- أحاديث رمضان
- /
- ٠13رمضان 1427هـ - صلاح الأمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة، والحديث اليوم عن الجهاد.
مقدمات مهمات ممهدات:
1 – خطورة الاتجاه الانتقائي:
بادئ ذي بدء، أخطر اتجاه في الإسلام أن ننتقي منه ما يعجبنا، وأن ندع منه ما لا يعجبنا، هذا الاتجاه الانتقائي خطير جداً، لأن هذا الدين كل لا يتجزأ، وهو من عند الخبير، من عند العليم، من عند الذي يعلم وحده أسباب سلامتنا وسعادتنا، فإذا أخذنا منهجه، واخترنا منه ما يعجبنا، وتركنا ما لا يعجبنا لن نستطيع أن نقطف من هذا الدين شيئًا.
2 – الإضافة على الدين سبيل التفرقة، والحذف منه سبيل الضعف:
حينما أضفنا على الدين ما ليس منه أصبحنا فرقاً وشيعاً وأحزاباً، وكان بأسنا بيننا، وحينما حذفنا من الدين ما ينبغي ألا يحذف ضعفنا، لذلك الآن ظهر خطر التدخل، إضافة أو حذفاً على منهج الله، الطرف الآخر يريدنا ضعفاء، يريدنا أن نتحدث عن خيار السلم فقط، أما هو فيقيم حرباً استباقية ليبقى قوياً، وليملي إرادته علينا من أجل الإذلال، ونهب الثروات، هذا كلام أصبح واضحاً كالشمس.
3 – خيارات الجهاد حتمية:
حينما نجد في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن الجهاد، هذه الخيارات لا بد من أن نكون في مستواها دائماً، وإلا بالغ العدو في إفقارنا، ثم في إضلالنا، ثم في إفسادنا، ثم في إذلالنا، ثم في إبادتنا، والوقائع تؤكد هذه الحقائق.
اّيات تحض على الجهاد:
الآية الأولى:
يقول الله عز وجل:
﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
لأن الإنسان مخلوق للآخرة له في الدنيا منهج، أما إذا ألغيت الآخرة لا أقول لفظاً، لكن واقعاً، معظم الناس لا يدخلون في حساباتهم الآخرة، حساب الدنيا فقط، حساب الدنيا يقتضي ألا تجاهد، وألا تقاتل، وأن تعيش حياة وديعة مريحة، هذا يتناقض مع الجهاد، لكنك كمؤمن، آمنت أنك مخلوق للجنة، وأن للجنة ثمناً، من أهم أثمانها الجهاد، فلذلك:
(( من مات، ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق ))
الآية الثانية:
قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ﴾
معنى ذلك في جهاد مالي، أول معنى في جهاد نفسي بأموالكم وأنفسكم، في جهاد مالي قال تعالى:
﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
الآية الثالثة:
لازلنا في الآيات:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ﴾
أنت ترضى لو أن الملِك قال لك: اطلب، وتمنَّ، تقول له: قلم رصاص، هذا عطاء ملِك ؟
﴿ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ ﴾
أقَبِلت أن يكون نصيبك من الله الحياة الدنيا ؟ وما دام الموت ينهي الحياة الدنيا، فالدنيا كلها بكل أموالها، وبكل مباهجها هي أحقر من أن تكون عطاءً أو عقاباً.
(( لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء ))
قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ﴾
الآن الله عز وجل يبين لنا، قال تعالى:
﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾
وأنتم لا شك أنكم ذهبتم إلى البحر، وركبتم قاربا، أمسك بإبرة، واغمسها في مياه البحر، واسحبها، انظرْ بمَ رجعت ؟ كم هي كمية الماء التي حملتها الإبرة إذا غمستها في مياه البحر ؟ وما نسبة هذا الماء الذي حملته الإبرة إلى مياه البحر بأكمله ؟ أرأيت إلى هذا التشبيه، " ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما يأخذ المخيط إذا غمس في مياه البحر "
لذلك:
أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ـ نحن جميعاً لنا أسفار، ومشاهدات، لكن الأماكن التي سافرنا إليها محدودة ـ ولا أذن سمعت ـ المسموعات مليون ضعف عن المشاهدات، ففي الأخبار تستمتع إلى مدينة إلى، قرية، إلى مدينة بالي بإندونيسيا، زرتها ؟ ما زرتها، آلاف، بل عشرات ألوف الأسماء ترد إليك في الأخبار، لكن لم تذهب إليها.
(( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ))
لذلك قال تعالى:
أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾
الآية الرابعة:
ولأن الله عز وجل رب العالمين يعالجنا قبل أن نموت، قال تعالى:
﴿إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
الآية الخامسة:
ثم يقول الله عز وجل:
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ﴾
إله يقول لك: هذا الذي استشهد حي بكل معاني الكلمة، الحي يدرك، والحي يستمتع، والحي يسعد، والحي يقيم علاقات، قال تعالى:
﴿بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾
الآية السادسة:
وفي آية أخرى:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾
الجهاد التعليمي:
أيها الإخوة، لكن الحياة فيها ظروف متنوعة، فقد يكون الظرف لا يسمح، ولو أردت بجهاد قتالي، لكن الله سبحانه وتعالى وضعك أمام أنواع كثيرة من الجهاد، لا تقلّ أهميةً عن الجهاد القتالي أبداً، بالعكس لقد وصفت في القرآن الكريم بأنها الجهاد الكبير، قال تعالى:
﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾
الجهاد في الأساس من أجل ماذا ؟ من أجل نشر هذا الدين، فإذا أتيح لك أن تنشره فأنت في الجهاد الكبير، قال تعالى:
﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾
هذا هو الجهاد الكبير:
لذلك أن تتعلم الحقيقة والحق، أن تتعلم القرآن الكريم، وأن تعلمه، أن تدعو إلى الله أن تصلح الناس، أن تصلح إذا فسد الناس، هذا جهاد كبير بنص القرآن الكريم، قال تعالى:
﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾
وهذا الجهاد متاح لكل مسلم، ولا تساءل عليه إطلاقاً، إذا قدمت نصيحة إلى من يلوذ بك من يحاسبك ؟ إذا بينت للناس عظمة هذا الدين، ودقة هذا المنهج، وكمال هذا النبي، وأن هذا الدين طريقنا إلى الجنة، وأن هذا الدين طريقنا إلى القوة، وهو طريقنا إلى العزة، وطريقنا إلى الحرية، أنت حينما تكون مع الله تكون قوياً، بدل من أن تخضع، ومن أن تنبطح، وأن تستسلم تملي شروطك على الطرف الآخر، وليس بعيداً عنكم أن ثلة قليلة قلبت موازين المنطقة بشكل عجيب، فحينما تستسلم لمعادلاتهم، وتقبل إملاءاتهم فأنت لا تعرف الله، واللهُ موجود، قال تعالى
﴿قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾
الإيمان الدقيق أن ترى أن الله موجود، والأمر بيده، والمعادلات بيده، وموازين القوى بيده، وفي أية لحظة يقوي أولئك، ويضعف أولئك.
بالتعبير الذي أقدمه للتوضيح: الله عنده خيارات لا تعد ولا تحصى، قد تكون ضعيفاً ولك عدو جبار، يكفي أن يلقي في قلبه الرعب، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( نصرت بالرعب مسيرة شهر ))
بعضهم علّق وقال: " وأمته من بعده حينما تركت سنته هزمت بالرعب مسيرة عام ".
إنّ أيّ إملاء يملى على المسلمين انبطاح استسلام خوف، عندك خيار الجهاد، لماذا ألغيته ؟ لماذا أردت أن تكون ضعيفاً ؟ لماذا أردت أن تكون متلقياً للأوامر ؟ لماذا لمْ تملِ على الآخرين أوامرك ؟ أين عزتك ؟
اجعل لربك كل عزك يــــستقر ويثبت
فإذا اعتززت بـمن يموت فإن عزك ميت
***
أقول لكم كلاماً دقيقاً: إنّ أيّ أمة تلغي من حياتها خيار الجهاد تكون ذليلة، وتكون في حال لا تحسد عليه أبداً.
