- أحاديث رمضان
- /
- ٠13رمضان 1427هـ - صلاح الأمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة.
من علو الهمة التفكر في خلق السماوات والأرض:
مرت آيات في هذه السورة ترفع همة الإنسان، للتأكد أن هذا الدين هو الحق، ولا حق في الأرض سواه، حينما يكتشف الإنسان قبل عقدين من الزمن أن الذي وصل إلى الفضاء، و تجاوز طبقة الهواء دخل في ظلام دامس، الأمر الذي حمله على أن يصيح بقوله: لقد أصبحنا عمياً، أما أن تجد آية في كتاب الله نزلت قبل ألف وأربعمئة عام تقول:
﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ﴾
القراّن معجزة إلى قيام الساعة:
المعجزة شهادة الله بأحقية القرآن ورسالة النبي:
المعجزة شهادة الله بأحقية القراّن ورسالة النبي:
معنى ذلك أن كل نبي جاء بمعجزة، والمعجزة شهادة الله له أن هذا القرآن كلامه، و أنه رسوله، لابد من أن يشهد الله للناس أن هذا الإنسان الذي يقول: أنا رسول الله، هو رسول الله حقاً عن طريق المعجزات، لكن كل نبي له قول، وزمن محدد، فمعجزاتهم كانت حسية، أما نبينا عليه الصلاة والسلام هو لكل العالم، لكل العالمين، هو رحمة للعالمين، ولآخر الزمان، ولقيام الساعة، وكتابه خاتم الكتب، إذاً: لابد من معجزة تستمر إلى نهاية الدوران، ولن تكون المعجزة الحسية قابلة للاستمرار، لأن المعجزة الحسية كتألق عود ثقاب تتألق، ثم تنطفئ، تصبح خبراً يصدقه من يصدقه، و يكذبه من يكذبه.
إذاً: لابد من معجزة مستمرة هي شهادة الله للخلق، ولاسيما المشككين أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن.
هذه آية من آيات شهادة الله للناس في آخر الزمان أن هذا القرآن كلام الله:
﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ﴾
أيها الإخوة الكرام، كما تعلمنا أن آية الأمر يقتضي أن نأتمر بها، وأن آية النهي يقتضي أن ننتهي عنها، وأن آية وصف الجنة يقتضي أن نعمل لها، وأن آية وصف النار يقتضي أن نفر منها، وأن قصص الأقوام السابقة يقتضي أن نتعظ، وأن الآيات الكونية تقتضي أن نفكر، إن فكرنا عرفنا الله عز وجل.
من الأيات الكونية: خلق الله:
لذلك سورة النحل طافحة بالآيات الكونية:
﴿ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾
1 – الإنسان خُلِق من عدم:
بالمناسبة الله عز وجل خلق كل شيء من لا شيء، الإنسان يصنع شيئاً من كل شيء، لذلك الله عز وجل دعانا إلى الموازنة.
2 – الإنسان بين الكلية الطبيعة والكلية الصناعية:
أحياناً تجد كلية صناعية حجمها بحجم الطاولة يقتضي أن تجلس إلى جانبها في الأسبوع ثلاث مرات، وفي كل مرة ست ساعات، تدفع ثلاثة آلاف ليرة، أما هذه الكلية الطبيعية المودعةفي أسفل الظهر فتعمل بصمت، ودون أن تتعطل، وأنت في العمل، وأنت في النوم، وأنت في البيت، تعمل بلا ضجيج، وبلا كلفة، وبأعلى درجات الغسيل.
غسيل الكليتين في الكلية الصناعية ليس تاماً، تبقى نسب من حمض البول في الكلية، هذه النسب تسبب بعض الكآبة، تسبب بعض الردود القاسية في التعامل مع الآخرين، لذلك:
﴿ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ﴾
3 – العين:
وازن بين هذه العين وآلة التصوير، العين أيها الإخوة في الميليمتر المربع في الشبكية مئة مليون مستقبل ضوئي، بينما أرقى آلة، آلة تصوير رقمية احترافية في الميليمتر المربع عشرة آلاف مستقبل ضوئي بالضبط، وفي العين مئة مليون:
﴿ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ﴾
بين خلق الله وصناعة الإنسان:
أيها الإخوة الكرام، لو نهجنا هذا النهج، أن نوازن بين صنعة الإنسان، وصنعة الواحد الديان، ائت بوردة طبيعية وردة صناعية، أعتقد الفرق كبير جداً الوردة الصناعية بعد حين تمل منها تلقيها في المهملات، أما الطبيعية ففيها حياة.
