذلك قال العلماء: لا يجوز أن تقول: الله الضار، هو ضار، من أسمائه الحسنى ضار، لكن هذا الاسم لا يذكر إلا مع اسم آخر، الضار النافع، المانع المعطي، الخافض الرافع، المذل المعز، بمعنى أنه يضر لينفع، و يخفض ليرفع، و يذل ليعز، و يمنع ليعطي، ليس في الكون شر مطلق أبداً، هناك شر نسبي موظف للخير المطلق، الآن بطولتك أيها المؤمن يا عالي الهمة، يا من يبتغى بك صلاح الأمة، افهم على ربك.
أحياناً هناك استرسال، وإسراف غير معقول، يؤدب بالضيق المادي، الطرق يسد، هناك طلاق تعسفي يؤدب بزوجة ثانية تكيل له الصاع صاعين انتقاماً من الأولى، فكل مرض نفسي معه تأديب، التأديب رسالة، الآن بطولتك أن تفهم على الله، لماذا تنقبض حيناً، وتبسط حيناً ؟ لماذا يُضيق عليك مادياً حيناً، وتفرج في دخلك حيناً آخر ؟ لماذا يرفعك الناس حيناً، ولماذا يضعونك حيناً آخر ؟ والله الذي لا إله إلا هو ما من حدث يقع في الكون إلا و له حكمة بالغة، عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها.
العبرة أن تعرف فصول القصة من أولها إلى اّخرها:
إخواننا الكرام، نحن جميعاً، وأنا معكم معنا آلاف القصص من آخر فصل لا معنى لها، لكن كل شخص منا عنده بعض القصص قد لا تزيد على أصابع اليد، هذه القصة من أول فصل لآخر فصل، حينما يرى النتيجة متطابقة مع السبب ومع المقدمة يقشعر جلده خشوعاً لله، ولعدالة الله عز وجل.
مثال تطبيقي من الواقع:
أضرب مثلاً للتوضيح، مرة استوقفني إنسان وقال لي: هناك رجل فتح محله بسوق مدحت باشا، ما إن فتحه حتى سمع إطلاق رصاص، مدّ رأسه، فجاءت رصاصة استقرت في عاموده الفقري، فشلّ فوراً، يقول لي السائل: ما ذنب هذا ؟ جاء ليكسب رزق أولاده، أي ذنب اقترف ؟ قلت له: لا أعلم، ونصف العلم لا أدري، أنا أعلم الأحكام الشرعية ما في القرآن من توجيهات، أما فعل الله فلم يكن لي أن أعلمه إلا بحالة مستحيلة ؛ أن يكون لي علم كعلم الله، وهذا مستحيل، إذاً: أنا لا أعلم، وانتهى الأمر، بعد عشرين يوماً بالضبط أحد إخواننا الكرام يروي لي قصة على سبيل الموعظة، قال لي: لنا جار يسكن فوقنا تماماً، له أبناء أخيه الأيتام، لهم عنده بيت، ومضى على موت أبيهم سنوات وسنوات، والبيت متمسك به، ويرفض أن يعطيه لأولاد أخيه، وهو من حقهم، وهم في أمسّ الحاجة إليه، فلما اشتد الجدال بينهما احتكموا إلى الشيخ حسين خطاب ـ رحمه الله تعالى ـ كان شيخ القراء، القصة التي رواها لي أحد إخوتي، قال لي: استدعى الشيخ حسين هذا العم مع أولاد أخيه، ووقف موقفاً ظالماً، رفض أشد الرفض أن يعطيهم بيتهم، فقال الشيخ حسين: يا ابني، هذا عمكم لا يليق بكم أن ترفعوا ضده شكوى إلى المحاكم، هو عمكم اشكوه إلى الله، هذا هو نفسه الذي عنده محل في مدحت باشا، ثاني يوم نزل إلى المحل، سمع إطلاق رصاص، مدّ رأسه، فجاءت رصاصة، فاستقرت في عاموده الفقري، فشل فوراً، القصة بآخر فصلها لا معنى لها، إنسان بريء جاء ليكسب رزق أولاده، فتح المحل سمع إطلاق رصاص، مدّ رأسه لا ذنب له، لكن بعد أن فهمنا الفصل الأول والثاني والثالث، وكيف أنه منع أولاد أخيه حقهم في بيت، وبقي بيده سنوات وسنوات، وشكوه إلى الله، فجاء الرد الإلهي عمليًّا.