الجهاد الدعوي:
أيها الإخوة الكرام، هناك خيار آخر، الجهاد القتالي قد تكون في مكان، أو في زمان لا تستطيع، ولا يسمح لك، أمامك الجهاد الدعوي، قال تعالى:
﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾
إذا كنت صادقاً في طلب الجهاد فبإمكانك أن تجاهد جهاداً دعوياً.
أنا أقول لكم، والحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح: أيّ رجلٍ منا يلغي من حياته الجهاد فهو قريب من النفاق، هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( من مات، ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق ))
إذاً: الجهاد الدعوي متاح لك.
جهاد النفس والهوى:
الآن جهاد النفس والهوى متاح لك، فمن يمنعك أن تكون عفيفاً ؟ أن تكون صادقاً ؟ أن تصلي الليل ؟ أن تستقيم على أمر الله ؟ أن تربي أولادك ؟ أن تأمرهم بالصلاة ؟ من يمنعك أن تكون داعية من النوع فرض العين، في حدود ما تعلم، ومع من تعرف، من يمنعك ؟ من يمنعك إذا دخلت بيتك أن تحدث أولادك بما سمعت في الخطبة ؟ مثلاً، من يمنعك إذا جلست في مكان عملك ساعة راحة أن تحدثهم بشرح آية، أو حديث، أو موقف ؟ من يمنعك ؟ هذا الجهاد الدعوي، وهناك جهاد النفس والهوى، غُضّ بصرك، واضبط لسانك، واضبط جوارحك، واضبط دخلك، واضبط إنفاقك.
الجهاد البنائي:
ثم هناك الجهاد البنائي، نحن أمة إذا أتقنا أعمالنا طورنا اختصاصاتنا، واستخرجنا ثرواتنا، وفجرنا طاقاتنا، و استصلحنا أراضينا، و أقمنا السدود، و هيئنا فرص عمل.
زرت بلدا إسلاميا في شرق آسيا، حدَّثنا السفير كلاماً، وكأنه خيال، قال: هذا البلد كان أهله في الغابات قبل ربع قرن، هم يعدون ثلاثة وعشرين مليونا، الآن صادراتهم إلى العالم تفوق صادرات العالم العربي مجتمعاً، بما فيها النفط، عندهم فائض بستين مليار دولار، الربا عندهم ممنوع، بطاقات الائتمان إسلامية، التأمين إسلامي، بلد طبق تعاليم الإسلام، وحقق نتائج كبيرة جداً، فالأمر بيدنا، النجاح بيدنا، والكرة في ملعبنا، والحل بيدنا، هذا الكلام القرآني:
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
﴿وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ ﴾
﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ﴾
﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾
يكفي أن تكون جندياً لله، فأنت الغالب قولاً واحداً، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق ذلك، قال تعالى:
﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾
أدلة أنواع الجهاد من القراّن
1 – الدليل القرآني على الجهاد البنائي:
أيها الإخوة الكرام، الجهاد البنائي أين غطي بالقرآن ؟
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾
ترهبونه من أجل ألا يكون إرهاب.
أيها الإخوة الكرام، الإرهاب الغربي الدولي المنظم المخطط له المدروس من أجل أن يستمر يحتاج إلى إرهاب إسلامي مستمر، هم يصنعونه لنا، وينسبونه إلينا من أجل تشويه سمعتنا، لذلك إن أعددت لهم العدة من أجل ألا تتهم بالإرهاب تحترم، قال تعالى:
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾
هذا الجهاد البنائي.