وازن بين مجسم امرأة في محلات بيع الألبسة والمرأة الحقيقية، مجسم طفل، وبين الطفل الحقيقي:
﴿ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾
كأن الله بهذه الآية أعطانا منهجاً للتفكير.
أنت عبد الله في كل الأحوال:
أيها الإخوة الكرام، أما قوله تعالى:
﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾
الإنسان بين أن يكون عبْدَ شكرٍ و عبْدَ قهرٍ:
لا تنسوا أنك عبد لله، إما أن تكون عبد قهر، أو أن تكون عبد شكر، عبد القهر جمعه عبيد:
﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾
كل إنسان تحت رحمة الله، في ثانية تصيبه آفة كبيرة تجعل حياته جحيماً، إلا أنك إذا كنت عبْدَ شكرٍ تعرفت إلى الله، وطبقت منهجه، وأقبلت عليه، هذا العبد جمعه عباد، وعباد الرحمن، بين أن تقول:
﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾
وبين أن تقول:
﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ﴾
إذاً: نحن عبيد لله، فالبطولة أن نكون عبيد شكر لا عبيد قهر.
طاعة في زمن الشباب تساوي خريف عمر رائع:
إخواننا الكرام، الإنسان في شبابه يتمتع بنشاط كبير، لكن التفاوت الكبير بين الناس في شيخوختهم، لذلك من كان في شبابه طائعاً لله متعه الله بخريف عمر رائع، أي ملكاته كاملة، صحته كاملة، حوله من يحبه، له مكانة مصدر توجيه، حياة الإنسان إذا نشأ في طاعة الله له شيخوخة رائعة، بينما حياة الإنسان إذا كان في شبابه مضيعاً لأوامر الله تكون شيخوخته مذلة ومهانة.
والله أيها الإخوة الكرام، هناك قصص لما يطرأ على بعض المتقدمين في السن عجيبة جداً، أنا أعرف إنساناً في العهد التركي له شأن كبير جداً، أحد أكبر الوزراء، في خريف عمره فقَد ذاكرته، يخرج من البيت، ولا يعود، يبحثون عنه في كل المدينة فيعثرون عليه في أحد أحيائها:
﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئا ﴾
أيها الإخوة، مرة ثانية: بطولتك بخريف عمرك، وخريف عمرك مرتبط بشبابك.
كان هناك طبيب في البلدة، كان طبيبا نسائيا وحيدا قبل ستين سنة تقريباً، لا يوجد غيره، ولا يقبل أن ينتقل من عيادته إلى بيت المرأة التي على وشك الولادة إلا سيارة وليرة ذهب إنكليز، يستغل الناس استغلالاً، كم من امرأة باعت فراشها، وأثاث بيتها ليكون أجرة معالجتها، وجمع ثروة طائلة، وعمّر بناء بأحد أحياء دمشق الراقية، له واجهة مزخرفة من الحجر، أصابه شلل أسابيع عدة، فضاقت زوجته به ذرعاً، فوضعته في قبو البناء، وترسل له الطعام مع الخادمة، يسأل عنها فلا ترد عليه، فلما فاحت رائحته الكريهة نقلته إلى مكان بعيد، ثم مات، هذا خريف العمر، لكن أحياناً تجد إنساناً طيبا في شيخوخته.
والله مرة زرت والد صديقي في العيد قال لي: أنا عمري ستة وتسعون عاما أجرينا البارحة تحليلات كاملة، كلها طبيعي، قال لي: والله لا أعرف الحرام، لا حرام المال، ولا حرام النساء.
وكان شيخ من شيوخ الشام الكبار قد بلغ السادسة والتسعين منتصب القامة، بصره حاد، سمعه مرهف، أسنانه في فمه، حين يسأل: يا سيدي، ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ يقول: يا بني حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر.
هذا ليس له وحده، لكم جميعاً، كل إنسان في شبابه يحفظ الله عز وجل، يمتعه بشيخوخة رائعة، ونسأل الله عز وجل أن يمتعنا بخريف عمر فيه قوتنا، ومكانتنا، ومعنا ما يغطي حاجاتنا.
إذاً:
﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً ﴾
إنها أخطر المراحل: ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
هناك إنسان ذهب إلى مستشفى الأمراض العقلية قال: هذا أصعب مهجع، فيه حالات مستعصية، والله وصف لي وصفا لأسبوعين أو ثلاثة لم تبرح الصورة التي قدمها مخيلتي، نساء ورجال عرايا والدماء، يأكلون غائطهم، الوصف يفوق حد الخيال، " حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر ".
أنا أخاطب الشباب، أخاطب من في مقتبل العمر، شيخوختك منوطة بشبابك، إن كنت في شبابك طائعاً لله عفيفاً مستقيماً متعك الله بخريف عمر رائعاً، صحة ومكانة وقوة والنبي الكريم يقول: ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، فيه شيء دقيق.