أنا أنصحكم أن كل قصة تعرفها من آخر فصل لا ترويها، لأنها لا معنى لها، أما إذا عرفت قصة من أول فصل إلى نهايتها فهذه القصة رسالة من الله.
زوجان يفترقان، المظلوم يوفقه الله، والظالم يدمره الله، شريكان، الله عز وجل له كل دقيقة مع كل إنسان رسالة، بعملك، بعلاقتك، بزوجتك، بأولادك، بكسب مالك، بإنفاقك.
إنسان جاء إلى معمل طلب لاصقات، طلب تقريباً مئتي ألف لاصقة، أرباحها جيدة، وإنجازها في أسبوع، هو خارج هذا الشخص، قال له: أريد هذه اللاصقات لعلب خمر، رفض، لم يترك المشتري طريقا، قال له: الطلب مرفوض، اختصم مع والده، والده أجبره، قال له: لا أفعلها، قال له: أطردك، قال له: اطردني، بعد عشرين يوماً جاء عرض بمئة ضعف الربح، ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه.
أقول لكم: إن ما يشدك إلى الدين ليست أفكار الدين، يشدك إلى الدين الرسائل العملية من الله، كلما اعتمدت عليه أيدك ونصرك، كلما استجرت به كفّ عنك عدوك، كلما تحريت الحلال رزقك، كلما أحسنت إلى زوجتك وفقك، كلما كنت باراً بأبيك رفع شأنك، وهناك رسائل يومية، بطولتك أن تفهم على الله هذه الرسائل، لا أن تظنها أشياء عادية، كل شخص تأتيه من الله رسالة ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه.
إذاً: الرسائل أبلغ من الرسائل الشفهية والكتابية، هذه رسائل عملية، فيها حقيقة مع البرهان عليها، فأنت كمؤمن ابحث حينما تأتي الأمور على خلاف ما تريد ابحث عن السبب، لا تكن ساذجاً، تقول ليس لي حظ، ما معنى حظ ؟ لا معنى لها:
قانون التيسر:
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾
هذا قانون التيسير:
﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
لا تقل: حظ، لا تقل: أنا الله لا يحبني، هذا كلام مرفوض، لو يعلم المعرضون انتظاري لهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم من حبي، ولماتوا شوقاً إلي، إذا قال العبد: يا رب و هو راكع، قال الله له: لبيك يا عبدي، فإذا قال: يا رب و هو ساجد، قال الله له: لبيك يا عبدي، فإذا قال العبد: يا رب و هو عاص قال الله له: لبيك، ثم لبيك، ثم لبيك، الآية:
إياكم وسوء الظن با لله :
1 – مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾
أناس كثيرون سيئو الظن بالله، قال تعالى:
﴿ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ﴾
2 – فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء
أي اعمل عملاً صالحاً تبتغي به إرضاء الله عز وجل بينك وبينه:
﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ﴾
وقد فسر هذا السبب بعمل صالح تبتغي به مرضاة الله عز وجل، تصدق بمالك، عاون إنسان، أطعم فقيراً، ارع أرملة، أعن شيخاً متقدماً في السن، قال:
﴿ ثُمَّ لِيَقْطَعْ ﴾
3 – ثُمَّ لِيَقْطَعْ
كلمة ( ثم ليقطع ) كي تتناسب مع كلمة ( فليمدد ) أي ليدع كل المعاصي والآثام، أي يستقيم، ويعمل عملاً صالحاً، وأنا أقول لكل إخوتي: من توهم أن القدر ضده، وأنه يمشي شرقاً فيسد الطريق فهو مخطئ، قال بعض الشعراء:
أُغرب خلف الرزق و هو مشرق و أقسم لو شرقت راح يغرب
***
عنده سوء ظن، الدنيا كلها ضده:
﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ﴾
ليقدم عملاً خالصاً يبتغي به وجه الله ثم ليقطع كل معصية، ثم:
﴿ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾
4 – فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ
هذا الكيد ينتهي، هذا الوهم ينتهي، سوء الظن ينتهي، الله عز وجل يوفقه، أنا أكاد أقول: إذا كانت أمور الإنسان كلها معسرة باستمرار أنا أميل إلى أن أشك فيه، الله موجود، ما قال لكم: ادعونِي إلا ليستجيب لكم، ما قال: توبوا إلا ليتوب عليكم، ما قال: استغفروا إلا ليغفر لكم.