2 – الدليل القرآني على الجهاد الدعوي:
الجهاد الدعوي:
﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾
1 – الدليل القرآني على جهاد النفس:
الجهاد النفسي، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾
آيات قرآنية كلها كلام الله، لا يحذف منه شيء، أنت بين جهاد النفس والهوى، وهو أصل الجهاد، وهو الجهاد بالمصطلح الحديث الأساسي، عندنا تعليم أساسي من الأول إلى التاسع، وتعليم ثانوي، وتعليم جامعي، ودراسات عليا، الجهاد النفسي جهاد النفس والهوى هو الجهاد الأساسي، وهناك جهاد بنائي، أن تتقن عملك، أن تطور خبراتك، أن تكون قوة لأمتك، لا أن تكون عبئاً عليها.
أقول لكم بكل بساطة: هذا الذي يسافر إلى بلاد الغرب تروق له الحياة هناك، الغرب مستقر من مئتي عام، مستقر البناء، ومستمر، الحاجات ميسرة، الإنسان هناك له حقوق كبيرة، فتروق له الحياة، ينسى أمته، يقدم خبرته لأعداء أمته، طاقاته لأعداء أمته، فأنت عملت عملاً يناقض الجهاد البنائي، والله عز وجل قال:
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ ﴾
الجهاد النفسي متاح لك، بل أنت مشكور عليه، والجهاد البنائي كل البلاد الإسلامية تقدسه، يقول لك: عمل، بناء، إتقان، استغناء عن الاستيراد، تفجير الطاقات، إنشاء السدود، تأسيس معامل، العالم الإسلامي كله يبارك لك هذا الجهاد، وتوفير فرص عمل، وحل مشكلة الناس، وتأمين بيوت للشباب، مليون عمل يمكن أن تقوى به أمتك، هذا الجهاد البنائي، والجهاد الدعوي هو الدعوة إلى الله كفرض عين، في حدود ما تعلم، ومع من تعرف، والجهاد النفسي جهاد النفس والهوى، فإذا أتقنت الجهاد النفسي، وأتقنت الجهاد البنائي، وأتقنت الجهاد الدعوي ففي الأعم الأغلب أصبح الطريق سالكاً إلى النجاح في الجهاد القتالي.
لكن شخصا تاركا للصلاة، تاركا للفرائض، مقترفا لكل الآثام والمحرمات، أول شيء صلى قيام الليل، طوّل بالك، هذا قيام الليل بعد أداء الصلوات، بعد الاستقامة على أمر الله، هو تارك لكل الفرائض، ومقترف لكل الكبائر، ويريد أن يبدأ بقيام الليل، هذا شيء مستحيل.
الكرة في ملعبنا كما يقال:
لذلك أيها الإخوة الكرام، اطمئنوا الكرة في ملعبنا:
﴿وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ ﴾
اللهُ عز وجل ينتظرنا، ولما يئس المسلمون، ونحّوا الدين جانباً، وكان حالهم حال الإحباط، أعلمهم اللهُ عز وجل في الأحداث الأخيرة أنني موجود، وأن كل موازين القوى التي توهمتموها غير صحيحة، مهما يكن العدو شرساً، وقوياً، هو فأكبر جيش في المنطقة، أكبر سلاح طيران في المنطقة، مع ذلك قلة قليلة أرغمت أنفه، وأذلته، هذا التعبير أخذته من صحافتهم المقاومة، أذلت الجيش الإسرائيلي، الخيارات معنا، لكن هات الإيمان، وخذ النصر، هات الإعداد، وخذ النصر، هات الحب بيننا، وخذ النصر، هات الوحدة بيننا، وخذ النصر، هات الإعداد، وخذ النصر.
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ ﴾
لا لليأس !!!
أخطر شيء يؤلمني أن ييئس المسلمون، قال تعالى:
﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
إياك أن تيئس، إياك أن تشعر بالإحباط، الله موجود، قال تعالى:
﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
الحديث عن الجهاد طويل، لكن من فضل الله صار من الممكن أن تقول عن الجهاد شيئاً، لأن الدروس القاسية علمتنا أنه الطريق الوحيد إلى أن نستعيد كرامتنا، وأن نستعيد دورنا القيادي بين الأمم