الية المص عند الطفل الرضيع:
أيها الإخوة الكرام، أنتم لو علمتم أن آلية معقدة جداً خلقت مع الإنسان، ولم يُخلق معه شيء آخر، والدليل:
﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً ﴾
جميع القدرات والمهارات، والأعمال تتكون بعد الولادة إلا أن آلية معقدة جداً تُخلق مع الإنسان لولاها لما كان هذا الدرس، ولما كانت دمشق، ولما كان أحد على وجه الأرض، آلية المص، الطفل حينما يولد رزقه الوحيد من ثدي أمه، وهو لا يعقل ولا يفهم، مَن علّمه أن يضع شفتيه على حلمة ثدي أمه، ويحكم الإغلاق، ويسحب الهواء ؟ هذه الآلية يسميها علماء النفس منعكس المص، لولا هذا المنعكس لما رأيت إنساناً على وجه الأرض، لذلك قال تعالى:
﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾
المغفرة لمن تاب وأصلح:
هناك لفتة نظر دقيقة: دائماً هناك وهم عند معظم الناس أن الله غفور رحيم، من قال لك ذلك، الأمر ليس كذلك، هو غفور رحيم، ولكن بشرط، هذا الشرط تكرر في القرآن ثماني مرات:
﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
هذه الصيغة بأشكال متعددة وردت ثماني مرات في القرآن الكريم، أي لا تطمع بالمغفرة قبل أن تتوب، لا تطمع بالمغفرة قبل أن تصلح ما كان منك، لا تطمع بالمغفرة قبل أن تقلع عن الذنب
﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
لو أردت أن تبحث في معجم القرآن الكريم عن كلمة ( من بعدها ) لوجدت عدة آيات بهذه الصيغة تؤكد أن المغفرة لا تكون إلا بعد التوبة.
إخواننا الكرام، يقول الله عز وجل:
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ﴾
يقابل هذه الآية:
﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾
نعمتان عظيمتان: الإطعام من الجوع والأمن من الخوف:
أي أعظم نعمتين على الإطلاق أن تجد ما تأكل، وأن تنام مطمئناً، وأكبر عقاب عقابُ الجوع والخوف معاً.
1 – بين تفسيرات الواقع وتفسيرا القرآن:
فلذلك يمكن أن تفسر المصائب التي تنزل بالمسلمين تفسيراً توحيدياً، تفسيراً قرآنياً، وهناك آلاف التفسيرات الأرضية، يقول لك: عدوان غاشم، يقول لك: هجمة شرسة، يقول لك: مؤامرة صهيونية، يقول لك: من عمل الموساد، استعمار حديث، الغزو الغربي، الغزو من أجل الحرية والديمقراطية، اجتياح، عدوان، استعمار استيطاني، مصطلحات كثيرة:
﴿فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)﴾
2 – الكرة في ملعبنا:
الله موجود، حاول أن تفسر ما تسمع تفسيراً قرآنياً، التفسير القرآني مريح، لكن لماذا هو مريح ؟ لأن الكرة في ملعبنا:
﴿ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ ﴾
النجاة بيدنا، والخلاص بيدنا، والقوة بيدنا، والعزة بيدنا، والحرية بيدنا، فنحن ما لم ننتهج منهج الله عز وجل فنكون رقماً لا معنى له في خطط أعدائنا.
يقال: العلم حرف، والتكرار ألف:
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
1 – بين الحسن والأحسن:
آخر نقطة أيها الإخوة الكرام، نحن عندنا كلمة حسن، وعندنا كلمة أحسن، حسن صفة، أحسن اسم تفضيل، الله عز وجل قال:
﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾
2 – الجدال بالتي هي أحسن:
يجب أن تختار الألفاظ الحسنة:
﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ﴾
هذا في الدعوة، أما في الحوار، في الجدال فشأن آخر، في الجدال نفوس، كل شخص ربط كرامته بأفكاره، أو كرامته بمذهبه، أما في الجدال:
﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
إذا كان هناك مئة عبارة حسنة في الجدال فيجب أن تختار العبارة الأحسن، لأن الجدال فيه مشادة الأفكار ارتبطت بالكرامة، فإن أردت أن تهينه، أو أن تذله فأنت لست بداعية، أما إن أردت أن تأخذ بيده فإنك تختار العبارة الأحسن، في الدعوة العبارة الحسنة، في الجدال العبارة الأحسن.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن ننتفع بهذه النقاط التي يمكن أن ترفع همتنا إلى الله عز وجل.