كل يوم لك – أيها العبد – رسالة فابحث عنها:
إذاً: أيها الإخوة الكرام، دقق في هذا اليوم في الرسائل الإلهية، في كل دقيقة رسالة من الله.
الإمام الشعراني كان يقول: " أنا أعرف مقامي عند ربي من أخلاق زوجتي ".
أحياناً يكون في الإنسان فتور، زاغ بصره قليلاً، تنشأ مشكلة مع زوجته، لسبب تافه يتقاطعان أسبوعين أو ثلاثة، أحياناً يكون منضبطاً أشد الانضباط خارج البيت، يأتي إلى البيت يسبغ الله على الزوجة مودة وجمالاً لم يكن يتوقعه، أعرف مقامي عند ربي من أخلاق زوجتي، و قد تقول: الزوجة تعرف مقامها عند ربها من أخلاق زوجها، لذلك الأمن الجنائي عنده قاعدة تعجبني: في أي جريمة يقول لك: ابحث عن المرأة في هذه الجريمة، وراء الجريمة مشكلة مع امرأة، أنا أقيس على هذه القاعدة: في كل مشكلة تصيب الإنسان ابحث عن المعصية: ما تواد اثنان في الله ففرق بينهما إلا بذنب أصابه أحدهما.
أما القول الفاصل:
(( يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ))
ذلك بأن عطائي كلام، وأخذي كلام، كن فيكون، زل فيزول.
الآن:
(( يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ))
لذلك لا تحاب نفسك إذا سارت الأمور على غير ما تريد، كن جريئاً، وكن واقعياً، واتهم نفسك، قل: أين الخلل ؟
أيها الإخوة الكرام، هذا الدرس حول رسائل ربنا جل جلاله لهذا الإنسان، أنت تتلقى في اليوم مئات الرسائل من الله، قد لا تنتبه، تظنها أفعالاً عادية، هذه رسائل، أحياناً تقول: يا رب، إني تبرأت من حولي و قوتي، و التجأت إلى حولك وقوتك، تجد توفيقاً عجيباً، تيسيراً عجيباً، إذا كان الله معك يخدمك عدوك، وإذا تخلى الله عنك يتطاول عليك أقرب الناس إليك.
إذا كان الله معك فمن عليك ؟ و إذا كان عليك فمن معك ؟ فلذلك من التوفيق والذكاء والعقل أن تفسر كل ما يجري كرسائل من الله أين الخلل ؟
قصة رمزية:
مرة سأل عصفور سيدنا سليمان ـ القصة رمزية ـ هل الله عز وجل مهول أم عجول ؟ فلما سأل ربه هذا السؤال قال: قل له: إنني لست عجولاً، أنا مهول، أمهل، فهي اطمأنت أن معها وقتاً طويلاً، وجدت لحماً يشوى فخطفت هذا اللحم، وطارت به إلى عشها، بطرف اللحم التصقت جمرة، فلما وضع اللحم في عشها احترق العش كله، واحترق البيض، فعاد إلى سيدنا سليمان وقالت له: أنا سألتك: هل الله عز وجل مهول أم عجول ؟ فقلت: إنه مهول، فإذا هو عجول، قال له: يا رب، ماذا أقول له ؟ قال له: قل لها: هذا حساب قديم.
كل شيء محسوب، دقق، ولا تحابِ نفسك، لا تقل: ظروفي صعبة، القدر ضدي، القدر يسخر مني، لا حظ لي، هذا كله كلام لا معنى له إطلاقاً، ابحث عن الذنب، ابحث عن الخلل، وإذا ليس هناك خلل فأنت في امتحان كي تثبت ثباتك، إذا كنت متلبِّسًا بالمعاصي تكون هذه المصائب عقابا، وإذا كان فيك استقامة تكون هذه المصائب امتحانا وابتلاء كي يتأكد أنك ثابت على الحق، ولستَ تعبد الله على حرف.